الفصل الثاني
عدت طيف الفطور الذي اختصرته في شطيرة بيض وكوب قهوة سوداء سربعة التحضير.. ثم جلست تسترخي أمام التلفاز تشاهد تلك البرامج الخاصة بزملائها والتي تعرض على محطتهم
تنهدت وهي تعيد رأسها للخلف بملل.. تفكر في تلك الاجازة التي قفزت لعقلها فجأة تغير نمط حياتها لوقتٍ قصير.. تأمل أن تكون تلك العطلة شفاء للخمول النفسي الذي تمر به هذه الفترة
تعالت الطرقات العالية على باب شقتها تخرجها من شرودها الملول.. فوقفت وسارت إلى الباب تنظر للشاشة الصغيرة الي تعكس صورة الزائر
بل كانت زائرة وبالتحديد ززجة عمها الشمطاء والتي يبدو على وجهها الغضب العنيف.. تأفأفت طيف ودونت رمز المرور وفتحت الباب لها تقول بهدوء...
-كيف اساعدكِ
دفتها زوجة عمها ودخلت الشقة كعاصفة هوجاء وهي تصرخ في وجهها بإتهام كريه...
-لهذا السبب خرجتِ من المنزل بكل هدوء لأنك تعلمين أن مسألة أيام ويعود لكِ ياسارقة
جعلتِ جدك اللعين يكتبِ لكِ هذا المنزل بإرادته
أم انك استغليت ذاك الوجه البريئ وكونك تقيمين معه لتأخذي ماليس لك.. اهذا كان غرضك الأساسي الذي جئت لاجله من ايطالية خصيصًا يالعينة!
توسعت عيناها بدهشة وجعدت جبينها وهي تسمع تلك الاتهامات التي تُلقى عليها تباعًا فقالت بلا فهم...
-مالذي تقولينه.. أي منزل الذي كُتب باسمي
أنا لا علم لي بما تقولينه، لقد اخبرتكم بكل وضوح أنني متنازلة عن الارث ولا أريد من مال جدي شيئًا
اهنئوا به لا حاجه لي بهذا المال
تخصرت زوجة عمها وهي تضحك ساخرة وتقول بحدة...
-اتريدين أن اصدق هذا الكلام الفارغ.. ألم تتفقي مع جدك أن يكتب لكِ منزل من ثلاث طوابق وايضًا أحد أراضيه في القرية والتي تبلغ مساحتها ضعف مساحات الأراضي الأخرى.. هه، وتقولين لا تريدين إرث.. هل تريني مغفلة مثلك يابنت
مسحت طيف جبينها وهي تحاول كل طاقتها إلا تطردها شر الطرده من شقتها.. هي تركت لهم كل شيء.. لا تود بيت ولا أرض ولا مال.. لا تود منهم شيئًا.. تود العيش بسلام بعيدًا عن طمعهم وحقدهم
تطاولت زوجة عمها أكثر حينما قالت بكل جرأة وقحة...
-ستأتين معي إلى المحامي وتتنازلين عن المنزل والأرض وحتى ارثك الاساسي لأولادي.. فهم الأحق بهم لن ادعهم يُظلموا كما ظُلم والدهم في طفولته وشبابه بسبب ذاك الرجل الأناني ألــ
قاطعتها طيف وهي تشير لخارج المنزل بهدوء...
-إلى الخارج.. اخرجي من منزلي قبل أن أتصل بالحراس ليأخذوكِ بطريقة مُهينة..ولا تتأتي هنا مرة أخرى إن صمتت على اهانتك مرة لن أصمت الأخرى
تلون وجه السيدة بغضب وزجرتها وهي تخرج من المنزل مفتعلة ضجيج..
-ستندمين ياطيف.. ستندمين على مافعلته انتِ وءاك اللعين جدك، كلامي ليس معكِ بعد الآن
أغلقت طيف الباب خلفها وهي تتنهد مرهقة
ليت الانسان بختار عائلته.. لم يكن هذا حالها الآن
وماكادت تعود للجلوس أمام أريكتها.. سمعت الطرقات على الباب من جديد وقبل أن تمسك هاتفها وتحادث الحراس وصلها صوت ليلى التي قالت سريعًا...
-افتحي ياطيف هذه أنا ليلى
فتحت الباب ونظر لليلى لتجدها تنظر لها بقلق وتقول شاحبة...
-تلك المرأة مرعبة حقًا.. صوتها وصل لأخر البناية
لا أعلم كيف يمكن للمرء أن يكون حقودًا بتلك الدرجة.. ياالله.. أنا خائفة من أن يؤذوكي هؤلاء لا قلب لهم ولا ضمير
قلبت طيف عيناها بملل وهي تغلق خلفها الباب وتتجه للأريكة تجلس عليها بهدوء، فـ صديقتها ليلى جبانة إلى ابعد درجة ممكن.. تخشى من كل شيء
تظن أن العالم عبارة عن غابة مليئة بالوحوش والابرياء.. تصور الحياة أنها مجرد صراعات لا تنتهي الا بقتل الناس بعضهم
وهي لا تلومها ابدًا على خوفها وجُبنها المبالغ فيه
فـ ليلى تعرضت في طفولتها لظروف عائلية صعبة انتهت بقتل والدها لوالدتها ثم سُجن
وتولت جدتها رعايتها وتعليمها فباعت الجدة كل املاك العائلة وانتقلت للمدينة تحاول التوفير لليلى مستوى معيشي لائق فوق المتوسط
كانت عايلة والدتها عائلة غنية.. وكقصص الماضي
تمرددت الفتاة وتزوجت رجلا أقل منها اجتماعيا وماديا لينتهي بها الأمر مقتولة على يده
فأخذت الجدة صغيرة ابنتها وغادرت المدينة وسكنت تلك المدينة بعدما اشترت تلك الشقة في ما يسمى "كومباوند" يضم مافوق متوسطي الدخل.. وادخلت ليلى جامعة خاصة وتحاول تعويضها عن كل السلبيات التي عاشتها في طفولتها بين أمٍ مظلومة قُتلت أمامها وأبٍ ظالم استحل دماء زوجته
استفاقت طيف على أنامل ليلى وهي تربت على كتفها قائلة...
-لمَ تبدين شاردة.. حديثها جرحك اليس كذالك
لا تأبهي به وأنا سأحذر حراس البناية ألا يدخلوها من جديد
حركت رأسها نافية وتتنهد تقول..
-لا بل أفكر في عطلتي.. سأسافر بعد غد إلى ايطاليا لاقضي مع أمي عطلتي، وسأعود بعد عشرون يومًا
أود أن اشحن طاقتي بدلاً من الخمول الذي أعيشه
تحدثت بلهفة تؤيد قرارها ذاك وهي تقف مستعدة للعمل...
-نعم نعم.. سافري واختفي من محيط عائلتك كي ينسونك ويخرجونك من عقولهم، وايضًا حاولي الاسترخاء قليلاً، سأذهب للتدريب الآن وأعود لأجلس معك قبل سفرك.. انتبهي لنفسك
حركت طيف رأسها بإيجاب وودعتها ووقفت لتفتح لها الباب وتغلقه خلفها وهي تفكر فيما ستنجزه اليوم
تحتاج ان تحجز تذكر الطيران وايضًا تشتري بعض الهدايا لوالدتها وزوجها وصديقتها "ليسا"
ثم ستذهب لتزور قبر جدها تودعه.. وستأتي للمنزل كي تجهز حقيبة سفرها.
مر اليوم وبالفعل فعلت أغلب المهام.. وحجزت تذكرة الطيران بعدما ابتاعت الهديا الرقيقة والمختلفة
ثم ركبت سيارتها واتجهت إلى مقبرة جدها
تود لو تحادثه قليلاً وتؤنس وحشته كما وصاها في أحد الأيام.. طلب أن تأتيه من وقتٍ لأخر.. وتثرثر معه كما كانوا يثرثروا في الماضي
وبالفعل اقتربت من قبره وجلست على مقعد خشبي اوصت حارس المقابر ألا يأخذه من جوار قبر الجد
وبدأت تثرثر عما حدث معها بعد موته.. تخبر عن شقتها الجديدة وحياتها المملة
تخبره عن حديثها مع سعد ورغبتها في التفكير مرة اخرى.. تسأله عاتبة لمَ كتب المنزل والأرض باسمها
وهو أكثر من يعلم أن أولاده لن يتركوها تهنأ بهم
طالت جلستها جواره ونسيم الهواء يضرب شعرها فيبعث الراحة في نفسها.. هي لا تخشى المقابر كليلى
بل تجد الراحة والسلوى بهما.. ففي كل زيارة لجدها تعود لمنزلهل مرتاحة النفس قليلا
تفرغ صدرها من الهموم وتعود شقتها تنعم ببعض السلام الداخلي.. كما حالها الآن
بدء النهار ينحسر ويختفي الضوء بين خيوط الليل وهي لازالت جالسة تحدق في الفراغ بشرود
انتهى حديثها وضبت ثرثرتها وبقت صامتة تتنعم بتلك الدقائق المريحة قبل سفرها بعد غد
ولكن مااخرجها من شرودها تلك الخطوات التي تقترب منها ببطئ
التفتت لترى شابًا يقف خلفها وينظرها بنظرات غير بريئة جعلتها تجعد جبينها وتتأمل ملامحه بحيرة إلى أن تبينته.. هي رأت ذاك الشاب مع ابن عمها رمزي يوم دفن الجد.. كان يشبه ابن عمها في ابتسامته الساخرة اللعوبة وأفعاله الطائشة.. وفي غمرة حزنها يوم الدفن كان يحاول التقرب منها بطريقة مقرفة
انتفضت من جلستها واستعدت للذهاب ولكنه قبض على رسغها يقول بلهجة لعوبة...
-أين ذاهبة ياحُلوة.. لقد جئت خصيصًا لأجلك
تلقائيًا دفعته عنها بقوة وهي تصرخ بحدة...
-ابتعد ياحقير..كيف سمح لك حارس المقابر أن تدخل
كادت تسير من جديد ولكن أحكم قبضته عليها بعنف يجذبها لصدره يتحرش بجسدها بكل صفاقة ووقاحة...
-تحاولين رسم دور الصعبة.. اراهن على انك كنتِ تقضينها ليلاً نهارا وانت خارج البلاد.. هذا الجسد الغض لن يكون بهذا الكمال إلا بفضل التجارب الممتعة..
رفعت كفها تصفعة بقوة وهي تصرخ زاجرة وهي تقاومه مي تبتعد عن جسده بصعوبة..
-ابتعد عني.. ابعد يداك القذرتين ابتعد عني
ساعدونـــــي..ابتعد عني ياحقير
ظل يتجرأ بيده عليها يحاول تجريدها من مقاومتها وملابسها وهي تتلوى بين يداه برفض وتصرخ مستنجدة بأحد.. ولكن المقابر ليلا لا زائرين فيها ولا منقذين
فجأة شعر الشاب بأحد يجذبه من شعره بقوة ويلكمه على وجهه بعنف يأخذه على حين غرة ويشتت تركيزه..لكمة أخرى اخذها وذاك الرجل يلقيه ارضًا بعنف وهو يزئر بعنف
كان الليل قد حل فلم يتبين وجه الرجل الذي ظهر من العدم فجأة لينقذ طيف من كارثة لا شفاء منها
انزوت طيف جانبًا وهي ترتعش خوفًا ودموعها تهبط تابعًا وهي ترى ذاك الرجل يضرب الحقير الذي تجرأ وحاول التعدي عليها
كانا يتعاركان بعنف ولأن الرجل يفوق الشاب طولًا كان قادرًا على النيل به وتسديد ضرباتٍ متتالية له
حينها تدارك الشاب أن هناك أحد أفسد متعته في هذه اللحظة الثمينة من وجهة نظرة فأمسك حجر كبير وهو يعتدل من الأرض ويزمجر بقوة وهو يوجه الحجر لرأس ذاك الرجل فسقط ارضًا
تنهدت وهي تعيد رأسها للخلف بملل.. تفكر في تلك الاجازة التي قفزت لعقلها فجأة تغير نمط حياتها لوقتٍ قصير.. تأمل أن تكون تلك العطلة شفاء للخمول النفسي الذي تمر به هذه الفترة
تعالت الطرقات العالية على باب شقتها تخرجها من شرودها الملول.. فوقفت وسارت إلى الباب تنظر للشاشة الصغيرة الي تعكس صورة الزائر
بل كانت زائرة وبالتحديد ززجة عمها الشمطاء والتي يبدو على وجهها الغضب العنيف.. تأفأفت طيف ودونت رمز المرور وفتحت الباب لها تقول بهدوء...
-كيف اساعدكِ
دفتها زوجة عمها ودخلت الشقة كعاصفة هوجاء وهي تصرخ في وجهها بإتهام كريه...
-لهذا السبب خرجتِ من المنزل بكل هدوء لأنك تعلمين أن مسألة أيام ويعود لكِ ياسارقة
جعلتِ جدك اللعين يكتبِ لكِ هذا المنزل بإرادته
أم انك استغليت ذاك الوجه البريئ وكونك تقيمين معه لتأخذي ماليس لك.. اهذا كان غرضك الأساسي الذي جئت لاجله من ايطالية خصيصًا يالعينة!
توسعت عيناها بدهشة وجعدت جبينها وهي تسمع تلك الاتهامات التي تُلقى عليها تباعًا فقالت بلا فهم...
-مالذي تقولينه.. أي منزل الذي كُتب باسمي
أنا لا علم لي بما تقولينه، لقد اخبرتكم بكل وضوح أنني متنازلة عن الارث ولا أريد من مال جدي شيئًا
اهنئوا به لا حاجه لي بهذا المال
تخصرت زوجة عمها وهي تضحك ساخرة وتقول بحدة...
-اتريدين أن اصدق هذا الكلام الفارغ.. ألم تتفقي مع جدك أن يكتب لكِ منزل من ثلاث طوابق وايضًا أحد أراضيه في القرية والتي تبلغ مساحتها ضعف مساحات الأراضي الأخرى.. هه، وتقولين لا تريدين إرث.. هل تريني مغفلة مثلك يابنت
مسحت طيف جبينها وهي تحاول كل طاقتها إلا تطردها شر الطرده من شقتها.. هي تركت لهم كل شيء.. لا تود بيت ولا أرض ولا مال.. لا تود منهم شيئًا.. تود العيش بسلام بعيدًا عن طمعهم وحقدهم
تطاولت زوجة عمها أكثر حينما قالت بكل جرأة وقحة...
-ستأتين معي إلى المحامي وتتنازلين عن المنزل والأرض وحتى ارثك الاساسي لأولادي.. فهم الأحق بهم لن ادعهم يُظلموا كما ظُلم والدهم في طفولته وشبابه بسبب ذاك الرجل الأناني ألــ
قاطعتها طيف وهي تشير لخارج المنزل بهدوء...
-إلى الخارج.. اخرجي من منزلي قبل أن أتصل بالحراس ليأخذوكِ بطريقة مُهينة..ولا تتأتي هنا مرة أخرى إن صمتت على اهانتك مرة لن أصمت الأخرى
تلون وجه السيدة بغضب وزجرتها وهي تخرج من المنزل مفتعلة ضجيج..
-ستندمين ياطيف.. ستندمين على مافعلته انتِ وءاك اللعين جدك، كلامي ليس معكِ بعد الآن
أغلقت طيف الباب خلفها وهي تتنهد مرهقة
ليت الانسان بختار عائلته.. لم يكن هذا حالها الآن
وماكادت تعود للجلوس أمام أريكتها.. سمعت الطرقات على الباب من جديد وقبل أن تمسك هاتفها وتحادث الحراس وصلها صوت ليلى التي قالت سريعًا...
-افتحي ياطيف هذه أنا ليلى
فتحت الباب ونظر لليلى لتجدها تنظر لها بقلق وتقول شاحبة...
-تلك المرأة مرعبة حقًا.. صوتها وصل لأخر البناية
لا أعلم كيف يمكن للمرء أن يكون حقودًا بتلك الدرجة.. ياالله.. أنا خائفة من أن يؤذوكي هؤلاء لا قلب لهم ولا ضمير
قلبت طيف عيناها بملل وهي تغلق خلفها الباب وتتجه للأريكة تجلس عليها بهدوء، فـ صديقتها ليلى جبانة إلى ابعد درجة ممكن.. تخشى من كل شيء
تظن أن العالم عبارة عن غابة مليئة بالوحوش والابرياء.. تصور الحياة أنها مجرد صراعات لا تنتهي الا بقتل الناس بعضهم
وهي لا تلومها ابدًا على خوفها وجُبنها المبالغ فيه
فـ ليلى تعرضت في طفولتها لظروف عائلية صعبة انتهت بقتل والدها لوالدتها ثم سُجن
وتولت جدتها رعايتها وتعليمها فباعت الجدة كل املاك العائلة وانتقلت للمدينة تحاول التوفير لليلى مستوى معيشي لائق فوق المتوسط
كانت عايلة والدتها عائلة غنية.. وكقصص الماضي
تمرددت الفتاة وتزوجت رجلا أقل منها اجتماعيا وماديا لينتهي بها الأمر مقتولة على يده
فأخذت الجدة صغيرة ابنتها وغادرت المدينة وسكنت تلك المدينة بعدما اشترت تلك الشقة في ما يسمى "كومباوند" يضم مافوق متوسطي الدخل.. وادخلت ليلى جامعة خاصة وتحاول تعويضها عن كل السلبيات التي عاشتها في طفولتها بين أمٍ مظلومة قُتلت أمامها وأبٍ ظالم استحل دماء زوجته
استفاقت طيف على أنامل ليلى وهي تربت على كتفها قائلة...
-لمَ تبدين شاردة.. حديثها جرحك اليس كذالك
لا تأبهي به وأنا سأحذر حراس البناية ألا يدخلوها من جديد
حركت رأسها نافية وتتنهد تقول..
-لا بل أفكر في عطلتي.. سأسافر بعد غد إلى ايطاليا لاقضي مع أمي عطلتي، وسأعود بعد عشرون يومًا
أود أن اشحن طاقتي بدلاً من الخمول الذي أعيشه
تحدثت بلهفة تؤيد قرارها ذاك وهي تقف مستعدة للعمل...
-نعم نعم.. سافري واختفي من محيط عائلتك كي ينسونك ويخرجونك من عقولهم، وايضًا حاولي الاسترخاء قليلاً، سأذهب للتدريب الآن وأعود لأجلس معك قبل سفرك.. انتبهي لنفسك
حركت طيف رأسها بإيجاب وودعتها ووقفت لتفتح لها الباب وتغلقه خلفها وهي تفكر فيما ستنجزه اليوم
تحتاج ان تحجز تذكر الطيران وايضًا تشتري بعض الهدايا لوالدتها وزوجها وصديقتها "ليسا"
ثم ستذهب لتزور قبر جدها تودعه.. وستأتي للمنزل كي تجهز حقيبة سفرها.
مر اليوم وبالفعل فعلت أغلب المهام.. وحجزت تذكرة الطيران بعدما ابتاعت الهديا الرقيقة والمختلفة
ثم ركبت سيارتها واتجهت إلى مقبرة جدها
تود لو تحادثه قليلاً وتؤنس وحشته كما وصاها في أحد الأيام.. طلب أن تأتيه من وقتٍ لأخر.. وتثرثر معه كما كانوا يثرثروا في الماضي
وبالفعل اقتربت من قبره وجلست على مقعد خشبي اوصت حارس المقابر ألا يأخذه من جوار قبر الجد
وبدأت تثرثر عما حدث معها بعد موته.. تخبر عن شقتها الجديدة وحياتها المملة
تخبره عن حديثها مع سعد ورغبتها في التفكير مرة اخرى.. تسأله عاتبة لمَ كتب المنزل والأرض باسمها
وهو أكثر من يعلم أن أولاده لن يتركوها تهنأ بهم
طالت جلستها جواره ونسيم الهواء يضرب شعرها فيبعث الراحة في نفسها.. هي لا تخشى المقابر كليلى
بل تجد الراحة والسلوى بهما.. ففي كل زيارة لجدها تعود لمنزلهل مرتاحة النفس قليلا
تفرغ صدرها من الهموم وتعود شقتها تنعم ببعض السلام الداخلي.. كما حالها الآن
بدء النهار ينحسر ويختفي الضوء بين خيوط الليل وهي لازالت جالسة تحدق في الفراغ بشرود
انتهى حديثها وضبت ثرثرتها وبقت صامتة تتنعم بتلك الدقائق المريحة قبل سفرها بعد غد
ولكن مااخرجها من شرودها تلك الخطوات التي تقترب منها ببطئ
التفتت لترى شابًا يقف خلفها وينظرها بنظرات غير بريئة جعلتها تجعد جبينها وتتأمل ملامحه بحيرة إلى أن تبينته.. هي رأت ذاك الشاب مع ابن عمها رمزي يوم دفن الجد.. كان يشبه ابن عمها في ابتسامته الساخرة اللعوبة وأفعاله الطائشة.. وفي غمرة حزنها يوم الدفن كان يحاول التقرب منها بطريقة مقرفة
انتفضت من جلستها واستعدت للذهاب ولكنه قبض على رسغها يقول بلهجة لعوبة...
-أين ذاهبة ياحُلوة.. لقد جئت خصيصًا لأجلك
تلقائيًا دفعته عنها بقوة وهي تصرخ بحدة...
-ابتعد ياحقير..كيف سمح لك حارس المقابر أن تدخل
كادت تسير من جديد ولكن أحكم قبضته عليها بعنف يجذبها لصدره يتحرش بجسدها بكل صفاقة ووقاحة...
-تحاولين رسم دور الصعبة.. اراهن على انك كنتِ تقضينها ليلاً نهارا وانت خارج البلاد.. هذا الجسد الغض لن يكون بهذا الكمال إلا بفضل التجارب الممتعة..
رفعت كفها تصفعة بقوة وهي تصرخ زاجرة وهي تقاومه مي تبتعد عن جسده بصعوبة..
-ابتعد عني.. ابعد يداك القذرتين ابتعد عني
ساعدونـــــي..ابتعد عني ياحقير
ظل يتجرأ بيده عليها يحاول تجريدها من مقاومتها وملابسها وهي تتلوى بين يداه برفض وتصرخ مستنجدة بأحد.. ولكن المقابر ليلا لا زائرين فيها ولا منقذين
فجأة شعر الشاب بأحد يجذبه من شعره بقوة ويلكمه على وجهه بعنف يأخذه على حين غرة ويشتت تركيزه..لكمة أخرى اخذها وذاك الرجل يلقيه ارضًا بعنف وهو يزئر بعنف
كان الليل قد حل فلم يتبين وجه الرجل الذي ظهر من العدم فجأة لينقذ طيف من كارثة لا شفاء منها
انزوت طيف جانبًا وهي ترتعش خوفًا ودموعها تهبط تابعًا وهي ترى ذاك الرجل يضرب الحقير الذي تجرأ وحاول التعدي عليها
كانا يتعاركان بعنف ولأن الرجل يفوق الشاب طولًا كان قادرًا على النيل به وتسديد ضرباتٍ متتالية له
حينها تدارك الشاب أن هناك أحد أفسد متعته في هذه اللحظة الثمينة من وجهة نظرة فأمسك حجر كبير وهو يعتدل من الأرض ويزمجر بقوة وهو يوجه الحجر لرأس ذاك الرجل فسقط ارضًا