الثاني والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين

الفصل الثاني و العشرون

داخل مدينة أسوان الحبيبة

كانت تتحرك داخل إحدي الأسواق مُتفقدة المحال التجارية بعقلٍ مٌشتت تائه،،  جسدٍ بلا روح ،، قلبٍ بلا حياة ،، تتحرك بين المارة تتفقد وجوههم و تتأملها ،، تراه هي في كل الوجوة و كأنهٌ أصبح بعيناها العالم بأكمل


تنهدت حينما تذكرت الأيام الخوالي اللواتي كانا فيها يلتقيان ،، كم كانت تعيشُ معهُ أسعد أيامها،، إبتسمت تلقائياً عندما تذكرت كيف كان سلام روحيهما ،، كانت العيون تحتضن بعضها البعض،، و القلوب تٌربت بحنان ،، حقاً كانت أسعد لحظاتها التي تلتقيه فيها


تنهدت بإستسلام و روحٍ ممزقة،، و أكملت بطريقها ،، إتسعت عيناها بذهول حين رأته أتياً عليها من بعيد ،، و كعادتها عندما تراه إنتفض قلبها من مكانه و كاد أن يترٌكها و يٌسرع إليه ليحتضنه مُتلهفً ،، و برٌغم حٌزنها الكبير الساكن بداخلها منه،، إلا أنها لم تستطع إبعاد و حجب عسليتيها عن سوداويتاه اللواتي باتا يتفحصنها بلهفه و إشياقٍ جارف ظهر بداخلٌهما


و ما كان حال ذلك العاشق ببعيدٍ عنها ،، فقد ثار قلبه عليه مُنتفضً من مكانه ،، كان يٌحدثهٌ بحده مُوبخاً إياة ،، تحرك أيها الأبله ،، إذهب إلي فاتنتك و أحتضنها و ضمض جٌرحي النازف من إبتعادٌ عيناها عنك ،، لٌطفً بي تحرك إليها و أنهي عذابي المُميت ،، رجاءً إستمع لأنينٌ نبضاتي التي لم تهدأ و لا تستكينُ مٌنذٌ الرحيل


تحرك هو و أقتربت نقطة اللقاء ،، و هُنا تحدثت العيون و صرخت القلوب و للأسف،، الفوز كان للوفاءِ بالوعد !!

تحرك كٌلٍ إلي وجهته ضاغطً علي قلبه و رغبتهِ الملحه بإحتضان كفوف الأخر لإستماع نبضاتة عبر عروق جسدة الصارخة ،،

أغمضت عيناها بألم و نزلت حينها دمعة حنين هاربه من كبرياءها

و تحركت مُستكملة طريقها إلي الأمام بإستسلام و إحباطٍ تام

و ما أن خطت بساقيها عدة خطوات حتي وجدت من يجاورها الطريق قائلاً بإستسلام و نبرة صوت ضعيفة واهنة ٠٠٠ خلاص يا بسمة ،، ما بقتش قادر علي البعاد أكتر من كدة  ،، من يوم ما سبتك و أنا حاسي إن روحي بتتسحب مني


نظرت إليه و دمعة حنين أخري خدعتها و هربت إلي وجنتها فأسترسل هو حديثهٌ بتألم ٠٠٠ أنا مش عايش يا بسمة ،، كل يوم بقنع نفسي إنها فترة و هتعدي بس خلاص مبقتش قادر أكتر من كدة


و الحل أيه يا حسن ،، جملة تساءلت بها بسمه بنبرة رقيقة حزينة مُتألمة


أجابها بيقين ٠٠٠ مش عارف ،، بس اللي أنا متأكد منه إن ربنا إن شاء الله مش هيتخلي عننا ،، أنا و إنتِ معملناش حاجه غلط علشان ربنا يعاقبنا بالقساوة دي ،، ربنا رحيم و أنا ظني بيه جميل 


أجابته بتمني و لهفه ٠٠٠ يارب يا حسن ،، يارب

تحدث إليها بقوة و حماس ٠٠٠ أنا كلمت إخواتي و ولاد عمي من يومين و أتفقت معاهم إننا نواجة بابا بقوة و نضغط عليه،، و إن شآء الله هسافر الإسبوع ده و مش هرجع من إسكندريه غير و ابويا معايا علشان يخطبك ليا من أهلك ،، خلاص يا بسمة ،  مش هقدر أستني أكتر من كدة و أسيبك تضيعي من إيدي 


إبتسمت بشدة وسعدَ داخلُها و ضلا يتحدثان بشغف و سعادة و أحاديث شيقة لا تنتهي ، و لم يشعرا بحالهما إلا و هما يقفان أمام بحيرة ناصر يستنشقان هوائها النقي البارد  ،،

نظر لها و تحدث بضحكه رجولية أهلكت روح تلك العاشقه ٠٠٠ إحنا إزاي وصلنا لحد هنا ؟


نظرت حولها تتطلع إلي المكان بإستغراب ،، فهي حقاً لم تشعٌر بحالها و هي معه و كأنها كانت مغيبه تماماً لاتري ما حولها إلا من عيناه الساحرة التي لم تحِل ناظريها عنهما مٌنذٌ أن إلتقيا بالصدفة ،، و يا لروعة صدفتهما


إبتسمت بإشراقه واسعه أظهرت صفي اللؤلؤ مما أثار داخل ذاك العاشق و تحدثت هي ٠٠٠ لا فعلاً  إحنا إزاي وصلنا لهنا من غير ما نحس  ؟


أجابها بشغفٍ و هو ينظر لعسليتاها ٠٠٠ من وقت ما اتقابلنا و أنا مشفتش غير عيونك و مش عاوز أشوف غيرهم ،، عيونك و بسمتك هما دٌنيتي اللي نفسي أكمل بيهم اللي باقي لي من عمري يا سمرا


إبتسمت له و أردفت قائلة بنبرة حنون ٠٠٠ أقولك علي سر

نظر لها بتمعن و هز رأسهُ بموافقة فأكملت هي بحنين و حب ٠٠٠ إنا حبيت معاك سماري أوي ،، عمري ما كنت مفتخرة بلوني زي ما أنا معاك الوقت ،، قد أية حبيت نفسي و قد أيه بعشق منك لما تناديني يا سمرا


اجابها مسحوراً بعيناها ٠٠٠ تعرفي أيه أكتر حاجة شدتني ليكي و سحرتني من أول طلة شافتك فيها عيوني  ؟

نظرت له بعيون فاتنه و ترقب لما هو قادم فأكمل هو بفخر و أعتزاز ٠٠٠ سمارك المٌلفت ،، قد أيه سمارك ساحر و فاتن و يشد أي حد من أول طلة 


و أكملَ بنبرة هائمة و عيون مٌهلكه لروحها العاشقة ٠٠٠ كٌلك فتنتيني يا بسمة عمري


إبتسمت و انزلت وجهها خجلاً فتحدث هو بعيون هائمة بالعشق ٠٠٠ وحشتيني أوي يا بسمه،  وحشتي قلبي


إبتسمت بسعادة و اكملا حديثهما بقلوب راقصة بالعشق هائمة غير مٌدركين بتلك العيون المراقبة لهما بغلٍ و حقدٍ دفين
  
          
              
و كالعادة أوصلها إلي البزار و تحرك هو مٌتجهً إلي وجهته قاصداً مقر عمله ،، و أثناء سيرهِ في إحدي الطرق الخالية من المارة قطع طريقهٌ ذاك الناجي عديم المروءة و الأخلاق و تحدث إليه بفحيحٍ و وجهٍ غاضب ٠٠٠ بردك مسمعتش الكلام يا أبن الناس و قابلتها رغم إني حظرتك !!


زفر حسن بضيق و قلب عيناه بتملل قائلاً و هو ينظر إليه ٠٠٠ هو آنتَ يا جدع إنتَ مش هتبطل تطلع لي كل شوية زي عفريت العلبه كده ؟؟


إقترب عليه واضعً يده خلف ظهرة و تحدثَ و هو ينظر لداخل عيناه بشر ٠٠٠ متقلقش يا أبن الذوات ،، أوعدك إن دي هتكون أخر مرة هتشوف وشي فيها


و بلمح البصر أخرج يده من خلف ظهرة و إذ به تظهر بيده مطواه مٌدببه كان متمسكً بها بقوة حتي أن عروق يده كانت بارزة و بشدة ،، و بدون أن ترمش لهٌ طُرفة عين غرسها و بقوة بداخل جنب حسن الأيمن قاصداً بها تمزيق كَبده ،،

و بالفعل قد أصاب هدفة تحت ذهول ذاك المصدوم و الذي إتسعت عيناه و هو ينظر بذهول إلي الدماء الغزيرة التي بدأت تتدفق بشدة من جنبهِ

في حين تحدث ناجي بفحيح و هو يٌحرك المطواه المُستقرة بكبد حسن يميناً و يساراً دون رحمة حتي إستقرت للداخل و مزقت جزءً من الكبد ٠٠٠ أنا حذرتك قبل كدة و وعدتك إن حياتك هتكون تمن قربك من بسمه تاني  ،، و إنتَ اللي إختارت مصيرك بنفسك و حددته ،،

و أكمل بعيون غاضبة ٠٠٠و علشان وعد الحُر دين عليه ،، أنا نفذت وعدي ليك أهو


كان يستمع لحديثهٌ الشامت غير مستوعب لما جري ،، و بدأ بحديثهٌ البائس مع النفس  ،،، أحقاً أتت النهاية بتلك السرعة و البساطة ،، أهكذا إنتهت حياتي بلحظة ؟؟

آااه،، ما أقرب الموت من الإنسان ،، لا ،، إنتظر آيها الموت قليلاً ،، أرجوك ،   فما زالت لدي الكثيرٌ من الأحلام لم أحققها بعد ،، ما زالت لدي حبيبة أشتاق و أتطلع لضمتها الحلال و تذوق حنانها

ما زالت لدي أمً لم تٌشبع عيناها من طلتي بعد ،، ما زال لدي أبِ يريد أن يٌملي عيناه بطلة أنجالي و هم يلهونَ حولهُ

 
تمهل أيها الموت أرجوك ،، فما زالت الأحلام و الأمنيات مُعلقة و لم أحقق الكثيرٌ منها بعد !!!


شعر بعالمهْ ينهار من تحت قدماه حتي أنهٌ تهاوي بوقفته ، جثي علي ركبتية ناظراً لذاك الشامت التي زينت الإبتسامة ثغره ،، شعر بألم حاد مُبرح لم يشعر بمثلهِ من ذي قبل ،، و بلحظة بدأت غيمة سوداء تلوح و تقترب عليه رويداً رويدا و تٌحجب عن عيناه الرؤية الكاملة ،، و بلحظة بدأ بالتهاوي بجلسته

و بلمح البصر خر واقعاً مُستسلماً فاقداً لوعيه ليستقبل مصيرهٌ المٌظلم الغير معلوم


نظر إليه ذلك المجرم و أبتسم و قد قرر التحرك سريعً قبل أن يره أحد أو هكذا هو إعتقد !!


قبل ان يتحرك نظر لذاك الغائب عن الوعي الغارق في دمائة و تحدث إلية بفحيح و حقدٍ دفين ٠٠٠ إنتَ اللي جبت الأذي لنفسك و نهيت حياتك بإيدك

و أكملَ بنيرة حنون لعاشق مٌلتاع أذاب العشق قلبهْ ٠٠٠ كنت عاوز تخطف مني نسمة حياتي اللي عشت عمري كله أستناها و آتحمل دلالها لجل ما أفوز بيها في الأخر و ترطب علي قلبي العاشق !


و أكمل بغل ٠٠٠ ده بعيد عن عينك يا آبن الأكابر


كانت هناك عيون تختبئ جيداُ و تٌراقبه من بعيد ،، إنهُ الرجل الذي وضعةٌ مٌهرب الأثار مجدي حمدان الذي يعمل معه ناجي،، وذلك لمراقبته و نقل جميع تحركاتة ،، جحظت عين الرجل من هول المشهد ،، تحرك مهرولاً مع إتخاذ الحيطة لعدم رؤيتة من ذاك الناجي ،،ضل يُسرع حتي توقف أمام إحدي مكاتب التليفونات و دلف لإحدي الكبائن و طلب رقم مكتب مجدي حمدان ، رجٌل تهريب الأثار


تحدث الرجل بصوتٍ هامس ٠٠٠ إلحقنا يا مجدي باشا ،، المجنون اللي إسمه ناجي قتل الباشمهندس بتاع إسكندرية !


إنتفض الرجل من فوق مقعدة كمن لدغهُ عقرب و تحدث بحدة بالغة  ٠٠٠ الله يخرب بيته ،، هيضيعنا الحمار و يودينا في ستين داهيه معاه


ثم تساءل مُتمنياً بلهفة ٠٠٠ إنتَ متأكد إنه قتلة يا حامد ؟

تحدث حامد إليه بنبرة مذبذبة  ٠٠٠ أنا شفته غرس مطوة في بطنة و شفته و هو بيحركها في لحمة و بعدها لقيت الراجل وقع علي الأرض و هو فاقد الوعي يا باشا ،، بس معرفش إذا كان مات و لا لسه عايش


تحدث مجدي إلي حامد بنبرة غاضبة ساخطة ناهراً إياه بحدة ٠٠٠ و إنتَ كُنت فين يا بقف إنتَ كمان لما المصيبة دي حصلت،،  مجرتش عليه و منعته حتي و لو بالقوة ليه ؟


إرتبك حامد بوقفته ثم ثحدث بنبرة مرتجفة مُبرراً تصرفاته ٠٠٠ يا باشا هو أنا لحقت ،  ده طلع المطوة من ورا ظهرة و طعن الراجل في لمح البصر  ،  ده غير إن سعادتك كنت منبه عليا اني أراقب ناجي من بعيد و مخلهوش يلمحني و لا يحس بيا


قطع مجدي حديث حامد قائلاً بإستهجان و سخط ٠٠٠خلاص خلاص  ،  إنتَ هتحكي لي قصة حياتك و مغامراتك في المراقبة إنتَ كمان


ثم تحدث مجدي بنبرة قوية أمراً إياه ٠٠٠إسمعني كويس يا حامد ،،  إنتَ تروح تشوف الحيوان ده فين الوقت و تقطع لي طريقه و تقول له إني محتاجه يجي لي علي المخزن القديم فوراً لأني محتاجه في شغل مستعجل


و أكمل محذراً إياه ٠٠٠ إوعي تحسسه إنك عرفت أو شوفت حاجه يا حامد ، مفهوم


أجابه الرجل بطاعه ٠٠٠ مفهوم يا باشا !!

أنهي المكالمة ثم وضع سماعة الهاتف و دق علي مكتبة بحده عبرت عن مدي غضبه


نظر له المدعو بديع المجاور له ، و الذي يعتبرهٌ مجدي ذراعهُ الأيمن لذا لا يٌفارقهٌ أبدا ،،
و تحدث بحنكة و عقلٍ واعي بعدما قص عليه مجدي كل ما حدث ٠٠٠ و هتعمل أية مع الباشمهندس يا مجدي باشا ؟؟


أجابهٌ مجدي بنبرة ساخطة ٠٠٠ هعمل له أيه يعني يا بديع ،، أروح انقلة للمستشفي علشان أسلط العين عليا و أقول للي ميعرفش علاقتي باللي إسمة ناجي تعال إعرف ؟


و أكملَ بإحباط ٠٠٠ ده غير إن زمانه مات بعد اللي عملة فيه الغشيم الله يخرب بيته


أردف بديع بحنكة و دهاء ٠٠٠ موضوع موته لسه مش مؤكد لحد الوقت و لازم سعادتك تعمل أقصي جهدك و تحاول تنقذة قبل ما يجري له أي حاجة ،،

و أكمل مُفسراً ٠٠٠ الواد ده لو مات قيامتنا هتقوم مع موته يا باشا ،، إنتَ ناسي سعادة الباشا الكبير قال لسيادتك أية لما كان بيبلغك إن مش لازم ناجي يضايقة بأي شكل من الأشكال ؟


ضيق مجدي عيناه و تحدثَ مستفهماً ٠٠٠ قصدك علي إبن عمة عقيد المخابرات ؟

أكمل علي حديثة بديع مُذكراً إياه ٠٠٠ و عمة لوا الشرطة مدير الأمن اللي إسمة إسماعيل المغربي


نظر مجدي إلية بتمعن و تحدث بإطراء إلي بديع ٠٠٠ كلامك كله صح و عين العقل يا بديع


ثم أكمل أمراً إياه بلهفة سريعة ٠٠٠  طب خلي حد من الرجالة يتصل حالاً من أي كبينة بالإسعاف و يبلغ بالمكان اللي بلغنا بيه حامد و يقول إنه لقي واحد مرمي و مطعون في بطنة

واسترسل حديثهُ بحيطة ٠٠٠ بس من غير ما يقول أي بيانات عنه علشان ما ننكشفش يا بديع


و أكملَ أمراً ٠٠٠ و أبعت حد من رجالتنا حالاً يحوم حوالين المهندس و يتابعه بس من بعيد و من غير ما حد يشوفة لحد ما الإسعاف توصل له و ييجي يبلغني إذا كان لسه عايش و لا اية


أجابهُ بديع بطاعة عمياء  ٠٠٠ تمام يا باشا ،، نص ساعة بالكتير و كل اللي معاليك أمرت بيه هيتنفذ بالحرف الواحد


قال بديع كلماته و أنصرف متجهً إلي الخارج لينفذ ما آُمر به و ترك مجدي يستشيطُ غضبً من تصرفات ذلك العنيد الذي لم يستمع إلي تهديدات مجدي السابقه إليه و رمي بها إلي عرض الحائط
 
○○○○○○¤○○○○○○

بعد مرور حوالي نصف ساعة وصلت سيارة الإسعاف و الشرطة معاً إلي موقع حدوث الجريمة و بعد المعاينة الدقيقة حملوا حسن الغائب عن الوعي نتيجة النزيف الحاد الذي نتج عن تلك الطعنة الغادرة،، و ذهبوا به إلي مستشفي أسوان التخصصي و التي كانت مُجهزة علي أعلي المستويات الطبية لتكون جاهزة لإستقبال أي طوارئ تحدث للسائحين المتوافدين علي أسوان بكثرة في هذا التوقيت من كل عام


هاتفت المشفي مكتب الباخرة الذي يعمل بها حسن و ذلك بعدما عاينوا اوراقة التي كان يحملها و وجدوا الكارنية الخاص بالعمل و رقم هاتف مكتب الباخرة المرفق به


ذهب إلية أشرف و بعض أصدقائهم و أيضاً أحد مدرائة فور تلقيهم هذا الخبر المشؤوم  ، و قد أبلغ أشرف عائلة حسن علي رقم هاتفهم المنزلي و الذي أجاب عليه صلاح و تلقي صدمة الخبر،، أطلق صرخة بإسم صغيرة هز بها جميع أركان المنزل مما جعل الجميع يفزع ،، إنهيار تام و ذهول أصاب الجميع

و بالاخص ثٌريا و عزيزة التي صرخت بوجة زوجها قائلة بقوة و دموع و أتهامٍ صريح ٠٠٠ إبني لو جرا له حاجة و هو بعيد عني عمري ما هسامحك يا صلاح


ثم تحدثت بحده و دموع و صراخ ٠٠٠ إنت السبب في كل اللي حصل لإبني،  إنت السبب يا صلاح


جذبها نجلها الأكبر فريد و احتضنها و تحدث مٌربتً علي كتفها بحنان ٠٠٠ إهدي يا أمي و أدخلي إلبسي علشان نلحق نسافر له قبل الدنيا ما تليل 

تحرك عز إلي عمه المٌنهار بوقفتة و ربت علي كتفه في محاولة منه بطمأنة قلب عمه علي عزيز عينة  ٠٠٠ إهدي يا عمي، إن شاء آلله خير، 


ثم تبادل النظر بين الجميع و تحدث ٠٠٠ شوفوا مين اللي هيسافر منكم و جهزوا نفسكم و أنا هتصل برئيس الجهاز عندي يأمر لنا بطيارة خاصة توصلنا لأسوان ،، و إن شاء الله هنكون عنده بسرعة و نتطمن علية


تحدث مٌحمد إلي ولده مُستشيراً إياه ٠٠٠ أنا بقول تنقله هو بالطيارة هنا أحسن يا أبني ،  و أهو يبقا جنبنا كلنا و منضطرش نسافر و أكيد إسكندرية هيكون فيها رعاية صحية أحسن لحالته


تحدث عز إلي والدة بتعقل ٠٠٠ الكلام ده لسه بدري اوي عليه  يا حاج  ، إحنا لحد الوقت ما نعرفش أي حاجة عن حالتة و لا أية اللي حصل له نتيجة الطعنة دي ،  أول حاجة لازم نسافر له و نتطمن من الدكاترة إن حالتة بقت مستقرة و تسمح بالنقل من غير لاقدر الله مايتعرض لأي مضاعفات ، و بعدها أكيد هننقله في وسطنا هنا


أردف عبدالرحمن مؤكداً علي حديث أخاه ٠٠٠ كلام عز منطقي و فعلا لازم نتأكد من إستقرار حالة حسن علشان يقدر يتحمل نقلة


وافقهما الجميع الرأي و تحرك عز إلي الهاتف و أستعان بمساعدة رئيس الجهاز الذي وافق سريعً و أخبرهٌ أن يستعد هو و عائلتة و أن الطائرة ستُقلع بهما فور تجهزهم مباشرةً


كانت تبكي بإنهياراً تام ساندة أحشائها بكف يدها ،، تحرك إليها أحمد و أجلسها و جلس بجوارها بجسدٍ مٌنهكً و تحدث بإرهاق جراء حالتة الصحية المٌزرية  ٠٠٠ إهدي يا ثُريا ،، إهدي يا حبيبتي علشان اللي في بطنك  ، و بعدين عمي و مرات عمي هيسافروا و هيبقوا يطمنوكي علية


إلتفتت إلية سريعً و تساءلت بذهول ٠٠٠ يا قلبك يا أحمد ،، إنتَ عاوزني أقعد أستني هنا و أخويا في أخر الدنيا و معرفش حصل له أيه ؟

تحدث عز إليها بعيون مترجية  ٠٠٠ إسمعي الكلام و أقعدي يا ثٌريا ،، أحمد تعبان و محتاج لك جنبة ،، و إنتِ حامل و تعبانة و في أي لحظة ممكن تولدي ، و السفر في ظروفك دي هيكون خطر عليكِ

أصرت بقوة و بالفعل ذهبت بصحبة عز و والديها و شقيقها فريد و عمها مٌحمد تحت حزن أحمد منها و عليها

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي