الفصل الثامن عشر
وقفت حفصة جانباً تستند بكفها على حافة ذلك السور تستنشق الهواء، دارت ببصرها في تلك المنطقة الخاليه من التجمعات البشرية..
توقفت نظراتها عليه للحظات وهو واقفاً هكذا يتحدث في الهاتف..
أبعدت نظراتها بعيداً عنه وهي تعدل من ثوبها الأسود الطويل الذي يتطاير بفعل الهواء..
_ تحبي تاكلي حاجه؟
هدر هو بتلك الكلمات وهو يتقدم منها يضع الهاتف في جيب سترته، حركت رأسها نافيه قائله بإيجاز:
_ لأ
قالت تلك الكلمات وهي تتحرك تقف أمام سيارته تستند بظهرها عليها، وقف هو أمامها قائلاً باهتمام:
_طب تشربي حاجه؟
حركت هي رأسها نافيه وهي تتلاعب بطرف ثوبها، زفر هو طويلاً قائلاً بنفاذ صبر:
_ كده مينفعش، أنتي تقريباً عايشه على الهوا !
لوت فمها و عقدت ذراعيها أمامها قائله بخفوت متنهده:
_ المهم إني عايشه
تعلقت عينيه بشحوب وجهها و تلك الدموع المتحجرة في عينيها،دون أن يشعر رفع كفه يسمح أسفل عينيها بأنامله..
عقدت هي حاجبيها و تراجعت قليلا ً حتي التصقت بالسيارة خلفها قائله باستياء:
_أبعد إيدك
أنزل هو كفه بجانبه وقد ظهر الإرتباك في عينيه وهو يقول بنبره خافته:
_ لازم تخرجي من حالتك دي..
لوت فمها ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنه و تحدثت قائله بفتور:
_ ملكش دعوه
شعر صفوان بالضيق من كلماتها ، أخذ نفس عميق وتحرك يقف بجانبها عاقداً ذراعيه أمامه..
ألقت هي عليه نظره ثم عادت تنظر أمامها، مرت عدة دقائق في صمت ، خرج هو عن صمته قائلاً بخشونه:
_ أتعرفتي عليه أزي؟
حركت هي رأسها تلقي نظره عليه ثم عادت تنظر أمامها قائله بعدم فهم:
_هو مين؟
حرك هو رأسه نحوها ينظر إليها ثم تحدث قائلاً بنبره جامده:
_ يوسف
أغمضت جفونها بطريقه عصبيه ثم عادت تفتحهم و رمقته بنظره قاتله ثم حلت ذراعيها من أمامها و تحركت تسير بخطوات بطيئة قائله بنبره حاده:
_ شيء ميخصكش
أنكمشت ملامح صفوان و حل ذراعيه من أمامه رافعاً كفه يحك أسفل ذقنه قائلاً بنبرة جامده:
_ أنتي مش ملاحظه أن إحنا متجوزين !
توقفت هي عن متابعة كلماتها و استدارت تحدقه بنظراتها الحانقه قائله بسخريه:
_ و أنت ناسي أنك متجوزني عشان ضميرك يرتاح !
أنكمشت ملامحه أكثر و ظل صامتاً، تابعت هي حديثها قائلة بنبره لاذعه:
_ صحيح ضميرك أرتاح و لا لسه !
ظل يحدقها بنظراته قليلاً ثم هدر قائلاً بغلظه:
_ ضميري مش مرتاح عشان أنتي مش مبسوطه !
ظلت تحدقه للحظات بنظراتها الساخطه ثم فتحت فمها تظهر أسنانها البيضاء متصنعه الابتسامه وقالت بنبره مضغوطه:
_اهو مبسوطه أهو اطمن بقي
قالت تلك وهي تقاوم ارتجاف شفتيها حيث لديها رغبة قويه في البكاء فقد أصبحت هكذا تعيش فقط من أجل إخراج قهرها بالبكاء..
كانت عينيه جامده معلقه بكل تفاصيل وجهها صامتاً فقد يحدقها هكذا، زفر طويلاً وهو يقول بنبره جامده لا توضح شيء:
_حفصة أنا حاسس بيكي و عارف أن كل حاجه حصلت عليكي ضغطت عليكي..
بتر باقي كلماته عندما وصله صوتها الجاف وهي تقاطع إياه قائله بنبره خافته:
_ عايزه أرجع البيت
قالت تلك الكلمات وهي تشعر برغبة قوية في البكاء و لا تريد سماع المزيد من الكلمات التي ليس لها معني ..
تحركت تفتح باب السيارة تاركه إياه يتنهد طويلا..
٠٠٠٠٠٠
دلف مروان إلي المنزل بعد يوم عمل مرهق، حرك رقبته يميناً ويساراً وهو يغلق الباب خلفه..
تنفس بعمق و كلمات شقيقته تردد على مسامعه:
" حاول يا مروان تحبها ، هي مراتك دلوقتي و محدش جبرك أنك ترجعلها أنت إلي رجعتلها، مروه بتحبك"
ترددت على مسامعه آخر كلمتين، رأي إياها تخرج من المطبخ و تقدمت منه ثم تحدثت بخفوت مقتضب:
_ هتاكل و لا كلت بره زي عادتك؟
ظل يحدقها للحظات بنظراته يدقق في ملامحها بشرود وكلمات شقيقته تتردد على مسامعه، التوي ثغره بابتسامة صغيره وتحدث بنبرة خافته:
_ لأ مكلتش بره ، ها عامله أكل إيه النهارده؟
عقدت حاجبيها مستغربه وقالت بتعجب:
_غريبه !
رفع حاجب و نزل الآخر ثم تحدث بسخرية قاصداً المزاح:
_ إيه الغريب في كده؟، أنتي معملتيش أكل ولا ايه؟
أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وهي تضيق ما بين عينيها قائله بنبرة هامسه:
_ ابدا، أنا هروح أحضر الأكل
قالت تلك الكلمات ثم استدارت متحركه نحو المطبخ تاركه إياه يحدق في أثرها بشرود..
٠٠٠٠٠٠٠
أصبح وجهها مشرقاً بعد زيارتها لوالدها الحبيب، ترجلت من السياره كما فعل هو الآخر..
دار هو حول السياره وهو يشير إليها قائلاً بصوت رخيم:
_ يلا
تقدمته حفصة تدلف إلي مدخل البنايه وصعدت درجات الدرج وحديث والدها الحبيب لا يفارقها حيث أخبرها أنه فعل ذلك فقط من أجل خوفه عليها من حديث الناس الذي لن ينتهي إلا بزواجها و أستقرارها..
توقفت قدميها على أحدي درجات الدرج عندما خرجت فاطمه و قد التوي ثغرها بابتسامة خبيثه وهي تنظر خلفها حيث صفوان قائله بلطف زائف:
_ أبيه صفوان تعالى مستنينك عايزين ناخد رأيك في حاجة
ضيق صفوان ما بين عينيه وقد ألقت عليه حفصة نظره من فوق كتفها وهي تستمع إلي كلمات فاطمه التي تابعت بمكر:
_ و ياريت مراتك تكون موجودة عشان رأيها مهم
نطق بتلك الكلمات ودلفت نحو الداخل والابتسامه تتراقص على شفتيها..
٠٠٠٠٠
كادت مروه أن تجمع أطباق الطعام الفارغه بعد تناولهم وجبة الغداء لكن وجدته يقبض بكفه على كفها قائلاً بنبرة هادئه:
_ تسلم ايدك
ظهر التعجب على ملامحها ووزعت نظراتها ما بين كفه الموضوع على كفها ووجهه ثم هدرت ببلاهه:
_ أنت طبيعي يا مروان؟
قالت تلك الكلمات و رفعت كفها الآخر ترغب في قياس حرارته قائله بحيره:
_ أنت مضروب على دماغك !..
التوي ثغره بابتسامة بسيطه ثم تحدث قائلاً بهدوء متناهي:
_ لأ مش مضروب على دماغي يا مروه
حركت رأسها يميناً و يساراً تتعجب من أمره ثم سحبت كفها الموضوع أسفل كفه و سحبت الاطباق و نهضت قائله بتعجب:
_ أنا داخله اغسل المواعين احسن حالتك مش طبيعيه
قالت تلك الكلمات وهي تتحرك نحو المطبخ تحرك رأسها يميناً ويساراً مردده باستغراب تام:
_ شكله شارب حاجه !
بترت باقي كلماتها حين وصلها صوته قائلاً بسخريه:
_ شارب قهوه..
استدارت هي تلقي عليه نظره من فوق كتفها رافعه أحد حاجبيها..
بضع دقائق و شعرت به يقف على أعتاب المطبخ ، رفعت كفها تضع ذلك الطبق محله و حركت رأسها نحوه قائله بحيره:
_ محتاج حاجه؟
حرك مروان رأسه إيجاباً ثم رفع كفه قائلاً بخفوت:
_ ممكن فنجان قهوه !
أعادت مروه خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وقالت مشدوهه:
_ ممكن !، اه ممكن
التوي ثغره بابتسامة جانبيه ثم استدار يخرج من المطبخ تاركاً إياها تحدق في أثره بنظرات مشدوهه..
٠٠٠٠٠٠
"الشرع محلل أربعه"
جمله ترددت على مسامع حفصة وهي تدلف إلي داخل سطح البناية بعد أن استمعت عن رغبة عائلته في وجود زوجة أخري له، أبتلعت ريقها وهي تتذكر زواج محمود دون مراعاة لمشاعرها و بعلم من أهله..
فاقت من شرودها على صوت يوسف وهو ينطق بمرح غير مقصود:
_ أنتي بقي إلي بتراقبني المره دي !
أنكمشت ملامحها وهي تحرك رأسها نحو مصدر الصوت وجدته يقف و على ثغره مرسوم أبتسامة مستفزه..
ألقت عليه نظره ساخطه ثم استدارت تعود من حيث أتت تاركه إياه يحدق في أثرها بنظرات مليئه بالندم..
٠٠٠٠٠
وقع فنجان القهوه على بنطاله لينهض من مكانه يسب ويلعن ، زاغت نظراتها وهي تعتذر بتلعثم:
_ أنا اسفه يا مروان، اسفه وقع غصب عني
تخطي هو إياها وعينيه معلقه ببنطاله باشمئزاز, وضعت هي كفها على شفتيها قائله بنبرة مكتومه:
_مكنتش أقصد
قالت تلك الكلمات ثم انحنت سريعاً تلتقط الفنجان، ووضعته على الطاولة ثم تحركت نحو غرفتهم توقفت علي اعتاب الغرفه وهي تري إياه يسحب بنطاله أخري من الخزانه، عضت على شفتيها قائله بتلعثم:
_ مروان مقصدش..
استدار هو نحوها وقد وجد ملامحها منكمشه، زفر طويلاً وقال بهدوء:
_ خلاص يا مروه محصلش حاجه
أبتلعت مروه و فركت كفيها في بعضهم وهي تدلف إلي الغرفه قائله بتوجس وهي علي وشك البكاء:
_ أنت شكلك اضايقت مني..
قالت تلك الكلمات وهي تشيح بنظراتها بعيداً عنه،.
كان كل تركيزه على تبديل البنطال،، أنتهي من ذلك و ووجدها تقف هكذا تبعد نظراتها وقد راحت تقول بتوتر بالغ:
_ أنا والله مكنش قصدي، أنا مش عارفه أيدي مالها اتهزت فجأة..
ظل يتأملها للحظات بنظراته يري مدي خوفها منه ليعود حديث شقيقته يقتحم عقله بقوه، تحرك نحوها وهو يقول بنبرة حانيه:
_ مفيش داعي تتوتري كده دي حاجه بسيطه ثم أنك باصه بعيد ليه !
أعادت خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وهي تعاود النظر نحوه قائله بترقب:
_ بجد مش زعلان؟
حرك مروان رأسه إيجاباً، عضت على شفتيها وقالت بنبره خافته:
_ شكراً
رفع هو حاجب و نزل الآخر و عينيه معلقه بعينيها الواضح بهم الإرتباك وقد تحدث قائلا بتبرم:
_ شكراً على إيه بالظبط ؟
ظلت هي صامته تنظر نحوه بتوتر ثم تحدثت قائله بخفوت:
_ أنك تفهمتني
لم يتمالك هو حاله و قهقه ضاحكاً، مما جعلها تعقد حاجبيه بعبوس، توقف هو عن الضحك قائلاً بصوت أجش:
_ أنتي طيبه أوي يا مروه
كلمات بسيطه جعلت قلبها يخفق ووجنتيها تتورد خجلاً، خفضت بصرها ثم عادت تنظر إلي مقلتيه تشعر بالحيره من تغير تعامله معها..
مطت هي شفتيها و ترجمت أفكارها على هيئه كلمات قائله بعفويه حائره:
_ مروان هو بجد حد ضربك على دماغك !، أنت غريب خالص النهارده !
التوي ثغره بابتسامة وظل صامتاً للحظات، وجدته ينظر إليها بتركيز ، خرج من صمته قائلاً بنبره مرحه:
_ إيه رأيك تعملي ليا قهوه تانيه و تيجي نتكلم مع بعض !
عقدت مروه حاجبيها لكنها أومأت برأسها مشدوهه ثم تحركت تخرج من الغرفه و الدهشه مرسومه على ملامحها..
٠٠٠٠٠
بعد مرور عدة أيام، طرقات على باب الشقه جعلت حفصة تخرج من غرفتها وهي ترتدي وشاح رأسها، وقفت أمام الباب وهتفت بتوجس:
_ مين ؟
لحظات من الصمت حتي وصلها صوته المألوف ينطق بنبره جاده :
_ أنا يوسف يا حفصة افتحي عايزك في كلمتين..
يتبع
توقفت نظراتها عليه للحظات وهو واقفاً هكذا يتحدث في الهاتف..
أبعدت نظراتها بعيداً عنه وهي تعدل من ثوبها الأسود الطويل الذي يتطاير بفعل الهواء..
_ تحبي تاكلي حاجه؟
هدر هو بتلك الكلمات وهو يتقدم منها يضع الهاتف في جيب سترته، حركت رأسها نافيه قائله بإيجاز:
_ لأ
قالت تلك الكلمات وهي تتحرك تقف أمام سيارته تستند بظهرها عليها، وقف هو أمامها قائلاً باهتمام:
_طب تشربي حاجه؟
حركت هي رأسها نافيه وهي تتلاعب بطرف ثوبها، زفر هو طويلاً قائلاً بنفاذ صبر:
_ كده مينفعش، أنتي تقريباً عايشه على الهوا !
لوت فمها و عقدت ذراعيها أمامها قائله بخفوت متنهده:
_ المهم إني عايشه
تعلقت عينيه بشحوب وجهها و تلك الدموع المتحجرة في عينيها،دون أن يشعر رفع كفه يسمح أسفل عينيها بأنامله..
عقدت هي حاجبيها و تراجعت قليلا ً حتي التصقت بالسيارة خلفها قائله باستياء:
_أبعد إيدك
أنزل هو كفه بجانبه وقد ظهر الإرتباك في عينيه وهو يقول بنبره خافته:
_ لازم تخرجي من حالتك دي..
لوت فمها ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنه و تحدثت قائله بفتور:
_ ملكش دعوه
شعر صفوان بالضيق من كلماتها ، أخذ نفس عميق وتحرك يقف بجانبها عاقداً ذراعيه أمامه..
ألقت هي عليه نظره ثم عادت تنظر أمامها، مرت عدة دقائق في صمت ، خرج هو عن صمته قائلاً بخشونه:
_ أتعرفتي عليه أزي؟
حركت هي رأسها تلقي نظره عليه ثم عادت تنظر أمامها قائله بعدم فهم:
_هو مين؟
حرك هو رأسه نحوها ينظر إليها ثم تحدث قائلاً بنبره جامده:
_ يوسف
أغمضت جفونها بطريقه عصبيه ثم عادت تفتحهم و رمقته بنظره قاتله ثم حلت ذراعيها من أمامها و تحركت تسير بخطوات بطيئة قائله بنبره حاده:
_ شيء ميخصكش
أنكمشت ملامح صفوان و حل ذراعيه من أمامه رافعاً كفه يحك أسفل ذقنه قائلاً بنبرة جامده:
_ أنتي مش ملاحظه أن إحنا متجوزين !
توقفت هي عن متابعة كلماتها و استدارت تحدقه بنظراتها الحانقه قائله بسخريه:
_ و أنت ناسي أنك متجوزني عشان ضميرك يرتاح !
أنكمشت ملامحه أكثر و ظل صامتاً، تابعت هي حديثها قائلة بنبره لاذعه:
_ صحيح ضميرك أرتاح و لا لسه !
ظل يحدقها بنظراته قليلاً ثم هدر قائلاً بغلظه:
_ ضميري مش مرتاح عشان أنتي مش مبسوطه !
ظلت تحدقه للحظات بنظراتها الساخطه ثم فتحت فمها تظهر أسنانها البيضاء متصنعه الابتسامه وقالت بنبره مضغوطه:
_اهو مبسوطه أهو اطمن بقي
قالت تلك وهي تقاوم ارتجاف شفتيها حيث لديها رغبة قويه في البكاء فقد أصبحت هكذا تعيش فقط من أجل إخراج قهرها بالبكاء..
كانت عينيه جامده معلقه بكل تفاصيل وجهها صامتاً فقد يحدقها هكذا، زفر طويلاً وهو يقول بنبره جامده لا توضح شيء:
_حفصة أنا حاسس بيكي و عارف أن كل حاجه حصلت عليكي ضغطت عليكي..
بتر باقي كلماته عندما وصله صوتها الجاف وهي تقاطع إياه قائله بنبره خافته:
_ عايزه أرجع البيت
قالت تلك الكلمات وهي تشعر برغبة قوية في البكاء و لا تريد سماع المزيد من الكلمات التي ليس لها معني ..
تحركت تفتح باب السيارة تاركه إياه يتنهد طويلا..
٠٠٠٠٠٠
دلف مروان إلي المنزل بعد يوم عمل مرهق، حرك رقبته يميناً ويساراً وهو يغلق الباب خلفه..
تنفس بعمق و كلمات شقيقته تردد على مسامعه:
" حاول يا مروان تحبها ، هي مراتك دلوقتي و محدش جبرك أنك ترجعلها أنت إلي رجعتلها، مروه بتحبك"
ترددت على مسامعه آخر كلمتين، رأي إياها تخرج من المطبخ و تقدمت منه ثم تحدثت بخفوت مقتضب:
_ هتاكل و لا كلت بره زي عادتك؟
ظل يحدقها للحظات بنظراته يدقق في ملامحها بشرود وكلمات شقيقته تتردد على مسامعه، التوي ثغره بابتسامة صغيره وتحدث بنبرة خافته:
_ لأ مكلتش بره ، ها عامله أكل إيه النهارده؟
عقدت حاجبيها مستغربه وقالت بتعجب:
_غريبه !
رفع حاجب و نزل الآخر ثم تحدث بسخرية قاصداً المزاح:
_ إيه الغريب في كده؟، أنتي معملتيش أكل ولا ايه؟
أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وهي تضيق ما بين عينيها قائله بنبرة هامسه:
_ ابدا، أنا هروح أحضر الأكل
قالت تلك الكلمات ثم استدارت متحركه نحو المطبخ تاركه إياه يحدق في أثرها بشرود..
٠٠٠٠٠٠٠
أصبح وجهها مشرقاً بعد زيارتها لوالدها الحبيب، ترجلت من السياره كما فعل هو الآخر..
دار هو حول السياره وهو يشير إليها قائلاً بصوت رخيم:
_ يلا
تقدمته حفصة تدلف إلي مدخل البنايه وصعدت درجات الدرج وحديث والدها الحبيب لا يفارقها حيث أخبرها أنه فعل ذلك فقط من أجل خوفه عليها من حديث الناس الذي لن ينتهي إلا بزواجها و أستقرارها..
توقفت قدميها على أحدي درجات الدرج عندما خرجت فاطمه و قد التوي ثغرها بابتسامة خبيثه وهي تنظر خلفها حيث صفوان قائله بلطف زائف:
_ أبيه صفوان تعالى مستنينك عايزين ناخد رأيك في حاجة
ضيق صفوان ما بين عينيه وقد ألقت عليه حفصة نظره من فوق كتفها وهي تستمع إلي كلمات فاطمه التي تابعت بمكر:
_ و ياريت مراتك تكون موجودة عشان رأيها مهم
نطق بتلك الكلمات ودلفت نحو الداخل والابتسامه تتراقص على شفتيها..
٠٠٠٠٠
كادت مروه أن تجمع أطباق الطعام الفارغه بعد تناولهم وجبة الغداء لكن وجدته يقبض بكفه على كفها قائلاً بنبرة هادئه:
_ تسلم ايدك
ظهر التعجب على ملامحها ووزعت نظراتها ما بين كفه الموضوع على كفها ووجهه ثم هدرت ببلاهه:
_ أنت طبيعي يا مروان؟
قالت تلك الكلمات و رفعت كفها الآخر ترغب في قياس حرارته قائله بحيره:
_ أنت مضروب على دماغك !..
التوي ثغره بابتسامة بسيطه ثم تحدث قائلاً بهدوء متناهي:
_ لأ مش مضروب على دماغي يا مروه
حركت رأسها يميناً و يساراً تتعجب من أمره ثم سحبت كفها الموضوع أسفل كفه و سحبت الاطباق و نهضت قائله بتعجب:
_ أنا داخله اغسل المواعين احسن حالتك مش طبيعيه
قالت تلك الكلمات وهي تتحرك نحو المطبخ تحرك رأسها يميناً ويساراً مردده باستغراب تام:
_ شكله شارب حاجه !
بترت باقي كلماتها حين وصلها صوته قائلاً بسخريه:
_ شارب قهوه..
استدارت هي تلقي عليه نظره من فوق كتفها رافعه أحد حاجبيها..
بضع دقائق و شعرت به يقف على أعتاب المطبخ ، رفعت كفها تضع ذلك الطبق محله و حركت رأسها نحوه قائله بحيره:
_ محتاج حاجه؟
حرك مروان رأسه إيجاباً ثم رفع كفه قائلاً بخفوت:
_ ممكن فنجان قهوه !
أعادت مروه خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وقالت مشدوهه:
_ ممكن !، اه ممكن
التوي ثغره بابتسامة جانبيه ثم استدار يخرج من المطبخ تاركاً إياها تحدق في أثره بنظرات مشدوهه..
٠٠٠٠٠٠
"الشرع محلل أربعه"
جمله ترددت على مسامع حفصة وهي تدلف إلي داخل سطح البناية بعد أن استمعت عن رغبة عائلته في وجود زوجة أخري له، أبتلعت ريقها وهي تتذكر زواج محمود دون مراعاة لمشاعرها و بعلم من أهله..
فاقت من شرودها على صوت يوسف وهو ينطق بمرح غير مقصود:
_ أنتي بقي إلي بتراقبني المره دي !
أنكمشت ملامحها وهي تحرك رأسها نحو مصدر الصوت وجدته يقف و على ثغره مرسوم أبتسامة مستفزه..
ألقت عليه نظره ساخطه ثم استدارت تعود من حيث أتت تاركه إياه يحدق في أثرها بنظرات مليئه بالندم..
٠٠٠٠٠
وقع فنجان القهوه على بنطاله لينهض من مكانه يسب ويلعن ، زاغت نظراتها وهي تعتذر بتلعثم:
_ أنا اسفه يا مروان، اسفه وقع غصب عني
تخطي هو إياها وعينيه معلقه ببنطاله باشمئزاز, وضعت هي كفها على شفتيها قائله بنبرة مكتومه:
_مكنتش أقصد
قالت تلك الكلمات ثم انحنت سريعاً تلتقط الفنجان، ووضعته على الطاولة ثم تحركت نحو غرفتهم توقفت علي اعتاب الغرفه وهي تري إياه يسحب بنطاله أخري من الخزانه، عضت على شفتيها قائله بتلعثم:
_ مروان مقصدش..
استدار هو نحوها وقد وجد ملامحها منكمشه، زفر طويلاً وقال بهدوء:
_ خلاص يا مروه محصلش حاجه
أبتلعت مروه و فركت كفيها في بعضهم وهي تدلف إلي الغرفه قائله بتوجس وهي علي وشك البكاء:
_ أنت شكلك اضايقت مني..
قالت تلك الكلمات وهي تشيح بنظراتها بعيداً عنه،.
كان كل تركيزه على تبديل البنطال،، أنتهي من ذلك و ووجدها تقف هكذا تبعد نظراتها وقد راحت تقول بتوتر بالغ:
_ أنا والله مكنش قصدي، أنا مش عارفه أيدي مالها اتهزت فجأة..
ظل يتأملها للحظات بنظراته يري مدي خوفها منه ليعود حديث شقيقته يقتحم عقله بقوه، تحرك نحوها وهو يقول بنبرة حانيه:
_ مفيش داعي تتوتري كده دي حاجه بسيطه ثم أنك باصه بعيد ليه !
أعادت خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وهي تعاود النظر نحوه قائله بترقب:
_ بجد مش زعلان؟
حرك مروان رأسه إيجاباً، عضت على شفتيها وقالت بنبره خافته:
_ شكراً
رفع هو حاجب و نزل الآخر و عينيه معلقه بعينيها الواضح بهم الإرتباك وقد تحدث قائلا بتبرم:
_ شكراً على إيه بالظبط ؟
ظلت هي صامته تنظر نحوه بتوتر ثم تحدثت قائله بخفوت:
_ أنك تفهمتني
لم يتمالك هو حاله و قهقه ضاحكاً، مما جعلها تعقد حاجبيه بعبوس، توقف هو عن الضحك قائلاً بصوت أجش:
_ أنتي طيبه أوي يا مروه
كلمات بسيطه جعلت قلبها يخفق ووجنتيها تتورد خجلاً، خفضت بصرها ثم عادت تنظر إلي مقلتيه تشعر بالحيره من تغير تعامله معها..
مطت هي شفتيها و ترجمت أفكارها على هيئه كلمات قائله بعفويه حائره:
_ مروان هو بجد حد ضربك على دماغك !، أنت غريب خالص النهارده !
التوي ثغره بابتسامة وظل صامتاً للحظات، وجدته ينظر إليها بتركيز ، خرج من صمته قائلاً بنبره مرحه:
_ إيه رأيك تعملي ليا قهوه تانيه و تيجي نتكلم مع بعض !
عقدت مروه حاجبيها لكنها أومأت برأسها مشدوهه ثم تحركت تخرج من الغرفه و الدهشه مرسومه على ملامحها..
٠٠٠٠٠
بعد مرور عدة أيام، طرقات على باب الشقه جعلت حفصة تخرج من غرفتها وهي ترتدي وشاح رأسها، وقفت أمام الباب وهتفت بتوجس:
_ مين ؟
لحظات من الصمت حتي وصلها صوته المألوف ينطق بنبره جاده :
_ أنا يوسف يا حفصة افتحي عايزك في كلمتين..
يتبع