التاسع عشر

مشيت داليا من بيت رامي ورجعت بيتها وكانت حاسه ان حاجه نقصاها، هي انعودت علي وجود رامي وانها تشوفه كل يوم، وكمان اتعودت علي وجود ليندا وكانت بتتونس بيها..

واثناء ما كانت سرحانه جرس الباب رن وراحت تفتح وهي حاسه انه رامي لكن خابت امالها لما اتفاجئت لفاروق وامه صباح واقفين قدامها.

صباح: هتسيبينا واقفين كده يا داليا؟! مش هتقولي لنا اتفضلوا..

داليا: اتفضلي يا طنط..

دخلت صباح ومعاعا فاروق اللي كان بيبص لداليا كانه مشافهاش من سنين فقال: اخبارك ايه يا داليا، حمدالله على السلامه..

داليا: الله يسلمك .. خير في حاجه؟

فاروق وامه بصو لبعض وصباح قالت: في كل خير ان شاء الله ي حبيبتي،متتصوريش فاروق كان زعلان ازاي عشانك، وحاول يساعدك كذا مرة لكن ماعرفش، عالعموم حمدالله على السلامه.

داليا متكلمتش وهزت راسها بس فقالت صباح: صراحه كده فاروق كان عايز يطلب ايديكي ونشوف طلباتك ايه نعملها يا ست البنات..

اتفاجئت داليا بطلبهم ووقفت زي اللي لدعها عقرب وقالت: ايه؟! يطلب ايدي ايه؟! لا طبعا..

فاروق وقف قصادها. قال: ليه بس يا داليا، هو انا وحش؟ ايه اللي يمنع اننا نتخطب..

داايا كان صعبان عليها تكسف فاروق ومكانتش عارفه تقوله ايه فقالت: فاروق انا طول عمري بعتبرك زي اخويا، مقدرش اتجوزك ولا اتخطب لك، مقدرش اشوفك بأي صوره غير اخويا..

_ايه؟! اخوكي ازاي يا داليا انا مااااا

قاطعته صباح وهي بتقول: يلا بينا يا واد من هنا انت لسه هتمأمأ لها دي بتقوللك زي اخويا يلا يا موكوس..

مشي فاروق وصباح وقعدت داليا علي الكنبه بضيق وفكرت انها تجيب تليفونها وتتصل علي ليندا لكن قاطعها جرس الباب..

قمت داليا تفتح واتفاجئت لما لقتها ليندا فاخدتها بالحضن وقالت: ليندااا وحشتيني، كنت حالا هتصل بيكي..

ليندا: واتتي كمان يا دودي وحشتيني جداا، البيت من غيرك ملوش طعم تخيلي.

ابتسمت داليا وقالت: رامي عامل اي.

_كويس، بقاله يومين من ساعة ما مشيتي انتي مبيقعدش في البيت، وقته كله يا اما في المكتب او بره مع صحابه سهران، زي ما يكون مش طايق قعدة البيت عشانك مبقيتيش موجوده..

ضحكت داليا وقالت: ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده يا ليندا، مفيش حاجه زي كده طبعا . هو بس تلاقيه مشغول عشان افتتاح الفرع الجديد..

_طب اي،مش هتروحي الشغل وكفايه كسل كده ولا هتفضلي مبلطه في الخط..

=هنزل من اول بكره ان شاءالله، قوليلي تشربي اي..

_هشرب اسبرسو لو مش هعذبك معايا..

قامت داليا تعمل القهوة واتسمرت لما تليفون ليندا ؤن وسمعتها بتقول: ايوة يا رامي .. انا مريت علي داليا اتطمن عليها لاني كنت جمبها.. ايه.. طيب استني اقعد معاها شويه . خلاص يا رامي نازله اهو..

رجعت داليا لعند ليندا وقالت: ايه ده انتي رايحه فين..

_معلش يا دودي رامي قريب من هنا ومصمم يفوت عليا ياخدني ونروح سوا، انا اسفه هبقا اجيلك وقت تاني..

اول ما نزلت ليندا داليا انفجرت في البكاا ،كانت متوقعه ان رامي هيبقا مشتاق يشوفها زي ماهي نفسها تشوفه لكن ده محصلش، دخلت اوضتها ونامت وفاقت من نومها علي حركة غريبه وحد بيحاول يفتح باب الشقه .

داليا كانت مرعوبه وحاسه انها خلاص هتفقد الوعي، بصعوبه مسكت تليفونها وفضلت تدور علي رقم حد تستغيث بيه لكن مطلعش قدامها غير رقم رامي وفورا طلبته..

كان رامي قاعد مع صحابه واتفاجا برقم داليا بتطلبه فعمل تليفونه سايلنت ومردش..

داليا فقدت الامل انه يرد فبعتتله رساله بصوتها: الحقني يا مراد،في حد بيحاول يكسر باب الشقه عليا..

مراد لما وصلته رسالتها فضوله خلاه يفتحها فورا واتصدم لما سمعها ونط من مكانه وركب عربيته وراح علي بيتها فوراا..

داليا كانت في اوضتها بتبكي من الخوف وقلبها وقع في رجليها اول ما سمعت الباب اتفتح، حست انها خلاص ميته ميته..

اتخبت ورا الباب واستنت تسمع حركه تانيه لكن مسمعتش فخرجت من باب الاوضه واول ما خرجت حد ضربها علي دماغها ووقعت مغمي عليها..

رامي كان بيتصل بيها كتير بس مكانش حد بيرد عليه لحد ما بيرن لقا التليفون اتقفل وهنا اتاكد ان داليا في خطر.. زود من سرعة العربيه وهو الخوف بينهش فيه..

داليا فاقت لقت نفسها مربوطه في كرسي وأيديها متكتفه واتصدمت لما شافته قدامها فقالت: فااروق؟!! انت بتعمل اي هنا وعايز مني اي؟!

فاروق سحب كرسي وقعد قدامها وقال: عايز حقي فيكي يا داليا، عايز حق السنين اللي راحت من عمري ومن شبابي وانا بحبك، عايز حق رميتي في المستشفي بين الحياه والموت بسببك..

داليا قالت باستغراب: بسببي؟!! بسببي انا؟!

_ايوة بسببك.. هو انا روحت ارجع الورق يوم ما اضربت بالرصاص عشان مين؟! ماهو عشانك.. وقال اي الحقني يا فاروق انا مخطوفه.. وفاروق يجري شبه الحمار يرجع الورق عشان حبيبة عمره واتاري كل ده ملعوب..

=ملعوب ايه.. انا مش فاهمه حاجه.

_مش مهم تفهمي، المهم انا فهمت كل حاجه..

فاروق كان في ايديه مسدس وداس علي الزناد فدااليا صوتت بخوف وقالت: طب سيب المسدس من ايديك وانا هعمللك الللي انت عايزة، بس عشان خاطر ربنا متموتنيش يا فاروق..

فاروق قرب منها ومسكها من شعرها جامد وقال: بتعيطي ليه دلوقتي، عايزه تصعبي عليا، خلاص يا داليا هانم انا قلبي مات بسببك ومش هتصعبي عليا تاني…

داليا انهارت اكتر وقالت: عشان خاطري يا فاروق متموتنيش، ابوس ايديك..

_هتبوسيها يا داليا متستعجليش، بس مش دلوقتي، لسه هخليكي تدوقي العذاب الوان وتتمني الموت في كل لحظه.

داليا لمحت رامي علي باب الشقه وشاورلها بايديه انها تشغل فاروق علي ما يتصرف وهنا بدأت تتطمن شويه لوجود رامي..

بصت لفاروق وقالت: هو انا عملت لك ايه يا فاروق، ده احنا طول عمرنا بنحبك..

_هه.. هما مين اللي طول عمرهم بيحبوني..

=انا وماما الله يرحمها، فاكر هيا كانت بتحبك ازاي ، كانت دايما تدافع عنك لما بتغلط.. بقا ده رد الجميل عايز تموت بنتها .

فاروق سرح في كلامها ونزل المسدس ورجع رفعه في وشعا تاني وهو بيقول: متحاوليش تستعطفيني يا داليا، كل الكلام ده قضا، ان مكنتيش تبقي ليا يبقا مش هتبقي لغيري،مش هتبقي لحد خاالص.

_خلااص يا فاروق ..خلاص انا هعمل لك اللي انت عايزه بس نزل المسدس..

=خلاص يا داليا خلص وقت الكلام….

رامي خبط فاروق بشومه كبيره علي راسه وقبل ما يقع في الارض مغمي عليه كانت خرجت من مسدسه طلقه طايشه عرفت مكانها في صدر داليا فوقعت في الارض من علي الكرسي غرقانه في دمها !!!

رامي انهار لما شاف داليا والدم حواليها بركه وفورا شالها وخدها بعربيته عالمستشفي وهو فاقد الامل انها تكون لسه عايشه..

في المستشفي دخلوها عمليات فورا وهو كان بيستناها بره وتليفونه رن وكانت ليندا..

_ايوة يا ليندا، في حاجه؟

=فينك يا رامي، اتاخرت كده ليه؟

اتنهد رامي بحزن وقال: في المستشفي

صرخت ليندا بفزع وقالت: ايه؟! في المستشفي؟! ليه مالك جرالك ايه؟! انجق يا رامي انت مبتردش عليا ليه؟؟؟

_هو انتي عطياني فرصه اتنفس يا ليندا؟؟ عللعموم مش انا اللي تعبان، دي داليا..

=ايه؟! مالها داليا، حصلها ايه، ما تتكلم يا رااامي..

_ يا صبررررر… اصبري شويه واديني فرصه اتكلم، داليا واخده رصاصه في صدرها وحالتها حرجه، مش عارف جرالها اي بالظبط هي في العمليات حاليا واول ما اعرف من الدكتور حالتها ايه هكلمك اطمنك.. و اقفلي دلوقتي عشان الدكتور خارج اهو..

قفل رامي التليفون وجرا علي الدكتور اللي كان خارج من العمليات حالا و ساله بلهفه: داايا مالها يا دكتور؟؛ جرالها اي؟

اتنهد الدكتور بتعب وقال: الحمد لله، انكوبىها عمر جديد..

_يعني حالتها مش خطيره؟!

=لحد دلوقتي هي في مرحلة الخطر طبعا، الرصاصه كانت جمب القلب مباشره مبيفصلش بينهم غير نص سنتي، يعني العنايه الالهيه هي اللي اتقذتها..

_طب امتا اقدر اشوفها؟

=مش قبل ما يمر اربعه وعشرين ساعة ونتطمن انها تجاوزت مرحلة الخطر.. عن اذنك

مشي الدكتور وكان رامي منتظر قدام باب اوضتها وطلب معتز في التليفون وكالعادة مردش من اول مره…

_ايوة يا زفت قولتلك مليون مره ترد من اول مره..فوق كده وركز معاياا..

=لا ابوس ايدك يا رامي انا بكلمك وانا مش شايف قدامي ومطبق من امبارح منمتش..

رامي صرخ فيه بغضب وقال: معتزززز، بقوللك ركز معايا، هبعتلك عنوان شقة داليا، انا سايب الواد ده اللي اسمه فاروق البي سرق الورق بتاع االصفقه هناك مضروب وفاقد الوعي…

_ يا حلولي ..وانت عايزني اروح اواسيه يعني ولا اعمل اي؟

=من غير كلام كتير يا معتز.. تروح تشوف صرفه فيه، تكتفه تخدره اي حاجه لحد ما تطلب له البوليس،

_وانا اش ضمني بقا انه مش هيعمل فيا انا كمان حاجه ..

=خد حد من الرجاله معاك يا معتز ومتبقاش غبي، يلا اتصرف علي طول، سلام.

رامي كان واقف قدام الاوضه اللي فيها داليا وبيتفرج عليها من ورا الازاز ومش عارف يفسر احساسه نحيتها اي بالظببط..

معتز طلب البولليس لفاروق وقدروا يقبضوا عليه وتاني يوم راح لرامي المستشفي ومعاه ليندا اللي أصرت تروح معاه..

رامي: جيبتها معاك ليه دي؟

معتز: اعمل ايه شبطت فيا..

ليندا بصتلهم بغيظ وقالت: هو ايه اللي شبطت وجيبتها معاك ليه هو انا عيله صغيره، وبعدين ازاي تكون داليا في الحاله دي ومكونش جمبها..

معتز بصلها وقال باستفزاز: طيب لو هتقعدي متعمليش دوشه علشان المرضي حوالينا لازمهم راحه.. سمعتي؟

رامي: خلاص انت وهي بطلوا لعب عيال صغيره، خليكو هنا جمبها وانا هروح البيت اخد شاور واغير هدومي وارجعلكو تاني..

مشي رامي وقعد معتز وليندا علي الاستراحه في المستشفى قدام اوضة داليا فبصلها بابتسامه هبله وقال: الا قوليلي يا ليندا، هو انا لو مكان داليا كده الف بعد الشر عليا هتعملي اي؟.

داليا بصت له ببراءه وقالت:. هزعل موت..

_يا نوحي، هتزعلي موت؟! وانا اللي فكرتك هتقطعي شرايينك عشاني؟!

=اقطع شراييني ليه يا ابيه معتز انت عبيط في دماغك؟

_ولزمتها ايه ابيه بقا بعد السكر اللي بينقط من لسانك ده.. دنتي المفروض تقوليلي ياض يا معتز.. عالعموم يا ليندا ده شئ مش غريب عليكو انتو كعيله قليلة الذوق يعني..

=مش فاهمه..

_انتي كده تمام يا حبيبتي استمري..

جت الممرضه وقربت من معتز وقالت بميوعه: انت مستر رامي؟

معتز غمزلها وقال: انا هو بعينه…

الممرضه: طب عايزين اربع تلاف جنيه مصاريف…

_ احمم..مستر رامي في البيت بيجيب حاجه وجاي حالا..

الممرضه: اومال انت مين؟!

_انا السواق بتاع مستر رامي..

=سواق؟! بلا وكسه..

وسابتهم ومشيت وبصت ليندا ليه وقالت: ماشاء الله كل مدي بتعلي في نظري اكتر..

ابتسم معتز وقال: شكرا يا لولو يختي ده من زوقك والله

كانت داليا ابتدت تفوق وكانت بتهلوس بكلام مش مفهوم، الممرضه كانت بتمر عليها وسمعتها بتنادي وبتقول يا رامي فخرجت لمعتز وليندا وبصت لمعتز وقالت: حضرتك استاذ رامي؟

معتز: يادي النيله الزرقا، قولت انا مش رامي .. وبعدين انتو مستعحلين اوي علي مصاريف المستشفي، مش لما نشوف الاول المريض هيعيش ولا هيموت .

لبندا بصتله وقالت بغضب: يا سااتر عليك.. ده حتي الملافظ رزق.

معتز: رزق؟! هو علي ايامكو بقا رزق؟! علي ايامي انا كان سعد يمكن مات بقا ولا طلع علي المعاش ، يلا معادتش تفرق..

وبص للممرضه فقالت له: المريضه فاقت وطالبه تشوف استاذ رامي..

ليندا ضحكت بفرحه فقالت: ايه؟! فاقت بجد؟! طب ينفع نشوفها.؟

الممرضه: فرد واحد بس اللي مسموح له الزياره، يا انتي يا الاستاذ

في اللحظه دي اتفاجئوا برامي اللي رجع وقال للمرضه: اتا هشوفها اول حد.

معتز بصله وقال: ايه ده انت خدت الشاور في العربيه ولا اي؟

اتجاهله رامي وراح مع الممرضه ودخل الاوضه يشوفها ومسك ايديها وهو حزين علي منظرها وكان ندمان انه مردش علي اتصالاتها من اول مكالمه يمكن كان لحقها

كان بيبص لها ومستغرب ازاي انسانه بالبراءه دي تشوف كل المعاناه اللي شافتها دي وفي عز ما كان سرحان وبيفكر بس اتفاجئ لما سمعها بتقول: راامي، انت فين يا رامي انا محتاجلك اوي، متسيبنيش عشان خاطري انا مقدرش اعيش من غيرك ثانيه بعد النهارده.. انا بحبك اووي يا رامي….

رامي اتصدم من اللي سمعه ومكانش مستوعب كلامها ولا عارف يتصرف ازاي..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي