الفصل السابع عشر
صعدت درجات السلم القليله حيث سطح تلك البنايه ، بمجرد أن خطت قدميها بداخل السطح قد شعرت بالهواء يضرب وجهها..
التوي ثغرها بابتسامة باهته و هي تتابع خطواتها نحو السور تستند بكفيها عليه و عينيها معلقه بالسماء الصافيه في ذلك الوقت..
توقف هو جانباً يراقب إياها وقد التوي ثغره بابتسامة بسيطه، تقدم بخطوات بطيئة حتي توقف خلفها قائلاً بخفوت:
_ لسه زي ما أنتي !
أنكمشت ملامح حفصة و هي تستدير ترمق إياه قائله بحده مبرره:
_ أنت إيه إلي جابك ورايا؟
تلاشت إبتسامة يوسف و تحدث قائلاً بتبرير مرتبك:
_ لمحتك و أنتي طالعه فطلعت عشان..
توقف عن متابعة كلماته لا يعرف ماذا يجيب إياها،
أغمضت حفصة جفونها تستغفر بصوت مسموع ثم هتفت بنبره قاتمه:
_ أنزل تحت يا يوسف أنا مش ناقصك
التوي ثغره بابتسامة جانبيه، أخفي إياها عندما لاحظ نظراتها الحاده و قد كانت ترغب في خنقه، و هدر قائلاً برجاء:
_ حفصة أنا كنت عايز اتكلم معاكي و عايزكي تسمعني
زفرت حفصة بغضب تشعر بأنسحاب الأكسجين من المكان بسبب تواجد ذلك الوغد، تحركت ترغب في تخطي إياه لكن توقفت قدميها عندما وجدت زوجته تقف ترمي إياهم بسهام ناريه وقد صاحت بغضب حارق:
_ ما تسمعيه يا حفصة ، أسمعي البيه إلي قام من جمب مراته عشان يطلع يتكلم معاكي
تصلبت نظرات حفصة عليها للحظات ثم دارت بنظراتها بينهم قائله بانزعاج حاد:
_ جوزك عندك أهو و ياريت تبعدوا عني كفايه لحد كده
قالت تلك الكلمات ثم تحركت تتجاوز تلك التي كانت على وشك الإنفجار وعينيها تطلق شرر وهي تحدق بزوجها المبجل الذي هتف بضيق:
_ قبل أي كلام أنا مفيش فيا دماغ للأوهام بتاعتك
٠٠٠٠٠٠٠
وضعت مروه كفها تتحسس درجة حرارة زوجها المتسطح على الفراش غارقاً في النوم و قطرات الماء تغرق ووجهه..
تنفست الصعداء بعد أن تأكدت أن حرارته أصبحت منخفضة و رددت هامسه:
_ الحمدلله
قالت تلك الكلمات ثم سحبت الطبق الموضوع به تلك قطعة القماش و نهضت ترغب في الخروج من الغرفه و لكن تعثرت قدميها في المقعد المتواجد أمام الفراش و سقط الطبق منها على الأرضيه مصدراً صوت..
امتعضت ملامحها و تحدثت باستياء:
_ هي ناقصه
كادت أن تنحني من أجل أن تلتقط الطبق و لكن وصل إلي مسامعها صوته الرجولي المتحشرج:
_مروه..
استدارت على الفور نحوه وقد انفرجت اساريها ثم تحدثت بأهتمام شديد:
_ عامل إيه دلوقتي، حاسس بأيه؟
أبتلع مروان ريقه وهو يشعر بألم في حلقه و لكنه أصبح بططء على الفراش يشعر ثم تحدث قائلاً بخفوت متحشرج:
_ الحمدلله
التوي ثغرها بابتسامة و تقدمت تجلس على طرف الفراش بجانبه وهي تقول بعفويه:
_ قلقتني عليك
ربط هو على كتفها قائلاً بنبرة هادئه واضح بها الإرهاق:
_ أنا كويس، تعبتك معايا
التوي ثغر مروه بابتسامة طفيفه وهي تقول عفوياً بمحبه:
_ تعبك راحه
دار مروان ببصره حوله يبحث عن شئ وهو يبتلع ريقه الجاف، مما جعلها تضيق ما بين عينيها قائله بنبره رقيقه:
_ بدور على إيه؟
وضع كفه على وجهه يمسح عليه وهو يقول بصوت متحشرج عاقداً حاجبيه:
_ مشوفتيش تلفوني !
أنكمشت ملامح مروه وظهر الارتباك على ملامحها وهي تقول بتلعثم:
_ معرفش، أنا هقوم اعملك أكل
نطقت بتلك الكلمات وهي تشيح بنظراتها بعيداً عنه وقد نهضت من على الفراش و انحنت تلتقط الطبق سريعاً ثم خرجت من الغرفه وهي تبتلع ريقها مردده لحالها بقلق:
_ ربنا يستر من رد فعله !
٠٠٠٠٠
أغلق صفوان باب الشقه وقد كانت ملامحه منكمشه وقع بصره عليها جالسه على الأريكة تقرأ القرآن الكريم بخشوع و عينيها تذرف العبرات الحاره..
أرتخت ملامحه و تقدم يجلس على مقعد مقابل لها و عينيه معلقه بها..
دقائق طفيفه و كانت تغلق المصحف ثم وضعته بجانبها بحرص و رفعت كفها تجفف دموعها ، وصلها صوته الرخيم:
_ ادعيلها بالرحمه..
رفعت هي رأسها تنظر نحوه للحظات ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنه ولم تعقب، تنهد هو طويلاً ثم قال برفق:
_ كلتي؟
حركت هي رأسها نحوه وظلت تحدقه للحظات بنظرات خاويه ثم هدرت بخفوت:
_ أنا عايزة أروح لبابا أقعد معاه شويه
أومأ صفوان برأسه إيجاباً و عينيها معلقه بعينيها المتورمتين ثم تحدث قائلاً بخشونة:
_ شوفي اليوم إلي تحبي تروحي فيه
صمت قليلاً وهو يراقب ملامح وجهها الشاحبه و وشاح رأسها الذي تغطي به خصلات شعرها ثم قال باستفهام هادئ يخفي خلفه غضبه:
_ يوسف طلع وراكي على السطح كان عايز إيه؟
ظهر التهكم على وجهها الأحمر أثر البكاء و لوت فمها تعقد ذراعيها أمامها وهي تقول بسخط:
_ هي الحربايه بنت عمك لحقت تقولك !
أنكمشت ملامحه و رفع سبابته قائلاً بانزعاج تام محذراً إياها:
_ حافظي على الفاظك و أنتي بتتكلمي عنها
رفعت حاجب و نزلت الآخر باستخفاف ثم حلت ذراعيها من أمامها و نهضت من مكانها قائله بنبرة بارده كالجليد:
_ لا أتكلم عنها ولا تتكلم عني
نطقت بتلك الكلمات و تحركت نحو غرفتها ولكن توقفت قدميها حين وصلها نبرته المتصلبه:
_ المكان الي فيه يوسف مش عايز اشوفك فيه
أنكمشت ملامحها و استدارت تحدقه بمقلتيها وقد لمع بهم الغضب قائله بانزعاج حاد:
_ الكلام ده يتقال ليه هو مش ليا..
نهض هو من مكانه يتقدم منها قائلاً بنبره فظه:
_ متخافيش قولتله، بس عايز..
توقفت الكلمات على طرف شفتيه وهو يلاحظ بسبب أكمام ثوبها المرفوعه تلك البقعه الزرقاء الظاهره في ذراعها، سحب إياه وهو يحدق بها قائلاً باهتمام:
_ ده من إيه؟
سحبت هي ذراعها منه و التوي ثغرها بابتسامة متهكمه قائله بجمود:
_ من الزعل، موجود منها كتير في جسمي على فكره
قالت تلك الكلمات و استدارت متحركه نحو غرفتها و لكن قبض هو على معصمها يوقف إياها قائلاً بضيق:
_ تعالي نكشف
نزعت منه معصمها و استدارت سريعاً حتي تكون مقابله له لتجد وجهه قريب من وجهها لم تبالي بذلك و هتفت بجفاء:
_مش عايزه لأن دي حاله نفسيه أنت السبب الرئيسي فيها
قالت تلك الكلمات و كادت أن تتحرك لكن وجدته يهدر بصرامه متجاهل ما قالته:
_ قولت هنكشف يعني هنكشف، يلا خشي حضري نفسك
تراجعت هي خطوه إلي الخلف و لوت فمها قائله بنزق:
_ و أنا قولت لأ
قالت تلك الكلمات و استدارت متحركه نحو الغرفه تاركه إياه يحدق في أثرها بضيق وقد راحت كلمات فاطمه تتردد على مسامعه:
" أبعد مراتك عن جوزي يا أبيه"
كور قبضته بشده شاعراً برغبه قويه في تحطيم رأس يوسف..
شعر بالباب خاصة الغرفه يفتح مره أخري وهي تخرج منه قائله بوجوم:
_ عشان تبقي عارف بس أنا هبقي اروح لبابا لوحدي
أنكمشت ملامحه و تحدث قائلاً بصرامه:
_ هتنتظري أما ارجع من الشغل و نروح مع بعض
قال تلك الكلمات وهو يستدير ينزع سترته يلقي إياها على أحد المقاعد تحت نظراتها الحانقه..
٠٠٠٠٠
وقفت مروه جانباً تستمع إلي صوته الهادر بانفعال:
_ يعني كسرتي التلفيون و بتكدبي !
قال تلك الكلمات وهو يتحرك على الفراش ينزل ساقيه من عليه ببطء، أبتلعت هي ريقها الجاف وتقدمت منه قائله بتوتر:
_ طب بس خليك نايم أنت تعبان..
نظر هو نحوها شذراً ثم لوي فمه وهو يعتدل واقفاً ثم تحدث قائلاً بنبرة حاده:
_ ملكيش دعوه
ابتعدت هي عنه قليلاً و هي تري إياه ينهض من مكانه ثم هدرت مبرره بتوتر:
_ وقع مني غصب عني
رمها بنظره قويه ثم تحرك يخرج من باب الغرفه المفتوح قائلاً بحنق:
_ غبيه
أبتلعت هي تلك الكلمه وقد شعرت بوغزه في قلبها فهي مهما فعلت لن تستطيع الحصول على حبه..
٠٠٠٠
صدرت منها شهقه مكتومه وهي تستمع إلي توبيخ تلك المدعوه سوزان عبر الهاتف، لم تستطع تمالك أعصابها و جزت على أسنانها بعنف وضعت على الهاتف بأناملها قائله بشراسه:
_ أنتي مجنونه ولا مريضه ، أنا مالي بكل ده !
نطقت بتلك الكلمات ثم سارعت في إغلاق المكالمه وصدرها يعلو ويهبط من الإنفعال وقد ألقت الهاتف بعنف على الفراش..
استدارت بجسدها لتجده واقفاً على أعتاب الغرفه عاقداً ذراعيه أمامه و هدر قائلاً بغلظه:
_مين دي ؟
أنكمشت ملامحها أكثر وقد شعرت بكل شئ يضغط عليها، مسحت على وجهها الشاحب وهي تهدر بضعف:
_ أنا تعبت و زهقت هو كل واحده جوزها ناقص تقول عليا أنا السبب !
أنكمشت ملامح صفوان وضيق ما بين عينيه بشده وتقدم منها قائلاً بريبه:
_ مين قال كده؟
أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وقد أنسابت عبره حاره علي وجهها و ارتجفت شفتيها وهي تقول بألم منفعله:
_ فاطمه و سوزان كله بقي شايفني خطافه رجاله
تعثرت الكلمات على طرف شفتيها وقد لمعت عينيها بدموع القهر، أنسابت عبره حاره من عينيها وهي تقول بنبرة حارقه نابعه من روحها الجريحه:
_ كله بسببك..
شعر صفوان بالحزن من أجلها و لم يشعر بذاته سوي وهو يسحب إياها يضمها برفق يمسح بكفه على ظهرها وسط مقاومه ضعيفه منها فقد كانت بحاجه إلي تواجد أحد يدعمها حتي لو كان هو !
أبتلع صفوان ريقه وهو يشعر برأسها تستند على كتفه وهي تقول بهذيان متألمه:
_ أنا زهقت مش عايزه اشوف حد ولا أتعامل مع حد
ابتعدت هي بعيداً عنه وهي تعيد خصلات شعرها إلي الخلف قائله بخفوت متحشرج:
_ أنا محتاجه بابا، خدني ليه..
أومأ صفوان برأسه وظل صامتاً ثم تحدث قائلاً بنبرة حانيه:
_هاخدك و نروح بكره
أومأت برأسها بصمت وهي ترفع كفها تمسح تلك الدمعه التي فرت من عينيها دون اراده منها..
تعلقت عينيه بها يراقب إياها بنظرات دافئه ظل صامتاً للحظات ثم تحدث قائلاً بخفوت:
_حفصة إيه رأيك تخرجي معايا نغير جو
توقع رفضها ، لكنها ظلت تحدقه بنظرات باهته، أبتلعت ريقها ثم أومأت برأسها مما جعل ثغره يلتوي بابتسامة جانبيه قائلاً بصوت رخيم:
_ هستناكي بره
نطق بتلك الكلمات وكاد أن يخرج من الغرفه ولكن وجدها تهدر برجاء:
_ بس يكون مكان مفهوش ناس كتير، مش طايقه اشوف حد
تحشرجت نبرتها في آخر كلمات، أومأ هو برأسه قائلاً بنبرة حانيه:
_ زي ما تحبي يا حفصة
نطق حروف أسمها بنبره مميزه وقد استغرب حاله و دون أن يشعر وقف يتأملها بحنان وعينيه تدقق في جميع تفاصيل وجهها الباهت..
يتب
التوي ثغرها بابتسامة باهته و هي تتابع خطواتها نحو السور تستند بكفيها عليه و عينيها معلقه بالسماء الصافيه في ذلك الوقت..
توقف هو جانباً يراقب إياها وقد التوي ثغره بابتسامة بسيطه، تقدم بخطوات بطيئة حتي توقف خلفها قائلاً بخفوت:
_ لسه زي ما أنتي !
أنكمشت ملامح حفصة و هي تستدير ترمق إياه قائله بحده مبرره:
_ أنت إيه إلي جابك ورايا؟
تلاشت إبتسامة يوسف و تحدث قائلاً بتبرير مرتبك:
_ لمحتك و أنتي طالعه فطلعت عشان..
توقف عن متابعة كلماته لا يعرف ماذا يجيب إياها،
أغمضت حفصة جفونها تستغفر بصوت مسموع ثم هتفت بنبره قاتمه:
_ أنزل تحت يا يوسف أنا مش ناقصك
التوي ثغره بابتسامة جانبيه، أخفي إياها عندما لاحظ نظراتها الحاده و قد كانت ترغب في خنقه، و هدر قائلاً برجاء:
_ حفصة أنا كنت عايز اتكلم معاكي و عايزكي تسمعني
زفرت حفصة بغضب تشعر بأنسحاب الأكسجين من المكان بسبب تواجد ذلك الوغد، تحركت ترغب في تخطي إياه لكن توقفت قدميها عندما وجدت زوجته تقف ترمي إياهم بسهام ناريه وقد صاحت بغضب حارق:
_ ما تسمعيه يا حفصة ، أسمعي البيه إلي قام من جمب مراته عشان يطلع يتكلم معاكي
تصلبت نظرات حفصة عليها للحظات ثم دارت بنظراتها بينهم قائله بانزعاج حاد:
_ جوزك عندك أهو و ياريت تبعدوا عني كفايه لحد كده
قالت تلك الكلمات ثم تحركت تتجاوز تلك التي كانت على وشك الإنفجار وعينيها تطلق شرر وهي تحدق بزوجها المبجل الذي هتف بضيق:
_ قبل أي كلام أنا مفيش فيا دماغ للأوهام بتاعتك
٠٠٠٠٠٠٠
وضعت مروه كفها تتحسس درجة حرارة زوجها المتسطح على الفراش غارقاً في النوم و قطرات الماء تغرق ووجهه..
تنفست الصعداء بعد أن تأكدت أن حرارته أصبحت منخفضة و رددت هامسه:
_ الحمدلله
قالت تلك الكلمات ثم سحبت الطبق الموضوع به تلك قطعة القماش و نهضت ترغب في الخروج من الغرفه و لكن تعثرت قدميها في المقعد المتواجد أمام الفراش و سقط الطبق منها على الأرضيه مصدراً صوت..
امتعضت ملامحها و تحدثت باستياء:
_ هي ناقصه
كادت أن تنحني من أجل أن تلتقط الطبق و لكن وصل إلي مسامعها صوته الرجولي المتحشرج:
_مروه..
استدارت على الفور نحوه وقد انفرجت اساريها ثم تحدثت بأهتمام شديد:
_ عامل إيه دلوقتي، حاسس بأيه؟
أبتلع مروان ريقه وهو يشعر بألم في حلقه و لكنه أصبح بططء على الفراش يشعر ثم تحدث قائلاً بخفوت متحشرج:
_ الحمدلله
التوي ثغرها بابتسامة و تقدمت تجلس على طرف الفراش بجانبه وهي تقول بعفويه:
_ قلقتني عليك
ربط هو على كتفها قائلاً بنبرة هادئه واضح بها الإرهاق:
_ أنا كويس، تعبتك معايا
التوي ثغر مروه بابتسامة طفيفه وهي تقول عفوياً بمحبه:
_ تعبك راحه
دار مروان ببصره حوله يبحث عن شئ وهو يبتلع ريقه الجاف، مما جعلها تضيق ما بين عينيها قائله بنبره رقيقه:
_ بدور على إيه؟
وضع كفه على وجهه يمسح عليه وهو يقول بصوت متحشرج عاقداً حاجبيه:
_ مشوفتيش تلفوني !
أنكمشت ملامح مروه وظهر الارتباك على ملامحها وهي تقول بتلعثم:
_ معرفش، أنا هقوم اعملك أكل
نطقت بتلك الكلمات وهي تشيح بنظراتها بعيداً عنه وقد نهضت من على الفراش و انحنت تلتقط الطبق سريعاً ثم خرجت من الغرفه وهي تبتلع ريقها مردده لحالها بقلق:
_ ربنا يستر من رد فعله !
٠٠٠٠٠
أغلق صفوان باب الشقه وقد كانت ملامحه منكمشه وقع بصره عليها جالسه على الأريكة تقرأ القرآن الكريم بخشوع و عينيها تذرف العبرات الحاره..
أرتخت ملامحه و تقدم يجلس على مقعد مقابل لها و عينيه معلقه بها..
دقائق طفيفه و كانت تغلق المصحف ثم وضعته بجانبها بحرص و رفعت كفها تجفف دموعها ، وصلها صوته الرخيم:
_ ادعيلها بالرحمه..
رفعت هي رأسها تنظر نحوه للحظات ثم أشاحت بنظراتها بعيداً عنه ولم تعقب، تنهد هو طويلاً ثم قال برفق:
_ كلتي؟
حركت هي رأسها نحوه وظلت تحدقه للحظات بنظرات خاويه ثم هدرت بخفوت:
_ أنا عايزة أروح لبابا أقعد معاه شويه
أومأ صفوان برأسه إيجاباً و عينيها معلقه بعينيها المتورمتين ثم تحدث قائلاً بخشونة:
_ شوفي اليوم إلي تحبي تروحي فيه
صمت قليلاً وهو يراقب ملامح وجهها الشاحبه و وشاح رأسها الذي تغطي به خصلات شعرها ثم قال باستفهام هادئ يخفي خلفه غضبه:
_ يوسف طلع وراكي على السطح كان عايز إيه؟
ظهر التهكم على وجهها الأحمر أثر البكاء و لوت فمها تعقد ذراعيها أمامها وهي تقول بسخط:
_ هي الحربايه بنت عمك لحقت تقولك !
أنكمشت ملامحه و رفع سبابته قائلاً بانزعاج تام محذراً إياها:
_ حافظي على الفاظك و أنتي بتتكلمي عنها
رفعت حاجب و نزلت الآخر باستخفاف ثم حلت ذراعيها من أمامها و نهضت من مكانها قائله بنبرة بارده كالجليد:
_ لا أتكلم عنها ولا تتكلم عني
نطقت بتلك الكلمات و تحركت نحو غرفتها ولكن توقفت قدميها حين وصلها نبرته المتصلبه:
_ المكان الي فيه يوسف مش عايز اشوفك فيه
أنكمشت ملامحها و استدارت تحدقه بمقلتيها وقد لمع بهم الغضب قائله بانزعاج حاد:
_ الكلام ده يتقال ليه هو مش ليا..
نهض هو من مكانه يتقدم منها قائلاً بنبره فظه:
_ متخافيش قولتله، بس عايز..
توقفت الكلمات على طرف شفتيه وهو يلاحظ بسبب أكمام ثوبها المرفوعه تلك البقعه الزرقاء الظاهره في ذراعها، سحب إياه وهو يحدق بها قائلاً باهتمام:
_ ده من إيه؟
سحبت هي ذراعها منه و التوي ثغرها بابتسامة متهكمه قائله بجمود:
_ من الزعل، موجود منها كتير في جسمي على فكره
قالت تلك الكلمات و استدارت متحركه نحو غرفتها و لكن قبض هو على معصمها يوقف إياها قائلاً بضيق:
_ تعالي نكشف
نزعت منه معصمها و استدارت سريعاً حتي تكون مقابله له لتجد وجهه قريب من وجهها لم تبالي بذلك و هتفت بجفاء:
_مش عايزه لأن دي حاله نفسيه أنت السبب الرئيسي فيها
قالت تلك الكلمات و كادت أن تتحرك لكن وجدته يهدر بصرامه متجاهل ما قالته:
_ قولت هنكشف يعني هنكشف، يلا خشي حضري نفسك
تراجعت هي خطوه إلي الخلف و لوت فمها قائله بنزق:
_ و أنا قولت لأ
قالت تلك الكلمات و استدارت متحركه نحو الغرفه تاركه إياه يحدق في أثرها بضيق وقد راحت كلمات فاطمه تتردد على مسامعه:
" أبعد مراتك عن جوزي يا أبيه"
كور قبضته بشده شاعراً برغبه قويه في تحطيم رأس يوسف..
شعر بالباب خاصة الغرفه يفتح مره أخري وهي تخرج منه قائله بوجوم:
_ عشان تبقي عارف بس أنا هبقي اروح لبابا لوحدي
أنكمشت ملامحه و تحدث قائلاً بصرامه:
_ هتنتظري أما ارجع من الشغل و نروح مع بعض
قال تلك الكلمات وهو يستدير ينزع سترته يلقي إياها على أحد المقاعد تحت نظراتها الحانقه..
٠٠٠٠٠
وقفت مروه جانباً تستمع إلي صوته الهادر بانفعال:
_ يعني كسرتي التلفيون و بتكدبي !
قال تلك الكلمات وهو يتحرك على الفراش ينزل ساقيه من عليه ببطء، أبتلعت هي ريقها الجاف وتقدمت منه قائله بتوتر:
_ طب بس خليك نايم أنت تعبان..
نظر هو نحوها شذراً ثم لوي فمه وهو يعتدل واقفاً ثم تحدث قائلاً بنبرة حاده:
_ ملكيش دعوه
ابتعدت هي عنه قليلاً و هي تري إياه ينهض من مكانه ثم هدرت مبرره بتوتر:
_ وقع مني غصب عني
رمها بنظره قويه ثم تحرك يخرج من باب الغرفه المفتوح قائلاً بحنق:
_ غبيه
أبتلعت هي تلك الكلمه وقد شعرت بوغزه في قلبها فهي مهما فعلت لن تستطيع الحصول على حبه..
٠٠٠٠
صدرت منها شهقه مكتومه وهي تستمع إلي توبيخ تلك المدعوه سوزان عبر الهاتف، لم تستطع تمالك أعصابها و جزت على أسنانها بعنف وضعت على الهاتف بأناملها قائله بشراسه:
_ أنتي مجنونه ولا مريضه ، أنا مالي بكل ده !
نطقت بتلك الكلمات ثم سارعت في إغلاق المكالمه وصدرها يعلو ويهبط من الإنفعال وقد ألقت الهاتف بعنف على الفراش..
استدارت بجسدها لتجده واقفاً على أعتاب الغرفه عاقداً ذراعيه أمامه و هدر قائلاً بغلظه:
_مين دي ؟
أنكمشت ملامحها أكثر وقد شعرت بكل شئ يضغط عليها، مسحت على وجهها الشاحب وهي تهدر بضعف:
_ أنا تعبت و زهقت هو كل واحده جوزها ناقص تقول عليا أنا السبب !
أنكمشت ملامح صفوان وضيق ما بين عينيه بشده وتقدم منها قائلاً بريبه:
_ مين قال كده؟
أعادت هي خصله من خصلات شعرها إلي الخلف وقد أنسابت عبره حاره علي وجهها و ارتجفت شفتيها وهي تقول بألم منفعله:
_ فاطمه و سوزان كله بقي شايفني خطافه رجاله
تعثرت الكلمات على طرف شفتيها وقد لمعت عينيها بدموع القهر، أنسابت عبره حاره من عينيها وهي تقول بنبرة حارقه نابعه من روحها الجريحه:
_ كله بسببك..
شعر صفوان بالحزن من أجلها و لم يشعر بذاته سوي وهو يسحب إياها يضمها برفق يمسح بكفه على ظهرها وسط مقاومه ضعيفه منها فقد كانت بحاجه إلي تواجد أحد يدعمها حتي لو كان هو !
أبتلع صفوان ريقه وهو يشعر برأسها تستند على كتفه وهي تقول بهذيان متألمه:
_ أنا زهقت مش عايزه اشوف حد ولا أتعامل مع حد
ابتعدت هي بعيداً عنه وهي تعيد خصلات شعرها إلي الخلف قائله بخفوت متحشرج:
_ أنا محتاجه بابا، خدني ليه..
أومأ صفوان برأسه وظل صامتاً ثم تحدث قائلاً بنبرة حانيه:
_هاخدك و نروح بكره
أومأت برأسها بصمت وهي ترفع كفها تمسح تلك الدمعه التي فرت من عينيها دون اراده منها..
تعلقت عينيه بها يراقب إياها بنظرات دافئه ظل صامتاً للحظات ثم تحدث قائلاً بخفوت:
_حفصة إيه رأيك تخرجي معايا نغير جو
توقع رفضها ، لكنها ظلت تحدقه بنظرات باهته، أبتلعت ريقها ثم أومأت برأسها مما جعل ثغره يلتوي بابتسامة جانبيه قائلاً بصوت رخيم:
_ هستناكي بره
نطق بتلك الكلمات وكاد أن يخرج من الغرفه ولكن وجدها تهدر برجاء:
_ بس يكون مكان مفهوش ناس كتير، مش طايقه اشوف حد
تحشرجت نبرتها في آخر كلمات، أومأ هو برأسه قائلاً بنبرة حانيه:
_ زي ما تحبي يا حفصة
نطق حروف أسمها بنبره مميزه وقد استغرب حاله و دون أن يشعر وقف يتأملها بحنان وعينيه تدقق في جميع تفاصيل وجهها الباهت..
يتب