البارت الخامس

زهره كانت بتلم هدومها والدموع في عنيها كانت حاسه ان مفيش حد متقبلها خالص .. مامتها رمتها عند عمتها و باباها مكنش بيسأل فيها طول الفترة الي فاتت دي و لما راحت تقعد معاه مراته اعترضت علي وجودها .. خلصت زهره ولمت هدومها كلها و قالت لباباها يلا بينا يا بابا انا خلصت ..
مدحت : طيب استني يا زهرة لما نتغدي الاول مع بعض . ميرفت كانت بتطبخ ..
زهرة : ملوش لزوم يا بابا انا مش جعانه والله يلا بينا ..
مدحت : يا ميرفت تعالي .. انتي جهزتي الاكل ولا لسه ..
ميرفت بضيقه : لا مجهزتش حاجه انا مش هعمل غدا النهارده خلاص اصل انا تعبانه و عاوزه ارتاح ..
مدحت : طيب مش المفروض زهرة تاكل لقمه برضو قبل ما تمشي .. هنمشي البنت جعانه يعني ..
ميرفت : والله الاكل عندك الي عاوز ياكل يتفضل انا مش قافلة علي الاكل ..
زهرة : خلاص يا بابا انا قولتلك انا مش جعانه يلا بينا ..
دخل مدحت يلبس هدومه وهو حاسس انه ظلم زهرة معاه مكنش عارف ياخدها في حضنه اول ما اتولدت لانه كان شاكك انها مش بنته و مراته دلوقتي مش متقبلاها و مش عارف يخليها تقعد معاه عشان يعوضها عن السنين الي اتحرمت منه فيها .. دخلت عليه ميرفت و قالتله : مالك يا مدحت شكلك كده متضايق .. والله ده اتفاقنا من الاول انا مش متجوزاك ببنتك ..
مدحت : انا مش متضايق ولا حاجه بس مكنش ليه لزوم انك تعلي صوتك والبنت في الاوضه وتسمعيها انك مش عوزاها .. دي مهما كان طفله وملهاش حد ..
ميرفت : تصدق ضحكتني وانا مليش نفس اضحك .. انت دلوقتي الي بتقول كده مش دي بنتك الي كنت رميها ومش بتسأل عنك .. دلوقتي بقت صعبانه عليك .. يلا يا بابا خد بنتك و اديها ل امها .. امها أولي بيها انا مش هربي عيال حد .. ميكنش واحده عايشه حياتها و امها رمياها و انا الي هربي .. انا لسه متجوزتش و مدخلتش دنيا .. و لو عاوزها اوي كده عادي ممكن نفض الجوازه دي معنديش مانع ..
مدحت : ايه الي بتقوليه ده يا ميرفت وانا اقدر استغني عنك برضوا .. هوديها عند امها و اجيلك جري طبعا .. مدحت كان شخصيته ضعيفه جدا مع ميرفت عكس شخصيته مع فوزيه .. ميرفت كانت بتضحك عليه بجمالها . وكانت بتاخد منه كل الي هي عوزاه .. كان مستعد يبيع اي حد عشان خاطر ميرفت .. خلص مدحت و لبس هدومه و دخل عشان ينادي زهرة لقاها قاعده علي السرير حاضنه شنطة هدومها و نايمه عليها .. خبط علي كتفها قامت من النوم مفزوعه ..
مدحت : انتي نمتي يا زهرة خلاص خليكي نايمه و نبقي نمشي بكرة .. بص مدحت علي الباب لقي ميرفت بصاله و من نظرة عنيها كانت بتتوعدله عشان قال كده .
زهرة : لا يا بابا انا منمتش ولا حاجه انا هقوم اهو خلاص .. يلا بينا عشان نلحق نروح عند ماما .. مسكها مدحت من ايديها و نزلوا علي السلم .. وقف اتوبيس من اول الشارع ركبوا في اتجاه بيت مامتها .. وهما فالطريق زهرة كانت بصه من الشباك سرحانه في العربيات و في حياتها .. قعدت تفتكر السنين الي عاشتها مع مامتها و ازاي هي قدرت تستغني عنها بالسهولة دي .. و باباها الي مكنش بيسأل فيها و قرر انه يعيش حياته ويتجوز واحده تانيه غير مامتها ..
مدحت : ساكته ليه يا زهرة يارب تكوني انبسطي عندي فالبيت .. هبقي اجي اخدك تزوريني بقي كل فتره ..
زهرة : هو انت ليه يا بابا مبتجيش عندنا البيت وتقعد معايا كل اسبوع .. ليه من اول ما اتولدت وانت مش عايش معانا فالبيت انا حاسه ان مكنش ليا اب .. كنت بشوف اصحابي كتير بيتكلموا عن باباهم وانا كنت بسكت مكنتش اقول عليك ايه انا كمان زيهم .. كتير كانوا بيسألوني باباكي بيشتغل ايه او بتخرجي تروحي فين في العيد مكنتش برد و بغير الموضوع من إحراجي .. ممكن اعرف انت ليه مش عايش معانا ..
مدحت : دا كلام كبير علي سنك يا زهرة مش هينفع نتكلم فيه دلوقتي .. لما تكبري هبقي افهمك انا ليه انا و مامتك سيبنا بعض المهم دلوقتي انا عاوزك تبقي شاطرة في المدرسه وتشرفيني انا وماما .. لو جبتي درجه حلوة السنادي ليكي عندي هديه كبيرة اوي .. زهرة حست من كلام باباها انه بيغير الموضوع و مش عاوز يجاوب علي اسألتها فقررت انها تكتفي بالصمت ..
وهما ماشيين بالاتوبيس لقت مكان مكتوب عليه دار استضافة الاطفال و كان في اطفال كتير من سنها نازلين من باص و باين عليهم السعاده و كل واحد فيهم ماسك في ايده لعبه كأنه مالك الدنيا و ما فيها .. ابتسمت زهرة و تخيلت نفسها بتلعب معاهم و تعيش طفولتها الي ضاعت مع مامتها الي علي طول بتعيط و مصابه بالإكتئاب .. بعد نص ساعه وصلوا علي بيت مامتها .. طلعوا العمارة و مدحت بدأ يخبط علي الباب كتير لكن محدش كان بيفتح .. استمر الوضع لعشر دقايق لكن بلا جدوي .. جارتهم في الشقه الي قصادهم فتحت الباب علي الصوت وقالت لمدحت : اهلا يا استاذ مدحت .. حضرتك عاوز فوزيه ..
مدحت : ايوة هو انتي شوفتيها اخر مرة امتي ..
جارتهم : كانت مجهزة شنطه سفر و نازله من العمارة و قالتلي انها مسافر عند ناس قرايبها كام يوم كده لكن مقالتش رايحه فين و لا هتيجي امتي و من ساعتها مظهرتش ..
مدحت حس انه وقع في ورطه كبيرة جدا لأنه لو رجع ب زهرة البيت مراته مش هتقعدله فالبيت و هو مش عاوز يخرب علي نفسه .. طلع تليفونه و قعد يحاول يتصل ب فوزيه كتير لكن مكانتش بترد عليه خالص .. مكنش قدامه اي حل غير انه ياخد زهرة و يروح عند سلوي اخته .. وصل عند بيت سلوي و خبط فتحتله الباب و استغربت ان مدحت جايبلها زهرة تاني خصوصا انها اخر مرة قالتله انها ست كبيرة و مش قادرة علي خدمتها .. دخلت زهرة جوه و مدحت قال لسلوي : معلش يا سلوي ارجوكي ساعديني انتي مترضيش بيتي يتخرب مراتي مش متقبله زهرة في البيت خالص وقالتلي هتمشي و تسيب البيت ..
سلوي : طيب قولي انا في ايدي ايه اعمله دلوقتي انا ست كبيرة و بخدم نفسي بالعافيه اعمل ايه انا دلوقتي مودتهاش ل امها ليه بس ..
مدحت : امها مش فالبيت والجيران قالوا انها مسافره وكلها يومين وهتيجي .. هما يومين بس استحمليها علي ما امها تيجي .. ارجوكي يا سلوي ..
سلوي : خلاص يا مدحت لو كان علي يومين مش مهم البنت غلبانه برضوا و ملهاش غيرنا .. خلاص روح انت لمراتك ..
مدحت : ربنا يخليكي ليا يا سلوي انا عارف اني بتقل عليكي بس انا مليش حد غيرك فالدنيا ..
سلوي : متقولش كده يا مدحت انت اخويا الصغير يعني ابني اتكل انت علي الله و متخافش علي زهرة دي بنتي و في عنيا الاتنين .. خلي بالك انت من نفسك بس ..
زهرة كانت واقفه ورا الباب بتسمع كل كلمه بتتقال مكنتش مستوعبه كل الكلام لكن كانت فاهمه انها تقيله علي كل الي حواليها .. حتي مامتها سافرت و سابتها ..
مشي مدحت و روح علي بيته و زهرة بدأت تطلع هدومها من الشنطه ترصهم في الدولاب عند عمتها من تاني .. دخلت عليها عمتها و شافتها و هي بترص الهدوم ..
سلوي : بتعملي ايه يا زهرة متطلعيش كل الهدوم .. طلعي حاجتين تلاته بس عشان لما ماما تيجي من السفر هتروحي تاني عندها .. بدل متقعدي تطلعي في هدوم و تدخليها تاني وتتعبي نفسك علي الفاضي ..
زهرة حست بالإحراج من كلام عمتها و دخلت الهدوم تاني بعد ما طلعتها وحطتهم في الشنطه و قعدت مكانها ..
سلوي : انتي كلتي عند ابوكي ولا احطلك حاجه تاكليها .
زهرة : انا مكالتش بس انا مش جعانه .. مليش نفس للاكل دلوقتي ..
سلوي : ماشي يا زهرة عالعموم الاكل عندك برة اي وقت تجوعي فيه تقومي تاكلي علي طول اوعي تتكسفي دا بيت عمتك زي بيتك .. انا هقوم افرد ضهري و انام احسن تعبانه اوي .. يلا تصبحي علي خير ..
زهرة : و حضرتك من اهل الخير يا عمتو .. هو انا ممكن اتفرج علي التليفزيون شوية ..
سلوي : ماشي نص ساعه بس و بعدها تقفلي وتنامي علي طول اوعي تنسي التليفزيون مفتح احسن يبوظ .
اخدت زهرة ريموت التليفزيون وشغلت الكرتون و هي سعيدة جدا لأنها و هي في بيت باباها كانت كل ما تطلب تتفرج علي التليفزيون مرات باباها تقلب الكارتون بحجه انها متابعه مسلسلات مش عوزاها تروح عليها .. وهي بتتفرج عالكرتون النوم غلبها و نسيت تطفي التليفزيون .. عمتها صحيت و لقيتها نايمه والتليفزيون مفتوح ومتطفاش من امبارح ..
سلوي : هو ده التليفزيون الي قولتلك اوعي تنامي وتسيبيه مفتوح .. ماشي يا زهرة تبقي تقوليلي اتفرج تاني علي التليفزيون ..
زهرة قامت من النوم مفزوعه و افتكرت انها نسيت تطفي التليفزيون قبل متنام و بصت لعمتها لقيتها متضايقه جدا منها : انا اسفه يا عمتو والله نسيت خالص و راحت عليا نومه ..
سلوي : انتي عارفه التليفزيون الي انتي عاوزه تبوظيه ده بكام .. اقول عليكي ايه بس .. ادخلي من وشي دلوقتي و نامي جوه .. دخلت زهرة و هي حاسة انها مكسورة حطت دماغها علي المخده لك ما جالهاش نوم خالص بسبب تفكيرها في كل الي بيحصل حواليها .. وبعد نص ساعه دخلت عليها عمتها و قالتلها يلا قومي يا زهرة عشان ننزل ..
زهرة : ننزل نروح فين ؟!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي