الفصل الثالث

رفض حسام التواجد بالمقبرة وظل بالسيارة ما إن علم حتى تجاهل وضعه الصحى وحضر بينما زوجته بجانب تواسيه حتى لو لم تتذكر

- هنفضل كده لحد امتى قولتلك مش فاكرة الماضى وعايزة بداية جديدة لينا فرصة تانية

استند برأسه على المقود بإنهزام مستسلم للحديث

- محتاج وقت مش قادر اتجاهل اللى حصل أو اعديه بس ممكن نحاول مع بعض تانى





- فوق يا عاصم والدك كان رجل شريف ظابط محترم اتقتل غدر وبدلا ما تجيب حقه بتشتغل مع اللى قتله ومأمن له يا ابن الزناتى

- كنت عارف إنك مش هتقتل رحمة بس خلى بالك منها هى طيبة جدا وهبلة سهل تضحك عليها بلاش تضيعها عشان هتدمر قبلها

- مش كل الستات زى أمك أو أختك يا عشماوى الخيانة مش فى دمهم زى ما احنا فينا هم فيهم الحلوة والطيبة حافظ على مراتك هى الحاجة الوحيدة الحلوة فى حياتك دلوقتى

- مقتدرش انقذها زمان بس المرة دى اقدر انقذك يا شمس يمكن اعوض عن أخطائى الكتير واصلح اللى عملته

- مؤمن شهيد زى غيره هات حقه واتغيره عشان نفسك قبل عشانه العمر مفيش فى بقية بعد كل الهجمات الإرهابية دى يا حضرة الظابط عمر شهدى

بعد رحيل الجميع وخلو المقبرة تخلى بالشجاعة ليدخل ويرى اسمه الذى ظنه سيبقى فوق التراب لكنه اليوم تحت التراب

- ب.... ب....با.... با

كانت المرة الأولى له فجرت بداخله كل الماضى السحيق من مكان ما داخله لينهار باكيا بصوت عال دون اهتمام بسماع أحد له لكنه كتم مشاعره لوقت طويل ذاك الرجل....... والده

- مش آن الأوان تسامحه هو خلاص مشى بعيد مش هيرجع تانى

رفع نظره له بصمت حتى خيل له أنه لن يجيب عليه أو يرد

- سامحته يا أدهم مبقاش فيا نفس احارب لوحدى

انخفض قليلا يضع يده على ذراعه

- مش لوحدك أنا أخوك الصغير مهما حصل ادينى فرصة مش لوحدك اللى اتأذيت منه هو دمر نفسه ودمرنا معه بس خلاص الميت لا يجوز عليه غير الرحمة

مسح طارق عينيه قائلا

- بكرة فرحى على رهف أتمنى تيجى لو عايز

أومأ له بسعادة لقد سمح له بالتوغل لحياته ويصير جزءا منه وهو لن يتركها دون أن يفعل




- حد عرف اللى شمس عمله   ؟؟!!

مراد بتذمر 

- لا حسين وصانى متكلمش مع حد على ماضيه ولا حد يعرف قصته واتأكدت بنفسك يا عزيز نائب رئيس الجمهورية  إن شمس مخنش البلد والمعلومات اللى سرقها كانت مضللة لهم غلطه الوحيدة كان فى حق حسين بس هو سامح وقال يرجع تانى مكانه طالما سليم

بالنهاية تعددت البدايات وبقيت النهاية واحدة والحقيقة المؤكدة الوحيدة هى الموت النهاية الطبيعية للجميع مهما بلغ فى الأرض بمكانه تحت الأرض يقترب منه دون أن يشعر  ( من رواية عريس فى مهمة رسمية)

نهاية الفلاش باك ⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅

التفت له مجدى ليصطدم بقول أدهم

- التاريخ بيعيد نفسه تانى والظاهر كده إن القصة هتتعاد من الأول

تميم بتعجب فهو لم يتعرف عليه

- أنت مين   ؟

أدهم بغرور وثقة وخطوات أكثر ثابتا

- أدهم حسين شكرى ذئب المخابرات المصرية أنت أكيد تميم واضح أنت شاطر ومش سهل تتهزم بس ده ما يمنعش إنى أجرب حظى معاك شوية


*********************************
صفعت كارما المكتب بقسوة مفرغة شحنتها الغاضبة والمنفعلة بسبب ذلك الرجل المستفز المدعو جمال التى لا تعلم قط سبب تمسك والدها به حتى الآن فهو إما غبى أو أحمق

- من الأفضل لك أن تبقى صامتا ولا أسمع صوتك حتى... أى جنون يخرج من فمك أريد خروج والدى من السجن نهائيا وليس الهروب به حتى يلاحق كالمجرمين وقطاع الطرق لا أعلم أى شخص عاقل قد يعطيك شهادة المحاماة ويجعلك تعمل بها فأنت غبى أحمق مغفل لا فائدة ترجى منك

حاول عاصم الحديث عن جمال لو بشىء من الكذب ليبرر موقفه

- لكن جمال هو المحامى الخاص بوالدك منذ سنوات ولم يفشل قط فى الدفاع عنه فى أى قضية أو توقف عن مساعدته ربما أخطأ لكن......

- دون لكن هو لا يستحق أن يكون محامى قط بل أخطأ من اعطاه الشهادة وتركه يضيع الحقوق ويفسد القانون والشرفاء

بقيت كارما مصرة على تغيير المحامى بشدة وعدم القبول بكون والدها قد يقضى حياته بالسجن ومع المجرمين وقطاع الطرق لذا نظرت لجمال بقوة حازمة رافضة الانصياع لحديث عاصم عن كونه شخص آمين وقادر على مساعدة والدها بطريقة أو بأخرى

- لقد فشلت بالفعل فى فعل أى شيء جمال وتتوقع منى الوثوق بك وتركك تتعامل مع القضية لكن هذا لن يحدث من الآن فصاعدا هناك محامى آخر هو من سيتولها وأنت ستبقى بعيدا تماما عنها....
أما بالنسبة للنائب العام أنا بحاجة إلى معرفة اسمه وكل ما يخصه بأسرع وقت

رغم تعجب عاصم من كلامها لكنه نفذه كما قالت هى ودون أن يعبر عما يشعر به تجاه الأمر

- هذا الملف يحمل كل ما يخص القضية من بدايتها حتى الآن ورغم عدم فهمى للسبب لكنه أيضا يحمل كل ما يخص النائب العام هانى رامز هو شاب وحيد والديه وهما حاليا بشرم الشيخ فى إجازة مهتم بعمله جدا وصعب المراس عنيد ليس له بالحب ولم يتزوج بعد وباقى المعلومات متواجدة بالملف

قرأت كارما الملف بعناية فائقة واهتمت بكل كلمة تم ذكرها عن الشاب الذى يملك معلومات تخص والدها وستساعدها فى جعله يخرج من القضية لو اختفت الأدلة بطريقة قانونية سليمة ومن أفضل من حسين شكرى غول المخابرات المصرية ليتم استخدام اسمه بالقصة   ؟

اغلقت الملف ونظرت لمن حوله قائلة بجدية شديدة ونبرة لاذعة لقت صداها لديهم

- أنا من ستعامل مع الأدلة والمستندات وبطريقة قانونية أما أنتم فلا رغبة لى برؤية وجه أحدكم حاليا حتى أجد حلا ومن الآن لا اتصالات ولا حديث فلدى قضية بالفعل على العمل عليها

انتظرت خروجهم لتقوم باتصال بالضابط محى الدين سريعا مقررة بدأ تنفيذ الخطة فى الحال وعدم الانتظار فلديها ما يكفى من المتاعب وليست فى حاجة إلى زيادتها حاليا

- محى اتصرف وشوف أى تهمة المهم أكون عندك فى القسم والحجز والباقى هقولك عليه بعدين بس ياريت يفضل الموضوع سر محدش يعرفه خالص

توتر محى الدين قليلا فليست من العادة أن تطلب منه أى خدمة مهما كانت بل دوما كانت ضد الفكرة وتحب الاعتماد على ذاتها ونفسها

- من امتى وأنتى بتعتمدى على حد أصلا  ؟ وبعدين يا كارما الحكاية مش بالسهولة اللى أنتى فاكرها أنتى كده بتدخلى نفسك فى مشاكل وبعدين حسين شكرى الله يرحمه بلاش تدخلى عرين الأسود برجلك

تلعب بالقلم رغم كونها تركز على كل كلمة قالها محى جيدا وتدرك خطورة اللعب باسم مثل حسين شكرى لكنها مضطرة حتى لا يضيع والدها

- مفيش حل تانى قدامى وزى ما قولت حسين شكرى مات يعنى القصة محدش هيعرفها أصلا وده غير إن هانى كان طالب عند حسين وأكيد مش هيرفض له طلب وخصوصا إنه مات ودى وصية

صفع محى الدين جبهته بعدم تصديق لتوريط نفسها وتوريطه قبلها بقصة لن تجلب لهما سوى الشر والسوء وليست بالسهولة التى تفكر هى فيها

- الموضوع مش بالسهولة دى.....

لكن كالعادة فعلت ما فى رأسها ودون أى اعتبارات لأحد من الأساس المهم أن تتم الخطة كما هو مطلوب وتنجح بها وقد كان مظاهرة من نوع ما اقحمت نفسها بها حتى إذا دخلت القسم صرخت عاليا واحتجت لتتصل بعدها هاتفيا بالنائب العام

- الحقنى يا هانى البوليس قبض عليا وهيدخلونى السجن أنت لازم تتصرف بسرعة

صمت هانى قليلا ثم عاد ينظر للرقم الذى اتصل به ليجده غير مسجل لديه وليس لديه أى فكرة عن المرأة التى تتحدث معه بالهاتف وتطلب منه التدخل فى المشكلة وحلها


يتبع...........
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي