الفصل العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين

الفصل العشرون


داخل مدينة الإسكندرية

و بعد إسبوعٍ كان قد قضاهٌ عز بغرفة ياسين متجنبً تلك المتعجرفة كي يهذب روحها و يؤدبها مثلما أمر الشرع ،، كادت تجنٌ من تجاهلهٌ المتعمَد حتي أمام أهل المنزل بالأسفل مما جعلها تشعر بالإهانة و الذُلِ و الإنكسار


شعرت منال بحجم خطأها الكبير التي إقترفته بحق زوجها الراقي و الذي لم يٌسئ إليها مطلقاً مٌنذ أن تزوجته ،، بل علي العكس دائماً ما يٌلبي لها جميع مٌتطلباتها من ملبس و مجوهرات و مأكل و حتي الخروجات و لكن بحدود و في أماكن ترقَي إلي مستوي عز و منصبة الرفيع ك عقيدٍ في جهاز المخابرات المصرية و ما لهُ من مكانه خاصة بداخل الجهاز


ليلاً داخل غرفة ياسين و طارق
كان يتمدد فوق تخت صغيرةُ طارق الغافي بجانبه بسلام ،، ناظراً في سقف الحُجرة بشرودٍ وتفكر   ،، أما ياسين فكان يجلس فوق مكتبه يتابع دروسهُ بإهتمام كعادتهِ


إستمع إلي طرقات خفيفه فوق الباب و دلفت بعدها منال دون إنتظار الرد ،،نظرت خجلاً إلي عز و تحدثت بنيرة هادئة ٠٠٠ من فضلك يا عز،، أنا عاوزة أتكلم معاك


لم يعر لحديثها أية إهتمام بل ضل علي وضعه و لم يتحرك لهُ ساكن،، فتحدثت هي من جديد بصوتٍ راجي ٠٠٠ أرجوك يا عز !!


أجابها بصوتٍ رخيم بارد دون عناء النظر إلي وجهها ٠٠٠ إتفضلي روحي علي أوضتك ،، أنا مش عاوز أتكلم مع حد !!


تحركت إليه و أقتربت من تمدد جسدهِ و تحدثت بعيون راجية و صوتٍ يملؤهُ الندم ٠٠٠ أرجوك يا عز ،، أنا محتاجة أتكلم معاك ضروري


كان الفتي يستمع لهما مُسلطً بصرة علي الكٌتيب الذي بيده كي لا يزيدها علي والدته أكثر و يُشعرها بالحرج من وضعها

شعر عز بندمها الظاهر من خلال نبرة صوتها ، حول بصرة و نظر إليها وجد داخل مقلتيها الفيروزية لمعات لدمعات تٌريد من كبريائها الطاغي عليها أن يٌفسح لها المجال حتي تنساب بسلاسة و تنطلق هاربة للخارج و لكنهُ الكبرياء لعنة الله عليه

تنهد بإستسلام و نظر إلي صغيرهٌ المٌنكب علي أوراقة و شعر بحزنهِ العميق الذي يٌحاول تخبأتهٌ تحت تلك النظرات الجامدة

وافقها الرأي كي لا يزيدها علي صغيرة أكثر ،، إعتدل بجلسته ثم وقف و أشار لها بالتحرك أمامة ،، خرجت هي و تحرك هو متجهً إلي جلوس صغيرةٌ ،، نجل قلبه و صديقهٌ ،، رجٌلهٌ الصغير مثلما دائماً يٌلقبهٌ

وقف الصغير إحتراماً و تقديراً إلي والده ،، أما عز فوضع كف يدهٌ العريضة فوق شعر ياسين الأسود يتلمسهٌ بحنان و أردف قائلاً بنبرة حنون ٠٠٠ ياسين ،، أنا مش عاوزك تشغل بالك بموضوعي أنا و ماما ،، اللي حصل بينا ده عادي جداً و بيحصل بين أي زوجين ،

و أكمل مُفسراً الوضع كي يرفع الحُزن عن كاهل صغيرهِ ٠٠٠ لازم تعرف إن الحياه مش كلها راحة و سعادة يا أبني ،، فيه أوقات صعبه بتيجي علينا بنٌخرج فيها عن شعورنا غصب عننا من كتر الكبت اللي بنوصل له من ضغط الحياة و البشر علينا و علي نفسيتنا


تحدث الفتي ببراعة و تفهم ٠٠٠ أنا مش عاوز حضرتك تقلق و تشيل همي يا بابا ،، أنا فاهم كل الكلام ده و واثق من قٌدرة حضرتك في توصيلنا إحنا و ماما لبر الأمان،، أنا عارف إن ماما صعبة في طباعها 

و اكملَ بعيون راجية ٠٠٠ بس أنا بطلب منك تتحملها علشان خاطري أنا و شيرين و طارق،، أرجوك تعمل كده علشان خاطرنا كُلنا يا بابا


كانت تلك هي رسالة الفتي الذكي إلي أبيه،، فعلم عز مغزاها و أومأ لهٌ برأسهْ و أبتسم بخفة كي يبُثُ بداخل روحهِ الطمأنينة،، ثم خرج مٌتجهاً إلي غرفة نومهِ المشتركة مع زوجتة و أغلق بابها خلفة


وجدها جالسة فوق الفراش ترتدي لباسٍ مثيرة للغاية،، واضعة علي وجهها بعض مساحيق التجميل الرقيقة مما جعل من ملامحها الجميلة بالأساس صارخة الجمال  ،، في خطة مدروسة منها بإغرائة كي يخُر راكعً تحت قدميها و بدلاً من ان تعتذر هي منه،،يُبادر هو بالإعتذارِ منها متأثراً بسحرِها ،، هكذا صور لها غبائها هذا السيناريو متغافلاً عن ذاك القوي الشخصية شامخ الكرامة المسمي بزوجها


رمقها بنظرات ساخرة و ضل واقفً مٌبتعداً واضعً يداه داخل جيبي بنطال منامته و تحدث لها بتململ و عدم صبر ٠٠٠ إتفضلي إتكلمي يا هانم ،، أنا سامعك !!

شعرت بالدماء تهرب من وجهها من شدة خجلها و غصة مريرة وقفت بحلقها من ذلك المتجاهل ل جمالها و أنوثتها الطاغية التي تجعل من الجماد ينطق ،،

لكنها غفلت عن شئٍ غاية الأهمية،، ألا و هو أنها متزوجة من عز المغربي سليل أل المغربي المعروف عن رجالهم بالكبرياء و الرجولة و الشموخ

إستمدت القوة و الإصرار من داخلها و صممت علي إسترجاعة إليها من جديد حتي و لو تنازلت عن بعض كبريائها و شموخها الملازمان لها كظلها


بادرت بالحركة إليه و أقتربت منه كثيراً،، ثم وضعت يدها علي صدره تتحسسهٌ بحنان و دلال إمرأة ثم تحدثت بنبرة آُنثوية مٌهلكة لأي رجل بالكون إلا من ذاك الغاضب مٌتيم حبيبتة  ٠٠٠ المفروض أنا اللي أزعل منك علي فكرة ،، و المفروض كمان إنتَ اللي تيجي و تصالحني مش العكس يا عز

و أكملت و هي تُلصق جسدها بجسده بإغراءٍ له٠٠٠ بس أنا علشان بحبك و مش قادرة علي بٌعادك أكتر من كده ما أتحملتش و إتنازلت عن كبريائي و كرامتي و جيت لك رغم قسوتك عليا و إهانتك ليا قدام إبني


ضيق بين حاجبية مٌستغربً حالتها و تقربها بهذا الشكل الغريب ،، بمنتهي البرود أمسك يدها و أنزلها عن صدرة بهدوء ،  و ذهب إلي الفراش و جلب لها مأزرها من فوقة و وضعهُ علي كتفيها و تحدثَ بنبرة جادة ٠٠٠ ألبسي الروب علشان محتاجين نتكلم شوية و نحط النقط علي الحروف علشان نرتب لحياتنا اللي جاية


و أكملَ مٌهدداً إياها كي يٌرهبها و يجعلها تتخلي عن أفكارها الهدامة تلك ٠٠٠ علشان نشوف هل هنقدر نتفق و نكمل اللي باقي من حياتنا مع بعض ،، و لا زي ما دخلنا بالمعروف نخرج ٠٠٠


لم يكمل جملتة لوضعها أناملها علي فمة سريعً منعاً لإكمالة جٌملتة و أردفت قائلة بنبرة حزينة ٠٠٠ ما تقولهاش أرجوك يا عز ،  هو إنتَ فاكر إني ممكن أكمل حياتي من غيرك ؟

نظر لها مٌستغربً حديثها فأكملت تبرر له بنبرة متألمة صادقة  ٠٠٠ أنا يمكن أكون ما بقدرش أعبر لك عن حبي ليك و أهمية وجودك في حياتي  ،،بس ده ما ينفيش إني فعلاً بحبك و إن حياتي من غيرك شبة مستحيلة ،،

و أكملت بإعتراف بنبرة صادقة حزينة ٠٠٠ و ده للأسف يرجع لطريقة ماما في تربيتي ،، كانت دايماً تقولي ما تظهريش حبك و مشاعرك لجوزك علشان ميعتبرهاش نقطة ضعف ليكي و يستعملها سلاح ضدك ،، و لازم شخصيتك تبقا قوية قدامة علشان يعمل لك ألف حساب في حياته و يبقا لك مكانة عالية في وسط عيلتة


أجابها لائماً ٠٠٠ و فين عقلك يا خريجة المدارس الراقية ،، إزاي يا منال رضيتي علي نفسك تبقي مجرد مسخ تابع لآراء و تجارب الآخرين ؟


نظرت له بخجل و أكمل هو ٠٠٠ من أول ما أتجوزنا و أنا أخدت عهد علي نفسي إني أتقي الله فيكي ،، و عمري ما زعلتك و لا كسرت بخاطرك رغم أخطاءك ،، كنتي كل ما تغلطي أقول لنفسي معلش يا عز ،  دي ست و ضعيفة ما تستقواش عليها علشان ربنا ما يبعتلكش اللي أقوي منك و يتجبر عليك ،، و تكرري غلطك تاني و أصبر نفسي تاني و أقول معلش ،، اتحملها علشان خاطر ولادك يا عز ،، ولادك يستاهلوا و البصة في عيونهم تساوي الدنيا بحالها

و أكملَ بنبرة صوت يائسة ٠٠٠ بس للأسف يا منال ،، فهمتي صبري عليكي و قوة تحملي علي إنه ضعف مني و بدأتي تزيدي في عندك و غرورك و كبريائك ،، و اللي خلي صبري عليكي نفذ و كبر الفجوة بينا أكتر هو كبريائك و إستعلائك علي أهلي ،، اللي هما أهل ولادك و سندهم و اللي المفروض تبقي مفتخرة بيهم و تكبريهم في نظر أولادك علشان يطلعوا ماسكين في عيلتهم ،،

و اكمل بإتهام ٠٠٠  غرورك نساكي إن الواحد مهما بلغت ثروتة و منصبه من غير أهله بيبقا أضعف إنسان علي وجة الارض ،،

أهلك لتٌهلك يا هانم

هٌنا لم تستطع التحمل و بكت بإنهيارٍ و تحدثت بأسف ٠٠٠ أنا أسفة يا عز ،، أرجوك حاول تفهمني،، أنا ظروف تربيتي كانت غير تربيتكم هنا ،، طول عمري و أنا ماما هي قدوتي ،  كانت دايماً تقول لنا إن القرايب عقارب ،، و إن عمر الأخ ما هيحب الخير لاخوة زي ما هيحبه لإبنة ،، دايماً كانت بتبعدنا عن أعمامنا و قرايبنا لحد ما كرهناهم و بقينا نشوفهم فعلاً أعداء لبابا و لينا


جففت دموعها وأخذت نفسً عميقً ثم زفرته،، و تحدثت بإستفهام و هي تٌمسك كف يدة و تتلمسها بحنان  ٠٠٠ قول لي أية اللي يرضيك يا عز و أنا أعملهولك بس بلاش الهَجر ده


تنفس عالياً ثم زفر بهدوء و تحدث بشموخ رجُل أمراً ٠٠٠ أنا مش طالب منك غير إنك تتقي الله فيا و في اولادك و تحترمي الصغير قبل الكبير من أهلي و ما تدخليش في اللي ما يخصكيش علشان متسمعيش و متشوفيش مني اللي يهين كرامتك

إبتلعت غصة مريرة من شدة حديثة و فظاظته ثم أردفت قائله بطاعة ٠٠٠ حاضر يا عز ،، عاوز حاجة تانية ؟


نظر لها وجد نظرت إنكسار بعيناها لم يرها من قبل فتنهد بحزن و جذبها بهدوء إلي أحضانة و حاوطها بساعدية مما أسعدها بشدة و باتت تُشدد هي الأخري من إحتضانة و تتحسس ظهرهِ بحنان حتي ذاب معاً و غاصاً داخل عالمهما الخاص بهما

و بعد مدة من الوقت كانت تستكين داخل أحضانه فوق تختهما المُشترك و تحدث هو و هو يتلمس وجنتها بحنان ٠٠٠ أرجوكِ يا منال توعديني إنك هتساعديني علشان نقدر نعدي بحياتنا و أولادنا لبر الأمان


أجابته و هي تُدفن حالها أكثر  بين أحضانه الدافئة التي إشتاقتها حد الجنون ٠٠٠ حاضر يا عز،،  حاضر


                ○○○○○○¤○○○○○○


بعد مرور خمسة أشهر مرت علي الجميع ببطئ شديد و ألمٍ مٌميت للبعض ،،مازال صلاح مٌصراً علي موقفه بكبرياء و عناد رٌغم إشتياقه بجنون إلي رؤية صغيرة الذي لم يأتي إلي المنزل و لو لمرة واحده مٌنذٌ خروجه منه شبه مطروداً ، و برغم توسل ثريا إلي حسن و مطالبتها له بإستمرار بالعودة إلي المنزل إلا أنه مازال ثابتً علي موقفه

و برغم أيضاً محاولات عز و أحمد المستميتة مع صلاح كي يتراجع عن عناده و موقفهُ الصارم و يوافق علي إختيار حسن إلا أنه أصر أكثر و أكثر معانداً الجميع إلي أبعد حد 


ساءت حالة أحمد الصحية حتي أنهٌ بدأ بحجب ألامه عن أعيٌن ثٌريا كي تتوقف عن إصرارها الدائم بحثة بضرورة ذهابهٌ إلي الطبيب و أيضاً ضرورة إخبار العائلة بتعبه ،، و بدأ بزيادة جرعة المٌسكن ل يكظم ألامة و يٌخفيها عنها قدر الإمكان ،، و للأسف بدأ الجسم بأخذ مناعه من المٌسكن فاضطر إلي تغيير نوعه بأخر أشد قوة حتي يأتي بمفعول يهدأ من تسكين ألامه التي أصبحت مؤخراً فوق الإحتمال

كان متمدداً بجوارها يغٌط في ثباتٍ عميق و بدون مقدمات هاجمته نوبة الألم فانتفض من ثباته نظر لتلك المجاورة له بنومها و كظم أنينهٌ و صرخاته كي لا تشعٌر هي به  ،، تحرك بهدوء من جانبها و تناول من حقيبته الخاصة بعمله تلك المسكنات التي خبأها بعيداً عن مرمي عيناها ،،

إبتلع جرعتان من الأقراص حيث لم تعٌد تأثر به جرعة واحدة ، ثم جاورها مرةً أخري كي يخلد لنومهِ و لكن ، من أين يأتي النوم و هذا الألم المٌميت مازال ينهش بجانبه الأيمن و يشتد علية أكثر

شعرت به متيمة عيناه ،،افتحت عيناها ببٌطئٍ شديد ثم نظرت إليه بنٌعاس و تساءلت ٠٠٠ صاحي لية يا حبيبي  ؟

ضغط علي حاله لأبعد مدي و أجابها بهدوء و هو يٌربت علي كتفها بحنان ٠٠٠ ما فيش يا حبيبتي ،، قلقان شوية ،، نامي يا ماما إنتِ تعبانه من الحمل و محتاجه راحة

نظرت إليه و شعرت بذٌعر عندما رأت الألم الساكن بعيناه ، فحتي لو خبأ ما بداخلة عن العالم أجمع فلن يستطع حجبهِ عن قلب تلك العاشقة ،، إنتفضت من نومتها عندما شعرت به يكزٌ علي فكيه و تساءلت بهلع ٠٠٠ الألم رجع لك تاني صح ؟

نظر إليها بضعف و آنكسار و بلحظة تأوة مٌمسكاً بيدة مكان ألمهِ المٌعتاد فلم يعد يستطيع تحمل الألم أكثر ،، صرخت هي منتفضه واقفه و تحدثت٠٠٠ حرام عليك يا أحمد ،  حرام عليك ،، إنتَ بتعمل فينا كدة ليه ؟


إتجهت إلي خزانتها و أنتقت ثوبً يستٌر جسدها و أرتدته تحت إستغرابه و تساءلة المُتعجب ٠٠٠ إنتِ بتلبسي و رايحه علي فين يا ثٌريا في الوقت المتأخر ده ؟

أجابته و هي تلتقط حجابها ترتديه و تٌهرول إلي الخارج مسرعه تتخبط بمشيتها من شدة رٌعبها و هلعها ٠٠٠ رايحة أشوف حل للي إنتَ فيه ده يا أحمد

صاح منادياً عليها ليمنعها فلم تستجب لمناداته و انطلقت إلي الخارج ك الريح

و تحركت خارجً و بدأت بالطرق علي باب عبدالرحمن المقابل لبابها و لكنهُ لم يستجب

فتحركت سريعً إلي باب عز تطرقهٌ هو الآخر،، في ذلك التوقيت خرج عبدالرحمن مٌسرعً علي خبطاتها ، فعادت إليه مرةً أخري سريعً و هي تتحدث بدموعها التي بدأت بالإنسياب ٠٠٠إلحقني يا عبدالرحمن ،  أحمد تعبان أوي و محتاج لدكتور يشوفه ضروري


في ذلك التوقيت خرج عز مٌتلهفً ينظر يميناً و يسارا بتخبط و ذلك لإستكشاف هوية الطارق ،، جن جنونه عندما لمحها تقف مع عبدالرحمن و دموعها تنهمر فوق وجنتيها بغزارة،، جري عليها بلهفه و تساءل و هو ينظر إلي بطنها المنتفخ جراء حملها بالشهر السابع ٠٠٠ مالك يا ثٌريا ،، إنتِ تعبانه ؟
حاسة بإية إتكلمي


تحدثت من بين دموعها مما أشعل روحه ٠٠٠ أحمد تعبان أوي يا عز

تحدث عبدالرحمن علي عجل إلي عز ٠٠٠ إتصل بأي دكتور بسرعه يا عز !

أسرع إثنتيهما بصحبتها للداخل،، جري عبدالرحمن و جاور جلوس ذاك المتلوي من شدة الألم و تساءل بلهفة ٠٠٠ مالك يا أحمد ،، أيه اللي بيوجعك يا حبيبي ؟


جنبي يا عبدالرحمن ،، ولعه قايدة في جنبي اليمين، ،،،، كانت تلك الكلمات كفيلة بإهتزاز داخل عز و عبدالرحمن و إرعابهما علي غاليهم


وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها التي خرجت عُنوةً عنها،، في حين نظر لها أحمد و تحدث من بين ألامه و أنينهُ ليٌطمئنها ٠٠٠ متعيطيش يا حبيبتي ، أنا هبقا كويس إن شاء الله

إقترب منه عز و تساءل مٌتلهفً ٠٠٠ فين مكان الألم بالظبط يا أحمد ؟


أمسك جانبهٌ الأيمن و أعتصرة بشدة و أردف قائلاً بأنين ٠٠٠ هنا يا عز ،،هنا


تحرك عز إلي عٌليقة الثياب و أنتشل من عليها مأزر أخيه و أتجه إليه و تحدث أمراً ٠٠٠ قوم معايا يا أحمد علشان نروح المستشفي حالاً


هز رأسه نافياً بشدة و تحدث مُتذمراً كالأطفال ٠٠٠ مش هروح مستشفيات يا عز ،  إنتَ عارف إني بتخنق من جو المستشفيات و مبطقش حتي ريحتها

تحدث عبدالرحمن بنبرة مرتعبة و هو يحث أخاه علي التحرك ٠٠٠ قوم يا أحمد إلبس الروب و بطل عِند خلينا نتحرك بسرعة


أجابهم بإصرار مُعترضً بشدة ٠٠٠ مش هتحرك من هنا،، ريحوا نفسكم و سيبوني في حالي بقا


رمقهٌ عز بنظرة غاضبة و أردف قائلاً بنبرة حاده من شدة رٌعبهِ علي شقيقة ٠٠٠ مش وقت دماغك الناشفه دي يا أحمد ،، الألم ده ممكن يكون إلتهاب في الزايدة و تحتاج ل عمليه فوراً،، و لو لا قدر الله إتأخرنا إنتَ عارف كويس أوي العواقب ممكن توصلنا لإية  !!


أجابته ثٌريا بنبرة مُرتبكة و هي تُجفف دموعها بكفها الرقيق  ٠٠٠ لا مش زايدة يا عز ،، أحمد بقاله أكتر من عشر شهور بيشتكي بجنبه اليمين و بياخد له حبوب مسكنة للألم


جحظت عيناه و نظر إليها بعيون غاضبه و أردف ناهراً إياها غير مبالي بحالتها و إرهاقها الظاهران للأعمي  ٠٠٠ عشر شهور و إنتَ قاعدة بتتفرجي عليه و هو بيتقطع قدامك يا ثٌريا ؟
يا قلبك يا بنت عمي !!

بكت هي متأثره جراء إتهام عز لها و تحدث أحمد مدافعً عن متيمته رغم ألمهِ المُتزايد ٠٠٠ ثٌريا ملهاش ذنب يا عز علشان تلومها و تظلمها ،، أنا اللي ضغطت عليها و طلبت منها ما تقولش لحد علشان ماتضغطوش عليا و تودوني لدكتور


تحدث عز و هو يتحرك سريعً إلي الخارج بوجهٍ مُبهم غاضب من تصرفات و حديث كلاهٌما المستفز بالنسبة له  ٠٠٠ أنا رايح ألبس بسرعه و هستناكم تحت عند العربيه،، ربع ساعة بالكتير و تبقوا قدامي إنت و أخوك يا عبدالرحمن


ساعد عبدالرحمن شقيقهٌ في إرتداء مأزرة و ذهب هو الآخر إلي مسكنه إرتدي ثيابه سريعً و تحركَوا بإتجاه الدرج تحت دموع ثُريا الغزيرة  ،،

وجدوا الجميع قد إستيقظوا قلقين من حالة الهرج و المرج التي حدثت و الكل ينظر إلي أحمد و ألامة بهلعٍ و رعب دب بأوصالهم


بعد مدة من الوقت قضاها أحمد داخل غرفة الكشف ،، تركهٌ الطبيب مع عبدالرحمن داخل الغرفة حيث كان يعلق له إحدي المحاليل المغذية الموضوع بها إبر مٌسكنه شديدة المفعول كي يٌسيطر بها علي الألم المبرح

تحدث الطبيب إلي الحاج مٌحمد الذي أصر علي الحضور مع غاليه ٠٠٠ إحنا هناخد منه عينة بول و عينة دم و هنفحصهم ،، و لو لا قدر الله ظني طلع في محله وقتها لازم نعمل أشعة بالصَبغه علي الكِلي علشان نتأكد أكتر
 
نظر مٌحمد إلي الطبيب و الرعب بات يدبُ بأوصاله و تساءل بنبرة مهتزة مرتبكة ٠٠٠ إبني عنده أيه بالظبط يا دكتور ؟

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي