الفصل الاول
كانت تجلس علي سريرها تضم ركبتيها الي صدرها وهي تبكي بحرقه . لم تنم ، منذ أمس وهي علي هذه الحال في هذه الأثناء دلفت زوجة ابيها الي الحجره وعندما رأتها علي هذه الحاله اقتربت منها وأخذتها في أحضانها ثم اخذت تمسد علي خصلاتها بحنان وأردفت :-
_اهدي يا امنيه اهدي يا حبيبتي
_ مش قادره يا ماما حسا ان قلبي بيتحرق بابا عارف كويس اوي اني مش بحب الي اسمه ادهم
_كان علي عيني يا بنتي والله بس انتِ عارفه اني كلمته في الموضوع وهو رافض
ازداد نحيبها وهي تدفن نفسها اكثر في احضان زوجة والدها قائلًا :-
_ مش قادره يا ماما
رفعت اناملها وهي تجفف سيل الدموع الذي يتسابق اي منهم يسقط علي خدها اسرع من الاخر :-
_اهدي انتِ بس وقومي اتوضي وصلي ركعتين وعدي خطوبة بالليل ويبقي يحلها ربنا بعدها
_ بس انا مش عايزه اتجوزه يا ماما
_وعد مني انك مش هتتجوزيه يا امنيه .. انا عمري وعدتك بحاجه ومنفزتهاش
ليأتيها ردها وهي تهز رأسها بلا
_يبقي ياله هقوم انا واسيبك
تركتها علي سريرها لذا ضمت ركبتيها الي صدرها مجددًا وهي تحتضن جسدها بيدها مره اخري . ظلت هكذا لدقائق حتي نظمت انفسها من كثرة البكاء وهي تستعيد توازنها النفسي
قامت من مجلسها وهي تتجه الي خزانتها وشرعت في إخراج ملابسها وارتدائها كي تذهب وتبتاع فستان تلك الخطبه التي تتمني ان يحدث اي شئ لا تتم ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
خرجت من غرفتها بعد ان انهت ارتداء ملابسها لتجد زوجة والدتها تجلس في صالة بيتهم
_ انا نازله يا ماما اشتري الفستان
_طب والفستان الي ادهم جايبه
_قصير وبيلمع كله وهي خطوبه مش فرح وانا مش بحب كده وكمان لونه احمر وانا مش بحب الأحمر
_ماشي عايزه فلوس
_لا معايا ... بابا فين
_ بيشوف القاعه الي هيتعمل فيها الخطوبه
ترجلت من منزلها واستقلت احدي سيارات الاجره
ظلت تجوب محلات التسوق حتي استقرت علي فستان ازرق اللون بأكمام طويله ويصل الي اخمض قدميها يقف عند خصرها ويتدلي باتساع قليلًا به بعض الورود الصغيره من الاسفل
اخذته وعادت للمنزل مجددًا كان الوقت حينها قارب علي الخامسة مساءًا
جلست بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها فاخفت انتفاخ عينيها وهالاتها السوداء ببراعه بأدوات التجميل . فهي كالأقنعه ولكنها صنعت للنساء خصيصًا .
بعد مرور عدة ساعات كانت تترجل الي القاعه برفقة المزعوم خطيبها ادهم يبتسم بتكلف لكل من يقابله يرد المباركات هنا وهُناك . جلسا علي الكرسي المخصص لهما وهو يبتسم بينما هي تحاول رسم بسمه بصعوبه علي شفتيها ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا
اقترب من اذنها متحدثًا بصوت مرتفع قليلًا كي تسمعه من تلك النغمات الصاخبه :-
_تيجي نرقص
_ لا مش قادره قوم انت وكمان مش بعرف ارقص
نظرت حولها تبحث عن اصدقائها لكنها تذكرت انها لا تملك اي اصدقاء لذا ظهرت ابتسامه حزينه مشفقه علي ذاتها ولمعت الدموع بعينيها لكن تداركت موقفها وحاولت الأبتسام مجددًا حتي لا ينتبه احد إليها
_______________________
بينما في مكان اخر
قام بالقاء جسده علي الكرسي بأرهاق ويكاد الم رأسه ان يفتك به اراح راسه الي الخلف وهو يغمض عينيه ، لكنه انتفض مفزوعًا حين فتح صديقه الباب علي حين غره قائلًا :-
_انس هتروح معايا
شعر بالغضب يجتاحه لذا امسك تلك المزهريه الي التي امامه وقذفها فيه لكن تلاقها الاخر بمهاره واردف بالامبالاه :-
_ايوا يعني هتروح معايا ولا لا
_ عارف يا عمر في مره من المرات مش هكتفي ان احدف فيك الڤازه
_ تب اخلص ياله
خلع البالطو الطبي الخاص به وهو يردف :-
_ ايوا ما انت مش في عمليات بالخمس ساعات يا ابن المحظوظه
____________________________
قد انتهت الخطبه واخذ ادهم امنيه ليتناولوا الطعام بأحد المطاعم وفي ذلك الوقت كان ادهم هو من يبادر بالحديث وهي تجاوبه فقط اجابات مختصره
حتي انتهوا واعادها الي المنزل . دلفت وقامت بتغيير ثيابها . وجلست علي السرير مجددًا مالت بجسدها قليلًا وهي تلتقط تلك الصوره الخاصه بصديقتها المتوفاه منذ عدة سنوات وامتلئت عيناها بالدموع :-
_ وحشتيني اوي يا حبيبتي محتجالك اوي مكنش فيه غيرك عرفني وعرف عيوبي وتقبلني غيرك يا شهد ربنا يرحمك يا قلبي في الجنه ونعيمها
اعادت الصوره الي مكانها مجددا وجذبت الغطاء عليها وهي تحاول النوم ، ظلت تتقلب يمينًا ويسارًا حتي زارها النوم قليلًا ولكنها استيقظت مجددًا وهي تبكي فقد رأت والدتها في حلمها
ابتسمت من بين حزنها وهي تتذكر عناق والدتها في ذلك الحلم
اتى صباح اليوم التالي وأشرقت الشمس وبدأت تداعب الأرض بخيوطها الذهبيه معلنه عن يوم جديد تجددت فيه الحياه
استيقظت امنيه كي تذهب لعملها ولا ترتدي تلك الدبله وصلت الي مكان الحفر
امنيه وهي تتحدث مع كبار الحفاره :-
_ لسه قد ايه لحد ما نوصل لعمق المقبره يا استاذ ياسر
_ حوالي سبعه متر
اومأت وتحركت من امامه وهي تمشي في تلك الصحراء قليلًا لتجد شئ ما يبدو لامعًا وسط كل تلك الرمال الذهبيه مالت وهي تلتقطها لتجدها قلاده يتدلي من منتصفها نصف قمر
نظرت حولها بأستغراب كيف جاءت هذه القلاده الي تلك الصحراء ولكنها ابتسمت فقد نالت إعجابها واخذتها وهي تضعها في جيب سروالها
ثم عادت لتدرس وتكمل بحثها فهي تحاول إنهاء رسالة الماجستير الخاصه بها
ثم بعد قليل ذهبت لتكمل عملها ولكن بم تنتهي اعمال الحفر اليوم
في احد الشركات الخاصه بالعماره .داخل حجرة الأجتماعات كان يجلس مفردًا ، مستر احمد البدوي والد امنيه وهو يضع راسه بين راحتي يده يفكر في أمور عده . حتي سمع دقات علي باب الغرفه ليأذن للطارق بالدخول ليطل ادهم خطيب ابنته
_ازيك يا استاذ احمد
ابتسم وهو يشاهده :-
_ استاذ احمد ايه انتِ تقولي يا عمي دا انا بقيت حماك خلاص
_ خلاص تمام
_انت جاي ليه بقي ؟
_كنت عايز استأذنك اخرج مع امنيه
صمت والدها وهو يفكر قليلًا
_ارجوك وافق انت عارف اني مش هأذيها
رفع استاذ احمد معصمه ينظر الي ساعته قائلًا :-
_الساعه دلوقتي سته بكتيرك تسعه وتبقي امنيه في بيتها
اقترب وقبل خده سريعًا فرحًا ثم اردف :-
_والله انت اجدع حما في الدنيا ... عنيا تسعه بالدقيقه هتلاقيها في اوضتها
_ امشي يا اهبل
في منزل امنيه كانت تجلس بغرفتها تمسك بأحد الروايات . حتي دق جرس الباب لكن لم تعطه اي اهتمام ، حتي سمعت صوت ادهم يتحدث مع زوجة ابيها . لتترك الروايه جانبًا وهي تخرج من غرفتها بسرعة البرق لتري لما جاء ذلك...ذلك حسنًا هي لا تستطيع وصفه
_خير ايه الي جابك مش قولتلي ان انا مبوزه كده ليه كان قصدك اني نكد... جاي ليه
ليأتيها صوت زوجة ابيها :-
_ عيب يا امنيه ادهم ضيف هروح انا اعمل قهوه
وتركتهم ورحلت تحت نظرات امنيه المترجيه ان تبقي فهي تعلم تمام العلم انها فم فقط
ليغمز لها ادهم قائلًا :-
_ بس ايه اول مره اشوف قمر منكوش كده
_لحظه قصدك اني كنت وحشه قبل كده
ليحدث نفسه بصوت هامس :-
_اه شكل هرموناتها طفحت
_بتبرطم بتقول ايه
_مبقولش خشي البسي عشان نخرج انا استأذنت عمو احمد وهو وافق
_لا فوق هو انت فاكر اني وخداك خطيبي بجد انت عارف اني مش موافقه وعارف اني مش بحبك وعارف اني اتخطبتلك غصب
ليردف بغيظ :-
_ انا الي ميت في دباديبك يعني ثم استغفر ربه بخفوت علي ذلك الكذب الذي يتفوه به
_خلاص غور من هنا بقي
_ غاير انا غلطان اصلًا اني قولت اخرجك قالها وهو يتوجه ناحية الباب
صاحت هي بغيظ :-
_متشكرين افضالك
التفت اليها قبل ان يغلق الباب وغمز بمشاغبه قائلًا :-
_كلها مسألة وقت وتجيلي واقع يا جميل
واغلق الباب وهو يترجل من المنزل وهو يصفر بلحن اعتاد دندنته دائما .فهو جاء ويعلم تمام العلم انها لن توافق علي الخروج معه لكنه قال لا مانع من المحاوله
ركب سيارته وادارها ليردف بمرح :-
_والله لو سحرالي ما هتخليني احبها كده
__________________________
بعد مرور ساعتان
كان تجلس امنيه بجوار زوجة ابيها وهي تقلب في صور انس ثم قالت بمرح :-
_طب بالله شوفي انس قمر ازاي لا والصوره الي نزلها النهارده بالبالطو كان قمر اوي
_امنيه ما تسيبك من انس الي مش عارف انك عايشه اصلا وتبصي لادهم الي حساه بيحبك
_ لا علي فكرة انس عارف اني عايشه تم تاخدي الكبيره كان بيلمحلي
_ويا تري قال ايه
_كانت قاعده مع ندي اخته وهو داخل قلي ازيك يا امنيه
لتردف الاخري بنفاذ صبر :-
_غوري من هنا
بينما لدي احمد والد امنيه في الشركه كان يجلس علي كرسي مكتبه وهو يتذكر حديث ادهم اليه
_ استاذ احمد تقبل تجوزني امنيه
نظر اليه بسخريه :-
_ادهم انا عارف انك بتحترمني بس مش عشان متخليش والدك يقدم الشيكات الي عليا ليه للبوليس تتجوز امنيه
_لا والله انا بحب امنيه وعايز اتجوزها
_واشمعني جاي تطلب ايدها دلوقتي
_حسيته وقت مناسب
_ قصدك عشان عليا لأبوك فلوس فأنا لما هصدق
_ والله ابدا انا بحب امنيه ومستعد اعمل اي حاجه عشانها
نظر اليه عن كثب :-
_بس امنيه مش هتوافق اصلًا
_عارف وافق انت بس وانا هخليها تحبني بس وافق وانا والله هشيلها في عيوني
_ولو محبتكش
_لا هتحبني بص انا حبي كبير هيكفي مش هتلاقي حد يحبها قدي والله
_نفترض اني وافقت يا ادهم وغصبتها امنيه بنتي عصبيه ومتردده وليها تصرفات بضايق ساعات وتحسها بلطجيه بس هي بق اصلًا
_انا هستحملها وبعدين لما حبيتها حبيت مميزاتها وعيوبها شوفتها مميزات واتقبلتها
_عارف لو زعلتها هخزقلك عينيك
_ ماشي انا موافق
عاد من ذكرياته وهو يبتسم ويدعوا الله ان يلين قلب ابنته من ناحية ادهم فهو يحبها بحق
انزل ارلليل ستائره علي الجميع بهدوء وهو يداعبهم ويدعوهم للراحه . بدأت الشمس بالظهور وهي تداعب الأرض بشعاعها الذهبي خجله وهي تسترسل حديثها بأن بدايه جديده قد حلت وهذا يعني تجدد الأمل
استيقظت امنيه لتنظر حولها بأستغراب حتي تحولت نظراتها تلك الي نظرات هلع وهي تشاهد ما يحدث حولها ...
يتبع
دمتم سالمين
_اهدي يا امنيه اهدي يا حبيبتي
_ مش قادره يا ماما حسا ان قلبي بيتحرق بابا عارف كويس اوي اني مش بحب الي اسمه ادهم
_كان علي عيني يا بنتي والله بس انتِ عارفه اني كلمته في الموضوع وهو رافض
ازداد نحيبها وهي تدفن نفسها اكثر في احضان زوجة والدها قائلًا :-
_ مش قادره يا ماما
رفعت اناملها وهي تجفف سيل الدموع الذي يتسابق اي منهم يسقط علي خدها اسرع من الاخر :-
_اهدي انتِ بس وقومي اتوضي وصلي ركعتين وعدي خطوبة بالليل ويبقي يحلها ربنا بعدها
_ بس انا مش عايزه اتجوزه يا ماما
_وعد مني انك مش هتتجوزيه يا امنيه .. انا عمري وعدتك بحاجه ومنفزتهاش
ليأتيها ردها وهي تهز رأسها بلا
_يبقي ياله هقوم انا واسيبك
تركتها علي سريرها لذا ضمت ركبتيها الي صدرها مجددًا وهي تحتضن جسدها بيدها مره اخري . ظلت هكذا لدقائق حتي نظمت انفسها من كثرة البكاء وهي تستعيد توازنها النفسي
قامت من مجلسها وهي تتجه الي خزانتها وشرعت في إخراج ملابسها وارتدائها كي تذهب وتبتاع فستان تلك الخطبه التي تتمني ان يحدث اي شئ لا تتم ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
خرجت من غرفتها بعد ان انهت ارتداء ملابسها لتجد زوجة والدتها تجلس في صالة بيتهم
_ انا نازله يا ماما اشتري الفستان
_طب والفستان الي ادهم جايبه
_قصير وبيلمع كله وهي خطوبه مش فرح وانا مش بحب كده وكمان لونه احمر وانا مش بحب الأحمر
_ماشي عايزه فلوس
_لا معايا ... بابا فين
_ بيشوف القاعه الي هيتعمل فيها الخطوبه
ترجلت من منزلها واستقلت احدي سيارات الاجره
ظلت تجوب محلات التسوق حتي استقرت علي فستان ازرق اللون بأكمام طويله ويصل الي اخمض قدميها يقف عند خصرها ويتدلي باتساع قليلًا به بعض الورود الصغيره من الاسفل
اخذته وعادت للمنزل مجددًا كان الوقت حينها قارب علي الخامسة مساءًا
جلست بعد ان انتهت من ارتداء ملابسها فاخفت انتفاخ عينيها وهالاتها السوداء ببراعه بأدوات التجميل . فهي كالأقنعه ولكنها صنعت للنساء خصيصًا .
بعد مرور عدة ساعات كانت تترجل الي القاعه برفقة المزعوم خطيبها ادهم يبتسم بتكلف لكل من يقابله يرد المباركات هنا وهُناك . جلسا علي الكرسي المخصص لهما وهو يبتسم بينما هي تحاول رسم بسمه بصعوبه علي شفتيها ولكنها فشلت فشلًا ذريعًا
اقترب من اذنها متحدثًا بصوت مرتفع قليلًا كي تسمعه من تلك النغمات الصاخبه :-
_تيجي نرقص
_ لا مش قادره قوم انت وكمان مش بعرف ارقص
نظرت حولها تبحث عن اصدقائها لكنها تذكرت انها لا تملك اي اصدقاء لذا ظهرت ابتسامه حزينه مشفقه علي ذاتها ولمعت الدموع بعينيها لكن تداركت موقفها وحاولت الأبتسام مجددًا حتي لا ينتبه احد إليها
_______________________
بينما في مكان اخر
قام بالقاء جسده علي الكرسي بأرهاق ويكاد الم رأسه ان يفتك به اراح راسه الي الخلف وهو يغمض عينيه ، لكنه انتفض مفزوعًا حين فتح صديقه الباب علي حين غره قائلًا :-
_انس هتروح معايا
شعر بالغضب يجتاحه لذا امسك تلك المزهريه الي التي امامه وقذفها فيه لكن تلاقها الاخر بمهاره واردف بالامبالاه :-
_ايوا يعني هتروح معايا ولا لا
_ عارف يا عمر في مره من المرات مش هكتفي ان احدف فيك الڤازه
_ تب اخلص ياله
خلع البالطو الطبي الخاص به وهو يردف :-
_ ايوا ما انت مش في عمليات بالخمس ساعات يا ابن المحظوظه
____________________________
قد انتهت الخطبه واخذ ادهم امنيه ليتناولوا الطعام بأحد المطاعم وفي ذلك الوقت كان ادهم هو من يبادر بالحديث وهي تجاوبه فقط اجابات مختصره
حتي انتهوا واعادها الي المنزل . دلفت وقامت بتغيير ثيابها . وجلست علي السرير مجددًا مالت بجسدها قليلًا وهي تلتقط تلك الصوره الخاصه بصديقتها المتوفاه منذ عدة سنوات وامتلئت عيناها بالدموع :-
_ وحشتيني اوي يا حبيبتي محتجالك اوي مكنش فيه غيرك عرفني وعرف عيوبي وتقبلني غيرك يا شهد ربنا يرحمك يا قلبي في الجنه ونعيمها
اعادت الصوره الي مكانها مجددا وجذبت الغطاء عليها وهي تحاول النوم ، ظلت تتقلب يمينًا ويسارًا حتي زارها النوم قليلًا ولكنها استيقظت مجددًا وهي تبكي فقد رأت والدتها في حلمها
ابتسمت من بين حزنها وهي تتذكر عناق والدتها في ذلك الحلم
اتى صباح اليوم التالي وأشرقت الشمس وبدأت تداعب الأرض بخيوطها الذهبيه معلنه عن يوم جديد تجددت فيه الحياه
استيقظت امنيه كي تذهب لعملها ولا ترتدي تلك الدبله وصلت الي مكان الحفر
امنيه وهي تتحدث مع كبار الحفاره :-
_ لسه قد ايه لحد ما نوصل لعمق المقبره يا استاذ ياسر
_ حوالي سبعه متر
اومأت وتحركت من امامه وهي تمشي في تلك الصحراء قليلًا لتجد شئ ما يبدو لامعًا وسط كل تلك الرمال الذهبيه مالت وهي تلتقطها لتجدها قلاده يتدلي من منتصفها نصف قمر
نظرت حولها بأستغراب كيف جاءت هذه القلاده الي تلك الصحراء ولكنها ابتسمت فقد نالت إعجابها واخذتها وهي تضعها في جيب سروالها
ثم عادت لتدرس وتكمل بحثها فهي تحاول إنهاء رسالة الماجستير الخاصه بها
ثم بعد قليل ذهبت لتكمل عملها ولكن بم تنتهي اعمال الحفر اليوم
في احد الشركات الخاصه بالعماره .داخل حجرة الأجتماعات كان يجلس مفردًا ، مستر احمد البدوي والد امنيه وهو يضع راسه بين راحتي يده يفكر في أمور عده . حتي سمع دقات علي باب الغرفه ليأذن للطارق بالدخول ليطل ادهم خطيب ابنته
_ازيك يا استاذ احمد
ابتسم وهو يشاهده :-
_ استاذ احمد ايه انتِ تقولي يا عمي دا انا بقيت حماك خلاص
_ خلاص تمام
_انت جاي ليه بقي ؟
_كنت عايز استأذنك اخرج مع امنيه
صمت والدها وهو يفكر قليلًا
_ارجوك وافق انت عارف اني مش هأذيها
رفع استاذ احمد معصمه ينظر الي ساعته قائلًا :-
_الساعه دلوقتي سته بكتيرك تسعه وتبقي امنيه في بيتها
اقترب وقبل خده سريعًا فرحًا ثم اردف :-
_والله انت اجدع حما في الدنيا ... عنيا تسعه بالدقيقه هتلاقيها في اوضتها
_ امشي يا اهبل
في منزل امنيه كانت تجلس بغرفتها تمسك بأحد الروايات . حتي دق جرس الباب لكن لم تعطه اي اهتمام ، حتي سمعت صوت ادهم يتحدث مع زوجة ابيها . لتترك الروايه جانبًا وهي تخرج من غرفتها بسرعة البرق لتري لما جاء ذلك...ذلك حسنًا هي لا تستطيع وصفه
_خير ايه الي جابك مش قولتلي ان انا مبوزه كده ليه كان قصدك اني نكد... جاي ليه
ليأتيها صوت زوجة ابيها :-
_ عيب يا امنيه ادهم ضيف هروح انا اعمل قهوه
وتركتهم ورحلت تحت نظرات امنيه المترجيه ان تبقي فهي تعلم تمام العلم انها فم فقط
ليغمز لها ادهم قائلًا :-
_ بس ايه اول مره اشوف قمر منكوش كده
_لحظه قصدك اني كنت وحشه قبل كده
ليحدث نفسه بصوت هامس :-
_اه شكل هرموناتها طفحت
_بتبرطم بتقول ايه
_مبقولش خشي البسي عشان نخرج انا استأذنت عمو احمد وهو وافق
_لا فوق هو انت فاكر اني وخداك خطيبي بجد انت عارف اني مش موافقه وعارف اني مش بحبك وعارف اني اتخطبتلك غصب
ليردف بغيظ :-
_ انا الي ميت في دباديبك يعني ثم استغفر ربه بخفوت علي ذلك الكذب الذي يتفوه به
_خلاص غور من هنا بقي
_ غاير انا غلطان اصلًا اني قولت اخرجك قالها وهو يتوجه ناحية الباب
صاحت هي بغيظ :-
_متشكرين افضالك
التفت اليها قبل ان يغلق الباب وغمز بمشاغبه قائلًا :-
_كلها مسألة وقت وتجيلي واقع يا جميل
واغلق الباب وهو يترجل من المنزل وهو يصفر بلحن اعتاد دندنته دائما .فهو جاء ويعلم تمام العلم انها لن توافق علي الخروج معه لكنه قال لا مانع من المحاوله
ركب سيارته وادارها ليردف بمرح :-
_والله لو سحرالي ما هتخليني احبها كده
__________________________
بعد مرور ساعتان
كان تجلس امنيه بجوار زوجة ابيها وهي تقلب في صور انس ثم قالت بمرح :-
_طب بالله شوفي انس قمر ازاي لا والصوره الي نزلها النهارده بالبالطو كان قمر اوي
_امنيه ما تسيبك من انس الي مش عارف انك عايشه اصلا وتبصي لادهم الي حساه بيحبك
_ لا علي فكرة انس عارف اني عايشه تم تاخدي الكبيره كان بيلمحلي
_ويا تري قال ايه
_كانت قاعده مع ندي اخته وهو داخل قلي ازيك يا امنيه
لتردف الاخري بنفاذ صبر :-
_غوري من هنا
بينما لدي احمد والد امنيه في الشركه كان يجلس علي كرسي مكتبه وهو يتذكر حديث ادهم اليه
_ استاذ احمد تقبل تجوزني امنيه
نظر اليه بسخريه :-
_ادهم انا عارف انك بتحترمني بس مش عشان متخليش والدك يقدم الشيكات الي عليا ليه للبوليس تتجوز امنيه
_لا والله انا بحب امنيه وعايز اتجوزها
_واشمعني جاي تطلب ايدها دلوقتي
_حسيته وقت مناسب
_ قصدك عشان عليا لأبوك فلوس فأنا لما هصدق
_ والله ابدا انا بحب امنيه ومستعد اعمل اي حاجه عشانها
نظر اليه عن كثب :-
_بس امنيه مش هتوافق اصلًا
_عارف وافق انت بس وانا هخليها تحبني بس وافق وانا والله هشيلها في عيوني
_ولو محبتكش
_لا هتحبني بص انا حبي كبير هيكفي مش هتلاقي حد يحبها قدي والله
_نفترض اني وافقت يا ادهم وغصبتها امنيه بنتي عصبيه ومتردده وليها تصرفات بضايق ساعات وتحسها بلطجيه بس هي بق اصلًا
_انا هستحملها وبعدين لما حبيتها حبيت مميزاتها وعيوبها شوفتها مميزات واتقبلتها
_عارف لو زعلتها هخزقلك عينيك
_ ماشي انا موافق
عاد من ذكرياته وهو يبتسم ويدعوا الله ان يلين قلب ابنته من ناحية ادهم فهو يحبها بحق
انزل ارلليل ستائره علي الجميع بهدوء وهو يداعبهم ويدعوهم للراحه . بدأت الشمس بالظهور وهي تداعب الأرض بشعاعها الذهبي خجله وهي تسترسل حديثها بأن بدايه جديده قد حلت وهذا يعني تجدد الأمل
استيقظت امنيه لتنظر حولها بأستغراب حتي تحولت نظراتها تلك الي نظرات هلع وهي تشاهد ما يحدث حولها ...
يتبع
دمتم سالمين