الفصل السادس عشر

الفصل السادس عشر

أصبحت زوجه للمره الثانيه و تلك المره من رجل تمقته فهو قد قلب حياتها رأساً على عقب، أبتلعت ريقها و هي تدور ببصرها في تلك الشقه و أصوات عاليه تأتي من الأسفل حيث عائلته التي أصبحت تعلم الآن رفضهم لتلك الزيجة..

لوت فمها وهي تتحرك تجلس على أحد المقاعد عاقده ذراعيها أمامها بوجوم شارده في والدتها الحبيبه..

أغمضت جفونها وقد أنسابت من عينيها دمعه حاره ألهبت وجهها رفعت كفها سريعاً تمسح إياها..

وصلها صوت فتح باب الشقه وقد وصلها صوت أنثوي يأتي من الأسفل يهدر بنبره عاليه واضح بها الغل:
_ أبيه صفوان أنت كده بتدمر نفسك جوازتك منها معروفه أنها بسبب أنك حاسس بالذنب ناحيتها، و هدمر حياتي وحياة جوزي معاك..

أغلق صفوان باب الشقه متجاهل كلمات فاطمه التي أدرك أنها وصلت إلي مسامع تلك الجالسه..

دون أن تتحرك من مكانها نطقت بنبره جامده لاذعه:
_ واضح أن أهلك مرحبين بيا !

مسح صفوان على وجهه و أخذ نفس عميق قبل أن يتقدم و يجلس على مقعد مقابل لها قائلاً بنبرة مقتضبة:
_ مع الوقت كله هيتعود

مطت هي شفتيها بسخريه و هي ترفع أحد حاجبيه بطريقه حاده ثم تحدثت قائله بجفاء:
_ ده مجرد خيلات منك يا صفوان

نطقت حروف إسمه باستهزاء، ظل هو يحدقها للحظات بنظراته ثم تحدث قائلاً بهدوء:
_ محدش عارف بكره فيه إيه يا..

توقف عن متابعة كلماته ثم تحدث بتريث ينطق حروف اسمها بنبره خشنه مميزه:
_ حفصة..

ظهر الأمتعاض على ملامحها و رمته بنظره مليئه بالكراهيه، ثم حلت ذراعيها من أمامها وهي تقول بمقت:
_ أنت مهما عملت هفضل مش قادره أتقبلك

نطقت بتلك الكلمات ثم رفعت ساقيها وعدلت من وضع ثوبها الأسود تضم ساقيها إليها تحت نظراته الجامده..

ظل هو يتابع إياها بنظراته العميقه ثم تحدث قائلاً برزانه:
_ طب ليه متحوليش تدي نفسك فرصه !

لوت فمها و نظرت له من طرف عينيها بحده قائله باذدراء:
_ لو الناس نسيت أنا مش هنسي أنك كنت السبب في كل حاجه وحشه حصلت معايا

توقفت عن متابعة كلماتها و هي تلاحظ نظراته المتصلبه، عضت على شفتيها بقوه و هي تتابع قائله بنبره قاسيه:
_أنا وافقت بس عشان بابا المسكين إلي شايف جوازي منك زي طوق نجاه لكل الكلام إلي بيتقال عني

شبك صفوان كفيه في بعضهم يحاول تمالك أعصابه والسيطره على تعبيرات وجهه، ظل صامتاً للحظات ثم تحدث برفق:
_ طب ممكن تقومي ترتاحي شويه، اليوم كان مرهق

رفعت هي حاجب و نزلت الآخر وضمت ساقيها إليها أكثر وهي تشيح بنظراتها الجامده بعيداً عنه..

طرقات سريعه على باب الشقه يعقبها صوت صفاء اللاهث وهي تهدر بإستنجاد:
_ ألحق يا أبيه، الحق فاطمه..

أنكمشت ملامح صفوان و نهض من مكانه سريعاً و فتح باب الشقه راكضاً إلي الأسفل تحت نظرات تلك التي لم تتحرك من مكانها..
٠٠٠٠٠

دلفت مروه إلي الغرفه تشعر بالأعياء، سحبت هاتفها من
على الفراش و بحركه بطئيه جلست على الفراش وهي تتأوه تشعر بألم حاد في معدتها..

قامت بالأتصال على زوجها، محاوله تلوي الأخري و لكن لم يصلها رد، ألقت الهاتف بجانبها بتكاسل وهي تشعر بالألم يزداد..

مددت جسدها ببطء على الفراش وقد قطب حاجبيها بألم تشعر باليأس يتملكها فهي آخر أهتمامات زوجها..

تأوت ببطء وهي تقنع حالها أن ذلك القرص الذي تناولته سوف يخفف الألم..

بعد ساعتين، شعرت به يتحرك في الغرفه مما جعلها تفتح جفونها ببطء وقد أصبح وجهها مائل للأصفرار، أبتلعت ريقها وهي تقول بصوت متحشرج:
_ أنت جيت؟

حل مروان أزرار قميصه وهو يقول بنبره بارده:
_ أنتي شايفه إيه !

قال تلك الكلمات وهو يستدير و تقدم نحو خزانة الملابس يفتح إياها تحت نظرات مروه التي شعرت بالتحسن فقد هدأ الألم مما جعلها تعتدل على الفراش جالسه وهي تقول بنبره مرهقه:
_ أتصلت عليك مردتش يعني !

عدل مروان من وضع الثياب المريحه الذي ارتدتها للتو ووضع كفه في جيوب بنطاله الأسود قائلاً بنبره مختصره:
_ كان عندي شغل

أومأت هي برأسها بتفهم وهي تمسح بكفها على وجهها الشاحب وهي تقول بتوضيح:
_ أنا كنت تعبانه شويه عشان كده أتصلت..

قطب مروان حاجبيه و دقق في ملامحها الباهته ثم هدر بخشونه:
_ مالك؟

قال تلك الكلمات وهو يتقدم منها، عضت هي على شفتيها وقالت بنبره مطمئنه:
_ مفيش بطني كانت بتوجعني جامد بس خدت مسكن و بقيت كويسه الحمدلله..

وجدته يربط على كتفها قائلاً بنبره هادئه للغايه:
_ سلامتك

حركت شفتيها ترغب في الرد عليه و لكن وجدته يخرج من الغرفه تاركاً إياها تضغط على شفتيها تشعر بخيبة الأمل من تصرفاته معها..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠

طرق عدة طرقات على باب الغرفه التي أصبحت تقيم بها،لم يصله صوتها مما جعله يهدر بنفاذ صبر:
_ حفصة، ممكن تفتحي..

أغمضت حفصة جفونها بقوه ثم عادت فتحتهم و نهضت من مكانها تعدل من وضع ثوبها الطويل ثم وقفت خلف الباب تضع أذنها عليه وهي تقول بانزعاج:
_ نعم، عايز إيه؟

أخذ صفوان نفس عميق ثم تحدث قائلاً بنبرة جاده:
_ أمي عايزه تشوفك

عضت حفصة على شفتيها تقاوم تلك الرغبه السيئه في سبه هو وعائلته بأكملها، وضعت كفها على مقبض الباب قائله بنبره بارده:
_ أنا عايزة أنام..

ألقي صفوان تلقائياً نظره على ساعة معصمه ثم هتف قائلاً بنبره حازمه:
_ لسه بدري، من فضلك انزلي معايا اتعرفي عليها بقالك كام يوم هنا و لسه متعرفتيش عليها، دي ست كبيره قد والدتك الله يرحمها

ظهر الحزن على ملامحها عقب نطقه بآخر كلمات، وقد شعرت بوغزه في قلبها حزناً على تلك التي رحلت تاركه إياها..

عضت على شفتيها بقوه وقد تماسكت حتي لا تنفجر باكيه وهي تقول باحتجاج متأففه:
_ قولتلك مش عايزه..

وصلها صوته الصارم مقاطع إياها بنفاذ صبر:
_ مستنيكي يا حفصة، أمي ملهاش ذنب في حاجة..

قال تلك الكلمات ثم تحرك يجلس على أحد المقاعد يمسح على وجهه بشده..

مر نصف ساعة، وجدها تخرج من الغرفه تعيد طرف وشاحها الأسود إلي الخلف وهي تقول بفتور:
_ خمس دقايق بس

التوي ثغره بابتسامة جانبيه سريعاً ما تلاشت حين لاحظ عبوس ملامحها..

تقدمته تفتح باب الشقه وهو خلفها يشعر بالأرتياح لعدم تواجد يوسف و فاطمه اليوم ..
٠٠٠٠٠٠٠

وقفت مروه علي أعتاب المطبخ تراقب إياه وهو يعد إلي حاله فنجان القهوه..

أبتلعت ريقها و تحدثت قائله بصوت مبحوح:
_ طب مقولتش ليه و أنا كنت عملتلك ؟

وضع مروان القهوه في الفنجان قائلاً بنبره هادئه:
_ مش مستاهله

وضعت مروه كفها على بطنها تشعر ببعض التقلصات البسيطه بها لكنها تجاهلت ذلك وهي تقول له بضيق:
_ طب مش كنت تاكل الأول؟

ارتشف هو رشفه من فنجان القهوه ثم أجابها بإيجاز:
_ كلت بره

أنكمشت ملامحها قليلاً و رددت باستنكار:
_ هو أنت كل يوم هتاكل بره !

ارتشف مروان رشفه من فنجان القهوه و تحرك يتجاوزها قائلاً بهدوء متناهي:
_جات كده

أصبحت ملامحها مكفهره و تحركت خلفه لتجده قد جلس أمام التلفاز، عمل عقلها سريعاً و تذكرت تلك المدعوه سلمي ، تجاهلت تلك التقلصات المتواجده في معدتها و عضت على شفتيها و هي تجلس على أحد المقاعد المقابله له قائله بحنق:
_ كلت مع مين؟

وضع هو فنجان القهوه على الطاولة قائلاً بنفاذ صبر:
_ في الشغل مع الموظفين..

نطق بتلك الكلمات وهو يسحب جهاز التحكم يقلب في التلفاز، تحت نظراتها المليئه بالضيق، هدرت باستياء:
_ أيوه مين من الموظفين، البتاعه إلي أسمها سلمي دي !

قبض هو على جهاز التحكم وعقد حاجبيه قائلاً بانزعاج:
_ هو ده تحقيق؟

قبضت هي على ذراع المقعد الجالسه عليه قائله بضيق:
_ لأ مش تحقيق يا مروان بس أنا من حقي أعرف جوزي كل فين و مع مين؟

ضغطت هي على حروف آخر كلمه بغيظ، زفر مروان طويلاً قائلاً بضجر:
_ أنتي مش كنتي تعبانه قومي ارتاحي شويه

نطق بتلك الكلمات وهو يسحب علبة السجائر خاصته ثم نهض و تحرك نحو الشرفه تاركاً إياها تضغط على شفتيها بقوه و قد شعرت بوغزه في قلبها متألمه من معاملته الغريبه معها..

شعرت بحرارة بتلك الدمعه التي هبطت على وجهها و حركت ساقيها بطريقه عصبيه تحاول كبت دموعها بصعوبه..
٠٠٠٠٠٠٠

عقدت حفصة ذراعيها وهي تشعر بنظرات السيده سميحه المسلطه عليها، حركت رأسها نحوها لتجدها تلوي فمها بامتعاض..

حركت رأسها نحو صفوان الجالس بجانبها ومالت عليه عفوياً قائله بخفوت متضايقه:
_ أنا قولت هما خمس دقايق بس

حرك صفوان رأسه نحوها ليجد وجهها قريب منه هكذا، تأمل مقلتيه وهو يقول بخفوت:
_ شويه كمان أما نشرب الشاي

اكفهرت ملامحها وقالت بنبره مضغوطه:
_ مش بشرب الشاي

قالت تلك الكلمات وتراجعت في جلستها تجلس في نهاية الأريكه تعقد ذراعيها أمامها..

دقائق و تقدمت صفاء تضع الصينيه الموضوع عليها أكواب الشاي على الطاولة وهي تقول بخفوت:
_ اتفضلوا

قالت تلك الكلمات ثم تحركت تجلس على مقعد قريب وعينيها معلقه بتلك الجالسه بجانب شقيقها تنظر إليها من أعلي إلي أسفل..

طرقات على باب الشقه جعلت صفاء تتبادل النظرات مع شقيقها ووالدتها بتوتر..

ظهر الضيق على ملامح صفوان وهو يستمع إلي صوت فاطمه وهي تقول بنبرة عاليه نسبياً:
_ هو محدش موجود هنا ولا ايه !

ألقت صفاء نظره متوتره علي تلك الجالسه ثم نهضت وهي تستمع إلي والدتها تقول بنبره مقتضبه:
_ افتحي لبنت عمك يا صفاء..

امتعضت ملامح حفصة التي علمت أن ابنة عمه هي زوجة يوسف وهي من تسببت أيضاً في جميع ما حدث..

نهضت حفصة من مكانها وهي تقول بنبره جافه:
_ أنا طالعه

ألقت صفاء عليها نظره ثم تحركت تفتح باب الشقه تحت نظرات صفوان الواضح عليه الأنزعاج حيث نهض هو الآخر قائلاً:
_ هنبقي ننزل تاني يا أمي..

تجمدت نظرات حفصة علي تلك الفتاه التي دلفت وقد امتقعت ملامحها فور أن تقابلت نظراتها..

دلف يوسف خلفها وقد تصلبت ملامحه عليها و نطق أسمها تلقائياً:
_ حفصة

أنكمشت ملامح صفوان و كاد أن يتحدث و لكن شعر بكف حفصة حيث ضغطت به على كفه قائله بخفوت حانقه:
_ يلا نطلع

تلقائياً وجد صفوان حاله يحتضن كفها بكفه وهو يري نظرات الخزي في عينيها بشكل يتنافي مع ملامحها الجامده..

كادت حفصة أن تسحب كفها منه لكنه ضغط عليه و سحب إياها خلفه يخرج من باب الشقه متخطي ذلك الواقف يراقب إياهم غافل عن نظرات فاطمه الواقفه بجانبه تكاد تشعتل من الغيره..
٠٠٠٠

جلست مروه بجانب مروان بداخل تلك الشقه التابعه لصديق له..

وصل إلي أنفها رائحة الطعام الرائعه، تحدث صديقه المدعو أحمد قائلاً بسرور:
_ المدام عامله لكم شويه أكل محصلش..

التوي ثغر مروان بابتسامة متكلفه غافلاً عن تلك الجالسه بجانبه واجمة الملامح..

بعد عشر دقائق، كانت تلك الفتاه الشابه تتقدم منهم قائله بنبره لطيفه:
_ الأكل جاهز ، اتفضلوا..

نهض المدعو أحمد وهو يبتسم إلي زوجته قائلاً بنبره حانيه:
_ تسلم ايدك يا حبيبتي

لوت مروه فمها وهي تنهض من مكانها ترمي مروان بنظره متهكمه..

وجدته يسبقها بخطواته دون أن ينتظرها..
٠٠٠٠
_حفصة !

نطق صفوان بتلك الكلمه بعد أن ألقي نظره داخل غرفتها الفارغه، تحرك يسير في الشقه حتي توقفت عينيه على باب الشقه الغير مغلق تماماً..

تقدم منه وقد وصل إلي مسامعه صوت يوسف المألوف وهو ينطق بندم:
_ أنا آسف يا حفصة ، أنا كنت السبب الرئيسي في إلي وصلتيله

أحتدت نظرات صفوان وفتح الباب ليجده يقف أمامها على درجات السلم يسد طريق الصعود عليها..

غلت الدماء في عروقه و صاح بنبرة حاده:
_ يوسف..

ألقي يوسف عليه نظره من فوق كتفه ثم عاد ينظر نحو تلك الواقفه بملامح منكمشه قائلاً بأسف:
_ حتي جوازك من صفوان أنتي مظلومه فيه..

لم يكمل يوسف كلماته حيث شعر بصفوان الذي قبض على ملابسه من الخلف قائلاً من بين أسنانه:
_ملكش دعوه بيها..

خرجت حفصة عن صمتها قائله بسخرية لاذعه:
_ سيب الأستاذ يريح ضميره هو كمان

قالت تلك الكلمات وهو تجد صفوان يسحب يوسف بقوه من ثيابها يبعد إياه من أمامها قائلاً بصرامه متجاهل كلماتها:
_ اطلعي أنتي

تحركت حفصة تصعد درجات السلم المتبقية بملامح منكمشه ودلفت إلي الشقه تحت نظرات صفوان الحاده و الذي ترك يوسف ثم هدر بتحذير حاد:
_ مش عايز اشوفك ترفع عينك فيها ، ملكش دعوه بيها و الأفضل تاخد مراتك و تروح تعيش مع أهلك

نطق بتلك الكلمات ثم تحرك يدلف خلف زوجته مغلقاً الباب خلفه بقوه، ثم تقدم نحوها قائلاً بنبره متصلبه:
_ كنتي فين؟

مطت حفصة شفتيها وقالت بنبرة مقتضبة:
_ و أنت مالك؟

حاول صفوان السيطرة على حاله و على تلك المشاعر الغريبه التي شعر بها عندما وجدها واقفه مع يوسف، و هدر بنبره هادئه قليلاً:
_ كنتي فين يا حفصة؟

لوحت حفصة بذلك الكيس البلاستيكي الصغير وقالت بنفاذ صبر:
_ كنت بجيب حاجه من الصيدليه

أنكمشت ملامحه و هدر عفوياً بقلق:
_ أنتي كويسه؟

قال تلك الكلمات وهو يقترب منها، مطت هي شفتيها قائله بعدم اكتراث:
_ ده مسكن عادي

قالت تلك الكلمات و كادت أن تتحرك مبتعده ولكن شعرت به يسحب الكيس منها وهو يفتح إياه يتفحص به قائلا بنبره مشككه:
_ متأكده؟

زفرت حفصة بملل وحركت رأسها إيجاباً والتقطت منه الكيس، تحدث هو قائلاً بتنبيه:
_ بعد كده لو محتاجه حاجه عرفيني

ظلت تحدقه بنظراتها وقد تذكرت مكالمتها مع والدها صباحاً و حديثه عن إهتمام صفوان بجميع أحواله ،لذلك هتفت بهدوء:
_ صفوان، شكراً

عقد صفوان حاجبيه متعجب من كلماتها لكنها تحركت على الفور متحركه نحو غرفتها تاركه إياه يحدق في أثرها و تلقائياً قد التوي ثغره بابتسامة طفيفة لا يعرف لها سبب!!

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي