الفصل الثامن عشر

عادت السعادة إلى عالمهم عادت وطرقت الباب فاستقبلتها ريحان أجمل استقبال ورحبت بها لتجعلها من أهل الدار لا ضيفا فقط بل أقامت عندها دائما،إنه الأمل الذي ما فقدته يوما إنه اليسر الذي آمنت به أنه سيأتي بعد العسر وهاهو الفرج قد أتى فأصبحت الضحكة لا تفارقها لحظة وتلك التفاصيل القاسية التي كانت تؤذيها صارت ترغب فيها وترغب في عيشها بكل لحظاتها لا تنقص منها شيء.
واصلت كلامها وضحكاتها المشتركة هي وأمير كما يشتركان لمعة الحب التي يرسلها كل واحد منهما لقلب الآخر.
ريحان تكتم ضحكاتها:ليتها اكتفت بذلك فقط وأبقتني مربوجة في الشجرة كان أهون.
أمير:لماذا ماذا فعلت بعد؟
ريحان: لقد اخخخ جرحي آلمني من الضحك لا أستطيع أن أتحمل
أمير بهلع:على مهل على مهل حبيبتي لا تؤذي نفسك لا سمح الله توقفي عن الحديث والضحك رجاء
ريحان:لا لا مجرد وخز أنا بخير ألا تريد أن تعرف تفاصيل العقاب الفضيع.
أمير:هههه ما دام فضيعا تحدثي أريد طبعا يكفي أن أرى ضحكتك لكن لا تتعبي نفسك رجاء حبيبتي ها
ريحان:تمام تمام
أمير:أكملي إذا أسمعك جميلتي.
ريحان:تخيل فقط لقد قامت بدهن العسل على وجوهنا أنا ومحمد
أمير:عسل هههه كيف خطر على بالها
ريحان:هذه الخالة عائشة يخطر على بالها كل شيء المهم تفعل ما يروقها ولا تنهزم
أمير:أكملي وماذا حدث بعدها شوقتني
تعالت قهقهتها حين تذكرت لتقول: ياويلييي ياولي وألف يا ويلاه من الذي حدث لنا.
أمير ضاحكا:لا تقوليها
ريحان:نعم نعم الذي ببلاك تماما كل الحشرات التي تعرف والتي لا تعرف السوداء منها والبيضاء والحمراء والخضراء والغير الملونة حتى الطائرة والزاحفة أتت زيارة لنا والتمت على وجهينا كلها لك كلها في كفة ولسعات تلك النحلات في كفة أخرى ولك أن تجرب لسعة النحلة في انفك أمير اوووه تؤلم حقا.
انفجر أمير ضاحكا عليها وهو يتخيلها لتكمل هي ضاحكة:والذباب يععع
أمير:والذباب ايضا لا يمكن والله هذه الخالة قوية حقا لا يقدر عليها أحد صراحة عفارم عليها امرأة بألف رجل.
ريحان:ممكن ممكن توقع أي شيء منها إنها الملقبة بالمرأة الفولاذية وقد يحدث الأسوء أيضا.
أمير:اف لهذه الدرجة؟
ريحان:قل أكثر الكل يخافها بالقرية ويحسب لها الف حساب وانت جننت جنونها وتلقى ما ستتلقى أمير تارهون أنا لن أتدخل بشيء لأكن صريحة معك منذ الآن أضف إلى ذلك خالتي لا تقبل بالواسطة ها
أمير:وليكن لاجل زوجتي اتحمل أي شيء وأعرف أن ما تقولين من وراء قلبك فإن رأيتني مربوطا بجذع شجرة تأكل الحشرات وجهي مأكد لن تسخي بي وستحررينني.
ريحان:اها قلتها ستتحمل اذا لا تتذمر وتطلب العون اتفقنا؟ولا تأمل بأن أحررك لأني ساعتها سأربط بجانبك اتفقنا؟
أمير:اتفقنا ولو أصلا عقاب وأنت بجانبي ما أحلاه.
ريحان:احلم إذا
امير:صغيرتي أنت والآن هيا نامي.
انتبهت لحالها تلك وانها داخل صدره لترفع رأسها قليلا خجلة تكتسي حمرة عند تلك الوجنتين لتتحولا لحبتي كرز كبيرتين تلفت كل من يراها الحمرة التر يعشقها هو فبقي يتأملها بنهم فابتسمت ابتسامة رقيقة لتقول:انا .....لا تؤاخذني لم أحس
لكنه أعادها الى صدره سريعا وضمها محققا حلمه الذي تمناه شهورا وهو أن تنام على نبض قلبه ويشم رائحتها فقط وهي بين يديه ليقول:هذا مكانك منذ الليلة اسمعت؟ستنامين على صدري دائما واداعب خصلات شعرك الحرير هذه التي لطالما تمنيتها وتخيلت نفسي هكذا أداعبها كل ليلة واترك أطراف أصابعي تنساب مع كل خصلة وكأنني عند ملامستها ملكت الدنيا وما فيها،احلامي الآن تتحقق امامي هيا اقتربي اكثر كي احس بحرارة جسدك واحس بانفاسك الدافئة تضرب انفاسي إنه شعور جميل لم أجربه قبلا
اعتدلت بصدره خجلة لكنها تركت نفسها لنبضها الذي ينجذب نحوه كالمغناطيس لتضع رأسها بحضنه كما طلب وتمنى وكما تمنت هي أيضا مرات ومرات ليقول:اذا سنبدأ من جديد عشق.
ريحان:نعم
أمير:لكن قبل هذا اريد تكملة الرسالة
ريحان:اي رسالة
أمير:التي امضيت بها على شهادة سجني الابدي.
ريحان:ممممم اريد ان انام أمير اشعر ببعض التعب
أمير:اهربي لكن سيأتي يوم وتعترفين.
ابتسمت الجميلة ثم رددت اذكارها وهي تستمع لنبض قلبه وتتذكر ذلك اليوم اليوم الذي استفاقت فيه فجأة ووجدت نفسها بين يديه لتردد بداخلها:سبحان ربي ما اعظمك كنت اهرب منه والآن اريده،احلامي الآن أمام مرآي والمسها حقيقة،اي امان هذا احتواه صدرك امير؟لم اشعر بمثل هكذا سكينة قبلا،احس انني اسابق السحاب  وانا اقفز بينها فرحا لتنام بعد دقائق فقط.
واصل مداعبة خصلات شعرها بيده حتى نام هو ايضا وهي بين ذراعيه.
حل الصباح....
فتحت عيونها اولا لتجد نفسها لا تزال نائمة بصدره،تاملته قليلا وأخذت نفسا عميقا وكان الروح ردت للجسد لتبتسم في وجهه لكنه لا يزال نائما،انتبهت بأن الشمس قد اشرقت لتبدا بالتحرك  قليلا لتهرب من حضنه قبل أن يستفيق ،احس على حركتها ليفتح عيونه وما أن فعل حتى تظاهرت بالنوم،نظر إليها وابتسم ليهمس باذنها:صباح الخير ايتها الشمس،لا تتظاهري بالنوم كما حدث اول مرة حين نمت بين ذراعي في المشفى اعلم انك مستيقضة،فتحت عيونها متسعة واعتدلت لتقول:الله الله ومن قال لك انني كنت مستيقضة حينها لقد كنت اغط بنوم عميق وايضا ضربة راسي يومها جعلتني اهلوس وار اشياء وافعل أشياء دون وعي.
أمير:وماذا فعلت ليلتها؟
ريحان:اهااا ماذا تريد امير؟
وضع اصابعه وأخذ يتحسس شفاهها ليقول:اريدك
ابتلعت ريقها وهي تنظر لاصابعه التي تتحسس شفاهها الملتهبة ثم الى عمق عيونه الذي صوب ناحية شفاهها لتدخل هنا الممرضة الغرفة.
نزل أمير من جانبها سريعا بخجلته لتقول الممرضة:صباح الخير سيدتي
ريحان:صباح النور
الممرضة:يجب تعقيم جرحك وتغيير الضمادة لك ثم نحضر لك الفطور.
أمير:سأنتظر بالخارج اذا.
غيرت الممرضة الضمادة لريحان وخرجت لكن أمير ذهب ناحيتها سريعا لطلب شيء منها ثم   عاد سريعا حيث عدلها بمكانها فقد كانت تتالم قليلا بعد تعقيم جرحها.
حضر الفطور حينها.
قرب أمير الطاولة منها ووضعها أمامها،نظرت إليها متفاجئة لتقول:أهذا افطار مشفى ام افطار ملوك؟
أمير:هذا افطار سلطانة السلاطين عشق.
نظرت اليه وابتسمت باشراق وأبلغته ما بقلبها من تلك النظرة.
اقترب من اذنها ليقول يهمس:كيف لمقلتيك بأن تحتضن هدوء الارض وفوضاها في آن واحد؟
ريحان:آ يعني ثم نظرت يمنة ويسرة ثم حكت حاجبها وهي تعيد شعرها للخلف بهدوء لتقول:اشعر بالجوع.
أمير:حسنا ولي مهمة اطعامك لن تلمسي شيء.
ثم جلس وبدأ باطعامها من ذلك الفطور المنوع من كل شيء وقد حضر لها خصيصا.
كان يطعمها وهو يتاملها يشتهي احتضانها دون تركها،تناولت هي قطعة توست ووضعت عليها بعض المربى لتقول:تناول قليلا
لم يتردد لحظة ليمسك بيدها ويقبلها اولا ثم تناول قطعة التوست تلك لكن لسوء حظه وما أن فعلها حتى دخلت عليه الخالة واوزجي لتقول:امييير ما جعل تلك اللقمة تعلق بحلقه حتى كادت تخنقه،اخذ يسعل بشدة وهي تصرخ به:الم اقل لك ممنوع الدخول هناإلى إشعار آخر؟وتاكل فطور المريضة ايضا يا....ثم انتبهت للصغير لتكمل:انهض سريعا هيا هيا لااريدك هنا.
ابتلع اللقمة بصعوبة لتناوله ريحان كاس العصير وتقول:لم تتاذ صحيح انت بخير؟
ارتشف قليلا من العصير ليقول:بخير بخير لا تقلقي حلوتي
الخالة:وكانني لست موجودة
انتبها إليها ليبتسم أمير ويقول:أكمل الفطور فقط سلطانتي.
الخالة:الى الخارج
أمير:خرجت خرجت
اوزجي:صباح الخير بابا ومع السلامة
أمير:
الخالة:لا تنس دفع حساب المشفى كي نخرج ريحان مساء سيد امير.
أمير:بامرك انا بامرك واكمل متذمرا يتمتم.
الخالة:انتظر خذ مفاتيح بيت ريحان رحمة بك فقط ستبقى هناك اما طفلتي فستبقيان معي لينصرف بعدها غاضبا اكثر.
ريحان:لم تفعلان به كل هذا حرام
الخالة:انت اسكتي لا تتدخلي سنعاقبه يعني سنعاقبه وكذلك انت لم سمحت له بالدخول ها؟
ريحان:انا يعني....اوزجي تعالي تتناولين معي الفطور.
اوزجي:يبدو شهيا اتيت اتيت.
ذهب أمير وانهى اجراءات المشفى ثم خرج وتوجه لبيت ريحان كما طلبت الخالة ليرتاح.
بقي هناك يروح ويجيء يفكر بطريقة ليتخلص من عقاب الخالة بحرمانها منه ليرمي بجسده على اريكتها وهو يتافف ويقول:لا يمكن أن نبق هكذا لا يمكن ثم وضع يديه على رأسه واسندهما على ركبتيه ليذهب بصره فجأة إلى الرسالة التي ظهر جزء منها من تحت الأريكة.
نزل أرضا وازاح الأريكة قليلا ثم تناول الرسالة ليقول:هذه الورقة التي احضرها محمد على ما يبدو فاسمها عليها،جلس وفتحها هذه المرة وباشر بقراءتها (ريحان حبيبتي وابنتي التي لم ينجبها بطني اذا كنت تقرئين هذه الرسالة فمعناها اني انتقلت إلى الرفيق الأعلى هي بضع كلمات لا أكثر كان يجب أن تعرفيها منذ سنين طوال لكن ضعفي أمام براءتك منعني حلوتي أو لاناديك عشق كما كان يناديك والداك.
سامحيني ابنتي اعلم انني تاخرت بالحقيقة لكن ماعساي أن أفعل  عشق انت لست ابنة والديك الحقيقية
بل أنت طفلة متبناة احضراك والداك عند صغرك من الميتم  وقاما برعايتك وتربيتك ورغم ذلك لم يصلنا منك احساس قط انك لست ابنة العائلة كنت خيرا وذخرا علينا...."الرسالة بالحلقة الاولى من القصة".
اكمل الرسالة وضمها باكيا خانه دمعه غلبه وجعه،انه سر يفتت الجبال الشامخات الى صخور متفرقة فكيف بقلب محبوبته الرقيق رقة اناملها؟كان ينظر لتلك الورقة التي وقع عليها أسفا حزنا كل الهموم اجتمعت عليه،اخذ نفسا عميقا ليلقي بنفسه على تلك الكنبة ايضا ويقول:ماذا لو وقعت بيدها ماذا لو قرأتها؟حبيبتي كيف سيمكنها تحمل كسر كهذا؟وكيف ستتحمل حقيقة انني اعرف هذه الحقيقة مسبقا؟كيف ساواجه عيونها أن علمت يوما؟هذا الحمل الذي على اكتافي ماعدت استطيع تحمله،كلما نظرت بعيونها اتالم،لا اريد ان اوجعها ولا اريد ان اخفي عنها هذا،انا بين نارين نار من هنا ونار من هنا اين المفر ياربي اين المفر،لا يمكنني دونها لا يمكنني خسرانها لا اتنفس دون عطرها،لا ابصر دون لمعة مقلتيها،عشق أمير ،عشق نبضي عشق كل شيء لي،كيف ساتحمل هذه الحقيقة لوحدي كيف؟
بقي بمكانه وقتا مهموما حزينا يحترق بنار الحيرة والندم هل يخبرها أم لا؟ستتالم لكن ليس بقدر الم اخفائه الرسالة وليس بقدر الم معرفتها بأنه يعرف حقيقتها قبلا،كان يتخبط بين أفكاره مترنحا يجابه تلك الرياح التي هبت فجأة لتنغص عليه فرحته بمحبوبته وكان القدر كتب له أن لا تكتمل فرحته.
مر وقت طويل وهو مستلق بتلك الأريكة ليقوم من مكانه اخيرا يتحرك كالصنم الذي يدفع قصرا ليتوجه الى غرفتها صدفة لا غرفة اخرى،دخل إليها بعد ان قادته طيب رائحتها هناك،وقف عند الصور الموضوعة هناك حزينا ومن بينها صورة لها مع والديها وكانت تبدو سعيدة حقا بتلك الصورة،حملها ولمس وجهها ليقول:فجأة تعرف أن من عشت عمرك تحسبهم اهلك ليسوا كذلك,هههه الم تجد الدنيا غير هذه البريئة لتقسو عليها؟
اعاد الصورة لموضعها ثم توجه السرير ليحمل وشاح صلاتها بيده ثم قربه لوجهه وأخذ يشمه ويضمه تنهد حينها وقال:لا يمكن لايمكن أن اجابهك بشيء كهذا واخسرك لا يمكنني سادفن سري هذا معي في قبري وأقسم أنني سأكون لك الاخ والاب والسند ما دام في نفس ثم وضع الوشاح جانبا وتوجه للمشفى لاخراجها من هناك.
وصل المشفى بعد مدة وقد كانت الخالة واوزجي هناك اليضا  لتسريح ريحان وما ان دخل حتى تصادف بكمال واقفا عند مكتب الاستقبال يسأل عن شخص،اقترب منه ومد يده وسلم ليقول:كمال بيك؟
كمال:أمير بيك مرحبا
أمير:خير سيد كمال اراك بالمشفى؟
كمال:جىت لزيارة صديق هنا لكن مالذي احضرك انت؟
أمير:لقد تعرضت ريحان لحادث بالامس ومرت سليمة الحمد لله وقد اتيت لاخراجها من المشفى.
اتسعت عيون كمال ليقول:يارب سلم خير خير
أمير:الحمد لله
كمال:ايمكنني زيارتها؟
تردد أمير قليلا ثم قال:لا بأس انا ذاهب لغرفتها اصلا تفضل.
مشوا قليلا ليتوقف أمير ويقول:لحظة كمال بيك انتظرني ساسال عن شيء واعود.
كمال:تفضل
عاد أمير سريعا ليسأل الموظفة ويقول:آنسة الرجل الذي كان واقفا هنا عن أي مريض سالك؟
الموظفة:سألني عن المريضة ريحان تارهون باي  غرفة تقيم؟
أمير:ماذا؟
عاد للخلف قليلا ليتحدث بداخله ويقول:اذا شكوكي بمحلها قدومه هنا لم يكن محض الصدفة،ماذا يريد من عشق ماذا؟كيف ساحميك يا جميلتي كيف؟وممن احميكي؟من نفسي او  من تلك العين التي تتصرد بك شرا؟لن اسمح بأن تتأذ شعرة واحدة من خصلات شعرك ولو كلفني ذلك عمري كله.
ليعود بعدها ناحية كمال وقد تغيرت ملامحه كليا.
توجهوا للغرفة ودخلوا لتخرج اوزجي والخالة تاركين أمير وكمال مع ريحان لوحدهم.
اقترب كمال وسلم ليقول:حمدا لله على سلامتك
ريحان:شكرا أخي
كمال:من الجيد رؤيتك بخير أبعد الله عنك كل سوء
أمير:شكرا لك.
كمال:والآن عن إذنكم عندي عمل.
ريحان:بوركت يابيك
كمال مبتسما:بارك الله فيك ثاني مرة أتمنى لك الشفاء العاجل، ثم انصرف مباشرة دون إطالة.
كان أمير ينظر إليه نظرة استفهام يحادث نفسه ويقول:لم يحوم كل حين حول ريحان ماذا يريد؟ما هدفه،لست غبيا لأصدقه ثم راقبه هكذا بعيونه حتى غادر الغرفة واقفل الباب وهو لا يزال ينظر ويفكر.
نظرت ريحان لحظات إليه فانتبهت أنه شارد لتقول:خير أمير مابك؟
انتبه أمير أخيرا وعاد لواقعه بسماع صوتها ليبتسم لمحبوبته ويقول:لا شيء عشق  لا تهتمي حبيبتي شردت قليلا فقط
ريحان:كيف لا اهتم ألست زوجي إن لم أهتم بك بمن سأهتم إذا.
أمير:الكلمة من شفتيك تبهج الروح
ريحان بحب: اقترب قليلا هيا اقترب.
اقترب أمير منها قليلا وهو يطالعها مبتسما فتظرت باستفهام لتقول:ماذا؟هل بكيت؟
أمير:لا طبعا لم سابكي؟
مسحت وجنته بحب مبتسمة تبعث الطمأنينة في روحه وترمم كل ما خلف الزمن من خراب داخل فؤاده لتكمل:احس انك لست بخير لا أدري ربما أنا فقط أبالغ قليلا.
قبل يدها بحب ليقول:كيف لا اكون بخير وانت ستخرجين من المشفى وآنال شرف الاعتناء بك وتدليلك الذي طالما حلمت به أيضا؟
ريحان: ألاحظ ان أحلامك متشعبة تشمل الكثير من الأمور
أمير:أريد ان أعيش كل التفاصيل معك حلوة كانت أم مرة ولا تنقص من حياتنا أي تفصيلة
ريحان:لا سمح الله لن نعيش أي مرّ إن شاء الله
أمير:إن شاء الله وسينتصر حبنا دائما
ريحان:بالتأكيد سينتصر والدليل ها نحن الآن
أمير:معك حق
ريحان:ممم وبخصوص قد لا تنالها
أمير:كيف؟ لماذا؟ هل ستهربين أم ماذا؟ لعلمك أحبسك بين ذراعي طوال عمرك ولا أسمح لك بالهرب،ثم اقترب منها قليلا ووجه نظره ناحية شفتيها فأدركت هي مبتغاه لكنها ما هربت بل استسلمت وكنت فاقترب أكثر حتى احست بأنفاسه ليهمس قائلا:اشتقت إليهما كثيرا،شفتين كحبات الكرز في حمرتهما مرتسمتان بريشة فنان والوصول إليهما في حد ذاته تحد ولربما انتحار فامنحيني شرف الفارس الذي أتى إليهما راكضا فأنا أموت دون اكسيرهما.
اغمضت هي عيناها وتركت الأمير يستلم عرشه فهي أيضا تريد بشدة ولو لم تقل شيء لكن هنا دخلت الخالة عائشة عليهما وفصلتهما عن ما هما به فانتفض الإثنان في نفس اللحظة واستعت عيونهما يناظرانها لتقول هي على عجل:هيا أمير لا تستغل الفرص لنخرج من هنا وانت اذهب وأحضر السيارة لباب المشفى .
أمير:بامرك السمع والطاعة مولاتي ثم خرج من الغرفة متذمرا يتآكل من غيضه.
نظرت الخالة لريحان لتقول:اها مابه؟
ريحان:لا علم لي لربما غضب لما صنعته به
الخالة:لا لا يستحيل هناك أمر ما حدث معه غير مزاجه فجأة.
ريحان:خيرا أن شاء الله ساحلها انا لا تهتمي.
خرجت ريحان من المشفى ليتوجهوا بها لبيتها  وما أن وصلوا حتى نزل أمير وفتح باب السيارة لمساعدتها لكن أسرعت عائشة لتقول:ستذهب لبيتي.
ريحان:لماذا؟
أمير:لماذا؟
عائشة:ستبقى معي هي واوزجي لاعتني بها انا لا انت وايضا يمنع عليك الاقتراب منها ورؤيتها انا لم أرض عنك بعد.
اوزجي:انا سابقى معهما بابا.
أمير:الله لله أنا والدك يافتاة
اوزجي:وماذا سافعل مع ابي؟انت ممل.
أمير:عشق قولي شيء
ريحان:هششش
ليتوجهوا بعدها إلى بيت الخالة تاركين أمير واقفا بالحديقة وحيدا محتارا.
التفتت الخالة إليه لتقول:أن لم تطلبها بالأصول لن تنالها أمير تارهون.
نظرت اليها ريحان دهشة لتقول:يطلب ماذا؟ نحن متزوجان.
الخالة:لا بالنسبة لي لستما كذلك حتى يأتي لخطبتك ويسير كل شيء باصوله.
ريحان:صبرا جميلا والله المستعان
الخالة:انت اسكتي لا تعرفين اين مصلحتك لن اسمح لاحد بأن يقول عنك كلمة سيئة دون أن يأتي من الباب كفخري لن يمتلكك اسمعت؟وسيطلقك وازوجك سيد سيده.
ريحان:سمعت سمعت لنر آخر عنادك هذا وانت لم تبتسمين؟
اوزجي:ههههه لأنك أصبحت غبية بسبب ما يسمونه الحب.
ريحان:انا غبية
اوزجي:نعم انت وبابا ايضا
ريحان:الله الله  من اين اتت هذه الفتاة ياربي؟
اوزجي:لا تنسي انا ابنة أمير تارهون وايضا ليكن بعلمك انا لن احب لان الحب يجعلك سخيفا واحمقا.
الخالة:احسنت يا ابنتي هكذا اريدك ليس كالبلهاء ريحان
ريحان:انا بلهاء؟!
اوزجي:حين تبتسمين تلك الابتسامة الغبية لبابا تبدين كالبلهاء
ريحان:وانا ساصاب بالجنون بسببك وبسبب أمير تارهون.
مر الوقت وحل الليل...
كان بالحديقة يروح ويجيء والدم يغلي بعروقه يريد محبوبته لكن محبوبته في برج عال لاتستطيع النزول.
فكر وفكر بحل لكن لا مخرج ليدخل الى البيت بغضبه ذاك.
مر وقت على ذلك واشتد سواد الليل...
كانت ريحان تجلس بالغرفة وحيدة علها تجد بعض الراحة لكنها لم تجد ما أرادت تقلبت وتقلبت دون فائدة بلا نوم.
اما اوزجي فقد نامت بحضن الخالة ليلتها.
مر منتصف الليل حينها وهي لاتزال مستيقضة تفكر به حتى تعبت وذاقت نفسها ذرعا من هجران النوم مقلتيها لتقول بعد حين:هل نام ياترى؟لا اعلم من اين اتت الخالة بفكرة العقاب؟ يعني يستحقها لكن ليس لهذه الدرجة،ثم قامت من مكانها بغية شرب كأس ماء لكنها وجدته فارغا،فكرت في مناداة الخالة لكن تراجعت وقامت من مكانها وتوجهت لنافذتها فتحتها وتاملت بيتها قليلا لكن لا ضوء يشع من هناك ،اعادت الستارة بغضب لتقول:انا افكر به وهو نائم مثل البغل كعادته لا محالة  فعلا الحب يجعلك احمقا  ثم توجهت للمطبخ تمشي بخطا بطيئة كي لا تتعب نفسها،احضرت الماء وهي في طريق العودة سمعت حركة عند الباب للحظة ظنت انه زوج عمتها،اقتربت من الباب قليلا تسترق السمع لكن لا صوت صدر من الخراج بعدها،تشجعت قليلا ثم قامت  بفتح الباب  ونظرت لكن لاشي بالخارج لتتقدم عند الباب قليلا لكنها لم تجد شيء ايضا استدارت لتعود للداخل  وما ان فعلت حتى حاوط خصرها واحتضنها من الخلف ليقول بهمس:اشتقت لعشقي
شهقت لفعلته لتقول:بسم الله.
أمير:هشششش سنفضح
ريحان:ماذا تفعل هنا يا مجنون ومن اين ظهرت؟
أمير:وهل ظننت أنني ساتركك تنامين دون صدري
ريحان:انصرف  لطفا سنفضح
أمير:لا لن افعل ثم افلتها ولفها إليه.
ريحان:لطفا أمير ستغضب
أمير:لكنني زوجك
ريحان:اعرف اعرف لكنها بمثابة ام لي لنرضها اولا.
أمير:حسنا لكن لن اذهب حتى الصباح.
ريحان:اميييير
أمير:لا
فكرت قليلا وهي تحك حاجبها لتقول:هيا دون أي صوت.
أمير:لا حول ولا قوه الا بالله يعني اقابل زوجتي كالحرامية.
ريحان:هشششش.
أمير بهمس: اتعلمين؟ مهنة الحرامي ممتعة فيها تشويق اكثر من الهندسة المملة.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي