لقاء طال انتظاره

إسراء عبد الموجود`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-08-02ضع على الرف
  • 82.6K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل التانى

ليست من العادة والمعتاد أن تجد فجأة شخصا لا يمت لك بصلة بحمل اسمك بشهادة ميلاده وبطاقته الشخصية ولاسيما لو كان يمتلك مركزا هاما مثل مجدى لكنه بنفس الوقت يمنى نفسه أنه ابن تلك المرأة هالة زوجته العزيزة والتى اختفت فجأة من الكرة الأرضية ومن البلاد منذ سنوات بعيدة لم يعد يعرف عددها وتحديدا منذ قررت والدته زواجه من ابنة عمه لتأخر زوجته عن الانجاب كان ذاك من زمن

وضع شهادة الميلاد بأحد الأدراج وخرج ذاهبا نحو التدريبات ليرى كيف تسير الأمور هناك وقد بدا له أنها على أفضل ما يرام فقد يرى ذاك الشاب

وقف خلفه مصطفى ليشير له إلى شاب قوى البدنية مركزا على هدفه بشراسة رغم تصببه عرقا لكنه لا يزال يحاول النجاح بهدفه والوصول إليه

اتجه نحو الشاب مباشرة ليتوقف تميم عما يفعله وينظر للشخص الواقف خلفه رغم أن الزمن قد وضع آثره على وجهه وربما تغيرت ملامحه قليلا بل كثيرا لكنه مازال يحتفظ بقوته ونظرته الواثقة التى ملئت جدران غرفته

- عايزك فى مكتبى عشان نتكلم فى موضوع مهم والتدريب ابقى كمله بعدين

ابعد تميم عينيه عن والده باستياء شديد لقدومه وتدخله فى عمله دون وجه حق ودون سبب معقول سوى علمه بشهادة ميلاده وبطاقته الشخصية

- لسه التدريب مخلصش ومش همشى قبل ما اخلص تقدر تستنى لحد ما اخلص

تدخل مصطفى فى الحديث رغم أنه ليس من عاداته لكنه مجبر

- مش من حقك تكلم اللواء مجدى بالشكل ده دى قضية تزوير يعنى هتروح فى ستين داهية الموضوع مش سهل زى ما أنت فاكر

قاطعه دخول أدهم شكرى والذى عاد من إجازته توا بعد الحادثة الآخيرة التى حلت بالجهاز والمكان

فلاش باك ⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅

النهايات السعيدة ضربا من الخيال فالواقع ليس كذلك حتى لو بدى الظاهر منه على هذا النحو بينما ظن الكل أن الأمر انتهى وستعود الحياة للهدوء لكن طالما ذاك الغاصب المعتدى متواجدا فلا مجال للسلم والسكون

كان يعلم من داخله صدق حديثه لذا وقف أمامهم بعدما علم بأخذهم شمس واختطافه ينوون جعله يعود لجذوره حسب قولهم وهو أكثر من مرحب بالموت فى سيبل خروجه

- مكنتش اتخيل حسين باشا شكرى بنفسه يجى لحد عندى يضحى بنفسه عشان حد طول عمرك أنانى

حسين بغرور يليق به

- مش أنا اللى يتلعب عليه بسهولة كده شمس دلوقتى فى الجهاز بعد ما رجع شغله وقابل عايلته أنا جاى وهاخد معايا روحك يا رئيس الموساد الإسرائيلي

جز أسنانه بغيظ وكور قبضته حتى فى أسوأ الحالات ليس هو من يسقط وتتمكن من النصر عليه بل يصدمك أنه هو من قلب اللعبة عليك وغير القوانين وفق هواه الشخصى

- مفيش فايدة فيك هتفضل مغرور زى ما أنت بس خلاص لو هموت يبقى نهايتك معايا مش هيلاقوا منك غير الأشلاء

حسين بغموض

- مقدرتش انقذها وجايز يكون عقابى على كل حاجة عملتها وحشة فيهم

صوت انفجار كان أشد من صوت قنبلة نووية هيروشيما لقد دوى صداها داخل قلوبهم قبلها بقيت الأنظار تتجه نحو المكان حتى بعد دقائق من حدوث الإنفجار وكأنهم ينتظرون المعجزة كما يحدث بوليوود ويخرج حيا مع بعض الخدوش لكن تبقى الخدع السينمائية لا مكان لها بالواقع

بقى أمام قبره حتى بعد رحيل أغلب الناس يعود بذاكرته لأول مرة رأه بها

فلاش باك ⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅

لقد فاز عليهم اليوم بتدريبات الانضمام لجهاز المخابرات المصرية نجح بالتغلب عليهم ليس بسهولة لكنه فعلها بقى يتصبب عرقا ويكاد يسقط نائما بل لقد غفى بالفعل كالحصان حتى أفق على خطواته التى دخلت القاعة الرئيسية ليراه لأول مرة منذ خمس وعشرين عاما ذاك الرجل هو حسين شكرى والده  هكذا علم من أمه

- حسين باشا معاه شهادة ميلاد مكتوب فيها إنه ابنك بس ازاى ومحدش يعرف إنه موجود أصلا

اكتفى بالاشارة له بيده ليخرج هو ومن بالمكان ويبقى وحده معه توقع منه الصراخ الغضب رؤية الغول كما يدعونه هنا بالجهاز

- أنا فخور بيك أوى يا أدهم

لمعت دموع غبية بعينيه ليعض شفتيه ويدير وجهه رافضا سماع صوته حتى

- مش عايز فخرك يا حسين باشا عايز اشتغل وبس أمى من حقها تفخر بيا

حسين بحنين غلب صوته

- وجميلة عاملة ايه  ؟؟!! من ساعة ما سابت البيت معرفش عنها حاجة ولا عنك

أدهم بسخرية لاذعة كالليمون

- حتى لو كنت موجود مكنش فيه حاجة هتتغير أنانيتك زى ما هى طول الوقت أكثر حاجة كنت بكرهها ومازالت لما حد يعرف إنى ابنك بحس بالعار ساعتها وكأنك خطيئة مش من حق حد يتكلم عنها أصلا

نهاية الفلاش باك ⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅⚡⬅

بالنهاية رضح لوالدته ورغبته وسمح له بالتواجد بشكل رمزى من بعيد جدا بالكاد يقولها أبى

لا يريد أن يحبه أن يبكيه لكن عينيه غبية تزرف دموعا حمقاء لا يمكنه إيقافها حتى حاول ابعاد وجهه عنه لتصطدم عينيه به أخيه الأكبر طارق يقف بالخارج بملامح حجرية بلا مشاعر مطلقا كأنه تمثال شمعى فحسب اتجه نحوه يحاول فتح حديث فتح ذراعيه واستقبال ذاك الغائب لكنه توقف حين لمح قدميه تتراجع للخلف لايزال رافضا متمسكا به كطوق النجاة هرب من جديد منه ومن كل ذكرياته البائسة التى تصر على الظهور دوما

- سيبه دلوقتى يا أدهم هو محتاج وقت اللى عرفته عن اللى اتعرض له كتير مش بسهولة وينسى ويسمح لحد يدخل حياته

التفت لزوجته المتشحة بالسواد تحمل طفله الصغير

- الظاهر موته غير الكل وأولهم جنانك

قاطعه صوت ابنه الهاتف

- اين..... اين

ابتسم له أدهم بحزن

- حسين خلاص مشى...... مشى بعيد جدا






- القضية انتهت والسبب حسين هددهم الرجل ده داهية دماغه مش ممكن على العموم الموضوع انتهى واقدر تكمل حياتك عادى أو تشتغل معانا تانى الخيار لك

افاق على زوجته التى ألقت بنفسها بأحضانه تبكى بقهر

- كان بابا وهو كمان سابنى لوحدى

- مش لوحدك أنا وابننا هنفضل معاكى لآخر العمر ملناش إلا بعض


- مدام هايدى الحمد لله كويسة وذاكرتها رجعت بس الموضوع هيحتاج دكتور نفسى عشان تقدر تعيش وتكمل حياتها تانى بعد كل اللى شافته

ضمها إليه بشرود لقد فعل وهى الآن تتعالج

- الله يرحمه متعملتش معه بس الناس كلها زعلانة عليه

شهاب

- عشان كل كويس معانا كان أب أكثر من مدير
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي