٤رقص وصداع

"ها؟"كان هذا ما خرج من فمي بعد شرح بيري التي تقف على بابي لسبب مجيئها ، أدارت عينيها و دفعتني لتدخل.

"سوف أعيد هذا لمرة واحدة فأنا ليس لدي وقت ، سوف ترتدين هذه الملابس ،و تأتين معي لنحتفل بصديقة لي ، سوف اساعدكِ في تصفيف شعركِ و الميكاب"صمت أنا استوعب ما قالته ، حفلة؟ أشخاص آخرين؟ أنا؟ الليلة؟ ماذا؟.

"هيا ميا ليس لدي الليل بطوله!" تذمرت بيري لأنظر لها بلا ملامح ، لا أعلم إن كنت أريد الذهاب معها ، الأمر مخيف ، أنا متوترة من الفكرة فقط فما قولك بأن أكون في قلب الحدث ! مرعب.

"أنا لن أذهب!"تمتمت لتتوقف عن مراسلة أحدهم و تنظر لي"لماذا؟" قبل أن أجيب أضافت هي "لن يحدث شيء لا تخافي هن لطيفات ، ثم ليا ستكون شاكرة لوجودكِ معنا ، سوف تضيفين بعض المرح لنا"

ان أعلم بأن شخصًا ما قد يشعر ببعض الامتنان لكوني معه كان شعور جيد جدًا ، ادفئ قلبي كما يقولون ، إجابتي لبيري كانت أنني أخذت حقيبة الملابس ،و صعدت لغرفتي ، سوف أحاول أن أسعد تلك الفتاة ليا.

عند التفكير في الأمر أنا لست متفاجئة من موضوع الحفل الغريب الذي سأحضره الآن فـ البارحة وبعد العودة للبيت من المول بيري أتت لمنزلي بين يديها فستان باللون الأسود لطيف و قصير ، تدعوني للعشاء معاها لتقوية علاقتنا ، كان هذا لطيف منها ولكن بالطبع أنا رفضت ارتداء الفستان و أنتهي بي الأمر في سرال جينز و قميص أبيض.

بعد دقائق كنت قد انتهيت من ارتداء الملابس و التي كانت بنطال جينز أسود ذو قطع من الركبتين ،و قميص أبيض بلا أكتاف ذو أكمام شفافة و منفوخه ، حسب قول بيري هي لم تريد دفعي خارج منطقة الراحة الخاصة بي ، ولكنني أعلم بأنها لا تريد تكرار مناقشة البارحة.

"لا تكثري من الميكاب حسنًا؟" طلبت لتومأ بيري و تبدأ في وضع الميكاب لي ، بطبيعتي لا أحبه و لكنني أضع القليل منه بين الحين و الآخر لست بارعة ،و لكن لست بذلك السوء.

"فالتخبروا كايلي و كيم بأن يحذرن فـبيري اتيه"كانت هذه بيري تثني على نفسها بعد أن أنهت تجهيزي ، نظرت في المرآة ، كنت جيدة للغاية! أنا أحبني!.

"أنتِ جيدة! أنا منبهرة" اثنيت لترمش بعينيها كثيرًا بينما تضع يديها أسفل ذقنها ، تجعلني أضحك.

---

نادمة ، لخروجي من المنزل ، لمعرفتي بـ بيري ، حتي أنني نادمة لأنني أردت الانتحار ذلك اليوم.

أذني تكاد تنفجر بسبب صوت الأغاني العالي الذي كان يتردد في السيارة ،و غناء الأربع فتيات اللواتي بها.

"لقد وصلنا"صاحت بيري و هي تخرج من بعدها خرجت ليا التي بجانبي في الكرسي الخلفي بعد نزولي ،و تعديل ملابسي نظرت لأجد بأننا نقف أمام حانة! و ليس ملهي ليلي من المستوي الرفيع لا بل حانة محلية حيث يجتمع أخطر الناس ، أظن بأنني سأفقد الوعي "هل سوف ندلف لهناك؟"سألت بتوتر و أنا أشير بأصبعي لمكان الحانة.

"ميا أنتِ حمقاء!" تمتمت بيري ليرتاح قلبي لثواني فقط حيث أكملت و هي تسحبني "بالطبع نحن سنفعل!"حين تملصت منها وجدت جاسمين -صديقتها- في ظهري تنظر لي بجدية "و لكن قد يقتلوننا! ، او أسوأ يغتصبوننا و من ثم يقتلوننا ، لا أريد أن أموت هكذا!"صحت بفزع لتضع جايد ذراعها على كتفي "اهداي نحن خططنا لهذه الحفلة جيدًا ، لن يحدث لنا شيء"

"و.. ولكن..."قاطعتني جايد و هي تسحبني بلطف "لن يحدث شيء ثقي بنا هيا"

لم يكن الجزء الغريب بأنها طلبت مني أن ائتمنها على حياتي ،و أثق بها و نحن لم نعرف بعضنا إلا مسافة الطريق -حرفيًا- بل كان الغريب أنني هدأت قليلًا و قررت الوثوق بها ، بهن جميعًا ،و المغامرة بحياتي لمرة ، أعتقد بأن هذه من أكثر عيوبي فظاعة ، بأنني أحب تجربة الأشياء حتي و إن كان هذا مزعجًا لي ، أو بأنني غير مقتنعة بما أفعله

أقنع نفسي بأنني كنت سأندم إن لم أجرب ، و لكن ينتهي بي الأمر نادمة للتجربة لأسباب كثيرة و غير واضحة ، كمثال لغبائي و عادتي السيئة تلك علاقتي مع جورج ، برغم عدم حبي له ، و برغم عدم تقبلي لكل شيء كان يحدث وقتها ، إلا أنني أثرت المحاولة ،و معرفة كيف سينتهي الأمر ، و لقد أنتهي صباح اليوم بركلي له و دفع تعويض للوسيندا لأنني كسرت أنفها.

ربما سيتكرر الأمر و أندم على دخولي لهناك و معرفتي بـ بيري و بهن ، و لكن أيضًا قد تفاجئني الحياة و تسير الأمور بشكل جيد؟ ، لن أعلم بهذا إلا إذا قمت بالتجربة بنفسي ، لذلك و بعد دخول بيري كنت أنا ثاني من يدخل لتلك الحانة.

بمجرد دخولنا حل الصمت عليها ، من كان يصيح صمت ، و من كان يلعب كره الطاولة -بليردو- توقف ينظر لنا ، بالنظر لمن بالمكان فنحن من عالم آخر ، جميعهم رجال ذوي لحى كبيرة و وشوم كثيرة و أجساد ضخمة ، أنا مرعوبة!

"مرحبًا"صاحت بيري بمرح تلوح بيديها ، ليبتسم الرجال و يلوحون لها مرددين بنفس الكلمة ، تفاجأت؟ بالطبع لقد كاد فكي يسقط مني من تحول هؤلاء الرجال!

"ها هي طاولتكن ، استمتعن" قال أحد الرجال لتردد الفتيات بعبارات الشكر و يتجهن ليجلسن و انا تتبعتهم كالطفل فقط.

"هاي، جاس من تلك الجميلة؟"سأل رجل آخر مشيرًا لي ، إبتسمت جاسمين "إنها جارة بيري تدعي ميا" أبتسم الرجل و آتي لي يمسك بيدي يصافحني "مرحبًا بكِ انا رالف و لا ليس كما اللعبة" تحدث رالف بلطف لأتفاجأ ، أشعر بأنني شخص عنصري غريب يحكم على الناس حسب أشكالهم ، و الحقيقة هي بأنني فعلت لقد توقعت بأن رالف هذا قاتل من مظهره

"مرحبًا رالف إسم لطيف" كانت محاولة مني في إصلاح الأمر و نجحت عندما ابتسم رالف أكثر ، لطيف! في الحقيقة إن تركت العنان لمخيلتي فإن رالف هذا وسيم ، بدون الحلقات المعدنية الموجودة فى شفته و حاجبه و أنفه ، و بنزع لحيته البنية الطويلة ستري بأنه يمتلك ملامح طفولية قليلًا .

"سوف أحضر لكم مشروباتكم ،و ميا هل لديكِ طلب معين أم أختار أنا؟"سؤال رالف أخرجني من تفكيري لأصمت لثواني ، هل أشرب ام ابقي واعية؟ أريد البقاء واعية لأن المكان ليس آمن ، إن كان رالف لطيف لا يعني بأنهم جميعهم كذلك!

"لا أريد شكرًا"رفضت بلطف ليعبس و كذلك الفتيات "ميا لا تكوني مملة هيا"الحت جايد لأنفي برأسي ، "هيا ميا تشجعي و أتركِ كل أفكاركِ السلبية و الناضجة و بلا بلا بلا بعيدًا ، نحن هنا لنمرح!" تحدثت بيري و من غيرها لأنفي أكثر "لن أشرب لا يمكنكِ أرغمي! شكرًا رالف"
-+-

"ميا ميا هيا ميا هيا ميا" علت الأصوات التي تهتف بأسمي تشجعني على شرب المزيد من الجعة لأنهي التحدي بيني و بين كين ، فعلتها أنهيت اللتر الكامل من الجعة -بيرة- قبل كين ، صاح الحشد خلفي ،و قفزت الفتيات بجانبي بسعادة ، بينما أنا كنت أبتسم بنصر "و الخاسر هو كين!"صاح رالف مشير لكين الذي يضحك بالرغم من وجود علامات حزن على وجهه.

"هيا ميا اختاري العقاب" إبتسمت بشر و أنا أقترب من كين الذي أصبح خائف من مظهري ، هو ليس كباقي الرجال هنا ، هو أقل حجمًا ، اطولهم هيئة ، أكثرهم وشومًا و لكنه لطيف ، لما أكرر قول لطيف للجميع اليوم؟ لا عليكم.

"العقاب هو ، سوف تعزف لنا!" صحت بينما اقفز و اصفق بيدي ليفعل الحشد المثل ، قال كين بأنه يغني الراب و يعزف الطبول لذلك لنستغل ذلك .ضحك المذكور و أصمت الحشد بيده ، بدأ يعزف هو و أصدقائه لحن سريع و عنيف و لكن ذو كلمات عميقة! غريب! كان اللحن مقبول و يتناسب مع أجواء الحانة ، بينما الكلمات؟ لا.

بدأ الرجال الشبه ثملين بالتمايل و الغناء معه "هاي ليا انظري لذلك ، ليا؟" ألتفت حولي فلم أجد لهم أثر أين ذهبوا؟ "ماذا تفعلين؟"تحدث كين فى مكبر الصوت موجهًا حديثه لجاسمين "أبتعد لا مزيد من الأغاني الحزينة ، اسمعتم؟ لا المزيد من تلك الكلمات الغبية عن جرح الحبيب ، اعزفوا تلك الموسيقي اجعلونا نرقص"قالت جاسمين بمرح ليهلل الموجودين مؤيدين بالرغم من جهلهم التام بالكلمات -نظرًا لمدى سُكرهم-

اطاع كين و أصدقائه حديثها ،و بدأوا يعزفون لحن آخر لأغنية لبريتني سبيرز لا أتذكر إسمها للحقيقة ، بدأت جاسمين تغني بطريقة تجعل من أمامها يذوب ، انضمت بيري و الباقيات يرقصن و يغنين معها ، بينما أنا كنت وسط الحشد منبهرة برقصهم ، غنائهم و الأكثر من ذلك ، جرأتهم!.

شهقت عندما وجدت أحدهم يدفعني بخفة من ظهري لأجد أنه أحد الموجودين فى الحشد "اذهبي لصديقاتك ، أبتعد بول" قال من يدفعني و فعل الذي أمامي ألا و هو بول كما سمع ، أفسح لي الطريق قائلًا لمن أمامه أن يفعل المثل ، من أمامه فعل المثل -ابتعد و أخبر من امامه- حتي وصلت للفتيات و سحبتني بيري.

لم أتحرك معهم فقط ظللت أضحك و صورت ذلك لأنني رأيته ممتع و انتهت الرقصة ، "شكرًا شكرًا إن أردتم دعوتنا لأحياء حفلاتكم فلا تترددوا في طلبنا"مزحت جايد ليضحك رجال الحشد و أخيرًا نعود لنجلس "واو كان هذا رائع!"اثنيت لتعدل جاسمين شعرها ممثلة الغرور ، بينما الأخريات ابتسمن.

"لقد حان وقت اللعب!"صاحت بيري و هي تضرب بيديها الطاولة كنوع من إظهار الحماس "نعم!"صاحت ليا ، لم أفهم لعبة ماذا لذلك أنا لم أبدى أي ردة فعل "بما أنكِ صمتِ و أظهرتِ تلك الملامح فأنا أعتقد بأنكِ لم تفهمي أي شيء ، لذا اللعبة هي صراحة ام جرأة و لكن بـ أقداح الڤودكا"أومأت بغباء متظاهرة بأنني افهم و لكنني للحقيقة فقدت قدرة الاستيعاب منذ أول ثلاثة رشفات من الجعة.

"على كل حال سوف تفهمين الآن ، جاس حقيقة ام جرأة؟"سألت ليا لتفكر جاسمين قليلًا ، "سأختار حقيقة فأنا متعبة للغاية لفعل اي تحدي" أومأت ليا و تبادلت نظرة مع جايد و بيري من ثم تحدثت "هل تطورت العلاقة مع ذلك الشاب اخر مرة؟ أعني هل حدث شيء حميمي؟" هل نتحدث عن تلك الأشياء الآن!!!

"لم يحدث شيء لقد كان ممل ، إن حبيب جايد السابق كان مرحًا أكثر"أجابت بكل بساطة و تبعت ذلك بشرب قدح ڤودكا "الآن دور ليا ، حقيقة أم جرأة؟"سألت جايد لتختار ليا الصراحه

"هل مازلتِ حزينة؟" ألقت جايد السؤال بصوت هادئ بدت حزينة لصديقتها ، لتتنهد ليا و من ثم تنفي "لست حزينة فقط تأثرت بحديث هذا العاهر بالرغم من أنه غير صحيح ،و بأنني لم يجب أن أهتم لرأيه"إبتسمت جايد و عانقت ليا و أمسكن جاسمين و بيري بيدها.

"دور ميا ، حقيقة أم جرأة؟" سألتني بيري و قبل أن أختار حقيقة أضافت جاسمين "لا يمكنها إختيار الحقيقة فلقد تم اختيارها مرتين" نظرت لهم بعيون متسعة هل سوف أجبر على التحدي!!

"لا تخافي لن نرمي بكِ من فوق تل او اي شيء سيكون تحدي صغير" طمئنت بيري لأنظر لها بلا ملامح ، مع أنني مرتعبة من ما ستفعله لي "حسنًا سوف تقفين على الباب و أول من يخرج منه اسكبي في وجهه جرعة الڤودكا تلك"

مـاذا!! "بيري قد يتقلوني أو أسوأ يغتصبوني أو.."بدأت أفزع لتضع بيري يديها على فمي " لن يحدث شيء أيتها الدجاجة ، سنكون في الخارج و معانا رالف فهو من يوقف لنا سيارة لتوصلنا كل مرة ، ايًا كان لن يحدث شيء فقط افعليها"

وثقت بها للحقيقة و كان هذا غريب ، و لكن فلنفترض ان هذا بسبب أنني ثملة ، أومأت لها لترتشف قدح الڤودكا و تعطيني إثنين ، شربت واحد بسرعة ،و سرت بين يدي الثاني ، خرجت هي و الفتيات و معهم رالف ،و وقفت أنا على الباب أنتظر أول من يخرج ، نظرت خلفي لهم ، جالسات في السيارة التي يعمل محركة ينتظرون حركتي ، أشرت بيري بيدها بمعني انظري أمامكِ ففعلت.

أخذت نفس عميق و أغمضت عيني ، حين فتحتها كان هناك إثنين يخرجان سويًا ، سكبت الڤودكا بوجه أحدهم بدون رؤيته حتي ،و ركضت للسيارة ، تحركت السيارة بسرعة و لكنني سمعته يصيح بالسباب لي فنظرت من النافذة أصيح له بـ"آسفه".

--

"ليس مجددًا" تمتمت أنهي حديثي بتأوه بسبب الصداع الرهيب الذي في راسي ، إنه صداع ما بعد الثمله ، فتحت عيني أنظر حولي أحاول معرفة أين أنا؟ من أنا؟.

وجدت بأنني في غرفة معيشة مألوفة لي ،لكنني فقط لا أتذكر ، ربما هي خاصتي؟وه انها كذلك! فها هو تلفازي حبيبي!.

وجدت أن هاتفي يرن في مكان ما و اظن بأن هذا كان سبب أستيقظِ من البداية ، كانت عبارة عن رسائل تأتي بكثرة على أحد التطبيقات ، ماذا يحدث؟.

فتحت لأجد بأنني في محادثة جماعية مع ثلاثة أرقام مجهولة لي ،و رقم قد سُجل بحرف وأحد و هو الـp "اوه ميا أنها هنا" قرأت الرسالة لأعقد حاجبي من هذا أو هذه؟.

خرجت من المحادثة لأنني اتتني رسالة أخرى و لأنني لم أفهم في ماذا يتحدثون هؤلاء الارقام "صباح الخير ميا ، لقد وضعت لكِ مسكن للألم فى جيب بنطالكِ تناولي الإفطار و استرخي فأنا لن 'احوم حولكِ' اليوم ، حضري أوراق عملكِ فلقد رتبت لكِ مقابلة عمل في شركة جيدة و فى مركز مرموق هذا كل شيء -ب "

كان هذا كثير لأستوعبه ، وضعت لي المسكن! ، أرسلت لي بصباح الخير!، طلبت أن أرتاح!، و رتبت لي مقابلة عمل! هل هي اوبرا و لكن النسخة الشقراء البريطانية؟

بحثت في جيبي لأجد المسكن بالفعل و زجاجة مياة على الطاولة أمامي!! "هذا لطيف!"تمتمت مبتسمة و أخذت الماء ثم زحفت صعودًا لسريري ، لن تأتي بيري اليوم لذا لننام لما تبقي منه.

يتبع..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي