الفصل الثاني عشر والاخير

#الاسطى_هانم
#الفصل_الثاني_عشر_والاخير

((نهاية سعيدة))

جاء اليوم المنتظر لعقد القران وقف تميم يستعد حتي ينزل للاسفل وهو يتلوي الما كم حلم ان يكون ذالك اليوم له ولمعشوقته كان حاله تبدل الان حتي مازن لم يأتي من سفره او يتواصل معه حتي الان ولا يلومه هو في الحقيقة معه كل الحق في ذالك اذا حتي هو لا يستطيع ان يسامح نفسه علي ما فعله ولكن ماذا كان بوسعه ان يفعل غير ذالك نزل للاسفل وهو يطالع تجمع العائلة فهو لم يدعي احد فقد كان حفل عائلي لا اكثر والذي من المفترض ان يعمه البهجة بتلك المناسبة ولكنه كان علي النقيض تماما حيث جده الذي لا يتطلع اليه ابدا زوجة عمه الجالسة بتجهم ولارا الواقفة بالزاوية بحزن شديد بينما سالي وسوزي يكادوا يطيروا فرحا تنهد بقوة وهو يتقدم بخطوات متثاقلة حتي جلس علي احد المقاعد ذهبت الخادمة لاستدعاء المأذون من الصالون ومع ذالك الصمت استمعوا لصوت خطوات حذاء تأتي من الاعلي اغمض تميم عينه يعلم هويتها جيدا لماذا اتت لماذا تؤلمه وتؤلم نفسها لتلك الدرجة رفع رأسه ببطئ وهو يراها بكامل بهائها مع فستانها الرقيق الذي يشبه الاميرات وكأنها فعلت ذالك حتي يصل اليه رسالتها الواضحة انه لم يعد يفرق معها:

_الف مبروك يا جماعة...

قالت تلك الكلمات بابتسامتها الساحرة والتي خطفت قلبه رغم اقدامه علي عقد قرانه من اخرى خلال دقائق ما جعله يلعن نفسه الالاف المرات وهو يعلم بمدي وجعها الان جلست علي المقعد جانب والدتها وبالمقابل هو لم ينزع عينه من عليها وما قطع ذالك الصمت من جديد رنين هاتف لارا والتي استأذنت لتتحدث به بالخارج وما ان ذهبت بمكان منعزل بالحديقة حتي ردت علي ذالك الاتصال وهي تقول بلهفة:

_الوو ها عرفتي حاجة؟!..

ردت عليها صديقتها والتي قالت لها مرة بالسابق ان اخيها يعمل بالشرطة ومع قلقها البالغ علي مازن الذي كان لا يجيب نهائيا وعدم تصديقها لتميم الذي طمأنها عليه انه قد سافر اذا لماذا لم يخبرها هي بأمر سفره خلافه مع تميم لماذا لم يبلغها هي وقد كان لا يخفي عنها شئ لذالك قررت ان تجعل صديقتها تجعل اخيها يترقب هاتف مازن ويخبرها بمكانه تحديدا حتي يطمأن قلبها اجابتها صديقتها بحماس:

_ايوة عرفت مكانه بالظبط يلا يا ستي عدي الجمايل وهبعتلك المكان واللوكشين بالظبط عشان تتبعيه تمام

تنهدت لارا براحة وهي تقول بامتنان:

_تمام يا حبيبتي شكرا خالص تعبتك معايا

انهت المكالمة وهو تنتظر تلك الرسالة التي اتتها علي الفور لتفتحها سريعا وهي تري تتبع هذا المكان بالتفصيل وقد جحظت عينيها عندما رأت ان هذا المكان هو القصر قطبت جبينها بتعجب وهي تقول بتفكير:

_معقول يكون نسي تليفونه هنا..

عنفت نفسها علي غبائها سريعا وهي تقول:

_لا اكيد لا طبعا اومال هو اتصل علي تميم ازاي

عجز عقلها عن التفكير والاستنتاج اكثر لتقرر اخيرا انها ستتبع الهاتف حتي تجده ووقتها ستحصل علي اجابة الجميع تساؤلاتها ولكن كيف ستتفتل في القصر والجميع بالداخل وكيف ستبرر لهم لتكرر انها ستفعلها وليحدث ما يحدث الاهم لديها الان هو مازن لتدخل القصر بهدوء وهي تقف بمكانها السابق لتجد الوضع كما هو عليه الصمت المقبض وكأنهم في عزاء فتحت هاتفها علي تتبع هاتف مازن وهي تتسلل بهدوء حسب الاتجاهات التي يحددها لها الجهاز:

_هاتي من المكتب البطاقة بتاعتي يا لارا يا بنتي

قالها الجد لتتاراجع هي بخطواتها مرغمة لجلب هوية الجد من المكتب وبعدها ستتبع الجهاز لتدلف للمكتب سريعا وهي تراقب مكان الهاتف الذي مازال ثابتا ليدخل المأذون والشهود وتميم لم ينزل عينه عن هانم التي بدأ وجهها بتجهم قليلا والآلم يرتسم بمقلتيها ومحاولاتها اليائسة في اخفائه كما هو حاله وما ان شرع المأذون بالبدء حتي نفذت طاقتها علي التحمل وهي التي كانت تعتقد نفسها قوية هي الان تنهزم الاسطى هانم التي كانت قوية بما يكفي لمواجهة اي شخص الان تنهزم امام ذالك المشهد القاتل لتنهض سريعا بعد ان فقدت السيطرة علي دموعها لتصعد للاعلي وخلفها والدتها التي انفطر قلبها عليها وسالي وسوزي يروا ذالك الموقف ويبتسموا بخبث احضرت لارا هوية الجد سريعا لتحاول مرة اخرى تتبع الهاتف وقد فرحت بانشغالهم عنها وما ان تقترب من مكان الهاتف حتي تزداد دهشتها من المكان الذي لا يتواجد به احد تقريبا قادها الجهاز لذالك الباب المغلق اسفل القصر الذي يظهر من الاتربة الكثيرة عليه عدم تطرق احد له فتحته بصعوبة وهي تسعل بشدة من كثرة الاتربة وما ان فتحته حتي اتسعت عينيها بزهول وصدمة وهي تري مازن ملقي ارضا مقيد وغائب عن الوعي خرجت من صدمتها اخيرا لتركض اليه بلهفة وهي تتفحصه بخوف وقلق ومن ثم حلت وثاقه سريعا وهي تضرب علي وجنته برفق تحاول افاقته فتح عينيه اخيرا وقد ظهرت الرؤية امامه مشوشة ليقول ما ان وضحت الرؤية امامه قليلا:

_انا فين؟!..لارا

قالها وهو يطالع لارا التي هطلت دموعها خوفا وهي تقول بلهفة وحنان:

_انا هنا جنبك يا حبيبي مين اللي عمل فيك كدة بس

اعتدل بجلسته وهو ينظر حوله بتشوش ليقول:

_ايه اللي بيحصل وسالي وسوزي فين

تعجبت لارا من سؤاله ولكنها اجابته وهي تقول:

_سالي كتب كتابها دلوقتي علي تميم

انتفض واقفا بفزع وهو يقول بعدم تصديق:

_ايـــــــــــــــــه؟!...
******************************
_وقفوا كل حاجة مفيش حد هيتجوز هنا

قالها مازن بحدة وقد كانت هيئته يرثي لها ليتوقف المأذون عن كتابة الاجراءات في دفتره قبل البدء بينما توسعت عين سالي وسوزي بدهشة وخوف من وجوده وما يعرفه عنهم ليقول الجد بتعجب:

_يوقفوا ازاي يا مازن انت سامع نفسك بتقول ايه..وايه اللي عمل فيك كدة

نظر مازن لسوزي بسخرية وهو يقول بتهكم:

_تقوليلهم انتي يا سوزي هانم ولا اقولهم انا

نظر له تميم بتعجب وهو يقول بتسأول:

_في ايه يا مازن؟!...

نظر له مازن بغموض وهو يقول بجدية:

_في ان سوزي هانم وبنتها صاحبة العفة والشرف كانوا بيضحكوا عليك ويستقردوك..سالي مش حامل اصلا يا تميم وزورت التقرير ومتفقة مع رامي علي كل ده عشان تبقي ليها انت وفلوسك طبعا

صرخت سالي بغضب:

_انت كداب اوعي تصدقوا يا تميم..

نظر لها بسخرية وهو يقول:

_يا سلام ومين اللي حبسني في البدروم عشان مقولش علي كل حاجة عرفتها مش انتي وامك..علي العموم هي قدامكوا لو مش مصداقني تقدروا بتحليل صغير تتأكدوا وبتلفون واحد تقدروا تعرفوا رامي في البلد ولا سافر زي ما بتقول

نظر للجد الواقف يحيطه الذهول ليقول:

_صدقني يا جدي تميم برئ كل اللي عمله انه حاول يستر عليها لما جت وقالتله انها حامل من رامي وانه سافر وخلي بيها بس طلعت متستهلش ولبست الموضوع ليه قدامك ومقدرش يتكلم عشان سمعتها

صمتت سوزي بينما صرخت سالي التي ضاعت احلامها بالارتباط بتميم والتنعم بماله:

_لا يا تميم متصدقوش ده كدا.....

صفعها بقوة جعلتها تقع علي الارض وهو يقول بحقد واشمئزاز:

_اوعي تتكلمي ولا اسمع صوتك انتي واحدة حقيرة كل همها تدمر حياة الناس وبس دمرتي حياتي وضيعتي مني الانسانة الوحيدة اللي حبيتها كل ده عشان مصالحك انتي ايه شيطان

تركها وصعد للاعلي حتي يري هانم ويخبرها بكل شئ وما ان صعد حتي تقدم الجد منهم وهو يقول بصرامة:

_اطلعوا برة بيتي انتوا متستهلوش تفضلوا هنا بعد ما دموتوا حياة احفادي...برة

قال اخر كلماته بحدة لتخرج سالي وسوزي والشر يتقاذف من عينيهم وما ان جلسوا حتي ظهر لهم تميم ينزل السلم بلهفة وخوف وعيناه ممتلئة بالدموع جعلتهم ينتفضوا من مكانهم وهو يقول بلوعة:

_الحقني يا جدي...
******************************
يقف تحت شرفتها بسيارته بتلك الحارة التي عادت اليها منذ اسبوع منذ تلك الليلة حيث صعد ولم يجد احد بالغرفة لتخبره الخادمة انهم ذهبوا من الباب الخلفي كان يود اللحاق بها منذ ذالك الوقت لينصحه مازن ان ينتظر حتي تهدأ وفي المقابل كانت تذهب لها لارا وتحكي لها ما حدث لكنه لم يستطع الانتظار اكثر من ذالك ليقول مازن الجالس جانبه بتأفف:

_ما تنجز يا عم هتفضل باصص علي بلكونتها كدة كتير حرام عليك عايز اتجوز وجدك الحج راسه والف سيف ما اتجوز غير معاك

ابتسم بمرح وكاد يتحدث حتي طل عليه من نافذة سيارته المعلم عطوة وهو يقول:

_يلا الدار امان...

نظر اليه مازن بتعجب وهو يقول ببلاهة:

_اللي هو ازاي يعني..

نظر له المعلم عطوة وهو يقول بابتسامة:

_عدم لامؤخذة انا خلاص يا سي الافندي شيلت هانم من دماغي وفهمت خلاص انها زي بنتي من ساعة ما ابوها الله يرحمه امني عليها

اومأ له مازن وهو يبتسم ليقول تميم:

_المعلم عطوة هو اللي هيساعدني اتقربلها تاني

رفع مازن حاجبيه بزهول ولكنه ترجل معه من السيارة وقد لاحظ ان المعلم عطوة يناول تميم جلباب ويناوله واحد ايضا لينظر هو لتميم بدهشة ليرد هو علي سؤاله الغير منطوق:

_البس وانت ساكت...

تمتم بغضب وهو يعبث بالجلباب:

_هو انا لسة هلبس مانا لبست خلاص...

توسعت عينيه وهو يري دونجل يتقدم منهم وعلي وجهه علامات الحزن لينظر مازن لتميم الذي اومأ له بمرح ليتقدم منهم دونجل وهو يقول بقهر:

_انا سيبتهالك ووافقت اساعدك بس عشان هي بتحبك لكن الله في سماه لو زعلتها في اي حاجة هجيب كرشك

نظر له تميم بدهشة ولكن سرعان ما ابتسم وهو يراه يأشر للفرقة التي جلبها ليقول مازن بتساؤل:

_هو في ايه؟!...

رد عليه مازن باقرار:

_اصل هانم بتحب اغاني الفلكلور الكلاسيك فكنت عايز افجائها

بدأت الفرقة في العزف والتي عندما سمعتها هانم حتي انتفضت تفتح شرفتها لتري ماذا يحدث بالاخص ان العزف قريب من شرفتها لتتسع عينيها بصدمة من هيئة تميم المضحكة بهذا الجلباب وهو ايقونة الموضة ليبدأ بالغناء وقد اعجبها صوته كثيرا:

_بصيت علي مهلي ومشيت علي مهلي
يمكن تشارولي يمكن تندهلي
ضحكتلي الحلوة من ورا شباكها
وعيناها قالتلي حاسب من اهلي
وكواني الشوق وضناني الشوق
ليه بس يا قلبي تبص لفوق الشوق حيرني
الشوق الشوق الشوق حيرني الشوق الشوق
سهرني الشوق الشوق ليه بس يا قلبي تبص لفوق الشوق الشوق حيرني
انا ماشي في حالي ولا واخد بالي
ولوحدي بغني وبقول موالي
من يوم ما الحلوة فتحت شباكها
فتحت باب قلبي للشوق طوالي
وعرفت الشوق وليالي الشوق
ليه بس يا قلبي تبص لفوق الشوق حيرني

انهي كلماته وهو ينظر لها برجاء لتنظر له هي بتعالي رغم ابتسامتها الواسعة منذ قليل لتدلف للداخل وما ان اغلقت الشرفة حتي ظلت تقفز فرحا نعم سامحته ولكن لن يضر بعض الدلال
******************************
استيقظت صباحا وهي تستعد لتولي عملها كسائق تاكسي وما ان ركبته وكادت تقوده حتي تفاجأت بتميم يفتح باب المقعد المجاور لها ليجلس جانبها وهو يقول سريعا:

_بسرعة والنبي يا اسطى عشان مستعجل

نظرت له هي بزهول وهي تقول بتعجب:

_تميم ايه اللي جابك هنا..

نظر لها تميم بعبث وهو يتلاعب بعينيه:

_جاي اخطفك ياسطى هانم...

نظرت له بحدة وهي تقول بنفاذ صبر:

_تميم انا بكلمك بجد

اغمض عينيه برغبة قاتلة وهو يقول بعاطفة كبيرة:

_طب وحياة امك بلاش تقولي تميم تاني احسن اعمل حاجات انا هموت واعملها

صمتت بخجل ليقول هو بحنان:

_لازم دلوقتي نروح البيت عشان لو مخدتكيش معايا مازن هيعلقني عشان جدي موقف فرحه عشانا

نظرت له بدهشة وهي تقول بزهول:

_عشانا احنا ليه...

نظر لها ليقول ببساطة:

_ابدا يا ستي اصله رابط جوازه بجوازنا عشان لازم نتجوز مع بعض مش بذمتك يا شيخة بيصعب عليكي الواد الغلبانة ده ولا الغلبان اللي قدامك علي العموم احنا لازم نمشي عشان نلحق ورانا مأذون وزفة وحاجات كتير اوي وعلي فكرة مامتك من الصبح في القصر يعني مش فاضل غيرك يا جميل

قال كلماته وهو يلتف كي يأخذ مكانها امام المقود ويجلسها هي جانبه لتقول بتهكم وداخلها يقفز فرحا:

_يا سلام ومين قالك بقي ان انا موافقة...

اقترب منها وهو ينظر لها بعشق مع لمعة عيناه الرمادية وابتسامته المهلكة التي تظهر غمازتيه الفاتنة ماجعلها تشرد به ليقول بصوت دافئ:

_ومتوفقيش ليه يا عمري..

نظرت له بتوهان وهي تقول عكس ما كانت تنوي قوله:

_عشان اصل يرضيك يا كابتن اقعد جنبك في الكوشة والناس تبص عليا ويقولوا اللي عريسها احلي منها اهي

ضحك تميم بقوة لتتورد وجنتيها خجلا ما ان وعت للحديث الذي تفوهت به ليقول بعشق:

_بعشقك علي فكرة...

بادلته النظرات وهي تبتسم بحب وهي تقول:

_وانا بموت فيك....
*****************************

#الاسطى_هانم
#هند_محمود_صديق
#((تمت))
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي