الفصل السابع عشر

انتِ كل عمري وابتهاجي وفرحي ، عيونك نجوم سرمدية حُرِّمَت أن تضئ لغيري ، فأنتِ هديتي وهمساتي وهيامي ، أنتِ شعوري الخاص ونسختي الروحية علي هيئة إنسان ، فلكلّ قلب روح ، وروح قلبي أنتِ يا عشق...يا ملاذي اللطيف يا من سكنت عندها روحي ووجدت فيها طمأنينتي،شروق شمسي وبشرلي بميلاد يوم جديد سعيد وغروبي الأزلي الذي يخبرني بأنك يومك التعب انتهى ها قد حان الوقت لتعود راكضا قبل أن يتمكن منك الظلام لذراعيها فتكن وتهدأ.
جميعنا نخلق على فطرتنا في هذه الحياة لا نعلم منها شيء غير الأصوات التي حولنا ولا نعرف منها بشرا غير الأب والأم لكن حين نكبر ونعرف الحياة جيدا نأخذ نصيبنا مما كتب لنا،أحدنا يأخذ نصيبا من الحزن كبيرا والآخر فرحا،أما أمير فنصيبه كان السعادة وهي...

اماءت برأسها لحبيبها الذي الآن لن تخجل أمام نفسها وأمام أي بشر أنه حبيبها وزوجها حلالها،ما عاد للإخفاء وجود بحياتها وهاهي تعلن أنها حرة وأنها سامحته وغفرت ليس فقط غفرت لا بل عفت وما عادت تتذكر الذي حدث قبلا.
ناظرته قليلا باكية وأشارت إليه بنعم لقد فعلتها ورحمته لقد فعلتها وردت إليه روحا جديدة لقد فعلتها ورزقته السعادة لتقول بصوتها الحنون المتقطع:نعم هنا بدأ كل شيء جميل بيننا هنا حياة جديدة وهنا خلقنا من جديد هنا سيتحرر الحب الذي دفناه في قلوبنا وينطلع لينشر الألوان على حياتنا وهنا فقط تنفست عشق حبيبي
لقد استطاعت طيبتها أن تتغلب على غضبها واسستطاع هو بعشقه الذي يحكى في الأساطير لها أن يجعلها تغفر له من ارتكب من مصائب وليس فقط اخطاء.
اعتدل قليلا بجانبها وهو لا يزال يذرف دمعه الذي اجتمع في مقلتيه قدر ما ذرف بتلك الايام مرة واحدة ثم احتضن رأسها بصدره اكثر وبكل قوة ليوزع قبلات متفرقة على شعرها ثم زفر بحنق مرددا:ابكي هيا أخرجي الثقل الذي بداخلك ابكي كي ترتاحي فلا سبيل لتنزعي ذلك الغضب الذي سكنك الا بالبكاء فزادت هي من ضمه واحتضانه بكل ما أوتيت من قوة تمرغ رأسها بصده الذي هي اختارت أن تحرم منه أما هو فأكثر شيء كان يرغب فيه في الحياة أن تسكن هناك.
بكت وشهقت فتركها هو تخرج كل الالم الذي عشعش بداخلها حتى تعفن فقط اكتفى بالمسح على رأسها فلكت بصدره الذي هربت منه بحرقة ذلك المكان الذي كانت تكن له كل الكره هاهي الآن تجد راحتها وطمأنينتها به.
جميل أن تجد من تحب لكن الأجمل أن تجد فيه صدرا ترمي ألمك هناك حين تتعب فيستقبلك بكل ود ويفسح لك المجال أن تتحرر من كل قيودك بهدوء وكما تحب فتهدأ بالأخير ويطمئن قلبك وكأنك لم تحزن قط.
فصلت الحضن أخيرا ونظرت في عمق عينيه هذه المرة دون خوف ودون تردد فناظرها بعيون براقة ومد يده ماسحا حبات اللؤلؤ التي تذرف من مقلتيها وتنتهي عند شفتيها بغزارة أيضا ليتنهد ويقول:اسمعيها لي فقط اريدها أريد أن تطلقي تلك الكلمة من شفتيك حرريني من أسري عشق وارحمي ضعفي ورجائي ها قد أتيت إليك معلنا استسلامي وأنني من دونك لا أستطيع المضي بعد الآن ولو خطوة واحدة فقط قوليها.
تاملته وهي لا تزال تبكي بدمع صامت ثم لامست لحيته بهدوء تمرر أصابعها عليها وتبكي لتقول:قال تعالى"وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ليشتد دمعها اكثر ثم استجمعت نفسها وأخذت نفسا عميقا لتكمل:واني عفوت حتى يبلغ العفو منتهاه وإني سامحتك وليس لك في قلبي غير الود.
وضع جبينه على جبينها،والقلب يرف لقلب الثاني والروح تتشبث بالاخرى،التقا القلبان بعد مرارة الشوق شهورا وانطوى دهر الفراق،كلمات أعادت بها ما يسمى سعادة لامير سامحت الجميلة الوحش واعادت الألوان الزاهية لعالمه،بث الانس في نفسيهما معا وطردت الاحزان وارتاحت الروح المتعبة.
مرت أمامها كل تلك الذكريات الموجعة مكللة باصفاد من نار تجر السلاسل خلفها وذهبت شيء فشيء حتى اختفت عن مرآهم ليستقبل الحبيبان الربيع بكل ماهو جديد وجميل وبهي.
بقيا كذلك وقتا لاشيء يهمسان بع غير الدموع التي تلي الدموع وكانهما يبكيان لاول مرة بحياتهما،كانت تتالم لكنها وجدت العافية،كان صدرها يهتز لكنها وجدت السكينة،كان يحترق لكنه وجد منقذه،كان يختنق لكنه وجد النفس،وهكذا وهكذا حتى افرغا كل ما أراد قوله وكل تمنيا فعله وكل كره وكل غضب وكل شوق وحب وكل شعور اجتاح فؤادهما بتلك الايام الطويلة التي مرت سنين عجاف.
فصل ذلك الحضن مرغما فقط كي لا يؤذيها فهو لو كان بقدرته لادخلها داخله واطبق عليها ليمسك يدها ويضعها عند قلبه ويقول:اتحسين به؟
خجلت واماءت براسها وهي تهرب بعيونها:نعم
أمير:اليوم فقط دبت فيه الحياة.
ابتسمت بتلك العيون الدامعة لتقول:الحمد لله
تنهد وقال:الحمد لله
اعتدلت قليلا لكن تألمت ليقول بخوف:ايؤلمك؟
ريحان:قليلا فقط ثم فزعت لتتالم اكثر  لتكمل:الصغيرة؟؟
أمير:اهدئي اوزجي معي انها في الخارج تنتظر ساحضرها.
ريحان:اهي بخير؟
أمير:بخير بخير طفلتي قوية مثلك
ريحان:اسرع واحضرها أمير اريد ان اطمئن على حالها.
خرج عند الباب وادخلها إليها وهو يحملها بين يديه.
نظرت الى ريحان لتقول:انزلني بابا.
انزلها لتقترب منها وتقول:آسفة لم استطع حمايتك
بكت ريحان لحظتها لتقول:اقتربي تعالي.
اقتربت منها لتحتضنها قليلا ثم قالت:بل انا من يجب أن تتاسف لانني عرضتك للخطر لو تاذيت كنت ساجن حينها.
قبلت رأسها لتكمل:انا بخير وانت بخير وبابا هنا سيحمينا ولن يؤذينا أحد مرة ثانية صحيح بابا؟
كانت كلمة بابا كنسمة صيف ضربت وجهه الملتهب،نظر إليها مبتهجا ليقول:صحيح يا امنا الصغيرة افديكما بروحي ولا أتردد
هربت بعيونها قليلا خجلة ثم استجمعت شجاعتها لتقول:نريدك معنا.
اقتربت منه اوزحي وامسكت يده لتجذبه ناحية ريحان وتقول:انا احبكما احبكما بهذا الحجم ثم فتحت ذراعيها على مصرعيها
انحنى إليها واحتظنها وقبلها ليقول:ونحن نحبك بقدر الكون انت ملاكي  ليقترب ويمسك بيده ريحان ويقبلها ايضا ويكمل:أما انت  فوجهك هو الشيء الوحيد الذي يأخذني مني، وييغرقني فيه، لطالما كانت ملامحك هي الطمأنينة لقلبي، أعود إليها وأحبها كل مرة دون كلل أو ملل.
كان يتاملها وهو لا يزال يمسك بيدها تلك والصغيرة تمسك يده بحب بعد انزال كل الخوف الذي احتواه قلبها قبل ساعات لتدخل عليهم الخالة عائشة سريعا وهو كذلك،نظرت اليه ريحان باستفهام لتقول:من اخبرها؟
أمير:انا
الخالة:طفلتي حبيبتي الغالية حمدا لله على سلامتك لقد ارتعبت بشدة بعد أن سمعت الخبر. يعني اغيب عنك يوما يحدث بك هذا؟
ريحان:اهدئي سلطانتي أنا بخير بخير.
نظرت الى أمير بغضب لتقول:واين كنت انت ها؟
أمير:انا
ريحان:خالة ثم أشارت لاوزجي
نظرت الخالة لاوزجي لتنحني إليها وتقول:يا قطعة السكر انت اوزجي صحيح؟
اوزجي:مرحبا خالة
الخالة عائشة:يا عيون الخالة ما اجملك ملاك صغير يتحرك على الأرض بالتأكيد لا تشبهين اباك.
ابتسم أمير بخجلته وتحمحم لكنه لم يتحدث بل اكتفى بالابتسام وحسب
الخالة عائشة:لعلمك لازلت غاضبة منك.
أمير:لكن لماذا خالة
ريحان:أمير لطفا لا تبدأ
أمير:حسنا حسنا بأمرك أنا
الخالة:أحضرت معي بعض الملابس النظيفة لك صغيرتي لتغيري ملابسك وترتاحي اكثر.
أمير:شكرا خالة ساتولى المهمة والبسها
ريحان:ماذا؟
الخالة:تتولى ماذا؟
اوزجي:بابا هذه امور الفتياة لا تتدخل
الخالة:هيا أخرج سريعا هيا
أمير:حسنا وليكن سانتظركم خارجا ثم مشى يتافف ليكمل:الله الله ولم لا اغير لها انا أليست زوجتي؟
الخالة:سمعتك ها
أمير:خرجت خرجت.
ساعدت الخالة ريحان بالوقوف ثم توجهت للحمام لتغيير ملابسها  اوزجي:حسنا سانادي بابا
الخالة:انتظري صغيرتي قبل أن تناديه اريد مساعدتك
اوزجي:تفضلي
الخالة:ايتها العسل كم انت مؤدبة اسمعي يجب أن نعذب اباك قليلا كي يعرف قيمتها ولا يتركها ثانية
اوزجي:ولو أنه سيتعذب لكن لا بأس نحن النساء يجب أن تكون لنا قيمة عالية نحن اميرات لن نرضى بغير هذه المنزلة.
الخالة:اتفقنا اذا
اوزجي:تمام كفك
الخالة:كفك
خرجت ريحان تتماشى ببطئ لتجدهما كذلك لتقول:ماذا هناك؟على ماذا اتفقتما؟
اوزجي:نحن مممم اتفقنا كيف ندلل الأميرة ريحان.
ريحان:مممم لست مطمئنة لكن لا باس.
عدلت الخالة ريحان بمكانها لترتاح قليلا،عاد حينها أمير للغرفة ليقول:اغيرت ملابسك حبيبتي؟
ريحان:اها غيرتها
الخالة:اسكتي انت ممنوع الكلام
ريحان:لماذا؟
الخالة:لا تظن اني ساسامحك بسهولة انا لست ريحانتك الغبية ستتعب كثيرا لتنال رضاي.
أمير:ماذا هناك خالة؟منذ ايام  كنت طيبة ماذا تغير؟
الخالة:كم ريحان لدي انا اتظن انني سانسى ما صنعت بها،لا والله وستعاقب ايضا.
نظر أمير لابنته مستفسرا لتقول:لا تنظر إلي هكذا تستحقها يا ابن جافيدان
أمير:هكذا اذا حتى انت ضدي انا والدك يافتاة اهنت عليك بسهولة؟
اوزجي:لا تستعطفني أمير بيك
أمير:عشق قولي شيء.
الخالة:انت اخرسي لا تتدخلي
ريحان:سكت سكت وها هاهي يدي على فمي
أمير:حسنا موافق لكن سابقى لاعتني بها.
الخالة:باحلامك هيا أخرج سريعا ولا تعد هيا.
أمير:اها لم كل هذا؟
الخالة:بدون نقاش والا حرمتك منها نهائيا.
أمير:هكذا اذا هيا اوزجي لا مكان لنا هنا ليس لنا غير حضن بعضنا.
كانت ريحان تحاول كتم ضحكاتها بصعوبة ليقول:اضحكي اضحكي بالتأكيد انت مستمتعة.
اوزجي:لن اذهب معك بابا سابقى مع الخالة وريحان احضن نفسك بنفسك
أمير:لا حول ولا قوه الا بالله يعني انا المذنب الوحيد هنا صح؟لا احد يحبني انا
اوزجي:الى الامام در أمير بيك.
أمير:حسنا لا تدفعي
الخالة:انصرف من كل المشفى لااريد رؤيتك هنا اتسمع ولا تشغل بالك لشيء انها ابنتي انا وليست ابنتك ونصيحة لوجه الله انسها هذا افضل لك.
أمير:اخخخ أخخخخ صبرا يا الله.
اوزجي:مع السلامة بابا دعواتي وقبلاتي ايضا.
ريحان:حرام لم كل هذا كسرتم خاطره
الخالة واوزجي:انت هشششش ياحنون.
خرج أمير متذمرا ياكل نفسه غضبا ليتوجه الى حديقة المشفى وهو يردد:الله الله انتظرت شهورا لتسامحني واحتضنها بضمير والآن اطرد بخجلتي ماذا يحدث هنا؟وابنتي بدل أن تساند والدها وقفت ضده اف اف.
استوقفه بطريقه الشرطة لاستجوابه عن أمر الحادث حيث أدلى بشهادته وابلغ عن زوج عمة ريحان على أن تأخذ شهادة ريحان لاحقا.
مر وقت بعدها واظلمت القرية وحل الليل عليها.
كانت الخالة لا تزال هناك مع اوزجي لتقررا اخيرا مغادرة المشفى والعودة للبيت تاركين اوزجي ترتاح اما امير فقد بقي بالحديقة يراقب خروجهما لكنهما تاخرتا ليظن حينها انهما ستناما بجانبها ليقول:سابقى هنا ولن أغادر حتى اتمكن من رؤيتها.
مشت الخالة واوزجي متوجهين للخارج كانت اوزجي تمسك بيد الخالة لتقول:لا أثر له يبدو أنه غضب وذهب يبدو أننا قسونا عليه
الخالة:لا أنه بالحديقة لا محالة لن يذهب أنا متأكدة وانت لا تحنني قلبك سريعا يجب أن نلعب باعصابه قليلا.
اوزجي:انا معك خالة.
الخالة:هيا ستبقين معي سأحضر ثيابك من بيت ريحان ونذهب لمنزلي ساحكي لك ققصصا جميلة قبل النوم ايضا.
اوزجي:اذا اعطني قبلة.
الخالة:بالوراثه
اوزجي:لم افهم
الخالة:لا شيء حلوتي لا تهتمي.
خرجتا للحديقة لينتبه أمير إليهما ثم اسرع واختبأ وهو يراقبهما.
الخالة:اها الم اقل لك أنه هنا؟ هيا حبيبتي لنغادر ونتركه معها قليلا وغدا نطب عليه فجأة ويحلو العقاب.
اوزجي:انت شريرة وعسل.
الخالة:شريرة بكل فخر لكن لحظة اي سر بك جعلني احبك هكذا مع أن والدك غليظ لا يدخل القلب بتاتا.
اوزجي:جمالي
الخالة:هيا تاخرنا على والدك سيرجمنا ولو اطلنا اختباءه.
انصرفتا بعد أن اخذتا سيارة أجرة ليطمىن قلبه على صغيرته بعد أن اخذتها عائشة بينما هو فقد توجه سريعا لمحبوبته بلهفة.
كانت بالداخل تحاول النوم لكنها كانت تفكر به وتقول:لم ذهب ولم يعد اغضب؟ايستسلم بهذه السهول؟اف خالة ماكان يجب أن اسمح لها بأن تقسو عليه،في النهاية انا سامحته.
بقيت لحظات كذلك ليدخل عليها فجاة حتى أنها فزعت لتقول:افزعتني أمير.
أمير:يعني هكذا في الوقت الذي اتلهف فيه لضمك تطردونني؟
ريحان:وماذنبي انا هي من عاقبتك؟
أمير:وكيف هنت عليك وكسرتي قلبي دون رحمة؟
ريحان:لا تبالغ
سحب كرسيا وجلس أمامها ليقول:يعني بالنسبة لك شي عادي أن يكسر قلبي الذي ينبض لك واطرد للبرد والمطر واتجمد واموت وتترملين بصغرك؟
وضعت اصبعها على شفتيه لتقول:هشش لا تذكر الموت ثانية ثم اين المطر حبيبي الجو جميل في الخارج.
اتسعت عيونه ورقص قلبه سعادة لكلمتها  التي باحت بها  ليقول:ماذا قلت ماذا قلت؟
ريحان:انا ماذا قلت ؟قلت الجو جميل.
أمير:لا قبلها
ريحان:قلت لاتذكر الموت
أمير:لا بينهما
ريحان:اميييير لطفا ثم هربت بعيونها منه
قام من مكانه حين خجلت  وجلس على حافة السرير ليقترب منها ويضمها برفق إليه  ثم قبل جبينها بعمق وقال:ااخبرتك من قبل انك  بمثابة مطلع الفجر الاول لتائه اسمه أمير كان يدمن العتمة؟
ريحان:لا لم تخبرني
ابتسم ليقول:ها انا أخبرك اذا وساخبرك ايضا بأنني احببتك كما لو أنه لم يخلق كره في الكون بتاتا ولم تلامس قلبي طمأنينة ابدا كالتي لامسها حين ثم رفع يدها وقبل اناملها ليكمل حين لامس نعومة يدك،قبل تلك الانامل بحب بينما هي فقد كانت خجلة لدرجة لم تتمكن من النظر بعيونه لحظة لكن حين حرك يدها تألمت قليلا ورغم أنها تحملت إلا أنه بدا على ملامحها،انتبه هو لحالها ليقول:ااوجعتك حبيبتي؟
ريحان:ليس انت بل جرحي.
قام من مكانه وعاد لكرسيه وجلس ليقترب ويقبل مكان جرحها برفق ويقول:آسف.
ريحان:لم الاسف شيء طبيعي جرح جديد وسيتعافى كما تعافى قلبي.
أمير:شكرا لانك منحتني الحياة شكرا لانك انرتي دنياي وصرفت العتمة عنها،لطالما كان وجهك الشيء الوحيد الذي يأخذني مني بتلك الليالي لاجد به السلام لروحي المختنقة.
ابتسمت وبقيت تتامله ويتاملها وتلك العيون تشع بكل جميل يجوب فؤاد العاشقين.
لم تستطع مجابهة عيونه لكثرة خجلها لتاخذ بعدها نفسا عميقا عل حرارتها تنخفض قليلا ثم تحدثت لتقول:
أمير تذكرت،لقد كان هدف احمد خطف اوزجي،لقد قال بأنه يريدها ليحرق فؤادك ولم أكن انا هدفه.
أمير:ذلك الحقير ساجده وادفعه ثم كل ماعاشته اوزجي من خوف وثم كل قطرة دم نزلت منك.
ريحان:لكن لماذا يريد أن يثار منك احدث شيء بينكما يومها؟
تعلثم أمير حينها وهرب بنظره منها ليقول:وماذا سيحدث حلوتي اصلا من اين أعرفه انا؟ بالتأكيد هدفه ابتزازي للحصول على المال لا اكثر.
ريحان:ربما رغم أن حقده عليك كان باد من كلماته حتى خلت أن هناك ثأرا  بينكما ،لم يكفه ما اذاقني واذاق عمتي المسكينة من قهر ومر والآن يعود ليقتحم حياتي بحقارته ويبغي أذية احباب قلبي.
وضع يد على وجنتها ليقول:انا مدين لك بعمري كله انت أنقذت ابنتي ووضعت نفسك رهينة لاجلها بكل شجاعة كما عهدتك،
حركت رأسها مع حركة يده لتقول:وما نفع حياتي دونها؟
ابتسم ليقول:دونها فقط.
ابتسمت دون رد ليكمل:اجيبيني والا عاقبتك بطريقتي
ريحان:مممم يعني ما نفع حياتي دونكما ارتحت الآن؟
أمير:لا ينقص شيء آخر
ريحان:وماذا ايضا؟
ليقبل غمازتها الجميلة فجأة ويقول:ترياقي
لتقول:اوووه امير يكفيك استغلالا للفرص.
أمير:انا زوجك قرة عينك انسيتي؟
ريحان:يوووه
أمير:لا بأس رضينا والآن هيا اعتدلي لتنامي وترتاحي حبيبتي.
ريحان:وانت اين ستنام؟
أمير:هنا بجانبك على الكرسي اعرف سيؤلمني ظهري وتتشنج عظلاتي ورقبتي لكن لا يهم فداك ايضا ليمسك يدها ويقبلها ويكمل:انامل الحرير هذه سحرية بلمسة واحدة ستعالجني.
سحبت يدها لتقول:لا تبالغ ليس لهذه الدرجة ثم اعتدلت قليلا ليقول:ساساعدك.
ريحان:لا يوجد داعي فقط تعال هكذا
أمير:كيف؟
ريحان:ستنام بجانبي
أمير:لا يمكن لا يتسع انا ولن ترتاحي
ريحان:بل يتسع يتسع
اعتدل أمير بجانبها ليقول:سبحان مغير الاحوال منذ أيام رشقتني بالقرميد وانت تطردينني.
ريحان:⁦لا بأس سيأتي غيرها ايضا انت معاقب يعني كلها ليلة وتكون الخالة عند راسك.
اعتدل ووضع رأسها بصدره وهي لا تزال تتحدث ليقول:هكذا،ايضا خالتي عائشة قاسية يعني لو حرمتني من النفس اهون من حرماني منك ساحادثها غدا ونسوي الأمر.
ريحان:لا انصحك ان قالت ستعاقب ستعاقب ولا مكان لتهرب إليه غير اسطنبول العاصمة عزيزي
أمير:أها يعني انت تقولين اذهب وعد ادراجك من حيث أتيت واستسلم
ريحان:بالطبع لا وهل أجرأ على فراقك
أمير:جيد إذا هكذا عشقي لا تقدر على فراقي
ريحان:تخيل مرة حين كنا صغارا كنت العب انا ومحمد داخل المنزل بالكرة.
أمير:اها وماذا بعد؟
ريحان وهي بصدره:الخالة طردتنا الخارج كي لا نكسر شيء لكننا عدنا للداخل سريعا لان الجو كان باردا ومع الأسف كسرنا قطعة أثرية كانت هدية لها من جدة محمد والدتها.
بدأ أمير مبداعبة شعرها بلطف وهو ياخذ من عبيرها ويحتضنها بكل مشاعره ليكمل:وماذا بعد؟بالتاكيد نلتم عقابا
ريحان واي عقاب؟ ربطتني انا وهو بشجرة الحديقة
أمير:هههه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي