الفصل الحادي عشر

#الاسطى_هانم
#الفصل_الحادي_عشر

((مؤامرة محكمة))

يجلس امامه منذ ان اتي مطرق الرأس والوجوم مرتسم علي وجهه بوضوح تعاسة ابدية حلت عليه منذ ليلة امس وما حدث من اتهامات باطلة بحقه كيف لها ان توجه هذا الاتهام له وهو وعدها بالزواج للتستر عليها وضعته بموقف سئ امام جده ومعشوقته والتي فقد اي امل للتواجد معها زفر مازن بسأم من سلبيته الواضحة ليقول بغضب:

_انت زعلان ليه دلوقتي مش انت اللي عملت في نفسك كدة مدفعتش عن نفسك ليه

نظر له بغموض وهو يقول بعد برهة من الصمت:

_عايز اتكلم معاها واعرف هي عملت كدة ليه؟!..

ابتسم مازن بتهكم وهو يقول بسخرية:

_هتكون عملت كدة ليه يعني اكيد عشان حست انك ممكن تخلع قالت تدبسك ده لو كانت فعلا حامل من الاساس انا اصلا شاكك فيها

وقف تميم بنفس ملامحه الغامضة وهو يتوجه للخارج ليوقفه مازن وهو يقول:

_انت رايح فين دلوقتي انا بجد مش فاهم برود اعصابك يعني انت عادي عندك تخسر هانم

نظر له تميم سريعا بخوف وهو يهز رأسه برفض تام ليقول:

_مستحيل...

خرج من الغرفة سريعا دون ان يستمع حرف اخر ليتوجه لغرفة سالي مباشرة رأه مازن يتوجه لغرفتها ليتركه يحاول الحديث معها وفهم ما فعلته ودخل الغرفة مرة اخرى كاد تميم يدخل دون ان يستأذن ولكنه اغمض عينيه بغضب اخلاقه لن تسمح له بذالك ليطرق الباب بقوة وما ان سمعت سالي تلك الطرقات العالية حتي فتحت سريعا ابتلعت لعابها بتوتر وخوف ما ان رأت تميم امامها كادت تتحدث ولكنها لم تجد الحديث دخل هو الغرفة وهو يضع يده بجيوب بنطاله بنفس ذات البرود وهو ينظر لها:

_ليه؟!...

ازدادت ضربات قلبها بوجل وهي تبصر هدوئه الذي يسبق عاصفة قاتلة لتقول بتلعثم محاولة ترتيب كلماتها حتي تنطقها كما اتفقت عليها مع والدتها:

_تميم اصل يعني..هو اللي حصـ...

امسك ذراعها بعنف جعلها تتألم بقوة ليقول بغضب جحيمي من بين اسنانه:

_ليه تعملي كدة وانا اللي ساعدتك ومقولتش علي عملتك السودا حتي بعد اللي عملتيه مقولتش لجدي حاجة وده الفرق بيني وبينك بس دلوقتي انا عايز اعرف ليه..ليه تدمري حياتي بالشكل ده

قال اخر كلماته بصوت جهوري جعلها ترتعش من داخلها لتتوجه سريعا للخطة الامثل لتذرف دموع التماسيح عله يصدقها فيما ستقول بهذه الطريقة لتقول من بين دموعها:

_انا والله مكنتش عايزة يحصل كدة بس انا كنت واخدة التقرير والتحاليل بتاعتي عشان اروح للدكتور فجالي تليفون ونسيت وسيبتهم علي التربيزة تحت مكنتش اعرف ان جدي هيدخل في الوقت ده ويشوفهم مكانش قدامي حل غير ان اقوله انه ابنك انت واحنا كدة كدة اصلا هنتجوز

تركها بعنف حتي عادت للخلف عدة خطوات علي اثر دفعته وهو يشد علي خصلاته بغضب عله يهدأ قليلا قلقت هي من تصرفاته الغامضة لتقترب منه سريعا وهي تقول بتوسل:

_عشان خاطري يا تميم متفضحنيش وانا هعيش خدامة تحت رجليك ابوس ايدك

كادت تفعلها وتقبل يده ولكنه ابعدها سريعا وبعدها توجه للخارج سريعا وهو يزفر بغضب ومثل الحية التي تتلون ازالت دموعها ببساطة وهي تنظر لأثره بخبث وانتصار صدح رنين هاتفها لتلتقته وما ان رأت هوية المتصل حتي زفرت بملل لترد عليه وهي تقول:

_ايه رامي انا مش قولتلك متتصلش بيا الفترة دي المفروض ان انت مسافر..

نظر رامي للفتاة جانبه وهي تتدلل عليه ليشير لها بالصمت وهو يقول:

_وحشتيني يا روحي قولت اكلمك ها عملتي ايه مع تميم...
******************************
ظل صوت رنين هاتفه الذي تركه بالغرفة يتعالي ويتجاهله مازن بكل مرة ولكن نفذ صبره مع تأخير تميم وكثرة رنين الهاتف ليلتقطه وهو يرد علي الطرف الاخر:

_الوو مين؟!..

صمت قليلا ليستمع للطرف الاخر ومن ثم قال:

_لا تميم مش موجود حاليا..حاضر هقوله ان دي حاجة ضروري ماشي

اغلق الهاتف بعد ان علم بوجود عمل مهم لصديقه لا يمكن تأجيله ليتأفف من تأخره وهو يتمتم اثناء خروجه من الغرفة لتفقده:

_روحت فين بس يا تميم كل ده بتكلمها بتقولها ايه...

توجه لغرفة سالي التي كانت مفتوحة نسبيا وما كاد يطرق الباب حتي توقف سريعا وهو يسمعها تتحدث في الهاتف وهي تقول بنبرة خبيثة:

_قولتلك متكلمنيش عشان تميم فاكرك اتخليت عني ومسافر ده مش اسلوب يا رامي لو سمعك دلوقتي..علي فكرة كان هنا لو كنت اتصلت وهو موجود اكيد كان شك في حاجة وخطتنا كلها هتبوظ

اعتدل رامي بجلسته وهو يقول بغضب:

_كل ده ومتحركتيش نفسي اعرف هتتجوزيه امتي انا خلاص الفلوس اللي معايا خلصت

اغمضت عينيها بسأم وهي تقول بصدمة:

_قصدك ايه يعني يا رامي هو انت كل اللي بتفكر فيه الفلوس وبس

تراجع رامي عن حديثه المندفع ليقول بمهادنة:

_لا طبعا يا روحي انا بس عايز نخلص من الحوار ده عشان تبقي معاه وفي نفس الوقت نبقي مع بعض من غير ما العيون تبقي عليكي وبعدين انا خايف عليكي تميم مش هيرحمك لو طولتي في الحوار ده واكتشف انك مش حامل

زفرت بغضب وهي تقول بثقة:

_لا اطمن مش هيعرف اني ضحكت عليه واني مش حامل والتحاليل اللي شافها جدي دي مزورة ومامي هي اللي عملاهم انا خلاص رتبت كل حاجة وكتب الكتاب الخميس الجاي واللي اسمها هانم دي خلاص طلعتها من حياته وقريب اوي هبقي انا الكل في الكل

توسعت عين مازن مما سمع الي هذا الحد تصل بها الحقارة الي التشهير بنفسها وبمساعدة والدتها لن يسمح لها بتدمير حياة صديقه تلك الحية سمعها وهي تقول كلماتها الاخيرة لانهاء المحادثة:

_طيب يا رامي هقفل انا دلوقتي وابقي اكلمك تاني سلام

اغلقت الهاتف وما كادت تستدير حتي وجدت امامها مازن ينظر لها بعيون مشتعلة من الغضب ابتلعت لعابها بخوف ان يكون سمع حديثها لتقول:

_انت بتعمل ايه هنا في اوضتي

اقترب منها بغضب وهو يقول بحدة:

_جاي عشان اكشف خطتك القذرة فاكرة نفسك هتقدري تضحكي علي تميم مع الواطي التاني تبقي غلطانة انا هفضحك واقول علي كل حاجة

كاد يخرج حتي امسكت به بسرعة وهي تقول برجاء ويأس:

_لا يا مازن متقولش حاجة انا مستعدة اعمل اللي انت عايزه بس بلاش تقولهم

نظر لها بكره واشمئزاز ليقول:

_يا بجاحتك وكمان عايزاني اسكت واسيبك تدمري حياة تميم نجوم السما اقربلك انا هقوله كل حاجة قبل ما يغلط غلطة زي د......

قطع كلماته تلك اثر الضربة التي تلقاها بقوة علي رأسه ما جعله ينزف بغزارة مما جعل رؤيته تتشوش لتختفي الاشياء امامه رويدا رويدا قبل ان تسحبه غيمة سوداء ومن بعدها وقع فاقد للوعي شهقت سالي بقوة وهي تراه يسقط امامها وخلفه سوزي الممسكة بتلك العصا التي ضربته بها للتو نظرت لها سالي بخوف وهي تقول:

_انتي عملتي ايه هو كدة مات يا مامي صح؟!

القت العصا من يدها وهي تقول:

_لا متخافيش لسة فيه النفس اللي زي ده ميموتش بسهولة وبعدين حد قالوا ينسحب من لسانه ويقف في طريقنا مش بعد التعب ده كله اسمح ليه يدمر خطتي في ثانية مش هسمح للي حصل زمان يحصل دلوقتي وبنت فتحية تاخده منك ايدك معايا يلا نشيله نوديه في اي داهية لحد ما يخلص الفرح

كانت سالي تنظر له بخوف وتوتر لتصرخ بها والدتها وهي تقول بغضب:

_انتي لسة هتنحي يلا خلينا نخلص من المصيبة دي كل ده بسببك عشان قولتلك متكلميش الزفت اللي اسمه رامي ده يلا

اومأت سالي سريعا بخوف وهي تتجه نحو سوزي كي تساعدها في نقله لمكان أمن حتي ينتهوا من خطتهم المزعومة
******************************
جالسة علي فراشها تنظر للفراغ بشرود لم تكن تعتقد ان يصل الامر لذالك الحد لما فعل معها ذالك اكانت مشاعره كدبة كبيرة ام انها هي الساذجة تمثل القوة ولكن من داخلها تتلوي الما حبها الوحيد والقصة التي تمنت ان تعيشها تكون بهذا الكم من الخداع ليتها لم تأتي هنا او تقابله دخلت اليها والدتها لتجدها بتلك الحالة من الشرود لتقول بحنان:

_هتفضلي لحد امتي كدة يابنتي متقطعيش قلبي عليكي

نظرت لها هانم لثواني ومن ثم نهضت وهي تبتسم لتقول:

_انا كويسة يا ماما مفيش حاجة تخليني ازعل او اضايق عشانها ابدا وهروح اذاكر كمان مفيش حاجة اهم من مستقبلي

امسكت فتحية بيدها وهي تجلسها علي الفراش لتجلس جانبها وهي تقول برفق:

_معاكي حق يا حبيبتي مفيش حاجة تستاهل تزعلي عشانها ابدا بس مش كنتي تسمعيه يمكن يكون مظلوم

انتفضت هانم بغضب وعينيها تطلق الشرار لتقول بحقد:

_لو سمحتي يا ماما مش عايزة اسمع حاجة عن الموضوع ده بعد كدة

وقفت فتحية امامها لتقول بهدوء:

_علي العموم انا مش هضغط عليكي بس برضوا انتي متضغطيش علي نفسك عشان كدة انا بقول الافضل اننا نرجع بيتنا

نظرت لها هانم باصرار وهي تقول:

_لا يا ماما ودي تيجي ميصحش برضوا هنمشي بس مش دلوقتي احنا برضوا صحاب اصول ونفهم في الواجب وده في الاول والاخر ابن عمي هنستني لحد ما الفرح يخلص وبعدين نمشي ومنرجعش هنا تاني

دمعت عيون والدتها بشفقة علي حالها وهي تقول:

_طب علي ايه وجع القلب ده ما نمشي دلوقتي

اقتربت هانم من والدتها لتمسح دموعها برفق وهي تقول:

_متخافيش عليا يا ماما بس لازم اعمل كدة عشان يخرج من قلبي نهائي صدقيني كدة افضل ليا

استسلمت والدتها لرغبتها لتجد لارا تدلف الي الغرفة وعلي وجهها ملامح القلق بيدها هاتفها تحاول الاتصال باحدهم مرارا وتكرارا نظرت لها هانم بتعجب من حالتها لتقول محاولة معرفة السبب:

_مالك يا لارا...

تقدمت لارا منها وهي علي وشك البكاء لتقول بوجل:

_مازن مش لاقياه في البيت كله وعمالة ارن عليه مش بيرد انا قلقانة عليه اوي

ربتت هانم علي كتفها في محاولة لطمأنتها لتقول:

_ما يمكن في الشغل او في اجتماع وعامل التليفون سايلنت

هزت رأسها برفض وهي تقول:

_لا كلمت تميم وقالي مش في الشغل وهو دلوقتي بيدور عليه انا خايفة عليه اوي ده اول مرة يعملها وميردش حتي لو كان في اجتماع اصله بيضايق من رن التليفون

قالتها لتنفجر بالبكاء احتضنتها هانم لتهدأها وهي تقول:

_الغايب حجته معاه واكيد مش سامعه او سايبه في مكان هتلاقيه بيرن عليكي دلوقتي متخافيش

حاولت تهدأتها بتلك الكلمات المستهلكة وهي تفكر الي اين يمكن ان يذهب ترجو الا يكون قد اصابه مكروه
*****************************
ظل تميم يتصل عليه عدة مرات ولا احد يجيب وهو يقود السيارة ليذهب يفتش عليه في كل مكان يمكن ان يتواجد به اما علي الناحية الاخرى تحديدا بذالك الملحق المظلم التابع للقصر كانت سالي تنظر للهاتف بقلق لتقول فجأة لوالدتها:

_يا ماما تليفونه لسة بيرن..

تأففت سوزي وهي تحاول احكام الحبل حوله لتقول:

_قولتلك لو لارا مترديش

نظرت لها سالي بخوف لتقول:

_بس دي مش لارا ده تميم يا مامي

تركت والدتها ما بيدها سريعا وهي تلتقط منها الهاتف لتقول:

_مش عايزة اسمع صوت ماشي...

اومأت سالي بطاعة لتفتح سوزي المكالمة اخيرا وقد استطاعت تغيير صوتها لتتكلم بلهجة انجليزية متقنة:

_مرحبا كيف اساعدك..

نظر تميم للهاتف قليلا بتعجب ليرد بنفس اللهجة الانجليزية و هو عاقد حاجبيه:

_معذرة اريد محادثة مازن هذا هاتفه اليس كذالك؟!..

قالت وهي تغمض عينيها بتفكير لتقول:

_نعم انه هاتفه ولكنه ترك معي الهاتف ليذهب قليلا للمرحاض قبل ان نصعد الطائرة المتجهة الي لندن

تحدث تميم بتعجب ليقول وهو يسأل عن هويتها:

_من انتي؟!..

ردت سريعا:

_انا مندوبة من فرع شركة الازياء الخاصة بلندن وكان علي السيد مازن ان يتوجه الي هناك حتي ينهي بعض الاوراق لانه قال ان السيد تميم مشغول بتلك الفترة

نظر تميم امامه وهو يوقف السيارة الي هذا الحد غاضب منه حتي انه لم يخبره بسفره المفاجئ ليقول اخيرا:

_حسنا هذا صحيح لكن عليكي ان تخبريه ان يحاكيني بعد ان ينتهي الي اللقاء

انهي المحادثة وهو يفكر في هذا التصرف ومن ثم اتصل بلارا حتي يخبرها ما توصل له حتي لا تكون قلقة في نفس الوقت زفرت سوزي براحة بعدما اغلقت الهاتف وهي تستشعر تصديقه لها لتقول سالي بتساؤل:

_رديتي عليه ليه يا مامي كان ممكن يشك فيكي

هزت سوزي رأسها بنفي وهي تقول:

_انا رديت عليه عشان مايشكش في حاجة ويسيب موضوع صاحبه وميفكرش فيه ويفضل يدور عليه ويسيب الفرح كدة احسن عشان الكل يبقي مطمن ونخلص خطتنا بهدوء

اومأت سالي بأعجاب وهي تقول:

_انتي ذكية اوي يا مامي كدة فعلا احسن

تركت سوزي الهاتف علي الطاولة وهي تنظر لمازن الفاقد وعيه ثواني ومن بعدها ذهبت هي وابنتها ليكملوا ما بدأوه
******************************

#الاسطى_هانم
#هند_محمود_صديق
#يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي