الفصل الرابع عشر
تحرك صفوان نحوها و مقلتيه مسلطه على ذلك الوقح، رمي إياه بنظره حاده وهو يقول من بين أسنانه:
_ في حاجة يا..
عقدت حفصة حاجبيها وهي تنظر نحو صفوان بتعجب وقالت بتأفف:
_ خير..
توقفت عن متابعة كلماتها وهي تجد شخص آخر يقف على مقربها منها وقد ظهر علي ملامحه الإضطراب و قد تحرك مبتعداً يتعثر في خطواته..
تنفست حفصة بعمق وهي تنظر نحو ذلك الواقف أمامها قائله بضيق:
_ هتفضل واقف كده كتير يا حضرت !
كانت ملامح صفوان متصلبه و قد وقف بجانبها عاقداً ذراعيه أمامه قائلاً بنبره بارده:
_ معتقدش في حاجة تمنع الإنسان يقف في الشارع !
ضغطت حفصة على ذراع حقيبتها وقد رمته بنظره ممتعضه حاده و ابتعدت تقف جانباً..
وقع بصرها على والدتها السيده صفيه تخرج من الداخل مما جعلها تتحرك نحوها تقبض على ذراعها بلطف قائله بنزق:
_ يلا يا ماما نشوف تاكسي
أومأت والدتها برأسها و تحركت معها مبتعدين عن ذلك الواقف يراقب إياهم بصمت..
بعد بضع دقائق ، كانت أحدي سيارات الأجرة تتوقف أمامهم..
نظرت حفصة نحوه بمقت ثم عادت تراقب والدتها وهي تدلف بداخل السيارة ثم دلفت خلفها مغلقه الباب و لحظات و كانت سيارة الأجرة تتحرك تحت نظرات ذلك الواقف يضع كفيه في جيوب بنطاله..
٠٠٠٠٠٠
صباح اليوم التالي، تمللت مروه في نومتها فتحت جفونها ببطء تدور ببصرها في المكان والنعاس مازال يسيطر عليها..
ضيقت ما بين عينيها وهي تجد الجدران مختلفه عن خاصة غرفتها، وضعت كفها على الفراش و قد شعرت بملمس مفرش ناعم أسفلها، انتفضت كمن لدغها عقرب جالسه نصف جلسة وهي تردد ببلاهه متوتره:
_أنا فين..
توقفت الكلمات في حلقها وهي تتذكر احداث زفافها بالأمس، أزاحت الغطاء من عليها وهي تحدق إلي ثيابها لتجد حالها ترتدي ملابس منزليه محتشمه..
وضعت كفها على خصلات شعرها تمسح عليهم بتوتر غافله عن ذلك الذي دلف إلي غرفه ووقف جانباً عاقداً ذراعيه أمامه قائلاً بنبره ساخره:
_ صح النوم
انتفضت هي في جلستها و تراجعت إلي الخلف تسحب الغطاء عليها وهي تقول تلقائيا خائفه كالبلهاء:
_ أطلع بره ، أنت بتعمل ايه هنا !
التوي ثغره بابتسامة جانبيه و أستغفر بصوت مسموع و نظراته معلقه بها و هي تسحب هكذا الغطاء عليها ،قائلاً بعبث:
_ بتغطي إيه ، بيبجامة العيال الصغيره إلي أنتي لابسها دي..
أزاحت هي الغطاء بعيداً عنها تنظر إلي ما ترتديه من ثياب وقد شعرت بالرضا مما جعلها تنتحح و رفعت سبابتها امامه قائله بتحذير:
_ اوعي تقرب خطوه واحده
اتسعت إبتسامة مروان و حل ذراعيه من أمامه قائلاً بتعجب زائف:
_ إلا قوليلي يا مروه هو أنتي مكنتيش بتنامي في بيتكم !
عقدت مروه حاجبيها قائله بعدم فهم:
_ ليه؟
تقدم هو منها حتي توقف أمام الفراش و عقد حاجبيه قائلاً بنبرة ساخره:
_ مش فاكره عملتي إيه امبارح؟
رمقته هي بنظرات حائره كالبلهاء، عدة لحظات حتي انعقد حاجبيها بشده وهي تتذكر صراخها به و دفعها له حتي يخرج من الغرفه ثم اغلقها الباب عليها و قد بدلت ثوب زفافها الضخم بعد معاناه ثم ارتدت ما ترتديه من ثياب الآن..
دفنت وجهها بين كفيها بحرج وهي تتذكر ما تبقي حيث عندما طرق هو على باب الغرفه صرخت به أنها ترغب في النوم ولا ترغب أن يزعجها أحد..
راقب هو ما يظهر على وجهها بدقه و ثغره مرسوم عليه إبتسامة جانبيه، رفع حاجب و نزل الآخر قائلاً باستنكار زائف:
_ بقي بتقوليلي مش عايزه إزعاج !..
ظلت على حالتها تلك واضعه كفيها بين وجهها وقد شعرت بحرارة في وجهها ، حركت شفتيها تنطق بنبرة مكتومه:
_ أنا لما بكون متوتره..
لم تستطع متابعة كلماتها حيث شعرت بكفه الموضوع علي كفيها يحاول ازاحتهم من على وجهها قائلاً بهدوء متناهي:
_ مخبيه وشك ليه؟
نطق بتلك الكلمات وقد نجح في إبعاد كفيها عن وجهها ليجدها تغمض جفونها بشده و تجذب الغطاء عليها بقوه..
لم يستطع هو منع حاله من الأبتسام و ظل يحدقها بنظراته للحظات ثم تحدث قائلاً بنفاذ صبر زائف:
_ هتفضلي علي حالتك دي كتير ؟
فتحت هي عين و تركت الآخري مغلقه قائله بخفوت متوتره:
_ عايزيني أعمل إيه..
كاد أن يجيبها ولكن صدح رنين هاتفه عالياً مما جعلها تهتف بتلهف وهي تغمض جفونها:
_ روح رد و أطلع بره
لم يبعد نظراته بعيداً عنها حيث ظل مصوب نظراته عليها يدقق في ملامحها كأنه يتعرف عليها للمره الأولي..
شعرت هي بقلبها يكاد يتوقف من دقاته المتسارعة و مازالت علي حالتها تلك تشعر بالخجل يغمرها..
تنفس هو بعمق و أبتعد عن الفراش و تحرك يخرج من الغرفه قائلاً بحزم:
_ يلا عشان نفطر
فتحت مروه جفونها ببطء و نظرت بترقب لتجد باب الغرفة يغلق مما جعلها تتنفس الصعداء وهي ترفع كفها محركه إياه أمام وجهها الذي تكاد تقسم أنه مشتعل خجلاً..
فتح مروان باب الغرفة ليجدها جالسه هكذا ، رفع أحد حاجبيه قائلاً بغلظه:
_, أنتي لسه مقومتيش من مكانك !
رمشت هي بعينيها عدة مرات و أبعدت كفها عن قلبها قائله بخفوت:
_قايمه أهو
قالت تلك الكلمات وهي تبعد الغطاء عنها و نهضت من على الفراش واقفه على قدميها مما جعله ينظر إليها من أعلي إلي أسفل قائلاً بمشاكسه:
_ بيجامتك بانت على فكره
أنكمشت ملامحها قليلاً لكنها عادت تنظر إلي ما ترتديه فجسدها لا يظهر منه سوي كفيها و قدميها ، نظرت نحوه تفرك خصلات شعرها قائله باستياء زائف:
_ أنت بتتريق عليا !
التوي ثغره بابتسامة جانبيه و حرك رأسه نافياً قائلاً بتهكم:
_ أبداً
ظلت تحدقه بنظراتها بعبوس سريعاً ما تلاشي و هي تتأمله بحالميه و عينيها تدور على تفاصيل وجهه دون شعور منها، وجدته يرفع أحد حاجبيه مما جعلها تنتبه إلي حالها وقد أحمر وجهها بشده و هي تشيح بنظراتها بعيداً عنه قائله بتعلثم:
_ من فضلك أطلع بره و أنا هحصلك
مط هو شفتيه و استدار يخرج من الغرفه تاركاً الباب مفتوح وقد التوي ثغره بابتسامة جانبيه عابثه..
٠٠٠٠٠٠
محاوله بائسه من أجل إقناع عائلتها بعملها، دلفت إلي الشرفه تعدل من وضع وشاح رأسها وقد استندت بكفيها على سور الشرفه..
وصل إلي مسامعها صوت نقاش والديها في أمرها، حركت رأسها يميناً ويساراً محاوله عدم التركيز في حديثهم..
بعد ساعه قد اختفي صوت والديها..
تنفست بعمق وهي تراقب حركة الماره بشرود واجمه ،شعرت بوالدها الحبيب يقف خلفها قائلاً برفق:
_ حفصة..
استدارت هي نحوه قائله بنبره مهذبه:
_ نعم يا بابا
تنفس هو بعمق ثم تقدم منها يربط على كتفها بحنان ثم تحدث قائلاً بنبرة هادئه:
_ أعملي إلي أنتي شايفه صح..
ظهر التعجب على ملامح حفصة وظلت تحدقه بنظراتها للحظات ثم خفضت بصرها قائله بتوتر:
_ بس يا بابا ماما معاها حق..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها عندما وجدت والدتها تدلف إلي الشرفه و تحدثت قائله بلين:
_ أنا موافقه يا بنتي
ضيقت حفصة ما بين عينيها ودارت بنظراتها بينهم و تحدثت قائله بتعجب:
_ إيه إلي غير رأيكم فجأة كده !
تبادل والديها النظرات ولم يعلق والدها سوي بكلمات مختصره بوجوم:
_ إيه إلي حصلك ده اكيد أنا سبب فيه..
تعجيت حفصة من كلماته الغريبه الناقصه و ظلت توزع نظراتها بينهم حائره، وجدت والدتها تقترب منها وقد جذبتها إلي أحضانها بصمت تعجبت حفصة في البدايه لكنها حاوطت والدتها بذراعيها تشتم رائحتها المليئه بالدفيء وقد اشتاقت اليها كثيراً..
ضمتها بشغف وقد وصلها صوت نشيج بكاء والدتها الحبيبه مما جعل مقلتيها تلمع بالدموع وهي تنظر نحو والدها المراقب للموقف بصمت..
٠٠٠٠
جلس صفوان بجانب رفيقه يتابع الترتيبات اللازمة لافتتاح ثاني فروع المشروع خاصتهم..
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغر صديقه وهو ينظر له قائلاً بحماس:
_ أنا مش متخيل أن ده تاني فرع لينا..
أبعد صفوان نظراته عن العاملين في المكان الذين يعملون بسرعه و دقه من أجل اللحاق بافتتاح ذلك المطعم غداً..
رمقه ذلك الجالس بجانبه بنظراته قائلاً برضا:
_ الحمدلله
قال تلك الكلمات ثم ألقي نظره على العاملين يراقبهم باهتمام، وصله كلمات رفيقه قائلاً بحبور:
_كده نقدر نقول رسمي وادعاً للسفر و الغربه إحنا تعبنا كتير عشان نوصل لليوم ده
التوي ثغر صفوان بابتسامة وهو يخرج هاتفه من جيب سترته، رابطاً بكفه على كتف صديقه دون حديث..
٠٠٠٠٠
بعد مرور أسبوعين، دلف صفوان إلي غرفته و صدي كلمات مروان يتردد على مسامعه
" بقالها اسبوعين بدور ومش لاقيه شغل"
زفر هو طويلاً وهو ينزع سترته ولكن توقف عن فعل ذلك وهندم سترته ثم تحرك وفتح باب الغرفة و تحرك يخرج منها..
توقفت مقلتي صفاء التي خرجت من غرفتها عليه قائله بحيره:
_ رايح فين يا أبيه؟
و بنبره مقتضبه أجابها وهو يتابع خطواته:
_ خارج
نطق بتلك ثم تحرك نحو باب الشقه تحت نظرات صفاء المتعجبه..
حركت صفاء رأسها بعدم اكتراث ثم تحركت نحو المطبخ..
٠٠٠٠٠
_ ترجع بالسلامه
نطقت مروه بتلك الكلمات وهي تلوي فمها بعد أن أغلقت المكالمه مع مروان الذي سافر إلي خارج البلاد مع صديق له من أجل علاج الأخير..
وضعت مروه كفها أسفل ذقنها..
صدح رنين هاتفها مما جعلها تسحب إياه، أرتسمت أبتسامة على ثغرها وهي تجيب عليها واضعه الهاتف على اذنها قائله بنبره خافته:
_ أيوه يا حفصة..
تحركت حفصة مسرعه في الطرقات وهي تضغط على ذراع حقيبتها قائله بارهاق:
_عامله إيه يا بنتي؟
مطت مروه شفتيها وهي تدور ببصرها في الشقه الهادئه قائله بتملل:
_ مفيش هعمل إيه يعني قاعده
صمتت قليلا ثم قهقهت ضاحكه فجأة قائله بامتعاض من بين ضحكتها:
_ أنا أول عروسه جوزها يسيبها بعد أسبوع من الفرح و يسافر..
التوي ثغر حفصة بابتسامة طفيفه وهي تتابع خطواتها متجاهلة نظرات أهالي المنطقة إليها..
تحدثت مع مروه ببضع كلمات لطيفه و اطمئنت عليها ثم أغلقت المكالمه تلقي الهاتف في جيب حقيبتها..
رفعت رأسها تحدق نحو البنايه التي تقطن بها، تصلبت نظراتها عندما وجدته يقف أمام البنايه خاصتها..
دارت بنظراتها في المنطقه بتوتر وهي تتقدم نحوه قائله بنبرة حاده خافته:
_ بتعمل إيه هنا يا حضرت !
ظل صفوان صامتاً للحظات ثم تحدث قائلاً بنبرة ثابته:
_ عايز أطلع اتكلم مع أهلك..
لاحظت حفصة نظرات الماره إليها وقد مالت أحدي السيدات على أخري يتحدثون و نظراتهم مصوبه نحوها مما جعلها تتجاوزه وقد اكفهرت ملامحها بشده قائله بنبره مضغوطه منفعله:
_ مش مكفيك إلي حصلي عايز تسوء سمعتي بزياده..
لاحظ صفوان النظرات المصوبه نحوهم مما ازعجه أكثر وجعله يصممم على قراره لذلك دلف إلي مدخل البنايه خلفها قائلاً بغلظه:
_ أنا نيتي خير
استدارت حفصة نحوه وهي تدور ببصرها في المكان بخوف وقد احتدت نظراتها وهي تحدقه، وهدرت برجاء منفعله:
_ أبعد عن طريقي بقي كفايه، أنت عايز تدمرني إكتر من كده !، كفايه أمشي من هنا..
حرك صفوان رأسه رافضاً وقد استند بكفه على سور الدرج قائلاً بنبرة هادئه للغايه:
_ ممكن تسمحيلي اطلع أتكلم مع أهلك
أحمر وجه حفصة غضباً، وجزت على أسنانها بقوه قائله بعصبية هادره دون شعور منها:
_ امشي من هنا احسنلك أنت سامع
قالت تلك الكلمات و استدارت و كادت أن تصعد درجات السلم ولكن تجمدت قدميها عندما هدر هو بنبرة جاده:
_ أنا عايز اتقدملك
تجمدت قدميها و اتسعت مقلتيها بصدمه وهي تستدير تحدقه بنظراتها قائله بنبرة مضغوطه وهي حافة الانفجار:
_ أنت بتقول ايه أنت..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها بارتجاف وهي تجد تلك المرأة جارتهم تدلف إلي داخل مدخل البنايه ونظراتها تدور بينهم بتشكك، شحبت ملامح حفصة حين هدرت تلك الجاره بتشكك:
_ مين ده يا حفصة !
اذدردت حفصة ريقها بصعوبة وقد شحبت ملامحها و تحدثت مسرعه باضطراب:
_ معرفش هو ،..
توقفت قليلاً تلتقط أنفاسها المتسارعة و ابتلعت لعابها وهي تخبرها بتلعثم:
_ بيسأل على عنوان
لم يظهر على المرأة الأقتناع حيث تحركت تدور ببصرها بينهم و نظرت إلي صفوان بنظرات تفحصيه من أعلي إلي أسفل ثم هدرت بنبرة منتصره كمن قبضت عليه بالجرم المشهود:
_ عرفتك..
استندت حفصة بكفها على سور الدرج وقد شعرت أن الدماء انسحبت من وجهها وهي تستمع إلي المرأة تتابع بتبرم لاذع:
_ أنت بقي الجدع إلي قالوا كانت علي علاقه بيه..
قالت تلك الكلمات وقد التوي ثغرها بابتسامة واسعه كمن توصلت إلي حل لغز صعب..
أحمر وجه صفوان غضباً و احتدت نظراته وهو يلقي نظرة على تلك التي كانت على وشك فقدان وعيها وقد تصلبت كالتمثال..
جز على أسنانه بقوه وهو ينظر نحو تلك المرأة قائلاً بنبره قاسيه ضاغطاً علي حروف كلماته بشده:
_ هو أي كلام يطلع و خلاص ، ليه متقوليش إني عريس متقدم ليها ده أولاً..
توقف عن متابعة كلماته وهو يراقب بغضب تعبيرات وجه المرأة المشككه، لكنه أردف متابع قائلاً بفظاظه:
_ و مش اي حاجه تتصدق و لا هو الكلام في حق الناس بقي موضه !
لوت المرأة فمها باستخاف وهي تنظر نحوه ، ليتابع هو قائلاً بقاتمه:
_ نصيحه مني مش أي حاجة تسمعوها تصدقوها..
لم يكمل كلماته حيث صدرت شهقه مصدومه من المرأة يتبعها قولها بنبرة عاليه:
_ حفصة !
حرك صفوان رأسه سريعاً ليقع بصره على تلك الواقعة على الارضيه فاقده للوعي ، بدون تردد انحني سريعاً يهتف باسمها بقلق:
_ أستاذه حفصه، حفصة
نطق آخر كلمه عفوياً و ملامح القلق واضحه على وجهه ثم و بدون تردد وضع ذراع أسفل ظهرها والآخر أسفل ركبيتها و اعتدل واقفاً يصعد بها درجات السلم هاتفاً بحده بتلك الواقفه خلفه:
_ الدور كام شقتهم..
نطق بتلك الكلمات وهو يشعر بعقله قد توقف عن العمل..!
يتبع
_ في حاجة يا..
عقدت حفصة حاجبيها وهي تنظر نحو صفوان بتعجب وقالت بتأفف:
_ خير..
توقفت عن متابعة كلماتها وهي تجد شخص آخر يقف على مقربها منها وقد ظهر علي ملامحه الإضطراب و قد تحرك مبتعداً يتعثر في خطواته..
تنفست حفصة بعمق وهي تنظر نحو ذلك الواقف أمامها قائله بضيق:
_ هتفضل واقف كده كتير يا حضرت !
كانت ملامح صفوان متصلبه و قد وقف بجانبها عاقداً ذراعيه أمامه قائلاً بنبره بارده:
_ معتقدش في حاجة تمنع الإنسان يقف في الشارع !
ضغطت حفصة على ذراع حقيبتها وقد رمته بنظره ممتعضه حاده و ابتعدت تقف جانباً..
وقع بصرها على والدتها السيده صفيه تخرج من الداخل مما جعلها تتحرك نحوها تقبض على ذراعها بلطف قائله بنزق:
_ يلا يا ماما نشوف تاكسي
أومأت والدتها برأسها و تحركت معها مبتعدين عن ذلك الواقف يراقب إياهم بصمت..
بعد بضع دقائق ، كانت أحدي سيارات الأجرة تتوقف أمامهم..
نظرت حفصة نحوه بمقت ثم عادت تراقب والدتها وهي تدلف بداخل السيارة ثم دلفت خلفها مغلقه الباب و لحظات و كانت سيارة الأجرة تتحرك تحت نظرات ذلك الواقف يضع كفيه في جيوب بنطاله..
٠٠٠٠٠٠
صباح اليوم التالي، تمللت مروه في نومتها فتحت جفونها ببطء تدور ببصرها في المكان والنعاس مازال يسيطر عليها..
ضيقت ما بين عينيها وهي تجد الجدران مختلفه عن خاصة غرفتها، وضعت كفها على الفراش و قد شعرت بملمس مفرش ناعم أسفلها، انتفضت كمن لدغها عقرب جالسه نصف جلسة وهي تردد ببلاهه متوتره:
_أنا فين..
توقفت الكلمات في حلقها وهي تتذكر احداث زفافها بالأمس، أزاحت الغطاء من عليها وهي تحدق إلي ثيابها لتجد حالها ترتدي ملابس منزليه محتشمه..
وضعت كفها على خصلات شعرها تمسح عليهم بتوتر غافله عن ذلك الذي دلف إلي غرفه ووقف جانباً عاقداً ذراعيه أمامه قائلاً بنبره ساخره:
_ صح النوم
انتفضت هي في جلستها و تراجعت إلي الخلف تسحب الغطاء عليها وهي تقول تلقائيا خائفه كالبلهاء:
_ أطلع بره ، أنت بتعمل ايه هنا !
التوي ثغره بابتسامة جانبيه و أستغفر بصوت مسموع و نظراته معلقه بها و هي تسحب هكذا الغطاء عليها ،قائلاً بعبث:
_ بتغطي إيه ، بيبجامة العيال الصغيره إلي أنتي لابسها دي..
أزاحت هي الغطاء بعيداً عنها تنظر إلي ما ترتديه من ثياب وقد شعرت بالرضا مما جعلها تنتحح و رفعت سبابتها امامه قائله بتحذير:
_ اوعي تقرب خطوه واحده
اتسعت إبتسامة مروان و حل ذراعيه من أمامه قائلاً بتعجب زائف:
_ إلا قوليلي يا مروه هو أنتي مكنتيش بتنامي في بيتكم !
عقدت مروه حاجبيها قائله بعدم فهم:
_ ليه؟
تقدم هو منها حتي توقف أمام الفراش و عقد حاجبيه قائلاً بنبرة ساخره:
_ مش فاكره عملتي إيه امبارح؟
رمقته هي بنظرات حائره كالبلهاء، عدة لحظات حتي انعقد حاجبيها بشده وهي تتذكر صراخها به و دفعها له حتي يخرج من الغرفه ثم اغلقها الباب عليها و قد بدلت ثوب زفافها الضخم بعد معاناه ثم ارتدت ما ترتديه من ثياب الآن..
دفنت وجهها بين كفيها بحرج وهي تتذكر ما تبقي حيث عندما طرق هو على باب الغرفه صرخت به أنها ترغب في النوم ولا ترغب أن يزعجها أحد..
راقب هو ما يظهر على وجهها بدقه و ثغره مرسوم عليه إبتسامة جانبيه، رفع حاجب و نزل الآخر قائلاً باستنكار زائف:
_ بقي بتقوليلي مش عايزه إزعاج !..
ظلت على حالتها تلك واضعه كفيها بين وجهها وقد شعرت بحرارة في وجهها ، حركت شفتيها تنطق بنبرة مكتومه:
_ أنا لما بكون متوتره..
لم تستطع متابعة كلماتها حيث شعرت بكفه الموضوع علي كفيها يحاول ازاحتهم من على وجهها قائلاً بهدوء متناهي:
_ مخبيه وشك ليه؟
نطق بتلك الكلمات وقد نجح في إبعاد كفيها عن وجهها ليجدها تغمض جفونها بشده و تجذب الغطاء عليها بقوه..
لم يستطع هو منع حاله من الأبتسام و ظل يحدقها بنظراته للحظات ثم تحدث قائلاً بنفاذ صبر زائف:
_ هتفضلي علي حالتك دي كتير ؟
فتحت هي عين و تركت الآخري مغلقه قائله بخفوت متوتره:
_ عايزيني أعمل إيه..
كاد أن يجيبها ولكن صدح رنين هاتفه عالياً مما جعلها تهتف بتلهف وهي تغمض جفونها:
_ روح رد و أطلع بره
لم يبعد نظراته بعيداً عنها حيث ظل مصوب نظراته عليها يدقق في ملامحها كأنه يتعرف عليها للمره الأولي..
شعرت هي بقلبها يكاد يتوقف من دقاته المتسارعة و مازالت علي حالتها تلك تشعر بالخجل يغمرها..
تنفس هو بعمق و أبتعد عن الفراش و تحرك يخرج من الغرفه قائلاً بحزم:
_ يلا عشان نفطر
فتحت مروه جفونها ببطء و نظرت بترقب لتجد باب الغرفة يغلق مما جعلها تتنفس الصعداء وهي ترفع كفها محركه إياه أمام وجهها الذي تكاد تقسم أنه مشتعل خجلاً..
فتح مروان باب الغرفة ليجدها جالسه هكذا ، رفع أحد حاجبيه قائلاً بغلظه:
_, أنتي لسه مقومتيش من مكانك !
رمشت هي بعينيها عدة مرات و أبعدت كفها عن قلبها قائله بخفوت:
_قايمه أهو
قالت تلك الكلمات وهي تبعد الغطاء عنها و نهضت من على الفراش واقفه على قدميها مما جعله ينظر إليها من أعلي إلي أسفل قائلاً بمشاكسه:
_ بيجامتك بانت على فكره
أنكمشت ملامحها قليلاً لكنها عادت تنظر إلي ما ترتديه فجسدها لا يظهر منه سوي كفيها و قدميها ، نظرت نحوه تفرك خصلات شعرها قائله باستياء زائف:
_ أنت بتتريق عليا !
التوي ثغره بابتسامة جانبيه و حرك رأسه نافياً قائلاً بتهكم:
_ أبداً
ظلت تحدقه بنظراتها بعبوس سريعاً ما تلاشي و هي تتأمله بحالميه و عينيها تدور على تفاصيل وجهه دون شعور منها، وجدته يرفع أحد حاجبيه مما جعلها تنتبه إلي حالها وقد أحمر وجهها بشده و هي تشيح بنظراتها بعيداً عنه قائله بتعلثم:
_ من فضلك أطلع بره و أنا هحصلك
مط هو شفتيه و استدار يخرج من الغرفه تاركاً الباب مفتوح وقد التوي ثغره بابتسامة جانبيه عابثه..
٠٠٠٠٠٠
محاوله بائسه من أجل إقناع عائلتها بعملها، دلفت إلي الشرفه تعدل من وضع وشاح رأسها وقد استندت بكفيها على سور الشرفه..
وصل إلي مسامعها صوت نقاش والديها في أمرها، حركت رأسها يميناً ويساراً محاوله عدم التركيز في حديثهم..
بعد ساعه قد اختفي صوت والديها..
تنفست بعمق وهي تراقب حركة الماره بشرود واجمه ،شعرت بوالدها الحبيب يقف خلفها قائلاً برفق:
_ حفصة..
استدارت هي نحوه قائله بنبره مهذبه:
_ نعم يا بابا
تنفس هو بعمق ثم تقدم منها يربط على كتفها بحنان ثم تحدث قائلاً بنبرة هادئه:
_ أعملي إلي أنتي شايفه صح..
ظهر التعجب على ملامح حفصة وظلت تحدقه بنظراتها للحظات ثم خفضت بصرها قائله بتوتر:
_ بس يا بابا ماما معاها حق..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها عندما وجدت والدتها تدلف إلي الشرفه و تحدثت قائله بلين:
_ أنا موافقه يا بنتي
ضيقت حفصة ما بين عينيها ودارت بنظراتها بينهم و تحدثت قائله بتعجب:
_ إيه إلي غير رأيكم فجأة كده !
تبادل والديها النظرات ولم يعلق والدها سوي بكلمات مختصره بوجوم:
_ إيه إلي حصلك ده اكيد أنا سبب فيه..
تعجيت حفصة من كلماته الغريبه الناقصه و ظلت توزع نظراتها بينهم حائره، وجدت والدتها تقترب منها وقد جذبتها إلي أحضانها بصمت تعجبت حفصة في البدايه لكنها حاوطت والدتها بذراعيها تشتم رائحتها المليئه بالدفيء وقد اشتاقت اليها كثيراً..
ضمتها بشغف وقد وصلها صوت نشيج بكاء والدتها الحبيبه مما جعل مقلتيها تلمع بالدموع وهي تنظر نحو والدها المراقب للموقف بصمت..
٠٠٠٠
جلس صفوان بجانب رفيقه يتابع الترتيبات اللازمة لافتتاح ثاني فروع المشروع خاصتهم..
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغر صديقه وهو ينظر له قائلاً بحماس:
_ أنا مش متخيل أن ده تاني فرع لينا..
أبعد صفوان نظراته عن العاملين في المكان الذين يعملون بسرعه و دقه من أجل اللحاق بافتتاح ذلك المطعم غداً..
رمقه ذلك الجالس بجانبه بنظراته قائلاً برضا:
_ الحمدلله
قال تلك الكلمات ثم ألقي نظره على العاملين يراقبهم باهتمام، وصله كلمات رفيقه قائلاً بحبور:
_كده نقدر نقول رسمي وادعاً للسفر و الغربه إحنا تعبنا كتير عشان نوصل لليوم ده
التوي ثغر صفوان بابتسامة وهو يخرج هاتفه من جيب سترته، رابطاً بكفه على كتف صديقه دون حديث..
٠٠٠٠٠
بعد مرور أسبوعين، دلف صفوان إلي غرفته و صدي كلمات مروان يتردد على مسامعه
" بقالها اسبوعين بدور ومش لاقيه شغل"
زفر هو طويلاً وهو ينزع سترته ولكن توقف عن فعل ذلك وهندم سترته ثم تحرك وفتح باب الغرفة و تحرك يخرج منها..
توقفت مقلتي صفاء التي خرجت من غرفتها عليه قائله بحيره:
_ رايح فين يا أبيه؟
و بنبره مقتضبه أجابها وهو يتابع خطواته:
_ خارج
نطق بتلك ثم تحرك نحو باب الشقه تحت نظرات صفاء المتعجبه..
حركت صفاء رأسها بعدم اكتراث ثم تحركت نحو المطبخ..
٠٠٠٠٠
_ ترجع بالسلامه
نطقت مروه بتلك الكلمات وهي تلوي فمها بعد أن أغلقت المكالمه مع مروان الذي سافر إلي خارج البلاد مع صديق له من أجل علاج الأخير..
وضعت مروه كفها أسفل ذقنها..
صدح رنين هاتفها مما جعلها تسحب إياه، أرتسمت أبتسامة على ثغرها وهي تجيب عليها واضعه الهاتف على اذنها قائله بنبره خافته:
_ أيوه يا حفصة..
تحركت حفصة مسرعه في الطرقات وهي تضغط على ذراع حقيبتها قائله بارهاق:
_عامله إيه يا بنتي؟
مطت مروه شفتيها وهي تدور ببصرها في الشقه الهادئه قائله بتملل:
_ مفيش هعمل إيه يعني قاعده
صمتت قليلا ثم قهقهت ضاحكه فجأة قائله بامتعاض من بين ضحكتها:
_ أنا أول عروسه جوزها يسيبها بعد أسبوع من الفرح و يسافر..
التوي ثغر حفصة بابتسامة طفيفه وهي تتابع خطواتها متجاهلة نظرات أهالي المنطقة إليها..
تحدثت مع مروه ببضع كلمات لطيفه و اطمئنت عليها ثم أغلقت المكالمه تلقي الهاتف في جيب حقيبتها..
رفعت رأسها تحدق نحو البنايه التي تقطن بها، تصلبت نظراتها عندما وجدته يقف أمام البنايه خاصتها..
دارت بنظراتها في المنطقه بتوتر وهي تتقدم نحوه قائله بنبرة حاده خافته:
_ بتعمل إيه هنا يا حضرت !
ظل صفوان صامتاً للحظات ثم تحدث قائلاً بنبرة ثابته:
_ عايز أطلع اتكلم مع أهلك..
لاحظت حفصة نظرات الماره إليها وقد مالت أحدي السيدات على أخري يتحدثون و نظراتهم مصوبه نحوها مما جعلها تتجاوزه وقد اكفهرت ملامحها بشده قائله بنبره مضغوطه منفعله:
_ مش مكفيك إلي حصلي عايز تسوء سمعتي بزياده..
لاحظ صفوان النظرات المصوبه نحوهم مما ازعجه أكثر وجعله يصممم على قراره لذلك دلف إلي مدخل البنايه خلفها قائلاً بغلظه:
_ أنا نيتي خير
استدارت حفصة نحوه وهي تدور ببصرها في المكان بخوف وقد احتدت نظراتها وهي تحدقه، وهدرت برجاء منفعله:
_ أبعد عن طريقي بقي كفايه، أنت عايز تدمرني إكتر من كده !، كفايه أمشي من هنا..
حرك صفوان رأسه رافضاً وقد استند بكفه على سور الدرج قائلاً بنبرة هادئه للغايه:
_ ممكن تسمحيلي اطلع أتكلم مع أهلك
أحمر وجه حفصة غضباً، وجزت على أسنانها بقوه قائله بعصبية هادره دون شعور منها:
_ امشي من هنا احسنلك أنت سامع
قالت تلك الكلمات و استدارت و كادت أن تصعد درجات السلم ولكن تجمدت قدميها عندما هدر هو بنبرة جاده:
_ أنا عايز اتقدملك
تجمدت قدميها و اتسعت مقلتيها بصدمه وهي تستدير تحدقه بنظراتها قائله بنبرة مضغوطه وهي حافة الانفجار:
_ أنت بتقول ايه أنت..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها بارتجاف وهي تجد تلك المرأة جارتهم تدلف إلي داخل مدخل البنايه ونظراتها تدور بينهم بتشكك، شحبت ملامح حفصة حين هدرت تلك الجاره بتشكك:
_ مين ده يا حفصة !
اذدردت حفصة ريقها بصعوبة وقد شحبت ملامحها و تحدثت مسرعه باضطراب:
_ معرفش هو ،..
توقفت قليلاً تلتقط أنفاسها المتسارعة و ابتلعت لعابها وهي تخبرها بتلعثم:
_ بيسأل على عنوان
لم يظهر على المرأة الأقتناع حيث تحركت تدور ببصرها بينهم و نظرت إلي صفوان بنظرات تفحصيه من أعلي إلي أسفل ثم هدرت بنبرة منتصره كمن قبضت عليه بالجرم المشهود:
_ عرفتك..
استندت حفصة بكفها على سور الدرج وقد شعرت أن الدماء انسحبت من وجهها وهي تستمع إلي المرأة تتابع بتبرم لاذع:
_ أنت بقي الجدع إلي قالوا كانت علي علاقه بيه..
قالت تلك الكلمات وقد التوي ثغرها بابتسامة واسعه كمن توصلت إلي حل لغز صعب..
أحمر وجه صفوان غضباً و احتدت نظراته وهو يلقي نظرة على تلك التي كانت على وشك فقدان وعيها وقد تصلبت كالتمثال..
جز على أسنانه بقوه وهو ينظر نحو تلك المرأة قائلاً بنبره قاسيه ضاغطاً علي حروف كلماته بشده:
_ هو أي كلام يطلع و خلاص ، ليه متقوليش إني عريس متقدم ليها ده أولاً..
توقف عن متابعة كلماته وهو يراقب بغضب تعبيرات وجه المرأة المشككه، لكنه أردف متابع قائلاً بفظاظه:
_ و مش اي حاجه تتصدق و لا هو الكلام في حق الناس بقي موضه !
لوت المرأة فمها باستخاف وهي تنظر نحوه ، ليتابع هو قائلاً بقاتمه:
_ نصيحه مني مش أي حاجة تسمعوها تصدقوها..
لم يكمل كلماته حيث صدرت شهقه مصدومه من المرأة يتبعها قولها بنبرة عاليه:
_ حفصة !
حرك صفوان رأسه سريعاً ليقع بصره على تلك الواقعة على الارضيه فاقده للوعي ، بدون تردد انحني سريعاً يهتف باسمها بقلق:
_ أستاذه حفصه، حفصة
نطق آخر كلمه عفوياً و ملامح القلق واضحه على وجهه ثم و بدون تردد وضع ذراع أسفل ظهرها والآخر أسفل ركبيتها و اعتدل واقفاً يصعد بها درجات السلم هاتفاً بحده بتلك الواقفه خلفه:
_ الدور كام شقتهم..
نطق بتلك الكلمات وهو يشعر بعقله قد توقف عن العمل..!
يتبع