الفصل الخامس عشر

قيل في الحب مدح واشعار وفي المشاعر التي يطلقها في قلب العشاق حكم لكن أجمل تلك المشاعر التي تنفجر في الفؤاد فتهديه عطرا يبقى ولا يزول ولا يمل هو الشوق،تلك اللهفة التي تصيب القلب باللخبطة فيتصبح دقاته غريبة فقط لذكر المحبوب او اتيان صورته على البال،الشوق لوعة حارقة لكنها مرغوبة كل محب يريدها لأنها تجدد الروح وتزهر ربيع المشاعر وكأن الإنسان يعيش عيدا سعيدا.

لم يكن العاشق أمير حينها اقل لهفة من محبوبته التي تفكر به ولا يغيب عن ذهنها ولو ثانية بل شوقه اشد وسعادته أضعف منها فرغم فراقهما الا أنه اكمل ليله مسرورا لسماع صوتها وانفاسها كأنها بين ذراعيه يتخيلها بتحركاتها بتقلباتها بضحكتها بتفاصيلها الجميلة بروحها النقية بقلبها الذي يعشق نبضه كلما اقترب منها وأحس به،العاشق اطفأ شيء من لهيب شوقه لها فقط لمجرد سماع بعض الكلمات منها وهذا ما يفعل الحب بالرجال وكما قيل إن الرجال سلاطين وملوك لكن لا سطلة تعلو فوق سلطة الحب إنه .
مر ذلك الليل بين مد وجزر بين أبيض واسود بين حزن وفرح بين ذكريات جميلة وذكريات موجعة لكن بالنهاية يبقى الإنسان إنسانا وتغلب مشاعر الحب والطيبة والود على مشاعر الحزن والألم ومهما طل الشتاء لابد للربيع أن يأتي ومهما طال الليل وطالت ظلمته لابد للصبح أن يشق.
وأتى صباح يوم جديد واشرقت الشمس بنورها على الحبيبين....
استفاقت ريحان الرقيقة على غير عادتها التي الفتها فقد كانت تستيقظ بتثاقل وتنزل من فراشها بعد دقائق وهي تمدد ذراعيها لكن هذه المرة كانت نشطة خفيفة مبتهجة كنحلة استفاقت للعمل بحب،كانت يومها سعيدة لا تدر ما السر وراء شعورها ذاك ولا يهمها حتى المهم أنها بدأت نهارها بسعادة ولكن بباطنها هي توقن أنه هو سبب سعادتها تلك وأنها مهما حاولت الوقوف أمام مشارعها ومواجهتها بانه لا يعنيها فهو يعنيها وهو السبيل الوحيد لطمأنيتها،ذهبت للحمام واغتسلت ثم فطرت فطورا خفيفا حضرته مكون من بعض الخيار والطماطم مع بيضتين وجبن وكأس من الشاي وتجهزت سريعا وخرجت من منزلها لتتوجه لبيت الخالة مباشرة.
نظرت يمينا ويسارا ثم دقت الباب برفق وعدلت من ثيابها ورسمت ابتسامتها العريضة بل ضحكتها التي لم تعد تستطيع اخفاءها
فتحت الخالة عائشة ونظر إليها فانتبهت لابتسامتها التي تظهر نواذجها فتحدث ريحان قائلة:صباح الخير سلطانتي هات قبلة ثم قبلتها بقوة.
الخالة:صباح الخير طفلتي على مهل ااصبت بعدوى التقليل من امير زوجك ام ماذا؟
تركتها خجلة لتقول:ماهذا الكلام خالة؟ اي عدوى هذه اردت تقبيلك فحسب لانني اشتقت اليك.
الخالة:لانه إن قبلك يسمع كل تركيا هذا غير الفضائح بالشوارع لا بأس لا تهتمي  لكن اخبريني ريحان اانت بخير؟؟
ريحان:ممتازة
الخالة:دعيني احزر اتصل بك ام اتصلت به؟
ريحان:تمام خالة انا ساذهب لعملي وايضا ساعطي درسا للاطفال بالمصلى مساء قد اتاخر قليلا لأعود ثم انصرفت راكضة كي تهرب من أسئلة الخالة.
الخالة عائشة:هاي تعالي لم اكمل كلامي يا فتاة تعالي حالا.
ريحان:لاحقا خالة لاحقا تاخرت على العم علي.
الخالة:قلت تعالي
ريحان:ذهبت انا سلام احبك خذي قبلة.
الخالة:احتفضي بها له.
ابتسمت ريحان لكلمة الخالة ثم انتبهت أنها بالشارع لتتوجه لعملها بعدها مباشرة.
كان هو يغير ثيابه يهم بالذهاب للجامعة التي غاب عنها مطولا لكنه على غير عادته ايضا كان سعيدا بيومه مبتهجا وقد فكر بشيء ليلته تلك وقرر البداية بتنفيذه كي تسامحه.
دخلت اوزجي على غفلة إليه لتقول:بابا
حملها بين ذراعيه ليقول:صباح الخير ملاكي.
اوزجي:بابا اليوم هو آخر يوم امتحانات اريد ان تاتي انت لاخذي من المدرسة اريد ان اذهب للتسوق بعدها لافك عن نفسي.
أمير:انا اذهب للتسوق؟؟ولم لا تاخذين سونا أو جدتك أو اي واحد؟
اوزجي:لاني اريدك انت أن تذهب معي كما كانت تفعل ريحان.
قبل رأسها ليقول:هل اشتقت إليها؟
اوزجي:اكثر مما تتخيل اريد رؤيتها حقا  أصبحت وحيدة دونها.
أمير:حبيبتي الغالية بامرك انا سآتي لاخذك واتسوق معك ونذهب اين شئت ثم قبل وجنتها لكن هاتفه رن فجأة.
انزلها وركض إليه ظنا انها هي لكن لم تكن هي بل أحد رجاله.
خرج الشرفة واجاب ليقول:صباح الخير
:صباح الخير أمير بيك
أمير:ماذا هناك
:أمير بيك الرجل الذي طلبت منا حبسه  وحراسته
أمير:لا تقلها
:لقد هرب سيدي
امير:لا لايمكن كيف حدث هذا ياغبي كيف؟
:سيدي نحن
أمير:انتم ماذا ها؟اغبياء لا تصلحون لشيء
ثم اقفل الخط بغضبه لقد انفجرت براكين غضبه حينها،اخذ يروح ويجيء مكانه متوترا وهو يضرب كفيه ببعض ويقول:لا يمكن كيف هرب؟ هذا آخر شيء كنت اتوقعه اووف ياربي من أين اتت هذه المصيبة الآن؟من المؤكد سيؤذيها سينتقم وقد يخبرها كل شيء وحينها ساخسرها للابد ياربي ما هذه الورطة الآن انها في خطر انا هنا وهي هناك في خطر ثم ضرب الكرسي الذي أمامه حتى فزعت الصغيرة وصرخت.
انتبه إليها من الخارج ليركض سريعا للداخل ويقوم باحتضانها بسرعة وهو يقول:آسف حبيبتي آسف توترت قليلا.
اوزجي:مابك بابا؟
نظر إليها مطولا ثم قال:حبيبتي مارايك أن نذهب إليها؟
اوزجي:ريحان؟!نعم اريد بابا اريد لكن مدرستي وامتحاني.
أمير:ستذهبين الآن لامتحانك وبينما تنهينه اكون عند باب مدرستك ساحجز وأجهزة كل الأمور ونذهب مباشرة ما رايك؟
ضمته بقوة وقبلت وجنته لتقول:يعيش بابا يعيش انا احبك احبك
أمير:وانا احبك وسنذهب ونفكر بخطة كي نعيدها الينا لكن يجب أن تساعديني تمام؟
اوزجي:كفك بابا انا معك شريكي.
أمير:مجنونتي.
ذهبت اوزجي لمدرستها ليقوم هو بالاتصال بسكرتيرته وتجهيز كل شيء.
اقفل الخط وقال:لن اسمح أن يؤذيك أحد حبيبتي ساحميك ولو كلفني ذلك نفسي.
مر الوقت سريعا....
كانت هي في مصلى المسجد تدرس اطفال الحي كتطوع فقط.
كانت جالسة بينهم بحب مبتهجة مستمتعة باسئلتهم وضحكاتهم الجميلة،اختارت يومها درس العفو وقد كانت تسرد عليهم نفس الحديث الذي كررته على مسمعها الخالة اذ تحدثت وتحدث إلى أن وصلت إلى قول:من أعظم نماذح تسماحه صلى الله عليه وسلم ما فعله مع كفار قريش بعد الفتح، فبعد أن أذاه الكفار، وطردوه وحاربوه مرارا وحاولوا قتله، وحين تغلب عليهم، ودخل مكة فاتحا، قال لهم: (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟) ......
قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء) فعفا عنهم بعد أن أمكنه الله تعالى منهم، فضرب بذلك المثل في تعامله "صلى الله عليه وسلم" في العفو والصفح على المسيئين.
لكن فجأة دخل هو من الباب ووقف عنده ليقول:وما انت فاعلة بامير ان طلب عفوك؟
نظر الكل إليه فجأة لكن الجميلة كانت دهشة تظن أنها في حلم لولا أن باقي الاطفال يرونه ايضا لقالت بأنها تحلم.
غمرت السعادة كل شبر من جسدها وكل شعورها،كانت تنظر لنفسها وهي تركض إليه لتحتضنه لكن لا يمكنها فعل ذلك فقد اكتفت باحتضانه بعيونها التي اتسعت حبا له،بقي مكانه يتاملها وكأنه ابصر النور بعد الظلام لسنين طوال كان يتاملها وتتامله متناسين كل تلك الآهات التي اطلقوها من فؤادهم تلك الليالي بسبب فراقهم الذي اجبرتهم كبرياءهم عليه.
وقفت في  مكانها ونظرت إليه مبتسمة ثم ذهبت إليه تمشي على استحياء،تملكت نظرتها الخجل والعفة والخلق الحسن،حملت بنظرتها له واقترابها منه كل معاني الشوق.
وقفت بمحاذاته لتقول:لنخرج اولا لا يمكننا التحدث هنا
خرجا إلى الخارج اولا ،نظراليها بحب ليقول:اجيبيني ما انت فاعلة بامير ان طلب عفوك؟
انا المذنب العاصي الذي ابكاك الذي آلم فؤادك لكن رجائي بعفوك اكبر من كل تلك الاوجاع رجائي بعشق صاحبة القلب الحليم هو من اعادني اليها.
نظرت إليه مطولا لتقول:رسولي كريم وابن اخ كريم ولن اقتدي الا به لقد نسيت منذ هذه اللحظة ما حدث يومها لتكمل بداخلها(لقد عاد حقا لقد عاد لاجلي لم يتركني لم يفعلها أنه امامي حقا انه هو)
اتسعت عيونه فرحا وابتهج ليقول:وما فات؟ليكمل بداخله(قوليها فقط قولي لقد  سامحتك وانهي هذا الكابوس الذي يحرمني جنتك افعليها وتلفظي بها عشق).
لكن هنا سكتت،صحيح اختارت الصمت لكن الابتسامة لم تفارقها،فهم هو مقصدها ليكتفي بابتسامتها الجميلة ويقول:لن اضغط عليك يكفيني مبسمك الذي حرمت منه كل تلك الأيام.
تنهدت وهي تنظر إليه سعيدة لكن انتبهت فجأة للاطفال الذين كانوا يراقبونهم عند الباب لتصرخ بهم:إلى الداخل عيب.
نظر هو للاطفال لينفجر ضاحكا ثم قال:وانا معي ضيف ايضا
ريحان:من؟
أمير:حبيبتي عشقي جميلتي.
اتسعت عيونها لتقول بداخلها(ماذا يقول هل يعني أنه احضر حبيبته ساقتله إن كان كذلك) حبيبتك؟
أمير:تعالي
تسارعت نبضات قلب ريحان لحضتها وبدأت بتحضير نفسها للفاجعة لكن من أطلت عليها هي حبيبة الروح اوزجي.
ابتهج كل كيانها لتركض إليها باكية وتقول:حبيبتي.
انحنت وحملتها وأخذت تلفها بالمكان واوزجي تحتضنها بكل قوة وتشاركها دموعها وتقول:اشتقت اليك ريحان اشتقت اليك كثيرا.
كانت تضمها وتلفها بقوة وتقبل رأسها بينما هو كان واقفا ينظر لكن لم يقدر على حبس دمعته التي خالفته ونزلت.
انزلتها اخيرا وهي لا تزال تقبلها لقد عادت روحها البريئة إليها اخيرا لتعود اوزجي إلى الخلف قليلا لتنتبه ريحان بأنها تحمل بيدها وردة جوري حمراء جميلة.
اوزجي:هذه لك.
ريحان:جميلة مثلك حبيبتي
اوزجي:انها من بابا
نظرت اليه ريحان ليقترب منهم ويقول:لن تفسديها صحيح؟
ريحان:لا ساحتفظ بها إلى حتى آخر يوم بعمري.
وضع إصبعه على شفتيها ليقول:هشش لا تذكريه الآن سنعيش ونعيش ان شاء الله و سنشيخ معا على نفس الوسادة.
هربت من عيونه متحججة باوزجي لتقول:انتظروني دقائق سانهي الدرس واصرف الاطفال واعود اليكما ثم مشت.
همس أمير لابنته بكلمات لتناديها:ريحانتي
التفتت لتكمل اوزجي:ننتظرك عمرا
نظرت اليها بسعادة لتكمل:كلام بابا وليس كلامي.
التفتت سريعا لتعود للداخل فرحة بينما هو نظر لابنته ليقول:لم كشفتني؟
اوزجي:على اساس انك لست مفضوحا أمير بيك اخبزك واعجنك بني.
امي:لا حول ولا قوه الا بالله.
اوزجي:⁦هههههه ابنة أبي انا. طبعا طبعا وبكل فخر
صرفت الاطفال بعد حين ليذهبوا مع اوليائهم ثم عادت لعائلتها الصغيرة لتقول:هيا بنا.
أمير:حسنا سنوصلك لمنزلك ونذهب بعدها للفندق لقد حجزت هناك ولن نقلق راحتك لمنزلك.
ريحان:لا طبعا اوزجي ستبقى معي.
اوزجي:وبابا؟
سكتت ريحان وهي تنظر إليه ليقول هو:افعلي ما يريحك لن اضغط عليك بشيء اريد فقط ان اكون قريبا منك واراك كل يوم وهذا يكفيني.
ابتسمت هي.
أمير:اسمحي لي أن اوصلك لطفا ليس أمرا لكن بحاجة في نفس يعقوب فقط.
ريحان:حسنا لا بأس.
فتح باب السيارة لها ولطفلته  وانتظر حتى ركبتا ثم انطلق.
سألته ريحان وهما بالسيارة:لكن كيف عرفت مكاني.
أمير:اتصلت بالخالة وسالتها
ريحان:طبعا ومن غيرها سلطانتي
أمير:لكنني لم اعتذر لها ليست بالبيت ساذهب إليها حين تعود.
ريحان:ستذهب لاحقا اصلا هي ليست غاضبة انها الطيبة بحد ذاتها.
أمير:فعلا.
اوزجي:بابا انا جائعة.
أمير:عيوني انت سأحضر لك اكلا جاهزا بعد قليل.
ريحان:لا طبعا ستذهب معي واطعمها من اكلي وبيدي واحممها وامشط شعرها ونلعب ونحكي قصصا ونرتل قرآنا ونضحك وكل شيء.
اوزجي:تعيش ريحان تعيش
أمير:اي لا فائدة من وجودي
اوزجي:ستحضر الاكل وتدفع هذا هو دورك.
أمير:شكرا
اوزجي:عفوا⁦ وابتسمت بطريقتها العفوية الجميلة
أمير لريحان:وانا متى انول شرف تمشيط شعرك؟
سكتت حينها واعتدلت بمكانها خجلة.
وصلوا بعد حين للمنزل ونزلوا...
دخلت ريحان وخلفها اوزجي تمسك بيدها أما هو فلم يفعل،انتبهت إليه لتقول:تفضل
أمير:لا اريد ازعاجك لتبقيا انتما معا وانا ساذهب للفندق لارتاح هناك.
ريحان:لا لا مشكلة تفضل ارتح قليلا واشرب قهوة واذهب بعدها.
أمير:اي انك ستصنعين لي قهوة من يديك والله اريدها وبشدة.
ريحان:ممكن حسنا ادخل ساحضرها سريعا.
أمير:سأحضر حقيبة اوزجي واعود حالا.
لكن هناك من كان يراقب كل شيء من بعيد.
دخل أمير وجلس في الصالون سعيدا واخيرا لم يطرد من ذلك المنزل لا بل دعته بارادتها وبكل رغبة.
جلس وبجانبه طفلته بينما هي فقد توجهت لغسل يديها ثم إلى المطبخ مباشرة لصنع القهوة له.
نظرت اليه الصغيرة لتقول:اذهب عند زوجتك واستغل الفرصة هل ساعلمك كل شيء تحرك.
أمير:ستغضب
اوزجي:لا لن تفعل لو كانت ستغضب ما دعتك اصلا
أمير:حسنا
اوزجي:انتظر ثم عدلت شعره قليلا لتكمل:هكذا احسن اميري.
كانت تحضر القهوة وهي تفكر به وبعودته إليها رغم كل ما حدث،دخل بهدوء كي لا تحس لكنها انتبهت لتقول:أمير اتريد شيء؟
أمير:أردت أن استغل وقت غيابك في تاملك.
استدارت وعادت لقهوتها خجلة بينما هو فقد كان واقفا خلفها لا يزال ينظر اليها بحب.
كانت تحس بنظراته تلك حتى أنها بدأت بالتوتر منها لتقول بصوتها الهادئ:هل ستبقى تنظر هكذا من هناك.
ابتسم واقترب ليقوم فجأة باحتضانها من الخلف.
تجمدت للحظة لكن لم تبعده تركت نفسها لحظنه واخذت نفسا عميقا لتقول بعد أن ابتلعت ريقها:أمير ستسكب القهوة ولن نستطيع شربها ابتعد قليلا.
أمير:لا يمكنني لقد احرقني الشوق ولا اريد الا قربك انت اريد ان احتضنك كل حين،انا اشتاق اليك وانت هكذا بين ذراعي فكيف ان كنت بعيدة عن مرآي.
لمعة عيونك قاسية لا ترحمني،اتعلمين؟
أشارت ببصرها وهي لا تزال بين ذراعيه:ماذا؟
تمنيت لو أن خالقي حين خلق عيونك السوداء خلق قلبي الخافق من حديد لانه الآن اسيرك يتخبط اسير ذلك السواد وتلك اللمعة التي يعشقعا،لو حاولت ان اصف لك الآن مافي قلبي لك من حب لنفدت كل اوراق العالم وما كفت حبي لك،انت الاحمر والابيض والأخضر والأزرق والأصفر وكل الوان الزهور بالنسبة لي انت اغلى مااملك،برب الخلائق ارحميني.
كانت تاخذ نفسها بصعوبة شاقة وهو يحاوط خصرها من الخلف ويهمس بتلك الكلمات عند اذنها،كانت تحس بدقات قلبه في صدرها هي،ودفئ انفاسه عند اذنها،وجسده الذي يحتويها كلها ضاعت بين مشاعره ودفئ انفاسه،تملك كل كيانها وهز عرش كبريائها،نظراتها وتفاعلها معه كان ابلغ من ابلغ الكلمات تركت الحديث لمشاعرها ونبضها لا لشفاهها وكلماتها.
زاد من احتضانها اكثر حتى أصبحت داخل صدره كله ولم ينتبه كلاهما للقهوة التي سكبت على الموقد.
هي تدرك انها بين يديه وقد ضعفت هي تدرك أنه تاكد من تملكها له لكن لم تبتعد تركت نفسها لحضنه تركت نفسها لشوقها الذي ضم ذراعيه التي تضمها تركت نفسها لقلبه ونبضه تركت نفسها لزوجها عشقها حلالها سكنها وسكينتها ذلك حقها الذي شرعه الله لها حضنه حقها وليس فيه بأس كم رفضت ذلك الحضن وكم كرهته وكم قرفت منه كم ارادته وكم تمنته وطلبته واخيرا تحقق ما تمنته وهي الآن بين ذراعيه عند نبضه الذي تملكته.
تركا نفسيهما لدقات قلبهما ولنظراتهم التي تشع عشقا لدقائق ثم تغيرت نظرتهما لتتوجه للشفاه بعدها.
أخذ يقترب منها شيء فشيء أما هي فقد تركت نفسها له ليقترب اكثر ويطبع قبلة خفيفة على شفتيها جعلتها تهيم به حبا لتترك نفسها لشفتيه،زادت القبلة تلو القبلة وهي بين يدي محبوبها تاخذ الامان الذي فقدته وتطفئ شوقها الذي اتعبها تلك الليالي كما كان هو بنفس الحال لربما اكثر.
لكن نادت اوزجي فجأة من الداخل:بابا بابا.
انتبها لنفسيهنا اخيرا ولتقاربهما ليفك ذراعيه عن خصرها ويقول:ماذا هناك صغيرتي؟انا قادم.
انتبهت ريحان للقهوة اخيرا لتطفى النار من تحتها وتقول:ضاعت القهوة دون أن نحس
ثم خرجت وتوجهت للصغيرة انحنت اليها لتقول:ماذا حدث صغيرتي؟
اوزجي:رأيت رجلا ضخما في الحديقة وخفت.
أمير:انتظري سارى من
خرج سريعا لكن لم يجد أحدا ثم عاد ليقول:لا أحد حبيبتي
ريحان:لا تخافي ربما شخص مر من هنا لا اكثر.
اوزجي:حسنا ربما.
أمير:اين القهوة؟
ريحان:سكبت فوق النار.
أمير:لا بأس في يوم آخر لقد أخذت جرعة من الطاقة تكفيني لسنة لا احتاج لشيء آخر.
خجلت من كلماته تلك ما جعله يقول:إما أن تتوقفي عن نشر الوان الربيع فوق وجنتيك ام انني ساتهور واخطفك.
ريحان:آه عيب اوزجي هنا
اوزجي:لا تهتمي انا لا ار ولا اسمع ولا اتكلم
انحنت وقبلتها لتقول:مجنونتي انت.
اوزجي:لكنني لا أزال جائعة.
ريحان:ساغير ملابسي واذهب لتحضير الاكل حالا وانت أمير ابق لتناول الطعام ثم إن شىت ذهبت للفندق.
امسكها أمير من ذراعها ثم امسك يدها ليقول:لن نتعب انامل الحرير سأحضر اكلا جاهزا.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي