الفصل الرابع عشر
يبقي للعشق قواعد لا يدركها و يحصيها سوى العاشقون ..
عن اى قواعد أتحدث ..
فالحب السهم النافذ يأتى من اللا مكان ليصيب ...
أهم مكان بالجسد و الروح ...
القلب ...
في المساء انتبهت غدير علي رنين هاتفها فوجدته يوسف.. فكرت قليلا و تذكرت حديث ايمان و سليم و قامت بحظره من علي صفحتها الشخصية..
شعرت بالرحة و الهدوء و حملت دفاترها و عادت لدراستها لتنتبه علي رسالة واردة علي الواتساب..
جحظت عيناها و هي تقرأ فحواها:
_ غدير معتقدش اني ضايقتك قبل كده لو سمحتي ردى عليا مش كفاية حظر عالفيس بوك لو سمحتي بلاش تحظريني هنا كمان لاني وقتها هضطر ارن عالفون و معايا عشرين خط ارجوكي ردى عليا.
فكرت قليلا بعد صدمتها و كتبت له قائلة:
_ انت عرفت رقمي منين و باعدين بقالي سنة مش بعبرك ايه مش بتحس.. مافيش كرامة عندك.
اجابها قائلا بتسجيل صوتي:
_ اولا انا اسعد حد بالعالم انك رديتي عليا.. ثانيا كرامة ايه بس اللي بتتكلمي عنها انا بحبك و مافيش كرامة و لا ملام بالحب يا غدير.
سيطرت علي توترها و اجابته بقوة:
_ انا لا ليا بالحب و لا بالافلام دى فريح راسك من ناحيتي لانك مش هتوصل لحاجة معايا و لا انا زى البنات بتوعك.
لم يجيبها مباشرة مما جعلها تنتظر بتلهف حتي ارسل اليها قائلا:
_ لو في بنات بتوعي زى ما بتقولي فا هما اصحاب و بس و مش بجرى ورا اي واحدة فيهم زى ما بجرى وراكي انتي و الله .
صفعت غدير جبهتها بض ارسلت له قائلة بتسجيل صوتي :
_ بصراحه يا يوسف انا مش فاهمه انت عايز مني ايه بالضبط يا ريت تكون صريح وهات من الاخر .
اجابها يوسف قائلا بسعادة :
_ اولا صوتك حلو قوى .. ثانيا انا عاوزك مش عاوز حاجه تاني انا بحبك وعايزك ايه الصعب في كده ليه مش عايزاني اخد فرصه اوضح لك انا بحبك ازاي و اعبر لك عن اللي جوايا ليكي .
تأففت غدير قائلة بتذمر :
_ انا مش عايزه انا ما بحبش حد انا مش هاقدر ابادلك اللي انت بتقوله ده .. فاشوف واحده تانيه تقدر تبادلك المشاعر دي انا مش هاقدر ما اللي انت بتقوله ده كمان مش منطقي .. يعني انت بتحبني فانا هاسمعك و انا مش عايزه انت ليه مش عاوز تفهم ده .
تنهد يوسف قائلا برجاء :
_ ما هو انت ما ادتنيش فرصه تعرفيني ما عطتنيش فرصه تسمعيني .. اديني فرصه واحده بس وانتي هتفهمي انا قصدي ايه هو انا بطلب منك حاجه غلط ولا حاجه حرام انا عاوز تتعرفي عليا عشان لما اقول لك ان انا بحبك تصدقيني .
رغم قوتها الظاهرة الا انه كلمة احبك و التي قالها اكثر من مرة قد داعبت بكرية قلبها و الذي لم يدق لشخص من قبل .. ابتلعت غدير ريقها و قالت له بثبات :
_ يا سيدي وانا مش عايزه هو بالعافيه مش عاوزه سيبني في حالي .. انت طلبت ان انا ما عملش بلوك علشان هتدخل لي بارقام ومش عارفة ايه .. طب ما انا ممكن اكسر الشريحه عادي و اجيب شريحه تانيه .
ابتسم يوسف بسخرية و اجابها قائلا بتحدى :
_ هعرف رقم الشريحه التانيه برضه لو جبت 20 هاعرفهم .. مش صعب عليا وانتي عارفه فبليز عشان خاطري اديني فرصه انا مش طالب منك حاجه بس اسمعيني مش كده .
زفرت غدير بقوة و قالت له بنفاذ صبر :
_ مش عاوزه اسمعك اسمعني انت انا لا عندى وقت ولا لي طاقة لموضوع الارتباط ده مش في دماغي اصلا انا مركزه في دراستي ويوم ما ارتبط ارتبط بحد يكون خطيبي مش هكون كلمت قبله واحد واثنين وثلاثه انت سامعني .
ابتسم يوسف بنصر و قال :
_ ما هو ده قصدي انتي عشان بتفكري بالطريقه دي انا مش قادر اشوف بنت غيرك مش قادر احب بنت غيرك ومش عاوز غيرك ولو بتقولي طب ليه مثلا ما بيجيش يخطبني .. وانه لو انا نيتي سليمه المفروض اجي لوالدك .. انا في اخر سنه في الكليه بس اخلص الكليه واول ما اشتغل هعمل ده .. انا خايف تروحي مني خائف !تعجبي باي حد و ترتبطي بيه .
ابتسمت هدير بخفوت علي اصراره و قالت :
_ والله يا سيدي لو حصل ده يبقى وقتها انا مش من نصيبك بس سهله انما احنا نستعجل الوقت ليه ما براحتنا قدامنا الوقت .. و انت بس خلصت دراستك و بدات تشتغل ماشي تتكلم وقتها في ارتباط انما ده مش ارتباط ده لعب عيال واحنا اكبر من كده بكتير .
ضيق يوسف عينيه و قال بتعقل :
_ انا عمري مشاعرى ما كانت لعب عيال انا كل اللي انا عاوزه ان احنا نستغل الوقت ده عشان تعرفيني و اعرفك و نشوف احنا مناسبين لبعض ولا لا ايه العيب في كده يا غدير .
بدات تقتنع بمبدأه و مع ذلك ارسلت له قائلة :
_ يا سيدي مش صعب ولا حاجه بس دي اخر مره اكلمك فيها بلاش تكلمني عشان انا مش فاضيه عندي مذاكره كتير والامتحانات قربت ومش فاضيه والله للي احنا بنتكلم فيه ده فارجوك سيبني في حالي .
شعر يوسف بتغير نبرتها و ميولها للهدوء تاكد انه علي الطريق الصحيح فقال بابتسامته الجانبية :
_ انا هسيبك في حالك دلوقتي و هسيبك تذاكري وتشوفي اللي وراكي بس مش هسيبك في حالك خالص دي لا انسيها .. انسيها تماما لان انا بحبك وعايزك و هعمل المستحيل عشان اوصل لك و هاعمل المستحيل عشان تحسي بيا وتعرفي قد ايه انا بحبك بس .
احمرت وجنتي غدير و اغلقت الهاتف و هي تفكر بكلماته الرقيقة حتي انتبهت علي دلوف فرحه لغرفتها قائلة :
_ ايه يا غدير مش بتذاكري يا حبيبتي ان سامعة صوتك بتتكلمي .
ابتلعت غدير ريقها بتوتر و قالت :
_ ايوه يا ماما معلش كنت بسجل فويس نوت كده لايمان كنت بسالها في حاجه في المذاكره مش اكتر .
أومأت فرحه براسها و قالت بتفهم :
_ تمام يا حبيبتي الدنيا قوليلي بقا ماشيه معاكي .. كويسه المذاكره في حاجه واقفه معاكي .
هزت غدير راسها نافية و قالت :
_ لا والله يا ماما انا كويسه تعالى بقى قولي لي كده انتي ما لك عشان انا حاسه ان انتي متغيره ومش لاقيه سبب .. هو في مشكله بينك وبين بابا انا مش مرتاحة .
تهدلت ملامح فرحه و قالت وهي تبتعد بعينها عنها متطلعة باي شىء سوواها :
_ لا ما فيش مشاكل بيننا ولا حاجه ايه اللي خلاكي تقولي كده يا غدير .
غمزت لها غدير بعينها و قالت بشك مزح :
_ يا ماما هو انا عاميه .. انا حاسه وشايفه كل حاجة انتي في حاجه غلط بتحصل معاكي .. حاسه ان انتي متوتره حاسه ان انتي مش بتضحكي حاسه ان انتي متلخبطه او خايفه من حاجه انا مش فاهمه في ايه بس مجرد احساس جوايا و سالتك .
عادت اليها فرحه بعينها و قالت بمواربة :
_ لا ما فيش حاجه من دي عادي طبيعي يعني ملكيش انتي دعوه باي حاجه من ده وما تشغليش نفسك بيا خليكي في مذاكرتك وبس وركزي مع المذاكره زي ما انتي مركزه معايا كده يلا حبيبتي اسيبك تشوفي اللي وراكي .
اجابتها غدير قائلة :
_ ادعي لي يا ماما ادعي لي ربنا يوفقني و احقق حلمي .
ابتسمت فرحه و قالت بحنو :
_ داعيالك يا حبيبه قلبي والله ده دعيالك ومش بنساكي انت ولا اخوكي من دعائي ابدا .. هاسيبك بقى .
تركتها فرحة و خرجت مسرعة فاصطدمت بسليم الذي قال :
_ انا اسف يا ماما .. انتي كنتي جوه عند غدير يا ماما .
ملست فرحه علي ذراعه و قالت بوهن :
_ اه يا حبيبي كنت ببص عليها اليوم كله قاعده في اوضتها فقلقت دخلت شفتها بتعمل ايه لقتها يا حبيبتي قاعده بتذاكر .
طالع سليم وهنها و شحوب وجهها فقال :
_ تمام الحمد لله لان انا كمان قلقان عليها مش عارف ليه كويس ان هي بتذاكر ربنا يعينها .. ماما هو في حاجه مضايقة حضرتك ؟!
حركت فرحه كتفيها و قالت بتعجب :
_ انت كمان يا سليم لا ما فيش حاجه مضايقاني ما فيش حاجه مخوفاني و ما فيش حاجه قلقاني عادي انا طبيعيه جدا انت واختك هتشككوني في نفسي .. يعني شايفين اللي انا مش شايفاه .
طالع سليم مروغاتها و قلقها و قال بنبرة جادة :
_ يا ماما انا قبل ما اكون ابنك انا صاحبك و بفهمك من بصه واحده وانا عارف و متاكد ان انتي متغيره وفي حاجه مغيراكي وفي حاجه قلقاكي .. بصراحه انا كمان قلقان يعني لو انتي قادره تقولي انا هقول بس طالما انت بتنكرى انا مش هقول حاجة .
ضيقت فرحه عيناها و قالت بتوتر :
_ ايه هو اللي قلقك ومتاكد منه ده اتكلم يا سليم.
هز راسه نافيا و هو يطالعها بفتور و قال :
_ اتكلمي انتي الاول لان انتي في حاجه في دماغك وانا هاقولك .
مسدت فرحه جبهتها و قالت بهدوء مصطنع :
_ اءكدلك انه ما فيش حاجه في دماغي انا عايزه افهم انت قصدك ايه انا ما فيش حاجه اصلا في دماغي انت بقى ايه اللي في دماغك وايه اللي انت تقصده بالكلام ده .
تنهد سليم باسي و قال مسرعا :
_ خلاص طالما انتي ما فيش حاجه في دماغك يبقى اللي في دماغي انا كمان هتش وما لوش ستين لازمه براحتك يا ماما بس افتكري ان انا جيت وطلبت مني تقولي قبل ما الوقت يتاخر وانت اللي رفضتي .
تركهاو اولاها ظهره وسار خطوتين فجذبته فرحه من ذراعه و لفته ناحيتها و قالت بفقدان صير و قلق من انه يعلم شيئا عن اسعد هي لا تعلمه :
_ رفضت ايه .. و وقت ايه اللي هيتاخر يا سليم في ايه قول لي ما تقلقنيش .. كلامك ده معناه كبير قوي لو سمحت قولي انت قصدك ايه .
عقد سليم ذراعيه امام صدره و قال بضيق :
_ لا مش هقول حاجه يا ماما طالما انتي مش هتقولي وانا هانزل شويه اقعد تحت عشان انا مخنوق .. و نسيت اقولك ان العربيه بتاعتي هتيجي بكره ان شاء الله فهنزل امشي شويه تغير جو .
اعترضت فرحة الردهة امامه بجسدها و قالت باصرار قوى :
_ ما فيش نزول قبل ما تقول لي انت قصدك ايه يا سليم .
تعمق داخل عيناها و مع اهتزاز حدقتيها بارتباك سيطر علي انفعاله بعدما تأكد انه ربما تشك هي بما يشك به و قال بعصبية جديدة عليه :
_ وانا مش هقول حاجه يا ماما لو سمحتي بعد اذنك انا هنزل عشان راسي وجعاني جدا انا عايز اشرب كوبايه قهوه مع صحابي تحت وهطلع على طول ان شاء الله مش هتاخر على العشاء يكون موجود يكون بابا جه .
تحكمت فرحة بانفعالتها و اومأت براسها بهدوء كي لا تؤكد فكرته التي برأسه و كي لا تثير بنفسه شك اكبر و قالت بتعقل :
_ تمام يا حبيبي انزل و ما تتأخرش .
قبل مقدمة رأسها طويلا و طالعها باشفاق و تركها و انصرف تحت انظارها الوهنة ..
تهاوى جسدها اخيرا بغرفتها و هي تشعر بالم شديد في راسها من التفكير ...
كلما إعتقدنا ان مسئوليتنا كأهل سيأتى لها وقت و تنتهى .. هذا حلم بعيد المنال كلما كبر أبناؤنا كبرت معهم مشاكلهم .. و رغم ذلك فغريزتنا و واجبنا نحوهم أكبر من أى شئ و غالب بكل وقت......
عن اى قواعد أتحدث ..
فالحب السهم النافذ يأتى من اللا مكان ليصيب ...
أهم مكان بالجسد و الروح ...
القلب ...
في المساء انتبهت غدير علي رنين هاتفها فوجدته يوسف.. فكرت قليلا و تذكرت حديث ايمان و سليم و قامت بحظره من علي صفحتها الشخصية..
شعرت بالرحة و الهدوء و حملت دفاترها و عادت لدراستها لتنتبه علي رسالة واردة علي الواتساب..
جحظت عيناها و هي تقرأ فحواها:
_ غدير معتقدش اني ضايقتك قبل كده لو سمحتي ردى عليا مش كفاية حظر عالفيس بوك لو سمحتي بلاش تحظريني هنا كمان لاني وقتها هضطر ارن عالفون و معايا عشرين خط ارجوكي ردى عليا.
فكرت قليلا بعد صدمتها و كتبت له قائلة:
_ انت عرفت رقمي منين و باعدين بقالي سنة مش بعبرك ايه مش بتحس.. مافيش كرامة عندك.
اجابها قائلا بتسجيل صوتي:
_ اولا انا اسعد حد بالعالم انك رديتي عليا.. ثانيا كرامة ايه بس اللي بتتكلمي عنها انا بحبك و مافيش كرامة و لا ملام بالحب يا غدير.
سيطرت علي توترها و اجابته بقوة:
_ انا لا ليا بالحب و لا بالافلام دى فريح راسك من ناحيتي لانك مش هتوصل لحاجة معايا و لا انا زى البنات بتوعك.
لم يجيبها مباشرة مما جعلها تنتظر بتلهف حتي ارسل اليها قائلا:
_ لو في بنات بتوعي زى ما بتقولي فا هما اصحاب و بس و مش بجرى ورا اي واحدة فيهم زى ما بجرى وراكي انتي و الله .
صفعت غدير جبهتها بض ارسلت له قائلة بتسجيل صوتي :
_ بصراحه يا يوسف انا مش فاهمه انت عايز مني ايه بالضبط يا ريت تكون صريح وهات من الاخر .
اجابها يوسف قائلا بسعادة :
_ اولا صوتك حلو قوى .. ثانيا انا عاوزك مش عاوز حاجه تاني انا بحبك وعايزك ايه الصعب في كده ليه مش عايزاني اخد فرصه اوضح لك انا بحبك ازاي و اعبر لك عن اللي جوايا ليكي .
تأففت غدير قائلة بتذمر :
_ انا مش عايزه انا ما بحبش حد انا مش هاقدر ابادلك اللي انت بتقوله ده .. فاشوف واحده تانيه تقدر تبادلك المشاعر دي انا مش هاقدر ما اللي انت بتقوله ده كمان مش منطقي .. يعني انت بتحبني فانا هاسمعك و انا مش عايزه انت ليه مش عاوز تفهم ده .
تنهد يوسف قائلا برجاء :
_ ما هو انت ما ادتنيش فرصه تعرفيني ما عطتنيش فرصه تسمعيني .. اديني فرصه واحده بس وانتي هتفهمي انا قصدي ايه هو انا بطلب منك حاجه غلط ولا حاجه حرام انا عاوز تتعرفي عليا عشان لما اقول لك ان انا بحبك تصدقيني .
رغم قوتها الظاهرة الا انه كلمة احبك و التي قالها اكثر من مرة قد داعبت بكرية قلبها و الذي لم يدق لشخص من قبل .. ابتلعت غدير ريقها و قالت له بثبات :
_ يا سيدي وانا مش عايزه هو بالعافيه مش عاوزه سيبني في حالي .. انت طلبت ان انا ما عملش بلوك علشان هتدخل لي بارقام ومش عارفة ايه .. طب ما انا ممكن اكسر الشريحه عادي و اجيب شريحه تانيه .
ابتسم يوسف بسخرية و اجابها قائلا بتحدى :
_ هعرف رقم الشريحه التانيه برضه لو جبت 20 هاعرفهم .. مش صعب عليا وانتي عارفه فبليز عشان خاطري اديني فرصه انا مش طالب منك حاجه بس اسمعيني مش كده .
زفرت غدير بقوة و قالت له بنفاذ صبر :
_ مش عاوزه اسمعك اسمعني انت انا لا عندى وقت ولا لي طاقة لموضوع الارتباط ده مش في دماغي اصلا انا مركزه في دراستي ويوم ما ارتبط ارتبط بحد يكون خطيبي مش هكون كلمت قبله واحد واثنين وثلاثه انت سامعني .
ابتسم يوسف بنصر و قال :
_ ما هو ده قصدي انتي عشان بتفكري بالطريقه دي انا مش قادر اشوف بنت غيرك مش قادر احب بنت غيرك ومش عاوز غيرك ولو بتقولي طب ليه مثلا ما بيجيش يخطبني .. وانه لو انا نيتي سليمه المفروض اجي لوالدك .. انا في اخر سنه في الكليه بس اخلص الكليه واول ما اشتغل هعمل ده .. انا خايف تروحي مني خائف !تعجبي باي حد و ترتبطي بيه .
ابتسمت هدير بخفوت علي اصراره و قالت :
_ والله يا سيدي لو حصل ده يبقى وقتها انا مش من نصيبك بس سهله انما احنا نستعجل الوقت ليه ما براحتنا قدامنا الوقت .. و انت بس خلصت دراستك و بدات تشتغل ماشي تتكلم وقتها في ارتباط انما ده مش ارتباط ده لعب عيال واحنا اكبر من كده بكتير .
ضيق يوسف عينيه و قال بتعقل :
_ انا عمري مشاعرى ما كانت لعب عيال انا كل اللي انا عاوزه ان احنا نستغل الوقت ده عشان تعرفيني و اعرفك و نشوف احنا مناسبين لبعض ولا لا ايه العيب في كده يا غدير .
بدات تقتنع بمبدأه و مع ذلك ارسلت له قائلة :
_ يا سيدي مش صعب ولا حاجه بس دي اخر مره اكلمك فيها بلاش تكلمني عشان انا مش فاضيه عندي مذاكره كتير والامتحانات قربت ومش فاضيه والله للي احنا بنتكلم فيه ده فارجوك سيبني في حالي .
شعر يوسف بتغير نبرتها و ميولها للهدوء تاكد انه علي الطريق الصحيح فقال بابتسامته الجانبية :
_ انا هسيبك في حالك دلوقتي و هسيبك تذاكري وتشوفي اللي وراكي بس مش هسيبك في حالك خالص دي لا انسيها .. انسيها تماما لان انا بحبك وعايزك و هعمل المستحيل عشان اوصل لك و هاعمل المستحيل عشان تحسي بيا وتعرفي قد ايه انا بحبك بس .
احمرت وجنتي غدير و اغلقت الهاتف و هي تفكر بكلماته الرقيقة حتي انتبهت علي دلوف فرحه لغرفتها قائلة :
_ ايه يا غدير مش بتذاكري يا حبيبتي ان سامعة صوتك بتتكلمي .
ابتلعت غدير ريقها بتوتر و قالت :
_ ايوه يا ماما معلش كنت بسجل فويس نوت كده لايمان كنت بسالها في حاجه في المذاكره مش اكتر .
أومأت فرحه براسها و قالت بتفهم :
_ تمام يا حبيبتي الدنيا قوليلي بقا ماشيه معاكي .. كويسه المذاكره في حاجه واقفه معاكي .
هزت غدير راسها نافية و قالت :
_ لا والله يا ماما انا كويسه تعالى بقى قولي لي كده انتي ما لك عشان انا حاسه ان انتي متغيره ومش لاقيه سبب .. هو في مشكله بينك وبين بابا انا مش مرتاحة .
تهدلت ملامح فرحه و قالت وهي تبتعد بعينها عنها متطلعة باي شىء سوواها :
_ لا ما فيش مشاكل بيننا ولا حاجه ايه اللي خلاكي تقولي كده يا غدير .
غمزت لها غدير بعينها و قالت بشك مزح :
_ يا ماما هو انا عاميه .. انا حاسه وشايفه كل حاجة انتي في حاجه غلط بتحصل معاكي .. حاسه ان انتي متوتره حاسه ان انتي مش بتضحكي حاسه ان انتي متلخبطه او خايفه من حاجه انا مش فاهمه في ايه بس مجرد احساس جوايا و سالتك .
عادت اليها فرحه بعينها و قالت بمواربة :
_ لا ما فيش حاجه من دي عادي طبيعي يعني ملكيش انتي دعوه باي حاجه من ده وما تشغليش نفسك بيا خليكي في مذاكرتك وبس وركزي مع المذاكره زي ما انتي مركزه معايا كده يلا حبيبتي اسيبك تشوفي اللي وراكي .
اجابتها غدير قائلة :
_ ادعي لي يا ماما ادعي لي ربنا يوفقني و احقق حلمي .
ابتسمت فرحه و قالت بحنو :
_ داعيالك يا حبيبه قلبي والله ده دعيالك ومش بنساكي انت ولا اخوكي من دعائي ابدا .. هاسيبك بقى .
تركتها فرحة و خرجت مسرعة فاصطدمت بسليم الذي قال :
_ انا اسف يا ماما .. انتي كنتي جوه عند غدير يا ماما .
ملست فرحه علي ذراعه و قالت بوهن :
_ اه يا حبيبي كنت ببص عليها اليوم كله قاعده في اوضتها فقلقت دخلت شفتها بتعمل ايه لقتها يا حبيبتي قاعده بتذاكر .
طالع سليم وهنها و شحوب وجهها فقال :
_ تمام الحمد لله لان انا كمان قلقان عليها مش عارف ليه كويس ان هي بتذاكر ربنا يعينها .. ماما هو في حاجه مضايقة حضرتك ؟!
حركت فرحه كتفيها و قالت بتعجب :
_ انت كمان يا سليم لا ما فيش حاجه مضايقاني ما فيش حاجه مخوفاني و ما فيش حاجه قلقاني عادي انا طبيعيه جدا انت واختك هتشككوني في نفسي .. يعني شايفين اللي انا مش شايفاه .
طالع سليم مروغاتها و قلقها و قال بنبرة جادة :
_ يا ماما انا قبل ما اكون ابنك انا صاحبك و بفهمك من بصه واحده وانا عارف و متاكد ان انتي متغيره وفي حاجه مغيراكي وفي حاجه قلقاكي .. بصراحه انا كمان قلقان يعني لو انتي قادره تقولي انا هقول بس طالما انت بتنكرى انا مش هقول حاجة .
ضيقت فرحه عيناها و قالت بتوتر :
_ ايه هو اللي قلقك ومتاكد منه ده اتكلم يا سليم.
هز راسه نافيا و هو يطالعها بفتور و قال :
_ اتكلمي انتي الاول لان انتي في حاجه في دماغك وانا هاقولك .
مسدت فرحه جبهتها و قالت بهدوء مصطنع :
_ اءكدلك انه ما فيش حاجه في دماغي انا عايزه افهم انت قصدك ايه انا ما فيش حاجه اصلا في دماغي انت بقى ايه اللي في دماغك وايه اللي انت تقصده بالكلام ده .
تنهد سليم باسي و قال مسرعا :
_ خلاص طالما انتي ما فيش حاجه في دماغك يبقى اللي في دماغي انا كمان هتش وما لوش ستين لازمه براحتك يا ماما بس افتكري ان انا جيت وطلبت مني تقولي قبل ما الوقت يتاخر وانت اللي رفضتي .
تركهاو اولاها ظهره وسار خطوتين فجذبته فرحه من ذراعه و لفته ناحيتها و قالت بفقدان صير و قلق من انه يعلم شيئا عن اسعد هي لا تعلمه :
_ رفضت ايه .. و وقت ايه اللي هيتاخر يا سليم في ايه قول لي ما تقلقنيش .. كلامك ده معناه كبير قوي لو سمحت قولي انت قصدك ايه .
عقد سليم ذراعيه امام صدره و قال بضيق :
_ لا مش هقول حاجه يا ماما طالما انتي مش هتقولي وانا هانزل شويه اقعد تحت عشان انا مخنوق .. و نسيت اقولك ان العربيه بتاعتي هتيجي بكره ان شاء الله فهنزل امشي شويه تغير جو .
اعترضت فرحة الردهة امامه بجسدها و قالت باصرار قوى :
_ ما فيش نزول قبل ما تقول لي انت قصدك ايه يا سليم .
تعمق داخل عيناها و مع اهتزاز حدقتيها بارتباك سيطر علي انفعاله بعدما تأكد انه ربما تشك هي بما يشك به و قال بعصبية جديدة عليه :
_ وانا مش هقول حاجه يا ماما لو سمحتي بعد اذنك انا هنزل عشان راسي وجعاني جدا انا عايز اشرب كوبايه قهوه مع صحابي تحت وهطلع على طول ان شاء الله مش هتاخر على العشاء يكون موجود يكون بابا جه .
تحكمت فرحة بانفعالتها و اومأت براسها بهدوء كي لا تؤكد فكرته التي برأسه و كي لا تثير بنفسه شك اكبر و قالت بتعقل :
_ تمام يا حبيبي انزل و ما تتأخرش .
قبل مقدمة رأسها طويلا و طالعها باشفاق و تركها و انصرف تحت انظارها الوهنة ..
تهاوى جسدها اخيرا بغرفتها و هي تشعر بالم شديد في راسها من التفكير ...
كلما إعتقدنا ان مسئوليتنا كأهل سيأتى لها وقت و تنتهى .. هذا حلم بعيد المنال كلما كبر أبناؤنا كبرت معهم مشاكلهم .. و رغم ذلك فغريزتنا و واجبنا نحوهم أكبر من أى شئ و غالب بكل وقت......