الفصل الثاني عشر
وقعت كلماته عليها كالصاعقة جمدتها في مكانها وقد أصبحت ملامحها شاحبه للغايه و تلاحقت أنفاسها وهي تشعر بالدوار يزداد و تشوش الرؤية أمامها و قد انقلب كل شيء أمامها بالمعكوس و صدي صوته يصلها كمن يأتي من بعيد:
_ أستاذه حفصة..
شعرت بقوتها تخور و ما نطق به منذ قليل يتردده على مسامعها بشكل متكرر
" جوزك طلقك و متجوز عليكي من فتره قبل إلي حصل"
ظلت تلك الكلمات تردد على مسامعها بلا رحمه جعلتها لم تعد تستطيع تحمل أكثر من ذلك فقد شعرت بجسدها بأكمله يرتجف والرؤية ضبابيه أمامها و آخر ما وصل إلي مسامعها قبل سقوطها فاقده للوعي صوته وهو يهدر بقلق:
_ أستاذه حفصة !!
٠٠٠٠
وقفت فاطمه جانباً تحاوط جسدها بكفيها وهي تستمع إلي صوته الهادر صارخاً بها:
_ أنتي ازي تعملي حاجه زي كده، أنتي مجتيش اتكلمتي معايا ليه؟
اذدردت فاطمه لعابها و شحبت ملامحها وهي تقول مبرره بنبره منفعله قليلاً:
_ كنت عايزني أعمل إيه و أنا شايفه صور واحده تانيه على موبايلك..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها وهي تجد ملامحه تتشنج غضباً وهو يصيح بها بعصبية هادره:
_, أنتي عارفه بعملتك دي إيه إلي حصلها !، أنتي دمرتي حياتها
عضت فاطمه علي شفتيها بقوه وقد نكست رأسها تشعر بالذنب لكنها لم توضح ذلك وهي ترفع رأسها ترميه بنظرات حاده قائله بغيره:
_ قول بقي أنها فارقه معاك عشان كده زعلان عشانها أوي ..
مسح يوسف علي وجهه بشده يحاول تمالك أعصابه ولكن لم يستطع حيث ضرب بكفه بعنف على طاولة الزينه صائحاً بصوت جهوري:
_ شوف أنا بقول إيه وهي بتقول إيه، أهل جوزها يا متخلفه فضحوها من مفيش و أطلقت من جوزها و حياتها خربت و أنتي كل تفكيرك في كده أنتي معتوهه !
تجاهلت هي جميع ما قاله حيث هدرت بنبره منفعله وهي على وشك البكاء:
_, والله لو زعلان عليها أوي كده روح اتجوزها أنا مش همنعك براحتك..
نطقت بتلك الكلمات وقد ترسخ في عقلها فكره واحده أن غضبه ذلك نابع من حبه لتلك المرأه مما جعل قلبها يشتعل بالغيره العمياء..
كور يوسف قبضته بقوه مانع حاله بأعجوبة من صفعها حتي تدرك حجم الكارثه التي وضعت بها امرأه بريئه..
رمقها بنظرات ناريه يود الفتك بها قائلاً من بين أسنانه بعصبية هادره:
_ أنتي مش حاسه بحجم إلي عملتيه، أنتي كل تفكيرك في كده!
قشعر بدنها من صوته و تراجعت إلي الخلف تغمض جفونها بقوه، بينما صك هو اسنانه بعنف هادر من بين أسنانه:
_ بس اللوم مش عليكي قد ما على ابن عمك المحترم إلي مشي وراكي
نطق بتلك الكلمات ثم فتح باب الغرفه و خرج منه صافعاً إياه خلفه بقوه تارك إياها تقف بجسد ينتفض و قد أنسابت عبره حاره من عينيها وهي تردد بضعف:
_ علمت كده عشان بحبك
نطقت بتلك الكلمات ثم تحركت تدير مقبض الباب بكف مرتعش و خرجت من الغرفه تركض خلفه هادره باضطراب:
_ يوسف استني، رايح فين ، استني، أنا عملت كده عشان بحبك
لكن لم يستمع هو إليها حيث سحب سترته يرتدي إياها وهو يرميها بسهام ناريه ثم تحرك سريعاً يخرج من الباب صافعاً إياه خلفه تاركاً إياها تقف تحدق في أثره بضعف وهي تردد بخفوت مختنق:
_ ليه قولتليله يا رضوي !
نطقت بتلك الكلمات ثم ركضت نحو الداخل تبحث عن هاتفها..
٠٠٠٠٠٠
جلس صفوان علي درجات السلم أمام ذلك المنزل يشعر بالأضطراب فقد رحل صديقه الطبيب منذ قليل بعد أن أنهي الكشف على تلك المتسطحه في الداخل..
صدح رنين هاتفه مما جعله يسحبه من جيب سترته، امتقعت ملامحه عندما وقع بصره على إسم يوسف كاد أن يرفض المكالمه لكنه تراجع عن ذلك و أجاب قائلاً بنبرة خرجت حاده:
_ عايز إيه..
تجمدت مقلتيه وهو يستمع إلي حديث يوسف الذي علم بما حدث، أنتظر حتي أنهي الآخر حديثه ثم هدر بنبره حاده ينهر إياه:
_ أما أنت راجل أوي كده و زعلان على تدمير حياة غيرك كنت بتحتفظ بصور واحده متجوزه ليه !
رن الصمت لعدة ثواني حتي وصله صوت يوسف الهادر بنبره غاضبه:
_ و أنت مالك، أنت مالك، أنت مش حاسس بنفسك ، عشان الانانيه بنت عمك تعمل كده في غيرها بدون تفكير
أنكمشت ملامح صفوان غضباً و كاد أن يتحدث و لكن وصله صوت إغلاق المكالمه مما جعله يزفر بغضب ثم ألقي الهاتف بجانبه..
حرك رأسه نحو الباب المفتوح خلفه و تنهد بقوه وهو ينهض من مكانه و تحرك يدلف إلي الداخل بتردد..
وقع بصره عليها جالسه تضم جسدها إليها و تحدق أمامها بملامح جامده وقد أذداد شحوب وجهها، تقدم منها وتحدث بنبره خافته:
_ عامله ايه دلوقتي..
أبتلعت هي ريقها بصعوبة تشعر بمرارة العلقم في حلقها وقد سحبت وشاح الرأس ببطء ترتدي إياه بعشوائية على خصلات شعرها ولم تجيب عليه..
تقدم هو أكثر و جلس على مقعد مقابل لها قائلاً بحذر:
_ ناويه على إيه؟
عضت على شفتيها بقوه تقاوم حالها فهي لا تريد ذرف مزيد من العبرات، حاولت لململت شتات نفسها وهي تحرك رأسها تنظر نحوه قائله بصوت مبحوح:
_ هروح أشوف أهلي و بعد كده يحصل إلي يحصل..
ظل صفوان صامتاً للحظات ثم أومأ برأسه و تنهد طويلاً ثم تحدث مؤيد إياها:
_ الظاهر كده مفيش أفضل من كده ، هو بقي كويس و ممكن تخرجي منها بالتراضي
نطق بتلك الكلمات غير مقتنع كثيراً فهو قد رأي عائلة زوجها كيف اصبحت تبغضها، رمته هي بنظره ساخره ثم عادت تنظر أمامها وهي تقبض بكفها على ثوبها بقوه و ذكرياتها مع من كان زوجها تمر أمام عينيها بشكل متلاحق و هي تشعر بالنيران تكاد تتأكل قلبها..
راقب هو إياها بصمت و عينيه تلقائياً تدقق في تعبيرات وجهها الشاحب، ظل عدة دقائق ينظر إليها دون شعور منه وشعور التعاطف بداخله نحوها يزداد..
٠٠٠٠٠
بعد مرور ستة أشهر..
متسطحه على الفراش تحدق في الفراغ بنظرات جامده ٠٠
طرقات على باب الغرفه يعقبها صوت والدتها الجاف:
_ مروه صاحبتك بره..
حركت حفصة رأسها نحو باب الغرفة تنظر نحوه بحزن فوالدتها أصبحت تتعامل معها بطريقة جافه..
تنفست بعمق وهي تعتدل جالسه على الفراش قائله بنبره هادئه:
_جايه أهو
نطقت بتلك الكلمات ثم أنزلت قدميها و هي تبحث عن رابطة الشعر خاصتها..
كادت أن تنهض ولكن وجدت الباب يفتح و مروه تدلف هاتفه بنفاذ صبر:
_ أنتي يا هانم..
توقفت عن متابعة كلماتها وقد نظرت إلي ثيابها المنزليه تضيق ما بين عينيها قائله بنفاذ صبر:
_ هو حضرتك مش ناويه تنزلي معايا ولا ايه..
أعادت حفصة خصله من خصلات شعرها إلي الخلف قائله بفتور:
_ أنا مش عايزه أخرج يا مروه..
أنكمشت ملامح مروه بشده و ألقت حقيبتها علي الفراش وهي تقول بضيق:
_ تاني يا حفصة، إحنا مش اتكلمنا ، هتفضلي حابسه نفسك كده كتير..
قالت تلك الكلمات وهي تتقدم تجلس بجانبها على الفراش، حركت حفصة رأسها نحوها تنظر لها قائله بنبره خافته:
_ مش قادره يا مروه و مش عايزه أخرج ولا اروح في مكان..
ظلت مروه تحدقها بنظرات مغتاظه ثم هدرت بانزعاج:
_ يووه يا حفصة هو مش شاهين الزفت ده أتنازل و خرجتي منها وعدت تبقي تحبسي نفسك في البيت !
أغمضت حفصة جفونها و شرد ذهنها فيما حدث تزامناً من حديث مروه التي راحت تهتف بتلك الكلمات التي أصبحت تهتف بها دائما:
_ مع العلم أنا مستغربه شاهين ده ازي عدي الموضوع كده و أتنازل عن حقه..
لم تبالي حفصة بكلماتها فقد كانت بعالم أخري شارده في رؤيتها إلي تلك المدعوه سوزان تتأبط ذراع محمود..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جالس بجانب والدته يتمازح معها قائلاً بنفاذ صبر:
_ حلوه ما قولنا حلوه، بس نأجل الموضوع أما اظبط اموري
لوت السيده سميحه فمها و أبعدت هاتفها بعيداً تلقي إياه بجانبها قائله بحنق:
_, مالك يا بني ، ما حلوه أهي..
حرك رضوان رأسه مبتسماً وقد تقدمت منهم قائله بمرح:
_ برضوا مش عاجباه العروسه!
لوت السيده سميحه فمها وعقدت ذراعيها أمامها قائله بنفاذ صبر:
_ أنا زهقت منه
رفع رضوان حاجب و نزل الآخر و التوي ثغره بابتسامة طفيفه على تصرفات والدته المحببه إلي قلبه..
٠٠٠٠٠٠
سارت حفصة مع مروه تنكس رأسها لا ترغب أن تتقابل نظراتها مع حد فقد تحولت حياتها إلي جحيم و أصبح الجميع يرمقوها بنظرات مليئه بالأشمئزاز فقد أصبحت أمام الجميع خائنه لزوجها..
قبضت مروه علي ذراعها قائله بنبره حانيه:
_ ارفعي رأسك إلي يبص يبص أنتي معملتيش حاجه غلط الناس أصلا بتصدق أي حاجة
ضغطت حفصة على ذراع حقيبتها و هي مازالت تنظر إلي الأسفل و تحدثت بنبره مختنقه:
_, قولتلك يا مروه بلاش أخرج
كادت مروه أن تتحدث و لكن صدح رنين هاتفها، مما جعلها تخرج إياه من جيب حقيبتها، أرتسمت أبتسامة بسيطه على ثغرها عندما وقع بصرها على إسمه يتوسط الشاشه، أبعدت كفها عن ذراع الأخري و أجابت قائله بنبرة عذبه:
_ أيوه يا مروان..
سحب مروان ورقه من على طاولة المكتب ينظر اليها عاقداً حاجبيه قائلاً بعدم اكتراث:
_ خرجتي مع صاحبتك؟
حركت رأسها إيجاباً وتحدثت قائله بخفوت:
_ اه، رايحين نشوف فستان الفرح
دقق مروان في تلك الورقه التي أمامه و تحدث بنبره روتينه:
_ طب تمام لما تروحي عرفيني ، حاولي متتأخريش بره
دق قلب مروه بتوتر فهي أبسط الكلمات منه تسعدها، تحدثت بخفوت:
_ حاضر هعرفك
نطقت بتلك وقد وصلها صوته قائلاً بإيجاز:
_ هقفل أنا دلوقتي بقي
أرتسمت أبتسامه حالمه على ثغر مروه وهي تهمس قائله:
_ تمام ، خلي بالك من نفسك
نطقت بتلك الكلمات وقد شعرت بحفصة تقبض على ذراعها قائله برجاء:
_خليني أرجع البيت يا مروه أنا مش مرتاحه كده..
زفرت مروه طويلاً وأغلقت المكالمه واضعه الهاتف في حقيبتها ثم ربطت على كتف الأخري قائله بنبره حازمه:
_ حفصة إحنا قولنا إيه، لازم تواجههي
ظهر البؤس على ملامح حفصة وهي تضغط على ذراع حقيبتها وهي تبتلع ريقها بصعوبه..
٠٠٠٠٠
تنهد مروان طويلاً وهو يجلس بداخل مكتب المحاماه خاصته يستمع إلي كلمات ذلك الجالس أمامه متسأل باهتمام:
_ هي كويسه يعني..
شبك مروان كفيه في بعضهم قائلا بتأكيد:
_ أيوه خرجت النهارده مع خطيبتي، زي ما قولتلك لسه مكلم مروه من ساعه كده و قالتلي..
التوي ثغر صفوان بابتسامة جانبيه سريعاً ما تلاشت وهو يستمع إلي سؤال مروان المتعجب:
_ بس أنت ليه لسه مهتم بالموضوع !
مسح صفوان على وجهه بشده و تنهد طويلاً قائلاً بنبره مختصره:
_ هيكون ليه يعني ، عشان أنا السبب في إلي حصلها
تراجع مروان في مقعده و سحب قلمه قائلاً بنبرة هادئه:
_ بس أنت عملت إلي عليك و كنت سبب أن شاهين يتنازل !، خلاص أعتقد مفيش حاجه تانيه تقدر تعملها
أنكمشت ملامح صفوان قليلاً و تحدث قائلاً بجمود:
_ بس أطلقت من جوزها ده غير أن الناس كلها بقت بتتكلم عنها
ألقي مروان القلم على الطاولة و مط شفتيه وهو يقول بعدم اكتراث:
_ بكره الناس تنسي..
زفر صفوان طويلاً و لم يعلق ثم وضع كفيه على ساقيه ينهض من مكانه قائلا بأمتنان:
_ الحق أنا بقي أروح أشوف شغلي، شكراً يا مروان على كل حاجه عملتها
أومأ مروان برأسه بلا معني دون أن يعقب..
٠٠٠٠
خرج صفوان من المكان و كاد أن يتحرك نحو سيارته المصطفه جانباً و لكن توقفت عينيه علي تلك التي تعبر الطريق مع رفيقتها..
ظل واقفاً بتوتر ، تقابلت نظراتها بنظراته وقد أنكمشت ملامحها، دون شعور منه تقدم نحوهم و توقفت أمامهم..
توقفت مروه و عقدت حاجبيها من ذلك الواقف أمامهم، كادت أن تتحدث لكن سبقها هو وتحدث ونظراته مسلطه على حفصة قائلاً بصوت أجش:
_ عامله ايه؟
يتبع
_ أستاذه حفصة..
شعرت بقوتها تخور و ما نطق به منذ قليل يتردده على مسامعها بشكل متكرر
" جوزك طلقك و متجوز عليكي من فتره قبل إلي حصل"
ظلت تلك الكلمات تردد على مسامعها بلا رحمه جعلتها لم تعد تستطيع تحمل أكثر من ذلك فقد شعرت بجسدها بأكمله يرتجف والرؤية ضبابيه أمامها و آخر ما وصل إلي مسامعها قبل سقوطها فاقده للوعي صوته وهو يهدر بقلق:
_ أستاذه حفصة !!
٠٠٠٠
وقفت فاطمه جانباً تحاوط جسدها بكفيها وهي تستمع إلي صوته الهادر صارخاً بها:
_ أنتي ازي تعملي حاجه زي كده، أنتي مجتيش اتكلمتي معايا ليه؟
اذدردت فاطمه لعابها و شحبت ملامحها وهي تقول مبرره بنبره منفعله قليلاً:
_ كنت عايزني أعمل إيه و أنا شايفه صور واحده تانيه على موبايلك..
توقفت الكلمات على طرف شفتيها وهي تجد ملامحه تتشنج غضباً وهو يصيح بها بعصبية هادره:
_, أنتي عارفه بعملتك دي إيه إلي حصلها !، أنتي دمرتي حياتها
عضت فاطمه علي شفتيها بقوه وقد نكست رأسها تشعر بالذنب لكنها لم توضح ذلك وهي ترفع رأسها ترميه بنظرات حاده قائله بغيره:
_ قول بقي أنها فارقه معاك عشان كده زعلان عشانها أوي ..
مسح يوسف علي وجهه بشده يحاول تمالك أعصابه ولكن لم يستطع حيث ضرب بكفه بعنف على طاولة الزينه صائحاً بصوت جهوري:
_ شوف أنا بقول إيه وهي بتقول إيه، أهل جوزها يا متخلفه فضحوها من مفيش و أطلقت من جوزها و حياتها خربت و أنتي كل تفكيرك في كده أنتي معتوهه !
تجاهلت هي جميع ما قاله حيث هدرت بنبره منفعله وهي على وشك البكاء:
_, والله لو زعلان عليها أوي كده روح اتجوزها أنا مش همنعك براحتك..
نطقت بتلك الكلمات وقد ترسخ في عقلها فكره واحده أن غضبه ذلك نابع من حبه لتلك المرأه مما جعل قلبها يشتعل بالغيره العمياء..
كور يوسف قبضته بقوه مانع حاله بأعجوبة من صفعها حتي تدرك حجم الكارثه التي وضعت بها امرأه بريئه..
رمقها بنظرات ناريه يود الفتك بها قائلاً من بين أسنانه بعصبية هادره:
_ أنتي مش حاسه بحجم إلي عملتيه، أنتي كل تفكيرك في كده!
قشعر بدنها من صوته و تراجعت إلي الخلف تغمض جفونها بقوه، بينما صك هو اسنانه بعنف هادر من بين أسنانه:
_ بس اللوم مش عليكي قد ما على ابن عمك المحترم إلي مشي وراكي
نطق بتلك الكلمات ثم فتح باب الغرفه و خرج منه صافعاً إياه خلفه بقوه تارك إياها تقف بجسد ينتفض و قد أنسابت عبره حاره من عينيها وهي تردد بضعف:
_ علمت كده عشان بحبك
نطقت بتلك الكلمات ثم تحركت تدير مقبض الباب بكف مرتعش و خرجت من الغرفه تركض خلفه هادره باضطراب:
_ يوسف استني، رايح فين ، استني، أنا عملت كده عشان بحبك
لكن لم يستمع هو إليها حيث سحب سترته يرتدي إياها وهو يرميها بسهام ناريه ثم تحرك سريعاً يخرج من الباب صافعاً إياه خلفه تاركاً إياها تقف تحدق في أثره بضعف وهي تردد بخفوت مختنق:
_ ليه قولتليله يا رضوي !
نطقت بتلك الكلمات ثم ركضت نحو الداخل تبحث عن هاتفها..
٠٠٠٠٠٠
جلس صفوان علي درجات السلم أمام ذلك المنزل يشعر بالأضطراب فقد رحل صديقه الطبيب منذ قليل بعد أن أنهي الكشف على تلك المتسطحه في الداخل..
صدح رنين هاتفه مما جعله يسحبه من جيب سترته، امتقعت ملامحه عندما وقع بصره على إسم يوسف كاد أن يرفض المكالمه لكنه تراجع عن ذلك و أجاب قائلاً بنبرة خرجت حاده:
_ عايز إيه..
تجمدت مقلتيه وهو يستمع إلي حديث يوسف الذي علم بما حدث، أنتظر حتي أنهي الآخر حديثه ثم هدر بنبره حاده ينهر إياه:
_ أما أنت راجل أوي كده و زعلان على تدمير حياة غيرك كنت بتحتفظ بصور واحده متجوزه ليه !
رن الصمت لعدة ثواني حتي وصله صوت يوسف الهادر بنبره غاضبه:
_ و أنت مالك، أنت مالك، أنت مش حاسس بنفسك ، عشان الانانيه بنت عمك تعمل كده في غيرها بدون تفكير
أنكمشت ملامح صفوان غضباً و كاد أن يتحدث و لكن وصله صوت إغلاق المكالمه مما جعله يزفر بغضب ثم ألقي الهاتف بجانبه..
حرك رأسه نحو الباب المفتوح خلفه و تنهد بقوه وهو ينهض من مكانه و تحرك يدلف إلي الداخل بتردد..
وقع بصره عليها جالسه تضم جسدها إليها و تحدق أمامها بملامح جامده وقد أذداد شحوب وجهها، تقدم منها وتحدث بنبره خافته:
_ عامله ايه دلوقتي..
أبتلعت هي ريقها بصعوبة تشعر بمرارة العلقم في حلقها وقد سحبت وشاح الرأس ببطء ترتدي إياه بعشوائية على خصلات شعرها ولم تجيب عليه..
تقدم هو أكثر و جلس على مقعد مقابل لها قائلاً بحذر:
_ ناويه على إيه؟
عضت على شفتيها بقوه تقاوم حالها فهي لا تريد ذرف مزيد من العبرات، حاولت لململت شتات نفسها وهي تحرك رأسها تنظر نحوه قائله بصوت مبحوح:
_ هروح أشوف أهلي و بعد كده يحصل إلي يحصل..
ظل صفوان صامتاً للحظات ثم أومأ برأسه و تنهد طويلاً ثم تحدث مؤيد إياها:
_ الظاهر كده مفيش أفضل من كده ، هو بقي كويس و ممكن تخرجي منها بالتراضي
نطق بتلك الكلمات غير مقتنع كثيراً فهو قد رأي عائلة زوجها كيف اصبحت تبغضها، رمته هي بنظره ساخره ثم عادت تنظر أمامها وهي تقبض بكفها على ثوبها بقوه و ذكرياتها مع من كان زوجها تمر أمام عينيها بشكل متلاحق و هي تشعر بالنيران تكاد تتأكل قلبها..
راقب هو إياها بصمت و عينيه تلقائياً تدقق في تعبيرات وجهها الشاحب، ظل عدة دقائق ينظر إليها دون شعور منه وشعور التعاطف بداخله نحوها يزداد..
٠٠٠٠٠
بعد مرور ستة أشهر..
متسطحه على الفراش تحدق في الفراغ بنظرات جامده ٠٠
طرقات على باب الغرفه يعقبها صوت والدتها الجاف:
_ مروه صاحبتك بره..
حركت حفصة رأسها نحو باب الغرفة تنظر نحوه بحزن فوالدتها أصبحت تتعامل معها بطريقة جافه..
تنفست بعمق وهي تعتدل جالسه على الفراش قائله بنبره هادئه:
_جايه أهو
نطقت بتلك الكلمات ثم أنزلت قدميها و هي تبحث عن رابطة الشعر خاصتها..
كادت أن تنهض ولكن وجدت الباب يفتح و مروه تدلف هاتفه بنفاذ صبر:
_ أنتي يا هانم..
توقفت عن متابعة كلماتها وقد نظرت إلي ثيابها المنزليه تضيق ما بين عينيها قائله بنفاذ صبر:
_ هو حضرتك مش ناويه تنزلي معايا ولا ايه..
أعادت حفصة خصله من خصلات شعرها إلي الخلف قائله بفتور:
_ أنا مش عايزه أخرج يا مروه..
أنكمشت ملامح مروه بشده و ألقت حقيبتها علي الفراش وهي تقول بضيق:
_ تاني يا حفصة، إحنا مش اتكلمنا ، هتفضلي حابسه نفسك كده كتير..
قالت تلك الكلمات وهي تتقدم تجلس بجانبها على الفراش، حركت حفصة رأسها نحوها تنظر لها قائله بنبره خافته:
_ مش قادره يا مروه و مش عايزه أخرج ولا اروح في مكان..
ظلت مروه تحدقها بنظرات مغتاظه ثم هدرت بانزعاج:
_ يووه يا حفصة هو مش شاهين الزفت ده أتنازل و خرجتي منها وعدت تبقي تحبسي نفسك في البيت !
أغمضت حفصة جفونها و شرد ذهنها فيما حدث تزامناً من حديث مروه التي راحت تهتف بتلك الكلمات التي أصبحت تهتف بها دائما:
_ مع العلم أنا مستغربه شاهين ده ازي عدي الموضوع كده و أتنازل عن حقه..
لم تبالي حفصة بكلماتها فقد كانت بعالم أخري شارده في رؤيتها إلي تلك المدعوه سوزان تتأبط ذراع محمود..
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
جالس بجانب والدته يتمازح معها قائلاً بنفاذ صبر:
_ حلوه ما قولنا حلوه، بس نأجل الموضوع أما اظبط اموري
لوت السيده سميحه فمها و أبعدت هاتفها بعيداً تلقي إياه بجانبها قائله بحنق:
_, مالك يا بني ، ما حلوه أهي..
حرك رضوان رأسه مبتسماً وقد تقدمت منهم قائله بمرح:
_ برضوا مش عاجباه العروسه!
لوت السيده سميحه فمها وعقدت ذراعيها أمامها قائله بنفاذ صبر:
_ أنا زهقت منه
رفع رضوان حاجب و نزل الآخر و التوي ثغره بابتسامة طفيفه على تصرفات والدته المحببه إلي قلبه..
٠٠٠٠٠٠
سارت حفصة مع مروه تنكس رأسها لا ترغب أن تتقابل نظراتها مع حد فقد تحولت حياتها إلي جحيم و أصبح الجميع يرمقوها بنظرات مليئه بالأشمئزاز فقد أصبحت أمام الجميع خائنه لزوجها..
قبضت مروه علي ذراعها قائله بنبره حانيه:
_ ارفعي رأسك إلي يبص يبص أنتي معملتيش حاجه غلط الناس أصلا بتصدق أي حاجة
ضغطت حفصة على ذراع حقيبتها و هي مازالت تنظر إلي الأسفل و تحدثت بنبره مختنقه:
_, قولتلك يا مروه بلاش أخرج
كادت مروه أن تتحدث و لكن صدح رنين هاتفها، مما جعلها تخرج إياه من جيب حقيبتها، أرتسمت أبتسامة بسيطه على ثغرها عندما وقع بصرها على إسمه يتوسط الشاشه، أبعدت كفها عن ذراع الأخري و أجابت قائله بنبرة عذبه:
_ أيوه يا مروان..
سحب مروان ورقه من على طاولة المكتب ينظر اليها عاقداً حاجبيه قائلاً بعدم اكتراث:
_ خرجتي مع صاحبتك؟
حركت رأسها إيجاباً وتحدثت قائله بخفوت:
_ اه، رايحين نشوف فستان الفرح
دقق مروان في تلك الورقه التي أمامه و تحدث بنبره روتينه:
_ طب تمام لما تروحي عرفيني ، حاولي متتأخريش بره
دق قلب مروه بتوتر فهي أبسط الكلمات منه تسعدها، تحدثت بخفوت:
_ حاضر هعرفك
نطقت بتلك وقد وصلها صوته قائلاً بإيجاز:
_ هقفل أنا دلوقتي بقي
أرتسمت أبتسامه حالمه على ثغر مروه وهي تهمس قائله:
_ تمام ، خلي بالك من نفسك
نطقت بتلك الكلمات وقد شعرت بحفصة تقبض على ذراعها قائله برجاء:
_خليني أرجع البيت يا مروه أنا مش مرتاحه كده..
زفرت مروه طويلاً وأغلقت المكالمه واضعه الهاتف في حقيبتها ثم ربطت على كتف الأخري قائله بنبره حازمه:
_ حفصة إحنا قولنا إيه، لازم تواجههي
ظهر البؤس على ملامح حفصة وهي تضغط على ذراع حقيبتها وهي تبتلع ريقها بصعوبه..
٠٠٠٠٠
تنهد مروان طويلاً وهو يجلس بداخل مكتب المحاماه خاصته يستمع إلي كلمات ذلك الجالس أمامه متسأل باهتمام:
_ هي كويسه يعني..
شبك مروان كفيه في بعضهم قائلا بتأكيد:
_ أيوه خرجت النهارده مع خطيبتي، زي ما قولتلك لسه مكلم مروه من ساعه كده و قالتلي..
التوي ثغر صفوان بابتسامة جانبيه سريعاً ما تلاشت وهو يستمع إلي سؤال مروان المتعجب:
_ بس أنت ليه لسه مهتم بالموضوع !
مسح صفوان على وجهه بشده و تنهد طويلاً قائلاً بنبره مختصره:
_ هيكون ليه يعني ، عشان أنا السبب في إلي حصلها
تراجع مروان في مقعده و سحب قلمه قائلاً بنبرة هادئه:
_ بس أنت عملت إلي عليك و كنت سبب أن شاهين يتنازل !، خلاص أعتقد مفيش حاجه تانيه تقدر تعملها
أنكمشت ملامح صفوان قليلاً و تحدث قائلاً بجمود:
_ بس أطلقت من جوزها ده غير أن الناس كلها بقت بتتكلم عنها
ألقي مروان القلم على الطاولة و مط شفتيه وهو يقول بعدم اكتراث:
_ بكره الناس تنسي..
زفر صفوان طويلاً و لم يعلق ثم وضع كفيه على ساقيه ينهض من مكانه قائلا بأمتنان:
_ الحق أنا بقي أروح أشوف شغلي، شكراً يا مروان على كل حاجه عملتها
أومأ مروان برأسه بلا معني دون أن يعقب..
٠٠٠٠
خرج صفوان من المكان و كاد أن يتحرك نحو سيارته المصطفه جانباً و لكن توقفت عينيه علي تلك التي تعبر الطريق مع رفيقتها..
ظل واقفاً بتوتر ، تقابلت نظراتها بنظراته وقد أنكمشت ملامحها، دون شعور منه تقدم نحوهم و توقفت أمامهم..
توقفت مروه و عقدت حاجبيها من ذلك الواقف أمامهم، كادت أن تتحدث لكن سبقها هو وتحدث ونظراته مسلطه على حفصة قائلاً بصوت أجش:
_ عامله ايه؟
يتبع