الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز أمين

الفصل الرابع عشر

بعد مرور يومان أخران
عصراً داخل منزل العائلة حيث الجميع يلتف حول مائدة الطعام يتناولون غدائهم ،، إلا من حسن المُعتكف داخل غرفته منذُ ذاك اليوم و تلك المواجهه الساخنة التي حدثت بينهُ و بين أبيه

نظر صلاح إلي زوجته و وجه حديثهُ إليها بنبرة غاضبة حادة ٠٠٠ هو البيه إبنك هيفضل حابس نفسه في أوضته كده كتير و لا اية  ؟

هتفت عزيزة مٌتلبكة خشيةً غضبتة من جديد ٠٠٠ يومين زعل يا أخويا و هيروحوا لحال سبيلهم ،، و بعدها إن شاء الله هينزل و هيبقا زي الفل و ييجي يبوس إيدك و يراضيك كمان

تحدث أحمد إلي عمهِ بنبرة تعقلية  ٠٠٠ خليه براحته يا عمي ،  أنا شايف إن حسن بقعدته  و إعتكافة في أوضته بيمنع الإحتكاك بينكم و بيهدي الأمور

أمور أيه دي اللي هتهدي يا أحمد طول ما الموضوع زي ما هو محلك سر و ما أتحلش ،،، تساؤل وجههُ عز إلي شقيقة الأصغر

أجابهٌ أحمد بجمود دون النظر إليه ،، فهذا أصبح حالة مٌنذ أن إكتشف عشق عز إلي ثٌريا ،، لم يقوي علي النظر داخل عين أخية كي لا يدع للشيطان فرصة ل تفريقهما عن بعضهما ٠٠٠ و الله دي وجهة نظري المتواضعة يا سيادة العقيد ،، أنا شايف إن حسن لما يلاقي عمي مٌتجنبة و ما سألش في زعله و لا في قمصته ، هيعرف إن عمي قفل باب النقاش في الموضوع نهائي من ناحيته ،، و كمان بٌعد عمي عن حسن هو اللي هيهدي الموضوع و يخلي حسن يشيله من دماغه و ينساه بعد ما يتأكد إن مفيش فايدة من اللي بيعمله

هتف عز بإستنكار و حدة ٠٠٠ غلط يا أحمد ،  طريقة تفكيرك غلط

و نظر إلي عمه و كاد أن يٌكمل حديثهُ لولا صوت عزيزة التي إرتعبت من فكرة حديث عز و إقناعه ل صلاح فتحدثت علي عجل لإلهاء الجميع بإبتسامة واسعة ٠٠٠ مش تباركوا ل أحمد و ثٌريا يا جماعة

توجهت إليها أنظار جميع الموجودين بترقب و انتظار لإكمال حديثها

حين تحدثَ عبدالرحمن مستفسراً من زوجة عمه ٠٠٠ خير يا مرات عمي ؟
ياتري هنبارك لهم علي أية؟

نظرت إلي أحمد المبتسم بهدوء و هو ينظر إلي معشوقة عيناه التي تنظر إلي الأسفل خجلاً و أمسك يدها بحنان محتوياً إياها كي يدعمها و يجعلها تُهدئ من روعها

في حين هتفت عزيزة بنبرة حماسية سعيده ٠٠٠ ثٌريا ما شاء الله حامل في شهر و نص

نزلت تلك الجملة علي قلب عز كالصاعقة المُدمرة فأحرقته ،  مات رٌعبً من فكرة معايشته من جديد ل تجربتة المريرة السابقة أثناء تعثر ولادتها في صغيرها رائف ، إرتعب جسده و أنتفض من مجرد تخيلهٌ ل فقدانها ،،

نظر عليها سريعً وجدها تنظر أرضً و الخجل و السعادة يسيطران علي ملامحها الرقيقة

نظر مٌحمد إلي غاليه و تحدث بسعادة و تمنيّ ٠٠٠ ألف مبروك يا أحمد ،، مبروك يا ثٌريا يا بنتي ،، المرة دي بعون الله ربنا هيرزقك بالولد

عز ،، هتجيب لنا عز بإذن الله ،،  كلمات هتفت بها مٌنيرة بسعاده و فخر تحت إحتراق روح أحمد الذي كاد أن يصرخ بوجه والدته و يعترض ،  لكنه كالعادة فضل الصمت و كظم قهرته و غيظة داخل صدرة الذي بدأ بالأنيين و لم يعد يحتمل الكثير من الصبر بْعد

أخرج  صوتهٌ بصعوبه بالغة متحاملاً علي حالة و تحدث برضي و يقين ٠٠٠ مش مهم ولد و لا بنت يا حاج ، المهم إن ثريا تقوم لي بالسلامة و الطفل يكون مٌعافي و بصحة كويسه

 
و نظر إلي يٌسرا الجالسه بجانب ياسين و تحدث بعيون سعيده ٠٠٠ يعني مثلاً لو جت بنت في جمال و رقة و هدوء يسرا يبقا ألف حمد و شكر لربنا علي نعمته عليا

كانت منال تأخذ من الصمت ملاذاً لها ولكن بداخل مُستشاط و ذلك بعدما شاهدت سعادة الجميع المبالغ بها بخبر حمل ثُريا و هذا ما لم يكن يحدث مع أحداً غير مدللة تلك العائلة،، لكنها لم تستطع الصت أكثر حينما ذكرت أم زوجها إسم عز

و تحدثت منال بنبرة رخيمة و هي تنظر إلي ثُريا بتعالي ٠٠٠ أولاً ألف مبروك يا ثُريا

إبتسمت لها ثريا و أومأت رأسها بهدوء

ثم حولت بصرها إلي والدة زوجها مُنيرة و أردفت قائله بنبرة متعالية ٠٠٠ ثانياً بقا يا طنط مفيش حد هيطلع زي سيادة العقيد غير ولادة

و أكملت بنبرة متفاخرة و هي تنظر إلي زوجها السارح بخيالهِ بعيداً حتي أنهُ لم يستمع لحديثها من الأساس ٠٠٠ثانياً بقا عيلة المغربي مجبتش و لا هتجيب غير عز واحد بس

إستشاط داخل مُنيرة و كادت أن تُجيبها لولا صوت ثُريا القوي الذي هتفت بكل قوة قائلة ٠٠٠و أنا يا مدام منال مع إحترامي الشديد لعز و شخصيته و هيبته إلا إني ما بتمناش لإبني غير إنه يطلع شبه أبوة في كل حاجه ،،

و تبادلت مع زوجها نظرات هائمة عاشقة و هي تتحدث بنبرة فخورة ٠٠٠ الراجل اللي بعتبرة و بشوفه بعيوني سيد الرجاله كلها و علشان كدة إختارته من بين الدنيا كلها يكون أبو أولادي


ثم نظرت إلي ياسين و طارق و أكملت بإبتسامة حانية و تمني صادق ٠٠٠ و إن شاء الله ياسين و طارق يطلعوا شبه سيادة العقيد في كل حاجه و يشرفوه و يشرفونا معاه قدام الدنيا بحالها


طار قلب أحمد من شدة سعادته و ذلك لإطراء زوجته العاشقة علية

أما مُحمد و منيرة الذي شملاها بنظرات إستحسان و ابتسما برضي علي تلك التي أخذت بثأرها من تلك المتعالية و بنفس الوقت ردها المقنع عليها بتعقل و أحترام دون أية إسفاف أو تقليل من شأن أحد


مالت تلك الخَبيثة المُسماة ب راقية علي ٱذن منال و تحدثت هامسة بنبرة خافتة كي لا يشعر عليها أحد و ذلك لحرق روحها و إستدعاء غضبها من جديد علي تلك ال ثُريا ٠٠٠ شفتي خبثها و هي بتركبك الغلط و زي عادتها بتظهر نفسها قدام الكُل الملاك البرئ اللي شوية و هيطلع لها جناحين و تطير بيهم


رمقتها منال بنظرة حارقة جعلتها تبتلع ما تبقي في جوفها من كلام مُحرض و تحدثت بنبرة محتقنة هامسة ٠٠٠ خلاص يا حبيبتي إنتوا أحرار في بعض ،، قال علي رأي المثل،، يا

لم تكمل حديثها المُحرض من إرتعاب أوصالها الذي أصابها حين إستمعت إلي صوت مُنيرة الهادر التي تحدثت بنبرة حادة و هي ترمقها بنظرات ذات معني ل علمها مدي خُبث تلك الراقية معدومة الرُقي و الأخلاق ٠٠٠ فيه حاجة يا راقية ؟

إرتجف جسدها وأبتلعت لُعابها ثم تحدثت بنبرة مُرتبكة ٠٠٠ سلامتك يا طنط،، ده أنا كنت بسأل منال عن رأيها في طعم الزيتون أصلي ملاحظة إن طعمه متغير شوية إنهاردة


إتسعت أعين منال و نظرت لتلك الكاذبه المتلونة التي تُغير جلدها بإستمرار كا الحية


أما عز الذي كان سارحً لبعيد فقد تحامل جاهداً علي حالهِ و ذلك جراء حالة الذعر التي إنتابته خلافاً عن غيرته و أشتعال روحه و هذا ما يٌصيبهٌ كلما حملت غاليته بأحشائها جنينً جديداً لأحمد ،، و هذا شئ لم يتمكن من إحتواءة داخله برغم محاولاته المستمرة و المٌستميتة ،،

فطالما حاول التخلص من ذاك العشق الملعون الذي كَبل قلبه و جعلهُ سجيناً داخل مدينته،، و ذلك لأجل شقيقهٌ الغالي ،، و لكن بائت جميع محاولاته بالفشل الذريع ،، فقد فات أوان النسيان بعد أن توغل عشقها بداخله و أستفحل بشراهه و تمكين

و تحدث مٌهنئً شقيقه بنبرة خافتة ٠٠٠ مبروك يا أحمد
ثم حول بصرة مهنئً قاتلته بنفس نبرة الصوت ٠٠٠ مبروك يا ثٌريا 

نظر له أحمد ليستشف ردة فعله ،، وجد حزنٌ عميقً مُتملكً من عيناه رغم محاولات عز المستميتة بظهورةٌ بثبات و هدوء لكنه عاشق حتي النخاع ،،
         و متي كان للعاشق القدرة علي التحكمِ و الثبات

بعد قليل خرج عز أمام ساحة المنزل كي يتنفس بعض الهواء النقي و يهدئ من روعهِ و لو قليلاً

و أثناء و هو يتفقد المكان بعيناه وجد شقيقهٌ جالسً فوق مقعداً جانبياً بمفردة ،،تحرك إليه و جلس بجانبه و تساءل بهدوء ٠٠٠ قاعد لوحدك ليه يا أحمد ؟

أجابهٌ أحمد و مازال ناظراً للأمام بجمود ٠٠٠ مفيش،، بحاول بس أصفي ذهني من ضغط الشغل في الهيئة


فقد كان أحمد يعمل محاسبً مميزاً في إحدي الشركات العامة الكُبري و يحظي داخلها بمكانه مرموقه

تحدث عز من جديد متساءلاً بنبرة حنون لإستغراب حال شقيقه و تغير إسلوب معاملتهٌ كٌلياً معهُ مؤخراً ٠٠٠ هو آنتَ زعلان مني في حاجة يا أحمد ؟

نزلت كلمة عز علي قلبه شطرته لنصفين و تألم داخلة من شعور أخيه بنفورةُ منه و محاولاته المستميته مؤخراً بالإبتعاد عن تواجدهما معاً قدر الإمكان فأردفَ قائلاً بنبرة باردة ٠٠٠ و أنا هزعل منك ليه ؟
ثم تحدث متعمداً٠٠٠هو إنتَ عملت حاجه تزعلني ؟

أجابهٌ عز بنبرة مٌختنقة ،  لم يأتي بمخيلتهِ مطلقاً أن يكون شقيقة قد إكتشف عشقهٌ قديم الأزل إلي ثٌريا  ٠٠٠ أكيد ما عملتش ، و ده اللي مخليني مستغرب معاملتك ليا و تجنبك في أخر فترة


أجابهٌ أحمد بإختصار و نبرة جادة ٠٠٠ خلاص يا سيادة العقيد ،، بما إنك واثق و متأكد إنك ما عملتش حاجة تضايقني يبقا ملوش لازمه سؤالك من الأساس

نظر لهٌ عز مستغربً حالهُ و تساءل بجدية ٠٠٠ ليه مبقتش تقولي يا زيزو زي زمان يا أحمد؟

بلاش زيزو ،، طب حتي قولي يا عز  بدل سيادة العقيد اللي طول الوقت تقولها لي و محسسني بيها إننا أغراب عن بعض دي

و أكمل بنبرة حائرة و عيون يملؤها ٠٠٠ مبقتش تبص جوة عيوني ليه يا أحمد ؟

كاد أن يصرخ و يٌخرج لهْ كٌل ما يٌضيق صَدرة و يٌؤلمة و يؤرق حالهِ مُنذُ أكثر من العامان ،، كاد أن يقٌل له و يعترف أنهٌ بات يعلم بعشقهِ لأمرأته ،،
نعم ، يعلم أنهٌ عشقً قديم الأزل و ذلك بعدما إعتصر ذاكرته و بدأ بإسترجاع المواقف و الأحداث مٌنذٌ أن كانا فٌتيان ،، و لكن ،،،

و لكن تظل ثٌريا إمرأته هو ،، عشقهِ الأبدي و أم غواليه ،، تزوجها و باتت تسكن أحضانه ليله تلو الآخري ،، حملت داخل أحشائها غواليه ،، هي ثٌريته هو لا لغيرة ،، تقتله غيرته يومً بعد الأخر حتي باتت تقضي عليه،، و لكن ما بيده ليفعله
هل يعترف لشقيقهٌ بما يكنهٌ داخل صدرة و يخسرهٌ للأبد ؟

لا و الله لن يفعلها ذلك الخلوق ،، سيتحمل ذاك الألم المٌميت داخله حتي لو قضي عليه و أنهاه ،، لكنه لم و لن يخسر شقيقه أبدا ،،

لم يدع للشيطان الفرصة للإنتصار عليه و نجاحهٌ في التفريق بينهٌ و بين غاليه و خصوصاُ أنهٌ يعلم علم اليقين أن شقيقهٌ يغض بصرهِ عن زوجته و يحفظ عرضه و شرفه و لم و لن يخن ثقته يومَ،،
شعور مٌميت يتغلغل داخل أحمد حتي بات يٌفتك به و ينهي عليه

تمالك من شتات كيانة الذي أصابهُ من مجرد سؤال عز لهُ و تحامل علي حالهِ كثيراً و نظر إليه متحدثً بنبرة هادئة عكس بركانهِ الثائر بداخله ٠٠٠ معلش يا عز ،، أنا الفترة الأخيرة إتغيرت شويه من ضغط الشغل عليا ،،

و أكمل مبرراً كي لا يُحزن قلب شقيقهُ ٠٠٠و مش معاك إنتَ بس ،، ده للأسف بقا إسلوب حياة بالنسبة لي

تنهد عز براحه بعد صفاء شقيقه لهُ و التحدث معه بتلك النبرة المريحه ،، وضع كف يده فوق يد أحمد و تحدث بنبرة حنون ٠٠٠ هون علي نفسك يا حبيبي و حاول ما تجهدش نفسك في الشغل علشان صحتك

ثم تحدث بنبرة قلقة علية ٠٠٠ علي فكرة يا أحمد ، إنتَ لازم تاخد بالك من صحتك و تركز علي أكلك أكتر من كده ،، وشك أصفر أوي و متغير و عيونك دبلانه ،،

و تحدث ناصحاً إياه ٠٠٠إبقا عدي علي أي معمل تحاليل خليهم يعملوا لك تحليل أنيميا علشان تطمن علي نفسك

أجابه أحمد بإختصار لعدم رغبتهِ في إطالة الحديث عن المرض و الأطباء و كل ما يخصهما ٠٠٠ إن شاء الله يا عز،، إن شاء الله

و أكملا الشقيقان حديثهما تحت عذابهما و وجع و عذاب ضمير كلاهما تجاه الأخر

                 
      ○○○○○○¤○○○○○○

داخل مدينة أسوان الحبيبة

و بالتحديد داخل إحدي الأوكار البعيدة جداً عن العيون و المتواجدة في الصحراء،، يقف مجدي حمدان أحد الرجال المشبوهين الذين يتخذون من رداء رجال الأعمال ساتراً يستترون خلفه لإخفاء أعمالهم المشبوهه المخالفة للقانون و التي هي بالتأكيد ضد مصالح الدولة

و تم إختيار المكان خصيصاً من جانب مجدي كي يبتعدوا عن عيون الشرطة و الناس حتي لا يثيروا الشكوك أكثر و يتجنبوا الأحاديث و الثرثرة التي كثرت بشدة في الأونه الآخيرة بعد ظهور مجدي حمدان و برفقتهِ رجلهُ الأوفي بديع الذي يلازمهُ كظله في بعض الأماكن العامة و الخاصة بصحبة ذلك الناجي و بعضً من رجالة المشبوهين و المعروف عنهم بالتنقيب علي الآثار الفرعونية العظيمة


و كان مجدي قد إستدعي ناجي بعدما أخبروه رجاله الذي يضعهم ل مراقبة ناجي الدائمة بأمر خلافهِ و تهديدهُ ل حسن المغربي ،، فمن عادة مجدي أنهُ لا يعطي الأمان المطلق أبداً لرجاله،  فدائماً يجعلهم يراقبون بعضهم البعض لأمانهِ و حماية عملهِ المشبوة و أيضاً لضمان ولائهم الدائم لهُ

تحدث مجدي و هو ينفث سيجارةُ بشراهه و يبدوا علي وجههِ الغضب التام ٠٠٠ ممكن أفهم أيه اللي إنتَ هببته ده يا أستاذ ؟


نظر له ناجي مُضيق العينان بإستغراب و تساءل مٌستفهماً ٠٠٠ أنا عملت أيه يا باشا زعلك مني أوي كده ؟

أكمل الرجل بنبره حادة غاضبه ٠٠٠ عملك إسود يا ناجي ،،

و أكمل بصياح حاد ناهراً إياه ٠٠٠ إنتَ إزاي يا بني أدم إنتَ تعمل مشاكل مع المهندس اللي إسمة حسن المغربي اللي شغال علي الباخرة **** إنتَ إتجننت يا ناجي ،  رايح تهدد واحد من أكبر عائلات إسكندريه و كمان إبن عمه عقيد في المخابرات ؟
و أكمل بنبرة حادة ٠٠٠ ده غير عمه إسماعيل بيه المغربي مدير أمن إسكندرية واللي موقعه مهم جداً في وزارة الداخلية كلها

و استرسل حديثهُ بغضب ملوحاً بيده بغضبٍ ٠٠٠ إنتَ عاوز تحبسنا و تودينا في ستين داهية يا بني أدم إنتَ ؟

و أكمل ساخراً مستخفً به و بمشاعرة ٠٠٠ و كل ده ليه يا سي ناجي ،، علشان حتة بنت ؟!


إتسعت حدقة ناجي بإستغراب من ما أستمع إليه و تساءل مستفسراً بملامح جامدة ٠٠٠ و إنتَ عرفت منين الموضوع ده يا باشا ؟

ثم ضيق عيناه بعدما فكر قليلاً و تساءل بعيون غاضبة ٠٠٠إنتَ بتراقبني و لا أيه ؟!


أجابهُ مجدي بنبرة حاده صريحة ٠٠٠ أيوة براقبك يا ناجي و ده من حُسن حظي علشان أعرف المُصيبة اللي كنت هتودينا فيها بفضل غبائك ،،

و أكمل مُهدداً إياه بنبرة تحذيرية ٠٠٠ و المرة دي أنا هعتبر اللي حصل منك ده غلطة كبيرة و إنتَ هتكفر عنها و تصلحها بإنك تبعد عن المهندس ده نهائي و ما تتعرضلوش تاني ،، و إلا متلومش إلا نفسك من اللي هيجري لك من الناس الكُبار اللي إحنا شغالين معاهم !

ثم أكمل حديثهُ الغاضب بوعيد و نظرة تتطاير منها الشرار ٠٠٠ مفهوم يا ناجي ؟

تنفس ناجي عالياً و أجابهُ بنعم كاظمً غيظهُ بداخلهِ خشيةً من غضب أسيادهِ عليه و طردهِ من ساحة أعمالهم المشبوهه التي تدرُ عليه الأموال بكثرة

  ○○○○○○¤○○○○○○


في داخل منزل أل المغربي ،، مازال الجميع يجلسون و يتسامرون بالأحاديث الشيقة


بينما في الاعلي و بالتحديد داخل غرفة ذاك العاشق المجروح ،، الذي كان يضع حقيبة ثيابه فوق فراشه و هو يُلملم و يُضبضب ثيابة و كل ما يخُصهُ و يُلقيهِ بداخلها بعنفٍ و وجهٍ مُحتقن غاضب لا يٌبشرٌ بخير

إستمع إلي بعض الطرقات الخفيفة فوق الباب و لكنه لم يهتم و أكمل ما يفعله دون إكتراث

إستمع لصوت الباب يٌفتح و تظهر منه ثٌريا التي شهقت و أتسعت عيناها مٌتساءلة بلهفة ٠٠٠ إنتَ بتعمل أيه يا حسن ؟

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي