الفصل العاشر
حاوطت حفصة جسدها بذراعيها و الأحداث تمر أمام عينيها بشكل متلاحق و متداخل بدايه من مشاجرتها مع عائلته زوجها و المدعو شاهين الذي رفض رفض قاطع خروجها من المنزل حتي يأتي زوجها، و قد تطورت الأحداث عندما صعدت إليها بسمه و حدثت بينهم مشاجره بسبب كلمات الأخيرة اللاذعه ثم هبوط الأخيرة وهي تتوعد لها..
ضغطت هي على شفتيها بعنف وهي تدور يبصرها حولها في ذلك المنزل تشعر بجدرانه تكاد تكتم أنفاسها ، عادت تغمض جفونها بشده وهي تري جميع ما حدث قد تجسد أمام عينيها فقد صعد المدعو شاهين إليها وظل يطرق على باب الشقه بعنف جعل بدنها يقشعر من الفزع..
تلاحقت أنفاسها مع تدافع الأحداث أمام عينيها فقد فتحت الباب وهي تنتفض رعباً، لم تكد تحرك شفتيها حيث شعرت به يجذبها من وشاح رأسها و كان في حاله غير طبيعيه يسب و يلعن بها..
حاولت الأستنجاد بهم في الأسفل صارخه خوفاً منه ولكن عجزت عن ذلك فقد قبض على خصلات شعرها بقوه حتي كاد أن يقتلع إياه..
خلصت حالها بصعوبه منه راكضه سريعاً نحو الداخل وهي تكاد تقسم أنه حالته تلك حالة رجل مجنون..
فتحت هي جفونها بقوه محركه رأسها بهستريا غير رغبه في استعادة ما حدث بعد ذلك، تلاحقت أنفاسها وأصبحت تلهث بشكل مخيف وهي تحاوط جسدها بكفيها المرتعشين..
٠٠٠٠٠٠
تهلهلت أسارير بسمه وهي تستمع إلي الطبيب يخبرهم بنبره عمليه:
_ حمدالله على سلامته..
نطق بتلك الكلمات وهو يتحرك مبتعداً عنها بعد أن أعطها الخبر السار بتحسن حالة زوجها، وقع بصرها على حماتها السيده سلوي التي تقدمت نحوها متسأله بتلهف:
_ ابني بخير؟، الدكتور قالك إيه يا بسمه؟
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغر بسمه وهي تهتف بحبور:
_ الحمدلله بيقول خلاص كده حالته بقت كويسه..
انفرجت أسارير السيده سلوي و أطلقت الزغاريد واحده تلوي الأخري بشكل آثار الهمهات بين الممرضات و مرافقين المرضي المتواجدين في الأنحاء..
٠٠٠٠٠٠
سحبت السيده صفيه زوجها السيد محسن برفق و هي تسير معه في تلك المشفي الحكومي، تحدثت متسأله باهتمام:
_ أنت كويس؟ ، ما كنا فضلنا شويه كمان يا محسن..
أبتلع السيد محسن ريقه الجاف و تحدث قائله بنبرة مقتضبه:
_ أنا كويس، مفيش أخبار عن بنتك؟
نطق آخر كلماته بنبره جامده ، قبضت السيده صفيه على ذراعه أكثر وهي تتابع السير معه ببطء قائله بنبره متحسره:
_ لأ
نطقت بتلك الكلمات ثم تابعت تندب حظها:
_ أنا مش قادره يا محسن أصدق أن بنتنا تعمل كده أنا حاسه إني بحلم..
اختنق صوتها بالبكاء وشعرت بتلك العبرات التي فرت من عينيها ثم تابعت بصوت مختنق بالعبرات:
_ بنتك حطت رأسنا في الطين
أبتلع محسن ريقه بصعوبة بالغه وهو يطأطأ رأسه بخزي..
٠٠٠٠٠٠٠٠
وقف صفوان جانباً أمام ذلك المنزل يتحدث في الهاتف قائلاً بنبره جاده:
_ ماشي لما نتقابل هنظبط نظام الشغل..
توقف قليلاً عن متابعة كلماته وهو يحك أسفل ذقنه ثم تابع متسأل باستفسار:
_ عملتلي إيه بخصوص موضوع العربيه؟
مط شفتيه وهو يستمع إلي كلمات الطرف الآخر مما جعله يجيب مؤكد عليه:
_ زي ما قولتلك تمام.. سعرها مناسب دي..
توقف عن متابعة كلماته عندما شعر بالباب خاصة المنزل يفتح و قد خرجت منه هي، مما جعله يهدر إلى رفيقه قائلاً بإيجاز:
_تمام
نطق بتلك الكلمات مغلقاً المكالمه واضعاً الهاتف في جيب سترته وهو يتقدم منها قائلاً بصوت أجش:
_ محتاجه حاجه؟
رمته هي بنظره قاتمه ثم تابعت خطواتها متجاهلة إياه مما جعله يلحقها قائلاً باستفهام متعجب:
_ راحه فين؟
لم تكلف نفسها عناء الرد عليه حيث تابعت سيرها غير مباليه به لكنه تحرك يسبقها بخطواته ثم توقف أمامها يمنعها من مواصلة سيرها قائلاً برفق:
_ بكلمك، راحه فين، استني أما نشوف..
لم تدعه يتابع كلماته حيث قاطعت إياه قائله بنبره بارده:
_ راحه أشوف أنا آخر التطورات بنفسي
نطقت بتلك الكلمات ثم تحركت ترغب في المرور من أمامه و لكن توقفت قدميها عندما تحدث هو قائلاً باستفهام مترقب:
_ مش خايفه من أهل جوزك !
ابتلعت غصتها وعدلت من وضع وشاح الرأس الذي ترتدي إياه قائله بفتور:
_ مش فارقه كتير ما إلي حصل حصل..
حك صفوان أسفل رأسه وهو يقول بلطف محاول إقناعها:
_ مش هينفع تروحي استني شويه كمان، مينفعش تظهري كده غلط أنتي مش عارفه إيه إلي ممكن يحصل معاكي
تقلصت تعابيرها و تحركت تتجاوزه قائله بنبره جافه صارمه:
_ الغلط إني أفضل هنا مع حد معرفوش و أنا ست متجوزه..
زفر صفوان طويلاً وهو يتحرك يسير بجانبها قائلاً باستنكار:
_ يا أستاذه حفصة أنتي مش قاعده مع حد أنتي قاعده في مكان أنا مش متواجد فيه أصلا..
ألقت حفصة عليه نظره ممتعضه ثم تابعت سيرها حافية القدمين و قد انتبه هو إلي ذلك مما جعله يهتف متعجباً غير منتبه:
_ أنتي ماشيه حافيه ليه؟
ألقت حفصة عليه نظره متهكمه وعقدت ذراعيها أمامها وهي تتابع سيرها دون أن تعلق..
حرك هو رأسه مستجمع جميع ما حدث وقد هدر بإدراك:
_ افتكرت
نطق بتلك الكلمات وقد دقق النظر في ثوبها والذي كان في حاله مرزيه والتي ترتدي إياه منذ تلك الليلة المشؤومه، تنهد طويلاً قائلاً بإرهاق:
_ أنا نسيت خالص اجيب ليكي حاجه تلبسيها..
ألقت هي نظره ساخره عليه و قالت بنبره جافه:
_ أنا أصلا مش هقبل منك حاجه..
نطقت بتلك الكلمات وهي تتوقف عندما لمحت سيارة أجره تقترب من على بعد مما جعلها تشير إليها..
٠٠٠٠٠٠٠٠
قبض محمود علي كفيه بقوه وهو يقف مع والدته أمام المشفي الحكومي قائلاً من بين أسنانه بغل:
_يعني عملت عملتها و هربت..
أعادت السيده سلوي طرف وشاحها إلي الخلف قائله بنبره حاقده:
_ لو بس أشوفها قدامي..
نطقت بتلك الكلمات قابضه على كفيها ثم رفعت كفها الآخر تمسح على ذراع أبنها قائله بنبره قد هدأت قليلاً:
_ المهم حمدالله على سلامتك يا حبيبي
لم يجيب هو والدته فقد كان في عالم آخر و ملامحه مكفهره يتوعد بداخله إلي تلك الخائنه..
لم تستطع تلك القابعه بداخل سيارة الأجرة الإنتظار أكثر من ذلك حيث فتحت باب السيارة و وخرجت منها و تقدمت نحوهم قائله بعتاب زائف:
_ إيه يا محمود مش هتعرفني على حماتي !
دققت السيده سلوي في ملامحها للحظات طفيفه ثم تهلهلت أساريرها وهي تشير إليها قائله بترحيب مبالغه إليه:
_ سوزان مرات أبني الغاليه، حمدالله على سلامتكم يا حبيبتي، محمود مقليش أنك جيتي معاه
نطقت بتلك الكلمات وهي تسحبها إلي أحضانها تربط علي جسدها قائله بنبره دافئه:
_ مصر نورت يا غاليه
تجاهل محمود حالتهم تلك و تحرك ليقف جانباً من أجل إجراء مكالمه..
وضع الهاتف على أذنه و ما أن وصله رد الطرف الآخر حتي هدر بنبرة قاتمه:
_ عايز منك مساعده..!
٠٠٠٠٠٠
ترجلت حفصة من سيارة الأجرة بعد أن رمت نظره حاده على ذلك البغيض الذي ركب معها السيارة عنوه..
أعطي هو السائق نقوده سريعاً ثم ترجل من السياره يتبعها بخطوات سريعة و دون شعور منها قبض على ذراعها قائلاً بنفاذ صبر:
_ إلي أنتي بتعمليه ده غلط ، محدش منهم هيرحمك.
نفضت هي ذراعها من بين كفه راميه إياه بنظره مشتعله قائله من بين أسنانها:
_ متدخلش
نطقت بتلك الكلمات و تابعت سيرها في ذلك الشارع الفرعي القريب من المشفي الحكومي، شعرت بحرارة الارضيه الأسفلتيه على قدميها لكنها تحاملت على نفسها وهي تتابع سيرها وهو خلفها يسير بملامح متهجمه..
توقفت هي عندما وقع بصرها على زوجها يقف على بعد مسافة، عفوياً نطقت إسمه بتهدج:
_ محمود..
وزع هو نظراته بينها و بين الجهه الذي تنظر ليها وقد وقع بصره على ذلك الرجل الجالس بجانب المدعوه سلوي..
تنفس هو بعمق يتسأل باستفسار متوقع:
_ جوزك مش كده !
تجاهلت هي الرد عليه و هي متجمده في وقفتها و لديها رغبه قويه في الذهاب إليه من أجل الأستنجاد به فهي لم تكن ترغب في حدوث ذلك..
كادت أن تتحرك و لكن توقفت قدميها و شعرت كمن سقط عليها دلو ماء بارد وهي تري امرأة تحتضنه من الخلف مبتسمه..
حركت شفتيها بصعوبه تنطق بتوتر:
_ مين دي..
حك صفوان أسفل ذقنه وظل صامتاً وهو يراقب تعبيرات وجهها..
كادت أن تتحرك نحوهم ولكن تجمدت قدميها وهي تسترجع جميع ذكرياتها البائسه مع زوجها تزامناً مع كلمات ذلك البغيض المحذره:
_ أنتي لو اتحركتي من مكانك دلوقتي جوزك و أهله هيعملوا إيه فيكي، فكره فيها..
توقفت عن متابعة كلماته يتابع إياها وهي تغمض جفونها تعتصر إياهم بشده، تنفس هو بعمق متابع كلماته برفق:
_ أستاذه حفصة تعالي نرجع لحد ما الجو يهدي و بعدها ممكن حد من أهلك يتكلم مع أهل جوزك و الموضوع يتحل
فتحت حفصة جفونها و قد وقع بصرها على تلك التي تتأبط ذراع زوجها تحدثت بصوت متحشرج:
_ مين إلي معاه دي !
نطقت بتلك الكلمات وهي تحرك رأسها نحوه تنظر نحوه بتوتر، مط صفوان شفتيه ولم يعلق..
دقائق عديدة و كانت تجلس في سيارة الأجرة تنكس رأسها وهو جالساً في المقعد الأمامي ينظر نحوها من مرآة السيارة..
٠٠٠٠٠
خرجت مروه من المدرسة التي تعمل بها بملامح واجمه بعد مشاجرة لها مع زميله لها..
تحركت تسير بخطوات بطيئة و الوجوم يحتل ملامحها.
توقفت عن متابعة سيرها عندما وصلها صوت رفيقه لها تهدر بنبره عاليه نسبياً:
_ مروه استني
توقفت مروه عن متابعة سيرها وهي تستدير نحوها تضيق ما بين عينيها، أخرجت تلك الواقفه مظروف متوسط الحجم من حقيبتها و مدت كفها لها به قائله بنبره عذبه:
_ خدي يا ستي دي الفلوس إلي طلبتيها، نسيت خالص ادهملك..
وزعت مروه نظراتها بينها و بين المظروف ثم تحدثت قائله بأمتنان:
_ شكراً بجد ليكي ، هرجعهم ليكي في اقرب فرصه
التوي ثغر رفيقتها بابتسامة و تحدثت قائله بنبره حانيه:
_ وقت ما يبقي معاكي أنا مش عايزهم دلوقتي خالص
سحبت مروه منها المظروف بهدوء و على ثغرها ارتسمت أبتسامة باهته طفيفه تكاد تكون معدومة..
قبضت الأخري على ذراع حقيبتها وقالت بنبره خافته:
_ أنا همشي بقي ، أشوفك بكره
قالت تلك الكلمات ثم تحركت مبتعده عن مروه و الابتسامه مرسومه على ثغرها..
تنهدت مروه وعزمت على الذهاب إليه و لكن توقفت حين صدح رنين هاتفها، دست كفها في جيب حقيبتها تخرج إياه وقد وقع أسمها على إسم المتصل، أجابت علي الفور قائله بنبره خافته:
_ في وقتك يا وفاء، عايزه اقابلك اديكي أمانه لأخوكي
يتبع
ضغطت هي على شفتيها بعنف وهي تدور يبصرها حولها في ذلك المنزل تشعر بجدرانه تكاد تكتم أنفاسها ، عادت تغمض جفونها بشده وهي تري جميع ما حدث قد تجسد أمام عينيها فقد صعد المدعو شاهين إليها وظل يطرق على باب الشقه بعنف جعل بدنها يقشعر من الفزع..
تلاحقت أنفاسها مع تدافع الأحداث أمام عينيها فقد فتحت الباب وهي تنتفض رعباً، لم تكد تحرك شفتيها حيث شعرت به يجذبها من وشاح رأسها و كان في حاله غير طبيعيه يسب و يلعن بها..
حاولت الأستنجاد بهم في الأسفل صارخه خوفاً منه ولكن عجزت عن ذلك فقد قبض على خصلات شعرها بقوه حتي كاد أن يقتلع إياه..
خلصت حالها بصعوبه منه راكضه سريعاً نحو الداخل وهي تكاد تقسم أنه حالته تلك حالة رجل مجنون..
فتحت هي جفونها بقوه محركه رأسها بهستريا غير رغبه في استعادة ما حدث بعد ذلك، تلاحقت أنفاسها وأصبحت تلهث بشكل مخيف وهي تحاوط جسدها بكفيها المرتعشين..
٠٠٠٠٠٠
تهلهلت أسارير بسمه وهي تستمع إلي الطبيب يخبرهم بنبره عمليه:
_ حمدالله على سلامته..
نطق بتلك الكلمات وهو يتحرك مبتعداً عنها بعد أن أعطها الخبر السار بتحسن حالة زوجها، وقع بصرها على حماتها السيده سلوي التي تقدمت نحوها متسأله بتلهف:
_ ابني بخير؟، الدكتور قالك إيه يا بسمه؟
أرتسمت أبتسامة واسعه على ثغر بسمه وهي تهتف بحبور:
_ الحمدلله بيقول خلاص كده حالته بقت كويسه..
انفرجت أسارير السيده سلوي و أطلقت الزغاريد واحده تلوي الأخري بشكل آثار الهمهات بين الممرضات و مرافقين المرضي المتواجدين في الأنحاء..
٠٠٠٠٠٠
سحبت السيده صفيه زوجها السيد محسن برفق و هي تسير معه في تلك المشفي الحكومي، تحدثت متسأله باهتمام:
_ أنت كويس؟ ، ما كنا فضلنا شويه كمان يا محسن..
أبتلع السيد محسن ريقه الجاف و تحدث قائله بنبرة مقتضبه:
_ أنا كويس، مفيش أخبار عن بنتك؟
نطق آخر كلماته بنبره جامده ، قبضت السيده صفيه على ذراعه أكثر وهي تتابع السير معه ببطء قائله بنبره متحسره:
_ لأ
نطقت بتلك الكلمات ثم تابعت تندب حظها:
_ أنا مش قادره يا محسن أصدق أن بنتنا تعمل كده أنا حاسه إني بحلم..
اختنق صوتها بالبكاء وشعرت بتلك العبرات التي فرت من عينيها ثم تابعت بصوت مختنق بالعبرات:
_ بنتك حطت رأسنا في الطين
أبتلع محسن ريقه بصعوبة بالغه وهو يطأطأ رأسه بخزي..
٠٠٠٠٠٠٠٠
وقف صفوان جانباً أمام ذلك المنزل يتحدث في الهاتف قائلاً بنبره جاده:
_ ماشي لما نتقابل هنظبط نظام الشغل..
توقف قليلاً عن متابعة كلماته وهو يحك أسفل ذقنه ثم تابع متسأل باستفسار:
_ عملتلي إيه بخصوص موضوع العربيه؟
مط شفتيه وهو يستمع إلي كلمات الطرف الآخر مما جعله يجيب مؤكد عليه:
_ زي ما قولتلك تمام.. سعرها مناسب دي..
توقف عن متابعة كلماته عندما شعر بالباب خاصة المنزل يفتح و قد خرجت منه هي، مما جعله يهدر إلى رفيقه قائلاً بإيجاز:
_تمام
نطق بتلك الكلمات مغلقاً المكالمه واضعاً الهاتف في جيب سترته وهو يتقدم منها قائلاً بصوت أجش:
_ محتاجه حاجه؟
رمته هي بنظره قاتمه ثم تابعت خطواتها متجاهلة إياه مما جعله يلحقها قائلاً باستفهام متعجب:
_ راحه فين؟
لم تكلف نفسها عناء الرد عليه حيث تابعت سيرها غير مباليه به لكنه تحرك يسبقها بخطواته ثم توقف أمامها يمنعها من مواصلة سيرها قائلاً برفق:
_ بكلمك، راحه فين، استني أما نشوف..
لم تدعه يتابع كلماته حيث قاطعت إياه قائله بنبره بارده:
_ راحه أشوف أنا آخر التطورات بنفسي
نطقت بتلك الكلمات ثم تحركت ترغب في المرور من أمامه و لكن توقفت قدميها عندما تحدث هو قائلاً باستفهام مترقب:
_ مش خايفه من أهل جوزك !
ابتلعت غصتها وعدلت من وضع وشاح الرأس الذي ترتدي إياه قائله بفتور:
_ مش فارقه كتير ما إلي حصل حصل..
حك صفوان أسفل رأسه وهو يقول بلطف محاول إقناعها:
_ مش هينفع تروحي استني شويه كمان، مينفعش تظهري كده غلط أنتي مش عارفه إيه إلي ممكن يحصل معاكي
تقلصت تعابيرها و تحركت تتجاوزه قائله بنبره جافه صارمه:
_ الغلط إني أفضل هنا مع حد معرفوش و أنا ست متجوزه..
زفر صفوان طويلاً وهو يتحرك يسير بجانبها قائلاً باستنكار:
_ يا أستاذه حفصة أنتي مش قاعده مع حد أنتي قاعده في مكان أنا مش متواجد فيه أصلا..
ألقت حفصة عليه نظره ممتعضه ثم تابعت سيرها حافية القدمين و قد انتبه هو إلي ذلك مما جعله يهتف متعجباً غير منتبه:
_ أنتي ماشيه حافيه ليه؟
ألقت حفصة عليه نظره متهكمه وعقدت ذراعيها أمامها وهي تتابع سيرها دون أن تعلق..
حرك هو رأسه مستجمع جميع ما حدث وقد هدر بإدراك:
_ افتكرت
نطق بتلك الكلمات وقد دقق النظر في ثوبها والذي كان في حاله مرزيه والتي ترتدي إياه منذ تلك الليلة المشؤومه، تنهد طويلاً قائلاً بإرهاق:
_ أنا نسيت خالص اجيب ليكي حاجه تلبسيها..
ألقت هي نظره ساخره عليه و قالت بنبره جافه:
_ أنا أصلا مش هقبل منك حاجه..
نطقت بتلك الكلمات وهي تتوقف عندما لمحت سيارة أجره تقترب من على بعد مما جعلها تشير إليها..
٠٠٠٠٠٠٠٠
قبض محمود علي كفيه بقوه وهو يقف مع والدته أمام المشفي الحكومي قائلاً من بين أسنانه بغل:
_يعني عملت عملتها و هربت..
أعادت السيده سلوي طرف وشاحها إلي الخلف قائله بنبره حاقده:
_ لو بس أشوفها قدامي..
نطقت بتلك الكلمات قابضه على كفيها ثم رفعت كفها الآخر تمسح على ذراع أبنها قائله بنبره قد هدأت قليلاً:
_ المهم حمدالله على سلامتك يا حبيبي
لم يجيب هو والدته فقد كان في عالم آخر و ملامحه مكفهره يتوعد بداخله إلي تلك الخائنه..
لم تستطع تلك القابعه بداخل سيارة الأجرة الإنتظار أكثر من ذلك حيث فتحت باب السيارة و وخرجت منها و تقدمت نحوهم قائله بعتاب زائف:
_ إيه يا محمود مش هتعرفني على حماتي !
دققت السيده سلوي في ملامحها للحظات طفيفه ثم تهلهلت أساريرها وهي تشير إليها قائله بترحيب مبالغه إليه:
_ سوزان مرات أبني الغاليه، حمدالله على سلامتكم يا حبيبتي، محمود مقليش أنك جيتي معاه
نطقت بتلك الكلمات وهي تسحبها إلي أحضانها تربط علي جسدها قائله بنبره دافئه:
_ مصر نورت يا غاليه
تجاهل محمود حالتهم تلك و تحرك ليقف جانباً من أجل إجراء مكالمه..
وضع الهاتف على أذنه و ما أن وصله رد الطرف الآخر حتي هدر بنبرة قاتمه:
_ عايز منك مساعده..!
٠٠٠٠٠٠
ترجلت حفصة من سيارة الأجرة بعد أن رمت نظره حاده على ذلك البغيض الذي ركب معها السيارة عنوه..
أعطي هو السائق نقوده سريعاً ثم ترجل من السياره يتبعها بخطوات سريعة و دون شعور منها قبض على ذراعها قائلاً بنفاذ صبر:
_ إلي أنتي بتعمليه ده غلط ، محدش منهم هيرحمك.
نفضت هي ذراعها من بين كفه راميه إياه بنظره مشتعله قائله من بين أسنانها:
_ متدخلش
نطقت بتلك الكلمات و تابعت سيرها في ذلك الشارع الفرعي القريب من المشفي الحكومي، شعرت بحرارة الارضيه الأسفلتيه على قدميها لكنها تحاملت على نفسها وهي تتابع سيرها وهو خلفها يسير بملامح متهجمه..
توقفت هي عندما وقع بصرها على زوجها يقف على بعد مسافة، عفوياً نطقت إسمه بتهدج:
_ محمود..
وزع هو نظراته بينها و بين الجهه الذي تنظر ليها وقد وقع بصره على ذلك الرجل الجالس بجانب المدعوه سلوي..
تنفس هو بعمق يتسأل باستفسار متوقع:
_ جوزك مش كده !
تجاهلت هي الرد عليه و هي متجمده في وقفتها و لديها رغبه قويه في الذهاب إليه من أجل الأستنجاد به فهي لم تكن ترغب في حدوث ذلك..
كادت أن تتحرك و لكن توقفت قدميها و شعرت كمن سقط عليها دلو ماء بارد وهي تري امرأة تحتضنه من الخلف مبتسمه..
حركت شفتيها بصعوبه تنطق بتوتر:
_ مين دي..
حك صفوان أسفل ذقنه وظل صامتاً وهو يراقب تعبيرات وجهها..
كادت أن تتحرك نحوهم ولكن تجمدت قدميها وهي تسترجع جميع ذكرياتها البائسه مع زوجها تزامناً مع كلمات ذلك البغيض المحذره:
_ أنتي لو اتحركتي من مكانك دلوقتي جوزك و أهله هيعملوا إيه فيكي، فكره فيها..
توقفت عن متابعة كلماته يتابع إياها وهي تغمض جفونها تعتصر إياهم بشده، تنفس هو بعمق متابع كلماته برفق:
_ أستاذه حفصة تعالي نرجع لحد ما الجو يهدي و بعدها ممكن حد من أهلك يتكلم مع أهل جوزك و الموضوع يتحل
فتحت حفصة جفونها و قد وقع بصرها على تلك التي تتأبط ذراع زوجها تحدثت بصوت متحشرج:
_ مين إلي معاه دي !
نطقت بتلك الكلمات وهي تحرك رأسها نحوه تنظر نحوه بتوتر، مط صفوان شفتيه ولم يعلق..
دقائق عديدة و كانت تجلس في سيارة الأجرة تنكس رأسها وهو جالساً في المقعد الأمامي ينظر نحوها من مرآة السيارة..
٠٠٠٠٠
خرجت مروه من المدرسة التي تعمل بها بملامح واجمه بعد مشاجرة لها مع زميله لها..
تحركت تسير بخطوات بطيئة و الوجوم يحتل ملامحها.
توقفت عن متابعة سيرها عندما وصلها صوت رفيقه لها تهدر بنبره عاليه نسبياً:
_ مروه استني
توقفت مروه عن متابعة سيرها وهي تستدير نحوها تضيق ما بين عينيها، أخرجت تلك الواقفه مظروف متوسط الحجم من حقيبتها و مدت كفها لها به قائله بنبره عذبه:
_ خدي يا ستي دي الفلوس إلي طلبتيها، نسيت خالص ادهملك..
وزعت مروه نظراتها بينها و بين المظروف ثم تحدثت قائله بأمتنان:
_ شكراً بجد ليكي ، هرجعهم ليكي في اقرب فرصه
التوي ثغر رفيقتها بابتسامة و تحدثت قائله بنبره حانيه:
_ وقت ما يبقي معاكي أنا مش عايزهم دلوقتي خالص
سحبت مروه منها المظروف بهدوء و على ثغرها ارتسمت أبتسامة باهته طفيفه تكاد تكون معدومة..
قبضت الأخري على ذراع حقيبتها وقالت بنبره خافته:
_ أنا همشي بقي ، أشوفك بكره
قالت تلك الكلمات ثم تحركت مبتعده عن مروه و الابتسامه مرسومه على ثغرها..
تنهدت مروه وعزمت على الذهاب إليه و لكن توقفت حين صدح رنين هاتفها، دست كفها في جيب حقيبتها تخرج إياه وقد وقع أسمها على إسم المتصل، أجابت علي الفور قائله بنبره خافته:
_ في وقتك يا وفاء، عايزه اقابلك اديكي أمانه لأخوكي
يتبع