الفصل الثاني عشر

الحب...
من بين حروف اللغة الثماني وعشرون حرفا لم يروق لي يوما سوي حرفين أحتسبهما بقلبي إكسيرا للحياة.
الحب.. كلمة بسيطة في عدد حروفها، بليغة في معناها، عميقة في مضمونها، متجلي أثرها في اهتداء الروح لشئ من الانسانية في إنسان جميل، إنسان يشبه في لطفه العثور علي الجزء المفقود في ذاتي فيجعل الحياة ملونة بعد سنين عجاف من الوحدة واللاشئ، سنين قُضيت بلا هدف وبلا دليل حتي جاء الحب ليقاتلها منتصرا للفؤاد الذي لا معترك سواه، ويشن من رحم وحدة السنين حربا ضروسا تنشدها الأيام كما المواويل
باختصار شديد فليس هناك أفضل من الحب علي الدوام لجعل الحياة قابلة للتحمل فهو العلاج الكافي لكل الجراح القديمة.
حين يصبح القلب عالما بذاته فنتجرد من كل ثقل يرهقنا..
دخلوا للبيت أخيرا وكل واحد عيونه تقدح شررا لتضع لهم كرسيين وتجلسهم مقابلين لبعضهما.
كان كل واحد يرمق الثاني بنظراته دون كلام لتقول:اسمعاني جيدا لقد ذقت ذرعا منكما ومن مناقرتكما كالاطفال كل حين تعالي انت اذهب أنت،زوجتي،لست زوجتك،سأقعد ،سأذهب،انزل،اصعد،خذ،لا اريد،حتى الجيران وانتبهوا لحالكم هذه وأصبح الكل يسالني ومن خجلتي اهرب دون رد فعلا بالغتكم كثيرا وتعبت منكم أنت وهو ها
ريحان:خالة
الخالة:هششش لا تقاطعاني حتى أكمل كلامي أصلا كل البلاء كم تحت رأسك.
أمير:وشهد شاهد من أهلها ها لم آتي بشيء من عندي
نظرت إليه الخالة عائشة بتذمر قائلة:وأنا على نصك لا أريد سماع صوتك أيضا.
انفجرت ريحان ضاحكة لتقول:هذه خالتي عائشة اخت رجال ليست هينة تستحقها
أمير:بالأصل أخرستك اولا.
ريحان:يوووه كم انت مستفز الا تمل.
أمير:حتى تعودي لوعيك ولزوجك وبيتك الذي تركته مظلما حزينا حتى حيطاته تبكيك لن أمل.
ريحان:أنت على ماذا توهمت حماتي حتى أنجبتك بهذه الصفات ها؟ مقزز ومستفز وأحمق أيضا.
أمير بسعادة:أراك قلت حماتي اووه يعني تعترفين أنني زوجك أيتها الحلوة ها؟ هيا قوليها قوليها أنت زوجي قرة عيني.
شدت على شعرها بقوة وقالت:ياربي صبرني
زفرت الخالة عائشة بحنق ورددت:صبرا جميلا والله المستعان لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم هاي أنت وهو ستصيبانني بالجنون اسكتا وإلا طردتكما طردة الكلاب كليكما للخارج.
أمير:حسنا حسنا لا تغضبي خالتي.
ريحان:سكتنا ونسمعك تفضلي.
الخالة عائشة:اسمعا الآن وكلامي هذا لن يكرر أفهمتما كلامي لن يكرر ستتحدثان كالعقلاء او مثل البشر حتى على الأقل ويكفي نقارا وإلا أربطكما في كرسيكما وتتحدثان قصرا اف لو اطفال حضانة كان أهون هيل وامامي وتحددان ماتريدان وحين ينتهي هذا الحديث ستقرران ما ستفعلان أما أن تجتمعا برضاكما أو تفترقا برضاكما ايضا ويجب أن يحترما كل واحد قرار الآخر اانتما موافقان؟
امير:,حسنا
ريحان:موافقة
أمير بني ساسالك اولا وتتحدث دون أن تقاطعيه وانت وتثرثري كل حين أنت لست زوجي ولا أريدك أفهمت؟سيأتي دورك ثانية.
ريحان:ولم هو اولا؟ لم لا أتحدث أنا أكيد سيقول أشياء ليست حقيقة
امير:ما قصدك انا كاذب؟!
ريحان:لم أقل هكذا لا تتبلاني
الخالة عائشة:اصمتي ريحان اصمتي سيأتي دورك وتثرثرين بقدر ما تشائين وعاتبيه حينها
ضحك هو لتقول بغضب:ما المضحك ها؟؟
الخالة عائشة:هششش
سابدا معك بني من الآخر ماذا تريد من ريحان؟لماذا عدت؟ لقد خيرتها واختارت وكل شيء اتقضى وهي عادت إلى هنا واستقرت
أمير:اريد فرصة
نظر بعمق عينيها بينما هي هربت منه ليقول:وقد عدت لاجلها لاجل أن تسامحني،انا لا طاقة لي دونها انا حين فقدتها أدركت أنني فقدت شيء لا يمكن أن اناله بغيابها.
أشارت براسها بماذا؟ليكمل:النفس أدركت أنني اتنفس بصعوبة دونها انها فعلا كل شيء لي،انها اقحوانتي التي اتعطر من عنبرها كل حين.
الخالة:وانت ريحان؟
ريحان:هو خيرني بين البقاء أو الذهاب وانا اخترت الذهاب ويجب أن يحترم قراري بسيطة اصلا مر شهر وما عاد ينفع حديث أو ندم او أي شيء انا ما عدت أريده ولم ارده يوما قط واتمنى أن يوافق على الطلاق كي ننهي هذه المهزلة لأننا نتحدث بشيء مضى وأنا قد اقتنعت كان صعبا علي فراق اوزجي وسونا صحيح لكنني تعودت الحمد لله
نظر إليها بحزن اخترق قلبه لم يتوقع أن لا تذكره من الأشخاص الذين تحب ثم تنهد ليقول:سامحيني لا يمكنني تركك لا يمكنني دونك لن اوافق على الطلاق.
ريحان:اين المبدأ؟قلت ساحترم قرارك وما فعلت.
أمير:كنت بغير وعيي حينها لم اكن اعلم ما اقول.
ريحان:،الله الله لا والله بل ستوافق وتنقلع حينها من قريتي.
أمير:لا ولاضيف لك معلومة اخرى،ساسكن هنا وايضا سافتح مكتبا للعقارات مقابل مكتبك ياحلوة وسآتي كل حين واطلب قهوة من يدي زوجتي مثل تلك القهوة التي صنعتها لقميصي بدل بطني.
ريحان:اليك ياخالة أنه يستفزني عمدا وتلومينني لم اتشاجر معه؟ أنه يسبب الجلطات الدماغية بسبب بروده.
أمير:ماشانك اريد كسب قوتي كي اعيش اتريدين قطع رزقي انسيتي أن قطع الارزاق مثل قطع الاعناق؟
ريحان:انت صاحب شركة ياغبي
أمير:صحيح؟؟كيف نسيت اذهبت عقلي يا جميلة
ريحان:ياربي ستصيبني بالجنون.
أمير:وانت عنيدة افهمي لن اتركك.
ريحان:ولم تصرخ اضربني احسن
أمير:بل انت من تصرخين
ريحان:هذه هي نبرة صوتي.
أمير:ريحان لا تعضبيني
ريحان:ولتغضب ماذا ستفعل يعني؟ انا لا اخافك
ثم نظرت حولها لتجد الوسائد الصغيرة الموضوعة على الكنبة لتحملها وتبدأ يضربه بها وهو يرد ليقول:توقفي اريد فرصة فقط
ريحان:لن اعطيك اي فرصة لكسري بعد أن جبرت نفسي. بيدي ولو بعد مليون سنة.
كانت الخالة تنظر إليهما وهما يتشاجران ولم تستطع التلفظ بحرف
أمير:اي انك قررت وانتهى اذا كما تشائين عشق ثم وقف ليرمي الوسادة أرضا ويقول بحزن:ساتركك لراحتك ثم مشى وخرج من المنزل.
هدأت بعدها ثم نظرت للخالة لتقول:هل ذهب حقا؟؟
الخالة:لا حول ولا قوه الا بالله لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم،استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.
حكت حاجبها لتقول:ممممم وليذهب اصلا انا من يريد ذلك وهكذا سارتاح.
ثم وقفت لتقول:والآن عن اذنك خالة ساعود لمنزلي طالما أن الحوار انتهى.
الخالة:اها على أساس انكما تحاورتما على طاولة مستديرة،منذ متى أصبحت مجنونة لهذه الدرجة يا فتاة؟
ريحان:انا يعني ساستحم الى الملتقى خالة،ثم خرجت سريعا متوجهة لبيتها وهي تنظر هنا وهناك لتقول:لقد ذهب هكذا احسن لكلينا فانا حتى لو حاولت سيبقى هناك جدار عازل بيننا يحجبني عنه كلما حاولت الاقتراب فعقلي الباطن قد خزن بداخله ما صنع بي بتلك الايام المعتمة ولا يريد أخراجها واراحتي.
دخلت منزلها وذهبت للحمام مباشرة،بقيت هناك مدة طويلة علها ترتاح قليلا من كل تلك الأعباء التي تحملها فوق كتفيها المتعبتين من الاساس،وضعت جسدها بالماء أما العقل والقلب فقد تركتهما لصراعهما الذي تعودت عليه والفته حتى أصبح جزء من ايامها سواء باحلامها أو يقضتها،
قلبها يريد أمير لأنه حبيبها التائب الذي تغير لأجله وعقلها يرفض أمير الظالم لأنه بطش بها وأوجعها واطعمها جرعات تلو الجرعات من مر السنين.
ضاعت عشق بينهما ركضت لترضي هذا وترضي هذا حتى حفت قدماها وتورمت لتختار الاستسلام وتركهما لصراعهما المتواصل دون انقطاع.
أنهت حمامها الدافئ ثم ارتدت برنسها لتقول:اوووه ارتحت فعلا،لكن ياترى اين هو؟لا يهم فليذهب حيث شاء هذا افضل لي وله.
خرجت باتجاه غرفتها لكنها صرخت فجأة لتقول برعب:افزعتني
ثم عادت للخلف وهي تضع يدها على قلبها وتتنفس بصعوبة
اقترب ليقول:آسف لم اقصد.
ريحان:كيف دخلت حبا في الله؟
أمير:مرة ثانية لاتنسي مفاتيح بيتك عالقة بالباب:اشكري خالقك انني انا من اتى وليس شخصا غريبا لحسن الحظ انني عدت.
اعتدلت وأخذت نفسا عميقا بعد ارتعابها الشديد لتقول:حتى انت غريب بالنسبة لي وستبقى كذلك ما دام في نفس.
نظر إليها حزينا وتنهد ليقول:الهذه الدرجة تكرهينني؟
هربت من عيونه بعد تلك الكلمة لتقول:اخرج من بيتي ماذا تفعل هنا؟انا لا اريدك هنا ايجب أن اسمعك كلاما كل مرة واطردك،انصرف من حالك.
كانت حينها ترتدي برنس الحمام وتلف شعرها بالمنشفة.
اقترب منها قليلا بينما هي عادت للخلف كلما اقترب خطوة عادت هي أخرى وقلبها يخفق بشدة لم تكن خائفة إطلقا لا بل رغبة في قربه لتقول:ماذا تفعل امير؟
أمير:لم افعل شيء فقط اريد إجابة على سؤالي.
ريحان:ماذا؟
أمير:اتكرهينني لهده الدرجة حتى تصنفينني من الغرباء.
وصلت للحائط وأسندت ظهرها عليه ليقترب هو منها ويكمل:اجيبيني
لكنها ما أجابت ليقترب اكثر ويحشرها بالحائط ويقول:لن اذهب حتى تجيبيني.
تنفست بعمق لكنه للحظة احس انها ترتجف ليقترب من اذنها ويقول بهمس :اجيبيني
سكتت قليلا تستمع لدقات قلبها السعيدة بقربه لتقول:اجيبك ماذا؟
أمير:اتكرهينني؟
لكنه هنا حاوط خصرها بيده حتى زاد قربهما لتبدأ هي بالتعرق فجأة أما هو فقد نزل عند وجنتها وقبلها برفق،لتقول بصوت مخنوق:أمير لطفا ابتعد
أمير:لا استطيع حتى لو حاولت اريد ان تكوني بصدري هكذا دائما انا اشتاق اليك حتى وانت كنت امامي واريدك بين يدي كل حين.
ريحان:أمير
أمير:ابعديني انت ادفعيني عنك انا لا يمكنني.
لكنها للحظة استسلمت لقربه وخمرت بحبه وما استطاعت صده،كانت نبضات قلبها تصرخ وتقول:انا اريدك أمير وقد فهمها دون حتى أن ترفع بصرها به لينزل عند شفتيها ويطبع قبلة خفيفة افقدتها ما تبقى من شعورها بما حولها ثم قبل رقبتها برفق ليسالها ثانية بصوته الهادئ:اتكرهينني؟ لكنها لم تستطع التلفظ بحرف فقط تبتلع ريقها كانت بين يدي محبوبها حلالها وكل حواسها ترغب بقربه وتحتضنه،اما هو فقد كان يعيش حلم قربها الذي خنقه بلاياليه الباردة مرات ومرات.
كانت تاخذ أنفاسها سريعا كلما أحست بدفئ أنفاسه عند رقبتها التي لازال يقبلها برفق وهدوء تام ويرتفع احيانا ليطبع قبلات على كامل تفاصيل وجهها ثم يتوقف عند شفتيها ليأخذ ترياقه الذي ادمنه بحب أما يده فقد كان يحركها على ظهرها بحنان مد يده قليلا ليقربها ويضعها على عقدة البرنس بغية فتحها،كانا ثملين من الحب دون سكر،لكن هنا استطاعت العودة لوعيها الذي فقدته بين يديه لتضع يدها على يده وتقول:لا أمير
أمير:اعط قلبي الضرير الامل
لتتركه حينها لحركة يده حيث حاول فتح عقدة برنسها حتى هو لم يكن يظن انه سيتمادى ويصل بقربه الى تلك النقطة،فقد اتت صدفة تلك الصدفة التي أحيت قلبين كانا على وشك الموت الما بسبب عشق حلال.
هنا نادت الخالة من الخارج عليها:ريحااان
انتفظت وهي بين يديه فجأة لتنظر بعمق عينيه لحظتها أمسكت يده التي كادت تفتح العقدة،امسكتها بقوة وغضب لتقول:ماذا كنت تنوي فعله؟
عاد لكابوسه وانتهى الحلم الذي لم يبدأ بعد ليبتعد عنها قليلا ثم نظر إليها بحزن ليقول:أنا آسف.
امتلأت عيونها في ثوان دمعا،لقد رأى تلك النظرة التي كان يراها بعيونها في أيام لقائهم الاولى لتقوم بدفعه عنها بعيدا وتصرخ به:ابتعد عني انت لا تزال أمير الوحش كيف تجرأت كيف؟
أمير:انا لم اقصد
بدأ دمعها يتهاطل شلالا لتصرخ اكثر:بسببك انت فقط عشت أياما سوداء لم ارى فيها ضوء الشمس،اياما غابت فيها الالوان عن عالمي،ايام احتضرت فيها وحيدة كالاشباح،ايام انقطعت فيها انفاسي وتملكني الياس والضياع،ثم أشارت لقلبها لتكمل:تلك الجراح مازالت بقلبي مازالت تنزف كلما تذكرت،جراح تعفنت من كثرة الدماء،جراح ابكتني حتى جفت كل دموعي،جراح اطفات رغبتي بالاستمرار،ماذا فعلت ماذا فعلت؟؟لقد فتحتها مجددا لقد غدرتي بي مجددا.
اقترب منها محاولا احتظانها لكنها صدته بغضب لتقول:انصرف ولا ترني وجهك ثانية.
نظر إليها بانكسار فقد ادرك أن ما وضعه من الم داخلها لاشيء ينزعه ولا عشق يمكن أن يداويه.
خرج لحديقتها ليخرج زفرة قوية اوجعت اظلعه ثم انصرف مباشرة دون الالتفات للخلف.
جلست أرضا وانكمشت على جسدها وبكت بكت بحرقة بكت وهي تصرخ:لماذا فعلتها لماذا؟لماذا اتيت لماذا اقتربت؟لماذا فتحت الجروح لماذا؟لماذا أعدت لي الدمع والسواد لماذا؟ ليتك ما عدت ولا رايتك،اتعبتني احرقتني،يكفي يكفي
بقيت كذلك بكت مطولا،ثم وقفت كعادتها ورمت كل شيء بفؤادها لتمسح دموعها وتأخذ نفسا عميقا وتقول:كعادتك اظهري قوتك واخفي ضعفك والمك داخلا،هيا لا تبكي،هيا لا دموع لا الم لا وجع انت تجاوزت كل هذا وهو لن يعيدك لعالمه بعد أن تجاوزت ظلمة كل تلك الايام وحيدة.
ارتدت ملابسها ولملمت نفسها التي انكسرت من جديد وضغطت على جرحها الذي نزف من جديد ثم خرجت ووقفت عند الباب لتاخذ نفسا عميقا وتوجهت لبيت الخالة
دقت الباب ودخلت لتقول:سلطانتي هل ناديتتي؟
الخالة:نعم لكن حين لم تجيبي ظننتك خرجت.
ريحان:,لا كنت استحم فقط.
الخالة:بالساعات كعادتك اعرفك جيدا انت تربيت على يدي اكثر من عمتك رحمها الله واقرؤك من لمعة عيونك.
ريحان:ليرحمها الله سازورها غدا بما أنه عطلة.
الخالة:لا غدا صباحا احتاجك لذلك ناديتك يجيب أن تتفرغي لي
ريحان:لم؟
الخالة:سياتيني ظيوف واريد مساعدتك يجب أن تكوني حاضرة.
ريحان:حسنا
الخالة:الم يعد أمير؟
انزلت رأسها حزينة بعد أن تذكرت الغصة التي سببها لها باقترابه منها لتقول:لا ولا أظنه سيفعل.
الخالة:انت أردت ذلك يا ابنتي وهو احترم رغبتك.
نظرت الى الخالة عائشة وقد امتلأت عيونها دمعا لتبتسم رغم ذلك وتقول:اجل انا أردت ذلك.
ثم وقفت لتقول:عن اذنك ساذهب لارتاح قليلا وصباحا تجدينني عندك.
الخالة:اذنك معك حبيبتي.
حل الليل...
كان جالسا بشرفة الفندق يراقب السماء أما هي فقد كانت عند نافذة منزلها تراقب السماء ايضا،اخذ كل واحد يبوح للسماء وكان الثاني أمامه.
تنهد وقال:لماذا تحرقين قلبي هكذا؟
لتقول:انت السبب
أمير:اتركيني اعالج جراحك
ريحان:انها جراح لا تداوى
أمير:انت من رسمت هذه الحواجز
ريحان:لكنك انت من أمسكت بيدي وجعلتني ارسمها.
أمير:كيف سيمكنني العيش وانت تكرهينني
ريحان:يكفي توقف انت تقتلني وتدعي علاجي يكفي.
أمير:انا لا يمكنني دونك
ريحان:يمكنك العيش دوني كما عشت قبلي
أمير:اريد فرصة كي اجعلك تسامحينني ربما ذنبي عظيم لكن يمكنك أن تغفري
ريحان:لا استطيع انا اجابه نفسي وأحاول اكثر منك لكني اجبن في الأخير وارفضك.
أمير:احبك عشق
ريحان:لا افهم شعوري أمير احبك حينا واكرهك حينا انا تائهة في العتمة الموحشة اتخبط بها وحيدة.
أمير:رجاء
ريحان:اسكت رجاء اسكت
مر الليل بطوله...
كانت ليلة مشابهة في ظلمتها لما مر قبلها من لياليهم القاسية،عادت السحب وتجمعت حولهم وبدأت بالتلبد شيء فشيء لتتساقط بعد منتصف الليل دموعهم امطارا من عيونهم التعبة ولينزف قلبي العاشقين الما وشوقا وندما تقلب وتقلبت،شد على غصة قلبه وشدت هي،كان يراها حين يلتفت إلى جانبيه وتراه هي ايضا،كان يتذكر قربه منها وتتذكر هي أنفاسه الدافئة التي اراحت قلبها حتى انقضى ليلهم الطويل وانتهى دون نوم أحد منهما.
حل الصباح....
قامت ريحان من مكانها اخيرا،كانت تحس بتعب بسبب سهرها طوال الليل لكنها قاومت وقامت وتجهزت كما طلبت منها الخالة ثم حضرت افطارا لهاوبدات بتناوله وحيدة كعادتها لكنها تحدثت حين تذكرته لتقول:ماذا يفعل الآن ياترى؟لربما عاد أدراجه كما طلبت،هل كنت قاسية؟لكن ماعساي اصنع فانا حين اقول أنني نسيت اجده يعيدني للبداية باستغلاله نقاط ضعفي ويعيد فتح تلك الجروح التي كان سببها.
توجهت بعدها لبيت الخالة لمساعدتها،طرقت الباب لتفتح لها عائشة دخلت وسلمت ثم قالت:حسنا بما اساعدك
الخالة:مابك هكذا تشبهين الزومبي الم تنامي؟
ريحان:لا نمت بعض التعب لا اكثر
الخالة:اذهبي وضعي قليلا من المكياج.
ريحان:وما السبب؟لماذا اضع مكياجا؟
الخالة:لن يراك للضيوف هكذا حتما سيهربون انت تخيفين الاطفال ياابنتي.
ريحان:الله الله وما شاني أن بضيوفك ثم مابه شكلي؟
الخالة:اذهبي كما طلبت وعودي سريعا قد يأتون باي لحظة.
ريحان:اي ضيوف هؤلاء من يراك يقول سيزورك أردوغان وزوجته.
الخالة:بالنسبة لي اهم لأنهم سيغيرون اشياء كثيرة.
ريحان:لم افهم
الخالة:ستفهمين لا حقا هيا اسرعي
عادت ريحان الى منزلها ووضعت بعض المساحيق على وجهها لتزداد جمالا على جمالها ثم عادت لبيت الخالة.
مر بعض الوقت هناك وهما تتحدثان كانت ريحان تستقصد الحديث باي شيء كان عدا امير،كانت تهرب من ذكره أو حتى لفظ اسمه كي لا تقع اسيرة أسئلة الخالة ولا تفضح مشاعرها المتمردة على عقلها اكثر تحدثت عن عملها وعن انها ستعود لتدريس اطفال الحي يوم عطلتها دروس السيرة والقرآن وتحدثوا عن الطبخ وعن محمد وزوجته وعن وعن الا امير،تقصدت ان لا تذكره،وافقتها الخالة في حديثها لكنها خاطبت نفسها في الأخير وقالت:تهربين من ذكر اسمه وهو يسكن فؤادك وكلك يا عاشقة لكن سنضع النقاط على الحروف بعد قليل وتعترفين لنفسك المعاندة بانك تحبينه وسترضى هي بذلك.
كانتا كذلك ليسمعا طرق الباب،قامت ريحان من مكانها وتوجهت إليه لتفتحه وما ان فعلت حتى تفاجات به عند الباب واقفا لتقول:انت؟الم تذهب؟
بقي يتاملها لحظات وتلك الغصىة تعصر قلبه وكلماتها الموجعة تروح وتجيء أمام عينيه،ثم تنهد ليقول:اتيت لرؤية الخالة وتودعيها ساعود الى اسطنبول بشكل نهائي.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي