الفصل الحادى عشر
لم يكن سليم بمفرده من التقط تلك الاشارات كانت فرحة بالمطبخ تجلي الاطباق و هي تلوم عقلها علي تفكيره الساذج فمن المؤكد تلك النظرات كانت بريئة و لكن غيرتها هي ما جعلتها تحكم عليها بشىء خطير ..
انفرد اسعد بنفسه في غرفته كعادته الاخيرة بانتظار رسائلها حتي راسلته بالفعل قائلة :
_ اليوم كان يجنن بجد و انا فرحت جدا و الولاد ضحكوني ضحك و الله ماضحكتوش من سنين .
رفع اسعد هاتفه مسرعا و تطلع برسالتها بسعادة و اجابها كاتبا :
_ ابقي تعالي كل يوم بقا هما كده طول الوقت ما بيكبروشطول الوقت نقار و خناق بقا الطبيعي بتاعهم .
جلست دعاء علي فراشها و كتبت له :
_ هم فعلا زي السكر و دمهم شربات واليوم كان لذيذ جدا والله ممكن اسالك سؤال لو سمحت لي ؟!
اجابها اسعد قائلا بتلهف :
_ اه طبعا اسئلة كتير مش سؤال واحد يا ستي .
ابتسمت و كتبت له قائلة :
_ هو سؤال واحد بس يعني عشان شغالني شويه فقولت اسالك عليه هو البرفيوم اللي انت كنت حاطه اسمه ايه بجد كلاسيك كده وشيك قوي وانا بحب البرفيوم الكلاسيك مش باحب البرفيوم العصري فعجبنى جدا قلت اسالك عليه عشان اجيبه لاسلام .
تذكر انها عندما جلس امامها وجدها تغلق عينيها .. تعجب حينها لكنه الان فهم مقصدها فاجابها قائلا :
_ يا ستي بكره الصبح ان شاء الله يوصضلك لغايه البيت اذا ازازتين كاملين خليهم عندك اعطيهم لاسلام هيعجبك جدا او احتفظي بيهم .
اسرعت دعاء قائلة بعدما صدمتها سرعة تلبيته لسؤالها :
_ لا انا مقصدش كده بس كنت عاوزة اعرف الاسم و انا هشتريه اون لاين و اعطيه لاسلام يمكن يستخدمه انت عارف ذوقه دايما البرفيومز النفاذة و انا مش بحبها .
ابتسمت عيني اسعد و ارسل اليها كاتبا :
_ علي فكرة و انتي كمان البرفيوم بتاعك رقيق جدا و لبسك اجمل سمبل كده و رقيق زيك بالظبط .
تنهدت دعاء بسعادة و تمددت و هي تطلع سقف غرفتها بسعادة .. كلماته دائما ما تصيبها بالنشوة التي تفتقدها فتحت مسمي الصداقة كلماته دائما ما تسعدها ..
تذكرت انها لم تجيبه فاعتدلت في جلستها و اسرعت قائلة :
_ متشكرة انت الاجمل و طريقة لبسك بجد راقية جدا اي حاجة بتعملها بتكون صح قوى .. سبحان الله ذوقنا واحد في اللبس و البرفيوم و التفكير باوقات كمان لاني بحسك اذكي مني بمراحل و اظلمك لو قولت انك زيي .
قهقه اسعد ثم تذكر انه ربما يسمعه احد فهدا من ضحكاته و اجابها باسما :
_ يشرفني اننا نتشابه بحاجة و الله يا دعاء و لو عالذكاء فانتي متجوزة عقل كمبيوتر مافيش بذكائه بالعالم .. الا صحيح هو فين معقول وصلك و خرج بعدها ؟1
رفعت دعاء عينها و طالعت ردهة البيت و قالت ببرود :
_ لا هو هنا بس بيتفرج علي التليفزيون و ماسك الفون بتاعه شكله بيكلم حد فببعد عه بدل ما يسميها بتصنت عليه و يلاقي سبب يضربني بيه انا مصدقت ربنا شفاني .
نار غريبة تسللت لروحه و هو يستمع لكلماتها و بدون ان يشعر قال لها بلا وعي :
_ ياريت لو تنامي قبل ما يدخل .
ضاقت عيني دعاء بعدم فهم لمطلبه حتي فطنت لغيرته عليها من ان يمسها اسلام فتوردت وجنتاها و قالت له بانصياع :
_ حاضر هقفل معاك و هنام فورا .
لعن اسعد غباؤه العسر و صفع مقدمة راسه و هو يشعر بالخجل من ان تكون فهمت مقصده فقال مسرعا ناهيا الحوار :
_ يالا تصبحي علي خير و خلي بالك من نفسك .
لامست حروفه باناملها و ارسلت له قائلة :
_ طمني عليك بكرة لما تفضي بالشغل اوك .
_ تمام ما تقلقيش لازم هتطمن عليكي مهما كنت مشغول .
اتسعت ابتسامة دعاء و عبثت بشعراتها بسعادة ثم اجابته :
_ و انت من اهل الخير سلام .
_ سلام .
تطلع اسعد للمحادثة بابتامة متسعة قبل ان يهزه صوت فرحة التي قالت بتعجب :
_ بتكلم مين دلوقتي يا اسعد ؟!
ابتلع ريقه و اغلق هاتفه مسرعا مما اثار قلقها اكثر و قال بهدوء مصطنع :
_ كنت طالب تقرير من موظف عندى و كنت بتاكد خلصه و لا لأ .. خلصتي اللي وراكي .
اومات فرحة براسها و قالت :
_ اول مرة تسيبني اخلص كل حاجة لواحدى دايما كنت بتحب تساعدني استغربت انك مفكرتش حتي تبص عليا .
اجابها بارتباك واضح بنبرته المرتعشة :
_ قولتلك كنت بظبط شغل مع موظف عندى لانه بكرة هروح لاسلام هندخل شراكة مع شركة استثمارية كبيرة جدا بالتمويل و انتي عارفة انا مش هحط مليم واحد من غير ما اكون مطمن دى فلوس عيالي .
هزت فرحة راسها بتفهم و عيناها تخترق الهاتف بفضول و قالت له :
_ تمام ربنا يوفقك .. هنام بقا و لا هنفضل واقفين كده للصبح .
لم يغفل عن نظراتها لهاتفه فقال مسرعا :
_ هدخل التويلت دقيقة واحدة و هاجي انام .
سار خطوتين فاوقفته قائلة :
_ هتدخل التويلت بالفون ؟!!
عض علي جوف فمه و قال :
_ ايوة .
و تركها و دلف للحمام تحت انظارها القلقة و المتعجبة .. اغلق ورائه الباب و ازال جميع رسائل دعاء بحزن لانه لن يسترجع صوتها من التسجيلات كما كان يفعل و خشي ان تراسله باى وقت فعين كلمة سر لهاتفه و اغلقه و خرج تمدد بمكانه و وضع الهاتف تحت وسادته و قال بتثاؤب :
_ تصبحي علي خير يا حبيبتي .
طالعته فرحة من اعلي نظارتها و اغلقت كتابها و قالت ببرود :
_ و انت من اهله .
لاول مرة منذ زواجهما و ينتابها لحظة شك حياله لم تحدث من قبل .. فاستعاذت بالله من شيطان نفسها و هزت راسها علها تبعد تلك الافكار عن عقلها حتي لا تتعب .
..............................................................
.................
تلك الرسالة اليومية بهذا الوقت المتاخر كانت كفيلة باثارة الرعب في نفسها فحملت هاتفها و هي تتافف بضيق و طالعت شاشته بضيق فوجده ارسل اليها تلك المرة كاتبا :
_ مش همل و هفضل ابعتلك و اعبرلك عن حبي مهما حصل لغاية ما تقتنعي اني مش شايف غيرك و هتجنن عليكي .
تهدل كتفي غدير و هي تقرا رسالته التي لم تعد تعرف لها رقما من كثرتهم .. جزء بسيط بداخلها يروق له مسكه بها و عقلها يرفض تلك العلاقة من بدايتها ..
كالعادة يصطحب رسالته فيديو باغنية رومانسية و جميع ما يرسله تحتفظ به هي و لا تعرف سببا لذلك سوى انه يختار اغانيه بعناية و ذوق ..
ابتسمت غدير بخفوت و ضغطت علي شاشة الهاتف كي تشاهد الفيديو و بدون قصد منها ضغطت علي اشعار اللايك فوصله و اتاح المحادثة بينهما .. فغرت فمها بصدمة علي غلطتها و التي ستدفع ثمنها غاليا ..
اما هو فلم يتردد و ارسل اليها قائلا :
_ و اخيرا يا غدير رديتي ليا .. حتي لو بلايك انا موافق يا ستي اي حاجة منك حلوة .
اخبارك ايه .
اغلقت الهاتف و القته بعيدا عنها بفزع .. و هي تسب عقلها البائس و حظها العثر .. فيوسف لا يتواني عن ملاحقتها منذ عدة اشهر بكل مكان بالجامعة رغم انه بالسنة الاخيرة بالجامعة و يكبرها باربع سنوات و مع ذلك باي مكان تتواجد ب تجده امامها ..
اصبح الجميع يعلم بانه يعشقها بجنون و الغلبية يلقبونه روميو غدير من شدة حبه ل .. و مع ذلك الجميع علي ثقة بان بحياته العديد و العديد من الفتيات و ان استعصت عليه احداهن تصبح الرهان الاكبر ..
و لم يفعل به احد ما فعلته غدير سنتين و هو يركض ورائها بشتي الطرق .. و هي تصده و لا تعيره اي اهتمام ..
تحكمت بانفعالاتها و حملت الهاتف مجداا وجدته ارسل لها عشرات الرسائل .. حولت الهاتف علي وضع الصامت و اعادته مكانه و حاولت النوم مجددا ...
.................................................................
....................
في الصباح جلست فرحة و الوجوم علي وجهها بعدما اكتشفت ان اسعد و لاول مرة قد اغلق هاتفه ببصمة اصبعه و كانه يؤكد علي انه يخفي شيئا ..
وزع اسعد انظاره علي ليم الذي يعبث بكوب الشاي خاصته بشرود .. وغدير لتي تاكل بصمت مريب .. وفرحة التي تتطلع بالبعيد و قد عقد حاجبيها
قرر قطع تلك الحالة و هو يقول بتعجب :
_ في ايه مالكم وحدوه .
اجابوه ثلاثتهم بهدوء :
_ لا اله الا الله .
تطلع بسليم و ساله بترقب :
_ مالك يا سليم سرحان في ايهكده في حد ضايقك بشغلك عرفني و انا هتصرف .
اجابه سليم بنبرة محتدة :
_ و انا طفل صغير هاجي اعيط لحضرتك لو حصلي حاجة و اشتكيلك علشان تجيبلي حقي .
علا الوجوم وجوه الجميع علي طريقته الغير معتادة بينما صاحت به فرحة قائلة بغضب :
_ اتكلم مع باباك بادب يا ولد انت نسيت نفسك و لا ايه ؟!
اغمض سليم عينيه و مرر كفه علي وجهه و قال بخجل :
_ انا متاسف معرفش كلمته ازاى كده واضح ان قلة النوم مأثرة عليا انا هقوم اروح الشغل لهتاخر .
و تركهم و انصرف و هم يطالعونه بقلق ..
وقفت غدير هي الاخرى و قالت :
_ و انا هنزل بقا علشان ما اتاخرش علي ايمان يالا اشوفكم عالغدا ان شاء الله سلام .
اجابها اسعد قائلا :
_ خلي بالك من نفسك يا حبيبتي و ماتتاخريش بعد محضراتك اتفقنا .
اومات غدير براسها و قالت :
_ اتفقنا .
تركتهم هي الاخرى و انصرفت .. و ساد الصمت لدقائق حتي قطعه اسعد قائلا :
_ محتاجة مني حاجة اجيبهالك و ان راجع يا فرحة ؟!
هزت فرحة راسها نافية وقالت بهدوء :
_ لا يا حبيبي شكرا .. ترجع بالسلامة .
وقف هو الاخر و لملم اشيائه و وضعهم في حقيبته و انصرف مسرعا كانه يهرب من نظراتها التي قد امتلات بالشك من ناحيته ..
طالعت ايمان ساعة معصمها بضيق و رفعت راسها فوجدت سليم يمر من امامها .. لم يبطء خطواته كما يفعل دائما بل طالعها نظرة خاطفة و اكمل سيره مسرعا ..
قطبت حجبها بتعجب و حملت هاتفها لتهتاتف غدير فوجدتها تقترب منها بخطوات سريعة حتى وقفت اماها و قالت لها بنظرات مرتابة :
_ الحقيني يا ايمان انا عكيت الدنيا .
حثتها ايمان علي السير و سالتها بترقب :
_ عملتي ايه يا عملي الاسود في الدنيا قولي اشجيني .
عدلت غدير من وضع حقيبتها و قالت بعبوس :
_ اللي اسمه سي روميو ده و لا يوسف كالعادة بعتلي رسالة زى كل يوم بالليل و انا بشوفهم و بتجاهلهم .. امبارح بالغلط صباعي جه علي اللايك و وصله و بقا عرف اني شوت رسايله لا و بعتاله لايك كمان .
اتسعت عيني ايمان و قالت بعصبية :
_ و من الاول سايبه باب مفتوح بينكم ليه كان لازم تعمليله حظر و تبقي بالامان انتي اتجننتي يا غدير .
زفر غدير بضيق و قالت :
_ لما هحظره هيعرف اني شوفت رسايله بس لما هتجاهل رسالة واضحة مني اني مش عاوزاه يراسلني .
ابتسمت ايمان بسخرية و قالت :
_ بتضحكي علي نفسك و لا عليا يا غدير .. انتي شكلك كنتي معجبة بكلامه و رسايله ليكي و ده خطر و لعب بالنار .
ابتلعت غير ريقها بتوتر و قالت :
_ لا معجبة و لا بتاع انا مركزة بدرستي و حياتي و انتي عارفة و متاكدة من ده كويسقوى صح و لا غلط .
اجابتها ايمان بتعقل :
_ صح يا قلبي و نصيحة من اختك اللي بتحبك و مالهاش غيرك و بتخاف عليكي اعملي الحظر و ارتاحي ده فتحة ممكن يدخل منها الشيطان و ممكن تندمي ندم عمرك .
اشارت غدير لسياره اجرة و قالت :
_ حاضر هعمل اللي قولتي عليه متقلقيشعليا يالا نركب التاكسي هنتاخر .
صعدا السيارة و كلا منهما تفكر بخص يثير تعجبها و حنقها فهياة سليم اثارت تعجب ايمان و غدير عقلها يدفعها لما قالته ايمان و لكن ليس بشكل كامل ..
.............................................................
................
انفرد اسعد بنفسه في غرفته كعادته الاخيرة بانتظار رسائلها حتي راسلته بالفعل قائلة :
_ اليوم كان يجنن بجد و انا فرحت جدا و الولاد ضحكوني ضحك و الله ماضحكتوش من سنين .
رفع اسعد هاتفه مسرعا و تطلع برسالتها بسعادة و اجابها كاتبا :
_ ابقي تعالي كل يوم بقا هما كده طول الوقت ما بيكبروشطول الوقت نقار و خناق بقا الطبيعي بتاعهم .
جلست دعاء علي فراشها و كتبت له :
_ هم فعلا زي السكر و دمهم شربات واليوم كان لذيذ جدا والله ممكن اسالك سؤال لو سمحت لي ؟!
اجابها اسعد قائلا بتلهف :
_ اه طبعا اسئلة كتير مش سؤال واحد يا ستي .
ابتسمت و كتبت له قائلة :
_ هو سؤال واحد بس يعني عشان شغالني شويه فقولت اسالك عليه هو البرفيوم اللي انت كنت حاطه اسمه ايه بجد كلاسيك كده وشيك قوي وانا بحب البرفيوم الكلاسيك مش باحب البرفيوم العصري فعجبنى جدا قلت اسالك عليه عشان اجيبه لاسلام .
تذكر انها عندما جلس امامها وجدها تغلق عينيها .. تعجب حينها لكنه الان فهم مقصدها فاجابها قائلا :
_ يا ستي بكره الصبح ان شاء الله يوصضلك لغايه البيت اذا ازازتين كاملين خليهم عندك اعطيهم لاسلام هيعجبك جدا او احتفظي بيهم .
اسرعت دعاء قائلة بعدما صدمتها سرعة تلبيته لسؤالها :
_ لا انا مقصدش كده بس كنت عاوزة اعرف الاسم و انا هشتريه اون لاين و اعطيه لاسلام يمكن يستخدمه انت عارف ذوقه دايما البرفيومز النفاذة و انا مش بحبها .
ابتسمت عيني اسعد و ارسل اليها كاتبا :
_ علي فكرة و انتي كمان البرفيوم بتاعك رقيق جدا و لبسك اجمل سمبل كده و رقيق زيك بالظبط .
تنهدت دعاء بسعادة و تمددت و هي تطلع سقف غرفتها بسعادة .. كلماته دائما ما تصيبها بالنشوة التي تفتقدها فتحت مسمي الصداقة كلماته دائما ما تسعدها ..
تذكرت انها لم تجيبه فاعتدلت في جلستها و اسرعت قائلة :
_ متشكرة انت الاجمل و طريقة لبسك بجد راقية جدا اي حاجة بتعملها بتكون صح قوى .. سبحان الله ذوقنا واحد في اللبس و البرفيوم و التفكير باوقات كمان لاني بحسك اذكي مني بمراحل و اظلمك لو قولت انك زيي .
قهقه اسعد ثم تذكر انه ربما يسمعه احد فهدا من ضحكاته و اجابها باسما :
_ يشرفني اننا نتشابه بحاجة و الله يا دعاء و لو عالذكاء فانتي متجوزة عقل كمبيوتر مافيش بذكائه بالعالم .. الا صحيح هو فين معقول وصلك و خرج بعدها ؟1
رفعت دعاء عينها و طالعت ردهة البيت و قالت ببرود :
_ لا هو هنا بس بيتفرج علي التليفزيون و ماسك الفون بتاعه شكله بيكلم حد فببعد عه بدل ما يسميها بتصنت عليه و يلاقي سبب يضربني بيه انا مصدقت ربنا شفاني .
نار غريبة تسللت لروحه و هو يستمع لكلماتها و بدون ان يشعر قال لها بلا وعي :
_ ياريت لو تنامي قبل ما يدخل .
ضاقت عيني دعاء بعدم فهم لمطلبه حتي فطنت لغيرته عليها من ان يمسها اسلام فتوردت وجنتاها و قالت له بانصياع :
_ حاضر هقفل معاك و هنام فورا .
لعن اسعد غباؤه العسر و صفع مقدمة راسه و هو يشعر بالخجل من ان تكون فهمت مقصده فقال مسرعا ناهيا الحوار :
_ يالا تصبحي علي خير و خلي بالك من نفسك .
لامست حروفه باناملها و ارسلت له قائلة :
_ طمني عليك بكرة لما تفضي بالشغل اوك .
_ تمام ما تقلقيش لازم هتطمن عليكي مهما كنت مشغول .
اتسعت ابتسامة دعاء و عبثت بشعراتها بسعادة ثم اجابته :
_ و انت من اهل الخير سلام .
_ سلام .
تطلع اسعد للمحادثة بابتامة متسعة قبل ان يهزه صوت فرحة التي قالت بتعجب :
_ بتكلم مين دلوقتي يا اسعد ؟!
ابتلع ريقه و اغلق هاتفه مسرعا مما اثار قلقها اكثر و قال بهدوء مصطنع :
_ كنت طالب تقرير من موظف عندى و كنت بتاكد خلصه و لا لأ .. خلصتي اللي وراكي .
اومات فرحة براسها و قالت :
_ اول مرة تسيبني اخلص كل حاجة لواحدى دايما كنت بتحب تساعدني استغربت انك مفكرتش حتي تبص عليا .
اجابها بارتباك واضح بنبرته المرتعشة :
_ قولتلك كنت بظبط شغل مع موظف عندى لانه بكرة هروح لاسلام هندخل شراكة مع شركة استثمارية كبيرة جدا بالتمويل و انتي عارفة انا مش هحط مليم واحد من غير ما اكون مطمن دى فلوس عيالي .
هزت فرحة راسها بتفهم و عيناها تخترق الهاتف بفضول و قالت له :
_ تمام ربنا يوفقك .. هنام بقا و لا هنفضل واقفين كده للصبح .
لم يغفل عن نظراتها لهاتفه فقال مسرعا :
_ هدخل التويلت دقيقة واحدة و هاجي انام .
سار خطوتين فاوقفته قائلة :
_ هتدخل التويلت بالفون ؟!!
عض علي جوف فمه و قال :
_ ايوة .
و تركها و دلف للحمام تحت انظارها القلقة و المتعجبة .. اغلق ورائه الباب و ازال جميع رسائل دعاء بحزن لانه لن يسترجع صوتها من التسجيلات كما كان يفعل و خشي ان تراسله باى وقت فعين كلمة سر لهاتفه و اغلقه و خرج تمدد بمكانه و وضع الهاتف تحت وسادته و قال بتثاؤب :
_ تصبحي علي خير يا حبيبتي .
طالعته فرحة من اعلي نظارتها و اغلقت كتابها و قالت ببرود :
_ و انت من اهله .
لاول مرة منذ زواجهما و ينتابها لحظة شك حياله لم تحدث من قبل .. فاستعاذت بالله من شيطان نفسها و هزت راسها علها تبعد تلك الافكار عن عقلها حتي لا تتعب .
..............................................................
.................
تلك الرسالة اليومية بهذا الوقت المتاخر كانت كفيلة باثارة الرعب في نفسها فحملت هاتفها و هي تتافف بضيق و طالعت شاشته بضيق فوجده ارسل اليها تلك المرة كاتبا :
_ مش همل و هفضل ابعتلك و اعبرلك عن حبي مهما حصل لغاية ما تقتنعي اني مش شايف غيرك و هتجنن عليكي .
تهدل كتفي غدير و هي تقرا رسالته التي لم تعد تعرف لها رقما من كثرتهم .. جزء بسيط بداخلها يروق له مسكه بها و عقلها يرفض تلك العلاقة من بدايتها ..
كالعادة يصطحب رسالته فيديو باغنية رومانسية و جميع ما يرسله تحتفظ به هي و لا تعرف سببا لذلك سوى انه يختار اغانيه بعناية و ذوق ..
ابتسمت غدير بخفوت و ضغطت علي شاشة الهاتف كي تشاهد الفيديو و بدون قصد منها ضغطت علي اشعار اللايك فوصله و اتاح المحادثة بينهما .. فغرت فمها بصدمة علي غلطتها و التي ستدفع ثمنها غاليا ..
اما هو فلم يتردد و ارسل اليها قائلا :
_ و اخيرا يا غدير رديتي ليا .. حتي لو بلايك انا موافق يا ستي اي حاجة منك حلوة .
اخبارك ايه .
اغلقت الهاتف و القته بعيدا عنها بفزع .. و هي تسب عقلها البائس و حظها العثر .. فيوسف لا يتواني عن ملاحقتها منذ عدة اشهر بكل مكان بالجامعة رغم انه بالسنة الاخيرة بالجامعة و يكبرها باربع سنوات و مع ذلك باي مكان تتواجد ب تجده امامها ..
اصبح الجميع يعلم بانه يعشقها بجنون و الغلبية يلقبونه روميو غدير من شدة حبه ل .. و مع ذلك الجميع علي ثقة بان بحياته العديد و العديد من الفتيات و ان استعصت عليه احداهن تصبح الرهان الاكبر ..
و لم يفعل به احد ما فعلته غدير سنتين و هو يركض ورائها بشتي الطرق .. و هي تصده و لا تعيره اي اهتمام ..
تحكمت بانفعالاتها و حملت الهاتف مجداا وجدته ارسل لها عشرات الرسائل .. حولت الهاتف علي وضع الصامت و اعادته مكانه و حاولت النوم مجددا ...
.................................................................
....................
في الصباح جلست فرحة و الوجوم علي وجهها بعدما اكتشفت ان اسعد و لاول مرة قد اغلق هاتفه ببصمة اصبعه و كانه يؤكد علي انه يخفي شيئا ..
وزع اسعد انظاره علي ليم الذي يعبث بكوب الشاي خاصته بشرود .. وغدير لتي تاكل بصمت مريب .. وفرحة التي تتطلع بالبعيد و قد عقد حاجبيها
قرر قطع تلك الحالة و هو يقول بتعجب :
_ في ايه مالكم وحدوه .
اجابوه ثلاثتهم بهدوء :
_ لا اله الا الله .
تطلع بسليم و ساله بترقب :
_ مالك يا سليم سرحان في ايهكده في حد ضايقك بشغلك عرفني و انا هتصرف .
اجابه سليم بنبرة محتدة :
_ و انا طفل صغير هاجي اعيط لحضرتك لو حصلي حاجة و اشتكيلك علشان تجيبلي حقي .
علا الوجوم وجوه الجميع علي طريقته الغير معتادة بينما صاحت به فرحة قائلة بغضب :
_ اتكلم مع باباك بادب يا ولد انت نسيت نفسك و لا ايه ؟!
اغمض سليم عينيه و مرر كفه علي وجهه و قال بخجل :
_ انا متاسف معرفش كلمته ازاى كده واضح ان قلة النوم مأثرة عليا انا هقوم اروح الشغل لهتاخر .
و تركهم و انصرف و هم يطالعونه بقلق ..
وقفت غدير هي الاخرى و قالت :
_ و انا هنزل بقا علشان ما اتاخرش علي ايمان يالا اشوفكم عالغدا ان شاء الله سلام .
اجابها اسعد قائلا :
_ خلي بالك من نفسك يا حبيبتي و ماتتاخريش بعد محضراتك اتفقنا .
اومات غدير براسها و قالت :
_ اتفقنا .
تركتهم هي الاخرى و انصرفت .. و ساد الصمت لدقائق حتي قطعه اسعد قائلا :
_ محتاجة مني حاجة اجيبهالك و ان راجع يا فرحة ؟!
هزت فرحة راسها نافية وقالت بهدوء :
_ لا يا حبيبي شكرا .. ترجع بالسلامة .
وقف هو الاخر و لملم اشيائه و وضعهم في حقيبته و انصرف مسرعا كانه يهرب من نظراتها التي قد امتلات بالشك من ناحيته ..
طالعت ايمان ساعة معصمها بضيق و رفعت راسها فوجدت سليم يمر من امامها .. لم يبطء خطواته كما يفعل دائما بل طالعها نظرة خاطفة و اكمل سيره مسرعا ..
قطبت حجبها بتعجب و حملت هاتفها لتهتاتف غدير فوجدتها تقترب منها بخطوات سريعة حتى وقفت اماها و قالت لها بنظرات مرتابة :
_ الحقيني يا ايمان انا عكيت الدنيا .
حثتها ايمان علي السير و سالتها بترقب :
_ عملتي ايه يا عملي الاسود في الدنيا قولي اشجيني .
عدلت غدير من وضع حقيبتها و قالت بعبوس :
_ اللي اسمه سي روميو ده و لا يوسف كالعادة بعتلي رسالة زى كل يوم بالليل و انا بشوفهم و بتجاهلهم .. امبارح بالغلط صباعي جه علي اللايك و وصله و بقا عرف اني شوت رسايله لا و بعتاله لايك كمان .
اتسعت عيني ايمان و قالت بعصبية :
_ و من الاول سايبه باب مفتوح بينكم ليه كان لازم تعمليله حظر و تبقي بالامان انتي اتجننتي يا غدير .
زفر غدير بضيق و قالت :
_ لما هحظره هيعرف اني شوفت رسايله بس لما هتجاهل رسالة واضحة مني اني مش عاوزاه يراسلني .
ابتسمت ايمان بسخرية و قالت :
_ بتضحكي علي نفسك و لا عليا يا غدير .. انتي شكلك كنتي معجبة بكلامه و رسايله ليكي و ده خطر و لعب بالنار .
ابتلعت غير ريقها بتوتر و قالت :
_ لا معجبة و لا بتاع انا مركزة بدرستي و حياتي و انتي عارفة و متاكدة من ده كويسقوى صح و لا غلط .
اجابتها ايمان بتعقل :
_ صح يا قلبي و نصيحة من اختك اللي بتحبك و مالهاش غيرك و بتخاف عليكي اعملي الحظر و ارتاحي ده فتحة ممكن يدخل منها الشيطان و ممكن تندمي ندم عمرك .
اشارت غدير لسياره اجرة و قالت :
_ حاضر هعمل اللي قولتي عليه متقلقيشعليا يالا نركب التاكسي هنتاخر .
صعدا السيارة و كلا منهما تفكر بخص يثير تعجبها و حنقها فهياة سليم اثارت تعجب ايمان و غدير عقلها يدفعها لما قالته ايمان و لكن ليس بشكل كامل ..
.............................................................
................