الفصل السابع

#الاسطى_هانم
#الفصل_السابع

((مشاعر جميلة))

بعد مرور شهر كانت هانم تملئ القصر بالمرح جعلت له حياة لا يستطيع الجد ان يحيا من دونها تقربت كثيرا من تميم تجلس معه كثيرا تمرح وتضحك وهذا ما جعل سالي تستشيط غضبا وتسرع بتنفيذ تلك الخطة المحكمة ظلت تصرخ هانم بحماس وهي تلعب احدى العاب الفيديو امام تلك الشاشة الكبيرة كانت لارا ذاهبة للخروج بعد انتهاء حديثها مع سالي عندما لفت نظرها تلك الجالسة تلعب بحماس وطفولية ظلت تنظر اليها كم هي بريئة ورقيقة تستحق حب الجميع وتعلقهم بها نظرت مرة اخرى لملامحها الرقيقة الخالية من مستحضرات التجميل وفستانها الانيق المحتشم ومن ثم نظرت لنفسها في المرآة الموجودة علي الحائط بملابسها الفاضحة كملابس سالي وملامحها البريئة التي تغيرت تماما من ذالك الكم الهائل التي تضعه من مستحضرات تجميل جعدت جبينها بحزن مازن معه حق اين هي لارا اين تلك البريئة الخجولة التي وقع في عشقها نزلت دمعة من عينيها مسحتها سريعا وهي التي كانت تعتقد اذا صارت مثل سالي في شهرتها وتهافت الشباب عليها ستعجب مازن اكثر لتجد انها ما كانت سوي ظل لها نزلت دموعها تباعا دون القدرة ان تمنعها وهي تفكر انها بالفعل علي وشك خسارة عشقها الوحيد الذي طاوعه قلبه ولاول مرة ليتجاهلها اكثر من شهر خرجت هانم من نوبة حماسها علي صوت شهقات عالية استدارت للخلف لتجد لارا مطرقة رأسها للاسفل وبكائها يزداد تدريجيا تركت ما بيدها لتتوجه سريعا اليها وهي تقول بقلق واضح:

_مالك يا لارا في ايه في حاجة حصلت؟!

شعرت لارا بقلقها الحقيقي عليها وحنانها المتدفق برغم معاملتها الجافة لها لتجد نفسها وبدون مقدمات ترتمي باحضانها وهي تبكي اكثر ظلت هانم تربت علي ظهرها بلطف حتي شعرت بهدوئها النسبي لتخرجها من احضانها وهي تزيل دمعاتها برفق لتقول بتساؤل مرة اخرى:

_مالك بقي ممكن تقوليلي يمكن اقدر اساعدك

نظرت لها بندم علي عدم تقربها منها من البداية لتقول بنبرة يائسة:

_مازن هايسبني يا هانم وانا بحبه ومش هقدر اعيش من غيره

طمأنتها بمقدار العشق الذي تراه بعيون مازن لها:

_مين قالك كدة بس ده مازن بيحبك اوي وميقدرش يعيش من غيرك ومش ممكن يسيبك ابدا

هزت لارا رأسها برفض وهي تقول بوجع:

_حتي لو كان بيحبني حبه ده بيقل من تصرفاتي وهو مش هيستحمل كتير ومعاه حق بس انا والله كنت بعمل كدة عشان يحبني اكتر واكون حلوة اكتر في نظره

ثم قالت سريعا مكملة حديثها بتأكيد:

_بس انا والله ما كنت كدة انا مكنتش بعمل كدة

عادت لارا للبكاء مرة اخرى لتهز هانم رأسها بتفهم وهي تقول بتساؤل مرح علها تخفف عنها:

_طب واللي يجيبهولك لحد عندك زي الاول ويرجع يسامحك ويبوس الايادي كمان

نظرت لها بلهفة وهي تقول:

_بجد يا هانم طب ازاي؟!..

نظرت لها بشفقة من ذالك العشق الواضح عليها ولانها قد جربت ذالك نعم لن تنكر اكثر هي قد احبت تميم وتشعر نحوه بانجذاب وتشعر باعجابه بها ايضا ولكن لن تبوح عن مكنون قلبها الا اذا اعترف هو اولا نفضت عن رأسها تلك الافكار لتقول:

_انت عايزة مازن يسامحك ويرجعلك زي الاول يبقي لازم انتي كمان ترجعي زي الاول

لتعقد ذراعيها امامها وهي تقول بسخط عندما تذكر تلك سالي الساقطة:

_وعلي رأي المثل الصاحب ساحب يبقي اول حاجة تبعدي عن اللي اسمها سالي دي

لتنظر لها بتقييم وهي تكمل:

_وتطلعي فوق تغيري هدومك دي وتلبسي اي حاجة من هدومي انا عندي كتير وامسحي اللي في وشك ده وتعالي نخرج عشان زهقت وهقولك تعملي ايه احنا كدة خلاص بقينا صحاب

هزت لارا رأسها سريعا وهي تقول بتأكيد وفرحة لمصادقة تلك اللطيفة:

_طبعا..ويبقي ليا الشرف والله

نظرت لها لارا بامتنان لتقول هانم بعجلة:

_يلا انتي لسة هتبصيلي مفيش وقت

لتسرع لارا للاعلي بعدما مسحت دموعها جيدا واحتضنتها لتبتسم هانم بحنان وهي تؤكد لنفسها ان لارا لا ولن تكون كسالي ابدا لتتذكر دموع تلك المسكينة التي كانت تلك السليطة تريد تبديلها تماما لتصبح نسخة منها لتقول بخفوت:

_الله يحرقك يا تسالي الكلب اكتر مانتي محروقة يعني ميجلهاش حاجة كدة تقطم رقبتها وهي قاعدة

ظلت هي تتمتم الي ان توسعت عينيها بفرحة عندما توصلت لفكرة ستقلق راحة تلك الحية بالتأكيد
******************************
نظرت لارا امامها بذهول بعد ان غيرت هيئتها لتلك الهيئة الملائكية لتوجه حديثها لهانم وهي تقول بدهشة:

_هو احنا هنخرج بالتاكسي يا هانم طيب ما نجيب عربية

نظرت لها هانم بنفاذ صبر وهي تقول:

_عربية ايه يام عربية اركبي بس عشان رايحيين الحارة افرجك عليها

اومأت لها لارا بطاعة وهي تقول:

_تمام بس فين السواق؟!

استقرت هانم امام عجلة القيادة لتقول بتهكم:

_وانا روحت فين يا فرنسا...علي العموم التاكسي ده بتاعي انا قولت للولا نخلة يجيبه امبارح عشان اقضي بيه مشويري

حدقت لارا بها بتعجب لتقول:

_طب ماتقولي لجدو يخصصلك عربية بسواق ولا تاخدي عربية من الجراج في كتير هناك

نظرت هانم امامها وهي تقوم بتشغيل السيارة:

_لا عدم لامؤخذة اصل من خرج من داره اتقل مقداره وانا بحب حاجتي اللي متعودة عليها بالذات التاكسي ده عشان من ريحة المرحوم ابويا وكفاية لوكلك بقي خلينا نتحرك

ابتسمت لارا لها علي معدنها الاصيل وهي تؤكد داخل نفسها انها اكتسبت صديقة لطيفة حنونة بعد عدة ساعات ظل تميم يبحث عنها بالقصر بعدما انهي عمله ولكن لا يوجد اثر لها جلس علي المقعد وهو يزفر بضيق اين ذهبت الان الم يصبحوا اصدقاء لماذا لم تخبره علي ذهابها لقد اشتاقها كثيرا اعتاد ان يعود للمنزل تكون هي باستقباله بابتسامتها الرقيقة التي تخطف دقات قلبه وما احلاه من خطف ينتظر طوال اليوم فقط من اجل تلك اللحظة ليبدل بعدها ملابسه سريعا ويجلسون سويا يحكون في كل شئ واي شئ لا يهم هو كل ما يهمه فقط انه معها ارجع رأسه علي المقعد بارهاق فقد ظل لساعات طويلة اليوم يعمل علي تصميمات هامة للعرض القادم ليجد فجأة اصابع رقيقة تمر علي كتفيه تدلكها له برقة ابتسم وهو يلتمس ذالك الارتخاء المغري ليقول بسعادة رغم عدم شعوره برائحتها الطفولية اليوم:

_يااااااااه شكرا خالص يا هانم بجد كنت محتاج مساج جدا

اقتربت منه اكثر بجراءة ليعقد هو حاجبيه بتعجب من ذالك العطر القوي الذي يعلمه جيدا لينتفض بقوة وهو يقف ليقابل سالي وهو يقول بحدة وغضب:

_ممكن اعرف ايه اللي كنتي بتعمليه ده ومين سمحلك تعمل كدة

اقتربت منه اكثر وعيناها تطلع له برغبة حارقة لتقول وهي تلف ذراعيها حول رقبته:

_انا بحبك اوي يا تميم انت ليه مش حاسس بيا وبعدين اشمعنا الزفتة دي هي اللي مسموحلها تقربلك وتكون جانبك وانا ايه اللي مستنياك من زمان ايه

دفعها تميم بعيدا عنه وهو يقول بغضب:

_ابعدي عني انتي ملكيش اي حق واياكي تقربي مني تاني ولو جبتي سيرة هانم علي لسانك تاني هندمك علي اليوم اللي اتولدي فيه واظن انتي عارفاني وعارفة انا اقدر اعمل ايه

كادت تتحدث ولكن اتت هانم في تلك اللحظة ومعها لارا يضحكون بسعادة نظرت سالي علي لارا بذهول لتنظر لها هي بلامبالاة تقدم منها تميم بسعادة واشتياق ليقول بتسأول وهو ينظر للارا بتعجب:

_انتي كنتي فين يا هانم دورت عليكي كتير ملقتكيش قلقت عليكي وكنت لسة هسأل مرات عمي

توردت وجنتيها من هذا الاهتمام الواضح لتقول بمرح محاولة التشويش علي هذا الخجل اللطيف:

_كنت بفسح البت لارا شوية بمناسبة الصداقة الجديدة وجبت لماما هدية هتحبها اوي

نادت علي والدتها بصوت عالي لتأتي علي اثر ندائها وهي تقول:

_في ايه بتنادي ليه...

اتسعت ابتسامتها بخبث وهي تنظر لسالي لتقول:

_جبتلك مفاجأة هتفرحك اوي يا ست الكل

التفتت علي الباب وهي تقول بصوت عالي:

_تعالي يام سلامة الدار امان يا حبيبتي

دلفت ام سلامة وعينيها تتوسع بانبهار من منظر القصر الواسع لتقول:

_ياختي ايه المحافظة اللي ساكنين فيها دي..ده التمثال اللي هناك دهون لوحده يشتري شارعنا كله

ادعت هانم البكاء وهي تقول برجاء:

_لا والنبي يا خالتي ركزي مع حد تاني كدة جدي هيفلس

مصمصت شفتيها وهي تقول لفتحية:

_ياختي روحتي وقولتي عدولي ولا كأن ليكي حد في حارتنا

ابتسمت لها فتحية وهي تقول:

_والله انتي ظلماني يام سلامة انا كنت هاجيلك ياختي

ثم وجهت نظرها لهانم لتقول:

_انتي يا بت يا مسترجلة تعالي هنا عايزاكي يا بت

تنحنحت هانم بحرج وتميم يكتم ضحكاته عليها لتقف جانبها وهي تقول بغضب خافت:

_ايه يا خالتي اشق هدومي واطلع منها ولا احطلك الفستان اللي انا لابساه ده في برواز

تهكمت ام سلامة لتقول بخفوت:

_ياختي لبس البوصة تبقي عروسة اتنيلي ايش تعمل المشطة في الوش العكر

شهقت هانم لتقول بندم:

_انا وشي عكر يا خالتي ربنا يسامحك انا غلطانة اني جبتك اصلا منك لله يا تسالي لب سوبر انتي

نكزتها ام سلامة في كتفها وهي تقول:

_قولي يا بت مين اللي امها داعية عليها اللي عايزة تتفشيها

نظرت هانم تجاه سالي بتشفي التي كانت تنظر لها بغل لتقول وهي تضيق عينيها:

_ياما نفسي من زمان طيبة وتستهليها يا تسالي ياختي اهي اللي هناك دي ياخالتي

نظرت لها ام سلامة بتدقيق لتقول:

_ياختي مالها مش لابسة حاجة كدة بس درعاتها ورجليها قشطة

فجأة ظلت سالي تحك جسدها بقوة وهي تصرخ من آلم قدميها لتقول هانم بفرحة:

_حلاوتك يا خالتي

نظرت ام سلامة لتميم الذي يضحك وهو يضع يده بجيوب بنطاله:

_بت يا هانم انا ملاحظة ان الجدع ده مشالش عينه من عليكي شكلك عجباه يا بت مش عارفة علي ايه بس سيبك انتي الواد حلو حلاوة زي اللي بيطلعوا في الافلام الاجنبي يا بت

نظرت لها هانم بخوف لتقول:

_لا والنبي يا خالتي حرام عليكي

لم تكمل جملتها لتجد تميم يحك وجهه ورقبته اثر ملامسة يد سالي له منذ قليل وقد وضعت لجسدها كريم فاسد للبشرة

حزنت هانم عليه كثيرا لتقول لام سلامة:

_كفاية عليكي كدة يا خالتي قدامي اوصلك للحارة بدل مانموت كلنا

عادت هانم للداخل مرة اخرى بعدما ذهبت ام سلامة مع السائق لتجد تميم يقف ينتظرها بعدما تحمم وابدل ملابسه وعلي وجهه ابتسامة جميلة ليقول بنبرة مثيرة ولاول مرة يحاول استمالة فتاة والتودد لها وهو يقترب منها:

_تعرفي ان انا مبسوط منك خالص

ابتلعت هانم لعابها وهي تنظر لعينيه بهذا القرب لتسأله بنبرة واهنة من شدة مشاعرها:

_ليه؟!..

اتسعت ابتسامته لتظهر غمازتيه التي تهلكها ليقول:

_يعني مش عارفة ليه..عشان يا ستي اللي عملتيه مع لارا

ليضيق عينيه بخبث وهو يتابع:

_وعلي اللي عملتيه مع سالي بالمناسبة

نظرت له بعدما ضحكت برقة اذابته:

_انا معملتش حاجة عادي يعني

اقترب منها هو اكثر لدرجة ان انفاسه صارت تلفحها لتغمض عينيها بتأثر تستشعر كلماته:

_لا مش عادي وعمرك ما كنتي عادي انتي غير يا هانم انتي مختلفة عن اي حد وبالنسبالي مفيش منك ابدا
******************************

#الاسطى_هانم
#هند_محمود_صديق
#يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي