الفصل العاشر

كم كانت حركاتها تروق له وغيرتها بادية له جليا نعم قالت لمليون مرة انصرف ولا تذهب وانت لست زوجي ولست زوجتك لكن حين أحست بخطر النساء يحوم حول أهم ما تملك في الحياة حبيبها وزوجها اوجست في نفسها خيفة وبقدر محاولتها اخفاء غيرتها بقدر ما فضحت.
هي تغار عليه لأنها تحبه،وهاهو يضبطها متلبسة بذلك الشعور وكم سر وفرح من كانت لا تنظر في عينيه حتى الآن ستقرع طبول الحرب لو اقترب أحد منه او لربما نظر إليه حتى ستسل كل اسلحتها وتقاتل دفاعا عن مملكتها.
الحب جميل والغيرة من بعض الألوان التي تكسبه بريقا لا ينتهي وهكذا هو عشقها وهاهي تجرب شعورا جديدا وجميلا واحساسا بالرضى لأن الذي تغار عليه ملكها هي وقلبه لها فقط وعيناه لا ترى غيرها.

ابتسمت توبة وردت:انا سكن هنا ريحان بيتنا هنا أم أن غيابك كل هذه الفترة أنساك كل هذا وأنساك أهل قريتك؟
ريحان:ممممم نسيت مع الاسف ليس لأنني كنت أسكن في اسطنبول لمدة طبعا أنا لا أنكر أصلي ولا أنسى قريتي أبدا ولا يمكنني العيش طويلا بعيدا عنها لكن لا اشغل رأسي بالتفاهات يعني لن أدقق من ذهب ومن أتى من يسكن هنا ومن يسكن هناك كله لا يهمني.
توبة:جيد كنت اظنك لن تعودي هنا اطلاقا فقد سمعنا أنك استقريت هناك.
نظرت ريحان لأمير ثم تحدثت قائلة:آ صحيح استقريت هناك والآن أتيت هنا لفترة فقط.
ضحك أمير فرمقته بعيونها فسكت كي لا يفضحها ثم نظرت لتوبة وقالت:آ نسيت لم اعرفك أمير تارهون زوجي ام انكما تعرفتما عن بعض قبل مجيئي؟ثم رمقته بعينها ثانية
أمير:ليس كثيرا
ريحان:اها ليس كثيرا مدهش حقا
توبة دهشة:زوجك؟
كان هو يمسك ضحكته بصعوبة لما يرى ويسمع أمامه وهي لا تزال تشد على يده بقوة ولاول مرة يشاهد غيرتها كانت كطفلة اقتربوا من مملكتها الرملية يريدون هدمها وهاهي ستفعل أي شيء كي تصدهم.
ريحان: نعم زوجي قرة عيني ماذا الم يصلك خبر اني تزوجت؟
توبة:سمعت لكن ما ظننته أمير فهو لا يبدو عليه أنه متزوج ولا خاتم بأصبعه.
ريحان:ينساه دائما مع الاسف كما ينسى اشياء كثيرة أخرى
توبة:لا بأس سررت بالتعرف على زوجك ريحان لك الحظ في ذلك كنا نظن أنك هجرت لكنك عدت أنت وزوجك ايضا جميل أن تعرفيهم أين ولدت وتربيت قريتنا مكان سياحي جميل.
أمير:فعلا القرية جميلة جدا ريحان حدثتني عنها رسمتها في مخيلتي صحيح لكنها فاقت ما تخيلته كثيرا والهواء هنا نقي الشخص يتمنى لو يبقى هنا للأبد ولا يفارق هذه القرية أبدا.
توبة:إذا مرحبا بك بيننا سيد أمير.
ريحان:شكرا لك.
توبة: اتمنى لكما السعادة اذا  وساسعد بجيرتكما حقا فرصة سعيدة.
ريحان:شكرا لك توبة لكن البيت لم يعجبنا يعني لن نسكن هنا ولن نكون جيرانا مع الأسف.
توبة:خسارة مع أنه جميل حقا
أمير:اها جميل
ريحان:اسكت انت،حسنا سنذهب عن إذنك هيا امير تاخرنا عن الخالة عائشة وأيضا اشعر بالجوع.
أمير:حسنا حبيبتي لنذهب أنا كذلك أشعر بالجوع سعدت بمعرفتك آنسة توبة وأتمنى أن نلتقي كثيرا في المرات المقبلة وسنلتقي مؤكد فأنا باق هنا.
توبة:يسرني ذلك
ثم حاول فك يده من يدها ليسلم على الفتاة قصدا كي يغضبها اكثر  لكنها شدت عليها أكثر وابت تركها،نظرت إليهم توبة ثم انصرفت لوجهتها.
راقبتها ريحان حتى اختفت لتقول:غبية
ثم التفتت إليه لتقول:على ماذا تضحك انت ها؟
أمير:للحظة كنت ستضربينها ماذا فعلت الفتاة لك؟
ريحان:وانت ايجب أن تتغزل باي واحدة تمر امامك ستنهي النساء وتقلب للقطط
أمير:انا؟انت تظلمينني انا لا اتغزل الا بعروسي
ريحان:لا انا لا تكذب سمعتك،
أمير:اي كنت تتنصتين
ريحان:ثم نظرت بيدها التي لاتزال بيده لتقول:اترك يدي لم تشهدها هكذا؟
أمير:انت من امسك يدي  ولست أنا.
تركت يده حينها ثم نظرت اليه لتصرخ به:اوووف مللت منك يا اخي عد الى عالمك واتركني الا تمل وهات المفاتيح من يدك احمق  ثم مشت غاضبة.
نظر إليها سعيدا ليقول:غارت المجنونة ثم ناداها ياعشق انا لست أخاك انا زوجك قرة عينك انسيتي انت قلتها؟ويجب أن نضع الخواتم كي لا نفهم خطأ.
رمقته بعينها وتاففت لتقول:انا لست زوجتك أتفهم واكملت طريقها حيث أخذت سيارة أجرة وتوجهت للمكتب مباشرة وسلمت المفاتيح ثم قصدت بيتها بعدها تاركة أمير لحاله لكنها اتصلت بمحمد في الطريق وطلبت أن يمر عليها لتسلمه بعض الاغراض ليسلمها للجمعية الخيربة وقد كانت عبارة عن البسة.
وصلت بيتها لتدخل الى الداخل وما ان فعلت حتى صف هو سيارته أمام البيت لكن قبل أن ينزل لمح رجلا يتقدم إلى الباب،تراجع عن النزول وعاد لسيارته يراقب من هو.
نظر ليقول:الله الله ومن يتجرأ ويقترب لبابها من يكون هذا؟
وصل محمد باب ريحان ورن الجرس،خرجت وفتحت لتبتسم له وبدأت بمحادثته وامير يراقب ليقول:ماهذا؟وتبتسم له ايضا،ثم لتقول:سأحضر لك الأغراض سلمها للجمعية ثم استدارت ليقول هو:ماهذا لا لن تدخله بالتأكيد لن تفعل لن تفعل ولم يدخل محمد فعلا ليبتسم ويقول:عشقي هذه هي عشق لننزل ونر من الاحمق الذي اقترب من ممتلكات غيره.
نزل من السيارة وما ان دخل الحديقة حتى خرجت ريحان بالاكياس لتقول:تفضل هاهي،اقترب أمير لينظر إليها وينادي:عشق
التفتت هي ومحمد مباشرة اليه،نظر محمد إليه ليقول لها:أمير صحيح
ريحان:اها
اقترب أمير ليمسك مباشرة بخصر ريحان ثم نزل لوجنتها وقبلها قبلة قوية جعلت عقلها يذهب تماما لتنظر إليه صعقة وتائهة وخجلة بنفس الوقت ثم سحبها إليه ليقول:اشتقت اليك.
نظرت لمحمد خجلة مما فعل أمامه ولم  ترد ليقول محمد:أمير تارهون؟
أمير:مرحبا انا أمير تارهون
محمد:اهلا بك بيننا زوج اختي
نظر أمير إليها بخجلته ثم الى محمد لتقول هي:اخي محمد ابن الخالة عائشة ثم همست به ياغبي اترك خصري.
شد أمير على خصرها اكثر وهو ينظر لمحمد مبتسما ليقول:تشرفت بمعرفتك تعرفت على السلطانة والدتك البارحة
محمد:مرحبا بك بيننا اخي
ريحان:حسنا محمد شكرا لاني اتعبتك وساجهز باقي الاغراض لتسلمها للجمعية.
محمد:العفو ريحان والآن عن اذنك.
انصرف محمد وامير لايزال يضمها من خصرها مبتسما،نظرت إليه بعدها بغضب لتقول:اجننت؟
أمير:لماذا؟
ريحان:كيف تقترب مني هكذا وتقبلني أمام اخي محمد لقد اخجلتني الن تكف عن تصرفات الاطفال هذه؟
أمير:والله كنت ساقبل شفتيك لكن خشيت عليك.
ريحان:هل انت مريض؟
أمير:لا غير الحرق الذي لايزال يؤلمني ووجع ظهري الذي سببته لي لا شيء يؤلمني.
ريحان:اففف
ثم انسحبت وهو خلفها وقد كانت تصرخ به غاضبة وتتشاجر معه ولم تنتبه أنه دخل معها البيت،سكتت قليلا لييجلس هو حينها على الكنبة ويقول:بيتك جميل جدا فيه لمستك التي تزين كل شيء. حبيبتي زوجك قرة عينك جائع جدا.
استدارت إليه صعقة لتقول:من اين دخلت؟
أمير:من الباب
أسرعت إليه واوقفته لتقول:إلى الخارج هيا أسرع لا اريدك ببيتي
أمير:اين ساذهب ايهون عليك زوجك قرة عينك أن يبيت في الشوارع؟ قد يتجمد بردا ويموت
ريحان:وأصبح أرملة في عز شبابي لا يهمني هيا   هيا ثم أخذت تدفعه بقوة حتى أوصلته للباب استادر ليقول:لن اذهب حتى اسمع تكملة رسالتك تلك ماذا تقصدين بوداعا يا.....
ريحان:انصرف اسرع اخرج لكنه باغتها وأخذ قبلة قوية من وجنتها ليقول:الآن يمكنني أن انصرف.
ثم خرج ليتركها واقفة كالبلهاء تبتسم وهي تضع يدها على وجنتها لكن سرعان ما انتبهت لحالها لتعود إلى المطبخ بعد أن تأكدت من ذهابه.
مشي هو إلى سيارته لينتبه لمحمد الذي كان عائدا وهو يحمل ورقة بيده ليقول:خير اخي محمد اهناك شيء؟
محمد:لقد وقعت هذه من احد اغراض ريحان ومكتوب بها اسمها وقد عدت لاعطائها إياها ايمكنك أن تسلمها لها.
أمير:حسنا ساتولاها انا لا تقلق.
محمد:عن اذنك اذا
أمير:شكرا.
ذهب محمد في طريقه ليحمل أمير الرسالة ثم قال:وما هذا الآن؟ايمكن أن تكون رسالة من معجب؟
ماهذا التخلف امير؟؟
ولم لا قد تكون كذلك،حبيبتي فاتنة يعجب بها كل من رآها وقد تكون فيها كلمات معسولة،الله الله لو عرفته ساقتله مع سبق الاصرار والترصد،لا لايمكن أن اسلمها الرسالة لا.
ساقرؤها اولا ثم إن كانت عادية اعطيها اياها،ثم فتح الورقة.....
لكنه قبل أن يقرأ اي حرف من الرسالة تراجع وطوى الورقة ليقول : عيب والله عيب أمير ليس لهذه الدرجة انت تثق بها ، كيف تشك بشيء كهذا ، ثم طوى الرسالة ليكمل : سآخذها لها وهكذا أرى ماذا تفعل الآن قطتي الشرسة ثم توجه إلى منزلها ليرن الجرس مباشر : قالت من الداخل قادمة ، لكن ما أن سمع صوتها حتى وضع يده على الجرس دون أن يرفعها لتصرخ من الداخل : من هناك ؟ انتظر لسنا واقفين خلف الباب ماهذا ؟ ستحرقه .
أمير : هذا انا زوجك قرة عينك افتحي ساتجمد .
فتحت الباب بغضب لكن اخرجت رأسها فقط فقد كانت ترتدي لباسا خفيفا لتقول : هذا انت ؟
أمير : لا
ریحان : اليس لديكم جرس ببيتكم ؟ کدت تحرقه .
أمير : لا ليس لدينا
ریحان : افففف ممل ماذا تريد الآن ؟ الم تذهب بعد ؟
أمير : اريدك فليس لدي مكان غير أحضان زوجتي بعد يوم متعب من بيع الكبريت اعود اليها وارتمي بها .
ریحان : ياصبر ماذا تريد يا بائع الكبريت انت ؟ اسرع اشعر بالبرد . ضربها برفق عند جبهتها ليقول : هيا ابتعدي وادخلي راس القطة كي لا يبرد اكثر ثم دخل رغم رفضها لتقول : هاي انت من سمح لك بالدخول ؟ اخرج هيا أسرع قبل أن اتصل بالشرطة هيا هيا .
أمير : لباسك جميل تبدين كالطفلة وانت بالأساس طفلة وماذا ستقولين للشرطة ياحلوة ها زوجي قرة عيني يريد أن يدخل للبيت ؟ سيقولون حلي مشاكلك معه بنفسك هذه الأمور السخيفة لا تشغلي بها الشرطة التي تحمي البلد وتسهر على رعايته وتوفير الأمان و..
قاطعته ریحان قائلة :هاي هاي هاي على مهلك ستلقي علي محاضرة ثم ليس شانك ما سأقول للشرطة أعرف كيف أسجنك جيدا سيد أمير هيا اخرج فقط اذهب من هنا افهم يا أخي استوعب
أمير :لست أخاك هذا اولا وثانيا انتظري لا تغضبي لأنك تصبحين بشعة حين تغضبين.
ريحان:لا والله؟
أمير:نعم هو كذلك،انظري قد جئت لاجل عمل انساني.
ريحان:خلصني ماذا هناك؟
أمير: أحضرت لك هذه انها تخصك . ریحان : ما هذه الآن ؟
أمير : لا علم لي احضرها محمد سقطت
من اغراضك .
ریحان : ضعها على الطاولة وانصرف هيا لا اريد رؤيتك هنا ثانية . أمير : هذا جزائي لانني اتيت لعمل انساني ؟ واین ساذهب انا ؟ ریحان : الى جهنم وبئس المصير ما دخلي أنا ، يكفي لقد تماديت اليوم بما فيه الكفاية ، هيا اخرج ودعني وشاني .
أمير : لا لن أذهب ، ليس لشيء فقط لاني اخاف على زوجتي انها لوحدها هنا ببيت واسع وحيدة معزولة تشعر بالوحدة ولا مؤنس ولا حضن يحتويها .
رمقته بعينها وقالت : هل انت مريض نفسي ؟ ام انك تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة أجبني ؟
أمير : لا انا طبيعي جدا ولا اعاني من اكتئاب ما بعد الولادة ایضا عافانا الله منه يقولون إنه صعب .
ریحان : علیت ای تا اخرج هيا انصرف ولا تضف حرفا واحدا والا ساقتلك وامثل بجثتك ايضا .
أمير : ايهون عليك زوجك قرة عينك ؟
صرخت به لتقول : آخ يلعن اللحظة التي نطقت بها الكلمة اخرج اخرررررجججج من منزلييي ولا تعددد يا هذا .
أمير : حسنا حسنا انا ذاهب لا تصرخي حفاضا على حبالك الصوتية ثم قام برسم ابتسامة على وجهها بأصابعه ليقول : هكذا احلى لكنها دفعته خارجا وأغلقت الباب لتقف وتأخذ نفسا عميقا وتقول : آه ياربي انه بلوة حقا ثم مشت لكنها لم تنتبه للرسالة التي لمستها بيدها واوقعنتها أرضا لتدخل الرسالة تحت الكنبة بينما
هي للمطبخ لتحضير شيء تأكله أن نسيت أمر الرسالة .
وقف بالخارج ليقول : لكن كيف نسيت أن أطلب منها قراءة الرسالة امامي ؟ لا يهم المهم اني رایت غضبها ثانية انها جميلة جدا حين تغضب .
توجه لسيارته وبقي هناك بينما هي فقد تناولت عشاءها وصلت فرضها لتدخل بعدها غرفة نومها وتستلقي على سريها لكن كل تفكيرها كان به ، كانت تروح وتجيء بذكرياتها معه في ذلك اليوم وقربهما وكيف اقتربت منه طالبة الأمان بعد أن كانت تخافه وترتعد حتى لمجرد سماع صوته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي