◥ツChapter ツ 21◤

و ما الشوق إلا جمرة تكوي الفـــؤاد؛ رحم الله أناسٌ سكنوا الفؤاد، فتوارت عليهم التراب"
"ميمونة احمد سلامه"
.
.
.
"استغفر الله العظيم واتوب اليه"
.
.
.
لأنك حلالي
الجزء ٢ من الفصل ٢
.
.
.
لا تنسوا الvote
.
.
.
.
.
لم يكد يكمل كلمته، حتى شعر بجسد شقيقته "بشرى" يستند على كتفه، بينما "زهراء" ظلت تردد بصوت يقطع القلب:
_" إنا لله و إنا إليه راجعون "..." إنا لله و إنا إليه راجعون "
لم يشعر " يوسف " بنفسه إلا و هو يحمل جسد شقيقته" بشرى"، مسرعاً بها نحو المستشفى، و تبعته " زهراء"، التي لم تكفى عن ترديد " إنا لله وإنا إليه راجعون " بصوتاً باكاً.
.
.
.
وصل إلى المستشفى في وقت قياسي، فتح باب السيارة بسرعة حاملاً شقيقته بيدين ترتجفان من الخوف عليها، فقد كان وجهها شاحباً يحاكي الموتى.
قدم إليه المسعفين بسرير الطوارئ، وضع شقيقته عليه بحرص شديد؛ راقبهم بخوف، و هم يجرون بها إلى غرفة الطوارئ.
انتبه على يداً توضع على كتفه، و التي لم تكن إلا يد شقيقته "زهراء"
نظر إليها بأعين تحمل من القلق الكثير، و زاد قلقه عندما رأى ملامحها الحزينة، ضمها إليه بحنان بالغ، محاولاً بث الأمان إلى قلبها، و طمأنتها بأن كل هذا سيم؛ و كم هو أحوج لمن يفعل ذلك معه!
_هل علم جدي و العائلة بالأمر؟ أ.. اقصد بوفاة عمي "ناصر"
تساءلت "زهراء" بنبرة كساها الحزن
ألتفت إليها بملامح اجهدها الحزن و القلق:
_لا أدري، فأنا قرأتُ الخبر في موقع الكتروني، حتى أنني من الصدمة لم اتحقق منه.
دب الامل فيها من جديد، قائلة بلهفة:
-ربما لم يمت، و هذا مجرد خبر كاذب أو أنهم اخطئوا في تحديد هويته؛ إتصل بمدبرة منزله، و أسألها، تلك المدعوة ما..ماتيلا... نسيت
-_تقصدين ماتيلدا؟
-_اجل، ماتيلدا
-اخرج "يوسف" هاتفه بسرعة من جيبه، و اجر اتصال بمنزل عمه؛ لم تمضي ثواني، و ردت عليه مدبرة المنزل "ماتيلدا" بصوت حزين، أكد له صحة الخبر:
--Allo; Alfradj’s house, who’s calling ?
(الو؛ منزل الفراج، من يتحدث؟)
-Hello, Matilda, I’m Youssef.
-(مرحبا ماتيلدا، انا يوسف)
--Oh ! Hello Mr. Jeussif, I’m sorry for your loss. I can’t even blieve, I’m not gonna see Mrs. Sara again
(اوه ! مرحبا سيد "يوسف"، آسفة على خسارتكم. لا استطيع التصديق انني لن ارى السيدة "سارة" مرة اخرى.)
ثم اجهشت ببكاء حاد؛ فبرغم من كونها مجرد مدبرة بيت، إلا أن السيدة "سارة" لم تعاملها ابداْ بتكبر او دونية، لقد كانت مثال للمرأة الخلوقة حقاً.
تيقن "يوسف" من ردها أن عمه "ناصر" قد لقى حتفه؛ و لم يعد هناك داعي لسؤالها.
ادركت "زهراء" من ملامحه المتجهمة أن الامر حقيقي، خانتها دمعة من عينيها، أبت إلا أن تشاركها حزنها على مصابها. مسحت تلك الدمعة بأيدي مرتجفة، متساءلة بصوت غلب عليه الحزن:
_ترى كيف سيكون رد فعل جدي، عندما يصله الخبر؟ لا أعرف كيف ستكون ردة فعله؛ رغم أن جدي غاضباً منه، إلا أنه لطالما تمنى أن يعود إلى بلده، و ينسى فكرة الغربة، أما الآن...
شهقت ببكاء، و هي لا تكاد تستوعب حقيقة وفاة عمها، و أنه لن يستطيع أن يحقق حلم جدها بعودته إلى مسقط رأسه.
.
.
.
.
..
.
.
و كما يقولون، فإن الأخبار السيئة تصل بسرعة
إنتشر خبر وفاة رجل الأعمال "ناصر الفراج" بسرعة البرق، و وصلت الأخبار إلى "قرية الرمال"، و بالطبع وصل الخبر إلى الحاج "عبد الرحمن الفراج"، الذي بدوره استقبل الخبر بصدمة، جعلته ينفصل عن العالم.
و كان رد الفعل بالنسبة للعائلة نفسه، خاصةً الحاجة "منيرة"، التي تعدُ "ناصر" و إخوته أبناءها، و يعدونها اماً لهم، فهي من أشرفت على تربيتهم بعد وفاة والدتهم.
.
.
.
أما في مكان آخر، و في نفس القرية، كان يجلس بهيبته يقرأ الخبر بأعين تحمل في طياتها الندم؛ حدث الجالس نفسه بندم شديد، و بنبرة غامضة:
(لقد لحقت بزهرتك يا "ناصر"! دون أن تدري عن البذرة التي تركتها لك؛ ليت الوقت يعود لأطلب منك و منها السماح، رحمكما الله و أسكنكما فسيح جنانه)
.
.
.
..
.
.
.
.
#يتبع...
(أعتذر عن هذه الفصول المليئة بالنكد، لكن لا بد منها... ينتظرنا المرح و التشويق في الفصول القادمة)
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي