الفصل التاسع

الفصل التاسع ...
____________________

وهذا ما تشك في انه يحدث دائما !
_كانت مؤهلاتها جيدة فلم استطيع تجاوزها وهي اي مؤهلاتها ..
وبدأ في عد مقاسات جسدها ..
ثمانية وثلاثون ....
اربعة وعشرون ....... وباربعة وثلاثين
........ هل انا ذكرت المقاييس صحيحة ؟ وضحك على منظر لورين الغاضب التي هزت راسها :
_انت الخبير ....وماذا ستفعل الان بصدد شروط العمل ؟
وتلاشى المرح منه :
_تعرفين القواعد لورين ، عليك العمل مع الشباب كالعادة تضايقت لورين قائلة :
_لكنك تعرف التوتر القائم بيني وبين الن .
اجابها :
_واعرف لماذا .......
لقد حذرتك من هذا التورط منذ البداية .

تساءلت إيف بينهما وبين نفسها ،
كيف
يسن قوانين لايطبقها هو على نفسه ؟
فاذا كان لايوافق على ان تكون هناك علاقات بين موظفيه ،
فلماذا يريد ان يقيم علاقة معها ؟ اهي استثناء ؟ ام يريد تلك العلاقة لانه يعرف
منذ البداية انها لن تعمل الا مدة قصيرة عنده ؟
واتتها فكرة فنطقت :
_ربما الانسة بونتر ...
قاطعها تيوان :
_ إيف ارجوك .
أكملت ايف بإصرار :
- ربما تحبين ان تعملي في مكتب شيلي كول ،
مساعدة ادارة التحرير ؟ فلا احسبها تمانع .
قاطعهما تيوان :
_لكنني امانع ..... لقد صنعت فراشها بنفسها
,وعليها الان ترضى بالنوم عليه .
صاحت لورين :
_لكن ليس مع آلن .
قال بحزم :
_اذكر انك لم تقولي هذا في الاسبوع الفائت .
رددت بغضب :
-  انت قذر لا عاطفة لديك !

وارتدت على عقبيها تخرج كالعاصفة من الغرفة …..
نظرت إيف الى تيوان وقد بدأ يضحك .
فقال ساخرا :
_دعك من هذا القلق .
اوقفته :
_لكن لورين .......
فقاطعها :
_اعلم تماما انها ستعمل مع شيلي في المكتب غدا .
قالت بتعجب :
_لكنك قلت لها لا .....
ابتسم وهو يقول :
_انها لعبة العبها معها اكسب انا الجولة الاولى وتكسب هي المعركة هكذا كان الحال بيننا منذ ان بدات العمل عندي قبل ثلاث سنوات ..
اندهشت مما قال ، فأردف لها :
-  اظن ان علي التحدث الى شيلي الا اذا اردت ان تتولى الأمر بنفسك ؟
رفعت كفها باستسلام قائلة :
_لا ..... شكرا ..... لا اريد ان افسد عليك لعبتك .
ردد بحنق :
_ إيف !....
قاطعته ساخرة :
_اعتقد ان دخولك الى مكتب شيلي سيسرها ويجعل اسبوعها رائعا .
ضاقت عيناه :
_وماذا تعنين بهذا ؟
قالت له بنفس السخرية :
_يجب ان تعرف ان جميع الاناث في المجلة على طريق الوقوع في حبك .
اقترب منها وهو يقول :
_جميعهن الا المديرة !
ذمت شفتيها قائلة :
_لا يحزنك هذا فلن تكسب كل شيء تيوان !
تنهد بقوة قائلًا بصوت أجش لم يخطئ التأثير بها حين يتحدث معها بهذا القرب :
_لا اريد كل شيء بل اريدك انت وسأحظى بك ..
….
حاولت السيطرة على قلبها المتسارع ، ومشاعرها التي باتت تستمتع برؤيته هكذا يرغب بها بهذا الشكل الكبير ،
ثم حدقت الى الباب الذي انغلق بعد خروجه ،
لتفكر بجدية في انه يتعب نفسه بالفعل ...
فلن تكون له ابدا كما لن تكون لاحد ثم اخرجت قرصين مهدئين من حقيبتها..
متسائلة عن قدرة اعصابها على الاحتمال بوجود تيوان لمدة ثلاثة شهور.. .

كادت تختنق بالقرصيين وهي تبتلعهما حين دخلت سوزان ، فصرخت بها :
_الم يعد احد يقرع الباب قبل الدخول ؟
الناس يدخلون مكتبي اليوم ويخرجون وكانه محطة قطارات !
اعتذرت سوزان قائلة :
-  اسفة ...
لقد وصلت لتوي فسمعت .......هل سمعت تيوان كارتر يقول انه يريدك ؟
كانت عينا سوزان متسعتين بترقب ،
.......
فتنهدت إيف فمعرفتها بما يريد امر ومعرفة كل من في المجلة به امر اخر .
ردت على سكرتيرتها ببرود :
_لقد سمعت جزءا من المحادثة فقط يا سوزان ..
لقد قدمت استقالتي وكان السيد كارتر بكل بساطة يحاول اقناعي بالتراجع .

شهقت سوزان :
_وهل اقنعك ؟
رددت إيف :
_لا
قالت سوزان بحزن :
_وهل ستتركين العمل حقا ؟
هزت إيف رأسها إيجابًا :
_اجل
ظهرت علامات الآسي على وجه سوزان وهي تقول :
_لكن هذا رهيب !
الا يعجبك السيد كارتر ؟

ردت كاذبة فهي تعرف ان الفتاة المصدر الرئيسي للاقاويل في الشركة :
_بل يعجبني كثيرا لكني تلقيت عرضا اخر لاحتلال وظيفة اهم من هذه.
قالت سوزان باهتمام :
_اين ؟
تأففت إيف :
_الامر دقيق في الحاضر يا سوزان وافضل الا اتكلم عن الموضوع .
قالت سوزان بتأثر :
_حسنا سنأسف جميعا ان تركت العمل .
ثم تركتها وخرجت ، لتخبر الجميع بهذا الخبر ...


كانت إيف
منكبة على عملها بجهد حين عاد تيوان بعد ربع ساعة .
فلم ترفع نظرها اليه وهو يقول :
_اتسمحين ؟
رفعت راسها ببطء مقطبة :
_اسمح ؟
ابتسم لها قائلًا :
_بالتدخين .
واخرج سيجارة رفيعة فاشعله ثم جلس وراء طاولته وفتح ملفا ضخما امامه فهزت راسها :
_لا ابدا تفضل .
ردد والابتسامة لا تفارق وجهه ، فوجوده جانبها يجعله سعيدًا وحسب ..
_بعض الناس لايحبون رائحة السيجار .
رددت بتعجب :
_حقا ؟
فأردف :
_اجل واعتقد انك لن تستغيثيه لانك لاتدخنين .
قالت بنزق :
-  هذا صحيح .
حاول فتح محادثة معها :
_انا شخصيا ....

فقاطعته بصوت سيطرت على لهجته بشدة :
-  تيوان .....اذا كنا سنعمل معا في هذا المكتب ،
فعليك الانشغال بعملك لاتم عملي ،
اما بشان التدخين فلا مانع عندي افعل ما تريد
شرط ان تدعني اتابع عملي فقط ..
اريد مراجعة هذا التقرير فالمحررة اديث بانتظاره .
نظر لعمق عينيها قائلًا :
_كنت اعني ما اقول سابقا إيف ،
لاثام قد يشبه دايمن لكنه ليس هو .....
اسمعي لن اقف في وجهك اذا رغبت في الخروج معه .
تأففت بضيق قائلة :
-  ليس لدي الرغبة في الخروج معه ،
فما من رجل قد يحل محل دايمن .
حدثها في محاولة لفهم ما يدور داخل عقلها :
-  لكن هذا الرجل قد يحل محله .
ضيقت عينها قائلة :
-  ظننتك لا تحب أن اتورط معه ..
رفع كتفيه بإهمال قائلًا :
-  صحيح .. ان ثلاثة اشهر وقت طويل بالنسبة
لي .
قاطعته :
-  وهو اكثر من طويل بالنسبة لي .

ووقفت :
-  يجب ان اذهب لاقابل اديث بنفسي اراك
لاحقا .
التوى فمه بسخرية :
-  لن اذهب الى اي مكان .


رددت بهمس لنفسها ...

وكان هذا فقط اليوم الاول !

في الممر لحقت بها لورين مبتسمة بود :
-  هاي ....
انا اسفة بشان ما حدث هذا الصباح ....
لكنني وآلن نحب ازعاج بعضنا بعضا .
ابتسمت لها إيف قائلة :
-  هذاماقاله لي ..
هل انت وآلن صديقات ؟
ذمت لورين شفتيها قائلة :
-  اكثر من هذا بقليل ..
لكن دعينا من آلن فانا آسفة حقا لما جرى هذا الصباح .
هزت إيف كتفيها قائلة :
-   لا بأس ...... هل اخبرك تيوان عن السماح
لك بالعمل مع شيلي في مكتبها بدءا من الغد .
ضحكت لورين :
-  لا ..... ليس بعد سيتركني منتظرة كعادته .
رددت إيف بتعجب :
-  اهذا جزء من اللعبة ؟
ضحكت لورين قائلة :
_اعتقد انها لعبة ... لكن معظم ما في الحياة لعبة
، اليس كذلك ؟
رددت إيف بإقرار :
-  ويبدو ان فيها خاسرين اكثر من الرابحين .
رفعت لورين حاجبها قائلة :
-  هاي ..... هذه نظرية ساخرة ؟
ابتسمت لها إيف :
-  لكنها صحيحة ...
من الافضل ان اكمل طريقي ......
قاطعتها لورين :
-  لا ادخلي الى غرفتنا لتقابلي العصابة .
وامسكت بذراعها تضيف قائلة :
-  انهم جميعا يتحرقون شوقا الى مقابلة المراة الأولى التي
......
وصمتت تعض شفتها :
-  المراة الاولى التي ماذا ؟
تأففت لورين :
-  يا لفمي الواسع !
سألتها إيف باهتمام :
-  ماذا يا لورين ؟
تنهدت :
-  لقد اصبح تيوان صعب المراس منذ التقاك ..
وما السبب بحسب معرفتنا الا رفضك له .
ضيقت إيف عينيها بحنق قائلة :
-  ولماذا تردون السبب الي ؟ ربما السبب امراة اخرى .....

هزت لورين راسها بثقة :
-  ما من مجال .....
ذهب الى حفلة التي كنت فيها ،
ثم لم يلبث ان رمى الفاسقة من جناحه في الفندق ..
اسفة اقصد بالفاسقة اغاثا مايو الممثلة ..
او على الاقل هذا ما تظنه لا ادري اين يجد تيوان مثيلاتها نساؤه جميلات ..
لكنهن خاليات من العقل .
رددت إيف :
-  ربما يفضلهن كذلك .
نظرت له لورين بإعجاب :

-  تحتقرين هذه الفكرة اذن ،
واخيرًا تعلق تيوان بامراة جميلة ذات عقل راجح !
ابتسمت بقلق :

_عقل راجح يمنعني من التورط مع رجل مثل تيوان .
ردت لورين بجدية :
-  اجل هذا ما نعتقده جميعا ،
لكنه لم يستسلم بعد صحيح ؟! يجب عليكِ ان تعجبي بعناده .
ردت إيف ساخرة :
-  صدقيني لست معجبة باي شيء فيه .

صفرت لورين اعجابا :
-  يجب ان تدخلي وتقابلي الاخرين فلن يصدقني احد اذا اخبرتهم .
رددت إيف :
-  لورين .....
اصرت لورين قائلة :
-  ادخلي وتعرفي اليهم ..
كان يجب ان يقوم تيوان بالتعارف قبل الآن ،
لكن التوتر العاطفي ينسيه حسن التصرف فاعذريه .

كانت على وشك فتح فاها لترد حين انفتح الباب الذي جعل الكلمات تتجمد في فمها فقد طالعها لاثام كين .
كانت قد اقنعت نفسها خلال الساعتين الماضيتين ، بضرورة نسيان التشابه لكنها لم تستطع اوه ..
ولن تستطيع قطب جبينه وهي تحدق فيه صامتة :
-  سيدة ماسيو ؟
صاحت لورين :
-  سيدة ؟ هاي..... اانت متزوجة ؟
رددت وهي تحاول ابعاد عينيها من عليه :
-  بل ارملة .
ابتسمت لورين قائلة :
-  اشكر لك هذه الاجابة ..
اوه لست اقدم الشكر لان زوجك مات ،
بل لانني ظننت لحظة ان تيوان كسر كل القواعد باهتمامه بامراة متزوجة ..
صاح رجل من داخل الغرفة :
-  لماذا لاتقفلين فمك يا لورين .....
التفتت لورين الى الداخل وصاحت :
-  لماذا لا تهتم بشؤونك اللعينة !
كيف لي ان اعرف ان إيف ليست متزوجة ؟
اجابها بغضب :
-  اسالي اولا قبل ان تسيئ الظن .
وقف الرجل الان امام إيف فاذا هو طويل اسمر بهي الطلعة فيه معالم الرجولة واضحة .
ابتسم لها بإغراء :
-  يجب ان تعذري لورين ...... انها لاتفكر قبل ان تتكلم .
ضيقت لورين عينيها :
-  هذا لانني لا ادس انفي في شؤون الاخرين
.....
رد بقساوة :
_دس الانف هو صميم عملي وحين اضطر ،
اقوم باي شيء يطلبه مني تيوان .
علمت إيف انها امام آلن مدير العلاقات العامة عند تيوان فسالته :
-  وماذا عني ؟
هل طلب ان تدس انفك بحثا عن معلومات تتعلق بي .
تفاجأ الرجل بالسؤال فقال بتوتر :
-  انا ......
ورد لاثام عن الرجل :
-  إن تيوان رجل تتناول سيرته الاخبار ،
وقد طلب منا ان نبعد اسمك عن الصحف بقدر ما اوتينا من قوة .
ضيقت عينيها متسائلة :
-  ولماذا ؟
ردد بتلقائية :
-  لحمايتك .......
قالت إيف بغضب :
-  لست بحاجة للحماية من أحد ،
وان احتجتها فلن اطلبها من رجل مثل تيوان كارتر .

وسرعان ما شعرت بالصمت المطبق الذي ساد الغرفة .
فالتفتت بطء فاذا بتيوان واقف في الممر خلفها
، فقالت متوترة :
-  هلا شرحت الامر ؟
ردد بثقة : - افعل بكل سرور عرفت ماعلي شرحه فقط .
قالت بضيق :
-  لماذا يعتقد الجميع انني اخر غزواتك ؟
ولماذا يظنون ان عليهم ابقاء اسمي طي الكتمان ؟
هل لك ان تشرح ما يدفعهم الى هذا الظن ؟
نظر إلى مساعديه قائلًا :
-  وهل يظنون هذا ؟
قالت بغيظ :
-  هذا واضح !
نظر نحوها قائلًا :
_حسنا فلنتكلم عن هذاالامر لاحقا يا إيف وذلك في خلوة مكتبك .
تحركت من أمامه قائلة :
-  اسفة وعذرا .
ارتدت على عقبيها تعود ادرجها الى مكتبها متجاهلة نداء تيوان ..
انها تتصرف كالبلهاء اليوم .
-  هاي ...... هل انتِ بخير ؟

رفعت رأسها عن طاولتها فوجدت كاولين التي لحقت بها الى مكتبها تقفل الباب وراءها
قائلة بلطف :
-  ارسلني تيوان وراءك .
دنت منها فوضعت يدها على كتفها برقة ابتلعت إيف ريقها بصعوبة قائلة :
_ارسلك تيوان ؟
قالت لها لورين :
-  لا تقلقي لما حدث الان ،
فهو قادر على التحمل صدقيني سينتهي توتره كله بعد بضعة ايام .
رددت إيف :
-  تيوان ليس من النوع المتسامح .
ربتت لورين على كتفها قائلة :
-  لكنه يهتم بك إيف .
نفت إيف :
-  لا .....لا ! انه لايهتم انه .
قاطعتها لورين قائلة :
-  بلى ......
كان يجب ان اعرف هذا منذ البداية ....
فهو لا يهتم ابدا بالشائعات التي تدور حول صديقاته ،
لكنه يحاول جهده ان يبعدك ....
نظرت إيف إليها قائلة :
-  ذلك انني لست احدى صديقاته !
تنهدت لورين :
-  اعرف هذا كلنا نعرفه الان ،
لكنه كان يحاول مساعدتك وحمايتك منذ البداية .
ودخل الرجل بنفسه الى المكتب غير مفتقر ابدا الى الثقة بالنفس :
_لكن إيف لا تحتاج الى حماية صحيح حبيبتي
؟

اشاحت لورين بوجهها دون ارتياح :
_انا .... اظنني ..... ساعود الى مكتبي .
همس لها تيوان :
_اسرعي .
ماان اصبحا منفردين حتى قالت إيف :
-  للرد على سؤالك اقول نعم انا قادرة على العناية بنفسي ،
من الصحافة ومن اية جهة
اخرى لكنني مدينة لك باعتذار للحرج الذي سببته لك الان .....
لقد نسيت اين انا للحظات .
ردد بابتسامته المعهودة :
-  اعتذارك مقبول .
قالت بتعجب :
-  لكنك لم تكن تتوقعه .
ذم شفتيه :
-  صحيح
ابتسمت رغما عنها قائلة :
-  انا اعترف بخطئ عادة .


__________________________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي