الفصل الحادي

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلاّ أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
رواية عبق الماضي
بقلمي روز آمين

الفصل الحادي عشر

في مساء اليوم التالي و بالحديد داخل مسكن أحمد و ثُريا

كانت تتمدد بجواره فوق الفراش يحتويها بذراعه داخل أحضانه بحنان ،، رفعت رأسها ناظرة إلي عيناه و تحدثت إليه بعيون حزينة ٠٠٠ أحمد ،، أنا عوزاك تيجي معايا بكرة علشان نتكلم تاني مع بابا و نحاول نقنعه بموضوع خطوبة حسن من البنت بتاعت أسوان


أغمض عيناه بأسي و زفر بضيق و تحرك ساحباً جسده لأعلي ليستند بظهرهِ علي خلفية التخت و تحدث بنبرة هادئة سيطر عليها كي لا يٌحزن قلب معشوقته ٠٠٠ خرجي نفسك برة الموضوع ده خالص يا ثريا و ياريت ما تدخليش فيه خالص


نظرت إلية بإستغراب لحديثهُ الغير متوقع بالنسبة لها و أردفت قائلة بنبرة حادة بعض الشئ ٠٠٠ إزاي بتطلب مني أخرج نفسي من الموضوع يا أحمد ؟؟
وأكملت بتساؤل ٠٠٠ هو أنتَ مش شايف حالة حسن قدامك عاملة إزاي ؟؟


تنفسً عالياً ثم زفر بهدوء و تحدث بنبرة متعقلة ٠٠٠ حسن بيعاند نفسه يا ثُريا و كل اللي بيعمله ده مفيش منه أي فايدة ،، عمي صلاح نهي النقاش في الموضوع ده و قفله نهائياً ،  و أي حد هيحاول يفتح الموضوع معاه تاني هيبقا بيضيع وقت علي الفاضي و بيكسب عداوة عمي صلاح شخصياً

و إعتدل بجلسته ناظراً إلي ملاكة الذي كسي الحٌزن وطغي علي ملامحها الرقيقة ،، ثم وضع أناملة علي وجنتها الرقيقه يتحسسُها برقة و تحدث بنبرة حنون وعيون مُحبة ٠٠٠ أنا خايف عليكي من غضب عمي يا حبيبتي ،، عمي حالياً في حالة غضب أعمي و هيطيح في اي حد يحاول يفتح معاه الموضوع و أنا مش عاوزك تعاديه !!


إغرورقت عيناها ب الدموع و تحدثت بنبرة صوت مٌختنقه بفضل دموعها التي علي وشك الإنسياب ٠٠٠ يعني هنسيب حسن لوحدة في الحالة اللي هو فيها دي يا أحمد ،، حسن بيحبها و موجوع عليها بجد


جذبها لداخل أحضانه من جديد واضعً قٌبلة فوق مقدمة رأسها و تحدث ل تهدأتها ٠٠٠ متزعليش يا ثُريا ،، بكرة ينساها و يحب غيرها يا قلبي !!


خرجت من بين أحضانه سريعً و نظرت إليه مٌتسائلة بتعجب وأستغراب ٠٠٠ و هو الحب الحقيقي ممكن يتنسي بسهولة أوي كده يا أحمد ؟؟

و أكملت بتساؤل و عيون مترقبه الإجابه بلهفة ٠٠٠ يعني أنا لو جرا لي حاجة و لا مٌت في أي لحظة هتقدر تنساني و تحب غيري و تكمل حياتك طبيعي كدة عادي ؟

وضع أناملهٌ سريعً فوق شفتاها و تحدث و نظرة رٌعب تملكت من عيناه ٠٠٠ بعد الشر عنك يا ثٌريا ،، إوعي أسمعك تجيبي سيرة الموت علي لسانك تاني ، 

و أكمل بنبرة حزينة صادقة ٠٠٠ ربنا يجعل يومي قبل يومك علشان أنا مش قد وجع قلبي علي فراقك يا بنت قلبي


تحدثت بعيون شبه دامعه ٠٠٠ بعد الشر عليك يا حبيبي ،  أرجوك بلاش الدعوة دي يا أحمد ،، إنتَ كدة بتكتب شهادة وفاتي و أنا لسه علي وش الدنيا ، 

و أكملت بعيون عاشقة و نبرة صوت هائمة في عشق حبيبها ٠٠٠ صدقني يا حبيبي ،، حياتي بعدك هتبقا بالنسبة لي الموت بعينه


سحبها بين أحضانه و شدد من ضمته لها حتي كاد أن يسحق عظامها دون إدراك منه و تحدث برجاء ٠٠٠ علشان خاطري يا ثريا تسمعي كلامي و تبعدي عن موضوع حسن و ما تحاوليش تتكلمي فيه تاني مع أي حد ،،

و أكمل بوعيد و هو ينظر أمامهُ بغضب ٠٠٠ علشان لو حد مسك و جرح قلبك بكلمة واحدة أنا هقلب الدنيا و مش هسكت ،،

وأكمل بتأكيد ٠٠٠ حتي لو كان الحد ده هو عمي بذات نفسه ،، فهماني يا ثٌريا


سعدت لعشق زوجها الحبيب لها و شعورهٌ بالقلق خشيةً علي جرح قلبها البرئ و برغم حُزنها علي شقيقها و رغبتها المُلحة علي مساعدته في تحقيق حُلمهُ إلا ان غمرتها السعادة من شعورها بعشق زوجها الهائل لها

إبتسمت و شددت هي الأخري من ضمتها لهُ و أردفت قائة بنبرة سعيدة ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا أحمد و ما يحرمنيش منك أبداً

و بات كلاهما يشدد من ضمتهِ لإحتضان الآخر و ضل هكذا حتي غفا كلاهما بسلام داخل أحضان الأخر الحانية


                 ○○○○○○¤○○○○○○


بعد مرور خمسة أيام من الصراع الدائر داخل المنزل بين الجميع ،، مازال صلاح مٌصراً علي موقفه الرافض برغم محاولة شقيقهُ مٌحمد و عبدالرحمن و شقيقي ثٌريا فريد و علي

و حزن قلب حسن و إصرارة علي موقفه الثابت تجاة من إختارها قلبهُ كي تُصبح شريكة مشوارهِ الحياتي


كان يجلس ليلاً بغرفة الجلوس المتواجده بوسط الشقة ، مٌمسكً ب كٌتيب يطلع علية بتركيز شديد ،،أخرجهٌ من تركيزة رنين ذلك الجرس الخاص بالباب الخارجي


صاح بصوتهِ مٌنادياً علي ياسين الجالس بالداخل يستذكر دروسهٌ بتركيز و ذلك لمقاطعتة الحديث نهائياً مع منال و تجنٌبها كٌلياً كنوعً من العقاب لها علي تدخلها فيما لا يعنيها و حتي لا تٌكرر الدخول في شوؤن عائلتةُ الخاصة مٌجدداً ٠٠٠ إفتح الباب من فضلك يا ياسين


كاد الفتي أن يرد علي أبيه و يتحرك إلي الخارج إمتثالاً لأوامر غاليه لولا إستماعهِ لصدوح صوت منال و التي كانت متواجدة داخل المطبخ تصنع مشروبً لأطفالها و التي تحدثت موجهه حديثها إلي صغيرها ٠٠٠ خليك إنتَ يا ياسين و أنا هفتح الباب


خرجت تلك الناقمة علي حياتها تتحرك بتذمر و غضب و ذلك بسبب عدم رضائها علي قيامها بخدمة زوجها و أطفالها بنفسها ،، فكم من المرات الكثيرات التي طلبت فيها من عز أن يبتعدا و يسكنا هما و أطفالهما بعيداً عن منزل العائلة ،، و أن يأتي لها بعاملة تٌعينها في شوؤن المنزل حيثُ أنها ليست بالبارعة في أمور التنظيف و إدارة المنزل بشكل جيد ، و لكن دائماً كان يأتيها الرد منه بعدم الموافقة و إصابتها بخيبة الأمل في كل مرة تتحدث إليه فيها


خرجت من المطبخ و تحركت و هي تبرطم و تهمس بينها و بين حالها بكلماتٍ غاضبة ناقمة ،،

أتجهت نحو الباب و فتحته و تفاجأت حين وجدت ثريا تقف أمامها و هي تتحدث بلباقة و أبتسامة خفيفة علي ثغرها ٠٠٠ مساء الخير يا منال !


شملتها منال بنظرة إستغراب و ذلك لحضورها في ذاك التوقيت المٌتأخر من الليل خلافً علي أنها من الأساس لم تأتي لزيارتهم من ذي قبل

و أجابتها مقتصرة و بنبرة صوت رخِيمة تحدثت  ٠٠٠ مساء النور


إبتلعت ثٌريا غَصة مريرة داخل حلقها من معاملة تلك المتعاليه و لكنها سُرعان ما تغاضت عن سوء معاملتها في سبيل إكمال المُضي قدمً في خطواتها الهامة تلك و ذلك لمساعدة شقيقها بشتي الطُرق

و تساءلت علي إستحياء و هي تفرك كفيها ببعضيهما خجلاً٠٠٠ يا تري عز موجود ؟؟


وصلت همساتها المسائية إلي آٌذن ذاك العاشق الذي إستمعها بقلبه قبل آٌذناه و هي تتغني بحروف إسمه الذي يعشق الإستماع إليه من بين شفتاها المبتغاه ، فانتفض داخلهٌ ثائراً عليه و بدون شعورً منهْ إنتفض واقفً من جلسته و أردف قائلاً بلهفة وصوتٍ كست علي نبراته السعاده ٠٠٠ إدخلي يا ثريا ،، واقفه عندك ليه !


إستجمعت شجاعتها و خطت بساقيها إلي الداخل بعدما أشارت لها تلك الرخيمه بيدها و أزاحت جسدها من أمام الباب لتٌفسح لها المجال للدلوف إلي الداخل


قابلها هو بإبتسامة ساحرة و عيون سعيدة غير مٌصدقة لرؤيتها بمسكنه لأول مرة و تحدث و هو يٌشير إليها للدخول فتحدثت هي علي إستحياء ٠٠٠عاوزاك في موضوع مهم يا عز ،، فاضي نتكلم شوية و لا مشغول وأجي لك وقت تاني ؟


أجابها علي الفور مما جعل منال تستشيط غضباً من معاملة زوجها الرقيقة لتلك الثريا مُدللة المنزل و العائلة بأكملها ٠٠٠ و حتي لو ما كنتش فاضي أفضي لك نفسي مخصوص يا ثٌريا

و أشار بيده في دعوة منه لها إلي الجلوس ٠٠٠ إقعدي يا ثريا


إبتسمت له برضا و جلست بنفس أريكته لكن بطرفها مما أشعل روحه و جعلها تتراقصٌ فرحً


ثم حول بصرهِ ناظراً علي تلك المُتصنمه بوقفتها و تحدث إليها بإحترام مُصطنع في محاولة منه للمحافظة علي شكل و كرامة زوجته أمام ثُريا ٠٠٠ من فضلك يا منال تعملي أي عصير فريش علشان ثٌريا

أجابته بإيماءة بسيطة من رأسها مع طاعة مُصطنعة كي لا تُثير غضبه عليها أكثر ٠٠٠ حاضر يا سيادة العقيد


و أنسحبت بهدوء و تحركت بكبرياء إلي الداخل لتفعل ما امرها به زوجها

حين وجه هو بصرهِ و صوبهما علي تلك الجالسة و حُمرة الخجل كست ملامحها الرقيقة مما جعلها فاتنة و زاد من لهيب ذاك المسكين ولكنهٌ أسرع بغض بصرة و إستغفر خالقة و طلب منه السماح و الثبات

فتحدثت و هي تنظر لذاك المٌشيح عنها ببصرهِ ٠٠٠ عز ،، أنا محتاجة منك خدمة ضروري ،،

و أكملت مُفسرة ٠٠٠ أنا جايه لك علشان تساعدني و تقف جنب حسن في موضوعه و تكلم بابا تاني و تحاول تقنعة

و أكملت بإطراء ٠٠٠ بابا طول عمرة بيحترمك جداً و بيثق دايماً في أراءك ،، و لو فاتحته و شاف الموضوع من وجهة نظرك بالتأكيد وقتها هيراجع نفسه و يغير رأيه و يتراجع عن قرارة الظالم ده


نظر إليها بعيون حزينة يائسة و تحدث بأسي  ٠٠٠ للأسف يا ثٌريا مش هينفع ،، عمي صلاح رافض إن أي حد يفتح معاه الموضوع و قافل باب النقاش فيه نهائياً ،،

وأكمل مُفسراً بتعجب ٠٠٠ تصوري إن وصل بيه الحال إنه إتخانق مع أبويا و أتهمه بإن قلبة مش علي حسن و إنه أناني و ما بيفكرش في مصلحته


و أكمل ليضع الصورة أمام أعيُنها كاملةً ٠٠٠ و قال له كمان إن لو حسن ده كان إبنه كان رفض جوازته من بنت أسوان البسيطة و كان دور له علي جوازة تليق بيه و بمقامة

و أكمل بملامح وجة حزينة ٠٠٠ و الحاج زعل جداً من الكلام ده و منعني أنا و عبدالرحمن و أكد علينا إننا ما نتدخلش في الموضوع نهائي


تحدثت بنبرة مٌختنقة و أغرورقت حبات الدموع بعيناها مما جعل داخلهٌ يستشيط لأجلها ٠٠٠ طب و أية الحل الوقت يا عز ،، هنقف نتفرج علي حسن و إدينا متكتفه و نسيب الحزن ينهش في قلبه بالشكل ده ؟

و أكملت بإتهام و قلبٍ يتألم لأجل شقيقها الغالي ٠٠٠ أخويا تعبان أوي يا عز ،، حسن بيحبها بجد و كلكم مش هاممكم غير الشكل الإجتماعي والحسب والنسب و محدش منكم حاسين بيه و لا بوجعه


نظر لها بألم لأجلها و أردفَ قائلاً بنبرة مُتألمة ينبثق من داخلها وجعً و مرارة ٠٠٠ صدقيني يا ثٌريا  أنا أكتر واحد حاسس بيه و بوجع قلبه



وجهت إليه إتهام غير شاعرة بأنين روحهِ و صرخات قلبه المٌميتة و التي تكادُ أن تفتك به و تٌنهي علي حياة ذاك المسكين لتستريح من كٌل ذاك الألم الذي أصبح غير محتمل لقلبه الذي يحتضر مٌنذٌ البعيد دون أمل للخلاص ٠٠٠ مش صحيح يا عز ،  محدش منكم حاسس بوجع قلب حسن و لا جربه

و أكملت بجبروت ٠٠٠ و لو كٌنت فعلاً حاسس بيه زي ما بتقول ،، طب ليه ساكت علي ظلم عمك ليه يا سيادة العقيد ؟؟
ليه متحاولش توصل لدماغ بابا و تقنعه و ترحم حسن من وجع قلبه الغير مٌحتمل  ،، ليه يا عز ، ليه ؟؟


نظر لها وصمت ،،  زادت هي من الضغط علي جرحة غير مبالية بألام روحهٌ المٌبرحة وتحدثت بنبرة صوت إستعطافية زلزلت كيانة ٠٠٠ أنا عارفة إني غالية عندك و إنك بتعزني و بتعتبرني أختك اللي ربنا ما رزقكش بيها ،، لو كٌنت فعلا غالية عندك زي ما بتقول إثبت لي ده و ساعدني نكلم بابا و نقنعه


نظر لها بعيون تنمُ عن مدي ألمه و تحدثَ داخلهٌ بقلبٍ صارخ يأنٌ من ويلات الألم ،،،

               كفا حبيبتي كفا ،، رٌحماكِ قاتلتي ،،
                            رٌحماكِ خَليلتي
           ألم تشعٌري بتمزق روحي و آشتعالها ؟
            ألم تستمعي لصرخات قلبي و أنينهِ ؟
        لقد أهلك غرامٌكِ قلبي حتي وصل للمنتهي
             فالويلٌ كٌل الويلٌ لي بقٌربكْ المٌهلكِ
           فلترأفي بروحي السجينةٌ بداخلِ كيانكِ
        ورٌحماكِ بمن أتي عليه الزمانٌ و لم يعي ويلاتهِ


هٌنا قد أتت منال عليهما بعد أن كانت تقف بجانب المطبخ تتسمع عليهما لمعرفة ما يتحدثا به كي تكون علي وعيٍ و دراية كاملة بكُل ما يجري من حولها ،،


وضعت لهما أكواب المشروب و جلست فوق مقعداً مقابلً لأريكتهما و وضعت ساقً فوق الأخري بطريقة مُتعالية و تحدثت بوجةِ هادئ بعض الشئ ٠٠٠ إشربي العصير يا ثريا


أجابتها ثريا بإبتسامة باهتة رسمتها بإعجوبة كي لا تعبس بوجه منال ٠٠٠ تسلم إيدك يا منال و أسفه تعبتك معايا


إبتسمت لها بخفه بمجاملة و ذلك لأجل إرضاء عز فقط لا غير


نظر عز إلي ثريا و أردفَ قائلاً بهدوء و بنبرة مُستترة حتي لا يدع الفرصة إلي منال بالتدخل في الحديث كي لا تٌحزن حبيبته بحديثها اللازع ٠٠٠ إشربي العصير و إطمني يا ثٌريا ،، و أنا إن شاء الله هعمل لك اللي إنتِ عوزاه و يرضيكي


إبتسمت له بسعادة و نظرت إلية بإمتنان و وقفت مُستأذنه بنبرة رقيقة بعدما حصُلت علي ما سعت إلية ٠٠٠ معلش يا عز مش هينفع ،، أصلي سايبه رائف مع أمي تحت و لازم أنزل أجيبه علشان زمانه مغلبها معاه

و أكملت بعيون ممتنة ٠٠٠ و حقيقي متشكرة جداً علي كل حاجه


أومأ لها بصمت بإبتسامة سعيدة لأجلها ثم وقف و تحدث و هو يُشير إليها بكأس العصير ممسكً إياه بيده ٠٠٠ طب ممكن تشربي العصير بتاعك علشان خاطري


إتسعت حدقة عين منال بإستغراب و هي تٌشاهد رقة و حنان زوجها الموجهه لتلك الثٌريا ،، و ما كان من ثريا إلا الإمتثال لحديث عز و أخذت من بين يده كأس العصير و أرتشفت منهٌ القليل لإرضاءه و أنسحبت بهدوء من المكان بأكملة


               ○○○○○○¤○○○○○○


خرجت من شقة عز و كادت أن تتحرك إلي الدرج إلا أنها أستمعت إلي صوت ذاك الغاضب و هو يناديها من خلفها بنبرة حادة ٠٠٠ ثريا


إلتفت إليه تنظر للخلف حيث وقوفهٌ أمام باب شقتهما و تحدثت بإبتسامة بشوش رٌغم وجههِ و ملامحه المٌكفهرة ٠٠٠ هنزل أجيب رائف و أرجع لك يا أحمد


و كادت أن تتحرك من جديد إلا أن صوته الهادر جعل ساقيها تتسمر بوقفتهما و هو يتحدث ٠٠٠  تعالي الأول ،، عاوزك


نظرت ثٌريا إلي أحمد و تحركت إليه حتي إقتربت من وقفته ،، سحبها من يدها و أدخلها عنوةً عنها لداخل مسكنهما و أغلق الباب تحت ذهولها و عيناها المٌتسعة و هي تنظر إليه بإستغراب

ثم أقترب منها و تحدث بنبرة متسائلة يشوبها الشك ٠٠٠ كنتِ عند عز بتعملي أيه في الوقت المتأخر ده ؟


إبتلعت لٌعابها و تحدثت بعيون مغيمة أثر غشاوة الدموع ٠٠٠ معناه أيه سؤالك ده يا أحمد ؟


إحتدت نبرة صوت أحمد و تحدث بنبرة حادة صارمة ٠٠٠ ما ترديش علي سؤالي بسؤال ،، وأكمل مُتساءلاً بحدة ٠٠٠ بسألك كنت عند عز جوة بتعملي أيه في الوقت ده ؟

تمالكت من حالها كي لا تجهش و تنفتح في نوبة بكاءٍ مرير من حديثةٌ الجارح و المهين لشخصها و تحدثت مفسرة بنبرة مٌختنقة  ٠٠٠ كنت رايحة أتكلم معاه في موضوع حسن ،، و مراته كانت معانا و تقدر تسألها لو مش مصدقني


جحظت عيناه من حديثها المهين لشخصهِ قبل شخصها ،، فهو لم يقصد التشكيك بشرفها بلحظة ،،
ولكن ،،،
بماذا يٌحدثها و كيف يٌخبرها بأنهٌ بات يشعر بنارٍ تأكل بداخلهِ الأخضر واليابس بدونً رحمة ،، نارٍ شاعلة بقلبه تحرق جسدهِ كٌلما تواجدت هي و عز بمكان واحد يجمعهما ،، و ذلك بعدما رأي بعين شقيقة لهفته و عشقة و رعبه عليها يوم ولادتها المٌتعثرة  لصغيرها رائف ، 


يومها كانت الساعة قد تخطت الخامسة فجراً و شعرت ثريا بألام مٌخاض الولادة و التي كانت متعثرة للغاية ،، وقتها فقط ظهر الرعب بعين عز و أسرع لإحضار الطبيب و لم يكتفي بذلك فقط ،، لكنهٌ أصر علي الدلوف للداخل و وقف أمامها و بث الطمأنينة لداخل روحها بحديثهٌ المطمأن لها كي يزرع بداخلها التفاءل و العزيمة


ثم حدث و لا حرج عن حالته المٌزرية و هو ينتظر خارج الغرفة المتواجدة بها و يجوب المكان إيابً و ذهابً و القلق ينهش داخله و يتوحش بداخل عيناه ،، حينها إستغرب أحمد حالة شقيقه و التي لم يرا منها جزءً و لو بسيطً خلال وضع منال لأطفاله الثلاث


يومها أقسم أحمد لحالهِ و بات مٌتأكداً أن ما يحدث لشقيقهٌ عشقً،،عشقً لإمرأته و من قديم الأزل ،، لا مٌحال ،،هو رجل عاشق حتي النخاع ،،و من غيرة يشعر بخوف و أرتجاف العاشق علي الحبيب

أما عن فرحة عيناه حينما خرج الطبيب و أخبرهم بنجاة الأم و وصول صغيرها بسلام فحدث و لا حرج


فاق من شروده القاتل و تحدث بنبرة حادة صارمة ٠٠٠ إنتِ إتجننتي يا ثٌريا ،، أيه الكلام الفارغ  اللي بتقولية ده ؟

و اكمل معترضً ٠٠٠ إزاي تفكري أصلاً تحطي نفسك في موضع الشبهات ؟؟


هٌنا نزلت دموعها بوهن و أردفت قائلة بنبرة ضعيفة ٠٠٠ كلامك ليا ملهوش معني غير كده يا أحمد
لم يتحمل رؤيتة لدموعها العزيزة و جذبها علي الفور و أدخلها لداخل أحضانه مٌشدداً عليها و هو يربت علي ظهرها بحنان ٠٠٠ غلط يا بنت قلبي ،،تفكيرك غلط ،  إنتِ عارفه أنا أقصد أيه بالظبط ،، أنا عارف و متأكد من إنك روحتي لعز علشان يتوسط لحسن عند عمي صلاح ،

و أكملَ بنبرة لاءمة ٠٠٠  روحتي له برغم تحذيراتي ليكي بإنك تبعدي نفسك عن الموضوع يا ثريا ،، يعني ما عملتيش لكلمتي و لا لخوفي عليكي حساب


هزت رأسها سريعً بنفي و تحدثت ٠٠٠ لا عشت و لا كٌنت لو كٌنت أقصد أكسر كلمتك يا حبيبي ،، أنا بس صعبان عليا حزن أخويا و وجعه ،، و لما فكرت لقيت إن عز هو الوحيد اللي ممكن يساعدني و يقنع بابا ويخليه يتراجع عن قرارة


أخذها لداخل أحضانه و شدد عليها بتملك و غيره حين إستمع لخروج حروف إسم شقيقه من بين شفتاها المهلكة و تحدث و هو يشدد من ضمتها حتي كاد أن يسحق عظامها من شدة إحتضانه و غيرتهُ المُرة ٠٠٠ علشان خاطري خرجي نفسك من الموضوع ده و بلاش تتكلمي فيه مع حد تاني و بالذات مع عز


و أكملَ بإستعطاف ٠٠٠  إوعديني يا ثريا 

أجابته من داخل أحضانة التي تشبة القبضه الحديدية و التي أوصلت لها كم هو غاضب و يشعر بالإشتعال ٠٠٠ حاضر يا حبيبي ،  حاضر


تنهد براحة بعد حديثها و مازال مٌشدداً لضمتها بل إزداد تحت حزنها لتلك الحالة التي وصل إليها مؤخراً  معشوقها

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي