الفصل الرابع

٤
فى  قصر حمدان الروينى
التفت الاسرة جميعا المكونة من الجد ،العم ،لواحظ وفتى أسمر بعيون خضراء يدعى اياد حول الطعام  ماعدا تلك التى تتناول طعامها مع خدم القصر كأنها ليست ضمن العائلة بل وتعمل فى املاكها بقوت يومها ولا تقتاد منه القليل .
ياليتها تعامل بكرامة انسانيه بل بكل مذلة.
الجميع يهينها ماعدا ابن عمها نادرا ما تقابله يمعن بها بنظرات لا تفهمها لكنها لا تبالي .
الجميع يعاملها أمامه بإنسانية حتى تلك العقربة أمه .
تفاجأ الجميع بسؤال اياد:
-وينها ناديه يا أماي ما بتعشاش معاكم ليه 
ابتلعت لواحظ طعامها بتلكؤ ثم رتبت حديثها بصعوبة :
-فوق فى جاعتها يا ضنايا مابترضاش تتعشى جال ايه عامله رجيم
بجديه نطق من بين شفتيه :
-نادمي عليها يا اماى  فى حديت يخصها لازم يتجال وهى ويانا
انتفض الجد غاضبا قائلا  :
-من ميته بندخل الحريم فى حديت الرجال جول يا اياد ايه الموضوع والكلمة كلمتي
تعلثم اياد  لكنه أخبره بكل ثقه :
-كت رايد اتجوز نادية
تجهم وجه الجد مرددا :
-مع انى كت رايدلك احسن منيها بس موافق بت عمك وانت ستر وغطى عليها مبروك ياابنى ربنا يكملكم بخير
اضحت الابتسامة لا تفارق محياه فأخيرا حبيبته ستصبح ملكه ،انحنى بجزعه مقبلا كف جده الايمن مرددا بحب :
-ربنا يديمك علينا نعمه

فى مستشفى الرحمة
مكث يحيى مع أخيه محمد يؤازره فى مصابه يقف معه بشدته وكربته .
اندهش من معاملتها له كانه شخص غريب لا يقرب لها ولم تعرفه ساوره الشك انها قد تكون اصيبت بمرض النسيان  لكن ضميره يؤنبه بشده فبآي طريقه يريها وجهه والأدهى كيف يواجهها ،يعتذر منها عما اقترفه فى حقها هل ستسامحه وتتقبله مرة أخرى بحياتها أم ماذا  ؟هل ستصر على الانفصال بلارجعه؟
حين وصل لتلك النفطة لم يشعر بنفسه الا وهو يقتحم مكتبها بلا استئذان ويوصد الباب بقوة لم يقصدها انتفضت من مكانها إثر ضربته القوية للباب
زفرت نفسها بهدوء حتى تستجمع رباط جأشها أما هو فقد غاب عن الواقع ينظر اليها بلهفة عاشق قد أضناه الشوق.
أخرجته من عالمه حين تحدثت ببرود قاتل :
- فى شىء حابب تبلغني به يا باش مهندس 
هز راسه يمينا وشمالا ليخرج من تعويذة سحرها عليه  اقترب منها بسرعة الفهد وفحيح صوته يخيرها :
-لما انتى ليكي اخوات تانيه بالرضاع ماجولتيش ليه ؟انتى السبب فى اللى انا وانتى وصلنا ليه ؟
استنكرت قوله لترد عليه بصرامه لم يعهدها منها:
-بعد ده كله انا السبب  انا اللى اغتصبت وهنت وجرحت وشكيت واتهمت بالباطل وأصدرت القرار بلارجعة ونفذته  ومشيت وضميرى مرتاح مافكرتش فى انسانه دى ها تعمل ايه  فى المصيبة اللى عملتها   انت ايه ياخى مافيش عندك احساس لو بتحبنى بجد كنت هاتعاتب ولا هاتلوم  او تيجى تسلم  وتشوف مين اللى واجف مع مرتك  مش تسيب نفسك للشك يملى جلبك وتحكم حكمك عليا من غير ماتسمع دفاعي عن نفسى عمري  ماهاسامحك واصل أنت صفحة واتجفلت من حياتي  ياريت تطلجنى بهدوء لان كل اللى بينا انتهى وراح من زمان الميت مابيرجعش وانت مت بالنسبة  ليا
تركها بعد ان رد عليها بصرامة معاهدة لصرامتها :
-طلاج مابطلجش انتى مرتى وهاتبجى مرتى لاخر يوم فى عمرى
غادر غرفتها بهدوء مغاير لاعصار الذى اقتحم به غرفتها
أما جايدا فجلست على كرسي مكتبها بضياع .
حقا قد انهكها جدالها معه قد تعبت من كل ما مر عليها كل ما تريده هو الخلاص والعودة كما كانت بالسابق قلبها ملئ بالندبات هل يلتئم القلب بعد ان جرح من محبيه ؟
تتمنى ان تصرخ وتعبر عما بداخلها من وجع لكنها صامته راسخه كالجبال لا تعلم من أين اين أتت بقوة تحملها وصبرها تفكر هل تستغيث بجدها لينقذها منه ويجلب لها حريتها ام سيقف معه؟
أثناء انشغالها فى بؤرة افكارها طرق محمد التهامى باب غرفتها فأذنت له تفاجأت به منهك القوى شعره مشعث ملابسه غير مرتبه، وجهه مكلوم ،بجفنيه أثر دموع عالقة أيعشق رقيته لهذا الحد ؟!
أشفقت عليه من مظهره غير المهندم فرأفت بحاله :
-هما عشر دجايق بس تشوفها وتطمئن عليها ابجى افتكر الواجب .
أعادت اليه روحه بكلماتها البسيطة جرى متخطيا الجميع نحو العناية المركزة
حين دلف الى الغرفة شهق باكيا فمحبوبته يحيطها الأجهزة والادوات الطبية من كل مكان ركب لها خرطومان بأنقها يصلان الى القلب حتى يمتصا اى صديد اوتلوث.
تأمل ملامحها المتعبة داعيا من الله ان يشفيها شفاءا لايغادر سقما
همست رقية  بصوت منخفض حين افاقت :
-محمد ماتسبينيش واصل انا بحبك خليك جارى
لم يصدق مايسمعه ليدنو منها ليستمع الى كلماتها مرة أخرى ركض نحو الخارج مسرورا ينادى جايدا بلهفة :
رقية فاجت ياد كتوره وكلمتني
توجهت الى هناك وفحصتها وامرت بنقلها الى غرفة عاديه بعد مكوثها هنا ثلاث أيام فقد استقرت حالتها .
فى منزل عائلة الصاوي
هبطت  مهرولة عبر درجات سلالم  ومنه الى الشارع بمرورها من بوابة المنزل أوقفت اول سيارة أجرة مستقلة اياها الى أقرب  قسم  شرطة  
حررت محضرا ضد ابن عمها جاسر الصاوي تتهمه  بمحاولة التعدي عليها فى منزلها
توجهت  قوة للقبض عليه بعد ان أدلت بأقوالها  ومكان وجوده
اقتحمت الشرطة منزل عائلة الصاوي وسط صدمة أهالي المنطقة وتجمعهم حول سارينة سيارة الشرطة  جلبت المدعو جاسر الصاوى من غرفة نوم عطر الصاوى  وسجل كل هذا  فى المحضر كدليل ادانة ضد المتهم   وسط انزعاج العائلة من وجود  جاسر فى منزل أخيهم والدماء تكسو وجهه نتيجة جرح جبهته خيمت الدهشة عليهم  لوصول الامر بحقبته الى ذلك وسط صدمة والديه  نجلهم الفاسد  المدلل فقد أوقع بهم بفخ من المصائب لاتحل الا بالسجن او الدم
هرول جميع العائلة نحو قسم الشرطة  القابعة به عطر الصاوى
الفصل الخامس 
فى  قسم الشرطة
  بملابس ممزقة يعلوها معطفها الجلدي  الاسود وقفت أمام  احد  الضباط    حاولت  ان يخرج صوتها قويا لكنه لاإراديا خرج مشحونا بانهيارها  وزخات من الدموع تتلألأ من جفونها  تهبط على وجهها   بلا هوادة  
  بلطف حاول  تهدئتها  طلب منها  ان تجلس  بالكرسي المقابل له    
اعطها  محرمة ورقيه   تزيل أثار انتحابها

تحرك نحو مقعده ثم ضغط  على زر  الرنين لإستدعاء  العسكري طلب منه ان يحضر  كوبان من مشروب الليمون
غادر العسكري  ليلبى طلب رئيسه
بنظرات زائغة تأملت المكان    لم تتخيل يوما ان تأتى  هنا بهذا الوضع المخل   تشكو من !
تشكو ابن عمها بتهمة شنيعة  من المفترض  ان يكون  حاميها لكن هو من انقض  عليها  كأسد مفترس  لولا سيطرتها الواهية لفقدت اغلى ما تملك
بعد فترة تحدثت بنبرة خاوية :
-لوسمحت   ممكن اقدم بلاغ تحرش واعتداء عليا من قبل  ابن عمى جاسر الصاوى
صدمة اعتلت وجهه  لكنه اخفاها سريعا بعد ان التقط فزعها من الامر برمته
وساها قائلا :
اهدى  كده  ونظمى تنفسك وحقك هايجى وبزيادة    راجي المنصورى مابيقولش كلمة الا وينفذها حتى لو هايموت بعدها

بسمة ممتنة  ارتسمت على شفتيها    من كلماته البسيطة التى  دبت فى اوصالها الطمأنينة بأنها لم تعد وحيدة  بل هو حاميها حتى لو لم يكن نفس الدم ونفس الاسم
امر بإخراج قوة الى   عنوان منزلها للقبض على المتهم ومعاينة  مكان الحادث   .
   فى منزل عائلة الصاوى
اقتحمت قوات الشرطة المنزل، القت القبض على المتهم   القابع بشقة ابنة عمه  مصابا بجراحه بعد ان حاول تدنيس شرفها فخبطته بمزهرية ادت الى  اغمائه واصابته
عاين راجي  المنصورى مكان الحادث   دشن كل ما عاينه   من فوضى واثار تدل على  الجريمة
افاق المتهم برشق المياه فى وجهه    مواليا الى ذلك وضع الاصفاد فى يده   متجها نجو قسم الشرطة  وسط دهشة  كافة من فى المنزل واهل المنطقة 
تداولت الاخبار بسرعة البرق    حالة من الاستنفار من اهل المنطقة    مؤيدون لموقف عطر وشامتون فى جاسر فقد تمادت يده فى اذيتهم كثيراً فلم يسلم احد منه يخشاه الجميع ويتجاهلونه
عودة الى قسم  الشرطة
      امر الضابط راجي المنصورى    بإحالة المتهم الى اقرب مستشفى لتضميد جراحه   وتدوين   تقرير بذلك  ووضعه تحت الحراسة
     حالة من الهرج امام قسم الشرطة   من قبل الأهل  زادت بعد ان علموا ان  تلك العلكة الملقبة  بعطر الصاوى  ابنة اخاهم هى من زجت بابنهم  الى السجن  فى قضية مسيئة للاخلاق 
  حين لمحوا طيفها  حاولوا الإنقضاض عليها لكن لحسن حظها  نجدتها قوات الشرطة الموجودة امام القسم    لكنها لم تسلم من السباب اللاذع واتهمها فى عرضها ووصفها بالعاهرة
خرجت عن صمتها :
-انتوا ايه انا مش شرفكم   يعنى دمكم تعملوا فيا كده    ده كله بسبب  طمعكم وعينكم اللى على حاجة غيركم بدل ماتبقوا  سندى بتنهشوا فيا  هو ده حفظ الأمانة   ها تقولوا  لأخوكم ايه  لما تقابلوه حسبي الله ونعم الوكيل
  استمع الى اصوات شجار قادمة من الخارج يبدو من علو الصوت ان ذلك النزاع امام القسم
طل برأسه  من شرفة مكتبة   فهاله ما شاهد
هرع الى  هناك  ملتقطاً عطر خلفه   موجها أوامره  بالقبض عليهم  وعدم إ الا بعد الإمضاء على عدم  التعرض لها
حدق بهم بقسوة   مردفا :
-عطر من دلوقتى تحت طوعي واللي هايجى جنبها  بيتعرض  ليا شخصيا 
اشار لها بيده  حتى تعقبه مرة أخرى الى الداخل لإنهاء الإجراءات
انهت  البلاغ  وبعدها طالبت بقوة تأتى معها الى منزلها  حتى تحضر اشيائها الضرورية ذهب معها  وبحوزته بعض من العناصر الأمنية .
بعد ان جلبت أشيائها التى تحتاجها  حملها الى سيارته الخاصة
تفاجأت بصنيعته تلك   بللت شفتيها العلوية والسفلية  وبلعت ريقها لاتعلم اين ستبيت تلك الليلة أو بالأحرى اين ستقطن لاتأمن وجودها معهم
حسمت أمرها قائلة:
-ممكن  تودينى اى فندق
بحزم أردف :
-مفيش بيات فى فنادق  انت ِهاتيجى معانا بيتنا 
حدقت  به بتفحص انه ليس من النوع الملاعب بالفتيات  جاء  الى ذهنا المثل الشائع "ياما تحت الساهي دواهي"
خمن ما يدور براسها وصمتها   حمحم بقوة قائلا :
انتِ هاتعيشى فى الملحق الخاص ببيتنا  مش معايا والبيت فيه والدى ووالدتي واخويا غير العاملين فى المنزل  ما هو مافيش اغلى منه مافيش الطار ولا العار يا ابوى اومال كتى مفكرة ايه اياك
تحدث  هذه الجملة   بنبرة صوت اقل وطأة يكسوها المزح وبشاشة وجهه قد سيطرت عليها  ممسكة بملابسها  محاوطة كفوفها بها كأنه تدارى  جسدها من أعين الناظرين 
هاتف والدته   أبلغها بوجود ضيف معه  استأذنها ان تجهز الملحق لاستقبال الضيف .
  *************
  فى قصر العربى
    انتشت السعادة  أرجاء المنزل  بعد عودة حبيبة العائلة وقرة عين والدتها وابيها  ومهجة قلب زوجها معهم  سليمة البدن  بعد تماثلها  للشفاء نتيجة خضوعها لجراحة دقيقة
انتفضت على قول ام زوجها حين وجهت  كلمتها اليها :
دلوقتى بجا مافيش مانع انك تخلفى انا ماعدتش عندي صبر لو مش هاتجدرى اجوز ابنى ما انتِ بردوك ارض بور  وانا مجوزاكى لابني علشان افرح بعوضه واملى نظري من احفادى .
تجهم وجهها    ولم تنطق بحرف فهى بالأخير تعذرها   وتعلم فى قرارة نفسها انها لاتكرهها ولكنها تتمنى لابنها تكوين اسرة .
ابحرت فى شرودها   ليعيدها الى  الوااقع:
انا عندي رقيه  بالدنيا من غيرها الحياة ماتسواش مش عايز  ولد الامنيها كفاية انها  فى حياتى تكفيني وتزيد    .

بالرغم  من بساطة كلماته الا انها اشعرتها بكينونتها لديه وعلت من قدره لديها  ،طمست الحزن من قلبها لابد ستحارب العالم لأجله يكفى وجودها بجواره  ملاذها وامانها الثابت ركيزتها التى  لن تتزحزح
حالة من الفخر انتابتها لكونها تحمل صك ملكية ذلك العاشق حتى النخاع
جذبها من مرفقها برفق   متجهاً نحو الخارج
عانق جسدها فى تملك لعله يزيل أثار ما سمعت 
إرتفع صوت بكائها بداخل  أحضانه
ربت على ظهرها برفق يهدهدها كصغيره  مقبلا جبهتها  حتي خف نشيجها  
حدثته بين شهقتها  ونار الغيرة تنهش قلبها لكن ما باليد حيلة عليها ان تسعده حتى لو الثمن هى :
-ريحها واتجوز هاتلك حتت عيل ولا عيلة    وتفرح انت كمان انت مالكش  ذنب تتحرم انك تبجي اب كفاية لكده ماتشيلنيش ذنبك
بنبرة لينة  اجابها   يكفى ما مرت به :
-قلبي مايطاوعنيش اجهرك بيدى   واجبلك ضرة وبعدين اتى بنتي وزوجتي وحبيبتي وكل حاجة  مش عايز ولد   مادام مش منك ضحكتك  بتحسسنى انى عايش    بكفاياكى لوم
حملها فجأة متوجها الى سيارته .
التقت جايدا بعمتها وزوجها خارج القصر 
القى عليها تحية ومازالت زوجته محمولة بين ذراعيه  باغتها:
-هو انا اقدر اخد رقيه واسافر من بكره
اكدت له ذلك  لكنها عقبت :
حمل مش جبل ست شهور على الاقل كده بتعرضها للخطر
ضمها  اكثر اليه بلا ادراك   يدفنها داخل جسده   يخبئها عن العالم بين ضلوعه
بنبرة اجشة  ملؤها الخوف :
دى روحى خدى روحى وتبجي بخير 
همساته    قلبت عليها الأحزان كم تمنت  دعما مصاحبا لها فى محنتها التى لم تتخطاها بعد
تمثل القوة وهى اضعف ماتكون.
هشة   نفخة من رياح تذبذبها الى ذرات وجزيئات فى الهواء لا تملك سوى انهار من الدموع  تملأ بها وسادتها كل ليلة   ترثى ما وصلت اليه من الألآم  .

مشهد  يتجسد امامها بكل تفاصيله  الملموسة   بين الحين والاخر كأنه لم يمر على وجيب قلبها وذبحها   تنارع الحياة وحيدة    وتقاسى ويلاتها  دونه اكثر من ٣ سنوات .

   تابوت لم يتجاور طوله  متر   يرقد بداخله   قرة العين  مزق قلبها الى نياط بفراق تحمله بين ذراعيها  تود لو تحفره بداخل اعماقها  وليس الى مثواه الاخير
ذكريات اليمة تفوح  أترها عليها  ماستها  البلورية فقط  هى من تسقط   على جفونها والمطر يتساقط    حولها فى كل مكان  فى حديقة القصر
لا تشعر ببرودة الجو  بقدر جرحها العميق تشكو وجعاً لم يلتئم بعد بل يفتح من جديد
    نزعها من عالمها صوتا يشوبه القلق :
واجفه اكده ليه يابتى فى الجو ده هاتمرضى
بكفوف يديها ازالت اثار دمعاتها  
اماءت له براسها انها أتية  فتتبعته الى الداخل
خطت نحو الداخل ومنه الى غرفتها 
شاهد انهيارها بعينه لايعلم ما بها لكنه لم يظهر لها شيئا لكن قلبه يؤلمه كلما تذكر  انتحابها  الممزق لقلبه .
هاتف واصف ولده ليطمئن عن احواله  ويستفسر منه عند موعد عودته الى ارض الوطن  
حمحم  راغب :
-من ميته بتك شمعتها مطفية ؟
فهم وجدى  قصد والده :
من اكتر من ٣ سنين  من اخر زيارة ليها فى مصر تقريبا  بعد ما اطلقت من جوزها .
******************
فى منزل عائلة الروينى
تبيت روح ليلتها   على فراش مهلهلاً من  مفرش سرير قد يم ودثار مهلهل  عفى عليه الزمن   فى  ظل هذا الو قت من العام وموجة الصقيع الشديد   وملابسها الخفيفة رثة الثياب روحها المثقلة بالأعباء طغت على ارتعاش جسدها المطالب بالدفء فاين تتسرب الحرارة الى الجسد والروح خاوية كل ما تلاقيه من ذل ومهانة  لتسد به رمق  معدتها    من من ؟ من عائلتها  التى خذلتها وتعاقبها على   جريمة لم ترتكبها    
من المفترض  ان يعاقب الجاني وليس الضحية لكن الحال تبدل وانقلبت الموازين اقتحم عمها غرفة المطبخ   قاذفا لها غطاء وجه  ورأس طويل يداري جسدها ويخفى وجهها   مسمى بخمار ونقاب امطرها بنظرات من الاحتقار والاشمئزاز قائلا :
من دلوك اتى منقبه وكمان خارسه  واياك اشوف طيفك بكره اياكى تحتكى بوليد كفاية احنا شايلين عارك .
طاف فى مخيلتها يوم ان انتهكت برائتها على يد  من؟
ابن عم صديقتها بمولاه من رفيقة دربها  كاتمة اسرارها  كل  شىء لها بعد اسرتها    من شاركتها  لحظات الاحزان والافراح على مدار  اعوام طويلة  كافأت وفائها لها بخيانتها  بطعنها بآله حادة باردة أصابتها بمقتل لكنها لا تقتل انتشلت منها روحها وبقيت  جسد بدون روح   
هاتفتها صديقتها أميمة مخبره اياها انها  قد جاءت بزيارة الى بيت والدها  عدة ايام وتريد رؤيتها اليوم  فى الطابق الاسفل ببيت والدها  لقضاء عطلتها معها
استأذنت والدها بصفاء نيه  لاتعلم المكيدة المدبرة لها  
بعد تبادل التحية  قدمت لها مشروبا وضع به  مخدر 
بعد ثوانى  اغمى عليها تركتها   بصحبة ابن عمها   الدنيء يجردها من اعز ما تملك الفتاه  كل هذا بسبها نبوذها اياه ورفضها الإرتباط به  اليس من حقها ان تنتقى شريك حياتها  كما ترغب ؟ أليس من  حقها القبول او المعارضة ؟
كان  عقابها ذلك صنيع ما قدمت

بعد فترة بعث لها رسالة من رقم غريب :
:
لقد ذقت  ما اريده لم اعد راغب بك ِ آسر

تلك الرسالة اكدت شكوكها   لقد عاونته صديقتها فى إغتصابها

تمر الايام والشهور والدورة الشهرية لا تأتى تظنها لا تأتى من التوتر

فى احد الأيام أغشى  عليها
اخذها والدها الى اقرب عيادة
  تكلم الطبيب  النسائي بخزي بعد ايقاع الكشف الطبي :
المدام حامل بأربعة أشهر لكنها مازالت عذراء
دلو من الماء البارد وقع عليهم 
رجعوا بها الى المنزل دون كلام 
صفعات من أسرتها بجميع جسدها  ادت الى اجهاضها
لم يرف لهم  جفن تركوها تنازع  بين الموت والحياة     من رحمة الله بها  انها لم تحتاج ولادة قيصرية
لم يستفسر منها احد  عما حدث لقد اصدر الحكم دون  اعطائها الحق فى الدفاع    فحبست الضحية وترك الجاني حرا  طليقا يستبيح اعراض المسلمين
*****************
فى قصر البندارى

فى  صباح اليوم  التالي استيقظت  نادية كعادتها مع بزوغ شمس النهار  تجرى على لقمة عيشها كأنها ليست من أسرة غنية  
موجة من الصمت المطبق على كل من فى المنزل
فالجميع يعلم كينونتها في ذلك  المنزل ماعدا من المفترض  ان يشاركها الحياة بحلوها ومرها
حفيدة بدرجة خادمة
  الجميع لايرى لايسمع لايتكلم
مهمة تعذيبها وكلت  للواحظ المرأة العقربة   التى تتلون بمائة لون  فتظهر كالحمل الوديع امام ابنها الوحيد كائن الرقة  .
وجهها المكدر دائما   ينفرج  ببسمة غليظة  حديثها يتحول من القبيح الى المعسول
بعد ان انهت اعمالها  وتقوتت بالطعام القليل المسموح لها توجهت الى غرفتها لترتدي ما جادت عليها به امرأة عمها 
ملابس ظهر عليها القدم من كثرة استعمالها لكنها لم تبالى حين خرجت من غرفتها البسيطة  مقارنة بالقصر وأثاثه  تسمرت فى موضعها من هول ما سمعت :
اوعى تكون فاكره انك انتصرتى عليا وهاتستتى ده ايامك الجاية كلها هاتبجى سواد  وعلى يدى هاتتمنى الموت ومش هاتطوليه يابنت  اللى كان ابوها كلاف حدانا .
جابهتها قائلة :
ماله الكلاف خلف بت رباها بالحلال  وبجت دكتورة واتجوزها سيد الرجال وجابتني اوعى تكوني فاكره انى  مذعورة منيكى   ده انا زعلى واعر جوى وان كان على المحروس انا اصلا مايطيجهوش كفاية انه ولدك  سبحان الله يخلق من ظهر العالم فاسد  والعكس . 
اتجهت نحو الخارج تتنفس بهدوء على قدر استطاعتها لتطرد تلك الاحداث.
كل ما بها يرتعش من تلك الحية لا تعلم سر عداوتها لها ولامعاملة الجميع  لها بذلك

جدها صامت  معظم الوقت  مقلتيه بها وجع وحزن ليس له اخر  .
   بعد عدة  ايام  قفزت من فراشها   الهالك  على صوت   زوجة عمها   بلهجة كلها غل يغلف :
جهزى حالك بكرة هاتروحى  تجيبى شبكتك ياعروسه
بصوت خفيض امام اذنها :
أوعاكى تكوني فاكرة انك هاتحطيها على يدك كتير   علشان تعرفى اد ايه انا حنينة افرحيلك يومين والتالت هاتجعى على جدور رجبتك  لواحظ مايستعصاش عليها شىء جرصتى والقبر يا بنت الهام .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي