الفصل السادس

#الاسطى_هانم
#الفصل_السادس

((جدو حبيبي))

باليوم التالي كان يجلس الجميع ببهو القصر ولاول مرة لم تذهب سالي الي النادي اليوم كانت الغيرة تنهشها من تلك الفتاة التي بالاساس لا تقارن بها ولكن ماذا تفعل بسارق قلوب الفتيات والذي حين تكون امامه لا ينزع نظره عنها تأففت بضيق من انجراف افكارها هي فقط تتوهم لكثرة مراقبتها له لكنه لا يهتم بها تململت في جلستها وهي تسمع خطوات قادمة من الاعلي ثم ما لبثت ان توسعت عينيها بصدمة وسريعا كانت توجه نظراتها لتميم تراقب ردة فعله ووجدته كما توقعت لا يحيد نظره عنها بالاخص وهي بذالك المظهر شعرها الاسود الناعم الطويل مفرود علي كتفيها وظهرها ملابسها الجديدة والتي كانت لاول مرة ترتدي فستان حقا كانت فاتنة وهذا ما زاد الا غضب سالي اكثر لتسمع فتحية تقول بحب:

_بسم الله ما شاء الله ربنا يحميكي يا حبيبتي زي القمر..

تقدمت منهم لتقف امام جدها الذي كان يتطلع عليها بحنان لتقول بخجل:

_مكانش في داعي يا جدو هدومي كلها في البيت واحنا كنا هنسلم علي حضرتك ونمشي علي طول

عبث وجه فايز وهو يقول بضيق:

_تمشي ايه بس يا حبيبتي وبيت ايه خلاص ده بيتك وكل الهدوم اللي فوق دي بتاعتك انا اصلا كنت جيبهملك

ليعبث بوجهه اكثر وهو يقول بانزعاج وحزن يحاول استمالة عاطفتها خاصة وهو قد لاحظ انها تمتلك الحنان والطيبة تماما كطباع زوجته الراحلة وهذا ما زاد تعلقه بها اكثر:

_ولا انتي بقي عايزة تسيبيني وتمشي وافضل عايش لوحدي ومقهور عليكي

هزت رأسها برفض وهي تقول سريعا محاولة محو ذالك الحزن عن محياه:

_لا ابدا يا جدو خلاص احنا هنقعد معاك

ابتسم الجد بسعادة بينما سوزي وابنتها تأكلهم الغضب اكثر جعلت هانم الخجل جانبا وكل ما تفكر به الان هو اسعاد جدها الذي كان سيحزن بخبر ذهابها لتلتقط يده وهي تأخذه معها اتجاه الحديقة ليقول هو باستفسار ضاحك:

_وخداني ورايحة فين يا بنت محمد

سحبته معها لتقول بمرح:

_بصراحة مبحبش القعدة كدة وجو سيدة القصر ده انا عايزة العب معاك يا جدو يلا بقي يا جدو يا حبيبي

ذهب معها وهو يضحك بقوة وقد تضخم قلبه من شدة السعادة التي بشعر بها توقفت لحظة وهي تقول بمرح:

_يلا تعالوا معانا يا شباب...

ابتسم لها مازن ليقول:

_والله انا معنديش مانع وتبقي بداية صداقة كويسة بدل المواقف اللي كانت قبل كدة

ضحكت هانم وهي تتذكر ما حدث سابقا اما هو ظل جامدا كل ما يفعله هو ان يتطلع عليها بتفحص فقط خجلت من نظراته ولكنها لم تكرر طلبها عليه حتي لا يحرجها التفتت للفتيات لتوجه حديثها للارا بلطف:

_تعالي معانا انتي كمان هنتبسط اوي

ابتسمت لارا لها وكادت ترد ولكن وجدت سالي تتطلع عليها بتحذير ان تقبل عرضها او حتي صداقتها لتقول لارا بجمود تعلمته من الواقفة جانبها:

_لا مش عايزة روحوا انتوا

نظرت لتلك الفتاة جانبها والتي لم ترتاح لها مطلقا لتقول علي سبيل المشاركة:

_وانتي مش هتيجي معانا ولا ايه يا تسالي

ضحك الجميع عليها لتتطلع سالي اليهم بغضب وهي تقول بحدة:

_انتي يا بيئة مش عارفة تقولي اسمي متقوليهوش انا اسمي سالي...تربية حواري صحيح

غضب الجد بشدة وكاد يرد ولكن قالت هانم وهي تنظر لها بتقزز:

_ايوة ياختي تربية حواري تحبي اوريكي تربية الحواري دي لما بتهزر بس بتعمل ايه ولا بلاش انتي اصلا هدومك مفيهاش حاجة تتقطع سلام بقي يا تسالي

استشاطت غضبا بينما جميعهم يحاولون كتم ضحكاتهم بما فيهم لارا التي نظرت لها سالي نظرة اخرستها

توجه تميم الذي كان ينظر لهانم باعجاب من حديثها ذهب ورائهم الي الحديقة ولكن اثناء سيره توقف قليلا جانب سالي ليقول بخفوت ونبرة حادة:

_انا عديتهالك المرادي بس اوعي خيالك يصورلك ان انا ممكن اسمحلك تهينيها بعد كدة وخليكي فاكرة هانم خط احمر اعتبريه تحذير

تراجعت بخوف وهي تنظر له بغضب ومن ثم صعدت للاعلي تفكر في شئ ينهي تلك المهزلة قبل ان تبدأ
******************************
طبعت هانم قبلة رقيقة علي وجنة جدها مما جعله يضحك بسعادة لم يشعر بمثلها ابدا لتتركه وهي تقفز مكانها بفرحة وتقول بابتسامة جعلتها رقيقة للغاية:

_يلا يا جدو يا حبيبي انا هاجري ولو مسكتني يبقي انت اللي كسبت وهديك بوسة زيها

ضحك فايز كثيرا ليقول من بين ضحكاته:

_يبقي انتي اللي هتكسبي لان انا خلاص بقيت عجوز ومش حمل جري

جعدت جبينها بعدم رضا وهي تقول:

_مين ده اللي عجوز فشر ده انت عم الشباب كلهم طب تعرف بقي يا جدو انت احلي من تميم نفسه

نظر لها الجد بمكر ليقول وهو يضيق عينيه:

_واشمعنا بقي تميم للدرجادي شيفاه حلو

توترت قليلا لتقول محاولة تغيير مجري الحديث:

_يلا بقي نلعب يا جدو وانت لازم تمسكني ماشي

تعالت ضحكاتهم بالحديقة والجد يركض خلفها بسرعة خفيفة اما هي كانت تجاريه بنفس سرعته تنظر اليه قليلا وامامها قليلا ظلت تركض وهي تنظر خلفها الي ان اصطدمت بحائط امامها يتنفس بل وانفاسه ترتفع ايضا كلما رفعت رأسها تتفقده نظرت هانم لتميم تائهة بعيونه الرمادية المهلكة والتي لمعة اكثر لانعكاس الشمس عليها او لشئ اخر تجهله اما هو كان يلتهم ملامحها بعيناه بداية من عيناها الجذابة الي شفتيها الكريزية ابتلع لعابه وهو ينظر لها برغبة ومشاعر جديدة عليه يده التي تحاوط خصرها تتحرك دون ارادته لتتلمس نعومة شعرها الذي يهلكه افاقت هي علي حركة يده لتبتعد عنه سريعا وهي تنظر له بحدة لتقول بعنف لا يليق مع مظهرها:

_ايدك يابا لتوحشك..

حدق بها بذهول من كلماتها ثم ما لبث ان ابتسم باتساع لتظهر غمازتيه وكأنه ينقصه ليخطف انظارها اكثر ليقول بعبث وهو يغمز لها:

_انا مسكتك يبقي انا اللي كسبت فين بقي هديتي متخميش يا بنت عمي

قالها وهو يشير علي وجنته موضع غمازته في دعوة صريحة لاستقبال قبلتها لتزفر هي بسأم وهي تستغفر الله وصل فايز امامهم ليقول بابتسامة نضرة وعلامات السعادة جعلته اصغر من عمره بسنوات ليقول موجها حديثه لحفيدته:

_يلا بقي اديني هديتي يا نصابة

ضحكت هي باشراق جعلها اجمل لتطبع قبلة رقيقة علي وجنة جدها ليقول تميم بصوت مسموع بعدما تنهد:

_يابختك يا جدي...

توردت وجنتيها بخجل ليضحك الجد وهو يقول:

_دي حاجة خاصة لفايز البدري بس يا ولد وكويس انك جيت عايزك تاخد بنت عمك معاك الشركة عشان تاخد علي الجو

نظرت هي لجدها بزهول وهي تقول:

_بس يا جدو انا مش هعرف حاجة

هز الجد رأسه بلا بأس وهو يقول:

_انتي هتروحي تتفرجي عليها بس

هزت رأسها بطاعة وهي تذهب مع تميم وقف عند سيارته ليسمع هانم تشهق بأعجاب وهي ترمق السيارة حديثه الصنع امامها ليقول بابتسامة وهو يلتفت لها:

_ايه العربية عجبتك...

اومأت سريعا لتقول بفرحة:

_ايوة طبعا عجبتني دي حلوة اوي

ابتسم بخفة ليقول وهو يلتفت حولها بعدما فتحها الكترونيا:

_طب يلا اركبي..

عبست قليلا لتقول فجأة برجاء:

_طب ماتديني اسوقها والنبي يا كابتن

هز رأسه بيأس ليقول بتساؤل:

_هتعرفي تسوقيها؟!...

ضربت بيدها علي صدرها باقرار وهي تقول بزهو:

_عيب عليك ده انا اسطى قد الدنيا

ضحك بمرح وهو يلقي لها مفتاح السيارة ليلتفت مرة اخرى حتي يستقل المقعد جانبها ليقول وعيناه تلتمع بالاعجاب:

_قبل كدة كان ماشي لكن مع الفستان والقمر اللي انا شايفه ده قطع لسان اللي يقول عليكي اسطى انتي برنسيس

ابتسمت بخجل لتقود السيارة الي الشركة علي حسب توجيهاته
******************************
دلفت معه الشركة كان هو يمشي جانبها بوقار يليق به وجهه جامد وصارم وكأنه غير ذالك الشخص المرح الذي كان يشاكسها بالسيارة منذ قليل تنهال عليه نظرات الاعجاب من جميع الموظفات والتي تكاد ان تلتهمه وما ان انتبهت لها هانم حتي قوست شفتيها بغضب من وقاحتهم كيف ينظرون اليه بتلك النظرات بينما كان يراقب هو الموظفين الذين يتطلعون اليها بأعجاب كيف نسي هذا كان يجب ان يجعلها ترتدي ملابسها القديمة لتبدو كرجل لا تلك الملابس التي تجعلها فاتنة ااااااااااه وينظرون الي شعرها الذي يعشقه الي هنا وتوقف تفكيره وهو يقول بحدة وصرامة:

_ياريت كل واحد عينه علي شغله عشان ميبقاش اخر يوم ليه في الشركة

ابتسمت هانم بانتصار وهي تري تلك الموظفات ينظرون امامهم بخوف اقترب من مكتبه لترى هي تلك الفتاة التي كانت تنسق احمر الشفاه الخاص بها تتقدم اليهم بخطوات سريعا نسبيا تتحكم فيها تلك التنورة الضيقة والقصيرة للغاية كحال كنزتها لترمقها هي باشمئزاز وهي تقترب من تميم الذي لم يتوقف تعرض عليه بعض التصاميم ليقول وهو يدلف للداخل ويلتقتهم منها:

_سيبيهم هشوفهم وهاتي ملفات الاسبوع اللي فات عشان اراجعها

دلفت خلفه هانم وما هي سوي لحظات ودلفت تلك الفتاة تعرض عليه الملفات التي طلبها وهي تميل عليه حتي يظهر صدرها من الفتحة الواسعة لكنزتها امام عينيه اما هو كان يتجاهلها ويصب تركيزه علي الاوراق وهانم تشتعل غضبا منها بدأت تلك السكرتيرة ان تستخدم شئ اخر حتي تلفت نظره وضعت يدها علي كتفه وهي تقترب اكثر تتصنع مساعدته انتبه هو لافعالها ليقول بهدوء:

_تقدري تتفضلي يا انسة هكمل انا الملفات لواحدي

تنهدت هي بأثارة وهي تؤمأ برأسها بطاعة لتخرج من المكتب بخطوات مثيرة ودلال مصطنع لم تتحمل هانم اكثر من ذالك لتنهض خلفها اوقفها تميم وهو يقول بتسأول:

_رايحة فين يا هانم...

نظرت له بابتسامة صفراء وهي تقول:

_هروح اعمل حاجة وجاية علي طول

نظر لها تميم بتعجب لكنها واصلت طريقها لتقف امام مكتب تلك الوقحة التي وقفت امامها تقول باحترام ظاهري فقط:

_تؤمري بحاجة يا انسة..

اخرجت هانم مديتها التي كانت تخبئها بنفاذ صبر وهي تضعها علي عنقها لتقول:

_اظبطي يا بت كدة احسن والنعمة اعمل من وشك خريطة اهو نستفاد من امك بحاجة بدل السهوكة اللي عمالة تنشريها دي ودلوقتي بقي يا حلوة هعرفك ازاي تبصي لحاجة مش بتاعتك

كان تميم منشغل في مراجعة الاوراق امامه ليستمع فجأة لصوت صرخات عالية انتفض بقوة وهو يتوجه للخارج ليري سبب تلك الضجة وما ان خرج حتي توسعت عينيه بصدمة وهو يري هانم تجذب شعر السكرتيرة بقوة ووجهها به اثر ضرب قوي بينما تشهر امام وجهها مديتها الحادة ليتدخل سريعا وهو يبعدها عنها لتقول السكرتيرة بشهقات:

_شوفت يا مستر تميم دي بهدلتني

كاد يتحدث لتصرخ هانم بوجهها نهرها تميم حتي تصمت ليقول لها بعنف:

_ممكن اعرف ايه اللي عملتيه في البنت ده

رسمت هانم علي وجهها علامات البراءة لتدعي البكاء المصطنع امامه وهي تقول:

_دي هي والله يا تميم اللي بدأت وضربتني وشدتلي شعري كنت عايزني اسكتلها يعني وقالتلي بكل بجاحة انا هعرفك تبصي لحاجة مش بتاعتك ازاي

تاه تميم بجمال اسمه الذي ينطق لاول مرة من شفتيها بينما نظرت لها السكرتيرة بزهول وكادت ان تتحدث لتقاطعها هانم ببكاء اقوي وهي تقول بطفولية:

_انا جاية هنا عشان تبهدلوني ولا ايه..لا انا عايزة جدو حبيبي...
******************************

#الاسطى_هانم
#هند_محمود_صديق
#يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي