الفصل الثامن
تنهدت دعاء باسي وقالت بصوت حزين :
_ اتعودت خلاص الحمد لله ما بقاش بيقصر فيا .. وانتي عارفة ما ليش حد اذا كان امي رامتني يعني هتستنى ايه من قرايب او من صديق انا ما ليش احد الحمد لله واديني صابرة و مستحمله و بقول الحمد لله جت على موت هتبقى راحه انت فاكرة اني هابقى خايفة بالعكس انا هبقي ارتحت الحمد لله .
ارتسم الحزن علي ملامح فرحه وقالت بشفقة :
_ يا بنتي بطلي الكلام ده ما توجعيش قلبي انا اساسا شايله همك والله و قلبي كان حاسس ان في حاجه بتحصل انا مش عارفاها وغيابك ده كان قالقني بس قلتلك انا مبحبش اتطفل على حد استنيتك تكلميني لولا اسعد قاللي عليكى امبارح وسالني ليه ما بنتكلمش زي ما بنتكلم فقالي كلميها الصبح ده مش تطفل ده واجب واسالي عليها يمكن فيها حاجه .
ابتسمت عيني دعاء بسعادة غريبة بعدما استمعت لاسم اسعد و لاهتمامه بها فقالت بانتشاء :
_ ربنا يخليه ليكي يا رب جوزك ده نعمه .. نعمه كبيره قوي و فوق ما تتخيلي انا بحترمه ازاي وبقدره ازاي ربنا يخليه ليكي ويخليكم لبعض ده من اجل الرجاله اللي شفتها في حياتي يعني انت تحمدى ربنا ليل ونهار على انه رزقك راجل زي ده بجد .
اتسعت ابتسامة فرحة و قالت بامتنان :
_ حبيبتى ربنا يخليكي ويهدي اسلام ده اللي انا اقدر اقوله ربنا يهديه ليكي .. طب انا عايزه اشوفك الوقت اللي تقدري تجيني ولا اجيلك ولا نتقابل بره يعني لو هتقدري تخرجي تعالي هنا البيت احسن ايه رايك ؟!!
اجابتها دعاء قائلة :
_ انا قدامي لسه الاسبوع الجاي و افك الجبس ان شاء الله وقتها ممكن اخرج دلوقتي صعب اخرج بالمنظر ده واسلام مش عايزني احكي لحد فلما هقوله ان انتي جايه هيعرف ان انتي عرفتي ان هو كسرلي ايدي وده هيخلى شكله وحش هو رافض ان انا اعرف حد فنتكلم في التليفون وخلاص لغايه ما افك الجبس ونتقابل انا عاوزه اقعد معاكي واتكلم كتير قوي .
اومات فرحه براسها وقالت :
_ خلاص يا حبيبتي اللي انت عايزاه انا تحت امرك في اي وقت بس ابقي طمنيني عليكى .. بس كده قولي لي صباح الخير او مساء الخير اي حاجه بس اطمئن عليكي بيها يا قلبي وربنا يهديه ليكي يا رب ويبارك لك في حياتك وترتاحي ويرزقك الراحه وراحه البال يا حبيبتي وتكوني دايما بخير .
اغمضت دعاء عيناها و قالت بتمني :
_ يا رب يا فرحه يا رب ادعيلي دايما .. انا الحمد لله والله راضيه باللي ربنا كاتبه ..راضيه بكل حاجه الحمد لله .
اجابتها فرحه قائلة :
_ خلاص يا حبيبتي انا مش هطول عليكي علشان تعبانه بس علشان خاطري ابقي طمنيني عليكي و وقت ما تفكي الجبس وتبقي كويسه ان شاء الله نبقي نتقابل ان شاء الله .. خلي بالك من نفسك .
اومات دعاء براسها و قالت :
_ ماشي يا حبيبتي ان شاء الله مع السلامه .
اغلقت دعاء الهاتف و هي تشعر بسعادة غريبة من اهتمام اسعد بها فتنهدت بسعادة وهي تفكر به و بضحكاته الرخيمة و رزانته بالحديث و حنانه المفرط رغم رجولته القوية ..
اما فرحة فعادت لقرائتها اليومية علي نافذتها المحببة .. كوكب ..
...............................................................
....................
في المساء جلس اسعد و سليم امام التلفاز لمتابعة المباراة و كانوا يتبادلون الحديث عنها رغم تركيزهم بها .. لتخرج اليهم الزوبعة الصغيرة قائلة :
_ هو الماتش هيخلص امتى هتفضلوا قاعدين قدام التليفزيون مش عايزين تتحركوا كده انا زهقت .
اجابها سليم ببديهية قائلا :
_ انتي عارفه بابا طلما ليفربول بيلعب بابا مش هيتحرك من قدام التليفزيون والله لو قعدتي تتنططي لينا قدام التليفزيون زي النسناس فكك منه كده وروحي اقعدى علي جنب على الماتش يخلص .
ضربت غدير الارضية بقدمها و قالت بتذمر حانق :
_ يا بابا بقى الوقت اللي انا قاعده معاك فيه وعايزين نقعد نتكلم مع بعض تسيبني و تتفرج على الماتش هتكسب حاجه هيعطوك فلوس مثلا مش هيحصل حاجه تعالى اقعد معايا انا وتاع الماتش بودنك عادي مع التلفزيون .
التفت اليها اسعد وقال باسما :
_ يعني يا غدير سايبه ايام ربنا كلها وجايه النهارده عايزه تقعدي معنا ونقعد نتكلم ما انتى عارفه ان انا وسليم ساعه ما يكون في ماتش بالتلفزيون بنقعد نتفرج و بنقعد نتفرج بتركيز هنسيب لك البيت وننزل نقعد في القهوه يا امي كده .. يلا يا حبيبتي روحي ذاكريلك كلمتين علي ما احنا نخلص الماتش .
زمت غدير شفتيها و عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بتذمر :
_ يا بابا كنت عايزاك في موضوع مهم يعني موضوعي انا ولا الماتش يا بابا حرام عليك مش كده عايز اتكلم معاك مش هاخذ منك خمس دقائق طب هو ده الشوط التاني ولا الشوط الاولاني لو الاول اخذك في الاستراحه بين الشوطين اي حاجه .
اتسعت ابتسامة اسعد و قال بمداعبة وهو يغمز لسليم علي حالتها :
_ لا ده الشوط الثاني مش باقي منه وقت كتير فاضل تلت ساعه يا حبيبتي خلاص اقعدي جنب التلت ساعة عادي مش هيتدمر الكون و لا هيخرب الكوكب في اقعدى جنبي في صمت كده بدل ما انت روشانا كده .. احنا هنخلص الماتش وهاجي لك وهنقعد وهنتكلم وهنعمل كل اللي انت عايزاه .
رن هاتف اسعد بقدوم رسالة فحمله بتلهف و فتحه فوجدها رسالة من دعاء فوقف منتصبا كمن لسعته حيه و تركهم و توجهلغرفته .. تابعاه غدير و سليم الذي قال بتعجب :
_ ايه ده يا بابا انت رايح فين انت مش هتكمل معايا الماتش طب هتسيبني لواحدى مع بنتك دي ده باقي وقت قليل .. هتسيبني ليها دي بنتك ممكن تقلب التليفزيون دي قويه و انا مش هقدر عليها .
التفت اليه اسعد و قال بجدية :
_ دقيقه واحده وجايلك اهو معايا بس تليفون مهم دقيقه واحده .
طالعت غدير سليم بنظرات شريرة فصفع وجهه بتسليم بينما اغلق اسعد الباب و جلس علي الفراش و رد علي رسالة دعاء كاتبا :
_ مساء الخير يا مدام دعاء اخبار حضرتك ايه وازاي صحتك دلوقتي .
ارسلت اليه دعاء تسجيلا صوتيا قالت به :
_ انا بخير الحمد لله بقالى ايام كتير مطمنتش على حضرتك ومطمنتش عليا فقلت انه هاسيب لك رساله وكده .
ابتعد اسعد عن الباب و ادار التسجيل الصوتي و ما ان استمع لصوتها حتي دق قلبه و ابتسم بخفوت و هو يتابع رقة صوتها لا كلماتها حتي انتهي التسجيل فكتب لها قائلا :
_ انا كويس الحمد لله انتي بخير بقيتي تمام الحمد لله .
ردت عليه دعاء قائلة بتسجيل صوتي جديد :
_ كويسه الحمد لله انا بخير حضرتك كويس اخبار فرحه والاولاد ايه انا كلمت فرحه النهارده قالت لي ان انت قلتلها تكلمني دايما كل حاجه حلوه بتحصلي بتطلع انت وراءها .
توردت وجنتي اسعد بخجل شبابي اعاده لايام شبابه و اجابها كتبا :
_ لا ابدا والله هي بس فيها طبع ان هي ما بتحبش تكلماحد اكتر من مره ان كلمتك مره مثلا لو ما كنتيش فاضيه مش هترن تاني غير لما انتي ما ترني عليها فقلتلها تتطمن عليكي وكده خصوصا انك بقالك ايام كتير مش باينه ما فيش استوريهات وما فيش حاجه قلقت عليك .
اجابته دعاء بتلهف :
_ بجد قلقت عليا ؟!!
صفع اسعد جبهته و اجابها قائلا بتوتر :
_ انا لما اختفيتي اليومين دول حضرتك قلقت عليكي وكده .
قفز قلب دعاء من الفرحة وقالت بسعادة :
_ بجد و الله ؟!
وكانه يزيد من الطينة بلة فاخذ نفسا طويلا كي يهدا من نفسه و قال بتعقل زائف :
_ بجد اه طبعا قلقت على حضرتك يعني بعد اللي شفته و الوضع اللي شفتك فيه ده لازم اخاف يعني .. ما انا اي بني ادم لازم اقلق عليك يعني عادي .
وصلها ارتباكه فسالته وضوح اكثر :
_ لا قلقت عليا علشان انا بني ادم ولا قلقت عليا انا عادي مجرد سؤال يعني يعني عشان بني ادم ولا عشاني انا ؟!
اجابها اسعد باستسلام و قال :
_ اكيد قلقت على حضرتك طبعا يعني مش عشان بني ادم ولا حاجه لا بس يعني انا باخاف تفهميني غلط والله يعني عادي انا بعد الوضع اللي شفتك فيه وتعامل اسلام معاكي غصب عني حاسس انا اشتالت مسؤوليتك من غير ما اقصد حاسس انك بقيتي مسؤوله مني وبخاف عليكي وبحب اطمئن عليكي .
عبثت دعاء بشعراتها و قالت بسعادة :
_ انا كمان بقيت حابة اطمئن على حضرتك دايما مش عارفه ليه حتى لما بتكلم معك لو دقيقه واحده ببقى حاسة ان انا مرتاحه .. احساس انه في حد بيخاف عليا و بيسال عليا و بيفكر فيا على الاقل يعني حاجه مفتقداها جدا في حياتي مش عارفة اشكر حضرتك عليها ازاي .
عض اسعد علي شفته السفلي و قد ابتسمت عيناه بسعادة و اجابها كاتبا :
_ لا شكر على واجب عادي طبعا كلنا حوالينا اصحاب و حوالينا اهلنا وبنهتم بيهم وكده ومش معنى ان انت ما فيش حد بيسال عليكي او حواليكي يبقى مافيش حد يحبك لا عادي كلنا بنحبك وكلنا بنقدرك .. و وقت ما تحسي ان انتي محتاجه حد فينا هتلاقينا .
لا تعلم ماذا تفعل بها كلماته الرقيقة كحاله فلملمت مشاعرها المبعثرة و اجابته بتاكيد :
_ فعلا سبحان الله ومافيش مره احتاج حضرتك غير لما بلاقيك ياريتك كنت انت اخويا او جوزي حتى .
كلمتها الاخيرة جعلته يجفل بعينيه و اجابها قائلا بارتباك :
_ انا اخوكي طبعا و جنبك ومش هسيبك ابدا انا جنبك في اي وقت تحتاجيني بجد هتلاقيني .. احتاجتيني في مشكله حابة تفضفضي عن اي حاجه انا جنبك ما تقلقيش .
_ فعلا انا نسيت القلق من ساعه ما اقتنعت ان انت جنبي بجد يمكن انا بشيلك حمل حضرتك مش مسؤول عنه او مالكش فيه ومالكش داخل بيه بس غصب عني حاسه ان انا واثقة فيك .. لما كلمتك بقيت مرتاحه .. ببقى حاسه بامان حاسه بفرحة مش عارفه ايه علاقه كل ده بحضرتك .. بس يمكن ولو لحظه اهتمام واحده فرقت معايا ولما بلاقي حضرتك بتسال عليا ده بيفرق معايا اكتر مش عارفه اشكرك ازاي نفس الكلمه اللي باقولها لحضرتك كل مره مش عارفه اشكرك ازاي .
شرد بالبعيد بعد كلماتها ثم عاد للهاتف و كتب لها بمداعبة :
_ عايزه تشكريني بطلي تقولي حضرتك حضرتك حضرتك دي مش حابيبها خالص انا ما بحبش الرسميات في الكلام اسعد سهله والله اسعد سهله خالص اهو .
وصله صوت ضحكتها التي زلزلت كيانه بالتسجيل الصوتي و هي تقول :
_ حاضر يا اسعد مش هقول حضرتك تاني ولا حاجه بس انا بخاف انه تقول تخطت حدودها معايا او شايله الرسميات فبقول حضرتك .. انا عن نفسي مافيش مشكله يعني عادي هقول اسعد عادي .
هز اسعد راسه بياس بعد ضحكتها التي لاتفارق اذنه و سالها مغير الموضوع :
- هتفكي الجبس اللي في ايديك امتي طمنيني .
_ الدكتور مطمني من الاول يعني مفيش كسور خطيره او حاجه لا عادي يعني كسر بسيط قال لي اسبوعين بس يعني متبقي كام يوم بس و ارتاح ان شاء الله .
اجابها اسعد بحنو :
_ على خير باذن الله ربنا يطمنا عليكي يا رب ويهديه ليكي و يخليكم لبعض اسلام طيب والله وابن حلال بس هو عصبي شويه مش عارف اقول لك ايه بس اتمنى لك السعاده من كل قلبي بجد .
_ اتعودت خلاص الحمد لله ما بقاش بيقصر فيا .. وانتي عارفة ما ليش حد اذا كان امي رامتني يعني هتستنى ايه من قرايب او من صديق انا ما ليش احد الحمد لله واديني صابرة و مستحمله و بقول الحمد لله جت على موت هتبقى راحه انت فاكرة اني هابقى خايفة بالعكس انا هبقي ارتحت الحمد لله .
ارتسم الحزن علي ملامح فرحه وقالت بشفقة :
_ يا بنتي بطلي الكلام ده ما توجعيش قلبي انا اساسا شايله همك والله و قلبي كان حاسس ان في حاجه بتحصل انا مش عارفاها وغيابك ده كان قالقني بس قلتلك انا مبحبش اتطفل على حد استنيتك تكلميني لولا اسعد قاللي عليكى امبارح وسالني ليه ما بنتكلمش زي ما بنتكلم فقالي كلميها الصبح ده مش تطفل ده واجب واسالي عليها يمكن فيها حاجه .
ابتسمت عيني دعاء بسعادة غريبة بعدما استمعت لاسم اسعد و لاهتمامه بها فقالت بانتشاء :
_ ربنا يخليه ليكي يا رب جوزك ده نعمه .. نعمه كبيره قوي و فوق ما تتخيلي انا بحترمه ازاي وبقدره ازاي ربنا يخليه ليكي ويخليكم لبعض ده من اجل الرجاله اللي شفتها في حياتي يعني انت تحمدى ربنا ليل ونهار على انه رزقك راجل زي ده بجد .
اتسعت ابتسامة فرحة و قالت بامتنان :
_ حبيبتى ربنا يخليكي ويهدي اسلام ده اللي انا اقدر اقوله ربنا يهديه ليكي .. طب انا عايزه اشوفك الوقت اللي تقدري تجيني ولا اجيلك ولا نتقابل بره يعني لو هتقدري تخرجي تعالي هنا البيت احسن ايه رايك ؟!!
اجابتها دعاء قائلة :
_ انا قدامي لسه الاسبوع الجاي و افك الجبس ان شاء الله وقتها ممكن اخرج دلوقتي صعب اخرج بالمنظر ده واسلام مش عايزني احكي لحد فلما هقوله ان انتي جايه هيعرف ان انتي عرفتي ان هو كسرلي ايدي وده هيخلى شكله وحش هو رافض ان انا اعرف حد فنتكلم في التليفون وخلاص لغايه ما افك الجبس ونتقابل انا عاوزه اقعد معاكي واتكلم كتير قوي .
اومات فرحه براسها وقالت :
_ خلاص يا حبيبتي اللي انت عايزاه انا تحت امرك في اي وقت بس ابقي طمنيني عليكى .. بس كده قولي لي صباح الخير او مساء الخير اي حاجه بس اطمئن عليكي بيها يا قلبي وربنا يهديه ليكي يا رب ويبارك لك في حياتك وترتاحي ويرزقك الراحه وراحه البال يا حبيبتي وتكوني دايما بخير .
اغمضت دعاء عيناها و قالت بتمني :
_ يا رب يا فرحه يا رب ادعيلي دايما .. انا الحمد لله والله راضيه باللي ربنا كاتبه ..راضيه بكل حاجه الحمد لله .
اجابتها فرحه قائلة :
_ خلاص يا حبيبتي انا مش هطول عليكي علشان تعبانه بس علشان خاطري ابقي طمنيني عليكي و وقت ما تفكي الجبس وتبقي كويسه ان شاء الله نبقي نتقابل ان شاء الله .. خلي بالك من نفسك .
اومات دعاء براسها و قالت :
_ ماشي يا حبيبتي ان شاء الله مع السلامه .
اغلقت دعاء الهاتف و هي تشعر بسعادة غريبة من اهتمام اسعد بها فتنهدت بسعادة وهي تفكر به و بضحكاته الرخيمة و رزانته بالحديث و حنانه المفرط رغم رجولته القوية ..
اما فرحة فعادت لقرائتها اليومية علي نافذتها المحببة .. كوكب ..
...............................................................
....................
في المساء جلس اسعد و سليم امام التلفاز لمتابعة المباراة و كانوا يتبادلون الحديث عنها رغم تركيزهم بها .. لتخرج اليهم الزوبعة الصغيرة قائلة :
_ هو الماتش هيخلص امتى هتفضلوا قاعدين قدام التليفزيون مش عايزين تتحركوا كده انا زهقت .
اجابها سليم ببديهية قائلا :
_ انتي عارفه بابا طلما ليفربول بيلعب بابا مش هيتحرك من قدام التليفزيون والله لو قعدتي تتنططي لينا قدام التليفزيون زي النسناس فكك منه كده وروحي اقعدى علي جنب على الماتش يخلص .
ضربت غدير الارضية بقدمها و قالت بتذمر حانق :
_ يا بابا بقى الوقت اللي انا قاعده معاك فيه وعايزين نقعد نتكلم مع بعض تسيبني و تتفرج على الماتش هتكسب حاجه هيعطوك فلوس مثلا مش هيحصل حاجه تعالى اقعد معايا انا وتاع الماتش بودنك عادي مع التلفزيون .
التفت اليها اسعد وقال باسما :
_ يعني يا غدير سايبه ايام ربنا كلها وجايه النهارده عايزه تقعدي معنا ونقعد نتكلم ما انتى عارفه ان انا وسليم ساعه ما يكون في ماتش بالتلفزيون بنقعد نتفرج و بنقعد نتفرج بتركيز هنسيب لك البيت وننزل نقعد في القهوه يا امي كده .. يلا يا حبيبتي روحي ذاكريلك كلمتين علي ما احنا نخلص الماتش .
زمت غدير شفتيها و عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بتذمر :
_ يا بابا كنت عايزاك في موضوع مهم يعني موضوعي انا ولا الماتش يا بابا حرام عليك مش كده عايز اتكلم معاك مش هاخذ منك خمس دقائق طب هو ده الشوط التاني ولا الشوط الاولاني لو الاول اخذك في الاستراحه بين الشوطين اي حاجه .
اتسعت ابتسامة اسعد و قال بمداعبة وهو يغمز لسليم علي حالتها :
_ لا ده الشوط الثاني مش باقي منه وقت كتير فاضل تلت ساعه يا حبيبتي خلاص اقعدي جنب التلت ساعة عادي مش هيتدمر الكون و لا هيخرب الكوكب في اقعدى جنبي في صمت كده بدل ما انت روشانا كده .. احنا هنخلص الماتش وهاجي لك وهنقعد وهنتكلم وهنعمل كل اللي انت عايزاه .
رن هاتف اسعد بقدوم رسالة فحمله بتلهف و فتحه فوجدها رسالة من دعاء فوقف منتصبا كمن لسعته حيه و تركهم و توجهلغرفته .. تابعاه غدير و سليم الذي قال بتعجب :
_ ايه ده يا بابا انت رايح فين انت مش هتكمل معايا الماتش طب هتسيبني لواحدى مع بنتك دي ده باقي وقت قليل .. هتسيبني ليها دي بنتك ممكن تقلب التليفزيون دي قويه و انا مش هقدر عليها .
التفت اليه اسعد و قال بجدية :
_ دقيقه واحده وجايلك اهو معايا بس تليفون مهم دقيقه واحده .
طالعت غدير سليم بنظرات شريرة فصفع وجهه بتسليم بينما اغلق اسعد الباب و جلس علي الفراش و رد علي رسالة دعاء كاتبا :
_ مساء الخير يا مدام دعاء اخبار حضرتك ايه وازاي صحتك دلوقتي .
ارسلت اليه دعاء تسجيلا صوتيا قالت به :
_ انا بخير الحمد لله بقالى ايام كتير مطمنتش على حضرتك ومطمنتش عليا فقلت انه هاسيب لك رساله وكده .
ابتعد اسعد عن الباب و ادار التسجيل الصوتي و ما ان استمع لصوتها حتي دق قلبه و ابتسم بخفوت و هو يتابع رقة صوتها لا كلماتها حتي انتهي التسجيل فكتب لها قائلا :
_ انا كويس الحمد لله انتي بخير بقيتي تمام الحمد لله .
ردت عليه دعاء قائلة بتسجيل صوتي جديد :
_ كويسه الحمد لله انا بخير حضرتك كويس اخبار فرحه والاولاد ايه انا كلمت فرحه النهارده قالت لي ان انت قلتلها تكلمني دايما كل حاجه حلوه بتحصلي بتطلع انت وراءها .
توردت وجنتي اسعد بخجل شبابي اعاده لايام شبابه و اجابها كتبا :
_ لا ابدا والله هي بس فيها طبع ان هي ما بتحبش تكلماحد اكتر من مره ان كلمتك مره مثلا لو ما كنتيش فاضيه مش هترن تاني غير لما انتي ما ترني عليها فقلتلها تتطمن عليكي وكده خصوصا انك بقالك ايام كتير مش باينه ما فيش استوريهات وما فيش حاجه قلقت عليك .
اجابته دعاء بتلهف :
_ بجد قلقت عليا ؟!!
صفع اسعد جبهته و اجابها قائلا بتوتر :
_ انا لما اختفيتي اليومين دول حضرتك قلقت عليكي وكده .
قفز قلب دعاء من الفرحة وقالت بسعادة :
_ بجد و الله ؟!
وكانه يزيد من الطينة بلة فاخذ نفسا طويلا كي يهدا من نفسه و قال بتعقل زائف :
_ بجد اه طبعا قلقت على حضرتك يعني بعد اللي شفته و الوضع اللي شفتك فيه ده لازم اخاف يعني .. ما انا اي بني ادم لازم اقلق عليك يعني عادي .
وصلها ارتباكه فسالته وضوح اكثر :
_ لا قلقت عليا علشان انا بني ادم ولا قلقت عليا انا عادي مجرد سؤال يعني يعني عشان بني ادم ولا عشاني انا ؟!
اجابها اسعد باستسلام و قال :
_ اكيد قلقت على حضرتك طبعا يعني مش عشان بني ادم ولا حاجه لا بس يعني انا باخاف تفهميني غلط والله يعني عادي انا بعد الوضع اللي شفتك فيه وتعامل اسلام معاكي غصب عني حاسس انا اشتالت مسؤوليتك من غير ما اقصد حاسس انك بقيتي مسؤوله مني وبخاف عليكي وبحب اطمئن عليكي .
عبثت دعاء بشعراتها و قالت بسعادة :
_ انا كمان بقيت حابة اطمئن على حضرتك دايما مش عارفه ليه حتى لما بتكلم معك لو دقيقه واحده ببقى حاسة ان انا مرتاحه .. احساس انه في حد بيخاف عليا و بيسال عليا و بيفكر فيا على الاقل يعني حاجه مفتقداها جدا في حياتي مش عارفة اشكر حضرتك عليها ازاي .
عض اسعد علي شفته السفلي و قد ابتسمت عيناه بسعادة و اجابها كاتبا :
_ لا شكر على واجب عادي طبعا كلنا حوالينا اصحاب و حوالينا اهلنا وبنهتم بيهم وكده ومش معنى ان انت ما فيش حد بيسال عليكي او حواليكي يبقى مافيش حد يحبك لا عادي كلنا بنحبك وكلنا بنقدرك .. و وقت ما تحسي ان انتي محتاجه حد فينا هتلاقينا .
لا تعلم ماذا تفعل بها كلماته الرقيقة كحاله فلملمت مشاعرها المبعثرة و اجابته بتاكيد :
_ فعلا سبحان الله ومافيش مره احتاج حضرتك غير لما بلاقيك ياريتك كنت انت اخويا او جوزي حتى .
كلمتها الاخيرة جعلته يجفل بعينيه و اجابها قائلا بارتباك :
_ انا اخوكي طبعا و جنبك ومش هسيبك ابدا انا جنبك في اي وقت تحتاجيني بجد هتلاقيني .. احتاجتيني في مشكله حابة تفضفضي عن اي حاجه انا جنبك ما تقلقيش .
_ فعلا انا نسيت القلق من ساعه ما اقتنعت ان انت جنبي بجد يمكن انا بشيلك حمل حضرتك مش مسؤول عنه او مالكش فيه ومالكش داخل بيه بس غصب عني حاسه ان انا واثقة فيك .. لما كلمتك بقيت مرتاحه .. ببقى حاسه بامان حاسه بفرحة مش عارفه ايه علاقه كل ده بحضرتك .. بس يمكن ولو لحظه اهتمام واحده فرقت معايا ولما بلاقي حضرتك بتسال عليا ده بيفرق معايا اكتر مش عارفه اشكرك ازاي نفس الكلمه اللي باقولها لحضرتك كل مره مش عارفه اشكرك ازاي .
شرد بالبعيد بعد كلماتها ثم عاد للهاتف و كتب لها بمداعبة :
_ عايزه تشكريني بطلي تقولي حضرتك حضرتك حضرتك دي مش حابيبها خالص انا ما بحبش الرسميات في الكلام اسعد سهله والله اسعد سهله خالص اهو .
وصله صوت ضحكتها التي زلزلت كيانه بالتسجيل الصوتي و هي تقول :
_ حاضر يا اسعد مش هقول حضرتك تاني ولا حاجه بس انا بخاف انه تقول تخطت حدودها معايا او شايله الرسميات فبقول حضرتك .. انا عن نفسي مافيش مشكله يعني عادي هقول اسعد عادي .
هز اسعد راسه بياس بعد ضحكتها التي لاتفارق اذنه و سالها مغير الموضوع :
- هتفكي الجبس اللي في ايديك امتي طمنيني .
_ الدكتور مطمني من الاول يعني مفيش كسور خطيره او حاجه لا عادي يعني كسر بسيط قال لي اسبوعين بس يعني متبقي كام يوم بس و ارتاح ان شاء الله .
اجابها اسعد بحنو :
_ على خير باذن الله ربنا يطمنا عليكي يا رب ويهديه ليكي و يخليكم لبعض اسلام طيب والله وابن حلال بس هو عصبي شويه مش عارف اقول لك ايه بس اتمنى لك السعاده من كل قلبي بجد .