الفصل الثامن
الفصل الثامن ...
____________________
_انسيت شيئا ؟
اقترب من مكتبها عدة خطوات :
_اجل لقد نسيت انتِ ان تقولي لي شيئا .
ووقف امامها ، لتسأله بدهشة .
_وما هو ؟
تعمد تامل وجهه قطعة قطعة ،
وجزءا جزءا ,،
كان يجب ان تعلم انها لن تتخلص منه خمسة ايام بهذه السهولة .
فسالته مجددا :
_نعم ....؟ ما الامر ؟
ردد :
_هذا .
وقبل ان تدري شيئا كانت بين ذراعيه ..
خلفها طاولتها وامامها جسده االقاسي ،
لكن هذا كان الشبه الوحيد لما تم بينهما ليلة امس وتمتم :
_ضعي ذراعيك حولي ...
فساغيب عنك اسبوعا تقريبا ،
لذا لن يضرك عناق بسيط .
رددت بخفوت ، وقلبها يقرع في صدرها من قربه :
_لا اريد عناقك .
ابتسم بخُبث وهو يقول :
_اعرف هذا لكنني اكره ان اغير رايي بالنسبة للسفر ...... والان عانقيني .
تعرفت إيف الى ارادة اقوى من ارادتها
....... فتنهدت مستسلمة ثم لم تلبث ان عقدت ذراعها حول عنقه ، حتى همس لها بتأثر :
-عانقيني جيدا إيف ...... واجعليني استمتع بهذا العناق !
علمت من عدم تحركه انه لن يسهل عليها الوضع تبًا له !
هو يريد عناقا ، فليكن له هذا العناق !
رفعت جسدها على اطراف اصابعها وضغطت نفسها اليه تعانقه بقوة ،
وتشد يديها على راسه ،
لعبت الاولى بشعره بينما الاخرى تمر بكتفيه فظهره ..
وحين بدا يتجاوب بشغف لم يستطع كبحه او اخفاءه انسحبت ثم راحت نظرتها
الباردة تتامل تصاعد احمرار وجنتيه .. واشتداد اسوداد عينيه .
فسالته ببرود شديد :
_هل اعجبك هذا ؟ ….
وابتعدت عنه بعد سقوط ذراعيه الى جانبه
.... فاشتدت عضلات وجهه ، وضاقت عيناه وراح يتنفس بغضب .
ثم قال شاهقا :
_لم يعجبك فيه الا مدى اثارتي ؟
توجهت الى طاولتها لتجلس وهي تقول له :
_انت لم تطلب مني ان استمتع بشيء !
...... وهذا لأنك لست ممن تهمه مشاعر المرأة !
كانت تحاول عمدا ان تهينه ،
فقد كرهت القوة الجسدية التي اجبرها بها على تنفيذ ما يريده واكملت :
_انت لاتهتم الا بنفسك .
قال بثقة :
_لكنني لم اتلق يوما شكوى !
هزت رأسها بإهمال قائلة :
- أنا واثقة من هذا .....
لكن اعلم ان هناك في علاقة الحب اكثر مما تظن وتطمح ،
أنا متاكدة من ان النساء تركناك راضيات سيد تيوان ،
قد تجرح كرامتك ويتاذى شعورك واعجابك بنفسك ، إن خرجت امراة من
حياتك قبل ان تسعدها ..
لكن هذا الذي تقوم به اخذ دون عطاء .
رد عليها باهتياج شديد :
_اكان زوجك ممن ياخذ دون ان يعطي ؟
نظرت اليه في دهشة :
_من دايمن ؟ لا ...... لم يكن من النوع الذي ياخذ .
فقال لها بغيظ :
_لماذا فشل زواجك اذن ؟
نفت الأمر بغضب :
_لم يفشل !
رفع حاجبه مرددًا :
- إذن هل الزواج برأيك عبارة عن ترك العلاقات الاخرى جانبا ؟
كان قد بلغ منه التوتر اوجه حتى ابيض ما حول فمه اما هي فكرهته اكثر فاكثر:
_لكنني لم اقم اية علاقة .
كانت تعلم انه لا يقصدها بقوله ،
لكنها غاضبة الى حد لن يجعلها تتقبل الحقيقة التي في حديثه .
لكنه لم يكن يحس بهذا التردد ، لذلك صدمها بالحقيقة التي تحاول اخفاءها :
_انتِ لا ..
اما زوجك فنعم فقد كان له علاقات كثيرة خارج الزواج .......
اعتقد انك كذلك لست من النوع المعطاء .
احست بان الحرارة تغادر جسدها وهي ترد :
_ربما انا كذلك !
ردد بغضب :
_ إيف .....
قالت بأسف :
_اعتذر على فظاظتي لم يكن من حقي ان اقول لك هذا الكلام .
و بحنقٍ شديد حدثها به :
_بل هو من حقك اذا احسست بما تقولين...
وها قد عدت باردة نحوي مجددا !
بالامس احسست انني اكاد اصل اليكِ ،
وهذا الصباح كذلك ،
لكن الان عادت إيف الباردة المتحفظة .....
هل السبب انني ذكرت زوجك وعلاقته ؟
نفت الأمر بحزن :
_ ابدا ..... لا اظن ان علاقات زوجي مع النساء الاخريات كانت سرا.
ضاقت عيناه :
_ورغم ذلك مازالت ذكرى تلك العلاقات
تؤلمك ؟
بحزن قالت :
_اظننت انها لا تؤلمني ؟
اجابها بأسف :
_ليتها لا تؤلمك !
لان المك يدل على بقائك على حبه .
اطرقت براسها :
_قلت لك انني احبه .
صرخ بها بيأس :
_لكنه ميت إيف ! اما انا فحي انا .......
قاطعته :
_انت تريدني ،
اعرف هذا لكن الرغبة والحب غير متشابهين ،
انا لن ازج نفسي في ورطة باقامة علاقة انانية مع اي كان ،
حتى وان كنت
لا احب زوجي الراحل ،
لن تكون بيني وبينك علاقة من هذا النوع ابدا .
رد عليها بشراسة :
_سنرى ......
امامي ثلاثة اشهر ساحاول فيها تحطيمك يا إيف .... وسترين .
لن يستطيع تحطيمها ....... وهي تعرف هذا
....لكن الاشهر الثلاثة القادمة ستكون دهرا .
____________
مرت العطلة وانتهت الخمسة أيام و حضرت إيف نفسها لمواجهة اخرى مع تيوان صباح الاثنين ..
لكن من دخل المكتب قبل التاسعة بخمس دقائق لم يكن هو ،
بل رجل لا تعرفه فيه شيء مالوف غريب .
انتقلت نظرتها بسرعة الى صورة دايمن الموضوعة
..
على طاولتها فاذا الشعر الاشقر والعينان الزرقاوان الضاحكتان والذقن الصارم والجسد النحيل كل ذلك كان وواحدً !
إن هذا الواقف امامها صورة عن دايمن زجها الراحل !
قطب الرجل جبينه بحيرة وهو يرى شحوبها الزائد ، ليقول لها :
_هل ازعجتك ؟
خلتك سمحت لي بالدخول حين طرقت الباب .
كان اول ما لاحظت فيه اختلاف صوته عن
صوت دايمن ،
فلهجته انجليزية صرفة ...
كما ان طبيعته توترا ليس موجودا عند دايمن ،
والخطوط التي يخلفها الضحك غير وفيرة على وجهه
كذلك ..
لكن التشابه الجسدي لايمكن انكاره لذا لم تستطع التوقف عن التحديق فيه .
_ سيدة ماسيو ؟ سيدة ماسيو.....
صحح تيوان كارتر خطاها وهو يدخل المكتب
متجاوزا الرجل ،
واثقا من نفسه ثقة تصل الى حد العجرفة .
_مابك إيف ......؟ هل رايت شبحا ؟
جعلتها قسوة صوته تشهق ولم تلبث ان ترقرقت الدموع في عينيها،
وراحت حنجرتها تتحرك بتشنج فاستدار تيوان الى الرجل قائلا :.
_عد فيما بعد ..
اعترض الرجل :
_لكن ........
بحزم ردد تيوان :
_فيما بعد .......
ودار حول الطاولة نحو إيف التي لم تلاحظ ابتعاد المدعو لاثام ،
لكنها علمت من صرير الباب انه خرج .
عندها لم تعد قادرة على كبح نحيبها فاجهشت بالبكاء دافعة وجهها بين يديها اللتين انسلت من بينهما الدموع .
_ إيف .....
لكنها انتفضت حين لمست يدا تيوان كتفيها
,ونظرت اليه :
_كنت تعلم ! انت تعلم ان هذا الرجل يشبه دايمن !
وكانه طيفه في المراة .
ابتعد عنها يضع يديه في جيبي سرواله قائلا :
_انه احد مساعدي واسمه لاثام كينغروود ..
لكنني لم اكن اعلم ان رؤيته ستؤثر فيك هكذا !
غصت بدموعها مدهوشة !
_بل اظنك كنت تعلم علم ايقين تاثيره في ،
لكنك اردت بقسوة ان تتمتع بردة فعلي !
هز رأسه نفيًا :
_في البدء لم يكن لدي فكرة فلاثام يعمل معي منذ عشر سنوات يا إيف ،
لكن حين شاهدت صورة زوجك على طاولتك في الاسبوع الماضي لاحظت الشبه الغريب بينهما
.......
جففت دموعها بسبابتها قائلة :
_كانت صورته تُنشر دائما لانه بطل السباق
........
اجابها بصدق :
_لكنني كنت مشغولا بالنظر الى الجميلة إيف ماسيو التي تقف بجانبه عن النظر اليه
….
اندهشت مرددة :
_اكنت تعرفني قبلا ؟
هز راسه :
_نعم كنت اعرفك واريدك ،
لكنك كنت متزوجة ، كنت إيف ماسيو الشهيرة ، التي لاتقيم علاقات مع الرجال .
هذا ما ابلغتني اياه الشائعات ، إيف فيما يتعلق بلاثام .....
قاطعته بحرارة :
_ما فعلته لايغتفر حذرني على الاقل .
قال لها بضيق :
_لو افترقنا الاسبوع الماضي كصديقين لحذرتك ،
لكن الامر في الحقيقة سها عن بالي عزيزتي
......
اوقفته بسبابتها :
_ارجوك لا تقل هذه الكلمة !
اشتعل الغضب في عيينه الفحمتين :
_ساناديك كما اشاء !
صاحت به :
_ارجوك ..لن اسمح لك بذلك لانني اظنك
.......
قاطعها بخشونة :
_كلانا يعرف رايك بي ،
لذا لاتجعلي هاتين الشفتين الجميلتين تكررانه ..
كنت ساسالك عما اذا اشتقت الي في الايام الأخيرة ،
لكنني اعرف الرد الان .
جلس تيوان على حافة طاولتها مردفا :
_الست مهتمة بمعرفة المكان الذي كنت فيه ؟
اجابته وهي تضم كفيها بتوتر :
_ليس بوجه خاص .
تنهد بعمق وهو يقول :
_ساخبرك على كل حال ....
لقد سافرت الى انجلترا حتى ارى والدي .
سألته بقلق :
_و ... .. والدتك ......
اجابها :
_بخير ...... شكرًا ..
انا لم ازر موطني منذ اشهر وامي كثيرة القلق علي فانا ابنها الوحيد ،
مع ان قلقها على ابن 37 سخيف الا انني احب ان ارضيها .
هي تفهم ذلك ......
فمهما يكن هذا الرجل فهو دون شك ،
ابن صالح ربته امه تربية ايطالية تشبه التربية الشرقية التي قوامها وحدة العائلة والواجبات والعاطفة .
ازاحت عينيها المعجبتان به وهي تسأله :
_ما رايك بالمكتب .
نظر الى الجدران المطلية بالاخضر الشاحب ،
وبالعاجي الفاتح ثم الى السجادة التي تغيرت من الكحلي الى الاخضر .
ثم هز راسه :
_عظيم .
ضيقت عينيها قائلة :
_اهذا كل مالديك ؟
بقي العمال حتى العاشرة ليلا لينهوا العمل وكل ما تقوله (عظيم )
قال لها بابتسامة :
_ ليس هناك ما يقال اكثر من هذا بشان هذه الجدران الخضراء والعاجية .
رددت بضيق :
_لكنك اسهبت في وصف كرهك للازرق والابيض !
رفع كتفيه :
_لاني لا احبهما .
سألته باهتمام :
_وهل هذا يعني انك تحب الالوان الجديدة ؟
ابتسم لها :
_اوه .. فهمت اجل تعجبني كثيرا إيف لقد قمت بعمل جيد .
قالت بحدة :
_لم اكن اطلب الاطراء ،
من السيد الذي اعتاد على اطراء النساء اللواتي مررن بحياته .
تأفف بنزق :
- ما ازعج لسانك الشرير احيانا ياعزيزتي .
انحنى الى الامام حتى اصبح وجهه على قيد انملة من وجهها ثم همس لها :
_احذري قد اعضه لك يوما او ليلة .
صبغ تلمحيه الحميم وجهها احمرارا ، لتغيير دفة الحوار :
_لقد حضرت لك طاولة هناك سيد كارتر
....... ارجوك استخدمها .
ردد وهو ينظر نحو الطاولة :
_اوه ....... سأفعل .
لكنه لم يتحرك فصاحت ساخطة :
_افعل هذا الان اذن !
لم يتحرك وهو يقول لها :
_بعد لحظات .... تذكري ان لاثام ليس دايمن
.. فان كنت ستتصورين احدا بصورة زوجك
،
فلأكون انا .
اشمأزت ملامحها وهي تقول لها :
_ما اقرف هذا القول .
صحح لها مبتسما :
_بل هو نعم القول ،
لذلك انصحك ان تتخذيني مكان زوجك .
ردت عليه بجدية :
_لن يحل احد مكان دايمن ابدا.
رد بوقاحة :
_ولاحتى لاثام ؟
وقفت منزعجة .
_ما من احد ..... !
والان اعذرني ......
لكنها لم تبتعد فقد انفتح الباب محدثا ضجة ..
ووقف في الباب امراة شقراء جميلة في
الثلاثين من العمر ترتدي فستانا رقيقا يلتصق بجسدها مبرزا ثناياها .
هي امراة جذابة جدا رغم غضبها الظاهر في
هذه اللحظة .....
من هي ياترى ؟
فلم يحدث ان شاهدتها إيف من قبل .
- تيوان .....
ارفض ان اشتغل في ذات المكتب مع ذلك الابله الن!
وتقدمت منهما ... فتنهد تيوان قبل أن يقف :
_آلن ليس بالابله كما تعرفين ،
لذا اتمنى عليكما ان تسويا خلافاتكما بعيدا عن العمل !
تأففت الفتاة :
_ليس بيننا خلافات ...... فليترك العمل اذا
…
احنى رأسه بضيق قائلًا :
_ولماذا لا تتركينه انت ؟
تقدمت المراة منه لتلمس خده بأصابعها :
_اووه تيوان .. انت لاتعني هذا ،
فماذا سيحدث بدوني ....؟
ذم شفتيه وهو يقول لها :
_سيحدث بدونك تناسق وانسجام بين موظفي المقربين .
ثم اوقفها عن الاسترسال قائلًا :
- لا اظنك التقيت إيف ماسيو ..
ثم قدمهما لبعضها البعض :
- إيف هذه مساعدتي الشخصية الاخرى آلن دان ..
آلن هذه مديرة تحرير المجلة إيف ماثيو .
نظرت اليها المراة الاخرى متفحصة .
وقالت بوقاحة :
_لستِ كما توقعتك .
وهذه امراة متعجرفة سخيفة اخرى ،
لابد ان كل مساعديه هكذا ..
ومع ذلك ابتسمت .
فصراحة المراة اعجبتها ، لترد عليها بالمثل :
_اقول الشيء ذاته عنك .
ضحكت قائلة :
_كنت تتوقعين رجلا هه ؟
أومت إيف برأسها قائلة :
_اجل .
قال تيوان ساخرا:
_وكذلك انا فقد وقعت كل المرسلات التي
تلقاها مكتبي تحت اسمك ، بونتر .....
وكانت مفاجاة حين ظهرت لي امرأة .
فمازحته آلن :
_اعترف انها كانت اكثر من مفاجأة .
ضحك :
_حسنا .... كنت اكثر من دهش ، كنت
مذهولا .
قالت آلن وكانها تؤكد امرا خطيرا لإيف :
_انه لا يحب ان تعمل عنده النساء .
ردت ايف ساخرة :
_حقا ....؟ هذا ما يدهشني !
همست لورين :
_اظنه يعتبرهن وسيلة لهو .
انضمت إيف الى المزاح :
_كيف حظيت بهذه الوظيفة اذن .
كانت تعلم ان تيوان على الطرف الاخر هو من سيجيبها ..
وهذا ما تشك في انه يحدث دائما !
_كانت مؤهلاتها جيدة فلم استطيع تجاوزها وهي اي مؤهلاتها ..
وبدأ في عد مقاسات جسدها ..
ثمانية وثلاثون ....
اربعة وعشرون ....... وباربعة وثلاثين
........ هل انا ذكرت المقاييس صحيحة ؟ وضحك على منظر لورين الغاضب التي هزت راسها :
_انت الخبير ....وماذا ستفعل الان بصدد شروط العمل ؟
وتلاشى المرح منه :
_تعرفين القواعد لورين ، عليك العمل مع الشباب كالعادة تضايقت لورين قائلة :
_لكنك تعرف التوتر القائم بيني وبين الن .
اجابها :
_واعرف لماذا .......
لقد حذرتك من هذا التورط منذ البداية .
تساءلت إيف بينهما وبين نفسها ،
كيف
يسن قوانين لايطبقها هو على نفسه ؟
فاذا كان لايوافق على ان تكون هناك علاقات بين موظفيه ،
فلماذا يريد ان يقيم علاقة معها ؟ اهي استثناء ؟ ام يريد تلك العلاقة لانه يعرف
منذ البداية انها لن تعمل الا مدة قصيرة عنده ؟
واتتها فكرة فنطقت :
_ربما الانسة بونتر ...
قاطعها تيوان :
_ إيف ارجوك .
أكملت ايف بإصرار :
- ربما تحبين ان تعملي في مكتب شيلي كول ،
مساعدة ادارة التحرير ؟ فلا احسبها تمانع .
قاطعهما تيوان :
_لكنني امانع ..... لقد صنعت فراشها بنفسها
,وعليها الان ترضى بالنوم عليه .
صاحت لورين :
_لكن ليس مع آلن .
قال بحزم :
_اذكر انك لم تقولي هذا في الاسبوع الفائت .
رددت بغضب :
- انت قذر لاعاطفة لديك !
__________________________
____________________
_انسيت شيئا ؟
اقترب من مكتبها عدة خطوات :
_اجل لقد نسيت انتِ ان تقولي لي شيئا .
ووقف امامها ، لتسأله بدهشة .
_وما هو ؟
تعمد تامل وجهه قطعة قطعة ،
وجزءا جزءا ,،
كان يجب ان تعلم انها لن تتخلص منه خمسة ايام بهذه السهولة .
فسالته مجددا :
_نعم ....؟ ما الامر ؟
ردد :
_هذا .
وقبل ان تدري شيئا كانت بين ذراعيه ..
خلفها طاولتها وامامها جسده االقاسي ،
لكن هذا كان الشبه الوحيد لما تم بينهما ليلة امس وتمتم :
_ضعي ذراعيك حولي ...
فساغيب عنك اسبوعا تقريبا ،
لذا لن يضرك عناق بسيط .
رددت بخفوت ، وقلبها يقرع في صدرها من قربه :
_لا اريد عناقك .
ابتسم بخُبث وهو يقول :
_اعرف هذا لكنني اكره ان اغير رايي بالنسبة للسفر ...... والان عانقيني .
تعرفت إيف الى ارادة اقوى من ارادتها
....... فتنهدت مستسلمة ثم لم تلبث ان عقدت ذراعها حول عنقه ، حتى همس لها بتأثر :
-عانقيني جيدا إيف ...... واجعليني استمتع بهذا العناق !
علمت من عدم تحركه انه لن يسهل عليها الوضع تبًا له !
هو يريد عناقا ، فليكن له هذا العناق !
رفعت جسدها على اطراف اصابعها وضغطت نفسها اليه تعانقه بقوة ،
وتشد يديها على راسه ،
لعبت الاولى بشعره بينما الاخرى تمر بكتفيه فظهره ..
وحين بدا يتجاوب بشغف لم يستطع كبحه او اخفاءه انسحبت ثم راحت نظرتها
الباردة تتامل تصاعد احمرار وجنتيه .. واشتداد اسوداد عينيه .
فسالته ببرود شديد :
_هل اعجبك هذا ؟ ….
وابتعدت عنه بعد سقوط ذراعيه الى جانبه
.... فاشتدت عضلات وجهه ، وضاقت عيناه وراح يتنفس بغضب .
ثم قال شاهقا :
_لم يعجبك فيه الا مدى اثارتي ؟
توجهت الى طاولتها لتجلس وهي تقول له :
_انت لم تطلب مني ان استمتع بشيء !
...... وهذا لأنك لست ممن تهمه مشاعر المرأة !
كانت تحاول عمدا ان تهينه ،
فقد كرهت القوة الجسدية التي اجبرها بها على تنفيذ ما يريده واكملت :
_انت لاتهتم الا بنفسك .
قال بثقة :
_لكنني لم اتلق يوما شكوى !
هزت رأسها بإهمال قائلة :
- أنا واثقة من هذا .....
لكن اعلم ان هناك في علاقة الحب اكثر مما تظن وتطمح ،
أنا متاكدة من ان النساء تركناك راضيات سيد تيوان ،
قد تجرح كرامتك ويتاذى شعورك واعجابك بنفسك ، إن خرجت امراة من
حياتك قبل ان تسعدها ..
لكن هذا الذي تقوم به اخذ دون عطاء .
رد عليها باهتياج شديد :
_اكان زوجك ممن ياخذ دون ان يعطي ؟
نظرت اليه في دهشة :
_من دايمن ؟ لا ...... لم يكن من النوع الذي ياخذ .
فقال لها بغيظ :
_لماذا فشل زواجك اذن ؟
نفت الأمر بغضب :
_لم يفشل !
رفع حاجبه مرددًا :
- إذن هل الزواج برأيك عبارة عن ترك العلاقات الاخرى جانبا ؟
كان قد بلغ منه التوتر اوجه حتى ابيض ما حول فمه اما هي فكرهته اكثر فاكثر:
_لكنني لم اقم اية علاقة .
كانت تعلم انه لا يقصدها بقوله ،
لكنها غاضبة الى حد لن يجعلها تتقبل الحقيقة التي في حديثه .
لكنه لم يكن يحس بهذا التردد ، لذلك صدمها بالحقيقة التي تحاول اخفاءها :
_انتِ لا ..
اما زوجك فنعم فقد كان له علاقات كثيرة خارج الزواج .......
اعتقد انك كذلك لست من النوع المعطاء .
احست بان الحرارة تغادر جسدها وهي ترد :
_ربما انا كذلك !
ردد بغضب :
_ إيف .....
قالت بأسف :
_اعتذر على فظاظتي لم يكن من حقي ان اقول لك هذا الكلام .
و بحنقٍ شديد حدثها به :
_بل هو من حقك اذا احسست بما تقولين...
وها قد عدت باردة نحوي مجددا !
بالامس احسست انني اكاد اصل اليكِ ،
وهذا الصباح كذلك ،
لكن الان عادت إيف الباردة المتحفظة .....
هل السبب انني ذكرت زوجك وعلاقته ؟
نفت الأمر بحزن :
_ ابدا ..... لا اظن ان علاقات زوجي مع النساء الاخريات كانت سرا.
ضاقت عيناه :
_ورغم ذلك مازالت ذكرى تلك العلاقات
تؤلمك ؟
بحزن قالت :
_اظننت انها لا تؤلمني ؟
اجابها بأسف :
_ليتها لا تؤلمك !
لان المك يدل على بقائك على حبه .
اطرقت براسها :
_قلت لك انني احبه .
صرخ بها بيأس :
_لكنه ميت إيف ! اما انا فحي انا .......
قاطعته :
_انت تريدني ،
اعرف هذا لكن الرغبة والحب غير متشابهين ،
انا لن ازج نفسي في ورطة باقامة علاقة انانية مع اي كان ،
حتى وان كنت
لا احب زوجي الراحل ،
لن تكون بيني وبينك علاقة من هذا النوع ابدا .
رد عليها بشراسة :
_سنرى ......
امامي ثلاثة اشهر ساحاول فيها تحطيمك يا إيف .... وسترين .
لن يستطيع تحطيمها ....... وهي تعرف هذا
....لكن الاشهر الثلاثة القادمة ستكون دهرا .
____________
مرت العطلة وانتهت الخمسة أيام و حضرت إيف نفسها لمواجهة اخرى مع تيوان صباح الاثنين ..
لكن من دخل المكتب قبل التاسعة بخمس دقائق لم يكن هو ،
بل رجل لا تعرفه فيه شيء مالوف غريب .
انتقلت نظرتها بسرعة الى صورة دايمن الموضوعة
..
على طاولتها فاذا الشعر الاشقر والعينان الزرقاوان الضاحكتان والذقن الصارم والجسد النحيل كل ذلك كان وواحدً !
إن هذا الواقف امامها صورة عن دايمن زجها الراحل !
قطب الرجل جبينه بحيرة وهو يرى شحوبها الزائد ، ليقول لها :
_هل ازعجتك ؟
خلتك سمحت لي بالدخول حين طرقت الباب .
كان اول ما لاحظت فيه اختلاف صوته عن
صوت دايمن ،
فلهجته انجليزية صرفة ...
كما ان طبيعته توترا ليس موجودا عند دايمن ،
والخطوط التي يخلفها الضحك غير وفيرة على وجهه
كذلك ..
لكن التشابه الجسدي لايمكن انكاره لذا لم تستطع التوقف عن التحديق فيه .
_ سيدة ماسيو ؟ سيدة ماسيو.....
صحح تيوان كارتر خطاها وهو يدخل المكتب
متجاوزا الرجل ،
واثقا من نفسه ثقة تصل الى حد العجرفة .
_مابك إيف ......؟ هل رايت شبحا ؟
جعلتها قسوة صوته تشهق ولم تلبث ان ترقرقت الدموع في عينيها،
وراحت حنجرتها تتحرك بتشنج فاستدار تيوان الى الرجل قائلا :.
_عد فيما بعد ..
اعترض الرجل :
_لكن ........
بحزم ردد تيوان :
_فيما بعد .......
ودار حول الطاولة نحو إيف التي لم تلاحظ ابتعاد المدعو لاثام ،
لكنها علمت من صرير الباب انه خرج .
عندها لم تعد قادرة على كبح نحيبها فاجهشت بالبكاء دافعة وجهها بين يديها اللتين انسلت من بينهما الدموع .
_ إيف .....
لكنها انتفضت حين لمست يدا تيوان كتفيها
,ونظرت اليه :
_كنت تعلم ! انت تعلم ان هذا الرجل يشبه دايمن !
وكانه طيفه في المراة .
ابتعد عنها يضع يديه في جيبي سرواله قائلا :
_انه احد مساعدي واسمه لاثام كينغروود ..
لكنني لم اكن اعلم ان رؤيته ستؤثر فيك هكذا !
غصت بدموعها مدهوشة !
_بل اظنك كنت تعلم علم ايقين تاثيره في ،
لكنك اردت بقسوة ان تتمتع بردة فعلي !
هز رأسه نفيًا :
_في البدء لم يكن لدي فكرة فلاثام يعمل معي منذ عشر سنوات يا إيف ،
لكن حين شاهدت صورة زوجك على طاولتك في الاسبوع الماضي لاحظت الشبه الغريب بينهما
.......
جففت دموعها بسبابتها قائلة :
_كانت صورته تُنشر دائما لانه بطل السباق
........
اجابها بصدق :
_لكنني كنت مشغولا بالنظر الى الجميلة إيف ماسيو التي تقف بجانبه عن النظر اليه
….
اندهشت مرددة :
_اكنت تعرفني قبلا ؟
هز راسه :
_نعم كنت اعرفك واريدك ،
لكنك كنت متزوجة ، كنت إيف ماسيو الشهيرة ، التي لاتقيم علاقات مع الرجال .
هذا ما ابلغتني اياه الشائعات ، إيف فيما يتعلق بلاثام .....
قاطعته بحرارة :
_ما فعلته لايغتفر حذرني على الاقل .
قال لها بضيق :
_لو افترقنا الاسبوع الماضي كصديقين لحذرتك ،
لكن الامر في الحقيقة سها عن بالي عزيزتي
......
اوقفته بسبابتها :
_ارجوك لا تقل هذه الكلمة !
اشتعل الغضب في عيينه الفحمتين :
_ساناديك كما اشاء !
صاحت به :
_ارجوك ..لن اسمح لك بذلك لانني اظنك
.......
قاطعها بخشونة :
_كلانا يعرف رايك بي ،
لذا لاتجعلي هاتين الشفتين الجميلتين تكررانه ..
كنت ساسالك عما اذا اشتقت الي في الايام الأخيرة ،
لكنني اعرف الرد الان .
جلس تيوان على حافة طاولتها مردفا :
_الست مهتمة بمعرفة المكان الذي كنت فيه ؟
اجابته وهي تضم كفيها بتوتر :
_ليس بوجه خاص .
تنهد بعمق وهو يقول :
_ساخبرك على كل حال ....
لقد سافرت الى انجلترا حتى ارى والدي .
سألته بقلق :
_و ... .. والدتك ......
اجابها :
_بخير ...... شكرًا ..
انا لم ازر موطني منذ اشهر وامي كثيرة القلق علي فانا ابنها الوحيد ،
مع ان قلقها على ابن 37 سخيف الا انني احب ان ارضيها .
هي تفهم ذلك ......
فمهما يكن هذا الرجل فهو دون شك ،
ابن صالح ربته امه تربية ايطالية تشبه التربية الشرقية التي قوامها وحدة العائلة والواجبات والعاطفة .
ازاحت عينيها المعجبتان به وهي تسأله :
_ما رايك بالمكتب .
نظر الى الجدران المطلية بالاخضر الشاحب ،
وبالعاجي الفاتح ثم الى السجادة التي تغيرت من الكحلي الى الاخضر .
ثم هز راسه :
_عظيم .
ضيقت عينيها قائلة :
_اهذا كل مالديك ؟
بقي العمال حتى العاشرة ليلا لينهوا العمل وكل ما تقوله (عظيم )
قال لها بابتسامة :
_ ليس هناك ما يقال اكثر من هذا بشان هذه الجدران الخضراء والعاجية .
رددت بضيق :
_لكنك اسهبت في وصف كرهك للازرق والابيض !
رفع كتفيه :
_لاني لا احبهما .
سألته باهتمام :
_وهل هذا يعني انك تحب الالوان الجديدة ؟
ابتسم لها :
_اوه .. فهمت اجل تعجبني كثيرا إيف لقد قمت بعمل جيد .
قالت بحدة :
_لم اكن اطلب الاطراء ،
من السيد الذي اعتاد على اطراء النساء اللواتي مررن بحياته .
تأفف بنزق :
- ما ازعج لسانك الشرير احيانا ياعزيزتي .
انحنى الى الامام حتى اصبح وجهه على قيد انملة من وجهها ثم همس لها :
_احذري قد اعضه لك يوما او ليلة .
صبغ تلمحيه الحميم وجهها احمرارا ، لتغيير دفة الحوار :
_لقد حضرت لك طاولة هناك سيد كارتر
....... ارجوك استخدمها .
ردد وهو ينظر نحو الطاولة :
_اوه ....... سأفعل .
لكنه لم يتحرك فصاحت ساخطة :
_افعل هذا الان اذن !
لم يتحرك وهو يقول لها :
_بعد لحظات .... تذكري ان لاثام ليس دايمن
.. فان كنت ستتصورين احدا بصورة زوجك
،
فلأكون انا .
اشمأزت ملامحها وهي تقول لها :
_ما اقرف هذا القول .
صحح لها مبتسما :
_بل هو نعم القول ،
لذلك انصحك ان تتخذيني مكان زوجك .
ردت عليه بجدية :
_لن يحل احد مكان دايمن ابدا.
رد بوقاحة :
_ولاحتى لاثام ؟
وقفت منزعجة .
_ما من احد ..... !
والان اعذرني ......
لكنها لم تبتعد فقد انفتح الباب محدثا ضجة ..
ووقف في الباب امراة شقراء جميلة في
الثلاثين من العمر ترتدي فستانا رقيقا يلتصق بجسدها مبرزا ثناياها .
هي امراة جذابة جدا رغم غضبها الظاهر في
هذه اللحظة .....
من هي ياترى ؟
فلم يحدث ان شاهدتها إيف من قبل .
- تيوان .....
ارفض ان اشتغل في ذات المكتب مع ذلك الابله الن!
وتقدمت منهما ... فتنهد تيوان قبل أن يقف :
_آلن ليس بالابله كما تعرفين ،
لذا اتمنى عليكما ان تسويا خلافاتكما بعيدا عن العمل !
تأففت الفتاة :
_ليس بيننا خلافات ...... فليترك العمل اذا
…
احنى رأسه بضيق قائلًا :
_ولماذا لا تتركينه انت ؟
تقدمت المراة منه لتلمس خده بأصابعها :
_اووه تيوان .. انت لاتعني هذا ،
فماذا سيحدث بدوني ....؟
ذم شفتيه وهو يقول لها :
_سيحدث بدونك تناسق وانسجام بين موظفي المقربين .
ثم اوقفها عن الاسترسال قائلًا :
- لا اظنك التقيت إيف ماسيو ..
ثم قدمهما لبعضها البعض :
- إيف هذه مساعدتي الشخصية الاخرى آلن دان ..
آلن هذه مديرة تحرير المجلة إيف ماثيو .
نظرت اليها المراة الاخرى متفحصة .
وقالت بوقاحة :
_لستِ كما توقعتك .
وهذه امراة متعجرفة سخيفة اخرى ،
لابد ان كل مساعديه هكذا ..
ومع ذلك ابتسمت .
فصراحة المراة اعجبتها ، لترد عليها بالمثل :
_اقول الشيء ذاته عنك .
ضحكت قائلة :
_كنت تتوقعين رجلا هه ؟
أومت إيف برأسها قائلة :
_اجل .
قال تيوان ساخرا:
_وكذلك انا فقد وقعت كل المرسلات التي
تلقاها مكتبي تحت اسمك ، بونتر .....
وكانت مفاجاة حين ظهرت لي امرأة .
فمازحته آلن :
_اعترف انها كانت اكثر من مفاجأة .
ضحك :
_حسنا .... كنت اكثر من دهش ، كنت
مذهولا .
قالت آلن وكانها تؤكد امرا خطيرا لإيف :
_انه لا يحب ان تعمل عنده النساء .
ردت ايف ساخرة :
_حقا ....؟ هذا ما يدهشني !
همست لورين :
_اظنه يعتبرهن وسيلة لهو .
انضمت إيف الى المزاح :
_كيف حظيت بهذه الوظيفة اذن .
كانت تعلم ان تيوان على الطرف الاخر هو من سيجيبها ..
وهذا ما تشك في انه يحدث دائما !
_كانت مؤهلاتها جيدة فلم استطيع تجاوزها وهي اي مؤهلاتها ..
وبدأ في عد مقاسات جسدها ..
ثمانية وثلاثون ....
اربعة وعشرون ....... وباربعة وثلاثين
........ هل انا ذكرت المقاييس صحيحة ؟ وضحك على منظر لورين الغاضب التي هزت راسها :
_انت الخبير ....وماذا ستفعل الان بصدد شروط العمل ؟
وتلاشى المرح منه :
_تعرفين القواعد لورين ، عليك العمل مع الشباب كالعادة تضايقت لورين قائلة :
_لكنك تعرف التوتر القائم بيني وبين الن .
اجابها :
_واعرف لماذا .......
لقد حذرتك من هذا التورط منذ البداية .
تساءلت إيف بينهما وبين نفسها ،
كيف
يسن قوانين لايطبقها هو على نفسه ؟
فاذا كان لايوافق على ان تكون هناك علاقات بين موظفيه ،
فلماذا يريد ان يقيم علاقة معها ؟ اهي استثناء ؟ ام يريد تلك العلاقة لانه يعرف
منذ البداية انها لن تعمل الا مدة قصيرة عنده ؟
واتتها فكرة فنطقت :
_ربما الانسة بونتر ...
قاطعها تيوان :
_ إيف ارجوك .
أكملت ايف بإصرار :
- ربما تحبين ان تعملي في مكتب شيلي كول ،
مساعدة ادارة التحرير ؟ فلا احسبها تمانع .
قاطعهما تيوان :
_لكنني امانع ..... لقد صنعت فراشها بنفسها
,وعليها الان ترضى بالنوم عليه .
صاحت لورين :
_لكن ليس مع آلن .
قال بحزم :
_اذكر انك لم تقولي هذا في الاسبوع الفائت .
رددت بغضب :
- انت قذر لاعاطفة لديك !
__________________________