الفصل الخامس

#الاسطى_هانم
#الفصل_الخامس

((خطر لابد منه))

خرجت من القسم في حالة زهول مما سمعت والي الان لم تستوعب حرف مما قيل لا لن تكون تلك هي الحقيقة ابدا ابيها لم يذكر مثل ذالك الحديث امامها او حتي علي الاقل يلمح به هو يكذب نعم هذا هو التفسير الوحيد يكذب لانقاذها من تلك الورطة وبالتأكيد له اهداف من وراء انقاذها وهي لن تسمح باستغلالها ابدا عند توصلها لهذا التفكير التفتت له لتقول بغضب كبير ورفض تام لحديثه:

_انت كداب قول وخلصني انت عايز مني ايه؟!

لم يعلق او يتفوه بحرف فقط اخرج بطاقته من المحفظة الخاصة به ليريها اياها التقتتها منه لتنظر له باستهزاء وعقل مازال يرفض الواقع لتقول بعيون تمتلئ بالدموع دون ارادتها:

_يا سلام عايزني اصدقك كدة تحب اضربلك واحدة دلوقتي تخليني قريبة انجلينا جولي

كتم مازن ضحكاته علي حديثها والذي رغم تألمه الواضح لا يخلو من نبرة المرح نظر له تميم بضيق ليزفر بغضب وهو يخرج تلك الصورة من جيبه ليقول:

_والله انا مش بكدب لو مش هتصدقي البطاقة اللي في ايدك يبقي هتصدقي الصورة دي ولو عاندتي ومصدقتيهاش نقدر نروح حالا لولدتك ونسألها

نظرت للصورة التي تجمع ابوها مع شخص اخر يشبهه الي حد ما وهي عقلها مشوش للغاية لتنظر له كالطفل الصغير التائه:

_طب ليه بابا مقاليش حاجة ليه يخبي عليا انا بيكون نفسي يبقي عندي قرايب زي صحابي ناس وعزوة اتسند عليهم ليه مقاليش

اشفق عليها تميم كثيرا بسبب حالتها وشعر للحظة انه يود سحبها الي احضانه ويربت علي شعرها ذالك الذي يخطف لبه حتي يهدأ من روعها ولا يجعل عيناها البنية الجذابة تذرف تلك الآلآلئ التي تهدد بها نفض عن رأسه تلك الافكار ليمسك يدها وهو يأخذها خلفه حيث بيتها ليقول:

_دلوقتي والدتك هتحكيلك كل حاجة..يلا

اخذها معه وهي حتي لم تعلق بل تذهب معه باستسلام حتي وصلوا لمنزلها نظرت هي للمنزل قليلا ومن ثم صعدوا جميعا للاعلي كادت هانم تدق الباب حتي انفتح لتظهر والدتها امامها علي وشك الخروج ولكن فتحية ما ان رأت ابنتها امامها حتي احتضنتها بشدة وهي تقول ببعض الراحة:

_كدة يا هانم تقلقيني عليكي ده انا كان هيجرالي حاجة لما قالولي انك اتخانقتي وروحتي القسم وكنت لسة هاجيلك دلوقتـ...

قطعت حديثها ما ان رأت رجلان خلف ابنتها ينظران اليهم لتخرج ابنتها من احضانها وهي تقول بتساؤل:

_مين دول يا هانم انتي تعرفيهم

ازاحت قليلا عن الباب لتسمح لهم بالدخول لتقول باستنتاج وخوف وهي تري اثار جروح علي وجههم:

_يا بيه والله دي هبلة متقصدش وحياة حبيبك النبي تسامحها يا بيه

اقترب منها تميم وهو يحاول تهدأت خوفها علي ابنتها ليقول بلطف:

_اهدي يا مرات عمي انا مش هعمل حاجة

نظرت فتحية بتساؤل تجاه هانم ما ان نعتها بهذا اللقب لتهز هانم رأسها وهي تقول:

_انا عرفت كل حاجة يا ماما بس محتاجة اعرف منك ايه اللي حصل بالظبط وليه محدش جابلي سيرة ان بابا ليه اهل

جلست والدتها علي المقعد جانبها باستسلام لتبدأ بقص كل شئ لها ومحاولة تميم التدخل في الحديث كي يحسن صورة جده قليلا امامهم وما ان انتهت فتحية من حديثها حتي وقفت هانم امامهم تعقد ذراعيها امامها وهي تقول ببرود:

_تمام يا استاذ مش قولتلنا واحنا عرفنا كتر خيرك اتفضل بقي عشان مايصحش تفضل اكتر من كدة واحنا اتنين ولايا ومش معانا راجل

نهرتها والدتها سريعا بقوة:

_عيب كدة يا هانم مايصحش ده ابن عمك

نظرت لها هانم وعيناها ممتلئة بالدموع لتقول بقهر:

_مايصحش وهو كان يصح لما طرد بابا من بيته وخلاه يعيش حزين انا كنت بشوف دايما نظرة الحزن في عنيه دلوقتي عرفت سببها وانا لا يمكن اصفي للناس اللي قهرت ابويا حتي لو كانوا للاسف اهلي

اقترب منها تميم وهو يقول في محاولة لاستمالتها:

_انسة هانم ياريت تفهميني وتقدري الموقف جدي دلوقتي حزين جدا وتعبان وهو مش لاقيكوا ياريت تسامحي وتقدري انه عايز يعوضك

صرخت به وهي تقول بغضب:

_يعوضني!!يعوضني عن ايه بالظبط عن قهرة ابويا وانه مات لوحده من غير مايبقي حد جنبه من اهله ولا علي عيشتي طول عمري من غير اهل اشمعنا انت تكون جنبه مانا حفيدته زي ما انت حفيده روح وقولوا اننا مش محتاجينه

اجلستها والدتها لتجلس جانبها وهي تمسك يدها تمسح عليها بحنان لتقول وهي تزيل دموعها برفق:

_بس انتي هتسامحيه عشان خاطر بابا

كادت هانم تتحدث لتقاطعها والدتها وهي تقول:

_ابوكي مش هيبقي مستريح وانتي مزعلة جدك كدة ومش جنبه وهو عيان تعرفي ان محمد كان طيب اوي حتي مهما حصل بينه وبين ابوه بس كان دايما يتكلم عنه بالخير ويحترمه..هتزعلي بابا يا هانم؟!..

قالت جملتها الاخيرة بتساؤل حاني لتهز هانم رأسها برفض مما جعل تميم يزفر براحة وهو ينظر لمازن بفرحة ليقول:

_تمام يا جماعة دلوقتي تجهزوا نفسكوا عشان نروح كلنا علي القصر
******************************
دلفت سالي للقصر بتأفف وخلفها والدتها لتجلس علي المقعد بضجر وهي تهز ساقيها بعصبية لتجلس والدتها بالمقعد المجاور لها وهي تنظر لحالتها بسخط لتقول:

_ممكن اعرف مالك من الصبح متعصبة كدة ليه

نظرت لوالدتها بغضب شديد وهي تقول:

_يا مامي فات اكتر من اسبوع لحد دلوقتي ومش عارفة اتكلم مع تميم كلمتين علي بعض وانتي كل شوية تطمنيني من غير نتيجة فين بقي الخطة اللي قولتي عليها عشان تميم يبقي ليا

هزت والدتها رأسها بيأس وهي تقول:

_مانتي لو كنتي صبرتي شوية بس تمام النهاردة هيخلص كل حاجة وعلي ضمانتي المهم هي فين لارا دي هي مش كانت بتعمل معاكي شوبينج

لوحت بيدها بلامبالاة وهي تقول:

_بتركن العربية وجاية..

تنهدت سوزي بازدراء ومن ثم قالت:

_انا مش عارفة مصاحبة البنت اللوكل دي ليه ومخلياها معاكي في كل حتة

نظرت سالي حولها بخوف لتقول بخفوت:

_بس يا مامي احسن تسمعنا وبعدين انا بقرب منها بس عشان اضمن تميم اكتر ما هو تميم ملوش صحاب غير مازن ولما تبقي لارا اللي مازن بيحبها شبهي في كل حاجة مازن مش هيقدر يفتح بوقه مع تميم ولا يقارن بيني وبين خطيبته ومع الوقت هيتعودوا علي نمط حياتنا واصلا لارا دي غبية وبتسمع الكلام في كل حاجة

ابتسمت والدتها بأعجاب لتقول:

_برافو عليكي يا حبيبتي لازم عشان خطتنا تنجح اكتر تمسكيه من كل الجوانب

_خطة ايه دي يا سوزان وتمسكي مين

نظرت سوزي لفايز الذي اتي للتو برعب وهي تقول بعدما ابتلعت لعابها:

_ابدا يا عمي ده حاجة تبع الشغل ماتشغلش بالك انت

دخلت لارا بذالك الوقت وهي تقترب منهم لتقول بلطف:

_ازيك يا جدي عامل ايه؟!..

نظر الجد لملابسها التي تشبه ملابس سالي الي حد كبير بعدم رضا ليقول:

_الحمدلله يا بنتي انتي ايه اخبا....

قطع كلماته وهو ينظر خلفها لتميم ومازن الذين دخلوا للتو ليقترب منهم الجد بسرعة وخوف من ملامحهم البادي عليها اثار الضرب:

_مالك يا تميم..في ايه يا مازن ايه اللي حصل

هدأه تميم وهو يقول بأبتسامة مشرقة:

_متقلقش يا جدي انا جايبلك معايا مفاجأة هتحبها اوي

نظر له الجد وترتسم بعينيه نظرة غير مصدقة لما توصل اليه عقله ليهز تميم رأسه بالايجاب علي سؤال جده الغير منطوق وهو ينظر تجاه الباب حيث دلفت هانم ووالدتها نظر لهم الجد بحنين وعيناه مليئة بالدموع وهو يقترب منهم ليقول:

_فتحية عاملة ايه يا بنتي

ارتبكت فتحية كثيرا وهي ترد بتردد:

_الحمدلله يا باشا مستورة

نظرت لهم سالي ولارا بدهشة بينما نظرت لهم سوزي بغضب وغل شديد عندما اكتشفت هويتهم اغمض فايز عينيه بألم مما فعل ليقول بحنو:

_لا يا فتحية انا زي والدك قوليلي يا بابا عشان خاطري متوجعنيش اكتر من كدة

اومأت له هي بهدوء بينما هو نظر بجانبها لتلك الفتاة الجميلة التي تحمل القليل من ملامح ابنه وملامح زوجته وترتدي تلك الملابس الرجولية ليقول بأبتسامة واسعة ونبرة تحمل من الفرحة الكثير ليقول:

_دي حفيدتي يا فتحية؟!..

اومأت له وهي تقول بلطف:

_ايوة دي هانم..هانم الصغيرة يا باشـ قصدي يا بابا

هنا وسقطت دموعه بغزارة عندما علم ان ابنه قد اعطي لابنته اسم والدته تيمنا بها زوجته التي كان يعشقها بشدة ليقترب منها ودون اي حديث سحبها لاحضانه بقوة يستنشق بها رائحه ابنه ليبعدها قليلا وهو يقول بعاطفة جعلت هانم غير قادرة علي لومه فقط ترتمي باحضانه:

_سامحيني يا بنتي انا هعوضك عن كل حاجة انتي مش عارفة لما جيتي عملتي فيا ايه انتي ردتيلي الروح تاني ومش هتبعدي عني بعد كدة ابدا يا غالية يا بنت الغالي

شاكسه تميم بمرح وهو يقول:

_طبعا يا جدي وانا راحت عليا بقي

ضربه جده علي ذراعه بخفة جعلت هانم تضحك بخفوت وهو يقول:

_طبعا راحت عليك سيبني بقي استقبل كتكوتة عيلتنا استقبال يليق بيها دي حفيدة فايز البدري

اقترب منها ليقول بمرح:

_وخلي بالك انتي اول بنت تتولد في العيلة دي من مدة طويلة اوي يعني انتي حدث تاريخي في العيلة الناشفة دي

ضحكت بقوة ما جعل قلب تميم ينبض بعنف لا يعرف سببه تلك الضحكة الجذابة التي جعلت الجد يبتسم دون ارادته بعدما دخلت قلبه تلك الصغيرة دون معاناة لتقول:

_تمام يا جدي احنا كدة هنتبسط مع بعض كتير صح

اومأ لها بسعادة من سماع ذالك اللقب منها ليقول:

_ماشي يا ستي انتي بس تؤمري وانا عليا انفذ تعالوا نقعد جوا انا رجلي وجعتني يا بنت محمد انا مش قدك

ابتسمت بخفة ليدخلوا جميعا للداخل بينما سوزي لم تتمالك غضبها وصعدت للاعلي بسرعة احتارت سالي بحالتها لتصعد خلفها وجدتها تحطم ما تطاله يدها بالغرفة لتقول سالي بخوف:

_مالك يا مامي في ايه؟!...

مرت امام سوزان شريط الماضي من جديد وكأنه يعاد مرة اخرى تلك المرأة التي بالاسفل اخذت منها بالماضي عشقها الوحيد محمد ابن عمها والان تأتي هي وابنتها لتأخذ منها كل شئ لا لن تسمح ان يحدث ذالك الشئ ستفعل ما بوسعها حتي تخرجها هي وابنتها من البيت:

_مش ممكن ده يحصل علي جثتي..

لتنظر لابنتها بعزم وهي تقول:

_خطتنا لازم تتنفذ يا سالي والنهاردة قبل بكرة ظهور البت دي وامها خطر اوي علينا لازم نتصرف بأي طريقة قبل ما فايز يعمل اللي انا خايفة منه
******************************

#الاسطى_هانم
#هند_محمود_صديق
#يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي