الفصل السادس
الفصل السادس ..
_________________
اجابه بإقرار :
_اجل اقدمت على ذلك بسرعة ونحن خارجان
للغداء معا .
ازدادت حيرته فما اظهرته من كراهية لاينسجم مع دعوة للغداء !
او مع السهر بصحبته !
لف ذراعه حول خصر إيف وشدها إليه يقول :
_وكيف لي ان اقاومها وهي تدعوني للخروج معها باقناع ؟
لم يعد باستطاعة دانيل كبح ذهوله وهو يردد :
_ إيف دعتك للغداء ؟
قبل ان تتمكن إيف من الدفاع عن نفسها اعلنت كاثرين جنكنز بدء العشاء .
فوجدت نفسها تجلس الى المائدة قرب تيوان كارتر ،
فكانت ابتسامة الانتصار كافية لجعلها تتجاهله طوال فترة العشاء ..
لكن هذه المحاولة مع هذا الرجل كضرب الراس بحائط .
بعد العشاء قالت له :
_احسبني سانصرف الان .
قال لها وهو يتحرك من مكانه :
_اظنها فكرة رائعة فلنعتذر .
امسكت ذراعه بغضب قائلة :
- لن تغادر معي !
رفع زاوية فمه وهو يحاول اخفاء ابتسامته :
_اليس غريبا ان تغادري دوني ؟
احنت رأسها جانبها وهي تقول له :
_آه ...... إن كان لدي عذر مقنع .
نزع يدها من اعلى ذراعيه قائلًا :
_حسنا سنغادر معا .
ثم اردف :
_هل لي ن اكلم دانيل قبل ان تذهب ؟
فرددت :
_ولم لا ..؟ فانت تفعل كل مايحلو لك !
ضحك بنعومة :
_انا سعيد لانك فهمت هذا .
ردت بقساوة :
_تقريبا كل ما يحلو لك !
ازدادت ضحكته :
_فلنر دانيل .
بدا دانيل مسرورا من نفسه حين انضما الى
مجموعته ولم تحتج ايف لمعرفة السبب ،
فهو يعتقد انها قررت القبول بتيوان كارتر في النهاية .
ارادت ان تخبر زوج اختها بانها تريد ترك كارتر امام باب منزل ال جنكنز ،
وبانها لن تقع في فخ مماثل مرة اخرى ،
لكنها الليلة اضطرت الى
التراجع عدة خطوات .. حتى تقوم بخطوة واحدة ثابتة الى الامام .
عندما اصبح اربعتهم على انفراد قال تيوان لدانيل :
_اذكرك بانك سترافقيني غدا للقيام بجولة على مكاتب المجلة في العاشرة صباحا .
كانت هذه اخبار جديدة لإيف ،
فقررت ان تستمع الى ماتبقى من حديث لئلا يباغتها بامر جديد غدا !
قطب دانيل حاجبيه :
_الم تقم إيف بهذا......؟
نظر نحوها تيوان بطرف عينيه قائلًا :
_لقد فاجاتني إيف اليوم بلقاء غير متوقع .
فهمت الان لماذا ذكر المجلة فهو يريد احراجها امام دانيل ..
وتابع متكاسلا :
_لم اهيء نفسي لهذا اللقاء لكنني عالجت الموقف بكفاءة .
كلام تيوان المتكاسل اثار ريبة دانيل ..
فاذا به يحسب الموقف تماما ويكاد يصل الى الحل الصحيح !
نظر دانيل نحوها قائلًا :
_حسنا ....
سنكون في المكتب في العاشرة إيف ..
ليست هذه الطريقة التي يجب أن يتعرف بها تيوان الى موظفيه ،
هذه ليست طريقة التي يستحقها ابدًا .
زوج اختها عادة لا يغضب الا اذا كان هناك دافع قوي وهو الان على ما يبدوا غاضب ..
بسبب طريقتها غير اللائقة في لقائها بدانيل الغير مناسب للتعارف مع موظفي المجلة .
فردت على دانيل بهدوء :
_سنكون جاهزين للقاء .
هز راسه بنفاذ صبر وكانه يؤنبها ب صمت فاشاحت عنه وجهها غاضبة .
فقال تيوان وكانه يتمتع بقلقها :
_اظنني حظيت بالتعارف الذي تظن إيف انني استحقه في المجلة .
ردت ببرود :
_سيشرفني ان اريك مكاتب المجلة في الغد تيوان
....فلا داعي الى ازعاج دانيل .
قال دانيل متجهما :
_ساكون هناك ..
فمن حق المالك الجديد ان يقدم بطريقة رسمية الى موظفيه .
قال تيوان بنعومة:
_ إيف تود الرحيل لذلك سنودعكم الان .
كانت تتلظى غضبا حين ودعا مارك وكاترين لذلك ما ان اصبحا خارجا حتى انتزعت ذراعها منه .
_تصرفك هذا كريه نتن ......
قاطعها بنفاذ صبر :
_اعلم .....اعلم .....
لكن ما قمت به هذا الصباح ليس ضمن قوانين اللعبة ..
انا احب ان ابعد العمل عن المرح ، وقد تجاوزت هذا الخط صباحا .
دفعته بغيظ :
_كنت انت البادي فقد تجاوزت حقك حين جعلتني جزء من الصفقة !
نظر لعينيها قائلًا :
_اجريت المفاوضات لشراء المجلة منذ اشهر .
رددت بغضب :
- وقررت قبل اسبوعين ان تضمني الى المفاوضات
!
رد حانقا : _ان لدانيل فَمًا كبيرًا …
كادت ان تحترق قائلة :
انه مثل اخي !
رفع كتفيه بإهمال :
_لكنه رجل اعمال ايضا !
التوى فمها بسخرية :
_قد تفصل انت بين حياتك الشخصية والعمل اما انا واختي ودانيل ولله الحمد فلا نقدر .
تنهد مستسلما :
_حذرتك من انتقامي على ما فعلته بي هذا الصباح وقد تساوينا الان .
دفعته ثانية بغضب أكبر وهي تقول :
_لا ......
لم نتساوى ولا أريد ان نتساوى ،
كما لاريد ان يكون بيني وبينك شيء ..
فما قمت به في الصباح جزاء عادل لك فانت تجبرني على العمل عندك ،
مقتحما علي حياتي مع انني لم افعل شيئا استحق عليه معاملتك .
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول بخفوت :
_السبب جمالك اللعين .
اتسعت عيناها :
_وهل اتلقى العقاب على جمالي ؟
هز رأسه نفيًا :
_ليس العمل بعقاب ..
بل قد تجدينه مكافاة اذا ما تركت الامور تسير كما يجب .
تنفست بغضب :
_اعتقد ان ماتقوله تحرش شائن ، ومن حقي ان
.....
قاطعها بدهشة :
_تحرش شائن ؟ انا لم اتحرش يوما بامرأة !
رددت بغضب :
_وماذا تسمي ما تفعله الآن ؟
التقت عينهما في معركة ارادة ، فقال بحزم :
- لا اريد ان اناقشك في هذا المكان العام البارد
إيف ،
فلنؤجل الحديث حتى نصبح في
السيارة اين سيارتك ؟
ردت بحدة :
_سيارتي ؟ لكنك ....
اوقفها بحنق :
_قلت لك انني جئت برفقة دانيل و ويتسون .
تاهت عينيها بحيرة :
_لكن ......
صاح بنفاذ صبر :
_ارشديني الى سيارتك يا إيف ،
قبل ان نتجمد
من البرد !
اشارت له بقلة حيلة :
_تلك السيارة البيضاء الرياضية هناك انما
.......
تناول مفاتيح السيارة من يدها ثم اتجه الى
الباب ليفتحه ..
فوفقت إيف ساخطة تنظر اليه وهو يدير المحرك ، ليصرخ بها قائلًا :
_ما بك ...اصعدي !
وضعت يدها على باب السائق وهي تقول :
_انت جالس مكاني .
اسند ظهره الى المقعد قائلًا :
_انا لا اسمح لامراة بقيادة سيارة اكون انا فيها وذلك منذ ان اخبرتني امي بانها تفكر فيما ستطهوه اثناء القيادة .
ضيقت عينيها قائلة ى
_حسنا .......انا لاافكر في الطهو .....
ابتسم لها وهو يقول :
_ربما لكنك على الارجح تفكرين في الرد على الرسائل القراء اثناء القيادة .
ردت عليه بحدة :
_وانت على الارجح تفكر في المراة التي ستغازلها !
ثم لم تجد لها حيلة سوى الجلوس ، فقد بدأت تتجمد من البرودة ..
جلست الى جانبه ولم تكد تقفل الحزام حتى انطلق بالسيارة ثم استدار مبتسما ابتسامة الواثق .
وقال ساخرا :
_انت لاتغيبين عن فكري يا إيف .
قالت له بغيظ وهي تنظر أمامها :
_لا اذكر انني دعوتك حتى اوصلك الى منزلك .
نظر اليها باستمتاع قائلا :
_لكنك لن توصليني فانا اقود السيارة .
ثم اخرج علبة السيجار الخاصة به وناولها اياها قائلا برجاء :
_اسحبي لي منها سيجارة ارجوك ؟
فتحتها على مضض ثم قدمت سيجارة له وضعته بين اسنانه ثم قال :
_ايمكن ان تشعليه لي ؟
ثم اعطاها القداحة التي تشبه العلبة التي اعادها الى جيبه .
فتقدمت الى الامام واشعلت له السيجارة دون ان تبتسم .
بعد لحظات قال لها مبتسما :
_انا قادر على القيام بهذا وحدي لكنني اتوق الى عمل حميم تقومين به ..
ففي ما قمت به شيء حميم .
احترقت من الداخل سخطا :
_حقا ؟
اخفى ابتسامته :
_اجل اعترفي يا إيف الم اعجبك قليلا الليلة ؟
رفعت كتفيها بحنق :
_لن اعترف بامر كهذا ! فما انت الا نذل متعجرف محتال ....
رغمًا عنه ظهرت ابتسامته وهو يقول :
_امن عادتك مناداة رب عملك بالنذل ؟
قالت له بحدة :
_لم يكن لي قط الا رب عمل واحد هو دانيل
ودانيل كما تعرف هو رجل اعمال ممتاز .
رد بحدة :
_لقد اعطاك حرية كبيرة واعتقد ان معظم الرجال الذين مروا بحياتك قد منحوك حرية كبيرة لتنفيذ ماتريدين ..... ابوك اولا .. ثم دانيل
ومن ثم زوجك ....والان ... انا ....
قالت له بابتسامة تهكم :
_لايمكنني اتهامك بالتساهل بكل تأكيد !
رفع زاوية فمه قائلًا :
_قد اكون متساهلا في الوقت المناسب والمكان المناسب ...
ونحن الان في المكان مناسب وماعلي الا اقناعك بان الوقت مناسب !
كان قد اوقف السيارة امام فندقه الفاخر ،
وخرج من السيارة ليفتح لها الباب .
فوقفت قربه على الرصيف قائلة :
_اعطني المفاتيح ....
ضغط على المفاتيح بين كفه قائلا :
_كنت افكر في ان نتناول القهوة معا .
قاطعته بحزم :
_لا .....شكرا لك .
لكنه دس المفاتيح في جيب سرواله وهو يقول لها :
_فنجان واحد فقط .
عادت للخلف وهي تقول له :
_لا !.... ساوقف سيارة تقلني الى منزلي !
رفع كتفيه بإهمال وهو يقول :
_فكرة جيدة .
ارتد على عقبيه ثم ارتقى الدرج درجتين و وقف امام الابواب الزجاجية ثم التفت ليقول لها :
_ساعيد السيارة الى مكاتب المجلة صباح الغد حين اقابل دانيل ..
وعندها سيثار فضول زوج اختك ..
فيتساءل عن سبب وجود سيارتك معي ، لكنني ساخترع له عذرا مقبولا .
اخذ يصفر دون لحن وهو ينتظر حارس ليفتحه له ،
ثم احنى راسه شاكرًا الحارس ودخل ..
فاحست ان فخا يكاد يطبق على خناقها ..
فتيوان كارتر هذا مرواغ كبير لكنه الان يمسك بالاوراق الرابحة .
تعالى صدى كعبي حذائها وهي تلحق به نحو الباب المفتوح الذي امسكه الرجل مبتسما وكانما يقول انه سمع معظم حوارهما .
ارتفع راسها كبرياء حين بان لها متكئا على الجدار قرب المصعد يفتح بابه بانتظارها .
وقال بعد ان وصلت الى قربه :
_استرخي ايف ..
هذا فندق وليس شقة خاصة ....
وهذا يعني اننا قادران على تناول القهوة في الصالون اذا شئت .
دخلت معه المصعد وقال لها :
_فنجان قهوة فقط ثم اعيد لك المفاتيح .
تبعته إيف حتى وصل امام جناحه ،
دفعها بلطف الى الداخل قبل ان يضيء النور .
فالتفتت اليه :
_لقد قلت ....
قاطعها :
_قلت في الصالون وهذا صالون جناحي .
حدقت به :
_لقد كذبت .
اجابها :
_لم اكذب كنت صادقا معك منذ البداية ..
ماذا تريدين من شراب ؟صكت اسنانها بغيظ وهي تقول :
_لا شيء اريد المفاتيح لأذهب .
تقدم نحوها خطوة :
_الا تريدين قهوة ؟
لم تتحرك من مكانها :
_المفاتيح فقط .
توقف على بعد سنتيمترات ، فشعرت بدفء جسده يكاد يلمسها :
_اعطيك اياها مقابل عناق واحد .
وضعت كفها المرتعش أمام صدره قائلة :
_لا .........
عاد خطوة للخلف وهو يقول لها :
_اذن لا مفاتيح .
صرخت به :
_سيد كارتر .......
رد ساخرا مقلدا لهجتها :
_ إيف ....
رددت :
_هذا ابتزاز .
تأوه :
_اترين مادفعتني الى فعله ؟
تحركت نحو الباب وهي تقول :
_اعتقد ان من الافضل العودة بسيارة الاجرة
.. وليظن دانيل ما يريد .
تبعها سريعًا وهو يقول لها :
_لا ! ...لا يا إيف .....لن اتركك تذهبين هكذا .
ثم اطبقت ذراعاه عليها تاسرانها فعلمت ان
مقاومته لن تفيد وان البديل الوحيد ،
هو ان تقبل عناقه ببرودة خالية من اية مقاومة .
ارخت ذراعيها جوارها ، فقال بحدة :
_بادليني العناق ....
اللعنة عليك ! لقد اوصلتك حتى هذه المرحلة ولن اتركك الان !
لكنها لن ترضيه .. لن تعطيه ولن تتجاوب معه
,لكنه كان ياخذ وياخذ ..... ثم رماها اخيرا بعيدا عنه وهو يقول بغضب :
_اللعنة عليك إيف ! اذهبي من هنا لو شئت !
رددت ببرود :
_هذا مااريده اعطني المفاتيح .
وضع يده في جيبه ..
ثم رمى المفاتيح لها حين وصلت الى الباب تمتم :
_قودي بحذر .
سمرها قلقه عليها في مكانها فالتفتت لتقول له :
_ تيوان ......؟
مرر يده على شعره واخذ نفسا عميقا ، ثم قال بخشونة :
_احاول ان اكون خاسرا جيدا ...... فهذا دور
لم اعتد عليه .
__________________________
_________________
اجابه بإقرار :
_اجل اقدمت على ذلك بسرعة ونحن خارجان
للغداء معا .
ازدادت حيرته فما اظهرته من كراهية لاينسجم مع دعوة للغداء !
او مع السهر بصحبته !
لف ذراعه حول خصر إيف وشدها إليه يقول :
_وكيف لي ان اقاومها وهي تدعوني للخروج معها باقناع ؟
لم يعد باستطاعة دانيل كبح ذهوله وهو يردد :
_ إيف دعتك للغداء ؟
قبل ان تتمكن إيف من الدفاع عن نفسها اعلنت كاثرين جنكنز بدء العشاء .
فوجدت نفسها تجلس الى المائدة قرب تيوان كارتر ،
فكانت ابتسامة الانتصار كافية لجعلها تتجاهله طوال فترة العشاء ..
لكن هذه المحاولة مع هذا الرجل كضرب الراس بحائط .
بعد العشاء قالت له :
_احسبني سانصرف الان .
قال لها وهو يتحرك من مكانه :
_اظنها فكرة رائعة فلنعتذر .
امسكت ذراعه بغضب قائلة :
- لن تغادر معي !
رفع زاوية فمه وهو يحاول اخفاء ابتسامته :
_اليس غريبا ان تغادري دوني ؟
احنت رأسها جانبها وهي تقول له :
_آه ...... إن كان لدي عذر مقنع .
نزع يدها من اعلى ذراعيه قائلًا :
_حسنا سنغادر معا .
ثم اردف :
_هل لي ن اكلم دانيل قبل ان تذهب ؟
فرددت :
_ولم لا ..؟ فانت تفعل كل مايحلو لك !
ضحك بنعومة :
_انا سعيد لانك فهمت هذا .
ردت بقساوة :
_تقريبا كل ما يحلو لك !
ازدادت ضحكته :
_فلنر دانيل .
بدا دانيل مسرورا من نفسه حين انضما الى
مجموعته ولم تحتج ايف لمعرفة السبب ،
فهو يعتقد انها قررت القبول بتيوان كارتر في النهاية .
ارادت ان تخبر زوج اختها بانها تريد ترك كارتر امام باب منزل ال جنكنز ،
وبانها لن تقع في فخ مماثل مرة اخرى ،
لكنها الليلة اضطرت الى
التراجع عدة خطوات .. حتى تقوم بخطوة واحدة ثابتة الى الامام .
عندما اصبح اربعتهم على انفراد قال تيوان لدانيل :
_اذكرك بانك سترافقيني غدا للقيام بجولة على مكاتب المجلة في العاشرة صباحا .
كانت هذه اخبار جديدة لإيف ،
فقررت ان تستمع الى ماتبقى من حديث لئلا يباغتها بامر جديد غدا !
قطب دانيل حاجبيه :
_الم تقم إيف بهذا......؟
نظر نحوها تيوان بطرف عينيه قائلًا :
_لقد فاجاتني إيف اليوم بلقاء غير متوقع .
فهمت الان لماذا ذكر المجلة فهو يريد احراجها امام دانيل ..
وتابع متكاسلا :
_لم اهيء نفسي لهذا اللقاء لكنني عالجت الموقف بكفاءة .
كلام تيوان المتكاسل اثار ريبة دانيل ..
فاذا به يحسب الموقف تماما ويكاد يصل الى الحل الصحيح !
نظر دانيل نحوها قائلًا :
_حسنا ....
سنكون في المكتب في العاشرة إيف ..
ليست هذه الطريقة التي يجب أن يتعرف بها تيوان الى موظفيه ،
هذه ليست طريقة التي يستحقها ابدًا .
زوج اختها عادة لا يغضب الا اذا كان هناك دافع قوي وهو الان على ما يبدوا غاضب ..
بسبب طريقتها غير اللائقة في لقائها بدانيل الغير مناسب للتعارف مع موظفي المجلة .
فردت على دانيل بهدوء :
_سنكون جاهزين للقاء .
هز راسه بنفاذ صبر وكانه يؤنبها ب صمت فاشاحت عنه وجهها غاضبة .
فقال تيوان وكانه يتمتع بقلقها :
_اظنني حظيت بالتعارف الذي تظن إيف انني استحقه في المجلة .
ردت ببرود :
_سيشرفني ان اريك مكاتب المجلة في الغد تيوان
....فلا داعي الى ازعاج دانيل .
قال دانيل متجهما :
_ساكون هناك ..
فمن حق المالك الجديد ان يقدم بطريقة رسمية الى موظفيه .
قال تيوان بنعومة:
_ إيف تود الرحيل لذلك سنودعكم الان .
كانت تتلظى غضبا حين ودعا مارك وكاترين لذلك ما ان اصبحا خارجا حتى انتزعت ذراعها منه .
_تصرفك هذا كريه نتن ......
قاطعها بنفاذ صبر :
_اعلم .....اعلم .....
لكن ما قمت به هذا الصباح ليس ضمن قوانين اللعبة ..
انا احب ان ابعد العمل عن المرح ، وقد تجاوزت هذا الخط صباحا .
دفعته بغيظ :
_كنت انت البادي فقد تجاوزت حقك حين جعلتني جزء من الصفقة !
نظر لعينيها قائلًا :
_اجريت المفاوضات لشراء المجلة منذ اشهر .
رددت بغضب :
- وقررت قبل اسبوعين ان تضمني الى المفاوضات
!
رد حانقا : _ان لدانيل فَمًا كبيرًا …
كادت ان تحترق قائلة :
انه مثل اخي !
رفع كتفيه بإهمال :
_لكنه رجل اعمال ايضا !
التوى فمها بسخرية :
_قد تفصل انت بين حياتك الشخصية والعمل اما انا واختي ودانيل ولله الحمد فلا نقدر .
تنهد مستسلما :
_حذرتك من انتقامي على ما فعلته بي هذا الصباح وقد تساوينا الان .
دفعته ثانية بغضب أكبر وهي تقول :
_لا ......
لم نتساوى ولا أريد ان نتساوى ،
كما لاريد ان يكون بيني وبينك شيء ..
فما قمت به في الصباح جزاء عادل لك فانت تجبرني على العمل عندك ،
مقتحما علي حياتي مع انني لم افعل شيئا استحق عليه معاملتك .
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول بخفوت :
_السبب جمالك اللعين .
اتسعت عيناها :
_وهل اتلقى العقاب على جمالي ؟
هز رأسه نفيًا :
_ليس العمل بعقاب ..
بل قد تجدينه مكافاة اذا ما تركت الامور تسير كما يجب .
تنفست بغضب :
_اعتقد ان ماتقوله تحرش شائن ، ومن حقي ان
.....
قاطعها بدهشة :
_تحرش شائن ؟ انا لم اتحرش يوما بامرأة !
رددت بغضب :
_وماذا تسمي ما تفعله الآن ؟
التقت عينهما في معركة ارادة ، فقال بحزم :
- لا اريد ان اناقشك في هذا المكان العام البارد
إيف ،
فلنؤجل الحديث حتى نصبح في
السيارة اين سيارتك ؟
ردت بحدة :
_سيارتي ؟ لكنك ....
اوقفها بحنق :
_قلت لك انني جئت برفقة دانيل و ويتسون .
تاهت عينيها بحيرة :
_لكن ......
صاح بنفاذ صبر :
_ارشديني الى سيارتك يا إيف ،
قبل ان نتجمد
من البرد !
اشارت له بقلة حيلة :
_تلك السيارة البيضاء الرياضية هناك انما
.......
تناول مفاتيح السيارة من يدها ثم اتجه الى
الباب ليفتحه ..
فوفقت إيف ساخطة تنظر اليه وهو يدير المحرك ، ليصرخ بها قائلًا :
_ما بك ...اصعدي !
وضعت يدها على باب السائق وهي تقول :
_انت جالس مكاني .
اسند ظهره الى المقعد قائلًا :
_انا لا اسمح لامراة بقيادة سيارة اكون انا فيها وذلك منذ ان اخبرتني امي بانها تفكر فيما ستطهوه اثناء القيادة .
ضيقت عينيها قائلة ى
_حسنا .......انا لاافكر في الطهو .....
ابتسم لها وهو يقول :
_ربما لكنك على الارجح تفكرين في الرد على الرسائل القراء اثناء القيادة .
ردت عليه بحدة :
_وانت على الارجح تفكر في المراة التي ستغازلها !
ثم لم تجد لها حيلة سوى الجلوس ، فقد بدأت تتجمد من البرودة ..
جلست الى جانبه ولم تكد تقفل الحزام حتى انطلق بالسيارة ثم استدار مبتسما ابتسامة الواثق .
وقال ساخرا :
_انت لاتغيبين عن فكري يا إيف .
قالت له بغيظ وهي تنظر أمامها :
_لا اذكر انني دعوتك حتى اوصلك الى منزلك .
نظر اليها باستمتاع قائلا :
_لكنك لن توصليني فانا اقود السيارة .
ثم اخرج علبة السيجار الخاصة به وناولها اياها قائلا برجاء :
_اسحبي لي منها سيجارة ارجوك ؟
فتحتها على مضض ثم قدمت سيجارة له وضعته بين اسنانه ثم قال :
_ايمكن ان تشعليه لي ؟
ثم اعطاها القداحة التي تشبه العلبة التي اعادها الى جيبه .
فتقدمت الى الامام واشعلت له السيجارة دون ان تبتسم .
بعد لحظات قال لها مبتسما :
_انا قادر على القيام بهذا وحدي لكنني اتوق الى عمل حميم تقومين به ..
ففي ما قمت به شيء حميم .
احترقت من الداخل سخطا :
_حقا ؟
اخفى ابتسامته :
_اجل اعترفي يا إيف الم اعجبك قليلا الليلة ؟
رفعت كتفيها بحنق :
_لن اعترف بامر كهذا ! فما انت الا نذل متعجرف محتال ....
رغمًا عنه ظهرت ابتسامته وهو يقول :
_امن عادتك مناداة رب عملك بالنذل ؟
قالت له بحدة :
_لم يكن لي قط الا رب عمل واحد هو دانيل
ودانيل كما تعرف هو رجل اعمال ممتاز .
رد بحدة :
_لقد اعطاك حرية كبيرة واعتقد ان معظم الرجال الذين مروا بحياتك قد منحوك حرية كبيرة لتنفيذ ماتريدين ..... ابوك اولا .. ثم دانيل
ومن ثم زوجك ....والان ... انا ....
قالت له بابتسامة تهكم :
_لايمكنني اتهامك بالتساهل بكل تأكيد !
رفع زاوية فمه قائلًا :
_قد اكون متساهلا في الوقت المناسب والمكان المناسب ...
ونحن الان في المكان مناسب وماعلي الا اقناعك بان الوقت مناسب !
كان قد اوقف السيارة امام فندقه الفاخر ،
وخرج من السيارة ليفتح لها الباب .
فوقفت قربه على الرصيف قائلة :
_اعطني المفاتيح ....
ضغط على المفاتيح بين كفه قائلا :
_كنت افكر في ان نتناول القهوة معا .
قاطعته بحزم :
_لا .....شكرا لك .
لكنه دس المفاتيح في جيب سرواله وهو يقول لها :
_فنجان واحد فقط .
عادت للخلف وهي تقول له :
_لا !.... ساوقف سيارة تقلني الى منزلي !
رفع كتفيه بإهمال وهو يقول :
_فكرة جيدة .
ارتد على عقبيه ثم ارتقى الدرج درجتين و وقف امام الابواب الزجاجية ثم التفت ليقول لها :
_ساعيد السيارة الى مكاتب المجلة صباح الغد حين اقابل دانيل ..
وعندها سيثار فضول زوج اختك ..
فيتساءل عن سبب وجود سيارتك معي ، لكنني ساخترع له عذرا مقبولا .
اخذ يصفر دون لحن وهو ينتظر حارس ليفتحه له ،
ثم احنى راسه شاكرًا الحارس ودخل ..
فاحست ان فخا يكاد يطبق على خناقها ..
فتيوان كارتر هذا مرواغ كبير لكنه الان يمسك بالاوراق الرابحة .
تعالى صدى كعبي حذائها وهي تلحق به نحو الباب المفتوح الذي امسكه الرجل مبتسما وكانما يقول انه سمع معظم حوارهما .
ارتفع راسها كبرياء حين بان لها متكئا على الجدار قرب المصعد يفتح بابه بانتظارها .
وقال بعد ان وصلت الى قربه :
_استرخي ايف ..
هذا فندق وليس شقة خاصة ....
وهذا يعني اننا قادران على تناول القهوة في الصالون اذا شئت .
دخلت معه المصعد وقال لها :
_فنجان قهوة فقط ثم اعيد لك المفاتيح .
تبعته إيف حتى وصل امام جناحه ،
دفعها بلطف الى الداخل قبل ان يضيء النور .
فالتفتت اليه :
_لقد قلت ....
قاطعها :
_قلت في الصالون وهذا صالون جناحي .
حدقت به :
_لقد كذبت .
اجابها :
_لم اكذب كنت صادقا معك منذ البداية ..
ماذا تريدين من شراب ؟صكت اسنانها بغيظ وهي تقول :
_لا شيء اريد المفاتيح لأذهب .
تقدم نحوها خطوة :
_الا تريدين قهوة ؟
لم تتحرك من مكانها :
_المفاتيح فقط .
توقف على بعد سنتيمترات ، فشعرت بدفء جسده يكاد يلمسها :
_اعطيك اياها مقابل عناق واحد .
وضعت كفها المرتعش أمام صدره قائلة :
_لا .........
عاد خطوة للخلف وهو يقول لها :
_اذن لا مفاتيح .
صرخت به :
_سيد كارتر .......
رد ساخرا مقلدا لهجتها :
_ إيف ....
رددت :
_هذا ابتزاز .
تأوه :
_اترين مادفعتني الى فعله ؟
تحركت نحو الباب وهي تقول :
_اعتقد ان من الافضل العودة بسيارة الاجرة
.. وليظن دانيل ما يريد .
تبعها سريعًا وهو يقول لها :
_لا ! ...لا يا إيف .....لن اتركك تذهبين هكذا .
ثم اطبقت ذراعاه عليها تاسرانها فعلمت ان
مقاومته لن تفيد وان البديل الوحيد ،
هو ان تقبل عناقه ببرودة خالية من اية مقاومة .
ارخت ذراعيها جوارها ، فقال بحدة :
_بادليني العناق ....
اللعنة عليك ! لقد اوصلتك حتى هذه المرحلة ولن اتركك الان !
لكنها لن ترضيه .. لن تعطيه ولن تتجاوب معه
,لكنه كان ياخذ وياخذ ..... ثم رماها اخيرا بعيدا عنه وهو يقول بغضب :
_اللعنة عليك إيف ! اذهبي من هنا لو شئت !
رددت ببرود :
_هذا مااريده اعطني المفاتيح .
وضع يده في جيبه ..
ثم رمى المفاتيح لها حين وصلت الى الباب تمتم :
_قودي بحذر .
سمرها قلقه عليها في مكانها فالتفتت لتقول له :
_ تيوان ......؟
مرر يده على شعره واخذ نفسا عميقا ، ثم قال بخشونة :
_احاول ان اكون خاسرا جيدا ...... فهذا دور
لم اعتد عليه .
__________________________