الرابع

الفصل الرابع :-

"ذكريات"

"أمّا عن مظاهرنا وصورنا نحن لم نختَر ذلك، ولحكمة كونيّة مُنِح كلّ واحد منّا نصيبهُ الخاصّ من الجَمال،
تذكّروا دائمًا أنّنا لسنا هذه الملامح ولا هذه الأجساد،
نحن الشّعور الذي نخلّفه في الآخرين .. هذا هو المكيال الوحيد الحقيقيّ ..!!

‏"أعرف جيدًا هذه الأيام ‏التي لا يعرف فيها المرء إلى أين يذهب ‏ومع من يمضي ‏الأيام التي يكون فيها المرء وحيدًا تمامًا ‏وراضيًا، ومتعايشًا مع قدره ‏لكنه يظل يتمنى بحزن خافت ‏لو أن لي وجهة واحدة أمضي إليها ‏ولو شخصًا واحدًا أركض نحوه ..!!

بعد انتهاء اليوم بـِ نسبة اليه عاد الي بيته الذي هو علي تصميم كالفيلا الصغيرة ومن الخارج من اللون الابيض وبها
حديقة بها ورود وازهار من النوعية النادرة يهتم بها "امير" كثيرآ وهي ايضا هواية لديه وكان قد عاد بكرا من عمله ليجلس مع عائلته بعض الوقت فهو محب لجلوس معاهم ولديه هوايات متنوعة ..!!

امير وهو يدلف الي الداخل ويجد والدته وشقيقته يجلسوا في المدخل لـ حديقة ويتحدثوا بضحك كالمعتاد ..!!

امير بابتسامة :-
_مساء الخير علي اجمل ماما واجمل اخت في الدنيا عاملة ايه يا روحي !!

امنية بابتسامة :-
_حبيبي .. كويس انك جيت بدري بقي !!

امير باستفهام :-
_ايه السبب !!

امنية بابتسامة :-
_ مفيش يا حبيبي الاول هنتغدا وبعدها نروح عند طنط اميرة عشان حفلة عيد ميلاد كارما كمان يومين وعايز تعمل مفاجأه ليها المرة دي وعايزك انت بقا تشغل كارما طول الوقت وتنزلها شغل معاك في الشركة عشان من وقت اما اتخرجت وهي زهقت من دلعها بتاع العيال ده ..!!

امير وهي يجلس بجوارها ويقبل يدها ويضحك علي كلامها ..!!

_ايه كل ده يا ست الكل يعني انا اللي هقدر عليها يعني ده كارما زاهر بنت اكبر مستثمر سياحي في الدنيا بس كويس انك خلتيني افتكر قبل ما تعمل مني دماغي صداع مش هيخلص علي هدية عيد ميلادها بس تمام عيوني ليكي انتي وطنط اميرة حبيبتي عشان زي اسم بعض بس !!

تارا بضحك :-
_طب دي هدية عيد ميلادها والشغل بقي والاكبر حوار السخنة يا اميري !!

لتغمز له علي حديثه مع والدته فهو اصبح يعلم علي تلك المؤامرة الخبيثة التي بين شقيقته وصديقته و من حواء التي لا يوجد مفر منهم ابدآ ابدآآ ..!!

امير بانزعاج :-
_اه هي كده بقا انتي وست كارما ماشي واكيد انتي كمان عاوزه تروحي معاها مش صح يا استاذة !!

تارا وهي تقف وتجلس بجواره وتضحك علي انزعاج اخاها الكبير واحن شخص عليها في تحبه وتقدره جدا ..!!

تارا بضحك :-
_يا نهاري انت زعلت يا ابيه طب خالص انا اسفة يا حبيبي وكارما هخليها تعتذر بردو والمفاجاة ان احنا هننزل معاك الشركة من اول الشهر الجاي انا وكارما ونتدرب ايه رايك !!

وقبل ان يرد عليها كانت تقطعه لتخبره عن شرطها الوحيد فقط ..!!

تارا بضحك :-

_بس بشرط صغير جدا يا حبيبي يا امير تسافر معانا
انا وكارما السخنة وعشان خاطري ده طلب صغير
خالص يومين ونرجع علي طول ايه رأيك!!

تنظر اليه ببراءتها كالاطفال هي محتالة وتفعل كل ما تطلبه تلك كارمتي لكن حسنا ليقطع حوار العيون تلك ويردف في هدوء علي موافقته ..!!

امير بهدوء :-
_ماشي يا ست تارا موافق بس مش كل مرة علي كده تمام !!

لتضمه شقيقته علي سعادتها في هكذا سيكون الوقت مع بعضهم اكثر تشويق ..!!

تارا بـفرحة :-
_شكرا .. شكرا .. يا احلي امير !!

لتغادر حتي تخبر صديقتها والتي اصبحت مقربة منها مثل شقيقها

امنية بسعادة :-
_ربنا يخليك لينا يا حبيبي .. روح بقا تستريح شوية ولحد ما باباك يجي تمام !!

لينهض امير من مكانه ويبتسم علي حنان والدته عليهم علي الرغم من عدم وجود والدهم والذي هو شريك ل اباها ل كارما ..!!

امير بابتسامة :-
_تمام يا ست الكل !!

كان قلبي يحترق , ثم أصبح لا يشعر بشيء ، لقد تغلف بالحُزن ..!!

صعد الي غرفته والتي بها كل ذكريات طفولته ومراهقته وشبابه والان هو رجل في الثلاثين من العمر لكن يظل
ذو طالة به وقار وشديد الوسامة بتلك العيون الرمادية والشعر الاسود الكثيف ولكن يبدو ذو حظ عاثر في اوقات ..!!

ليدخل حيث جميع ذكرياته من الماضي ليتجه الي خزانته ويخرج منها صندوق وعلبة اخري والاولي كان بها اول هدية من تلك المشاغبة كارما وايضا كان ..!!

‏"آمنت أن العلاقات بين البشر لا تقاس بالحب بقدر ما تقاس بالأمان .. الأمان الدائم، أن تستأمن أحدهم على عيوبك وزلاتك حتى على تلك الأمور التي تخاف قولها لنفسك، أن لا تشعر بضرورة إخفاء بعض الأحاديث خشية أن تشوه صورتك أمامهم لكن ذلك لا يعتبر حبا بقدر ما هو خوفا منهم ف لم تظل ع تلك الحالة ..!!

★★

‏"تتأخر و كأنها ليست من نصيبك ثم يبهرك الله بطريقة تحقيقها، ثق بالله واطمئن دائما ..!!

‏ إن موطني الحقيقي هو ذاكَ القلبُ الذي يعرفني أكثر
من أيّ شخص ، ويقبلني رغم كل شيء ، ويحميني
كما يجب ، ويعود إليّ وأعود إليه مهما حدث ..!!
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي