الفصل السادس

أمير:يعني زوجته هي؟؟؟
حكمت:نعم زوجة ديمير كانت عشقي ومنذ تلك اللحظة مات حكمت إلى أن اتيت انت،وحين بكيت لأول مرة عاد نبض قلبي من جديد وعاد حكمت تارهون للحياة لكني لم انسها يوما ولن افعل انها محفورة هنا(قلبه)وهنا(عقله)،ذلك الانكسار جعلني اجتهد واتعب  وأسهر الليالي عملا ودراسة حتى وصلت الى هنا.
أمير:ابي انا آسف.
حكمت:لا تتخلى عن عشقك أمير لا تستسلم كن كاالنورس لا يهمه موج ولا عواصف يحلق فوق البحر وباق على عهده.
أمير:أنا أحاول أبي لكنها ذهبت
حكمت:ومن قال أن ذهباها يعني نهاية الحب على العكس بعمرها المسافات ما أنقصت من الحب شيء وتذكر هذه القاعدة دائما واتبعها مهما حاولت النسيان لاحقا فلن تستطيع الزمن لا يمكنه مداواة القلب اذا نزف وبعمره مرورو الوقت والأيام كان علاجا لاوجاعه سيبقى هنا مشيرا لقلبه.
أمير:تعبت أبي
حكمت:ستدفن كل شيء هنا صحيح ستستمر وتقوم على قدميك وتتظاهر بالصلابة وكأن شيء لم يكن لكن كل ليلة حين تأتي لتنام ستتذكر وقد لاتنام وتعود كل الذكريات دفعة واحدة لرأسك فتتألم كثيرا ولا مفرج.
أمير:أتاريه صعب أبي
حكمت:لذا لا تستسلم بني،اما ذلك الحقير فانا من سيوقفه عند حده وسادفعه ثمن اقترابه من عائلتي.
أمير:لقد انتهينا ابي عشقنا انتهى لن أحاول كلامك محفز صحيح لكن ما عاد باليد حيلة هي اختارت طريقها وأنا في طريقي سأعيش على ذكراها
حكمت:أتضحك على نفسك أم علي بني
أمير:بابا رجاء ثم لا تهتم بهذا أما ذلك الحقير فمصيره السجن وسأسعى انا لذلك لا أريدك أن تختلط معه او يستفزك سأجد ثغرة تسقطه وتنزله إلى أسفل سافلين أعدك.
حكمت:وهذا ما سأسعى إليه ايضا ساندمه على اقترابه منك أنا اعرفه جيدا بني وأنا الذي أعرف نقاط ضعفه جيدا هذه حربي أنا ولا أريدك أن ولا إخوتك أن تتأذوا منها أكثر و المهم انك بخير وامامي الحمد لله.
أمير:ليحفظك الله لنا ابي والآن استاذنك الآن ابي.
حكمت:الى اين؟
أمير:لابحث عن الراحة علني اجد شيء منها أحس أنني اختنق كل شيء حولي يؤذيني أريد أن ابقى لوحدي قليلا فقلبي يوجعني والذكريات كما قلت تتدفق كلها برأسي لكن حقا ارتحت حين تحدثت إليك.
حكمت:أنا هنا دائما بني في أي وقت شئت التحدث ساستقبلك برحابة صدر وانت كن قويا ولا تستسلم.
أمير:إن شاء الله
حكمت:اذنك معك بني.
خرج أمير من المكتب ووقف عند الباب فزفر بحنق وردد:كيف تحملت كل هذا بابا كيف؟
ليقول والده داخلا:لن تجد راحتك الا بين يديها مع الاسف كل الذي قلناه ترهات لا يسمن ولا يغني من جوع لو أفادني انا هذا الكلام لكان سيفيدك بني لكن ما في القلب يدفن في القلب.
إنه الحب إنه شعور يخلقه الله سبحانه وتعالى في القلوب كتلة مشاعر لا يمكنها أن تنتهي بكبسة زر قد نتعايش وقد نتناسى ونضحك ونستمر لكن يستحيل أن ننسى يوما.
توجه أمير الى السكرتيرة ليطلب منها ارسال عمال لتنظيف منزل الجبل وترميمه فقد قرر المكوث به والانعزال عن العالم كليا ليقول:ها ويجب أن يكون جاهزا خلال ثلاثة أيام فقط.ثم انصرف لوجهته.
أخذ سيارته وانطلق ليقول:والآن اين ساذهب اين ساجد الراحة من دونها؟؟لو فقط المحها لو فقط المح ابتسامتها لو فقط اشم شيء من رائحتها الجميلة،توقعت أن فراقها موجع لكن ليس لهذه الدرجة،انه شيء لا يحتمل كيف امكنك ياابي تحمل كل تلك السنين كيف؟
ليتك فقط أكملت ما تبقى من حروف في الرسالة وما زدتني بها حيرة والما،اين انت عشق؟باي ارض انت الآن؟لم يفكر للحظة انها ستعود لقريتها وتغادر المدينة كليا،يا الهي ضاقت بي الارض بما رحبت فكيف ساتحمل كيف؟
كانت ريحان بمنزلها ترتبه فقد وجدته شبه المزبلة رغم تعبها الشديد إلا أنها كانت تنظف دون أن ترحم جسدها،وكانها تتعمد إرهاق ذلك الجسد تريد فقط أن توقعه مغشيا عليه من كثرة التعب كي يذهب عنها الم فؤادها،كانت تمسح السجادة بيديها بعنف وقوة تروح وتجيء بيدها تريد اخراج غضبها بها  لكنها ما استطاعت أن تكتم المها لتشرع بتفجير شلال دموعها  وتقول:سيزول كل شيء سيزول من قلبي كما تزول هذه الشوائب،لاشيء له بفؤادي لا كره ولا عشق،انا انتهيت قبل أن ابدا،هو قتلني منذ أن أخذني من الكازينو،كل ماعشته قبلا اوهام زائلة،لن استسيغ نبضه بقلبي مهما كان،لا لا لن اصدق انني اريد قربه،ما أردته قبلا ولا اريده الآن،انا الآن مرتاحة انا هكذا وجدت سكينتي أجل هكذا،هذا ما يناسبني حقا،ثم رمت مابيدها أرضا لترمي نفسها على ذلك السجاد المبتل ما جعلها تبتل ايضا ثم صرخت وهي تقول:ياربي لم اعد احتمل انا أريده رغم كل شيء انا اريده،رغم إدراكه بأنني بنت ورجائي بأن يتوقف واكماله الا أنني اريده،رغم بطشه اريده،رغم السمعة السيئة التي البسني إياها اريده،رغم كل الأذى اريده،جبنت وما عدت اقدر على كتم عشقي،ياربي ليس لي سواك لا اريد غير قدرة تصبرني بعده وفراقه،كيف استطعت أمير كيف استطعت فعل كل هذا بي،ثم ضربت رأسها بيدها وهي لاتزال تبكي وتقول:غبية غبية لم سمحت له بلمس قلبك؟لم سمحت له بقلب كيانك لم لم؟ستتعذبين لوحدك وتحترقين كالشمعة شيء فشيء حتى تنتهي إلى الأرض لوحدك،اينقصك وجع فوق اوجاعك؟كيف تماديت وجعلت عشقه يتملكك؟كيف كيف؟
بقيت كذلك قليلا بكت وبكت وحيدة ثم لملمت حزنها كعادتها وحيدة وعادت واكملت ما بداته،ثم جمعت كل الاغراض القديمة ووضعتها بغرفة لجمع الاغراض القديمة على أن تصرفها لاحقا لتعود مساء الى بيت الخالة مرهقة بشكل كبير بالكاد تجر قدميها
فتحت الخالة عائشة الباب لها لتفزع من حالتها تلك لقد كانت شبه واعية لما حولها،لم تعاتبها الخالة ولم تسألها لم أوصلت نفسك لهذا فهي تعلم حالها وحرقتها،اكتفت باحتضانها والمسح على شعرها بعد كل ذلك التعب حتى نامت ودمعتها على خدها تحرق.
نظرت الخالة عائشة لحالها لتقول:اه كم تحمل هذا القلب من الم حتى شاخ ياصغيرتي لكن رب الخلائق حليم كريم وسيأتي يوم ويعوضك كل المك فهو ادرى بطيبة قلبك وصدق من قال" " حُرِم علي النار كل هين لين ، سهل ، قريب من الناس "
"الجنة طيبة لا يدخلها إلا طيب"
ثم عدلتها لتتركها وتخرج.
مر يوم ويومان وثلاث واسبوع واسبوعان وثلاث واربع على فراقها...
عادت ريحان لمنزلها المتواضع هربا من العالم،ارادت العودة لوحدتها،فهي الرفيق الدائم والأقرب لها،كم بكت بتلك الليالي وكم لعنته وكم رأته حولها بيقضتها وكم حلمت به في ليلها يحتضنها لتستفيق فزعة من نومها تناديه وكم حاولت النسيان والابتعاد باي طريقة كانت لكنها تعود لنقطة الصفر لتجد  بالنهاية عشقه  هو الذي يحيي روحها الموجوعة تلك.
كانت تقضي ليلها تئن وتبكي لتستيقظ صباحا وتلملم صرخاتها المنتشرة بارجاء الغرفة المعتمة تلك هنا وهناك ثم تعيدها لفؤادها الخاوي وتتجهز وتخرج بعدها تدعي القوة  وكأنها كانت ناىمة طوال الليل بهدوء وسكينة لتشرع في البحث عن عمل ثم تعود الى البيت والى عزلتها وليلها كل يوم مرهقة.
أما هو فلم يكن اقل منها حالا،كل مساء يعود للقصر للاطمئنان على طفلته ليعود بعدها لبيت الجبل وحيدا أخذت معها أفراحه أخذت معها ابتسامته وألوانه ورحلت،كان يظن انه مع الايام سيتعود لكن ألمه وغصته زادت شدا على اوتار سعادته حتى مزقتها حتى أضحى باردا لا يريد شيء ولا يهتم لشيء ولا يشغله شيء.
في أحد تلك الأيام تجهزت ريحان كعادتها لكنها قررت الذهاب للقرية المجاورة علها تجد عملا يعيلها لكن قبل أن تخرج رن جرس بابها فجأة،توجهت إليه وفتحته ظنا أنه محمد أو والدته لكنه كان شخصا لا تعرفه،سالها ليقول:انت ريحان يلماز؟
ريحان:نعم أنا
الرجل:علمت انك تبحثين عن عمل
ريحان:نعم أنا كذلك
الرجل:انا صاحب مكتب العقارات الذي بوسط القرية والحقيقة يلزمني مساعدة بعملي لذا اتيت اليك لأطلب منك أن تعملي بمكتبي.
ريحان:غريب كيف عرفت انني ابحث عن عمل؟
الرجل:قريتنا صغيرة يا آنسة،لقد رأيتك منذ أيام هناك وحين سالت اخبروني انك تبحثين عن عمل،ناديتك ولكنك كنت تائهة ولم تسمعيني،لذا سالت عنك وقدمت لبيتك.
ريحان:فعلا ابحث عن عمل منذ أيام.
الرجل:اذا ابنتي زوريني في مكتبي إن شئت وسنتفق على كل الامور وان أعجبتك اشتغلت بالمكتب وان لم تعجبك بحثنا لك عن عمل آخر.
ريحان:شكرا ياعم سازورك حتما.
الرجل:نادني بعمي علي ابنتي سانتظرك بالمكتب اذا انت تعرفينه بجانب محل الورود
ريحان:تمام أعرفه عم علي شكرا لقدومك.
انصرف الرجل إلى وجهته واقفلت هي الباب ثم وقفت مكانها تفكر محتارة مما حدث منذ دقيقتين لتقول:غريب ما حدث شيء لا يصدق فعلا يعني انا تعبت من الصبح لحد المساء وأنا ابحث عن عمل منذ أيام عدة وفجأة يظهر امامي صاحب عمل ومكتب بجلالة قدره ويأتي لحد بابي ويقول:زوروني في مكتبي ونادني عمي أيضا لان لدي عمل لك، الله الله ما الذي يجري؟ حسنا يامسهل سازوره بمكتبه وأرى ثم تحركت قليلا ثم توقف مكانها تفكر لتضيف:لحظة لحظة يأتي إلى بيتي ويريدني أن أعمل معه وهو لا يعرفني حتى ام انه،لا لا أمير لا يعرف بوجودي هنا اصلا،ولم لا يكون هو؟ يا الهي كيف سأعرف كيف؟هي فرصة لا تعوض لكن إن كان له دخل بها لا يمكنني أن اقبل حتما.
بقيت مكانها تروح وتجيء وتفكر لتحمل هاتفها وتقرر الاتصال بسونا من جهة للاطمئنان على حالها وحال اوزجي  ومن جهة لتسأل عنه بطريقة غير مباشرة لتعرف هل غادر المدينة ام لا؟
رن هاتف سونا لتجده رقما جديدا،ترددت قليلا لكنها ردت لتقول:الو من معي؟
ريحان:هذه انا
ابتهجت سونا لسماع صوت ريحان لتقول:حبيبتي ريحان واخيرا واخيرا،اين كنت كيف تركتنا هكذا ولم تسالي طيلة تلك الايام؟
ريحان:هكذا افضل حبيبتي
سونا:وان افترقت انت واخي اليس لنا انا واوزجي وجوناي مكانة بقلبك ها؟لقد عانت الصغيرة لغيابك لقد استوطنت  هي وامير غرفتك فقط ليحسوا بقربك الم تفكري بنارهم للحظة؟
ريحان:توقفي سونا رجاء.
سونا:حسنا حبيبتي لن اضغط عليك فقط اخبريني هل انت بخير؟
ريحان:بخير لا تقلقي.
سونا:واين انت؟
ريحان:لا يهم اين انا المهم انني بخير.
سونا:لماذا ابتعدت ريحان لماذا؟اخي يتالم بصمت أنه يدعي القوة أمامنا لكن فراقك اضعفه انت ذهبت حتى دون أن تتركي لنا مجالا لنتحدث بشي.
ريحان:كيف حاله؟
سونا:ليس بخير لقد انتتقل لبيت الجبل،يظل هناك وحيدا حتى الشركة ما عاد ذهب إليها مع الاسف.
ريحان:سيتعافى دوام الحال من المحال.
سونا:الن تعودي لتساعديني في علاجي لقد قررت العودة؟
ريحان:حبيبتي افرحتتني الحمد لله الحمد لله.
سونا:اريدك معي
ريحان:انا معك قلبي معك لكن سامحيني حتى وإن حاولت لا يمكنني العودة.
سونا:ريحان
ريحان:لطفا سونا انا اتالم لا تزيدي من اوجاعي.
سونا:أراح الله قلبك وقلبه لكن صدقيني لن تشفى جروحكما الا ببعضكما البعض.
ريحان:لا تخبريه عن اتصالي لطفا.
سونا:كما تشائين.
لم تطل ريحان بعدها الحديث لتقفل الخط هربا من سونا واسئلتها لتعود لحزنها المرير بعدها بعد أن سمعت أخباره الموحشة حتى نسيت سبب اتصالها،بقيت مدة كذلك منطوية على نفسها لتبدأ فجأة بتذكر كلام سونا عنه لنتذكر سبب اتصالها اولا ما جعلها تتأكد انه  لم يغادر المدينة قط.
مرت ايام اخرى  بعدها بدأت ريحان فيها العمل تدريجيا لكسب قوتها وبدأت بالاختلاط بالناس لكن ما كان يؤلمها الابتسام قصرا كي لا تفضح،كان يصعب عليها إظهار السعادة وداخلها يحترق،لتبدأ بالتاقلم مع وضعها شيء فشيء لكنها في وسط كل هذا قررت اخيرا بعد التفكير لليال وليال طوال  أن تطلب الطلاق وتتحرر بشكل نهائي رغم عشقها له.
في المدينة...
كان أمير جالسا في منزله كعادته وحيدا يحمل مصحفه ويقرأ ما تيسر منه.
رن الجرس فجأة ليضع مصحفه بجانبه ويذهب باتجاه الباب ليفتحه فهو يدرك أن من يزوره اما اخوته وابنته او مليكة فقط لا احد غيرهم.
فتحه ولم يتفاجأ فقد كانت سونا هي من بالباب.
دخلت بهدوء لتقول:والحل اخي الن تعود للقصر؟
أمير:انا مرتاح هكذا حبيبتي
سونا:لكننا نحتاجك اوزجي تحتاجك،انا احتاجك،لقد بدأت علاجي واريدك بجانبي.
أمير:سونا غاليتي لقد اخبرتك أنني سأكون معك بكل جلسات علاجك لكن لا تضغطي علي اكثر ارجوك.
سونا:والى متى هذه العزلة ها؟الن ترحم نفسك؟اشتقنا لابتسامتك اخي،القصر أصبح موحشا لا روح به.
أمير:لكنها أخذت بابتسامتي ورحلت دون سؤال حتى
سونا:لقد اتصلت اخي
أمير:لا يمكن
سونا:نعم اخي اتصلت وسالت عنك ايضا،في نبرة صوتها شوق السنين لكنها تكابر احساسها فقط صدقني.
أمير:لكنها اختارت الفراق هي أرادت هي اشعلت الفتيل وتركتني اتخبط في الحريق.
سونا:الديها سبب
أمير:لديها كل الأسباب
سونا:اذا لم تلومها؟
أمير:الومها لانني احبها.
سونا:ولم تركتها تذهب اذا ولم تمنعها؟
أمير:لانني احبها ايضا.
سونا:اذا ردها اليك هي لاتزال زوجتك وتحمل اسمك ما لم تطلب طلاقا فهي تريدك لكن اريدك انت أن تذهب إليها وتطلب هذا.
امير:ايمكن هذا؟
سونا:أجل اخي،لا تفرط بها فقط لأنها تركتك لذنب بل حاول معها وان لم توافق رضيت وقتها،انت لم تفعل شيء ورضيت بذهابها وحسب.
ابتسم أمير لحديث سونا لكن رن جرس الباب ثانية ليفتحه سريعا وقد وجد سائق منزلهم سفر عند الباب.
أمير:اهلا سفر خير ماذا تريد لم اتيت الى هنا؟
سفر:لقد وصل هذا البريد لك الى القصر لكن اختي مليكة طلبت مني إحضاره الى هنا.
أمير:شكرا،لكن لم لم تبعثه مع سونا؟ فهي اتت منذ لحظات و
سفر:لم الحق بها
أمير:شكرا يمكنك الانصراف الآن.
دخل أمير وهو يحمل الظرف بيده ليفتحه سريعا لكنه تفاجا من محتواه وكسر قلبه المكسور اصلا،نظر للاوراق بحزن،نظرت إليه سونا لتقول:ماذا هناك اخي؟لم تغيرت ملامح وجهك؟
توجه الأريكة ورمى بجسده هناك ليقول:لقد طلبت الطلاق.
نظرت إليه سونا بحزن لم تجد ما تواسيه به فهي قد قالت منذ قليل انها طالما لم تطلب الطلاق فهي تريدة والآن أثبتت بتلك الاوراق انها لا تريده.
أمسكت سونا الاوراق من يده وقرأتها لكنها ما استسلمت قط لتنظر لانكساره الموجع بلحظتها،رق قلبها على أخيها لتقول:ان شىئت وافقت وعشت طول عمرك سجين عشقك في تعاسة وان شئت ذهبت راكضا إليها واحتضنتها وعشت في سعادة طوال سنين عمرك المتبقية،الخيار امامك اختر اقربهم لقلبك.
نظر إليها صامتا ليقول:انا اريدها.
سونا:اذا ماذا تنتظر هيا إليها؟
أمير:وعنوانها؟لحظة لحظة يمكنني أخذه باي حجة من المحامي
سونا:اذا بدون مماطلة اذهب اليها الآن ولا تستسلم يجب أن تعود انت وعشق وانتما تحتضنان يديكما.
اقترب من أخته بعد أن ابتهج قلبه ليحتضنها ويقول:شكرا لوجودك يا اجمل اخت في الكون.
سونا:العفو اخي لكن على مهمل انت تخنقني.
خرج مسرعا بعد أن دون هاتف المحامي من الأوراق ليتصل. به سريعا وهو بطريقه ثم طلب منه عنوانها بحجة أنه يجب أن يتحدث إليها بامر مهم مسبقا.
أخذ عنوانها وأخذ بطريقه إليها مباشرة.
مر وقت طويل وصل أمير قريتها بعد أن استقل الطائرة قبل مغيب الشمس.
نزل من سيارة الأجرة التي قادته لقلب القرية ثم نزل وجلس بأحد المقاهي،ليطلب من صاحب المقهى ورقة وقلما وبدأ بكتابة رسالة لها،انهاها بعد لحظات ثم أخذ دربه ماشيا بعد أن سال على عنوان بيتها ليدلوه عليه بسهولة.
وصل ووقف عند بابها وهو يحمل نفس الظرف وقد مزق اوراق الطلاق ووضعها به مع الرسالة،احس بدقات قلبه تتسارع وتتسارع ذلك القلب الذي ذهب نبضه مدة شهر،احس بريحها يأتيه من داخل المنزل،احس بلمسات يدها تنتشر هنا وهناك،مجرد وجوده بمقربة منها أعاد له الحياة حتى قبل رؤيتها،عدل لبسه وشعره وتنفس بعمق ليقول:اوووه لم انت متوتر هكذا أمير؟ما هذه الحالة؟ هيا كلها كبسة اصبع هيا رن الجرس هيا.
لكن احس بحركة فجأة ليضع الظرف أرضا ويختبئ بعيدا بسرعة ويبدأ بمراقبة القادم.
نظر لحظات وقد كانت هي انها عشقه محبوبته،ملئت دنياه لحظتها بالافراح،ادمعت عيونه فرحا،ابتهجت الروح الحزينة وتحررت من اختناقها اخيرا وذهبت تلك السحب السوداء المتراكمة فوق سمائه واشرقت الشمس بنورها،عشق أمامه عشق بخير رغم أن جسمها أصبح هزيلا إلا انها بخير وامام عينيه،تقدم خطوة لكنه تراجع ليراقبها قليلا ويأخذ من جمالها الذي لا يشبعه،اقتربت هي والتفتت هنا وهناك قبل أن ترى الظرف حتى فقد وصلها عطره،وقفت قليلا ثم قالت:لا انا اتوهم فقط يبدو أن اشتياقي إليه سيصيبني بالجنون حتما.
وقفت عند الباب لتنتبه للظرف قبل أن تفتحه،نزلت وحملته وفتحته وهي تقول:ماذا هناك ايضا،لتجد به أوراقا ممزقة ورسالة معهم،استغربت الأمر لكنها فتحت الرسالة وبدأت بقراءتها تردد
(لقد مسكت قلمي لأكتب لكِ رسالة كان مضمونها ثابت في عقلي منذ قليل لكن... عندما تذكرت عيناك نسيت كل حرف اعرفه وكأنني نسيت الكتابة ايضا...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي