4

هتف بغضب : راقبى فمك انت تتحدثين مع الملك
قالت بسخريه : أمرك جلالتك سأراقب فمى ، ثم اكملت بنبره حاولت جاهدا الا تظهر حزنها فيها : اتمنى ان تراقب فمك ايضا فجلالتك اصبحت تتفوه بكلمات بذيئه مؤخرا و اصبحت تهاجمنى بسبب و بدون بسبب حسنا
هتف سيف بأستنكار : انا اهاجمك ؟ انا لم اهاجمك انا اصفك فحسب ، اصف حقيقتكِ التى لم تتمكن كارمن من رؤيتها بعد ؟ و لكن مع الوقت شوف تعرفها
هتفت باستنكار : من يتحدث الان ؟ اوه انه الشيطان بذاتة ؟؟ بل انا من تعرف حقيقتك جيدا ، ثم اكملت بتهديد : أنسيت ما يعرفه كلانا ؟
وضع يده على عنقها ضاغطا عليه بقوة و قد اظلمت عيناه من شده الغضب : اقسم لكِ ان تفوهتى بكلمة واحدة تخص هذا الامر امام احد لانهى حياتك فى الحال و لن يعثر احدا على جثتك أفهمتى
نظرت له ببرود و قد ارتسمت ابتسامه ساخره على محياها : وفر تهديدك انت تعلم جيدا بأنى لن اتفوه بكلمه واحدة .. ليس خوفا منك بل خوفا على كارمن لذا توقف عن ازعاجى ، لاننى لن اتحمل مضايقتك هذه كثيرا ، لذا اتقى شرى و اعلم ان لم شئ حدود و نهاية
انهت جملتها تلك و هى تنزع يده الموضوعه على عنقها بقوه و تتركه و تتجه الى جناح كارمن ، و هو واقف خلفها ينظر لها بشر و غضب لا يعلم لما لم يقلتها و يخلص نفسه منها و من لسانها السليط ذاك

*****
وقفت راضيه امام المرآه الموضوعه امام جناح كارمن قامت بتعديل شعرها المبعثر وهى تتوعد ل سيف ، و بعدها دلفت للداخل بعدما اذنت كارمن للطارق بالدخول
كارمن : لمَ تأخرتى هكذا ، اين كنتى ؟!
راضية و هى تحتضنها بحب : اسفه لقد هاجمنى كلب و انا فى طريقى لهنا
كارمن بقلق و هى تتفحصها جيدا : هل انتِ بخير هل اصابك مكروه ؟ وجهت حديثها لصفيه اطلبى دكتور القصر
راضيه بابتسامه لو كانت تعلم بأنها تقصد اخيها لقتلتها : لم يلمسنى لا تقلقى انا بخير ,,
كارمن : حقا
- اجل ثم اكملت و هى تخرج الفستان الذى قامت بأحضاره لها انظرى جلبت لكِ هذا الفستان لتحضرى به الحفل ايتها الاميرة
كارمن و هى تقاطع حديثها لا داعى له لن يسمح لى سيف بالذهاب ،،

-هتفت بغضب و هى تلقى بالفستان على السرير : الى متى سيظل يتحكم بكِ بهذة الطريقة ؟ و كأنكِ عبده لديه , الى متى ستظلى مختبة و مخفيه عن اعين الجميع هكذا ، هل ما زلتِ تظنين بأنه يفعل ذلك لحمايتك مثلما يدعى هو ؟ بالتأكيد لا كارمن هو يحاول ان يتحكم بكى لا اكثر , هو يريد ان يجعل منكِ نسخه اخرى من ربانزل و لكنها كانت ذكيه و تخلصت من سجنها ذاك و لكن انتِ جبانه لم تحاولى مجرد محاولة لتتخلصى من سجنك هذا !!

=هتفت بحزن : لقد حاولت مره بالفعل نجحت و كما تعلمين قابلت تلك العجوز المجنونه جعلتى اهاب العالم باكمله ، انا انتظر موتى كل يوم انتظر خبر مقتل اخى فى كل ثانية يخرج فيها من القصر لذلك انا احاول ان اتدرب و اقسو على نفسى لاصبح قويه و اتخلص من خوفى هذا و لكى لا اكون جبانة مثلما تقولى .. اعترف بانى متهورة و اتسبب فى المشاكل و لكنى احاول احاول ان اصبح قويه و ابذل قصارى جهدى لاستحق كلمة أميرة ، انا احاول و لكن كل محاولاتى تلك تبوء بالفشل بالاضافه لذلك لا اريد ان اغضب اخى فهو ملجئ الوحيد لقد فنى عمره فى حمايتى و انا اقدر له ذلك ، لذلك اطيع اوامره لاننى اريده ان يكون فخورا بى ، ان كان هذا معنى الجُبن بالنسبة لك اذا ف انا جبانه !!
= هتفت بندم هل بالغت فى ردة فعلى ؟ اقتربت منها و قالت و هى تربط على كتفها احم اسفه
كلمتها تلك جعلت الاخرى تسقط فى دوامه من الضحك بعدما كانت تبكى منذ لحظات فهى تعرف بان راضيه شخصه عقلانية و غير عاطفية و لا تعلم كيفيه تذويق الكلام و تعتبر كلمة اسفة تلك بمثابت تعبيرا عن المواساة بالنسبه لها
كارمن من بين ضحكاتها : انت الوحيده القادره على تغيير مزاجى من الحزن للضحك فى غضون ثوانى .. اتت لى فكره .. ما رأيك ان اعلمكِ كيفيه التعبير عن مشاعرك و انتِ تعلميننى كيف اصبح قويه مثلكِ ؟!
راضيه بأبتسامه حزينة  : لا اتمنى لكِ ان تصحبى مثلى
نظرت كارمن ل صفيه و اشارت أليها بالرحيل لتلبى صفيه اوامرها على الفور ،، لتسالها كارمن : الى متى ستظلون هكذا ؟ انتِ و اخى كلاكما يكابر و يتعامل مع الآخر ببرود و اصبحتم لا تطيقا بعضم البعض ، لم يكن حالكم هكذا مسبقا اعلم بأنكِ تحبينه و هو ...
قاطعتها راضية و تهتف بغضب هو ؟ هو ماذا ؟ اخيكى لا يعرف للحب معنى لا يعلم سوى حب نفسه و السلطة هذا هو مفهومه الوحيد عن الحب ، اخيكى ليس ملاكا مثلما تظنين انتِ ، انا اعلمه جيدا اعلم شره و وجه الحقيقى الذى يخفيه عن الجميع لذلك ف انا مستعده ان اخرج قلبى من مكانه و القيه لكلاب الشوارع ان دق له مجددا ،
كارمن بحزن على حالتهم تلك : لقد حاولت اكثر من مره ان اتخيل ما حدث معكم لتصبحا هكذا و لكننى لم اتمكن من الوصول للسبب الذى جعلكما تكرهان بعضكما
راضية ببرود : من الافضل ليكِ الا تتخيلى
قاطع حديثهم دخول صفيه تخبرهم أن معاد الغداء قد حان ، و ان الملك و الامير غيث فى انتظارهم بالاسفل
راضيه بأستغراب : هل جاء حقا ؟ ؟
صفيه اجل منذ عده دقائق  ..
كارمن : حسنا سلحق بكِ ثم قالت ل راضية هل كان ينوى عدم المجئ !
راضية : اجل و ستعلمين السبب بعدما ترينه ؟!
***

توجهوا الى غرفه الطعام و كان الصمت يعم المكان كان سيف يرأس الطاوله و بجانبه بالجهه اليسرى جال سيف ينظر للطبق امامه و لم يلفظ بكلمها واحدة محاولا التهرب من نظرات سيف الغاضبه مسلطه عليه ..
جلست الفتيات على الجهه الاخرى من الطاولة شهقت كارمن أثر رؤيتها لوجه غيث المليئ بالكدمات و الضربات ارادت التحدث و لكن نظره سيف الحاده اوقفتها لتنظر لطبقها بهدوء و تتناول الطعام
سيف و هو يشير بيده للطاوله :  تفضلوا

ساد الصمت فى الغرفه لم يخرج منها سوى صوت ارتطام الشوك و السكاكين بالاطباق ، كان الصمت مميتا و لم تكره كارمن فى حياتها اكثر من الصمت و الهدوء ذاك فهى تعلم انه الهدوء ما قبل العاصفه
فقد رات نظرات اخيها الحارقه ل غيث فهو يحبه كأخيه الاصغر و لا يريده ان يأذى نفسه بسبب خائنة لا تستحق منه ان يفكر بها او ينطق اسمها ...
تنهد سيف بغضب قبل ان يضرب الطاوله بقبضه القويه لتنتفض الفتاتان فى مكانهما ليقول بحدة :
- الى متى ستبقى هكذا ها ؟ لمَ تفعل هذا بحالك ؟ اتريد الموت ؟ ان كنت تريده ف اخبرنى سألقدمه لك على طبق من ذهب بدلا من ذهابك لتلك الاماكن المشبوه التى لا يوجد بها سوى المجرمين و القتله ثم اكمل بحده : اخر مره أراك بهذه الحاله و ألا اقسم لك سيف سأضعك بالسجن بيدى و لن ارحمك سألقى بالقبض عليكم جميعا و ازج بكم بالسجن ، اريد ان تعلم بأننى على علم بأماكنكم و لم اخذ اى قرار ضدك للآن لاننى لا أريد ذلك و لكن ان واصلت على افعالك هذة سأنفذ تهديدى و لن يتمكن احد من ايقافى

لم يتفوه غيث بكلمه واحده فهو يعرف الملك جيدا و يعلم بأن كلامه هذا لم يكن تهديدا فحسب بل سيفعل ، سيفعل اى شئ ليمنعه من اذيته نفسه حتى لو ان قام بسجنه و وضعه فى زنزانه بمفرده ، فكان سيف يحب شقيقته و ابناء عمه و لكن حبه ذاك كان حبا فريدا من نوعه فهو لا يقبل ان يأذيهم احد او ياذوا انفسهم حتى لو قتل او سجن من يفكر فى اذيتهم و كانوا يعلموا ذلك جيدا بان افعاله معهم ما هى ألا حبا و خوفا عليهم ..
سيف و هو يوجه حديثه للفتيات كلامى هذا موجها لكما ايضا ، لن اسمح لاى منكم ان يؤذى نفسة ايا كان السبب انتم اهم شىء أملكه فى حياتى
ابتسمت راضيه بسخريه ليكمل : ماذا انسه راضيه ألديكِ اعتراض ؟
نظرت له ببرود و لم تجب عليه مما زاد من غضبه و لكنه تجهالها فهو يعلم انها تسعى وراء ذلك فوجه حديثه ل كارمن 
كارمن : أجل ؟
سيف : لقد اخبرتكِ بقرارى بأيقاف تدريبك لقد تراجعت عن قرارى هذا
كارمن بفرحه : حقا ؟
سيف : اجل و لكن بشرط رعد سيصبح مدربك من الآن فصاعدا
اختفت ابتسامتها على الفور و ادارات الاعتراض و لكنه انهى الكلام انهيت حديثى اكملوا انتم طعامكم القى بالمنديل على السفره و غادر ليتركهم ينظروا لبعضهم بتوتر

راضيه : من رعد ؟! 
كارمن  ؛ هو رئيس الوزراء و ذراعة الايمن
هتفت بسخرية : اتقصيدن نسخة اخرى من سيف
كارمن : لا اخى شخص جيد لكن هذا شخص متكبر و مغرور
راضية : حقا لا فائده منك ستظلين عمياء طوال حياتك
نهضت من مكانها سأذهب للشرفه لاشم بعض الهواء النقى
خرجت من الغرفه ليتتركها مع غيث الذى لم يتفوه بكلمه لللآن فقررت كارمن التحدث معه
.....
كارمن : أتريد قهوه؟
كان على وشك الاعتراض و لكنها اقتربت منه و امسكت يده و سحبته بأتجاه التراس لن اقبل رفضك هيا سحبته للشرفة و قامت بعمل القهوه و اعطته اياها

كارمن :  قهوتك سيد مطر؟
سيف بأبتسامه حزينة : مطر ؟ لم نعد صغار كارمن لقد كبرنا
ابتسمت و قالت مداعبه : اجل لقد كبرت واصبحت شابا يافعا يفوقنى بمراحل من يراك هكذا لن يصدق بأننى اكبر منك
غيث بطفولية :  اكبر منى بسته اشهر فقط
كارمن : و هذا لن ينفى حقيقة كونى الاكبر هنا ..ثم اكملت بملامح جادة لذلك يجب ان تستمع لمَ سأقوله لك جيدا : توقف عن ايذاء نفسك فعلتك تلك لن تجدى نفعا و لن تعيدها .. انت تقتل نفسك بالبطئ

هتف بحزن انا ميت بالفعل ، الذى امامك الآن مجرد روح عالقه تنتظر أذن صعودها للسماء
كارمن : و لكنك ما زلت على قيد الحياة و جالس امامى الآن ، حاول ان تتخطاها صدقنى ستجد فتاه افضل منها بكثير ستعوضك عما عانيت ... كل فتيات المملكة يتمنون نظره منك ليضعوا انفسهن اسفل قدميك ، ألا تتذكر لقد كنت دائما تحكى لى كم ان فتيات فصلك بالمدرسه يفعلن المستحيل لتنظر أليهن و لكنك كنت ترفضهن جميعا
غيث بحزن : لقد مات قلبى لم اعد اريد ان احب او اتعامل مع جنس النساء ثانيةَ و لا اريد ان ارى وجه اى واحدة منهن لقد بدأت اشمئز منهن
كارمن : و لكنك تتعامل معى ؟
غيث : هل أنتِ نساء ؟
=هتفت بذهول و غضب : ماذا ؟
-ابتسم لها ليقول : لم اقصد بالطبع انتِ فتاه و لكنِ فتاه بريئه لم تلوثها الحياه تشبهين الاطفال فى برائتك انت غيرهم
هتفت بضيق : و لكن انا لستُ طفله
غيث : هذة ميزة و ليست عيب , انتِ الوحيده التى لم يُمس قلبها بسوء ما زال قلبكِ مثلما هو محتفظ بنقاءه .. سابقا كنت اكره قرار عمى و سيف بأبعادك عن الناس و لكنِ اكتشفتى بعد ذلك انه قرار صائب و فى محله
هتفت بنفاذ صبر : كلامك انت و راضيه متناقض انت تقول بانهم محقين و هى تقول بأنه قرار خاطئ
غيث : ان راضيه تتحدث بعقلها لا انكر انها محقها و لكنى لا اريد ان يتأذى قلبك او يمسه سوء
كارمن : لا تقلق لن يحدث لى شىء وان حدث فخلفى ثلاثة اخوه سيقفوا بجانبى و سنتخطى كل المصاعب معا
ربط على شعرها بحنان و قال بأبتسامه : بالطبع ف نحن الرباعى الذى لا يقهر
ابتسمت له ليبادلها الابتسامه فكان هذا لقبهم منذ صغرهم

يتبع ..
حب أم انتقام
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي