3

الفصل الثالث
الامبراطورة الهاربة
ريلات سليم.


بحركات متتالية بطيئة ترفقها تلك الرموش الغزيرة و الطويلة معلنة عن انفراجها من بعضها البعض ، لتظهر تلك المقلتين ذوات العدسات الزرقاء مستقرة على السقف ، لتمضي عدة دقائق تنظر اليه و لم تتحرك مقلتاها و لا حتى لمرة واحدة .

فتخرج من ثغرها اخيرا " هل انا حية "

و من ثم تستقيم جالسة مع تعابير منتفاجئة ، تلمس رأسها بشيء من الريبة فقد مر ذلك ال مشهد في عقلها و هو انفصال رأسها عن جسدها فتتحدث بتردد

" ألم يقتلني ؟ لماذا ؟ في ماذا يفكر بعد أن أعدم والدي ؟ "

لتجلس ضامة ركبتيها الي صدرها و كل انش منها يرتعد و ينتفض ، غارقة في بئر أفكارها الموحشة

إيف

كيف حدث ذلك ؟ لقد تم قتلي من قبل جنود جلالته .. و تم فصل راسي ، هل هذا مجرد تهيأ ؟ ، لماذا لم يقتلني إذا ؟ ، هل تركني اعيش ليعذبني أكثر انا لا اعرف ما الذي حدث و ماذ يريد مني ، انا اكره هذا الحثالة ، علي قتله بلا تردد ، لقد خدعني  و قتل والدي .


تتساقط دموعها قطرة قطرة معلنة عن بدأ سيل تدفقها فيزداد إرتجافاتها بصورة جنونية

" ابي، ابي لقد قتله " قالتها بنبرة متحسرة باكية أخرجت جملتها المتقطعة لتردف منادية اباها مطلقة صرخة ألم عالية ،  بضع ثواني فقط تندفع من بعدها الخادمات بهلع بسبب صراخ سيدتهم .

تقترب احدى الخادمات منها محدثة اياها بدهشة و خوف " سموك ما الذي يجري ؟ هل انت بخير ؟ "

تنتفض إيف عند اقتراب الخادمة منها ، تحاول إيف النزول من السرير و الوقوف لكن جسدها لم يسعفها لتفعل ذلك فتسقط أرضا بسبب ذلك الجسد الضعيف ، تحاول الخادمات مساعدتها لكنها ترفض ذلك لتجهش بالبكاء و هي تتحسر علي موت ابيها

" لقد قتل ابي، لماذا قتله ما الذي فعله له ، لما لم يقتلني أيضا معه "

ارتسمت الحيرة على وجه الخادمات فما الذي تقوله سيدتهم هل راودها كابوس ما أو جنت ؟ ، فتتحدث إحدى الخادمات املة تهدئتها

" والدك بخير سموك ،. فقط اهدئي "

فتتحدث إيف بلا وعي " لقد مات لقد قتله و خدعني "

تقترب الخادمة من إيف و تشدها من كتفها و تقول بحزم " سيدتي استيقظي ، والدك ما زال حي و هو في قصره و دوقيته "

تتسع أعين إيف قبل أن تغرق مرة أخرى بالدموع لتردف الخادمة " هل تريدين رؤيته سارسل له رسالة ليأتي لرؤيتك هل يمكنك الهدوء ستنهارين مرة أخرى جلالتك "

لتقول إيف وهي تشد ملابس الاخرى " اريد ان اراه انتي لا تكذبين علي صحيح ؟ ، ارجوك أخبريني الحقيقة "

تعانق الخادمة سيادتها التي تكون هذه المرة الأولى لها و هي ترى سيدتها بهذا الضعف حتى أنها تترجاها .. ماذا حدث لها حقا لتنكسر هكذا ؟ فقد كانت قوية بالأمس فتجيب الخادمة بنبرة شبه باكية و تحاول التماسك أمام سيدتها

" كيف لي أن اجرؤ على الكذب على سموك ، تماسكي قليلا و سيكون والدك امامك هنا "

ابتسمت إيف بشيء من الراحة لتغمض عينيها و تغرق في اللا وعي ، فشعرت الخادمة بثقل جسدها لتهتف " سموك ، سموك هل انتي بخير "

و لكن لم تجد أي استجابة منها فتهلع مع الأخريات و يقمن باخذها لسريرها و جلب الطبيب الملكي لها .






في المكتب الذي يجلس فيه ذلك المستبد غارقا في تلك الملفات ليشتت انتباهه من عمل صوت طرق على الباب ليسمح لمن خلفه بالدخول بعد أن أطلق تنهيدة طويلة تعبر عن مدى انزعاجه ، و ذلك بسبب انتشاله من وسط تركيزه .

تدخل فتاة بزي خادمة تحي امبراطورها بصورة محترمة ليقول بصوت بارد بعد انتهائها " ماذا هناك ؟ "

فتحدثت الخادمة بنبرة محترمة بها لمن أمامها " لقد جئت سموك بطلب من أجل سمو الإمبراطورة ، لقد انهارت مرة أخرى و هي الآن في وضع حرج هذا ما قاله الطبيب الملكي "

فيهمهم بشيء يدل على انه يستمع لها فتردف الخادمة " تريد الإمبراطورة رؤية والدها ، فهي تظن أنه قد مات ، لقد كانت تبكي حتى انهارت و هي تردد أن والدها قد تم قتله ، و قد تم خداعها "


لينظر عليها بنظرة باردة و يقول" و ماذا في ذلك ؟ ، إذا كانت تريد أن ترى والدها فالتطلب حضوره ما كل هذه الدراما "

توطأ الخادمة رأسها مخفية علامات الحزن و الشفقة على سيدتها فيضيف بنبرة حادة " امل ان لا تزعجيني بمثل هذه الأشياء مرة أخرى ، كل ما يعني الإمبراطورة لا يجب أن يتعدى حدودها ، اذهبي و لتفعل ما تريد "

خرجت الخادمة مع علامات الحزن تزين محياها فتتنهد و هي تقبض علي يدها ، فتأخذ شهيقا و زفيرا لكي تهدأ .






بعد قليل ...


بأعينه الزرقاء القلقة التي تماثل أعين ابنته جاء راكضا ليجثو قرب سرير ابنته الضخم ، الغارقة في نومها بوجه شاحب و جسد هزيل ، ليبدو الحزن على وجهه بسبب شكل ابنته الذي يراه .

تحدثت إحدى الخادمات بنبرة هادئة " سمو الدوق انها نائمة الان ، لقد قال الطبيب انها ستكون بخير "


لم يرد الدوق عليها فقط اغمض عينيه بتعب فهو يعلم أن ابنته ليست بخير ابدا ، و يعلم أن الخادمة تريد تهدئته فقط و إزالة القلق عنه ، و لكن كيف لاب أن لا يقلق عند رؤية طفلته بهذا الشكل ؟ ، كيف له أن يهدأ هيجان قلبه حتى لو كان ما تقوله صحيح ، فشكلها وحده يحدثه عن حالها .

توقف الوقت بسبب الصمت الذي جال في الغرفة ليقطعه الدوق محدثا الخادمة " ما الذي حدث بالظبط ؟ "



لتحكي له الخادمة كل ما حدث لتظهر إمارات القلق على وجه الدوق فما تقوله الخادمة غريبا قليلا !! فهل كانت تحلم واقعيا بقتل والدها ليجعلها تصدق حقيقته أكثر من الواقع ، ليقول بنبرة هادئة

. " هل تقولين انها كانت تصرخ بأني قد تم قتلي "

لتومأ الخادمة و تقول " أجل ، هذا ما حدث "

الدوق " و قد أرسلت لي الرسالة لكي تصدق بأني علي قيد الحياة"

فتقول الخادمة " أجل سيادتك و قد كانت تبكي بشدة ، حتى أنها انهارت في النهاية "

يتنهد الدوق و هو يقوم بتدليك مقدمة رأسه فيقول " ماذا فعل جلالته ؟ "

احنت الخادمة رأسها بعجز و لم تستطع قول كلمة فكيف ستقول لاب أن زوج ابنته لم يهتم بما يحدث لابنته ليردف الدوق بحزم عاقداً حاجبيه " تحدثي "



فتقول الخادمة بشيء من القلق و هي تعلم أنها لا يجب أن تحدث احد بما يحدث في القصر ، و رغم كل ذلك تعرف ان كل ما في القصر يجول على الكل ،. و كما يجب على الأب أن يعلم ما يحدث لابنته المسكينة

الخادمة بعد صمت " لم يفعل شيء و لم يهتم بذلك "

شد والد إيف قبضته و صر على أسنانه بقوة لتظهر عروقه منها ، تبين مدى غضبه الذي يحاول كتمانه ،

اخذ شهيقا طويلا طاردا كل ما في عقله من ثم يولي انتباهه على ابنته التي سمع همهمة صغيرة منها .

ارتسمت ابتسامة منكسرة على وجه والد إيف عند رؤية عيناها الباهتة فتبادله النظرات المبهمة دون وعي بما يدور حولها .

يخرج من فاهه صوت اجش مرتعد ينادي باسم ابنته " إيف "
يردد اسمها مرة أخرى عندما لم يجد منها استجابة فيردف بنبرة عميقة

" هل انت بخير يا إيف ؟ "

فترتعش عينيها عند توغل صوت والدها داخل اذنيها لتتساقط قطرات ثخينة من عينيها معلنة عن سيل دموعها من جديد .


***
ايف
فتحت عيناي لتتجسد صورة والدي أمامي لتستقر عيناي عليه غير مصدقة بأن ما كان أمامي حقيقة أو خيال مترددة في تصديق ما أراه ليتخلخل صوته اذناي ، هذا الصوت الذي كان دائما هادئا و رزيناً ، الان يبدو مرتعدا قلقا ، هل هذا هو والدي ام انا يتخيل لي فقط ، إذا كان هذا حلما لا أريد الإستيقاظ من هذا الحلم .


ارجعني الى واقعي صوت والدي العميق الحاد لتتساقط دموع عيناي بدون تصديق لما اراه امامي ، فاستقيم متجاهلة كل الألم و الإرهاق و ارتمي في أحضانه و هو يضمني بقوة الى صدره الدافئ فاجهش بالبكاء من دون توقف لينتشر صوت نحيبي في الأرجاء .

استقرت حالة إيف بعد أن هدأت من البكاء و هي في أحضان والدها لتتحدث بصوت مرتجف باكي

" ابي هل هذا انت حقا ؟ انت هنا حقاً ؟ "

تتحرك يد الدوق ممسدة رأس ابنته بصورة تلقائية ليجيبها بنبرة هادئة دافئة أدخلت الأمان الي قلب ابنته " أجل يا إيف هذا انا "

تقبض إيف علي قميص والدها بشدة كأنها تخاف أن يتركها و يرحل و تقول " ابي ارجوك لا تتركني وحدي "

يكتسح الحزن ملامح والد يف ليقول بنبرته الحزينة و الحانية " لن اتركك إيف "

" اقسم لي "
تشدد إيف علي ابيها غير مفسحة له أي مجال للخروج من ما وقع فيه ليقسم مستسلما لمطلب ابنته الذي بدى سهلا في بادئ الأمر

" اقسم لك إيف سأبقى بجانبك لأطول فترة تريدينها "

لتكرر إيف سؤال والدها غير مصدقة " هل انت حقا حقيقي و انني لست في حلم ؟ "

فيجيبها والدها بنكران " الا تصدقين ذلك و انتي بين أحضان والدك الان ؟ "

ليخرج صوتها بنبرة منكسرة " لاني بين أحضانك الان و أشعر بذلك الدفئ منه لا أصدق أن هذا حقيقي أخشى أن أفتح عيناي و يصبح كل هذا الدفئ حلما "

" انظري الي إيف و ثقي بي انه انا والدك انه الواقع الا تثقين بي " تخرج تلك الكلمات من فمه علها تهدأ إيف فتجيبه الاخرى و هي ماتزال تبكي

" انا أثق بك "

" إذا انظري إلي "

تتتفرق تلك الرموش الطويلة عن بعضها مظهرة تلك العينين المحمرتين المنتفختين اللتان تشيران الي كمية تلك الدموع التي قد ذرفت من قبلهم .

تتلألأ عينيها ببصيص الأمل الذي يشع عليها برؤية تلك العينين المتماثلتين مع عينيها ، فتبتسم لا اراديا بشيء من السعادة و تتمرد مرة أخرى من عينيها تلك الدموع ، لكنها الان تعبر عن مدى سعادتها لان ما كانت تأمل انه حقيقة ، اتضح امامها .. لتتحدث

" ابي .. ارجوك ، خذني معك ، انا اختنق هنا "

فيحدثها والدها بنبرة متسائلة " ماذا حدث يا إيف ؟ "

فتخرج نبرتها بصورة مرتعدة و جسد يرتعش " ارجوك خذني الي الدوقية فقط هل يمكنك ذلك "


تتمالك نفسها لبضع ثواني و تتحدث بصورة مترجية " انا اعلم ان هذا صعب لكن فقط ارجوك  ليوم واحد "

فيربت علي كتف ابنته بطريقة مهدئة اياها مخيفة أن تتلاشى ليقول " لا شيء يصعب و يغلى على ابنتي العزيزة ، فقط تحسني و سنذهب الي هناك معاً "

فتقول بصوت اشعر والدها انا عادت كطفلته الصغيرة جداً " هل هذا وعد ؟ "

ليبتسم لها مطمئنا " أجل ، انه وعد "

تغمض إيف عينيها و شفتيها ترتسم بسعادة لم تحلم بها من قبل . و هي تحلم بذلك اليوم الذي ستتنفس فيه بعض من الصعداء و تشعر به بالراحة .





في اليوم الموالي لقدوم والد إيف اصرت إيف على الذهاب لدوقية والدها ، بالرغم من أنه يريد ذهابها الا انه خاف ان ترهق و تصاب بالاعياء أكثر من ما هي عليه ، لكنه لم يكن لديه خيار سوى ان رضي بمطلب ابنته الوحيدة ليسعفها الي دوقيته من دون تردد ، في بادئ الأمر خال بأنه سيجد بعض من الصعوبة في موافقة الإمبراطور على ذلك لكن ما ادهشه انه وافق بكل سهولة من دون أن يرفق اي كلمة كعذر أو سبب ، و لكنه حمد ربه لذلك في النهاية رغم انه شعر ب الاهمال الشديد تجاه ايف من الذي يدعى زوجها .






تسرب ذلك الرحيق العبق من الأنواع المتعددة من الأزهار و الأعشاب الخريفية نحو أنف إيف أثناء جلوسها بإهمال في العربة و هي تنظر للخارج بأعين مشرقة ، بينما والدها ينظر لها بعمق مفكرا في ما مرت به ابنته و كيف آلت بها الأحوال الى هنا .


تنهد بعمق من وسط أفكاره ليطرد تلك المنغصات بعد أن رأى ابتسامة ابنته ، لقد كانت نقية في نظره فهذه اول مرة يرى فيها ابتسامة ابنته، منذ فترة طويلة .


و قد كانت أول مرة أيضا يرى ضعفها و هي كانت دائما فتاة قوية في نظره ، و ومنذ القليل من الوقت كادت أن تتلاشى ، الا انه يراها الان و هي تبتسم بسعادة لأنها عادت الي كنفها .


هل كان مخطئا عند تسليم ابنته لذلك الزواج ؟ ، هل لم يكن يهتم بها ك ابنة و يعطيها حقوقها ؟ ، ام انه فقط تجاهل كل شيء ، و ثبت في عقله أن كونها إمبراطورة هي ما تحلم به كل إمرأة و ما يجعلها سعيدة ، و قد أجاب على نفسه في النهاية أن كل ما في عقله صحيح ، فقد كان ابا مهمل و فاشل اذ ترك ابنته التي ظن انها قوية بدون سند و دعم ، فالكل يعلم انه لن يستطيع شخصا الوقوف وحده ما لم يجد له دعامة ي ترتكز عليها، و إيف كانت وحيدة تسقط و تميل لوحدها من دون يد تمسك بها، لقد فكر بما ان ابنته لديها لقب الإمبراطورة فليس هنالك ما سيقف أمامها و سيكون سنداً ، و لكنه في ذلك الوقت كان يجب عليه أن يتذكر بأنه يجب على السند أن يكون شيء مادي لكي يدوم ٠




" لقد وصلنا ، جلالتك "

قاطع أفكاره صوت السائق بعدما أوقف العربة و هما لم ينتبها لوصولهما ، فرغم كونهما متواجدين معا الا ان اي منهما كان غارق في أفكاره من دون قول كلمة لمدة ساعتين كاملتين .




شهيقا هادئ و يتبعه زفير بنفس الدرجة يخرج من فم إيف قبل تمسك بيد والدها ، لمساعدتها على النزول . تنظر لذلك النفير المرتص من الخدم الذين ينظرون لسيدتهم بنظرة شوق و شفقة لذات البشرة الشاحبة و الجسد الهزيل و الأعين المنتفخة التي تكسوها الهالات الحالكة . و ب خطوات معدودة تمشيها و هي تشعر بالدوار الذي سببه الإجهاد و الاعياء لكنها تتجاهله لتمشي برصانة و هدوء ..


يستشعر والدها اعيائها ليقوم من دون أي مقدمات بحملها بين ذراعيه ، في تلك الحالة كان يجب على إيف ان ترفض ذلك و تطلب من والدها أن ينزلها لكن ذلك ما لا تريده ، لتتعمق في عطر والدها الاخاذ الذي لطالما شعرت بالأمان عند اشتمامه بقربها فتسند رأسها مستسلمة لارهاقه ا، فإذا ما لم تظهر ضعفها لوالدها فإلى من ستفعل ؟ .

تظهر ابتسامة صغيرة على وجه والدها بعدما تجاوبت معه وتعود كطفلة صغيرة تعتمد على ابيها و لم تظهر أي اعتراض من قبلها.




***
يقف الدوق أمام  شخص يبدو في بداية عقده الخامس بوجه صارم و شعر رمادي بسبب اكتساح الشيب راسه و بشرة قمحية فيقول ؛ ذو الشعر الرمادي بوقار

" مرحبا بعودتك سموك كيف حال سموها ؟ "

يصنع والد إيف ابتسامة هادئة و يقول " الى الان هي بخير "

ليكمل بعد أن اغمض عيناه بشيء من قلة الحيلة و يقول " فالتطلب من الخادمات أن يجهزو حماما دافئا لايف "

يحنى ذو الشعر الرمادي رأسه بطاعة واضعا يده علي صدره فيقول بنفس نبرته

" حسنا سيدي ، تحت امرك "





تزداد تلك الإضطرابات المستمرة من ارتعاش الجسد و سرعة التنفس و التعرق الغزير ، فتصدح من بعدها شهقة طويلة مرتعبة من ذات الشعر الوردي و هي تضع يدها علي صدرها من خوف فقد مرت ثلاثة أيام منذ استيقاضها و ما زالت تتكرر عليها تلك المشاهد بصورة أحداث متقطعة و كانت تبدو كالحقيقية تماما و ما قد زاد الشك بها هو خبر انها حامل ، فقد بدأت كل تلك الأحداث بعد حفل الإمبراطور اي بعد تأكيد حملها .

" صباح الخير سموك "

صوت خادمة شابة ذات مظهر بسيط يلفت انتباهها، لتلتفت بصورة لا إرادية فتردف الخادمة مرة أخرى  عند ملاحظتها لتعرق سيادتها و تنفسها غير المنتظم

" هل انت بخير سيدتي ؟ "

فتبتسم إيف ابتسامة باردة قليلا و تقول " نعم انا بخير "

تساعد الخادمة إيف على النهوض فقد ما زالت ضعيفة فتقول الخادمة

" لقد جهزت لك الحمام سيريحك بعض الشيء "

تهمهم إيف بشيء من القبول ، لتغمر جسدها بعد وصولها لحوض الحمام بالماء لتسري شيء من الرعشة في جسدها إثر ملامستها للماء الدافئ .

تغرق إيف رأسها في الماء بعد استنشاقها لكمية هائلة من الهواء لتغوص في ذلك الكابوس البغيض ، الذي بات ممل بعد الآن من كثرة تردده عليها في اي لحظة تغلق فيها عينيها .

تخرج شهقة طويلة لانقطاع الأكسجين من رئتيها بعد أن أخرجت رأسها من الحوض مسندة رأسها علي الحوض بوهن

تتقدم الخادمة بمنشفة بيضاء تجاه إيف فتحدثها بوقار " سموك لقد اكملتي ساعة و انتي تستحمين الا يجب عليك الخروج الان ؟ "

تهمهم إيف بالموافقة ، من دون إخراج اي كلمة ، فتقوم الخادمة لمساعدتها لييغادرن غرفة الحمام .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي