الفصل السادس

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين

رواية عبق الماضي
الفصل السادس

بعدما ترك بسمته وأطمئن بالهُ عليها ،، كان عائداً بطريقه إلي مقر عمله يتحرك بخٌطيً ثابته تنم عن ثقتهُ بنفسة اللامحدودة ،، كاد أن يصل إلي المرسا التي ترسو عليه تلك الباخرةً العملاقة ، لولا خروج ذاك الرخيم الذي قطع طريقةٌ و وقف أمامهٌ بطولهٌ الفارع وجسدهِ العريض كسدٍ منيع ناظراً إليه بغلٍ وحقدٍ دفين

و أردفَ قائلاً بتساؤل بنبرة صوته الغليظة الرخيمة ٠٠٠إنتَ بقا تبقا الباشمهندس الإسكندراني اللي بيقولوا عليه ؟


ضيق حسن عيناه و هو ينظر إلي ذاك الغريب مٌستغربً هيئته الغاضبة و نظراتهُ النارية الحادة التي يرمقهُ بها وتحدث مُتسائلاً إياه بتعجب ٠٠٠ إنتَ مين يا جدع إنتَ ، و تعرفني منين ؟
وأكمل مُتسائلاً بإستفهام ٠٠٠ و مين هما دول اللي بيقولوا عليا  ؟


وقف أمامهٌ بندية و نظر لداخل عيناه بشرٍ و حقد و تحدث بفحيحٍ كفحيح الأفعي ٠٠٠ أنا أبقي ناجي إبن عم بسمة و خطيبها ،، بسمة اللي إنتَ بكل بجاحة إتجرأت و روحت طلبت إيدها من أبوها و هي تعتبر علي ذمتي


إستغرب حسن حديث ذاك المُستفز و تحدث إليه بنبرة أكثر إستفزازاً ٠٠٠ و لما سيادتك تبقا خطيبها زي ما بتقول أبوها وافق علي طلبي لخطبتها و إداني كلمة راجل و وعد لية إن شاء الله ؟؟


أجابهُ ناجي بنبرة صوت غاضبه و نظرة عيون حادة تطلقٌ شزراً يكادُ يُشعل كل ما يقابلهُ بطريقها ٠٠٠ عمي وافق علي طلبك لأنه كان ناسي كلمته اللي إداها لأبويا زمان لما طلبها لي منه ،،

و أكمل مُبرراً حديثهُ بثقة مزيفة و حديثٍ كاذب ٠٠٠ و كمان لأنه كان فاكر إني خلاص صرفت نظر عن موضوع خطوبتي من بسمة، إكمني ما أكدتش عليه طلبي وفاتحته فيه من جديد


تحدث إليه حسن بقوة وتعقُل و ذلك منعاً لإثارة المشاكل و بعدما إستشف الكذب من عيناي ذاك الناجي   ٠٠٠ و الله الكلام ده تقدر تروح تقوله لعمك مش ليا أنا خالص ،، و ياريت كمان تروح تقعد مع عمك و تحاول تحل معاه مشاكلك العائلية دي بعيد عني وعن مكان شُغلي ،، 

وأكمل بإستئذان كي يُنهي هذا اللقاء السخيف ٠٠٠ بعد إذنك


و آستدار ليٌغادر حتي يٌدلف إلي مكان عملة ،، أوقفته بالإجبار كف يد ناجي القوية التي جذبته من كَتفه بعنفٍ و قوة فاضطر حسن علي الوقوف من جديد وأستدار إليه و نظر لهٌ بسودويتاه التي أظلمت من شدة غضبها من فعلته ،، ثم أمسك يدهٌ الموضوعة علي كتفه و نفضها بعيداً عنهُ في الهواء بحدة بالغة


مما أستدعي إستغراب ذاك الناجي الذي تحدث إليه بنبرة تهكمية ٠٠٠ إسمع يا أبن الناس الكلمتين دول علشان أكون برأت ذمتي من ناحيتك و ما تقولش إني أخدتك علي خوانه و ما نبهتكش

و أكمل بحديث ذات مغزي لتخويفهُ و إدخال الرعب داخل قلبه ٠٠٠ إنت باين عليك غلبان و مش بتاع مشاكل و منتاش قدي ولا قد زعلي و غضبي ،،


واسترسل حديثه بنبرة تهديدية صريحة ٠٠٠ أحسن لك تبعد عن إبتسام و تشيلها من دماغك و كأنك ما شفتهاش من الأساس ،  و ده طبعاً لو كت عايز تكمل هنا في أسوان و إنتَ مطمن علي نفسك وضامن أمانك و حياتك


إستشاط داخل حسن من تهديد ذاك الأرعن له و أردف قائلاً بنبرة حادة و عيون غاضبه تُطلق شزراً مما يدلُ علي شدة غضبه ٠٠٠ طب إسمع إنتَ بقا الكلمتين دول و حطهم حلقة في ودانك علشان ما تنساهمش ولا تنساني أنا شخصياً ،، إنتَ طبعاً فاكر إنك هتهتني و تخوفني بشوية الكلام السخيف اللي إنتَ حافظهم لي و جاي تسمعهم لي دول

وأكملَ مٌسترسلاً حديثهٌ بتأكيد ٠٠٠ بس خليني أخيب ظنك و أصدمك و أقول لك إنك غلطت و وقعت نفسك مع الشخص الغلط ،،و لو مش مصدق كلامي روح إسأل عن حسن المغربي وإنتَ تعرف إنك غلطت لما قررت تيجي لحد عندي و تهددني

  
وأكمل مُشيراً إليه بأصابع يده في حركة تهديدية و نبرة صوت حادة غاضبة ٠٠٠ و إسمع بقا من الأخر علشان تريح نفسك و تريح قلبي معاك


وأكمل مؤكداً ملكيته لحبيبته السمراء ٠٠٠ بسمه أنا أخدت كلمة شرف و وعد من أبوها بإنها تكون ليا ،  يعني بالعربي كده خلاص بقت خطيبتي والباقي كله مجرد شكليات ،، 


وأكمل محذراً إياه بسبابته من جديد ٠٠٠ وأنا بقا اللي بحذرك و بقول لك تبعد عنها نهائي و تنسي كل كلامك السخيف اللي قولته من شوية ده و إلا والله هتشوف مني وش مش هيرضيك ولا هيعجبك


إتسعت حدقة عين ناجي مُتعجبً من أمر ذاك الجرئ و أبتسم بجانب فمه بطريقة ساخرة و أردف قائلاً بنبرة تهكمية ٠٠٠ الله الله الله  ،، ده الباشمهندس طلع عندة لسان و بيعرف يتكلم و يهدد كمان يا ولاد ،،

وأكملَ بشرٍ و وعيد ٠٠٠ طب إسمع إنتَ بقا نهاية الكلام و اخرة زي ما بيقولوا ،،

و أكمل بتأكيد ٠٠٠ بسمة تنسي إنك شفتها و تشيلها من دماغك نهائي،، و الكلام الأهبل اللي سمعته من عمي تشيله من راسك و كأنك ما سمعتوش من الأساس ،،

و أكمل مهدداً إياه بسبابته المشيرة أمام وجهه ٠٠٠  ده لو كنت حابب تحافظ علي حياتك و تحميها من شري و غضبي عليك ،، أنا حظرتك يا أبن الناس و إنتَ ليك الإختيار ،، و لو حصل غير اللي أنا عاوزة و طلبته منك ساعتها بقا ما تبقاش تلوم حد غير حالك إنتَ


وأسترسل حديثه بنبرة تهكمية ساخراً منه   ٠٠٠ سلام ياااا ،،،  يا أبن الأكابر


كانت تلك أخر جملة نطقها ناجي و رحل بعدها مباشرةً تاركً حسن ينظر لأثره بشرود و أستغراب لحال ذاك الذي تتطاير من عيناه شرارات الشر والغضب و يبدوا علي هيئته و اخلاقه الإختلاف الكُلي عن أهل بسمة ذوات القلوب الطاهرة النقية  


ضل ينظر في أثره بعدما اختفي عن عيناه ثم إبتسم ساخراً و لم يعطي لحديثهٌ أي إهتمام أو جدية ،، بل أقنع حالهٌ بأنه مجرد حديث لشخصٍ غاضب لا أكثر و تحرك للامام متجهً إلي الباخرة من جديد


دلف لداخل غرفته المشتركة مع أشرف وجده يعتلي تخته مُسطحً علي ظهرة،،  فتحدث إليه حسن بإبتسامة بشوشه و وجهٍ مُشرق ٠٠٠ يا مساء الفل علي أحلا باشمهندس ميكانيكا في النيل كله


نظر له أشرف بإستغراب وبات يتلفت يميناً ويساراً باحثً بعيناه عن المقصود بذاك الإطراء اللطيف و الذي لم يعتاد علية من ذي قبل
ثم تحدث إلية متعجبً وهو يُشير إلي حالة بسبابته بتعجب ٠٠٠ إنتَ بتكلمني أنا يا حسن ؟!


ضحك حسن و تحدث إليه بنبرة مُداعبه ٠٠٠ طبعاً بكلمك إنتَ،، هو فيه حد هنا غيرنا إحنا الإتنين يا هندسه


إبتسم لهُ أشرف و تحدث مداعبً صديقهُ بملاطفة ٠٠٠ دي الغزالة شكلها رايقة علي الآخر يا باشا ،،

وأكمل و هو ينظر إلي عيناه بتمعن شديد ٠٠٠ إلا قولي يا حسن،، هو الحب بيحلي الشكل و يسلطن المزاج أوي كدة ؟


قهقه حسن بصوتٍ عالي و تحدث بعيون هائمة حالمة ٠٠٠ بس ده مش أي حب يا أشرف   ،،  ده حب بنت أسوان السمرا اللي شقلبت حياتي و خلتني أشوف الدنيا بطعم و لون جديد عمرة ما مر عليا في حياتي قبل كده


أردف أشرف مُداعبً صديقه ٠٠٠  سيدي يا سيدي علي العشق  ،،  إوعدنا يا رب و أرزقني بقصة حب صادقة زي ما رزقت إبن المغربي


إبتسم حسن و أخرج تنهيدة عالية ثم أرجع ظهرهُ مُستنداً خلف تخته و نظر أمامه متذكراً سمراءه وإذ بإبتسامة خلابة إعتلت ثغرهِ عندما تخيلها وهي تبتسم له وتحدثهُ بحماسها وجمالها الأخاذ


ثم تذكر ذاك الناجي و تحدث إلي صديقهُ بنبرة ساخرة مقلله من الحدث ٠٠٠ نسيت اقول لك،، مش بسمة طلع عندها إبن عم معتوة وهربانه منه

ضيق أشرف عيناه وتساءل بإستفهام ٠٠٠ هربانه منه إزاي يعني

أجابهُ حسن بضحكه ساخرة ٠٠٠ قال ايه البيه بيقول لي إن ابوة قبل ما يتوفي كان طالب له إيد بسمه من أبوها ،، و بيطلب مني أبعد عنها و أنسي إني شفتها من الاساس وإلا ما الومش غير نفسي علي اللي هيحصل لي من غضبه


إستغرب أشرف الحديث و تحدث إليه قائلاً بإرتياب ٠٠٠ و إنتَ ليه واخد اللي حصل بينكم علي إنه مجرد كلام و السلام ،،

و أكمل بنبرة يشوبها القلق ٠٠٠ مش يمكن الراجل ده يكون جادي في تهديده ليك و فعلاً يحاول يأذيك لو ما سمعتش كلامه و بعدت عنها


اطلق حسن ضحكة عالية و تحدث ساخراً من حديث صديقهُ الذي أخذ تهديد ذاك الأرعن علي محمل الجد ٠٠٠ إسمعني يا صديقي وخدها مني حكمه ،، اللي بيبقا ناوي علي الأذية و الغدر ما بيقولش ،، و اللي بيقول و يتكلم كتير تأكد إن عمرة ما هيعمل

نظر لهُ أشرف وأقتنع بحديث صديقهُ وأكملا تسامرهما في موضوع جديد


                ○○○○○○¤○○○○○○


داخل محافظة الأسكندرية

في المساء بمنزل عائلة المغربي
وبالتحديد داخل المطبخ كانت ثُريا و منيرة و عزيزة تقِقنْ علي قدمٍ وساق و هُن يٌجهزن ألذ و أشهي المأكولات البحرية التي يعشقها حسن لتقديمها له فور عودته بعد كُل هذا الغياب الذي تخطي الشهران


أما بالخارج كانت منال تُجهز مائدة الطعام المُستطيله و تضع عليها الصحون و كأوس الماء و باقي الأغراض المطلوبه للتحضير بصحبة راقية و التي تحدثت بنبرة خبيثة كي تستدعي غضب منال و تجعلها تثور علي الوضع الغير لائق بالنسبة لها ٠٠٠ ناس تقف زي الهوانم في المطبخ تجهز الأكل و تطبخ

وأكملت بنبرة ساخطة وهي تُشير إلي حالهما بإعتراض ٠٠٠  و ناس تقف تجهز السفرة و ترص الاطباق و السكاكين زيها زي عمي عبدة السفرجي


و لما الكُل يقعد علي السفرة و يدوق الأكل يقعدوا يمجدوا و يشكروا في قد أية روعة و طعامة أكل منيرة هانم و الكونتيسه عزيزة ، ده غير طبعاً البرنسيسة ثُريا ، دلوعة العيلة كلها اللي بتاخد نصيب الأسد من المجاملات و الكلام الحلو و اللي طبعاً بيخليها تتغر و تشوف نفسها و تترسم علينا أكتر و أكتر


وأكملت بنبرة ساخطة ٠٠٠ أما أحنا بقا اللي بنقف علي رجلينا نرص السفرة و نجهزها قبل الأكل، و بعد الأكل نلمها و ندخل الاطباق المطبخ و لا حد بيذكرنا بكلمة شكر واحدة  ،، كإننا هوا و مش موجودين قدام عنيهم من الأساس


نظرت إليها منال بذهول و تعجُب و تحدثت بنبرة مُستغربة مُشمئزة غير مستوعبة ما تفوهت به تلك الفضولية المُتحشرة  ٠٠٠ أنا حقيقي مش مصدقاكي يا راقية  ،،  إنت فعلاً زعلانه إنهم مانعينك تدخلي المطبخ علشان تقشري توم و تقطعي بصل و تخرطي قُلقاس ؟؟


وأكملت بإستحسان و نبرة ساخرة  ٠٠٠ أنا عن نفسي شايفه إني محظوظة جداً إن رجالة البيت ما بيعرفوش ياكلوا غير من إيد الثُلاثي المرح نساء أل المغربي

وآسترسلت حديثها بنبرة جادة ٠٠٠ أول حاجه أنا أصلاً ما بعرفش أطبخ و لا بحب المطبخ و لا الوقفه فيه من الأساس


و بعدين إحمدي ربنا إنهم سمحوا لهنية تدخل المطبخ علشان تغسل المواعين

وأكملت بنبرة ساخرة و هي تقوم بتقليد والد زوجها مُحمد قائلة ٠٠٠و أنكل محمد ما وقفش و نفش ريشه علينا و قال،، أنا مبحبش حد غريب يدخل مطبخ أمي الله يرحمها علشان كدة منال و راقية هما اللي هيغسلوا المواعين 

 
جحظت أعين راقية و تحدثت بإستهجان ٠٠٠ أهو ده اللي كان ناقص كمان إننا نغسل لهم المواعين و نخَدِم علي هوانم البيت وهما بيطبخوا

ثم تحدثت بنبرة جادة مُعترضة ٠٠٠ بس بجد يا منال أنا إبتديت أحس بالإهانه من قرار عمو محمد بمنع أي حد من إنه يدخل المطبخ غير ثلاثي أل المغربي دول كمان 


وأكملت بنبرة ساخرة وهي ترفع قامتها للأعلي مقلدةً إياه ٠٠٠ قال أيه،،  التلاتة وارثين نَفَسْ أمي الطِعم الله يرحمها في الأكل 


ضحكت منال علي تلك الراقية وتحدثت إليها بإعتراض علي حديثها ٠٠٠ إهانة أيه بس يا بنتي اللي إنتِ حاسة بيها وبتتكلمي عنها دي ،، 
وأكملت وهي تفرد كفي يداها أمام ناظريها وتنظر علي أظافرها بملامح وجه مُكشعرة  ٠٠٠٠أنا بالنسبة لي الإهانة اللي بجد هي وقوفي في المطبخ و تقشيري للبصل و ظوافري اللي قاعدة أربي فيها واظبطها تبوظ وتتكسر
واكملت بإشمئزاز ٠٠٠٠ يااااي،، ده أنا جسمي قشعر من مُجرد بس التخيل


نظرت إليها راقية ولوت فاهها إعتراض علي حديثها الفارغ بالنسبة لتفكيرها،، فلكُلٍ منهما تفكيرها المختلف كُلياً عن مثيلتها،،  ولكن إجتمعتا علي الغيرة و الحقد علي ثُريا التي لا ذنب لها سوي هدوئها وقلبها الرحيم الذي يتسع للجميع و يطبطب علي قلوبهم برقتها و جمال روحها الفريد

꧁꧁꧂꧁꧂꧁꧂꧂          


بعد قليل كانت ثُريا قد إنتهت من إعداد قائمة أصناف الطعام الكبيرة و ذلك بمساعدة والدتها و زوجة عمها  ،،  و بعد أن إطمأنت علي الإستعدادات صعدت إلي شقتها و دلفت إلي المرحاض ،، خلعت عنها ثيابها المحملة برائجة الطعام و أخذت حمامً دافئً أنعشت به حالها و زالت به عناء يومها الشاق  ،،


خرجت و أرتدت ثيابها و صففت شعرها بعنايه و نثرت عطرها الهادئ فوق جسدها بسخاء إستعداداً لمقابلة شقيقها المقرب إلي قلبها


ثم فتحت صندوق المجوهرات التي تتزين بها و نظرت بداخله بتمعن لتختار شئً مناسب ترتديه بسهرتها  ،، وجدت تلك القلادة الرقيقة التي كان قد أهداها لها عز مٌنذٌ الكثير و الكثير من الأعوام و لم ترتديها و لو حتي لمرة واحدة 


سعد داخلها و تلمستها بيدها تستعيد تلك الذكري الغالية عليها ،، فهي حقاً تعتبر عز شقيقها الرابع و تكنٌ لهٌ إحترامً كبيراً و لهٌ داخل قلبها البرئ مكانة مميزة تخصة لحاله


فاقت من شرودها علي صوت أحمد و هو يناديها و يبحث عنها من الخارج فتحدثت بنبرة حنون لتستدعيه للدلوف إليها ٠٠٠ أنا هنا يا أحمد


دلف للداخل وجدها واقفة أمام مرأتها تتزين وتتهئ للنزول إلي الأسفل لإستقبال شقيقها الغالي التي إشتاقته حد الجنون ،، إبتسم لها و تحرك إليها حاضناً إياها بشدة من الخلف ،، ثم دفن أنفه داخل عٌنقها و تحدث بنبرة حنون و هو يشتم عبيرها الذي يعشقهُ ٠٠٠ بعشق ريحتك اللي أحلا من المسك و العنبر يا حبيبتي


إبتسمت خجلاً و تحدثت بنبرة حنون خجلة كعادتها ٠٠٠ ربنا يخليك ليا يا أحمد وما يحرمنيش أبداً من كلامك اللي بيسعد قلبي


قبل وجنتها بحنان و أبتعد عنها و تحرك إلي درج الكومود و فتحهُ و أخرج منه أوراقً كان قد طلب منه والدهُ إحضارها. وتحدث إليها بهدوء ٠٠٠ لو خلصتي يلا علشان ننزل مع بعض ،، حسن خلاص علي وصول ولازم يلاقيكي مستنياه


تحدثت مُبتسمة و هي تتأهب لترتدي تلك القلادة ٠٠٠ أنا خلاص خلصت ،، هلبس بس السلسلة و أنزل معاك حالاً


نظر بإستغراب إلي تلك القلادة التي حاوطت عنقها و زينته و أقترب منها يتسائل بتعجب  ٠٠٠ إشترتيها أمتي السلسلة دي يا ثُريا ؟!
أنا أول مرة أشوفها عليكي !!


إبتسمت لهُ بهدوء و أجابته بنبرة صوت تكسوها السعادة ٠٠٠ دي سلسلة عز كان جابها لي هدية من زمان أيام ما كان لسه بيدرس في الكلية 


ضيق عيناه مٌستغربً و أردف قائلاً بتعجب و نبرة حادة ٠٠٠ و عز يجيب لك هدية زي دي بمناسبة أيه ؟!

يُتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي