الفصل الخامس

إنه الابتلاء إنه ذلك الوجع الذي قد يصيب القلب أو القلب والبدن معا ويتفرق في طريقته التي يوجعنا بها ربما نبتلى في فقد من نحب فنموت في كل ذكرى او في داء يصيب بددنا فنفقد لذة الحياة والاستمتاع بكل ما هو جميل أو لربما فراق الحبيب الذي يشيب شبابنا بالشيخوخة قبل أوانه وهكذا لكنها الحياة تستمر ولا تتوقف عند احد ابدا وما سمي الإنسان انسانا إلا لكثرة نسيانه وتعوده على الفقد والتعايش معه وبرغم البراكين الهائجة والعواصف التي تتراكم داخلك مع كل دمعة حزن تنزل منك إلا أنك بالأخير تقفين على قدميك من جديد وتتعلمين درسك جيدا الدرس الذي تخرجين منه وتقفين أمام امتحان القدر متسلحة بصبر جبار يمكن أن يجابه أي شيء
ريحان بحزن:ونعم بالله خالة أنا لم أعترض يوما على حكمته عز وجل بل بالعكس لقد لاقيت كل ما لاقيت وكل الذي ذقته بصدر رحب واعرف أن هذا كله ابتلاء ولا يبتلى إلا المحبون فيما يحبون أيضا لكن.
الخالة خديجة:لكن ماذا صغيرتي؟
ريحان بحزن:لكن هذه المرة جرحي عميق جدا
الخالة خديجة:لقد سمعت القصة التي حكيت واستوعبتها صحيح.
اومأت ريحان برأسها بنعم لتضيف الخالة عائشة قائلتا:وهل ذقت من هذا الذي ذاقت تلك المرأة؟ هل فقدت زوجا أو هل فقدت أطفالك فلذة كبدك؟
ريحان:لا لم يحدث فقدي يس بهذا الحجم الذي أصاب هذه المرأة الصابرة لكن قلبي تعب كثيرا تراكمات تلو التراكمات تلو التراكمات
الخالة عائشة:اذا صبرا جميلا جميلتي صبرا جميلا والله المستعان رب العالمين يبتلي من عباده الأخيار الأنبياء ثم الصالحين ثم الصالحين ثم الصالحين
ريحان:ونعم بالله خالة ونعم بالله لم اعترض يوما ولم اقنط من رحمته وفرجه لحظة بالتأكيد هذا الوقت سيمضي ساتجرع غضاته بألم وسأبكي ليال وليال لكن بالأخير ساتعود وستعود لي ضحكاتي وأتعايش مع ألمي إذا كان مرضى السرطان وتعايشوا مع ألمهم كيف لا أفعل أنا
الخالة عائشة:عفانا الله وعافاك يا طفلتي وشفى مرضى المسلمين أجمعين
ريحان:آمين
الخالة عائشة:نعم هكذا هي عشق ابنتي عهدتك دائما حساسة لكنك قوية هشة صحيح ورقيقة لكن لا شيء يكسرك.
ريحان:سأحاول أن أتجاوز كل هذا أعدك لكن سأعيش حزني حتى الآخر لا أريد ان أكابر وأضغط على نفسي.
الخالة عائشة:ومن قال كابري واضغطي على نفسك بل العكس تماما ابكي واسهري واصرخي ان شئت افعلي أي شي المهم أخرجي كل حزنك وألمك وحين تقفين على قدميك من جديد تقفين قوية بقلب جديد وروح نقية وعيون لامعة محبة للحياة.
ريحان:سافعل اعدك سأقف من جديد وأبدأ من نقطة الصفر كأنني ولدت من جديد وسأكون قوية وهذه المرة سأنتبه لخطاي جيدا كي لا أقع او انحني حتى.
الخالة عائشة:ها ها هذه عشق ابنة فهرية التي كانت تسرق لي البيض من خم الدجاج كل صباح
ريحان دهشة:أنا؟!
الخالة عائشة:لا أنا لقد كنت اراك يا فتاة لكن أقول لاباس دعها تأخذ.
بقيت تتحدث مع الخالة عائشة حتى هدات قليلا ثم قامت الخالة
لتقول:سأحضر العشاء تتناولين عشاءك وترتاحين بعدها وامامنا كل الوقت كي تسردي لي ما حدث معك بتفاصيله وتخبريني ماذا حدث معك ايضا هناك اشياء يجب ان تعرفيها.
ريحان:شكرا خالة اتعبتك معي لكن سابقى قليلا وانصرف ساذهب للفندق مؤقتا وابحث لاحقا عن عمل وبيت لاستأجره.
الخالة عائشة:عيب والله عيب كيف استطعت قولها وبيتي؟انت حبيبة الغالية وأمانة برقبتي لا يمكنني التفريط بك لاي سبب ثم إن لك منزلا غير هذا ما حاجتك للفندق.
ريحان:اي منزل لم افهم؟
الخالة عائشة :منزل فهرية
ريحان:الم يقم زوج عمتي ببيعه؟
الخالة عائشة:يبيع ماذا حبيبتي؟
انتظري لحظة،ثم دخلت واحضرت بعض الأوراق لتضعها بيد ريحان وتقول:هذا هو سبب بحثي عنك طوال تلك الفترة لك أمانة عندي.
حملت ريحان الاوراق وفتحتها لتجدها اوراق ملكية المنزل وقد أصبح مسجلا باسمها،نظرت لاوراق ثم للخالة لتقول بعين دامعة:اي أن البيت لم يبع كما أخبرني أي أن كل ماحدث
الخالة عائشة:زوج عمتك لا يملك أي شيء بالبيت كما أنه مختف منذ اختفائك ايضا لم يظهر من حينها البيت مسجل باسمك انت لم اخبرك لأنها كانت وصية عمتك أن اسلمك الاوراق بعد اكتمال اربعينيتها.
ريحان:حبيبتي الغالية حتى اربعينيتك ونسيتها لكثرة همومي،حبيبتي حتى وانت تتالمين تفكرين بي بآخر لحظة فكرت بي ،ليرحمك الله غاليتي،ليرحمك انت وحبيبي قلبي وليرزقكما الجنة.
حتى الحزن على فقدانك وحرموني منه،كم هي قاسية هذه الدنيا،لا حق لدي لا في السعادة مع احبائي ولا في الحزن على من فقدتهم،ماذنبي انا حتى يكتب على جبيني شقية؟
احتضنتها الخالة عائشة لتقول:هيا امسحي دموعك هذه يكفي والا غضبت منك لقد انتهى الكابوس والآن عدت الينا وانظري كرم خالقك كنت تظنين انك بلا ماوى وفجأة يظهر انك تمتلكين بيتا جميلا باسمك وحدك،اليس هذا فرج وكرم ما بعده كرم؟
ريحان:الحمد لله الحمد.لله لكن لو تعلمين مامررت به ياخالة؟لو تعلمين كم صرخت وكم تألمت كم عصفت بي الاحزان كم نزفت واستصرخت لكن لم يلبث ندائي أحد.
الخالة عاىشة:اسمعي ستتناولين شيء اولا ثم نجتمع ساسمعك طوال الليل وستفرغين كل احزانك بحضني.
ريحان:ليس لدي رغبة بشيء.
الخالة:الا اكل خالتك هيا امسحي دموعك ورافقيني للمطبخ.
تغلبت الخالة عائشة على عناد ريحان واخذها للمطبخ لتبدأ بتحضير عشاء خفيف بينما محمد فقد غادر لمنزله،كانت ريحان جالسة تنظر لظلمة الخارج لكنها ليست هناك بل كانت معه كانت تتامله تتذكر لمعة عيونه حين اعترف بحبه،تذكرت كل جميل مر عليهم تذكرت ابتسامته،تذكرت دفئ قلبه،تذكرت حضنه تذكرت دمعه،تذكرت كيف كان وكيف اصبح،تذكرت غيرته،جنونه،استغلاله للفرص،تذكرت حين حشرها يومها بغرفة سونا ثم تذكرت يوم اركبها تلك اللعبة المجنونة لتبتسم بلاوعي وتقول:مجنون يبدو انني اشتقت سريعا
نظرت اليها الخالة لكنها لم تفصلها عن ذكرياتها لتبتسم وتقول:على ما يبدو أن قلب الفتاة نبض للحب ياترى من سعيد الحظ لينال جوهرتي.
كان أمير نائما بغرفتها وهو يحتضن طفلته ليستفيق فزعا فجأة ليجد صغيرته بحضنه،عدلها بسرير ريحان ثم خرج لشرفتها،نظر للسماء وأخرج زفرة قوية ليقول:لم اخترت الخيار الثالث لم لم ؟ما حسبت ان بعدك ليوم فقط موجع هكذا،ما حسبت ان أخذ النفس في غير وجودك يخنق هكذا،ما حسبت ان الحياة دون لمعة عيونك معتمة هكذا،ثم صرخ بقوة وهو لايزال ينظر للسماء،احست هي لحظتها بغصة في قلبها،
ليقول هو:كم هو شاق فراقك عشقي،انه اصعب من الموت حتى،لكن ماعساني افعل غير التدرب على النسيان،لكن كيف انس وانت تسكنين نبضي ولن تتركي نبضي حتى يتوقف واموت انا،يارب رضيت بما كتبت لي يارب.
أكملت هي طعامها ثم توجهت للغرفة لترتاح بجانب الخالة.
حاولت النوم لكن ما استطاعت،اذا انقلب هو يمينا فعلت هي شمالا،واذا انقلب شمالا انقلبت هي يمينا وكل مرة تراه ويراها وجها لوجه،اذا أحست بغصة وضع هو يده على قلبه متنهدا،لكن هو غافله النوم وأخذه بينما هي لم تستطع.
اقتربت منها الخالة لتقول:انا اسمعك.
ريحان:لقد تزوجت ياخالة.
الخالة:انت؟يستحيل؟
ريحان:هل هو خطأ ان تزوجت المرأة جلادها؟
الخالة:وإن تغير الجلاد وتاب الا يستحق فرصة.
ريحان:أنه مهدنس
الخالة:اها
ريحان:أنه وسيم يعني لا وسيم حقا حتى إذا غضب وسيم يعني اتحدث بضمير،عصبي لكنه طيب،مجنون وعاقل بنفس الوقت،احيانا أخافه واحيانا لا،اريده ولا أريده حين يقترب مني عقلي يصده وقلبي يرغب قربه،احيانا اضيع بين قلبي وعقلي حتى اتعب،وضع بفؤادي جرحا عميقا لكنه حاول علاجه،كم هربت مرات ومرات منه اليه،الفته روحي ألفه دمعي،الفه نبضي،اصبحت أراه بحلمي ويقضتي،لكن نحن انتهينا قبل أن نبدأ وستطلب الطلاق منه.
الخالة:انت عاشقة.
ريحان:لا لا أنه تعود فقط فهو كان امامي طيلة مدة غيابي اي عشق هذا لقد قتل قلبي بيديه.
الخالة:ما اسمه؟
ريحان:أمير
الخالة:من لمعة عيونك هذه وانت تذكرين اسمه اقول انك عاشقة ياصغيرة ثم اقتربت منها لتضع يدها على قلب ريحان وتقول:وهل هذا راض عن فراقه؟
اماءت براسها وقد امتلأت عيونها دمعا ب لا لتقول:ظننت أنه سيرتاح لفراقه فهو تمنى ذلك مرات ومرات لكنه الآن يحترق ويلومني على هجرانه.
نظرت اليها الخالة لتقول:تستحقين الحب ريحان أن كانت عيونك لمعت لذكر اسمه فكيف لقربه ورؤيته ثم وقفت لتقول:اعلم انك لن تنامي ساتركك معه في خيالك أراح الله قلبك حبيبتي تصبحين على خير ثم انصرفت لتتركها هناك وحيدة.
اعتدلت بسريرها وأخذت تفكر به لتقول بعد حين:سانساك استطيع ذلك استطيع سابكي واصرخ واحترق ولن يطفئ لهيبي أحد لكن ساتعايش وانسى انت خيرتني وانا اخترت وستنسونني وكان شيء لم يكن.
نامت بصعوبة بعدها بعد أن بللت وسادتها دمعا صامتا كعادتها لكن هذه المرة لاشتياقها له وليس لتعذيبه لها.
حل الصباح...
استفاقت باكرا قبل الجميع لتخرج وتتجه لمنزل عمتها مباشرة دخلت لتجده مقلوبا راسا على عقب ورائحته بشعة،توجهت لغرفتها لتجد صورة والديها بموضعها تماما،حملتها واحتضنتها لتقول:اشتقت الى ابسامتكما حبيباي سازوركما لانني اريد أن أفرغ كل المي بقربكما فلا أحد يمكن أن يستوعب المي غيركما.
بقيت مدة مع الصورة ثم قررت تنظيف البيت علها تنسى قليلا وجعها.
في القصر...
فتح أمير عيونه بتثاقل ليجد صغيرته قد غادرت الغرفة،اخذ نفسا عميقا ليقول:اول يوم دونها ياترى كم ساتحمل من ايام هل صاصمد ام ساذبل شيء فشيء حتى اتلاشى،اقترب وقبل وسادتها الموضوعة جانبا والتي لم يستعملها أحد كي لا تذهب ريحها منها ليعيدها لموضعها ويخرج من الغرفة.
قام من مكانه وذهب لغرفته  وتجهز سريعا فقد كان يومها اجتماع لمجلس الإدارة بالشركة وما أن تقدم خارجا حتى قاطعته والدته لتقول:يجب أن نتحدث
أمير:عن ماذا؟
جافيدان:عن ما حدث
أمير:من عاملتها ابنتك هي من فضحتك وليس ريحان لكن ارتاحي امي لقد ذهبت القروية الجاهلة دون رجعة اقيمي الافراح لكن تذكري نقطة فقط لقد هرم ابنك بغيابها وأصبح صاحب 90 سنة قلبه شاخ.
جافيدان:بني
أمير:ما يقهرني انك امي ولا جنة بغضبك لكنك ظلمت روحي انا انام بغرفتها كالطفل لآخذ من رائحتها فقط كي لا تخرج نيران غذابي للعلن  والآن عن اذنك لدي عمل ثم انصرف تاركا والدته بالغرفة تبكي لحال ابنها.
في الشركة اجتمع أعضاء المجلس كلهم،كان أمير جالسا بجانب والده يحرك قدمه وقلمه بسرعة متوترا يفكر بها حينا وبمن سيدخل بعد لحظات الاجتماع لا محالة،نظر إليه والده ليقول:ماذا هناك امير؟
أمير:لا شيء ابي
حكمت:احسك متوترا لننه اجتماعنا اولا هناك حديث مطول بيننا لقد سكت وانت تماديت كثيرا ولكل شيء حد.
أمير:يجب أن نتحدث فعلا ابي فهناك أمور لا يجب أن نسكت عنها بعد الآن لينظر حكمت بعدها للحضور ويقول:يا جماعة بما أن كل الاعضاء مجتميعين لنبدأ اجتماعنا الآن.
لكن اتى صوت من باب القاعة فجأة ليقول:كيف تبدؤون الاجتماع وهناك عضو فعال ناقص.
نظر حكمت للباب ومصدر الصوت لتتسع عيونه بكل حجمها ما جعل دقات قلبه الضعيف تتسارع اكثر فاكثر ثم وقف أمامه ليقول:ديمير؟!!!
تقدم ديمير بابتسامته المستفزة تلك ليقول:مرحبا حكمت بيك ثم مد يده لكن حكمت لم يمد يده ليضم الآخر يده ويقول:المفروض أن تستدعوا كل اعضاء المجلس بالاخص من لديهم حصة كبيرة من الاسهم؟
كان أمير ينظر صامتا بينما حكمت ينظر دهشا لامير ليقول:كيف تجرأ وتدخل شركتي من سمح لك بذلك وما الذي تهذي به،مادخلك بالاجتماع انت؟
نظر ديمير لامير باستهزاء ليقول :ماذا أمير بيك؟الم تخبر السيد الوالد؟الست ابنه البكر وكاتم اسراره؟
حكمت:أمير ماذا هناك بني مالذي يتحدث اخبرني؟
لكن أمير لا يزال صامتا ينظر لديمير بغضب وهو يقول بداخله:ياربي امنحني الصبر كي لا اضربه فقط.
نظر ديمير لحكمت وابتسم ابتسامة نصر فقد انتظر تلك اللحظة التي يرى فيها حكمت منكسرا منذ سنين طوال وكل تلك الحروب كللت بنصره اخيرا والفضل كله لفتاة بسيطة :لقد اصبحت عضوا في شركتك صديقي حكمت ومن هذه اللحظة لدي الحق في التصرف باعمال الشركة وكذا حضور جميع الاجتماعات معكم
بقي حكمت ينظر صعقا لم يستوعب اي حرف مما سمع.
ديمير:،لا بأس ايام وتتعود على وجودي
حكمت؛مالذي تهذي به انت؟ اي عضو واي شركة؟؟هل جننت فجأة؟ هيا أخرج والا طلبت لك الأمن واخرجتك بطريقة لا تليق لشخصك كرجل أعمال.
ديمير:ماذا أمير  هل لجم لسانك(كان الكل يشاهد مترقبا) الم تخبر والدك انك تخليت عن اسهمك بالشركة لي وبارادتك؟
كان الكل ينظر صعقا لما يرون ويسمعون من جدال.
صرخ حكمت:لا تسكت هكذا أمير وتلعب باعصابي ماذا يقول هذا؟
ابتسم ديمير ليقول:هههه كماسمعت حكمت بيك اصبحت عضوا في شركتك التي بدأتها وحيدا فقيرا من الصفر.
هنا وقف أمير غضبا  بجبروته لكنه تملكه ليقلب ملامحه مبتسما ويقول:اتحب أن أتحدث لوحدنا ام أمام الجميع؟
ديمير:امام الحضور احسن نحن شركاء بالنهاية.
أمير:كما تشاء ديمير بيك انت اردت ذلك اذا لك هذا  انا لا املك اي اسهم بشركة ابي لقد تخليت عنها بالكامل منذ مدة ولم أخبر ابي بذلك فقط.
حكمت:ماذا؟
ديمير:هههه انها مزحة سخيفة بالتاكيد
أمير:حضرة المحامي تحدث.
المحامي:حكمت بيك لقد. تنازل السيد أمير عن اسهمه بالشركة منذ خسارتنا للمناقصة ولقد طلب مني عدم اخبارك كي لا يزعجك.
كان حكمت واقفا صعقا يكاد يقع لكنه ما فعل ليقول:أمير هل هذا صحيح؟
تنهد أمير ثم قال :يمكنك التاكد من ذلك بسهولة ابي؟
احمرت عينا ديمير غضبا ليصرخ بهم:يستحيل ذلك هذه لعبة اتفقتم عليها اكيد.
اقترب أمير من ديمير ليضع يده على كتفه بكل تعال ويقول:اخبرتك أن نتحدث لوحدنا وانت ابيت أنها حقيقة يابيك وليست كذبة،التوقيع والتنازل لعبة فقط وانت اكلت الضرب.
نظر ديمير لامير غاضبا ليقول:لكن التوقيع معي وبما أنك وقعت على تنازل لا تملك محتواه فيمكنني أن اقاضيك به واسجنك ياذكي.
اقترب أمير من أذنه ليهمس:وتسجيل صوتك اثناء الخطف وتهديدك وكل حرف تلفظت به معي ايضا ويمكنني أن اسجنك وافضحك أمام الملأ وانزلك لاسفل سافلين ماذا ضننت؟انا اقسم روحي بينها وبين أبي ولا اتخلى عن أحد منها.
اشتد غضب ديمير اكثر  ليقول:هكذا اذا أمير انت تتحداني اذا الايام بيننا والحرب سجال وسيأتي يوم وتركع عند قدمي راجيا الرحمة ولن افعل.
ضغط امير على أسنانه وقال:حتى وان مت لن افعلها يوما
حكمت:اخرج من شركتي حالا هيا.
ضرب ديمير طاولة العمل بقوة ثم مشى بغضب شديد وجسده ينتفظ لما حدث  خرج منهزما والكل ينظر اليه ليصرخ بالحضور:ماذا لماذا تنظرون؟ثم اكمل وجهته يتوعد بالانتقام لامير ليلتفت عند باب القاعة ويقول:هذه المرة لن ارحمك حتى لو اتيتني تحمل كفنك سيد امير.
أمير:انقلع
نظر بعدها حكمت للحضور ليقول:انتهى الاجتماع ياسادة،امير الى مكتبي حالا.
دخلوا المكتب واغلقوا الباب ليلتفت حكمت لامير سريعا وقد كان يغلي كالبركان ليقول:هذه المرة ستعطيني تفسيرا لن اسمح لك بالذهاب دونه الفيلم الذي حدث منذ قليل يوجد له تفسير ومنطقي ايضا  وما قصة تخليك عن اسهمك وانا لا علم لي ولم فعلت ذلك؟
أمير:ساشرح كل شيء ابي فقط اجلس واهدأ.
حكمت:أمير لا تغضبني اكثر تحدث بسرعة.
أمير:الحقيقة ثم تذكرها تذكر حين ضرب بالرصاص وحين وقع بين يديها كان يرى أمامه خوفها دموعها لهفتها احتضانها له،تذكر فتح ذراعيها له وطلب الأمان احس بدقات قلبها المتسارعة خوفا لاجله في قلبه هو  ليخرج زفرة قوية ثم نظر لوالده بحزن وقال:لقد خطفها ابي وهددني بها.
حكمت:كيف؟
فتح أمير قميصه حينها ليري لوالده جرحه،كان حكمت ينظر صعقا ليقول:انظر لقد ضربني برصاصة كادت تقتلني ولم يكتف بذلك،خطفها وهددني بها،قتلني بدل المرة مرتين وثلاث واربع،ساومني على سبب وجودي بكل دناءة و انا كنت قد تخليت عن حصتي لك منذ أن فقدت ثقتك بي بسبب تلك المناقصة اللعينة  ولم اشأ اخبارك لأنه لم تأت فرصة منذ وقتها وصعب علي ذلك ايضا لكن حتى لو لم اتخل عنها كنت ساوقع وافديها بعمري كله،انها عشقي ابي،انها من غيرت ابنك و أعادته لطريق النور،تلك التي رفضتموها ونظرتم إليها نظرة استحقار غيرتني كليا لقد انارت لي العتمة التي كنت اتخبط بها،والآن انظر لقد ذهبت وتركتني واردتني خاويا فراغا تجوب في الرياح الباردة دون رحمة،انا اموت كل دقيقة بغيابها ابي،ليت تلك الرصاصة قتلتني وانتهينا من هذا العذاب.
رمى حكمت جسده على كرسيه ليضع يده على رأسه وقد اسودت كل الدنيا أمامه لما سمع من امير  تنهد بعمق لكن غصة بصدره شدت بقوة،ركض إليه أمير ليقول:انت بخير ابي؟
تنهد وقال:كنت احبها وكان صديقي المقرب حتى انني ما كنت اخفي عنه شيء كان يعرف مدى عشقنا وعايش قصة حبنا  لكنه كان شيطا يظهر وده كملاك
كان أمير يستمع بعيون متسعة ولم يستطع أن ينطق حرفا واحدا ليكمل حكمت:لكنه لحقارته غدر بي صديقي المقرب خانني ولفق لي تهمة دخلت بسببها السجن شهورا وحين خرجت ماعدت استطيع فراقها اكثر  فتقدمت لها رغم أنني فعلتها قبلا ورفضوني اهلها  لكنهم رفضوني مجددا وحرموني منها قتلو حكمت دون رحمة فرقوا بين قلبينا احرقوني واحرقوها لكن ما زاد من المي اكثر انه تقدم لخطبتها  وبما ان والده غني وصاحب اسم  زوجوها قصرا وتركوني احترق بعشقي لها عشت أياما تألمت فيها وصرخت حاولت وحاولت نسيانها وما استطعت.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي