الفصل السادس

العشق المميت. الفصل السادس.


خرجت سندس من غرفة والدتها حزينه
وخرج ايضاً غيث. وكان اشد منها حزناً
لم يتحدثان الي بعضهما البعض.
بل جلست سندس
وجلس غيث في صمت.
تنظر اليه. فتجده شارد الذهن.

ثم ينظر هو اليها فيراها. في هيام وشرود

فامسكت هاتفها وارسلت له رساله.

أشكوكَ أم أشكو إليك فإنني
في ذا وذا متحيِّرٌ متوقِّفُ
أخشاك بل أخشى عليك فتارةً
أرجو رضاك وتارةً أتخوَّفُ
أتلفتُ روحي في الهوى فإلى متى
تلهو وتترك مَن يحبُّك يَتلفُ
لا مت أو تُبلى بمثل بليَّتي
فعسى تَذوق كما تُذِيق فتنصفُ
لا تنكرنَّ تأسفي إن فاتني
روحُ الحياة فكيف لا أتأسفُ
شوقاً إلى من لو تجلَّى وجهُهُ
للبدر كادَ من التحيُّر يُكسَف
فرد غيث عليها برسله
صاحبة السمو ما ضرَّ بعدَ اليومِ ما تأتينهُ
سأكونُ مهما الذنبُ كانَ، غفورا

اليومَ أُعلنُ للجميعِ بأنني
أصبحتُ في قفصِ الغرامِ أسيرا

فلتغضبِ الدنيا عليَّ جميعُها
ما دُمت راضيةً، أكن مسرورا!!

أشعلتُ صَاحبةَ السموِّ أصابعي
حتّى تُنيرَ طريقَكِ المغمورا

سيري بحفظِّ اللهِ تحتَ رعايتي
إنّي فرشتُ لكِ الفؤادَ حريرا

سيقولُ عنكِ الناسُ ألفَ حكايةٍ
سَحَرَتهُ أوّلها.. فصارَ ضريرا

حتّى يُقالَ: قبيحةٌ!، مغرورةٌ..
كيفَ استطاعت شاعراً مشهورا؟؟

قولي لهم: موتوا بغيظِ قلوبكم
سوَّرتُ أضلُعهُ أنا تسويرا

وملكتُهُ.. لي دونَ غيري في الهوى
لا أرتضي معَ غيريَ التشطيرا

غيظاً بكلِّ صبيَّةٍ.. هذا دَمي
إن خُنتُ حُبَّكِ، فليكن مهدورا

لا ترحميني وقتها.. موتي أنا
هو من سيجبرُ قلبكِ المكسورا!

يا قهوةَ الصُبحِ التي أدمنتُها
يا وجهَ أُمّيَ ضاحكاً مسرورا

أنا لا أُريدُ لقاءنا في مطعمٍ
كالآخرينَ.. مُحجَّماً مقصورا

وأريدنا أن نلتقي في كوكبٍ
فوقَ الغيومِ.. أميرةً وأميرا

لا تطلبي تفسير مافي داخلي
فسَّرتهُ.. لو أملكُ التفسيرا

أنا بعدُ طفلٌ في الهوى يا اُمَّـهُ!
من قالَ أنّي كُنتُ فيهِ خبيرا؟

أنتِ التي طوّقتني في نظرةٍ
وسرقتِ منّي العقل والتفكيرا

كالبرتقالةِ في يديكِ.. جعلتِني
وأجدتِ عصرَ اللُبِّ، والتقشيرا!!

أبقى كبيراً ما بقيتِ بجانبي
وإذا مضيتِ.. فلنَ أكونَ صغيرا

دربُ النجاحِ.. يطولُ في عُرفِ الهوى
وبفضلِّ وعيكِ أنتِ صارَ قصيرا

ولأنّ حُبّكِ أنتِ حبٌّ كاملٌ
أوتيتُ ما فوقَ الشعورِ.. شُعورا

ما ليسَ يُحصى من غرامكِ، حصَّتي
ولذاكَ صرتُ مُبذِّراً تبذيرا!

عذراً إذا أسرفتُ.. إنّي شاعرٌ
لكنني لا أملكُ التبريرا

فبكلِّ ما طالعتُ من قصصِ الهوى
لم ألقَ مثلكِ جنَّـةً وحريرا

سأقولُ فيكِ قصائداً ما قالها
قيسٌ بليلى.. قُدِّرت تقديرا

وتحارُ من إبداعيَ الدُنيا بها
حتّى تَعيبَ فرزدقاً وجريرا!

فردت عليه سندس:- صحيح اللي بيقولوه ده يا غيث.
غيث:-يارب ما يكونش صحيح يا سندس.
سندس:- اكيد مش صحيح يا غيث.
دانا اموت فيها.
غيث :- بعد الشر عليكي يا نبض قلبي.
ما تقوليش كده تاني
سندس:- غيث انا ماقدرش اعيش من غيرك.
غيث:- وانا من غيرك. جسد بلا روح. يا تؤام روحي.
سندس:- طيب ولو طلع كلامهم صح؟
غيث:- ساعتها هتزيدي في قلبي درجه.
وهتكوني حبيبتي. واختي.

وهنا وضعت سندك. يدها علي وجهها.
وانهالت في البكاء.
فخرجت نرجس. وخرج علي من المطبخ.
ركضت نرجس نحو سندس احتضنتها.
وتوجه علي نحو غيث الذي لم تخرج دمعته مشدة القهر. بل كانت عيناه. تبكي بدون دموع.

نرجس:- فيه ايه. حصل ايه بينكم.

لم ترد عليها سندس.
ولم يستطع. غيث الاجابه.

سمعو طرقات الباب.

فتوجه علي نحو الباب.
فاذا به. احد ابناء عائلة سندس. جاء ليخبرهم.
ان الحسيني ارسل في طلبهم للاهميه
فقام غيث وتحدث معه
واخبره انهم سيعودون في الصباح.

.................................

عادت نيفين الي القاهره.
لكي لا تعلم سندس بذهابها الي بلدتهم.
وفي الصباح توجهت الي منزل مصطفي

صعدت وطرقت الباب.
ففتحت نرجس.
دخلت نيفين. ورأت الحقائب. مجهزه.
والحجه قمر وسندس مستعدان للسفر.

فقالت:- انا اسفه يا جماعه ان كنت جيت في وقت مش مناسب.
فرد علي :- لا طبعا. انتي تشرفي في اي وقت.
اتفضلي يا نيفين.
نيفين:- ايه ده. هو مين مسافر !
علي :- سندس والحجه قمر
نيفين :- توصلو بالف سلامه.

لم تستطع سندس الرد. لانها لم تنم طوال اليل.
فردت الحجه قمر:- الله يسلمك يابتي.

نيفين:- بقولك ايه ياغيث.
مسؤل الحسابات اللي عندي في الشركه جاتله سفريه.
وهيسيب الشغل.
قلت ماحدش ينفع يمسك مكانه غيرك.
بمرتب مبدأي. خمس الاف جنيه في الشهر.
وهيزيد مع مرور الوقت.
والشركه هتجبلك عربيه خاصه ليك.
ايه رأيك ؟
غيث :- لا يا نيفين اصلي........
قاطعته. والدته:- مالاكنش ياولدي.
اتوكل علي الله.
الفرصه دي ما بتجيش لاي حد.
خلاص يا نيفين يابنتي.
غيث هيشتغل.
لو استني وظيفة الحكومه. هيفضل طول عمره من غير شغل.

وهنا اذداد حزن سندس.
وقالت:- يلا بينا ياما.
وحملت نرجس بمساعدة علي الحقائب.
ونزلو الي السياره
وتبعهم سندس ووالدتها.
واستقلو السياره.
وسافرو الي بلدتهم.

فور وصولهم. كان الحسيني. وكبار رجال العائله. ينتظرون في منزلهم.
فدخلت سندس الي الداخل.
وجلست الحجه قمر مع الرجال ليتحدثو

الحسيني:- شوفي يا حجه قمر.
انا جمعت كل رجالة العيله.
وقعدنا مع مصطفي.
وهو ندمان علي اللي عمله.
وفي الاول والاخر هو ولد سلفك.
ومن لحمنا ودمنا.
وما ينفعش نعمل فيه كده.

الحجه قمر:- يعني ينفع اللي هو عمله في لحمه ودمه ده يا حسيني.
الحسيني:- طيش شباب يا قمر.
والواد رجع لصوابه.
ومستعد يبوس علي دماغك.
ويعيش في طوعكم ويراعي ارضكم.
وما تشوفوش منه الغلط تاني

الحجه قمر:- وايش ضمني ما يرجعش يعمل اللي عمله تاني؟
الحسيني:- احنا نضمن يا قمر
وان صدر منه شي.
كلنا هنوقف له. ونوقفه عند حده.

الحجه قمر:- وكنتو فين يوم ما جه يقتلنا في بيتنا. !
ماوقفتوش ليه في وشه.!

الحسيني:- ماخلاص عاد يا قمر
بقولك الواد غلط وندم.
واحنا كلاتنا خدنا عليه عهد انه يلتزم. ويبقي انسان تاني.
ولا انا والرجاله. كلامنا. مش ثقه عندك.

الحجه قمر:- الرجاله فوق راسنا من فوق.
وعلي العموم. اللي تشوفه يا حسيني.
انا عن نفسي مسامحاه.
بس يبعد عنينا. ولا يتخص لنا في اي شي.

الحسيني. :- يبقي تقومي بينا دلوك.
نروح المركز ونتصالح.
وهيكون في حاله.
ومش هيهوّب نواحيكم تاني.

وبالفعل ذهبت معهم قمر. الي مركز الشرطه
وتم التصالح.
وخرج مصطفي. وقبل رأس قمر ويدها.
ثم ذهب الي منزلهم
وعادت قمر الي منزلها.

وذهبت لتطمأن علي سندس.
فوجدتها في غرفتها. تبكي.

فجلست بجوارها وقالت. :- وبعدهالك يابتي.
سندس بخنقه:- نار جوايا ياما.
قلبي واجعني قوي.
حاسه روحي بتتسحب مني.

فضمتها قمر اليها. وقالت :- كل شي قسمه ونصيب يا بتي.
نامي لك شويه ،. انتي بقالك يومين ما نمتيش.

دخلت نرجس غاضبه. وقالت :- لا بقي. ماهو انا مش هافضل مقهوره كده. وما عارفاش ايه اللي بيحصل.
الحجه قمر:- غوري من وشي لا اقوم بالعصايه
اكسر خشمك...
نرجس وقد بكت وسالت دموعها:- مش هغور يا ست الحجه. انا قلبي واجعني عليها.
سندس زي الورده الدبلانه. ولا بتاكل ولا تشرب.
وده كله ليه. ماعرفش.
من ساعة ما رجعنا من السوق في بيت غيث.
وكنا مبسوطين وبنضحك.
وفجأه جاها اللي جاها.
عرفوني فيه ايه. بالله عليكم.

الحجه قمر:- طيب سيبيها دلوك تنام.
وتعالي سنديني.
ووديني اوضتي. وانا احكيلك علي اللي حصل.

اخذت نرجس بيد الحجه قمر
وادخلتها غرفتها.
واجلستها علي سريرها.
وجلست علي الارض
وقالت :- قوليلي بقي ايه اللي حصل ؟

ظلت الحجه قمر تخبر نرجس بالأمر.
وفجأه.
قفزت نرجس من علي الأرض. والفرحه بدت عليها.
وصرخت قائله. لااااااااااااااااا

مش اخته.
والله العظيم ما اخته.
امي قبل ما تموت قالت لي.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي