الفصل الثالث عشر

ركضت ريم خلف آسر بسرعة، قلت قليلًا بسبب تأخر الوقت ليلًا والسكون الذي يعم المكان، دلفوا للمنزل فشهقت ريم عندما وجدت فتاة عشرينية تغرق في بركة من الدماء، إنه لا يكذب!
وقتها صدقت حدسها أن الثقة التي بداخلها انتهت للناس، أصبحت تفكر أن الجميع يتمنى السوء لغيره مثلها،
ظلت تحدق بفراغ وصدمة، وذهبت ذاكرتها فورًا لليوم المشؤم التي قررت فيه الانتماء لعمر وعصابته وترك صديقتها وحدها في هذه المعركة، وليس هذا فقط بل الأسوأ أنها قالت اشياء لم تفعلها لتبعدها عنها،
قام آسر ورفيق الفتاة المطعونة بحمل الفتاة وساروا بالقرب من ريم التي ذهبت في عالم آخر عالم تأنيب الضمير على كل فعل وكل حرف مرت به في حياتها،
لا تعلم ماذا يحدث لها منذ أيام، لو اكلت شعرت بغرابة وتبدأ نفسها بإخبارها إن لم يكن عليها أن تأكل، هذا الأكل لي حلالًا لها، لو ذهبت في نزهة معهم، يأنبها ضميرها، كيف تمرحين وتلعبين هنا ولا تعرفين ما حل بصديقتك؟
وعلى هذا الحال كل خطوة تخطوها تشعر بعدم الراحة، تشعر كانها تختنق بكل أفعالها غير السوية، تريد أن تستريح ولو قليلًا.

-ريييييم، اسرعي.

قالها آسر عند خروجهم من المنزل واكتشف أنها مازالت في الداخل، استفاقت على كلماته وأخذت تركض حتى تكرض السيارة.

قال آسر بعدما ساعد الرجل العريض -الذي عرف أن اسمه مصطفى فيما بعد- في حمل زوجته إلى السيارة:
-هاتي المفتاح، أنت لست بخير.

لم تجادل كعادتها، لم ترفض أعطته مفتاح السيارة بصمت تام وهذا أكثر ما أقلقه.

قاد آسر السيارة بسرعة شديدة لم يتوقعها، ولكن تحت تأثير صراخ مصطفى على زوجته!
كانت ريم مع كل صرخة تنكمش على نفسها أكثر فأكثر حتى أنها بدأت تبكي بصوت عال، مما أثار حيرة آسر، وعندما زاد بكاءها ساد الصمت على السيارة ولم يجرا أحد على التحدث.


وصلوا لأقرب مستشفى وهم على نفس الحال، ولكن كان بكاء ريم خف تدريجيًا وتحول إلى شهقات متتالية،
نزلوا من السيارة جميعًا وكانت ريم قد استوعبت جدية ما يحدث، ونزلت قبلهم جميعًا لتنادي على احدهم للمساعدة قائلة:
-ألا يوجد أحد هنا!
معنا مريضة مطعونة بسكين أرجوكم
ألا يوجد أحد هنا...

جاء ممرضان ومعهم نقالة، قاموا بأخذ الفتاة وذهب زوجها ركضًا وراءهم، وضعت ريم يدها على فمها وأخذت تكتم شهقاتها، جلست أيضًا بجانب السيارة، التف آسر حولها قائلًا بصدمة:
-ريم، هل أنتِ بخير؟

قامت باحتضان آسر بشدة وهي تبكي قائلة بعشوائية وعدم ترتيب:
-لا أريد، طعنت، لم أقصد
ستكون بخير؟ لن تموت بسببي لا ..لم اقتل أحدًا

ظل آسر يحدق بصدمة لا يفهم ماذا حدث فجأة، لقد كانت بخير قبل مواجهة مصطفى، بل كانت مثل القرود تناقشني بحدة وتسخر مني كعادتها!

ابتعدت عني قليلًا بينما تمسح دموعها الكثيفة، أصبحت عيناها مبللتان ومحمرتان من شدة البكاء، ووجنتاه محمرتان كثيرًا، جميلة حتى وهي تبكي!
مهما فعلت ومهما كانت سيئة لا أعرف كيف أمنع نفسي من حبها.

حدقت بي بسكون ثم قالت:
-هل أنا سيئة؟

ابتلع آسر ريقه قائلًا:
-في نظري؟ ام نظر الجميع.

قالت بنبرة بكاء طفولية:
-وهل هناك فرقًا؟

قال آسر:
-وكبير.

قالت:
-حسنًا بنظرك!

قال بحنان:
-بنظري أنتِ أجمل وألطف واطيب امرأة عرفتها بحياتي.

ابتسمت بسعادة ثم تلاشت ابتسامتها رويدًا قائلة بدموع:
-وفي نظرهم؟


ابتلع ريقه وحك عنقه قائلًا:
-وفي نظرهم كنتِ الألطف والأطيب والأحلى حتى غدرك بصديقتك يا ريم.

قالت بانفعال:
-لم اغدر بها لم اغدر! كنت احاول الحصول على الحب مِن مَن هم حولي مثلها، كنت أود بشدة أن أحظى بالكثير من الحب والاهتمام، ولم أجد هذا إلى بتلك الطريقة.

رد آسر عليها بانفعال اكبر:
-وعلى هذا بقتل والدتها؟

بكت مجددًا بشدة قائلة:
-لم أقتها! أقسم لك.
قال:
-ماذا!
هزت رأسها مجيببة:
-قلت هذا لكي قمر تصدقني، هذه كانت الطريقة الوحيدة لإبعادها عني.



خرجت ممرضة من المستشفى تركض بسرعة تجاههم وتقول:
-هل أنتم أصحاب الحالة التي جاءت منذ قليل؟

وقفت ريم باعتدال بسرعة وقالت:
-نعم، ماذا حدث! هل هي بخير.

لم تجيب الممرضة، بل شاورت للداخل بإصبعها، أخذت ريم تركض للمستشفى مسرعة وتدعي الله بداخلها ألا يحدث ما تفكر به.

سأل آسر بقلق:
-هل ماتت.
قالت الممرضة بأسف:
-نعم، تعازي لك.

تنهد آسر باختناق، يدرك الحالة التي ستدخل بها، فهو أدرك ان حالتها منذ مقابلة مصطفى ما هي إلا عودتها لطبيعتها، وواثق كاسمه أنها ستلوم نفسها على موت هذه الفتاة البريئة.

ركض آسر خلف ريم، ودلف ببطء ليجد المكان يعم بالضجيج، مصطفى قلب المكان رأسًا على عقب ويبكي كالطفل الصغير الذي تركته والدته في أول يوم في الروضة، أغمض عينيه لتسقط دمعة من مقلتي عينيه تأثرًا بالموقف، بينما ريم تقف بجمود بدون إبداء أي ردة فعل للموقف تقف تشاهدها من زجاج الغرفة ولا يرمش لها جفن!





تقف قمر في الساحة تشعر بالتوتر، امامها حشود من الناس، لا تصدق انها المسئولة عن كل هذا القدر، بدأت تتحدث وهي تنظر لهم:
-اليوم، نحن هنا معًا لتحقيق العدالة، لإشراق شمسنا مرة أخرى.
اليوم نحن هنا لنعيد الحياة لمسارها، وكلًا لمكانه.


ثم تقف وتهتف قائلة:
-هل أنتم معي؟

ليعج المكان بصوتهم الجهور قائلين معًا في نغمة واحدة:
-معكِ.
لتردد قمر مرة أخرى:
-هل أنتم معي؟

-معك.

كادت أن تنطق مرة أخرى لتقاطع صوتها صوت أصبحت تعرفه جيدًا ولكن على عكس ما كانت تنتظر!
صدر الصور من المكبرات وكان لعائشة لتقول:
-هلا تهدئون لطفًا.

ثم تنهدت ووصلت تنهديتها لمسمع قمر قائلة:
-لا داعي أن اعرفكم بنفسي فكما تعرفون لقد تربيت ونشئت بينكم جميعًا.

صمتت للدقيقة ثم قالت:
-لقد احببتكم دومًا وانتظرت كثيرًا لتبادلوني الحب والاحترام تقديرًا لمكانتي ولكن لا، لطالما كنتم تكنون الحب والاحترام والتقدير لها، لقمر طروادة التي لم تروها قط في حياتكم.
-كنتم تنتظرونها بينما هي لم تكن تعلم عنكم شيئًا.
ولكن اسمحوا لي أن أخبركم بشيء مهم،
أثناء احتجازي لقمر والتي هي الملكة المستقبلية لمدينة طروادة كما تعتقدون، كانت تتوسل لي لكي أتركها تذهب وتعود لعالمها في مقابل ترككم وحدكم والتبرأ من مسئوليتكم.


عم المكان الضجيح بعد كلام عائشة، وأخذ الجميع يلوموا على قمر طروادة بينما هي تواثبت دقات قلبها لكلمات عائشة، ووقفت مشتتة ومتوترة بينهم.

كان أحمد وحسين يقفون بين عامة الشعب ويحاولون السيطرة عليهم، وجهوا نظرهم جميعًا لقمر ينتظرون منها تبريرًا للموقف ولكن لا شيء!
تقف في حالة ذهول لا تعرف ما عليه فعله، دارت بعينيها في المكان لا تود الآن سوى أن ترى رائد!

ظلت هكذا لخمس دقائق كاملة لم تنطق فيهم بحرف واحد،
حتى قرر الناس الرحيل حاول أحمد وحسين ومن معهم منعهم من الذهاب، ليزداد الضجيج أكثر..
حالة سكون انتشرت في المكان فجأة عند ظهور رائد من العدم وبجانبه زينو شقيقة أحمد، وبجانبهم الساحرة عائشة مقيدة اليدين بالأغلال التي تتوهج.



ثم قال رائد بصوته الجهوري المميز ببحته:
-يا أهل طروادة الكرام،
أنا رائد، ابن خالة قمر..أي قمر مدينة طروادة،
امتى ألا يذهب أحدكم لمكان وان يستمع لي.

في عالمنا كنا نعيش سالمين، بالرغم من الكثير من المشكلات التي أصابتنا وفرقتنا أنا وقمر والذي كانت سببها تمثال لا نعرف ماهيته.
كانت قمر تتمسك به وتحبه كثيرًا رغم عدم معرفتها أنه ينتظر لهذه المدينة، كانت خالتي أي ملكتكم تأتي إلى هنا ترعاكم، وتهتم بكم تقدم لكم المساعدات، ونحن!
هناك لا نشعر بشيء قط.

تعرضت قمر لحادث مريع، فقدت ذاكرتها، فقدتني ولم تتذكر شيئًا لي سوى ما قيل لها عني بسوء لنفترق.
وفي أثناء محاولتي للحاق بها لكي لا تذهب وهي مريضة بهذه الحالة، تسقط في دوامة لتأتي إلى هنا بمحض الصدفة.

فتاة عاشت الكثير من الصعاب، وعندما تستيقظ وهي متذكرة كل شيء، وتبدأ الأمور تعود لمسارها الصحيح، ينقلب كل شيء رأسًا على عقب، لدخولها هنا.

تقابل فتاة تستغيث للمساعدة فتساعدها، تسير معها بضع دقائق لتدرك أنها ساحرة، وأنها قدمت المساعدة لشخص غير صحيح بالمرة.

تضعها الساحرة في الزنزانة وحيدة بدون طعام لوقت طويل، وهي مشتتة لا تدرك أي شيء!
وبعد كل هذه الامور لم تدرك بعد أنها قمر طروادة.

وعندما ذهبت إلى جبل إيدا اي وادي طروادة وخاطرت بحياتي لكي أنسخ القلادات التي ستجعلكم تخرجون من عشكم مجددًا شاهدتني قمر في المرآة وقالت هذا الكلام فقط لتساعدني،
ورغم كل هذا عندما انقذناها من هناك، واجتمعت بها لم نفكر قط في الرجول لمدينتنا والتبرأ من مسئوليتنا أبدًا، بل نحن هنا الآن...

ثم شاور على الساحرة عائشة مقيدة اليدين قائلًا:
-لفعل هذا.
ألا تظنون انكم تظلموا قمر مدينتكم يا أصدقاء؟


هتف احمد مسرعًا:
-تحيا قمر طروادة.

ليكرر وراءه صدى كبير:
-تحيا قمر طروادة.

-تحيا قمر طروادة.
-تحيا قمر طروادة.
-تحيا قمر طروادة.

امتلئت عينا قمر بالدموع وركضت لحضن رائد قائلة:
-انا احبك.

ابتسم رائد قائلًا:
-وأنا أكثر بكثير يا ملكة طروادة.

ثم همس:
-وملكة قلبي.

رفعت قمر رأسها لعينا رائد قائلة:
-ولكن كيف أستطعت الوصول لهما بهذه السرعة الفائقة؟



لوح رائد بالعصا بيديه قائلة:
-بهذه.

قالت:
-يالسرعتك!

ابتسم بينما نقل نظره لزينو التي كانت تقف بثبات لا تتفوه بأي كلمة، وشقيقها يقف بجانبها ملحًا بتكرار نفس السؤال:
-هل أنتِ بخير؟ هل أصابكِ شيئًا؟

لتجيب باقتضاب:
-انا بخير.

ذهبت قمر لها ونظرت لها مطولًا ثم وجهت نظرها الحشد الذي أمامها قائلة بصوت جهوري:
-اسمحوا لي بأن ألقي أخر كلمة.


أخذت نفسًا طويلًا ثم قالت:
-أولًا، أحبكم جميعًا وأشعر بالمسئولية تجاههكم، اتمنى أن تسامحوني بأي حرف تفوهته لجهلي بكم.

-ثانيًا، أنا أعتذر كثيرًا ولكن عليّ العودة إلى وطني.

عم الضجيج مرة أخرى المكان اعتراضًا هذه المرة، ووصلت لمسامعها كلمات مثل "لا تتركينا" "لا تذهبي"
"أنتِ لست كوالدتك"
"لن تشرق الشمس علينا مرة أخرى بدونك"

-رجاء، هلا تلوذون بالصمت دقيقتين؟

سكنوا مرة أخرى ينتظروا كلامها فقالت:
-اوكل زينو لتكون ملكة طروادة مكاني.

رفعت زينو نظراتها لي بصدمة قائلة:
-ماذا؟

-ومساعدها الأول احمد شقيقها.
حدق احمد بشقيقته ثم لقمر ببلاهة، لا يصدق ما يسمعه.

صمتت قمر لمدة ثم أكملت:
-سوف أتي إلى هنا كل فترة، لأراكم ولكن لن أستطيع أن أكون الملكة، ولكنني ساظل قمر طروادة.

اقتربت قمر من زينو قائلة:
-والآن هل تقبلين عرضي يا زينو؟

ابتلعت زينو ريقها وفكرت للحظات ثم قالت بتردد واضح:
-موافقة.
ثم وجهت نظرها لاحمد قائلة:
-وأنت؟
قال أحمد بابتسامة:
-إذا كانت سقيقتي موافقة فأنا موافق.

ليهتف الجميع بسعادة:
-تحيا قمر طروادة.
قاطعت قمر هتافهم قائلة:
-والآن يا زينو، تبقى معاقبة عائشة، لن انعتها بالساحرة مرة أخرى.

ثم نظرت تجاه الحشد الكبير:
-ولا أحد منكم سيدعوها كذلك.
-هذه العقوبة ستحددها زينو.

نظر الجميع باستغراب وحيرة قائلين داخلهم: لماذا؟
بينما كان يقف رائد في الزاوية يبتسم بحب كبير لها، فهو أكثر من يفهم ماذا تفعل.

- ولكن قبل أن تصدري عقابك يا زينو اسمحي لي أن أتخذ قرار،
المكان الذي نفيت له عائشة أول مرة، اريد أن يعمر.
سنقوم ببناء العديد من البيوت هناك وخصوصًا بجانب الكهف الذي كانت تمكث فيه عائشة.
سينتقل لهناك العديد من الناس.

ثم نظرت لي بابتسامة:
-واسمحي لي أثناء زيارتي لمدينة طروادة أن أمكث في ذاك الكهف لا غيري.
-ولهذا إذا كنتي تنوين نفي عائشة فأنتِ مجبرة الآن على
بناء مكانًا لها.
-والآن بامكانك الإفصاح عن قرارك.

توترت زينو كثيرًا وحدقت بشقيقها لمدة طويلة، فهي تعلم رأيه في هذا الموضوع، حدسها يخبرها أن عليها البقاء بجانبها، هي الوحيدة التي لن تؤذيها إنها عائشة!
صديقة طفولتها.

تقدمت زينو بضع خطوات بجانب قمر قائلة للحشد بجانبها:
-عائسة ستسجن.

رفعت عائشة رأسها تنظر لزينو بدهشة، اعتقدت للحظة أنها فرطت بها، لتكمل زينو كلامها قائلة:
-ولكن في القصر الملكي.

-ساكون مشرفة عنها لمدة أشهر حتى اتأكد زوال تلقيها للسحر، ما بعد الان لي يا قمر طروادة.

ابتسمت قمر فهذا ما كانت ما تصبو له، وكانت قد فهمت زينو تلميحها عندما قررت أخذ الكهف لها عند زيارتها.

صعد حراسان إلى المسرح ممسكين بتاج لامع به تمثال في المنتصف يتوهج باللون الاحمر.

أخذته قمر من الحارس وذهبت لكي تضعه فوق رأس زينو وهي تبتسم وتصيح:
-تحيا ملكة طروادة.
-تحيا ملكة طروادة.






تجلس ريم في بيت الغابة، وكأنها على أمل أن تعود قمر لها مرة أخرى، تكره نفسها للحد الذي جعلها تقدم على الانتحار ولولا تدخل آسر لكانت فارقت الحياة منذ فترة، مازالت أفكارها تؤلمها ولا تصمت قط،
ذهبت بعد الحاح كبير من آسر إلى طبيب نفسي حتى يقل التفكير ولو قليلًا وبالفعل بدأ في الهدوء،
كانت تحاول دائمًا الوصول للهدوء الذي يرنو في رأسها الآن.

شعرت وكأنها تسمع أصوات أقدام تأتي من الغابة، تواثبت دقات قلبها وارتعشت يداها، هل هذا الصوت يأتي من راسها أم بالفعل هناك أقدام تقترب؟

أخذت تركض لغرفة آسر وتنادي على اسمه بهمس:
-آسر، هناك أحدًا قادم.

خرج آسر من الغرفة قائلًا:
-من؟

-ألا يوجد أحدًا هنا يا قوم؟

شهقت ريم قائلة:
-قمر!

ركضت بسرعة للخارج وخلفها آسر، لتجد قمر أمامها لم يأتي في رأسها غير إنها قمر!"بشحمها ولحمها"

بدأت ريم بالبكاء واخذت تتمتم:
-أعتذر، لم أقصد...لم أكن أعرف.

لتفاجئ بريم تقفز لاحتضانها قائلة:
-أعرف كل شيء لقد أخبرتني العصفورة.

ثم غمزت لأسر الذي يقف وراء ريم.
قالت:- كيف؟ هل قابلتم آسر؟ أي عدتم من قبل؟

قالت قمر:
-نعم عزيزتي لقد عدت منذ أسبوعًا، وحتى ظللت أفكر طوال هذه المدة هل أسامحكِ أم لا؟
ثم توصلت لحل وهو أن عليّ أن أسامح هذه البلهاء لأنها لا تستطيع بدوني.

ضحكوا سويًا ثم قالت قمر لرائد وآسر:
-والآن اريد الانفراد بصديقتي سنذهب للجلوس بجانب هذه الشجرة للنزهة.
ثم نظرت لريم قائلة وهما يسيرا جنبًا لجنب:
-انظري، لقد جلبت معي العديد من الأطعمة تخليهم جميعًا.

جلسوا بجانب الشجرة يتمازحون وكأنهم لم يعيشوا شيئًا سيئًا قط، هذه هي قمر وقلبها الابيض التي تضيئ المكان الذي تذهب إليه.

سقط تمثال صغير يشبه التمثال الذي وجده رائد في البئر على رأس قمر لتلتقطه قمر قائلة:
-لقد قلت من قبل!
هناك طاقة كونية تريدني أن أصبح عالمة تنافس نيوتن ولكن لم يصدقني أحد.

ثم رأت النقطة تتحول لونها لأحمر متوهج، لتقف باستقامة مسرعة قائلة:
-رائد!
اسرع، طروادة تناديني.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي