الفصل الثالث
ابتسمت لها أميرة ووقفت مع والدتها وتحدثت والدة أميرة بابتسامة.
- هنستأذن احنا عشان منأخركيش على شغلك
ثم ذهبت أميرة مع والدتها واخذت بناتها وعادت الى منزل حماتها مرة اخرى.
___________________
في منزل حماة أميرة.
جلس فريد على احدى المقاعد بصالة الشقة وهو يقلب بهاتفه بعد ان تناولوا جميعًا وجبة الافطار.
وقفت حماة أميرة مع شقيقتها والدة فريد وتحدثت معها بحماس.
- بينا انا وانتي يا عزة نطلع نبارك للعرسان
نظر اليهم فريد بغضب مكتوم ثم تابع ما يفعله بهاتفه بصمت وهو يعد الساعات حتى يرحل هو ووالدته وشقيقته من هذا المنزل.
صعدت حماة أميرة الى شقة ابنها بالاعلى بصحبة شقيقتها.
اقتربت شاهندة من فريد وجلست بجواره وهي تحاول لفت انتباهه بأي طريقة.
- انت بتعمل ايه يا فريد
زفر بضيق ثم نظر اليها قائلاً بسخرية.
- هكون بعمل ايه يعني يا شاهندة، اهو بضيع وقت على ما يجي الليل عشان نرجع اسكندرية
اقتربت منه اكثر حتى التصقت به وهي تتحدث بنعومة.
- ومستعجل ليه يا فريد ؟
نظر اليها بطرف عينيه واراد توبيخها بصرامة على جرأتها الزائدة.
دخلت أميرة في هذه اللحظة وهي تحمل طفلتها وتمسك باليد الاخر طفلتها الثانية، وشاهدة اقتراب شاهندة من الشاب الجالس بجوارها، لكنها لم تهتم والقت السلام بصوت منخفض ثم اتجهت الى غرفتها مباشرةً.
اخفض فريد وجهه اثناء دخولها الى غرفتها ثم تحدث الى شاهندة بشمئزاز.
- شاهندة بعد اذنك قومي شوفي فاتن اختي بتعمل ايه واقعدي معاها عشان متزهقش من القاعدة لوحدها لاني مشغول جدًا
نظرت اليه بغضب قائلة.
- والله
حرك رأسه وهو يتحدث ببساطة.
- اتفضلي
وقفت شاهندة وهي تنظر اليه بغيظ ثم ذهبت بخطوات غاضبة الى غرفتها لترى شقيقته بداخل الغرف.
تنفس فريد براحه بعد ذهابها ثم همس بضيق.
- امتى الليل يجي بقى عشان نمشي من هنا واخلص من البيت ده والا فيه
__________________
بداخل غرفة أميرة.
وضعت الطفلتين فوق الفراش ثم جلست بجوارهم وهي لا تستطيع فتح عينيها من قلة النوم والارهاق الشديد، حتى ذهبت في نومًا عميق.
استغل الطفلتين نوم والدتهم وترجلو من فوق الفراش ثم اقتربوا من باب الغرفة وقاموا بفتحه وخرجوا من الغرفة وذهبوا الى الصالة حتى يلعبون بها.
رأهم فريد وترك هاتفه من يده ووضعه امامه وابتسم لهم وفتح لهم ذراعه وهو يتحدث اليهم بمرح.
- ايه الجمال ده كله
ثم مد يده للطلفة الاولى وهو يتحدث اليها بمرح.
- القمر الجميل ده أسمه إيه ؟
نطقت الطفلة وهي تبتسم وتلعب مع يده.
- أسمي حور
ابتسم بسعادة وتحدث معها بمشاكسة.
- أسمك حلو اوي يا حور
ثم نظر الى جنه وهي منشغله بهاتفه الموضوع امامها وتحدث اليها بمرح.
- البنوته القمر دي أسمك ايه ؟
نظرت اليه جنه وهي تشير الى هاتفه بحماس.
- عايزة ده
نظر اليها وهو يبتسم ثم اخذ الهاتف وتحدث معها بمشاكسة.
- لو عايزة ده لازم تقوليلي أسمك ايه ؟
ثم اشار بيده على خده وتحدث معها بمرح.
- وعايز بوسه حلوه وحضن كبير لعمو فريد
ابتسمت له الطلفة وتحدثت بحماس طفولي.
- أسمي جنه
ابتسم لها وتحدث بسعادة وهو ينظر الى الطفلتين.
- جنه وحور
ثم اضاف وهو يتأملهم بحزن.
- بسم الله ماشاءالله، ربنا يحفظكم يارب
ثم فتح هاتفه على احدى الالعاب الكرتونيه واعطى الهاتف الى جنه وحملها وجعلها تجلس فوق قدمه وبدأت حور تلعب حولهم.
خرجت شاهندة من الغرفة بوجه محتقن من الغيظ الشديد عندما رأته يترك الهاتف من يده ويعطيه لأبنة شقيقها ويداعب شقيقتها الاخرى.
دخلت حماة أميرة الشقة ومعها شقيقتها والدة فريد.
اقتربت شاهندة بخطوات غاضبة من والدتها وهي تغمز لها بغيظ على ما يفعله فريد وعدم اهتمامه بها.
نظرت حماة أميرة إلى بنات أبنها وتحدثت بغضب.
- هي الهانم امهم شرفت
رفع فريد وجهه ينظر الى خالته بغضب مكتوم، لتضيف خالته بقسوة وهي تقترب منه.
- هي امهم رمتهملك كده وراحت فين ؟
نظر الطفلتين الى جدتهم بخوف، ليرتب فريد على ظهرهم وهو يتحدث بغضب مكتوم.
- في ايه يا خالتي !، امهم مارمتهمش ولا حاجة، البنات خرجوا من اوضتهم يلعبوا معايا شويه
اقتربت والدة فريد وتحدثت مع شقيقتها بهدوء.
- روقي كده يا أم جمال، وبعدين فيها ايه يعني لما البنات يطلعوا يقعدوا معانا هنا
نظرت حماة أميرة الى شقيقتها بغضب مكتوم ثم ذهبت الى غرفتها ودخلت ابنتها شاهندة خلفها.
زفر فريد بغضب وهو ينظر الى والدته بعدم راحة في التواجد في هذا المنزل.
حركت له والدته رأسها بحزن ثم ذهبت خلف شقيقتها.
__________________
بعد ساعة في غرفة أميرة.
وضعت أميرة يدها فوق الفراش وهي نائمة ووجدته فارغًا، فتحت عينيها بفزع تبحث عن بناتها ولم تجدهم بالغرفة.
هبت من فوق الفراش وركضت بهلع تبحث عنهم بخارج الغرفة وتفاجأت بجلوسهم مع شاب وعلمت انه من المؤكد انه من اقارب حماتها.
اقتربت منه وهي تظبط من وضع الحجاب فوق رأسها تحاول اخفاء شعرها باحترام ثم وقفت امامه وتحدثت بارتباك وهي تنظر الى الطفلتين.
- السلام عليكم، انا بعتذر لحضرتك جدًا
ثم اضافة موجهة حديثها للطفلتين.
- جنه، حور انتوا ايه الا خرجكم من الاوضه
تحدث فريد معها بهدوء.
- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مفيش حاجة حصلت البنات خرجوا يلعبوا عادي معايا
ثم نظر الى جنه وهي جالسه فوق قدمه تلعب بهاتفه واضاف.
- وبصراحة البنات لُطاف جدًا، ربنا يباركلك فيهم
ابتسمت ابتسامة هادئه وتحدثت باحترام.
- شكرًا لحضرتك
رفع بصره نظر اليها نظرة سريعة وهو يشعر بالاسف على كل ما يحدث معها ثم خفض وجهه وهمس بداخله وهو يسب ويلعن ابن خالته الغبي.
تحدثت أميرة مع بناتها بهدوء.
- يلا يا جنه يا حبيبتي، يلا يا حور
قفذت جنه من فوق قدم فريد وهي مازالت تمسك بهاتفه بيدها تلعب به.
حملتها أميرة على ذراعها ورأت الهاتف بيدها وحاولت اخذ الهاتف من يدها حتى تعيده الى صاحبه.
صرخة الطفلة بشدة وبدأت في البكاء بصراخ حتى ازرق وجهها بالكامل واصبحت شفاتيها زرقاء بطريقة مخيفه.
وقف فريد بفزع وهو ينظر الى الطفلة بهلع ثم تحدث الى أميرة بقلق وهو يقترب من الفتاة وهي على ذراع ولدتها.
- هي مالها ؟!
تحدثت أميرة وهي تعطيه الهاتف وتحاول ان تهدأ طفلتها.
- اصل عندها تعب في القلب ولما بتعيط بيحصلها كده
نظر اليها فريد بصدمة كبيرة ثم نظر الى الطفلة واعطاها الهاتف مرة اخرى وهو يربت على ظهر الطفلة ويتحدث معها محاولاً تهدأتها.
- خديه يا حبيبتي خلاص انا مش هاخده منك تاني
اخذت الطفلة الهاتف من يده وبدأت تتوقف عن البكاء.
خرجت شاهندة وحماة أميرة ووالدة فريد على صوت بكاء جنه ووقفوا يتابعون ما يحدث عن بُعد.
توقفت جنه عن البكاء بعد ان اخذت الهاتف.
نظرت أميرة اليه بخجل ثم تحدثت بأحراج.
- انا بعتذر جدًا لحضرتك، اديني بس عشرة دقايق وانا هحاول اشغلها بأي حاجة تانيه واجبلك منها التليفون
حرك رأسه باعتراض وهو ينظر الى الطفلة بحزن ثم تحدث بتأكيد.
- خليه معاها انا مش عايزه
ثم وضع يده على وجه الطفلة الازرق وبدأ بالتدريج يعود الى لونه الطبيعي، واضاف.
- انا معايا واحد تاني وده مش بستخدمه في حاجة
ثم اضاف بابتسامة وهو يداعب جنه.
- دا هدية مني لجنه
شهقت شاهندة وهي تنظر الى والدتها، لتندفع حماة أميرة اليهم وتتحدث الى أميرة بغضب.
- هو انتي مش هتبطلي شغل التسول ده انتي وبناتك، فضحتينا
نظرت اليها أميرة بصدمة وتحدث فريد مع خالته بغضب.
- إيه يا خالتي الا انتي بتقوليه ده، تسول ايه !، الا بتتكلمي عنه ؟
نظرت خالته الى الهاتف بيد حفيدتها وتحدثت بغضب.
- التليفون الا بنتها خدته منك
حرك فريد رأسه بعدم تصديق ثم تحدث بغضب.
- هي بنتها دي مش تبقى بنت جمال ابنك وجمال ده ابن خالتي يعني يعتبر اخويا والتليفون ده هدية مني لبنت اخويا
اقتربت والدة فريد منهم وتحدثت الى شقيقتها بهدوء.
- خلاص بقى يا ام جمال وبعدين دول بناتنا برضه وعنينا ليهم
نظرت حماة أميرة الى شقيقتها ثم نظرت الى زوجة ابنها وتحدثت بغضب.
- بس جمال لو عرف بالموضوع ده هيضايق
تحدث فريد بسخرية.
- وهو جمال فايق لحاجة
ثم اضاف بغضب.
- ازاي يتجوز ويعمل فرح وبنته تعبانه بقلبها، ازاي اصلاً جاله قلب يفرح وبنته تعبانه بالشكل ده ؟!
نظرت اليه خالته بصدمة ثم تحدثت بغضب وهي تنظر الى أميرة.
- هي الهانم اشتكتلك وعملتك المحامي بتاعها ولا ايه !
تحدثت أميرة بصراخ في حماتها.
- انا مش بشتكي غير لربنا، هو اللي شاهد ومطلع على ظلمكم، حسبي الله ونعم الوكيل
ثم تركتهم واندفعت الى غرفتها وهي تحمل طفلتها جنه وتمسك بيد حور وتجذبها خلفها الى داخل الغرفة، ثم اغلقت الباب خلفها بقوة.
نظرت حماتها الى الباب بصدمة ثم تحدثت بصوت مرتفع غاضب.
- حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتي يا وش الفقر
زفر فريد بضيق وتحدث الى والدته بغضب.
- يلا يا أمي اجهزي عشان نمشي من هنا
نظرت اليه والدته بدهشة قائلة.
- مش احنا متفقين نرجع بالليل ؟!
تحدث فريد بغضب وهو يتجه الى احد الغرف حتى يستعد للذهاب.
- هنرجع دلوقتي يا امي، انا مبقتش طايق افضل هنا اكتر من كده
ثم دخلت الغرفة واغلق الباب خلفه بعنف.
ارتعد جسد خالته هي وابنتها شاهندة مع اغلقه القوي لباب الغرفة، ثم نظرة حماة أميرة إلى شقيقته وتحدثت بمكر.
- هو ابنك ايه حكايته بالظبط ؟!
نظرت اليها شقيقتها بخجل وارادت ان تقول لها انه يغضب كثيرًا عندما يرى احد يتعرض للظلم مثل ما يحدث مع زوجة جمال، لكنها لم تقل شئ وذهبت حتى تستعد للذهاب هي الاخرى.
______________
بداخل غرفة أميرة.
جلست فوق الفراش بغضب وهي تعلم انها لن تستطيع العيش مع حماتها بهذا الشكل، لكن مرض ابنتها يجبرها ان تبقى معهم حتى تستطيع ان تعمل وتترك الطفلتين مع جدتهم اثناء عملها.
انتظرت بغرفتها حتى المساء ثم خرجت حتى تتحدث مع حماتها وتخبرها بانها سوف تعمل من صباح الغد وسوف تترك الطفلتين معاهم بالمنزل.
كانت تجلس حماتها مع بناتها، شاهندة و أماني وفتحي زوج أماني كان يجلس معهم.
خرجت أميرة من غرفتها وهي تضع الحجاب فوق رأسها وترتدي اسدال الصلاة الواسع لا يظهر من جسدها اي شئ.
اقتربت منهم وقفت امامهم وتحدثت بهدوء.
- مساء الخير
نظروا اليها جميعًا وكلاً منهم له نظرة خاصة.
نظرت حماتها بغضب
نظرت شاهندة بحقد
نظرت أماني بتعاطف
نظر فتحي بشهوة وهو يتأملها من الاسفل الى الاعلى ويقارن جسدها النحيف المتناسق بجسد زوجته الممتلئ.
تحدثت أميرة بهدوء.
-لو سمحتي يا ماما كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع مهم
نظرت اليها حماتها باستخفاف ثم تحدثت بسخرية.
- وماله ياختي اتكلمي مفيش حد غريب
نظرت اليهم أميرة باحراج ثم تحدثت بارتباك.
- انا لقيت شغل وهبدأ فيه من بكره ان شاءالله
نظر اليها فتحي زوج أماني من الأسفل الى الاعلى وهو يتحدث بطريقة ماكرة يخفي خلفها وقاحته.
- شغل ايه بس الا انتي عايزة تشتغليه، ما اي حاجة تحتاجيها احنا عنينا ليكي
نظرت اليه زوجته بغضب بعد ان شعرت من طريقته الماكرة نيته السوء اتجاه زوجة شقيقها.
نظرت أميرة الى حماتها وتحدثت بارتباك.
- قولتي ايه يا ماما ؟
حركت حماتها فمها بستهزاء قائلة.
- وشغل ايه ده بقى ان شاءالله الا الهانم عايزة تشتغله ؟!
تحدثت أميرة بهدوء.
- شغل مع واحده صاحبتي، واهو احاول اجيب فلوس عشان عملية جنه
تحدثت شاهندة بسخرية.
- يا دي جنه الا دوشانه بيها كل شويه عملية جنه، عملية جنه
تحدثت حماة أميرة مع ابنتها بصرامة.
- شاهندة، متدخليش في الا ملكيش فيه
ثم نظرت الى أميرة واضافة بغضب.
- وانتي يا ست أميرة، كلمي جوزك وخدي رأيه الاول ولو وافق يبقى تشتغلي، موافقش، هو حر، انتي مراته وهو حر معاكي
تحدثت أميرة بغضب مكتوم.
- يا ماما جوزي مش فاضي لمشاكلي انا وبناته، وبعدين ما انا عارفه ان الكلمة كلمتك في الاول وفي الاخر ولو وافقتي يبقى كأن جمال وافق وانا جبت من الاخر وجيت اكلمك انتي لاني عارفه ان الموافقه او الرفض في ايدك انتي
استرخت حماتها في جلستها بغرور وتحدثت بثقه.
- طبعًا الكلمة لازم تبقى كلمتي في الاول وفي الاخر، مش انا امه الا ربيته وكبرته
ثم اضافة بغضب.
- ولا كنتي عايزاه يخرج عن طوعي ويبقى زي الخاتم في صباعك
تحدثت أميرة بتعب.
- يا ماما انا لا عايزاه يبقى تحت طوعي ولا عايزاه يبقى زي الخاتم في صباعي ولا عايزة من الدنيا اي حاجة خالص غير حياة بنتي
نظرت اليها حماتها بتفكير ثم اضافة بمكر.
- وماله يا أميرة والشغل مش عيب
تحدثت أميرة بلهفة.
- يعني موافقة ؟
تحدثت حماتها بالايجاب.
- ايوا موافقة
ثم اضافة بمكر.
- بس الاهم برضه موافقة جمال ابني
تحدثت أميرة بدهشة.
- يعني ايه ؟!
تحدثت حماتها بمكر.
- يعني تطلعي زي الشاطرة كده لجمال فوق في شقته وتكلميه في الموضوع ده، ولو وافق يبقى على بركة الله، تروحي شغلك من بكره الصبح لو عايزة
نظرت أميرة الى حماتها بصدمة ثم همست قائلة.
- اطلع له فوق ازاي !!
نظرت اليها أماني شقيقة زوجها بحزن ثم اضافة بفضول.
- طب حتى لو جمال وافق يا أميرة، هتعملي ايه في البنات، هتاخديهم معاكي ؟!
نظرت اليها أميرة بحزن ثم نظرت الى حماتها وتحدثت بكسرة.
- انا كنت هطلب من ماما يعني لو تخلي بالها منهم وتراعيهم الفترة الا انا هكون فيها في الشغل
هبت شاهندة من مكانها تتحدث الى أميرة بغضب.
- انتي كمان عايزة تشغلي امي داده لعيالك
تحدثت أميرة معها بغضب هي الاخرى.
- متنسيش ان امك تبقى جدتهم وانا هشتغل عشان اوفر لبنت اخوكي حق العملية بتاعها، يعني لازم تعرفي ان جنه دي مش بنتي لوحدي، دي بنت اخوكي ومن دمكم
زفرت شاهندة بغضب في وجهها ثم اتجهت الى الغرفة بخطوات غاضبه.
عادت أميرة ببصرها الى حماتها وتحدثت بهدوء.
- قولتي ايه يا ماما ؟
تحدثت حماتها بالايجاب.
- قولتلك ماشي يا أميرة، بس تطلعي الاول تجيبي موافقة جوزك
نظرت اليها أميرة بصمت لعدة لحظات وهي تتخيل ابنتها جنه ومرضها الخطير امام عينيها ثم تحدثت باصرار.
- وماله اطلعله
ثم اتجهت الى باب الشقه ومنه الى الدرج وصعدت للاعلى.
نظرت اماني الى والدتها وتحدثت معها بحزن.
- الا بيحصل مع أميرة ده حرام يا امي، والا بيجي على الولايا مابيكسبش
تحدثت والدتها بغضب.
- تعرفي تخليكي في حالك
نظرت أماني الى زوجها باحراج بعد ان حرجتها والدتها أمامه ثم وقفت وذهبت خلف شقيقتها وتركت زوجها يجلس وهو يفكر في أميرة ويفكر بمكر كيف يوصل اليها.
_______________
بالاعلى أمام شقة جمال وعروسته الجديدة مروة.
وقفت أميرة امام باب شقتها سابقًا وهي تحاول ان تتماسك ولا تنسال دموعها وهي تشعر بالذل والقهر.
اقتربت بيدها من باب الشقه ثم طرقت عليه وهي تشعر بتمزق قلبها وتغمض عينيها بقوة حتى تستطيع التماسك.
فُتح باب الشقة بهدوء وظهرت من خلفه مروة صديقتها وهي ترتدي ثوبً أحمر قصير للنوم وفوقه الروب الخاص به.
نظرت اليها أميرة من الاسفل الى الاعلى، من بداية ساقيها العاريه الى ذراعيها ومقدمة صدرها الشبه عاريه، ثم خفضت أميرة بصرها وتحدثت بصوت مكتوم من شدة رغبتها في البكاء، لا تصدق حتى الان ان الواقفة امامها بداخل شقتها وترتدي الثوب العاري من اجل زوجها، هي نفسها صديقتها الوحيدة وكاتمة اسرارها.
- لو سمحتي ممكن تنادي جمال، عايزاه في موضوع مهم
نظرت اليها مروة بخجل وحاولت ان تداري جسدها بالروب الشفاف وهي تتحدث اليها بارتباك.
- طب اتفضلي ادخلي يا أميرة
تحدثت أميرة وهي مازالت تخفض وجهها ارضًا.
- شكرًا ولو سمحتي نادي عليه هكلمه في حاجة ضروري وانزل
تحدثت مروة بخجل.
- ا اصله يعني ااصله في الحمام
رفعت أميرة وجهها تنظر اليها وعندما نظرت الى وجهها تذكرت كم كانت تحبها وكم كانت بالنسبه لها الصديقه والشقيقه والحياة بأكملها.
- هنستأذن احنا عشان منأخركيش على شغلك
ثم ذهبت أميرة مع والدتها واخذت بناتها وعادت الى منزل حماتها مرة اخرى.
___________________
في منزل حماة أميرة.
جلس فريد على احدى المقاعد بصالة الشقة وهو يقلب بهاتفه بعد ان تناولوا جميعًا وجبة الافطار.
وقفت حماة أميرة مع شقيقتها والدة فريد وتحدثت معها بحماس.
- بينا انا وانتي يا عزة نطلع نبارك للعرسان
نظر اليهم فريد بغضب مكتوم ثم تابع ما يفعله بهاتفه بصمت وهو يعد الساعات حتى يرحل هو ووالدته وشقيقته من هذا المنزل.
صعدت حماة أميرة الى شقة ابنها بالاعلى بصحبة شقيقتها.
اقتربت شاهندة من فريد وجلست بجواره وهي تحاول لفت انتباهه بأي طريقة.
- انت بتعمل ايه يا فريد
زفر بضيق ثم نظر اليها قائلاً بسخرية.
- هكون بعمل ايه يعني يا شاهندة، اهو بضيع وقت على ما يجي الليل عشان نرجع اسكندرية
اقتربت منه اكثر حتى التصقت به وهي تتحدث بنعومة.
- ومستعجل ليه يا فريد ؟
نظر اليها بطرف عينيه واراد توبيخها بصرامة على جرأتها الزائدة.
دخلت أميرة في هذه اللحظة وهي تحمل طفلتها وتمسك باليد الاخر طفلتها الثانية، وشاهدة اقتراب شاهندة من الشاب الجالس بجوارها، لكنها لم تهتم والقت السلام بصوت منخفض ثم اتجهت الى غرفتها مباشرةً.
اخفض فريد وجهه اثناء دخولها الى غرفتها ثم تحدث الى شاهندة بشمئزاز.
- شاهندة بعد اذنك قومي شوفي فاتن اختي بتعمل ايه واقعدي معاها عشان متزهقش من القاعدة لوحدها لاني مشغول جدًا
نظرت اليه بغضب قائلة.
- والله
حرك رأسه وهو يتحدث ببساطة.
- اتفضلي
وقفت شاهندة وهي تنظر اليه بغيظ ثم ذهبت بخطوات غاضبة الى غرفتها لترى شقيقته بداخل الغرف.
تنفس فريد براحه بعد ذهابها ثم همس بضيق.
- امتى الليل يجي بقى عشان نمشي من هنا واخلص من البيت ده والا فيه
__________________
بداخل غرفة أميرة.
وضعت الطفلتين فوق الفراش ثم جلست بجوارهم وهي لا تستطيع فتح عينيها من قلة النوم والارهاق الشديد، حتى ذهبت في نومًا عميق.
استغل الطفلتين نوم والدتهم وترجلو من فوق الفراش ثم اقتربوا من باب الغرفة وقاموا بفتحه وخرجوا من الغرفة وذهبوا الى الصالة حتى يلعبون بها.
رأهم فريد وترك هاتفه من يده ووضعه امامه وابتسم لهم وفتح لهم ذراعه وهو يتحدث اليهم بمرح.
- ايه الجمال ده كله
ثم مد يده للطلفة الاولى وهو يتحدث اليها بمرح.
- القمر الجميل ده أسمه إيه ؟
نطقت الطفلة وهي تبتسم وتلعب مع يده.
- أسمي حور
ابتسم بسعادة وتحدث معها بمشاكسة.
- أسمك حلو اوي يا حور
ثم نظر الى جنه وهي منشغله بهاتفه الموضوع امامها وتحدث اليها بمرح.
- البنوته القمر دي أسمك ايه ؟
نظرت اليه جنه وهي تشير الى هاتفه بحماس.
- عايزة ده
نظر اليها وهو يبتسم ثم اخذ الهاتف وتحدث معها بمشاكسة.
- لو عايزة ده لازم تقوليلي أسمك ايه ؟
ثم اشار بيده على خده وتحدث معها بمرح.
- وعايز بوسه حلوه وحضن كبير لعمو فريد
ابتسمت له الطلفة وتحدثت بحماس طفولي.
- أسمي جنه
ابتسم لها وتحدث بسعادة وهو ينظر الى الطفلتين.
- جنه وحور
ثم اضاف وهو يتأملهم بحزن.
- بسم الله ماشاءالله، ربنا يحفظكم يارب
ثم فتح هاتفه على احدى الالعاب الكرتونيه واعطى الهاتف الى جنه وحملها وجعلها تجلس فوق قدمه وبدأت حور تلعب حولهم.
خرجت شاهندة من الغرفة بوجه محتقن من الغيظ الشديد عندما رأته يترك الهاتف من يده ويعطيه لأبنة شقيقها ويداعب شقيقتها الاخرى.
دخلت حماة أميرة الشقة ومعها شقيقتها والدة فريد.
اقتربت شاهندة بخطوات غاضبة من والدتها وهي تغمز لها بغيظ على ما يفعله فريد وعدم اهتمامه بها.
نظرت حماة أميرة إلى بنات أبنها وتحدثت بغضب.
- هي الهانم امهم شرفت
رفع فريد وجهه ينظر الى خالته بغضب مكتوم، لتضيف خالته بقسوة وهي تقترب منه.
- هي امهم رمتهملك كده وراحت فين ؟
نظر الطفلتين الى جدتهم بخوف، ليرتب فريد على ظهرهم وهو يتحدث بغضب مكتوم.
- في ايه يا خالتي !، امهم مارمتهمش ولا حاجة، البنات خرجوا من اوضتهم يلعبوا معايا شويه
اقتربت والدة فريد وتحدثت مع شقيقتها بهدوء.
- روقي كده يا أم جمال، وبعدين فيها ايه يعني لما البنات يطلعوا يقعدوا معانا هنا
نظرت حماة أميرة الى شقيقتها بغضب مكتوم ثم ذهبت الى غرفتها ودخلت ابنتها شاهندة خلفها.
زفر فريد بغضب وهو ينظر الى والدته بعدم راحة في التواجد في هذا المنزل.
حركت له والدته رأسها بحزن ثم ذهبت خلف شقيقتها.
__________________
بعد ساعة في غرفة أميرة.
وضعت أميرة يدها فوق الفراش وهي نائمة ووجدته فارغًا، فتحت عينيها بفزع تبحث عن بناتها ولم تجدهم بالغرفة.
هبت من فوق الفراش وركضت بهلع تبحث عنهم بخارج الغرفة وتفاجأت بجلوسهم مع شاب وعلمت انه من المؤكد انه من اقارب حماتها.
اقتربت منه وهي تظبط من وضع الحجاب فوق رأسها تحاول اخفاء شعرها باحترام ثم وقفت امامه وتحدثت بارتباك وهي تنظر الى الطفلتين.
- السلام عليكم، انا بعتذر لحضرتك جدًا
ثم اضافة موجهة حديثها للطفلتين.
- جنه، حور انتوا ايه الا خرجكم من الاوضه
تحدث فريد معها بهدوء.
- عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مفيش حاجة حصلت البنات خرجوا يلعبوا عادي معايا
ثم نظر الى جنه وهي جالسه فوق قدمه تلعب بهاتفه واضاف.
- وبصراحة البنات لُطاف جدًا، ربنا يباركلك فيهم
ابتسمت ابتسامة هادئه وتحدثت باحترام.
- شكرًا لحضرتك
رفع بصره نظر اليها نظرة سريعة وهو يشعر بالاسف على كل ما يحدث معها ثم خفض وجهه وهمس بداخله وهو يسب ويلعن ابن خالته الغبي.
تحدثت أميرة مع بناتها بهدوء.
- يلا يا جنه يا حبيبتي، يلا يا حور
قفذت جنه من فوق قدم فريد وهي مازالت تمسك بهاتفه بيدها تلعب به.
حملتها أميرة على ذراعها ورأت الهاتف بيدها وحاولت اخذ الهاتف من يدها حتى تعيده الى صاحبه.
صرخة الطفلة بشدة وبدأت في البكاء بصراخ حتى ازرق وجهها بالكامل واصبحت شفاتيها زرقاء بطريقة مخيفه.
وقف فريد بفزع وهو ينظر الى الطفلة بهلع ثم تحدث الى أميرة بقلق وهو يقترب من الفتاة وهي على ذراع ولدتها.
- هي مالها ؟!
تحدثت أميرة وهي تعطيه الهاتف وتحاول ان تهدأ طفلتها.
- اصل عندها تعب في القلب ولما بتعيط بيحصلها كده
نظر اليها فريد بصدمة كبيرة ثم نظر الى الطفلة واعطاها الهاتف مرة اخرى وهو يربت على ظهر الطفلة ويتحدث معها محاولاً تهدأتها.
- خديه يا حبيبتي خلاص انا مش هاخده منك تاني
اخذت الطفلة الهاتف من يده وبدأت تتوقف عن البكاء.
خرجت شاهندة وحماة أميرة ووالدة فريد على صوت بكاء جنه ووقفوا يتابعون ما يحدث عن بُعد.
توقفت جنه عن البكاء بعد ان اخذت الهاتف.
نظرت أميرة اليه بخجل ثم تحدثت بأحراج.
- انا بعتذر جدًا لحضرتك، اديني بس عشرة دقايق وانا هحاول اشغلها بأي حاجة تانيه واجبلك منها التليفون
حرك رأسه باعتراض وهو ينظر الى الطفلة بحزن ثم تحدث بتأكيد.
- خليه معاها انا مش عايزه
ثم وضع يده على وجه الطفلة الازرق وبدأ بالتدريج يعود الى لونه الطبيعي، واضاف.
- انا معايا واحد تاني وده مش بستخدمه في حاجة
ثم اضاف بابتسامة وهو يداعب جنه.
- دا هدية مني لجنه
شهقت شاهندة وهي تنظر الى والدتها، لتندفع حماة أميرة اليهم وتتحدث الى أميرة بغضب.
- هو انتي مش هتبطلي شغل التسول ده انتي وبناتك، فضحتينا
نظرت اليها أميرة بصدمة وتحدث فريد مع خالته بغضب.
- إيه يا خالتي الا انتي بتقوليه ده، تسول ايه !، الا بتتكلمي عنه ؟
نظرت خالته الى الهاتف بيد حفيدتها وتحدثت بغضب.
- التليفون الا بنتها خدته منك
حرك فريد رأسه بعدم تصديق ثم تحدث بغضب.
- هي بنتها دي مش تبقى بنت جمال ابنك وجمال ده ابن خالتي يعني يعتبر اخويا والتليفون ده هدية مني لبنت اخويا
اقتربت والدة فريد منهم وتحدثت الى شقيقتها بهدوء.
- خلاص بقى يا ام جمال وبعدين دول بناتنا برضه وعنينا ليهم
نظرت حماة أميرة الى شقيقتها ثم نظرت الى زوجة ابنها وتحدثت بغضب.
- بس جمال لو عرف بالموضوع ده هيضايق
تحدث فريد بسخرية.
- وهو جمال فايق لحاجة
ثم اضاف بغضب.
- ازاي يتجوز ويعمل فرح وبنته تعبانه بقلبها، ازاي اصلاً جاله قلب يفرح وبنته تعبانه بالشكل ده ؟!
نظرت اليه خالته بصدمة ثم تحدثت بغضب وهي تنظر الى أميرة.
- هي الهانم اشتكتلك وعملتك المحامي بتاعها ولا ايه !
تحدثت أميرة بصراخ في حماتها.
- انا مش بشتكي غير لربنا، هو اللي شاهد ومطلع على ظلمكم، حسبي الله ونعم الوكيل
ثم تركتهم واندفعت الى غرفتها وهي تحمل طفلتها جنه وتمسك بيد حور وتجذبها خلفها الى داخل الغرفة، ثم اغلقت الباب خلفها بقوة.
نظرت حماتها الى الباب بصدمة ثم تحدثت بصوت مرتفع غاضب.
- حسبي الله ونعم الوكيل فيكي انتي يا وش الفقر
زفر فريد بضيق وتحدث الى والدته بغضب.
- يلا يا أمي اجهزي عشان نمشي من هنا
نظرت اليه والدته بدهشة قائلة.
- مش احنا متفقين نرجع بالليل ؟!
تحدث فريد بغضب وهو يتجه الى احد الغرف حتى يستعد للذهاب.
- هنرجع دلوقتي يا امي، انا مبقتش طايق افضل هنا اكتر من كده
ثم دخلت الغرفة واغلق الباب خلفه بعنف.
ارتعد جسد خالته هي وابنتها شاهندة مع اغلقه القوي لباب الغرفة، ثم نظرة حماة أميرة إلى شقيقته وتحدثت بمكر.
- هو ابنك ايه حكايته بالظبط ؟!
نظرت اليها شقيقتها بخجل وارادت ان تقول لها انه يغضب كثيرًا عندما يرى احد يتعرض للظلم مثل ما يحدث مع زوجة جمال، لكنها لم تقل شئ وذهبت حتى تستعد للذهاب هي الاخرى.
______________
بداخل غرفة أميرة.
جلست فوق الفراش بغضب وهي تعلم انها لن تستطيع العيش مع حماتها بهذا الشكل، لكن مرض ابنتها يجبرها ان تبقى معهم حتى تستطيع ان تعمل وتترك الطفلتين مع جدتهم اثناء عملها.
انتظرت بغرفتها حتى المساء ثم خرجت حتى تتحدث مع حماتها وتخبرها بانها سوف تعمل من صباح الغد وسوف تترك الطفلتين معاهم بالمنزل.
كانت تجلس حماتها مع بناتها، شاهندة و أماني وفتحي زوج أماني كان يجلس معهم.
خرجت أميرة من غرفتها وهي تضع الحجاب فوق رأسها وترتدي اسدال الصلاة الواسع لا يظهر من جسدها اي شئ.
اقتربت منهم وقفت امامهم وتحدثت بهدوء.
- مساء الخير
نظروا اليها جميعًا وكلاً منهم له نظرة خاصة.
نظرت حماتها بغضب
نظرت شاهندة بحقد
نظرت أماني بتعاطف
نظر فتحي بشهوة وهو يتأملها من الاسفل الى الاعلى ويقارن جسدها النحيف المتناسق بجسد زوجته الممتلئ.
تحدثت أميرة بهدوء.
-لو سمحتي يا ماما كنت عايزة اتكلم معاكي في موضوع مهم
نظرت اليها حماتها باستخفاف ثم تحدثت بسخرية.
- وماله ياختي اتكلمي مفيش حد غريب
نظرت اليهم أميرة باحراج ثم تحدثت بارتباك.
- انا لقيت شغل وهبدأ فيه من بكره ان شاءالله
نظر اليها فتحي زوج أماني من الأسفل الى الاعلى وهو يتحدث بطريقة ماكرة يخفي خلفها وقاحته.
- شغل ايه بس الا انتي عايزة تشتغليه، ما اي حاجة تحتاجيها احنا عنينا ليكي
نظرت اليه زوجته بغضب بعد ان شعرت من طريقته الماكرة نيته السوء اتجاه زوجة شقيقها.
نظرت أميرة الى حماتها وتحدثت بارتباك.
- قولتي ايه يا ماما ؟
حركت حماتها فمها بستهزاء قائلة.
- وشغل ايه ده بقى ان شاءالله الا الهانم عايزة تشتغله ؟!
تحدثت أميرة بهدوء.
- شغل مع واحده صاحبتي، واهو احاول اجيب فلوس عشان عملية جنه
تحدثت شاهندة بسخرية.
- يا دي جنه الا دوشانه بيها كل شويه عملية جنه، عملية جنه
تحدثت حماة أميرة مع ابنتها بصرامة.
- شاهندة، متدخليش في الا ملكيش فيه
ثم نظرت الى أميرة واضافة بغضب.
- وانتي يا ست أميرة، كلمي جوزك وخدي رأيه الاول ولو وافق يبقى تشتغلي، موافقش، هو حر، انتي مراته وهو حر معاكي
تحدثت أميرة بغضب مكتوم.
- يا ماما جوزي مش فاضي لمشاكلي انا وبناته، وبعدين ما انا عارفه ان الكلمة كلمتك في الاول وفي الاخر ولو وافقتي يبقى كأن جمال وافق وانا جبت من الاخر وجيت اكلمك انتي لاني عارفه ان الموافقه او الرفض في ايدك انتي
استرخت حماتها في جلستها بغرور وتحدثت بثقه.
- طبعًا الكلمة لازم تبقى كلمتي في الاول وفي الاخر، مش انا امه الا ربيته وكبرته
ثم اضافة بغضب.
- ولا كنتي عايزاه يخرج عن طوعي ويبقى زي الخاتم في صباعك
تحدثت أميرة بتعب.
- يا ماما انا لا عايزاه يبقى تحت طوعي ولا عايزاه يبقى زي الخاتم في صباعي ولا عايزة من الدنيا اي حاجة خالص غير حياة بنتي
نظرت اليها حماتها بتفكير ثم اضافة بمكر.
- وماله يا أميرة والشغل مش عيب
تحدثت أميرة بلهفة.
- يعني موافقة ؟
تحدثت حماتها بالايجاب.
- ايوا موافقة
ثم اضافة بمكر.
- بس الاهم برضه موافقة جمال ابني
تحدثت أميرة بدهشة.
- يعني ايه ؟!
تحدثت حماتها بمكر.
- يعني تطلعي زي الشاطرة كده لجمال فوق في شقته وتكلميه في الموضوع ده، ولو وافق يبقى على بركة الله، تروحي شغلك من بكره الصبح لو عايزة
نظرت أميرة الى حماتها بصدمة ثم همست قائلة.
- اطلع له فوق ازاي !!
نظرت اليها أماني شقيقة زوجها بحزن ثم اضافة بفضول.
- طب حتى لو جمال وافق يا أميرة، هتعملي ايه في البنات، هتاخديهم معاكي ؟!
نظرت اليها أميرة بحزن ثم نظرت الى حماتها وتحدثت بكسرة.
- انا كنت هطلب من ماما يعني لو تخلي بالها منهم وتراعيهم الفترة الا انا هكون فيها في الشغل
هبت شاهندة من مكانها تتحدث الى أميرة بغضب.
- انتي كمان عايزة تشغلي امي داده لعيالك
تحدثت أميرة معها بغضب هي الاخرى.
- متنسيش ان امك تبقى جدتهم وانا هشتغل عشان اوفر لبنت اخوكي حق العملية بتاعها، يعني لازم تعرفي ان جنه دي مش بنتي لوحدي، دي بنت اخوكي ومن دمكم
زفرت شاهندة بغضب في وجهها ثم اتجهت الى الغرفة بخطوات غاضبه.
عادت أميرة ببصرها الى حماتها وتحدثت بهدوء.
- قولتي ايه يا ماما ؟
تحدثت حماتها بالايجاب.
- قولتلك ماشي يا أميرة، بس تطلعي الاول تجيبي موافقة جوزك
نظرت اليها أميرة بصمت لعدة لحظات وهي تتخيل ابنتها جنه ومرضها الخطير امام عينيها ثم تحدثت باصرار.
- وماله اطلعله
ثم اتجهت الى باب الشقه ومنه الى الدرج وصعدت للاعلى.
نظرت اماني الى والدتها وتحدثت معها بحزن.
- الا بيحصل مع أميرة ده حرام يا امي، والا بيجي على الولايا مابيكسبش
تحدثت والدتها بغضب.
- تعرفي تخليكي في حالك
نظرت أماني الى زوجها باحراج بعد ان حرجتها والدتها أمامه ثم وقفت وذهبت خلف شقيقتها وتركت زوجها يجلس وهو يفكر في أميرة ويفكر بمكر كيف يوصل اليها.
_______________
بالاعلى أمام شقة جمال وعروسته الجديدة مروة.
وقفت أميرة امام باب شقتها سابقًا وهي تحاول ان تتماسك ولا تنسال دموعها وهي تشعر بالذل والقهر.
اقتربت بيدها من باب الشقه ثم طرقت عليه وهي تشعر بتمزق قلبها وتغمض عينيها بقوة حتى تستطيع التماسك.
فُتح باب الشقة بهدوء وظهرت من خلفه مروة صديقتها وهي ترتدي ثوبً أحمر قصير للنوم وفوقه الروب الخاص به.
نظرت اليها أميرة من الاسفل الى الاعلى، من بداية ساقيها العاريه الى ذراعيها ومقدمة صدرها الشبه عاريه، ثم خفضت أميرة بصرها وتحدثت بصوت مكتوم من شدة رغبتها في البكاء، لا تصدق حتى الان ان الواقفة امامها بداخل شقتها وترتدي الثوب العاري من اجل زوجها، هي نفسها صديقتها الوحيدة وكاتمة اسرارها.
- لو سمحتي ممكن تنادي جمال، عايزاه في موضوع مهم
نظرت اليها مروة بخجل وحاولت ان تداري جسدها بالروب الشفاف وهي تتحدث اليها بارتباك.
- طب اتفضلي ادخلي يا أميرة
تحدثت أميرة وهي مازالت تخفض وجهها ارضًا.
- شكرًا ولو سمحتي نادي عليه هكلمه في حاجة ضروري وانزل
تحدثت مروة بخجل.
- ا اصله يعني ااصله في الحمام
رفعت أميرة وجهها تنظر اليها وعندما نظرت الى وجهها تذكرت كم كانت تحبها وكم كانت بالنسبه لها الصديقه والشقيقه والحياة بأكملها.