الفصل الثاني

كاان يتكئ على جزع شجره عاقداً ذراعيه أمام صدره،
شارداً، كمن يحمل ثقلاً على عاتقه، بينما يلتف الجميع حول طاولة بالحديقة، يتناولون الفاكهة والعصائر الطازجة ،، ويتحدثون ويمرحون.
لمحت رنا شروده ووقفوه وحيداً نظرت لزوجها،
وأشارت له بعينيها الجميلتين فرأه هو أيضاً فذهبوا له،
ليتحدثوا معه محاولين معرفة سبب شروده،
فهو على غير عادته.
رنا ...... مالك ياأبيه من ساعة مجالك التلفون، وأنت مش معانا خالص، واقف لوحدك وسرحان
مهموم وشكلك مضايق أوى.
رامى ..... مالك يامنصور فى حاجة فى المكالمة ضايقك.
تنهد بعمق،،
منصور....... عارفه مين اللى كان بيكلمنى يارنا.
رنا ..... مين ياأبيه.
منصور ...... ده هشام الغازولى أبن خالتى فاكراه.
رنا ..... أه طبعاً ياأبيه فكراه، أنا شوفته كام مرة عندكم فى البلد، ورحت مع مصطفى عزا والده الله يرحمه، وتقريبا شريكك فى شركة الملاحة البحرية صح،
ماله بقى.
منصور ..... أه صح مش عارف يارنا كلمنى وكان مخنوق أوى وحزين، وطلب منى أروحله فى أسرع وقت.
رنا ..... لا حولا ولا قوة إلا بالله، طب إيه اللى خلاك متأكد أنه فى حاجه حصلت وحشة.
منصور ..... صوته معجبنيش، ولانه مبيطلبش أنى أسافر إلا لو فيه مصيبه، عشان كده قلقان.
رامى ..... أن شاء الله خير، تحبى أروح معاك.
منصور ..... ربنا يخليك، بس مفيش لزوم، أنت دراستك هتبتدى، وكمان شركاتك مين هيتابعها، خليك هنا لو أحتجتلك هكلمك، أنا هسافرله وأن شاء الله خير، أنا مضطر أمشى دلوقتى يادوب على مالحق أروح الحاجة وأسافر.
رنا ..... سيب ماما خديجة هنا، خليها معانا لحد مترجع.
منصور ..... لو هى موافقة معنديش مانع.
رنا ...... أنا ورامى هنقنعها.
أتجهوا جميعاً إلى خديجة، ليحاولوا أقناعها بالمكوث معهم لحين عودة منصور، فالقصر كبير وبه غرف كثيره.
رنا ..... ماما خديجة أبيه قالنا أنه مسافر، خليكى معانا هنا لحد ميرجع عشان خاطرى.
خديجة .....على عينى ياحببتى بس أنا مجدرش أفوت البيت لحاله هناك.
رامى ...... طب لوقلتلك عشان خاطرى خليكى معانا.
منصور ..... خليكى ياأم منصور حداهم، ولما عاود
هفوت عليكى أخدك، وأنا هكلم الحرس ياخدوا بالهم من الثرايا هناك، ويفتحوا عنهم زين.
خديجة ...... حاضر ياولدى بس خلى بالك من نفسك وأبقجى طمنى عليك.
منصور ..... حاضر ياأم منصور.
قبلت رنا يدا خديجه بسعادة غامرة لموافقتها المكوث معها، ربتت خديجه على ظهرها بحنان الأم.
أبتعد منصور عدة خطوات فأصبح بعيداً عن نظرهم وأخرج هاتفه.
ودق على ذراعه الأيمن وحارسه وصديقه الأمين جمال،،
فهو لا يفارقه أبدا، ودائما بجواره، فمنذ أستقالته من عمله، فلقد كان ضابط سابق بالحراسات الخاصة، لكنه أستقال وظل بجوار منصور.
بعد أغلاقه الهاتف مع هشام، هاتف جمال وطلب منه أحضار له بعض الملابس، وأيضاً بعض النقود والحضور إليه.
منصور ..... جمال أنت فين.
جمال ..... فى الطريقة ياباشا، نص ساعة وكون عندك حضرتك بس على فين.
منصور ..... جبت معاك شنطة هدومى والفلوس اللى قلتلك عليها.
جمال ..... حصل ياباشا، بس على فين ياباشا.
منصور ...... هنسافر الغردقة عند هشام.
جمال ..... تمام طيران ولا بالعربية.
منصور ..... العربية الجيب معاك.
جمال ..... معايا ياباشا.
منصور ...... يبقى بالعربية أنا مستنيك متتأخرش.
أغلق الهاتف وحدث نفسه،،،
منصور ..... ياترى فى إيه ياهشام ،،
إيه اللى حصل خلاك تتصل بيا، وتطلب منى السفر بالسرعة ديه، أكيد مش خير أبدا، يارب أسترها.
تخبر شقيقها بما حدث وأنه يقف بعيداً يتحدث عبر الهاتف.
تملكتها الشجاعة بحثت بنظرها فلم تجده، ذادت دقات قلبها وأسرع بالخفقان، كيف له أن يذهب دون أن تراه أو تودعه؟
حزنت بشدة، لكن سرعان ماعادت الأبتسامة حين سمعت رنا وذهبت إليه، لتعترف بحبها له.
بلى بعشقها فهو حبيبها فربما يرق قلبه له
لمحتها صديقتها ولكنه لم تذهب خلفها ،،
بالرغم من أنها تعلم كم هى طائشه،
لكنها على يقين أنه يخاف ربه كثيراً ولا يقدم على أى فعل يغضبه، ويعلم كيف يسيطر على مشاعره.
لكن فضولها لرؤية ما يحدث، جعلها تذهب خلفها وتتوارى عن الانظار، لترى وتضحك على صديقتها.
ذهبت إليه ووقفت أمامه، نظرت له بعيون هائمه عاشقة له، تقابلت النظرات وتلألأت العبارات.
أحمر وجهها خجلا من نظراته إليها. فلأول مرة
تشعر بأنه ينظر لها، نظرت أعجاب، فأغمضت عيونها وأبتلعت ريقها بصعوبه وتحدثت...
علا ...... بص بقى، أنا بحبك، ومش هيأس ولا هتنازل عن حبى ليك، فاهم ولا لا.
أقترب منها وأختفت المسافات، فشعرت بالخوف، فأصبحت رأسها بمحاذات صدره، فأرتبعت من هيئته وبنيته الرياضية، فأغمضت عيونها مرة أخرى ورفعت رأسها لتنظر إليه.
منصور ..... كنتى بتقولى إيه بقى، عشان مسمعتش كويس.
حاولت التكلم لكن بصوت مبحوح وضعيف من خوفها، لا تستطيع الحديث، لكن تمالكت أعصابها وحاولت مرة أخرى بصوت عالى.
علا ..... لا أنت سمعتنى كويس أوى، مفيش داعى أكرر كلامى مرة تانية.
منصور ..... أنتى ياأمه عبيطه ياأم هبله ،،
روحى ألعبى بعيد ياشاطرة.
أنجرفت دموع من عينها كشلالات المياه، ركضت إلى الحديقة، وأخذت حقيبتها وركبت سيارتها وغادرت.
قهقه رنا كثيراً مما رأت وذهبت إليه بعد مغادرتها.
رنا ..... ههههه ليه كده بس ياإبيه، زعلتها وخلتها تمشى معيطه كده.
منصور ...... ديه عبيطه خالص، حبه إيه هو فاضى ولا ناقص وجع دماغ.
رنا ..... والله العظيم ديه طيبه أوى وغلبانه وبتحبك أوى أوى.
منصور ......ديه عيله هبله.
رنا ..... عيله ايه بس يا ابيه ديه دكتوره شاطرة جدا على فكرة، ومش راضيه تتجوز وبتحبك وبتعشقك.
متجرب ياأبيه، أفتحلها قلبك أديها ريق حلو، مش يمكن هى اللى تكسر قيودك، وتحطم حصونك فكر صدقنى مش هتندم، أنا هروح أتصل بيها وأطيب خاطرها بكلمتين.
أنصرفت من أمامه وتركته فى حيرة من أمره.
هل فعلا يستطيع الحب؟ هل له حق فى ذلك الحب؟
أم أنه وهم أو دوامه يدخل نفسه بها،
هل حقاً رنا محقه؟ فى أهعطاء نفسه فرصه أخرى للحب والزواج، ظل يفكر حتى أتاه جمال وقطع تفكيره.
جمال ..... ياله ياباشا ولا إيه.
منصور ..... هاه ،، أنت جيت ياجمال، وصلت أمته.
جمال ..... من شويه وبكلم حضرتك مبتردش.
منصور ..... لا متاخدش فى بالك جاهز.
جمال .... اه تمام كل حاجه جاهزة، وكلمت رجالتنا هناك،
ومستعدين فى أى وقت.
منصور .... الله ينور عليك، هسلم عليهم وأجى على متشرب فنجان قهوه.
أمر منصور بأحضار فنجاناً من القهوه لجمال، وذهب
ليسلم على والدته وباقى الاسرة.
بالفعل سلم عليهما وقبل يدا والدته وجبينها،
وعلى باقى أفراد أسرته، فدعت له والدته كثيراً وانصرف سريعاً، أنتهت السهرة، ورحل الجميع وصعدت
رنا مع خديجه أرشدتها لغرفتها.
رنا ..... ديه بقى أوضتك يارب تعجبك.
خديجة ..... جميله ياحببتى روح بجى لزوجك، ميصوحش تسبيه لحال اجده روحى يابتى.
يالله أنا هقرأ قرأن وهنام على طول.
أبتسمت لها بسعادة وغادرت الغرفة.
وذهبت لغرفتها ووجدت رامى بالحمام.، يأخذ حماماً دافئ فى اليوم كان طويلاً مرهقاً له.
أبدلت ثيابها ودلفت لشرفة الغرفة، تستنشق الهواء
تحت ضوء القمر.
خرج رامى من الحمام، لمحها فأبتسم فحبيبته
وزوجته وطفلته الصغيرة سعيده.
لكن شعر ببعض الخوف، فهل يخبئ لهم القدر شئ ما؟
أما ستظل السعادة؟.....
..........................................................
عادت بذكرياتها لأرض الواقع، أغمضت عيونها وجففت دموعها، فهى تشتاق له ولكل ذكرة، كل فرحه كل خروجه ،،
فأه لحبناً فرقه القدر، وعشقاً عذبته الأيام.
فاقت من شرودها على صوت دقات هاتفها الجوال.
ريم ...... هاى جولى.
جولى ...... هاى ريم، أيه ياحببتى برن عليكى بقالى ساعه فينك.
ريم ..... Sorry مخدتش بالك، كنت سرحانه شويه.
جولى...... فيه مش كده.
تنهدت بوجع وألم شديد، فهى بالفعل تشتاق له.
ريم...... اه ياجولى وحشنى أوى.
جولى...... وأنتى كمان ياريم هيموت عليكى.
مايك كلمنى وبيقول لأنى،
حالته النفسية مدمرة خالص.
بكت ريم وتعالت شهقاتها، فالألم يعتصر قلبها
ويمزقه أرباباً.
ريم ..... وحشنى أوى، مش قادرة أستحمل بعده عنى
هموت ياجولى من غيره.
جولى ...... ياحببتى أرجعيله ياريم.
ريم ..... لا لا لا، مينفعش كده أحسن ليا وليه.
أنا مقدرش أكون السبب فى أذيته أبدا،،
وهو كمان مينفعش يعرف أنا فين خالص،
أوعى ياجولى يكون مايك قاله أنا فين.
جولى ..... متخافيش مايك نفسه ميعرفش أنتى فين،
خلى بالك من نفسك.
ريم .... حاضر ياحببتى باى.
جولى ..... باى.
أغلقت ريم الهاتف وأستعدت لموعد الأجتماع.
....................................................................
أتى النهار سريعاً، أستيقظت تفرك عيونها ووجدت زوجها يرتدى ملابسها، وفى كامل أناقته تعجبت.
لمحها بالمرآه فأبتسم، نهضت ووقفت خلفه وشبت على أصابع قدمها تهمس بأذنه.
رنا...... صباح الياسمين، حبيبى لبس ومتشيك كده ورايح فين.
أستدار لها وعلى وجهه أبتسامه عاشقه لملامحه الجميله، فهى طفلته المدلله.
رامى ..... صباح الفل على أجمل ورده جميله نورت حياتى،
ممكن تظبطيلى الكرافت.
رنا ..... ممكن طبعاً، بس مش هتقلى رايح فين الأول.
طبع قبله رقيقه على جبينها.
رامى ..... رايح ياقمر الجامعة الاول، وبعدين هطلع على المجموعة، كريم هيسلم كرسى مجلس الأداره،
أتعرف على الموظفين، وأعرف الشغل ماشى أزاى.
رنا...... ربنا معاك ويوفقك، أدينى ربع ساعه أتوضى وصلى وحصلك نفطر سوا.
رامى ....... ماشى بس أنتى مش رايحه المستشفى.
رنا ..... لا مش دلوقتى، وبعدين مينفعش أسيب ماما خديجه لوحدها،
على الأقل لحد مايرجع ابيه منصور.
رامى ..... عندك حق، أنا هدخل أصبح عليها، واخدها وننزل عشان تفطر معانا.
رنا ..... ماشى ياقلبى.
دلفت رنا للحمام تتوضئ لتؤدى فرضها.
بينما خرج رامى من الغرفة، وتوجه لغرفة خديجه.
دق على الباب فسمحت له باالدخول.
كانت تقرأ بعض أيات القرأن الكريم،
أغلقت المصحف ووضعته بجوارها.
خديجه ..... تعالى ياولادى.
رامى ...... صباح الخير ياأمى.
خديجه ..... صباح النور ياحبيب، كيفك اليوم.
رامى ..... بخير الحمد لله، أنا عاوزك تدعيلى
أنهارده أول يوم شغل وتعليم.
وبصراحه أنا خايف، أنا عشت فترة طويلة أوى بعيد عن الدنيا، مش عارف أذا كنت هقدر أبقى رجل أعمال
ولا لا.
خايف مكنش قد المسؤليه اللى هشلها، وأخذل
كل اللى ساعدونى وقفوا جمبى، وأخذل أكتر أنسانه حبيتها فى حياتى، وضحت بمستقبلها عشانى.
خديجه .... ربك قادر على كل شئ، اللى نجد يونس فى بطن الحوت، هو كمان اللى خرجك من الضلمه لنور وشفاك، قادر كمان ياولادى يخليك قد المسؤليه،
خلي ثجتك بالله وأيمانك بيه كبيرة.
رامى ..... ربنا يخليكى ليا، متعرفيش كلامك ريحنى
قد إيه ،،
ياله بينا بقى ننزل نفطر سوا زمان رنا جهزته.
خديجه ..... ماشى ياولادى.
نزلوا سوياً، وألتفوا حول مائده الطعام، كانت رنا ترتب الاطباق على المائدة، فأبتسمت لرؤيتهم،
قبلت يدا خديجة وجلسوا جميعهم يتناولون طعام الافطار.
...................................
نزلوا جميعهم وألتفوا حول مائدة الطعام ،،
وشرعوا فى تناول الأفطار.
خديجة ..... كيفك يابتى اليوم.
رنا ...... بخير ياماما أنتى نمتى كويس.
خديجة ..... أه الحمد لله.
رنا ..... تحب تتغدى إيه النهاردة ياحبيبى.
رامى ..... أى حد حاجه من أيدك حلوة.
رنا...... من عنيا ياقلبى.
خديجة ..... أنتى مش رايحه المستشفى يابتى.
رنا ..... لا ياماما لسه أجازتى مخلصتش، وبعدين أنا عايزة أقعد معاكى أطول فترة ممكن.
.................................................................
توقفت سيارتهم أمام الفندق، ترجلا منها
متوجهين إلى الداخل مباشرتناً، إلى غرفة
مكتب هشام، دخلوا رحب بهما هشام
ومراد وعاصم وعماد الذراع الأيمن لهشام، فهما أيضاً بالداخل ينتظرون مجيئهم.
ألتفوا حول طاولة الاجتماعات.
هشام ..... أنا مش عارف أشكرك أزاى يامنصور أنك جيت بالسرعة ديه.
منصور .... عيب الكلام ده، أحنا أخوات وولاد خاله
مفيش بينا الكلام ده.
المهم فيه أيه.
أنقلبت ملامح هشام إلى الحزن والضيق،
وبدأ فى سرد ما حدث منذ لقائه بها أول مرة،
حتى أختطافها ورحيلها فجأة خوفاً عليه.
أخرج من ملف أمامه صورة للمدعو نبيل.
هشام ...... هو ده نبيل، بعد ماريم رجعت من الأختطاف.
خليت عماد يدور ويعرف إيه سبب كره ليا.
عماد اردف قائلا..
عماد ...... نبيل عضو فى مافيا كبيره، بتاجر فى كل حاجة، المخدرات الأعضاء البشر، غسيل الأموال أى حاجة غير شريعه، تجارة السلاح ومن أهم تجارة ليهم وأسوء نوع، التجارة فى مخلفات المواد المشعة.
منصور ....... يعنى إيه.
جمال ...... أنا أفهمك ياباشا، مخلفات المفاعلات النووية والمواد المشعة مواد خطيرة جدا، لازم يتم التخلص منها فى مكان بعيد، وتدفن على أعماق غويطه جدا، وفى مكان مجهول لا تصلح للبشر.
لكن طبعاً الموضوع ده مكلف جداً،
أكمل عماد الحديث مرة أخرى.
عماد .....يجى بقى هنا دور المافيا، بياخدوها ويهربوه
على الدول النامية، او دول العالم الثالث، ويدفنوها فى الصحراء، وطبعاً بيأدى لمشاكل خطيرة جدا، بسبب التسريبات منها، يأذى التربة وكل حاجة.
منصور ...... ياولاد .......
هشام .....من حوالى ٥ سنين، مركب من المركاب الشحن بتاعتناً، كانت جايبة شحنه بترول من برا، والقبطان كان معاهم وقابض، بس ضابط الأتصال كان راجل محترم وعنده ضمير، بالصدفة وهو بيطمن على الشحنة شاف
البراميل الخاصة، بالمخلفات المشعة ضمن البراميل،
أتصل وبلغنى، وأنا بلغت السلطات المصرية عشان تستعد فى المينا،
الشحنة المهربة، كانت المسؤلة عنها بنت أسمها جينا،
عضو فى المافيا، وكانت حبببت نبيل،
بعد القبض على البراميل فى المينا، المافيا أعتبروها
خاينة، وهى اللى بلغت، صفوها واجبروا نبيل هو اللى يقتلها بنفسه، بالأضافة أنى نبيل أخوا رهف،
فرجع عشان ينتقم منى، والباقى أنت عارفه.
منصور ...... أنت ليه مقلتليش على موضوع الشحنة
ديه قبل كده.
هشام ..... كنت مع خالتى خديجة فى ألمانيا بتعمل عملية قلبها، ومردتش أزعجك ساعتها، لأنى الموضوع
كان فى أيد السلطات المصرية.
منصور ..... وريم فين دلوقتى.
هشام ...... مش عارف وصلت أمريكا، وبعدين أختفت
تماماً مش عارف أوصل لها.
منصور ..... ومايك فين، خليه يحضر معاناً يمكن يكون
عرف حاجة عنها.
أرسل هشام فى طلب مايك، وأمره بحضور الأجتماع معهم.
وبالفعل بعد ربع ساعة حضر مايك.
منصور ..... أهلا مايك أخبارك إيه.
مايك .....كويس حضرتك أكيد منصور بيه.
منصور ..... فعلا أنا هو، المهم أنت متعرفش ريم راحت فين.
مايك .... للأسف لا بعد ما وصلت أمريكا مع جولى، سافرت تانى، وأختفت ومقالتش لجولى حتى مكانها فين.
منصور ..... تمام يامايك، تقدر تروح تكمل شغلك،
لو عرفت حاجه إبقى بلغنا.
مايك ..... حاضر عن أذنكم.
منصور ..... ريم دلوقتى فى خطر أكبر من الأول
بعد هروب نبيل.
ومادام سافرت أكيد، هنعرف هى فين متقلقش.
هشام ...... منصور أنا عايز أعرف مكان نبيل،
لأزم أوصله قبل ميوصل لريم.
منصور ..... متقلقش هنعرف هو فين، حتى لو كان فى أخر الدنيا.
وهنعرف مكان ريم كمان ونرجعها.
المهم دلوقتى أهتم بشغلك وكمل المشروع،
أعتقد أنى ريم لو رجعت ولقت الشغل واقف، هتزعل منك.
هشام ..... عندك حق أن شاء الله هنفتحه فى ميعاده.
منصور ...... تمام، أن هطلع أرتاح شويه وكلم الحاجة أم منصور أطمن عليها.
هشام .... أتفضل نتقابل على العشا.
خرج منصور وجمال من غرفة الأجتماعات، وذهبوا
إلى غرفهم، وفى أثناء صعودهم تحدث منصور.
منصور ...... جمال، أنت سمعت كل حاجة وعارف هتعمل إيه.
جمال ..... طبعا ياباشا، أنا عارف. هعرف نبيل فين وهجيبه متكتف وريم هانم هرجعها.
منصور...... تمام ياجمال، ميزتك أنك بتعرف اللى أنا عاوزة من غير متكلم.
جمال ..... تلميذك ياباشا.
منصور ...... ههههه أطلع ارتاح، ونتقابل على العشا.
جمال ...... حاضر.
دلف كلا منهما لغرفته، لينال قسطاً من الراحة.
دلف منصور لحمام الغرفة أخذ حماماً،
وأرتدى ثيابه وخرج، ألتقت هاتفه الخلوى ليحدث والدته.
ترن ترن،،
منصور ...... كيفك ياأم منصور.
خديجه ..... بخير ياولدى طول ماأنت بخير.
منصور ....... ربنا يخليكى ليا، مبسوطة مع الدكتوره.
خديجة ...... الحمد لله ياولدى، شيلانى فى عنيها التنين هى وجوزها ربنا يسعدهم.
منصور ...... يارب ياأمى.
خديجة ..... طمنى على هشام كيفك.
منصور ...... متقلقيش مشكلة كده فى الشغل، وهتتحل
أن شاء الله أدعيلى يا أمى.
دعيالك ياحبيبى، جلبى وربى راضين عليكى ليوم الدين.
دلفت للغرفة رنا وهى تبتسم، ووجدت خديجة تتحدث فى الهاتف.
رنا ...... القمر بيكلم مين.
خديجة ..... هههههه الله يحظك، ده منصور ولدى.
رنا ..... أبيه منصور أممممم ماشى ياقمر.
منصور ..... أديها لى ياأمى، اتحدت معاها اللمضه ديه.
رنا ..... أهلاً ياأبيه عامل إيه.
منصور ..... بخير الحمد لله، رامى عامل إيه تمام.
رنا ...... مش ناوى بقى تتعطف على البنت الغلبانه،
والله العظيم بتحبك أوى ياأبيه.
منصور ..... هههههه ديه شكلها تافهه.
رنا ...... ماشى ياأبيه هتروح منها فين، مسيرك تقع
فى حبها.
منصور..... ماشى يارنا بس أما أرجع، ياله بقى سلام عشان عاوز أنام.
أغلقت معه المكالمه، وأعطت الهاتف لوالدته بأبتسامه صافيه نابعة من القلب، تدل على مدى حبها الصادقة لخديجة،
أخذتها بين أحضانها،
خديجة ..... جوليلى مين البنته الغلبانة اللى بتتحدتى عليها مع منصور.
رنا ...... هههههه هحكيلك كل حاجة وأحنا بنتغدى
وأحنا بنشرب القهوة فى الجنينه.
خديجة ..... ماشى يابتى هصلى العصر وهحصلك طوالى.
رنا ...... تمام أنا كمان هروح أصلى الأول.
.....................................................
دلف رامى إلى غرفة الأجتماعات فى كامل هيبته،
مما صعق الجميع برؤيته، سلمه كريم معقد مجلس الأدارة، جلس رامى وعلى وجهه تعابير قوية، تدل على صارمته وشدته فى العمل، هيبته بثت الرعب فى قلب الجميع فساروا يخشونه.
كريم ..... أهلاً ياإبن عمى نورت شركاتك.
أبتسم رامى وأكتفى بهز رأسه فقط.
كريم ..... أحب أعرفكوا على صاحب المجموعة،
ورئيس مجلس الأدارة.
رحب أعضاء مجلس الأدارة برامى كثيرا.
وقاموا بتهنئته، وبدأ فى التحدث معه وشرحوا له
عمل كل شخص منهم، وكيفيه أداة الشركات؟
وخطة سير العمل بها، دام الأجتماع لأكثر من ست ساعات متواصله، مما أرهق الجميع ماعاد رامى فهو متحمس كثيراً للعمل.
أنتهى الأجتماع وذهب كريم مع رامى، ليوريه مكتبه
وبعد ذلك قام بالأنصراف، ليكمل مهامه.
طلب رامى من سكرتيرته الخاصه أحضار فنجان من القهوة.
بالفعل أحضرته ودلفت إلى مكتبه
كانت ملابسها فاضحه، تكشف أكثر مما تستر
تمايلت يميناً ويساراً بخفه ودلال،
مما أزعج رامى كثيراً، وجعل الغضب على ملامح وجهه.
حاولت أن تميل عليه فدفعها بعيداً عنه.
سكرتيرة...... القهوة أنا عملتها بأيدى علشان خاطر عيونك.
رامى ...... أنتى بنى أدمه مش محترمه، أنتى هنا سكرتيرة وبس،
ولو دماغك مودياكى فى حته تانيه، يبقى برا الشركه خالص، ديه شركة محترمة ياهانم، أتفضلى برا
أنا الحمد لله متجوز، وبخاف ربنا، لكن أنتى ربنا يهديكى.
خرجت والرعب والخوف يتملكها بكت كثيرا.
التقت رامى الهاتف وطلب كريم.
رامى ..... كريم ايه القرف اللى سايبه فى المكتب ده، مكنتش أعرف أنك من النوع ده.
أكيد اللى حصل معايا كان بيحصل معاك، وأنت اللى أدتها الفرصة ديه.
كريم...... براحه بس أنا مش فاهم حاجة، أنا جيلك دلوقتى.
بالفعل ذهب كريم مسرعاً لمكتب رامى.
كريم ..... فى إيه أنا مش فاهم حاجه.
رامى ..... لا ياراجل، أسال سكرتيرتك وأنت تعرف.
أندهش كريم وعلى وجهه علامات التعجب!
كريم ..... سكرتيرتى مين !
رامى ..... الزفته اللى برا.
كريم ..... بس ديه مش سكرتيرتى، ديه بنت جديده عاملنا أعلان وكانت أحسن اللى أتقدموا.
رامى ..... اه ماشى مشيها ياكريم، أنا مش عاوزها،
شوفلى بنت محترمه مؤدبه، عاوزة تشتغل وبس.
كريم ..... حاضر بس هى عملت إيه، ديه حتى زى القمر.
رامى ..... والله خلاص خليهالك.
كريم ..... نعم، لا تمشى أنا مش ناقص وجع دماغ، ياأبنى أختك ممكن تقتلنى، لو عرفت أنى عند سكرتيرة.
ياحبيبى انا عندى سكرتير راجل، طول بعرض بشنبات.
رامى ...... هههههه ههههه، والله جدعه تستاهل.
كريم ...... ماشى ماشى عمتاً حاضر، صحيح مش هتيجوا تتعشوا معانا.
رامى ..... لا مش هينفع ماما خديجة عندنا.
كريم ...... وفيها إيه تيجوا معاكوا تنورنا طبعا.
رامى...... عمتاً انا هعرض عليهم الموضوع، وهدر عليك.
كريم ...... ماشى هروح أشوف شغلى.
رامى ..... متنساش تاخد اللى بر ا فى إيدك.
قهقه كريم وخرج، وأمر الفتاة بجمع أشيائها
والخرجوا من الشركة، فبكت بشدة وترجته أنها تحتاج إلى العمل، وستنفذ مايريده منها رامى.
امل السكرتيرة ...... لا أرجوك، أنا مصدقت لقيت شغل،
عشان خاطرى، انا هعمل أى حاجه بس متطردنيش.
كريم ........ لا حول ولا قوة إلا بالله، أسمعى أنا هدخلك تعتذرى لرامى، وتنفيذى كلامه،
أمل ...... حاضر،
دق الباب وأستئذن الدخول ومعه أمل.
رامى...... أنا مش قلتلك ماشيها.
كريم ..... هى جايه تعتذر منك، هى محتاجة الشغل أوى.
أمل. ...... أنا أسفة مستر رامى، والله العظيم ماهعمل كده تانى أبدا، بس خلينى أشتغل.
رامى .....أستغفر الله الغظيم، أسمعى يابنت الناس،
عايزة تاكلى عيش معانا، يبقى تكونى محترمة فى تصرفاتك ولبسك، وتنفيذى كلامى المكان، ده للشغل
وأى حاجة تانيه فى دماغك تنفضيها.
أمل ..... أنا هلبس محترم وهشتغل وبس.
رامى ..... تمام تروحى دلوقتى، وبكرة تيجى من بدرى
تبدأى شغل.
أمل ..... حاضر عن أذن حضرتك.
رامى ...... أتفضلى.
خرجت أمل، وخلفها كريم وتوجه لمكتبه ليكمل عمله.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي