الحلقة 61
الحلقه الواحد والستون
(المطرودة من الجنة)
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
ان كان ما في يده دليل برائة فهو يعرف انه مذنب
و يعرف أن تلك السنوات التي انتقلت فيها من طبيبة لأخري و أحدهم تقول التبويض ضعيف و الأخري هناك بعض الالتهابات
و اخري هناك ماء في الرحم و اخري في المبايض
ورغم انه يدرك ان العيب منه ولم يكن يقصر في كلامه و تصرفاته التي تثير الاستفزاز خاصة ما ان يحرضه والده
إلي أن قالت له
ميرنا : الدكتورة عاوزاك تروح معايا
و تكلم بحدة و كأنه مظلوم و كأنه متأكد من نفسه و من قدرته
موسي : و انا اروح ليه انا معايا تحاليل بتقول اني ماية ماية ولا انتي مش فاهمة ان العيب منك
ميرنا ما ان طفح الكيل و شريط الذكريات يمر امام عينها قالت
ميرنا : تصدق انك خسيس و قليل الاصل
موسي بحدة و غضب و كأنه تصفه بما ليس فيه قال
موسى : انا
ميرنا : اه بتعيرني بحاجة مليش ذنب فيها و انا استحملت و لسه بستحملك
صفعها علي وجهها و اخذ يهينها و يتطاول عليها ما ان ذكرته بضعفه و على راي المثل كما يقولون قليل الاصل ان عاتبته يقبح و ان خاصمته يلقح و ان لومت عليه يقعد مع عدوك ويسبح
لن تنسي ذلك اليوم ما حيت و ما وجعها أكثر انه يعرف انها لن تذهب الي بيت أهلها نزل و تركها في الشقة كان ياكل فيبيت عند امه و الوكالة مع والده و لم يترك لها مصروف
مرت الايام و لم يتصافي معها ما ان شعرت انها قليلة الحيلة لا مال ولا سند اجل فهو ليس سند ولا يعد رجلا على الاطلاق قررت أن تعمل و لم تنتظر منه رأي كانت تعمل في حضانة خاصة بالكنيسة كانت تشبع شغفها في الاطفال هناك
و ما ان هم أن يعترض قالتها صريحة
ميرنا : ايه انت نسيت عملت ايه و سبتني جعانة جاى تقولى ما اشتغلش لو اعترضت هحكي لوالدتك
موسي : انا ما بقاش عارف هي امى ولا امك و تركها و انصرف
ميرنا لم تعدة تشعر و لم تعد تقوي علي العمل في الجنة دون ان تمسها دون أن تحضنها كان أمامها اطفال في عمر الورد في جمال القمر و لا تقوي علي أن تضم أحدهم الي حضنها و ما وجعها أكثر ان زميلاتها في الكنيسة كانو يخفين عليها حملهن أو حتي أنجابهن و لأنها لم تعد تقوي علي نظرات من حولها و التى تحمل الشفقة و الخوف فمنهم من يشفق علي حالها و منهم من يخاف آن تحسد اولاده تركت العمل
بحجة ان في هذه الأيام كان الاستعداد لعرس ماريا
ما ان سألتها امها
ايريني : بجد سيبتي الشغل يا مارو
ميرنا : اه يا ماما
ايريني و هي تري كلام في عينها علي لسانها قالت : ليه يا حبيبتي
كانت ميرنا و كأنها كانت تنتظر أن تسألها حتى تبكي في حضنها وجعها من الدنيا و من الزمن و من الايام
ضمتها ايريني و هي تحاول ان تواسيها و لكن بماذا حتى لو رددت آيات الانجيل اسفاره أو حتي مزمار داود هي النفس البشرية التي أبسط احلامها ان يكون لها طفل و لما لا هي لم ترتب شيئ يغضب الرب لما يضعها في هذا الاختبار اخذت ايريني تناسيها إلي أن نامت في حضنها وقتها تركت ايرينى لدموعها العنان
مرت الايام علي خطوبة ماريا و رامي و اقترب ميعاد الفرح
كان الوقت يمضى في شراء الجهاز و الكل يتحرك ميرنا وجدت ما يشغلها مع أختها و العمل علي قدم وساق
و يوم الفرح كانت ماريا تتالق في فستان فرح أكثر من رائع كانت هي نفسها جميلة يشع الفرح و الحب من عينها كما يشع من عين رامي
مرت مراسم الفرح و ميرنا تشعر بالسعادة من اجل اختها فرامي يبدو محب لها بطريقة واضحة للجميع
و بعد وقت كانت الزفة من الكنيسة إلي قاعة العرس بفقراتها الكثيرة و بعد وقت كانت الزفة تحت نظرات الفرحة من الجميع و اولهم سامي و إيريني التي نزلت دمعة علي خدها
اقترب منها سامي بأبتسامة و هو يقول
سامي : في ايه يا رورو
ايريني : هتوحشني اوي
سامي : الرب يسعدها بس الشقة فضيت علينا يا رورو انا و انتي و بس
ايريني : انا في ايه و انت في ايه
سامي : فيكي انت يا قمر
ابتسمت له و اقتربت من ابنتها تضمها و هي تقول
ايريني : طاعة الزوج من طاعة الرب و هو بيحبك و انت كمان هزت راسها بخجل اما هو قال
رامي : اطمني يا طنط ماريا في قلبي قبل عيني
ابتسمت له و تركتهم ليصعدوا الى شقتهم ليبداو حياه جديده كانت مغلفة بالحب
بدأ حياتهم بالصلاة و بقراءة سفر الزواج و بعدها نظر اليها بعشق و هو يقترب منها يضمها في حضنه و هو يقبل خدها و طرف شفتيها ثم نظر إليها بتسائل و قال
رامي : جعانة
نظرت اليه بخجل و لم ترد
رامي : انا بقول كده برضوا و حملها الي غرفتهم يبدأ بها حياة جديد يضمها بحب يمتلكها بعشق و كانت ليلة
اما هناك كان سامي يقترب من ايريني و هو يغمز لها
ايريني : مش هتعقل بقي احنا كبرنا
سامي : مين دول و بعدين انا في عز شبابي و البيت فضى علينا و انا و انتي و الليل طويل
ضحكت بخفة و غنج اما هو أقترب منها و كانه ليس بينهم سنوات من العمر كان حبهم يكبر فيها رغم العقبات التي تواجههم
مرت الايام و الجميع يعيش في هدو وسافرت ماريا و رامي شهر عسل و اختها تعيش في حزن و ألم و احساس بالإهانة
و بعد عدة اشهرشعرت ماريا بتقلصات في معدتها و كانت تتقيى و لا يبقي الطعام في معدتها بالإضافة انهم اذا أجتمعوا عند امهم كانت تشعر بالنعاس
عرفت ايريني ما تعاني منه ابنتها هي تحمل طفل و رغم فرحتها لحمل صغيرتها الا انها كانت حزينة علي ميرنا و حالها
و لذي قالت لماريا
ايريني : بلاش تقولي قدام اختك
نظرت إليها ماريا بستفسار
ايريني : اختك محرومة يا قلب امها و دخنا بيها علي الدكاترة لما نطمن عليكى هبقي اكلمها
ماريا : ميرنا هتفرح ليا يا ماما
ايريني: طبعا بس انا هعرف اوصل ليها الموضوع من غير ما اجرحها
هزت ماريا رأسها
مرت الايام ولان ايريني تثق في الطبيب الذي تتعامل معه ميرنا تابعت ماريا معه و اخبروه أن لا يقول لميرنا
و رغم انه رفض تفكيرهم الا انه لم يعقب مر الشهر الأول و الثاني و هي تشعر أن هناك خطب في اختها تبدو متعبه و ضعيفة اغلب الوقت
لكنها لم تفكر ان تربط الخيوط ببعضها هي من مر خمس سنوات علي زواجها لا تعرف الاعراض التى تشعر بها اختها لا تعرف لانها لم تجربها من قبل تلك النبضه التي ترتعش فى رحمها تعلن عن وجود حياه فيه
في أحد الايام كانت ميرنا تعطي نتيجة التحليل لدكتور الذي ابتسم لها و قال كله تمام مفيش حاجة تمنع الحمل حتي نسبة الماية الخفيفة اللي كانت عادية عالجناها يبقي مفيش اي مشامل عندك ممكن جوزك يعمل التحليل ده
هزت رأسها وهى تنعى كيف طلب التحليل من موسي فهي تعرف ان النتيجة ستكون أن يضربها
و ما ان همت تنهض حتي سأل الطبيب
عماد : اخبار ماريا ايه الحمل لسه تعابها
ارتبكت ميرنا و شعرت بالالم بعتصر قلبها هل يخفون عليها هم ايضا هل يخافون علي الطفل منها و لكنها انتبهت أن الطبيب ينظر إليها بقلق لقد نسى أن امها نبهت عليه و لكنه ظن في الأول لان ماريا في الشهر الرابع و حتي لو لم تعرف الآن ماذا سوف يحدث في المستقبل ماكا سيقولون عن الولد
ميرنا : بقت احسن نشكر الرب
و خرجت من العيادة و هي لا تعرف كيف تفكر و لكنها قررت ان تذهب الي امها و قالت
ميرنا : أزيك يا ماما عاملة ايه
ايريني : تعالي يا حبيبتي نشكر الرب مالك يا مارو وشك متغير ليه
ميرنا : بتسالي يا ماما طيب هي ماريا حامل
ايريني : بهدوء قالت اه
ميرنا : اه
ايربني: اه يا ميرنا اختك في اول الشهر الرابع و انا اللي قولت ليها ما تقولش ليكي عشان وجعك يا قلب امك مش عشان اللي انت فاكراه
نيرنا : ايه
ايريني : انا عارفة انك تفرحي لاختك لأنكم اولاد حلال بس انا حاسه بيكي و عشان كده مش عارفة اقولك أزي
ضمت نفسها إلي امها و قالت
ميرنا : الرب يكمل ليها يسوع يحميها و العذراء ام النور
مرت الايام و اتي يوم ولادة ماريا كانت ميرنا تقف مع امها و هي تدعي و تصلي من أجل أختها
إلي أن استمعوا إلي بكاء الطفلة
أجل فلقد علموا نوع الجنين من عدة أشهر
ابتسمت ميرنا و احتضنت ايرينى اما رامي فلقد رسم الصليب علي قلبه و اخذ يمجد الرب
مرت اللحظات وكانو يدخلون إلي غرفة ماريا و هي تضم جوليا إلي حضنها
و لكن ما أن رأت اختها و ابتسامتها حتي نادت عليها لتعطيها الطفلة
ماريا : ميرنا خدي شيلي جوليا
ابتسمت ميرنا و هي تضمها في حضنها في احساس طال انتظاره سنوات و لكنها شعرت بان جوليا طفلتها
حتي ان سامي نظر اليها بشفقة و كذلك ايريني التي كادت ان تبكي لولا يد سامى الذي حاوطها و ابتسم بطريقة جعلتها تفهم ما يفكر فيه
و ما ان تحسنت ماريا حتي رجعت الي بيت والدها و كانت ميرنا معها رغم اعتراض موسي و ابوه
كانت تتغاضي عن كلامه و تذهب الي ان نظرت امها لها بابتسامة و قالت
ايريني : ماروا يا قلبي عندي ليكي خبر حلو انا و بابا عاملين جمعية مع زمايل بابا في الشغل و هنقبض عشرين ألف جنبه
ميرنا : بجد مبروك يا ماما
ايريني مبروك عليكي انت يا حبيبتي احنا هنقبض آخر الشهر و بابا شاف المركز اللي بيعمل اعلانات عنه في الكنيسة و هنحجز ليكي هناك تعملي طفل انابيب
نظرت الصدمة و الدهشة و الفرح في عين ميرنا كانت رد كافي و هي تنظر إلي امها كانها كانت تريد تأكيد
هزت ايريني رأسها و هي تأكد لابنتها
بعد وقت كان الفرح يحاوط قلبها
و لكنها تعرف جيدا أن بعد الفرح ألم أجل هي تعرف أن الإهانة و المعايرة من موسي لن تنتهي
و ما ان رجعت الى البيت حتى قالت لجميلة التي تعتبرها امها الثانية
الفرحة في عين جميلة و علي وجهها
و لكن ما أن اتي موسي و أخبرته حتى قال
موسي : اه اعملي اللي يريحك انا كده كده كويس
هزت رأسها و لم تتكلم مرت الايام و بدأت رحلة التهيئ و التجهيز لعملية طفل أنابيب اخذت ستة و ثلاثين حقنه تحت الجلد و ايضا إشاعة بالصبغة و غيرها و ما ان طلبت من موسي أن ياتى كما طلب الطبيب ليحلل
ثار و جار و قال
موسى : انا تمام مش محتاج تحليل انا ماية ماية
ميرنا : لأنها لا تريد بشئ أن يعكر فرحتها
اتي يوم الحقن وذهب إلي المعمل بمحايلة
و ما ان طلب منه الطبيب عينت ليتم تحليلها
موسي : انا محلل
بشير : انا ماليش دعوة بالنتيجة اللي قبل كده انا لازم اتأكد بنفسي
ارتبك و تغير لونه و هو لا يعرف ماذا يقول
بشير : في ايه عاوز تقول حاجة
موسي : انا انا
بشير :انت ايه
موسي: انا الحيوانات المنوية عندي صفر
صدم الطبيب من كلامه و ليس فقط الطبيب بل الموجدين جميعا
نظرة عين ميرنا كانت تعني ليه خلتني اخوض تجربة فاشلة
سامي : انت بتستعبط لما انت ما بتخلفش ما قولتش ليه خليتنا نصرف ده كله ولا عشان انت مادفعتش حاجه لا و الاسوء انك بتذل فيها و تعايرها والعيب فيك انت
ايريني : خلاص يا سامي مفيش
ليه لازمه الكلام الرب يعوض علينا
ام ميرنا رغم أن الامل مات في لحظة الا انها نظرت إلي موسي الذي يشعر بأنه طفل صغير أمامهم
ميرنا : ياله يا موسي نروح بيتنا
نظر إليها سامي بصدمة وشنودة بتقدير
.
سامى : انت بتقولي ابه
ميرنا بقول نصيبي و ( ما جمعه الرب لا يفرق انسان)
برغم الغضب على وجه سامي .. امسكت ايريني يد سامى تهدئه فهى المهم عندها راحه ابنتها . وميرنا رضت بما قسمه الرب لها وحتى لو اعترضت فكيف تهدم حياتها بل كيف تعترض على حكم الرب وتعاليم الكنيسه
بعد وقت كانت فى شقتها ودموع موسى تسبق كلامه لها بل اعتذاره واسفه منها... ولكن هل يمحى الاسف كل ما حدث لها لقد جعلها مطرودة من الجنه مرتين... الاولى حينما عايرها بما ليس فيها والثانيه عندما حطم حلمها بكذبته وعزابها فى مراحل العلاج وادعاءه انه سليم ويقدر على الخلفه. فلما فعل بها ذلك.. بل لما كان يتفنن فى معايرتها
تركته دون رد ودخلت الى غرفتها تغفوا علها تهرب من كل ما يحاوط بها.
و مرت الايام و هو يعاملها بكل لطف و محبه.. و بعد الشهر دوام الحال من المحال فرجعت ريما لعادتها القديمه و الطبع يغلب التطبع..
و فى اول مشكله بدات الاهانه و السب.. فان حملت احد اطفال اخوته كان فكان يتطاول عليها ويهينها وكانه يدارى عجزه بذلك وقلت حيلته
و بسبب افعالها و و قوفها معه لا تقدر ان تذهب لاهلها مرة اخرى او ان تغضب و تشتكى من افعاله لانها تعرف رد ابوها
لذا كانت تصبر على طريقته و سوء افعاله معه
و ما ان زاد الوضع سوءا حتى لجات الى اختها كانت تدعمها.. فكانت اعلم بحالها
و لما تطور الوضع اسوء و اسوء لجأت الى اخوه الذى و بخه و و قف يذكره بما فعلت له ميرنا و و قفت سنين معه. بكل ماحدث
و صبرت عليه و مر سنوات و هى تتحايل ان تستمر فى عيشتها معاه.
و لكن بعد مرور ثلاث سنوات ٠ ٠ ٠ ٠ على حادثه طفل الانابيب و تغير المعامله من شنودة و صالح و اصبحوا مرينين معاها و يقفوا فى صفها بعد ان عرفوا انها تحملت مالا تصبر عليه انثى بل امراه من حقها ان تحصل على طفل... و لكنها بعد ذلك كله. المشاكل بينها و بين موسى لم تنتهى و لن تنتهى حتى زاد عن الحد فى احد الايام..جعلها تترك بيتها و كل شيئ خلفها و تحمل حقيبتها و تذهب الى ابيها بعد هذه السنين التى مرت عليها..
نظرت اليها ايريني و هى لم تتكلم بل ادخلتها من باب الشقه لانها تعرف ان هذا اليوم اتى مهما مر الزمن. فهو لم يكن الاصيل كما ظنو. ما ان اكرمت الكريم ملكته و ان اكرمت اللئيم تمرد
يتبع
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
( المطرودة من الجنة)
(المطرودة من الجنة)
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
ان كان ما في يده دليل برائة فهو يعرف انه مذنب
و يعرف أن تلك السنوات التي انتقلت فيها من طبيبة لأخري و أحدهم تقول التبويض ضعيف و الأخري هناك بعض الالتهابات
و اخري هناك ماء في الرحم و اخري في المبايض
ورغم انه يدرك ان العيب منه ولم يكن يقصر في كلامه و تصرفاته التي تثير الاستفزاز خاصة ما ان يحرضه والده
إلي أن قالت له
ميرنا : الدكتورة عاوزاك تروح معايا
و تكلم بحدة و كأنه مظلوم و كأنه متأكد من نفسه و من قدرته
موسي : و انا اروح ليه انا معايا تحاليل بتقول اني ماية ماية ولا انتي مش فاهمة ان العيب منك
ميرنا ما ان طفح الكيل و شريط الذكريات يمر امام عينها قالت
ميرنا : تصدق انك خسيس و قليل الاصل
موسي بحدة و غضب و كأنه تصفه بما ليس فيه قال
موسى : انا
ميرنا : اه بتعيرني بحاجة مليش ذنب فيها و انا استحملت و لسه بستحملك
صفعها علي وجهها و اخذ يهينها و يتطاول عليها ما ان ذكرته بضعفه و على راي المثل كما يقولون قليل الاصل ان عاتبته يقبح و ان خاصمته يلقح و ان لومت عليه يقعد مع عدوك ويسبح
لن تنسي ذلك اليوم ما حيت و ما وجعها أكثر انه يعرف انها لن تذهب الي بيت أهلها نزل و تركها في الشقة كان ياكل فيبيت عند امه و الوكالة مع والده و لم يترك لها مصروف
مرت الايام و لم يتصافي معها ما ان شعرت انها قليلة الحيلة لا مال ولا سند اجل فهو ليس سند ولا يعد رجلا على الاطلاق قررت أن تعمل و لم تنتظر منه رأي كانت تعمل في حضانة خاصة بالكنيسة كانت تشبع شغفها في الاطفال هناك
و ما ان هم أن يعترض قالتها صريحة
ميرنا : ايه انت نسيت عملت ايه و سبتني جعانة جاى تقولى ما اشتغلش لو اعترضت هحكي لوالدتك
موسي : انا ما بقاش عارف هي امى ولا امك و تركها و انصرف
ميرنا لم تعدة تشعر و لم تعد تقوي علي العمل في الجنة دون ان تمسها دون أن تحضنها كان أمامها اطفال في عمر الورد في جمال القمر و لا تقوي علي أن تضم أحدهم الي حضنها و ما وجعها أكثر ان زميلاتها في الكنيسة كانو يخفين عليها حملهن أو حتي أنجابهن و لأنها لم تعد تقوي علي نظرات من حولها و التى تحمل الشفقة و الخوف فمنهم من يشفق علي حالها و منهم من يخاف آن تحسد اولاده تركت العمل
بحجة ان في هذه الأيام كان الاستعداد لعرس ماريا
ما ان سألتها امها
ايريني : بجد سيبتي الشغل يا مارو
ميرنا : اه يا ماما
ايريني و هي تري كلام في عينها علي لسانها قالت : ليه يا حبيبتي
كانت ميرنا و كأنها كانت تنتظر أن تسألها حتى تبكي في حضنها وجعها من الدنيا و من الزمن و من الايام
ضمتها ايريني و هي تحاول ان تواسيها و لكن بماذا حتى لو رددت آيات الانجيل اسفاره أو حتي مزمار داود هي النفس البشرية التي أبسط احلامها ان يكون لها طفل و لما لا هي لم ترتب شيئ يغضب الرب لما يضعها في هذا الاختبار اخذت ايريني تناسيها إلي أن نامت في حضنها وقتها تركت ايرينى لدموعها العنان
مرت الايام علي خطوبة ماريا و رامي و اقترب ميعاد الفرح
كان الوقت يمضى في شراء الجهاز و الكل يتحرك ميرنا وجدت ما يشغلها مع أختها و العمل علي قدم وساق
و يوم الفرح كانت ماريا تتالق في فستان فرح أكثر من رائع كانت هي نفسها جميلة يشع الفرح و الحب من عينها كما يشع من عين رامي
مرت مراسم الفرح و ميرنا تشعر بالسعادة من اجل اختها فرامي يبدو محب لها بطريقة واضحة للجميع
و بعد وقت كانت الزفة من الكنيسة إلي قاعة العرس بفقراتها الكثيرة و بعد وقت كانت الزفة تحت نظرات الفرحة من الجميع و اولهم سامي و إيريني التي نزلت دمعة علي خدها
اقترب منها سامي بأبتسامة و هو يقول
سامي : في ايه يا رورو
ايريني : هتوحشني اوي
سامي : الرب يسعدها بس الشقة فضيت علينا يا رورو انا و انتي و بس
ايريني : انا في ايه و انت في ايه
سامي : فيكي انت يا قمر
ابتسمت له و اقتربت من ابنتها تضمها و هي تقول
ايريني : طاعة الزوج من طاعة الرب و هو بيحبك و انت كمان هزت راسها بخجل اما هو قال
رامي : اطمني يا طنط ماريا في قلبي قبل عيني
ابتسمت له و تركتهم ليصعدوا الى شقتهم ليبداو حياه جديده كانت مغلفة بالحب
بدأ حياتهم بالصلاة و بقراءة سفر الزواج و بعدها نظر اليها بعشق و هو يقترب منها يضمها في حضنه و هو يقبل خدها و طرف شفتيها ثم نظر إليها بتسائل و قال
رامي : جعانة
نظرت اليه بخجل و لم ترد
رامي : انا بقول كده برضوا و حملها الي غرفتهم يبدأ بها حياة جديد يضمها بحب يمتلكها بعشق و كانت ليلة
اما هناك كان سامي يقترب من ايريني و هو يغمز لها
ايريني : مش هتعقل بقي احنا كبرنا
سامي : مين دول و بعدين انا في عز شبابي و البيت فضى علينا و انا و انتي و الليل طويل
ضحكت بخفة و غنج اما هو أقترب منها و كانه ليس بينهم سنوات من العمر كان حبهم يكبر فيها رغم العقبات التي تواجههم
مرت الايام و الجميع يعيش في هدو وسافرت ماريا و رامي شهر عسل و اختها تعيش في حزن و ألم و احساس بالإهانة
و بعد عدة اشهرشعرت ماريا بتقلصات في معدتها و كانت تتقيى و لا يبقي الطعام في معدتها بالإضافة انهم اذا أجتمعوا عند امهم كانت تشعر بالنعاس
عرفت ايريني ما تعاني منه ابنتها هي تحمل طفل و رغم فرحتها لحمل صغيرتها الا انها كانت حزينة علي ميرنا و حالها
و لذي قالت لماريا
ايريني : بلاش تقولي قدام اختك
نظرت إليها ماريا بستفسار
ايريني : اختك محرومة يا قلب امها و دخنا بيها علي الدكاترة لما نطمن عليكى هبقي اكلمها
ماريا : ميرنا هتفرح ليا يا ماما
ايريني: طبعا بس انا هعرف اوصل ليها الموضوع من غير ما اجرحها
هزت ماريا رأسها
مرت الايام ولان ايريني تثق في الطبيب الذي تتعامل معه ميرنا تابعت ماريا معه و اخبروه أن لا يقول لميرنا
و رغم انه رفض تفكيرهم الا انه لم يعقب مر الشهر الأول و الثاني و هي تشعر أن هناك خطب في اختها تبدو متعبه و ضعيفة اغلب الوقت
لكنها لم تفكر ان تربط الخيوط ببعضها هي من مر خمس سنوات علي زواجها لا تعرف الاعراض التى تشعر بها اختها لا تعرف لانها لم تجربها من قبل تلك النبضه التي ترتعش فى رحمها تعلن عن وجود حياه فيه
في أحد الايام كانت ميرنا تعطي نتيجة التحليل لدكتور الذي ابتسم لها و قال كله تمام مفيش حاجة تمنع الحمل حتي نسبة الماية الخفيفة اللي كانت عادية عالجناها يبقي مفيش اي مشامل عندك ممكن جوزك يعمل التحليل ده
هزت رأسها وهى تنعى كيف طلب التحليل من موسي فهي تعرف ان النتيجة ستكون أن يضربها
و ما ان همت تنهض حتي سأل الطبيب
عماد : اخبار ماريا ايه الحمل لسه تعابها
ارتبكت ميرنا و شعرت بالالم بعتصر قلبها هل يخفون عليها هم ايضا هل يخافون علي الطفل منها و لكنها انتبهت أن الطبيب ينظر إليها بقلق لقد نسى أن امها نبهت عليه و لكنه ظن في الأول لان ماريا في الشهر الرابع و حتي لو لم تعرف الآن ماذا سوف يحدث في المستقبل ماكا سيقولون عن الولد
ميرنا : بقت احسن نشكر الرب
و خرجت من العيادة و هي لا تعرف كيف تفكر و لكنها قررت ان تذهب الي امها و قالت
ميرنا : أزيك يا ماما عاملة ايه
ايريني : تعالي يا حبيبتي نشكر الرب مالك يا مارو وشك متغير ليه
ميرنا : بتسالي يا ماما طيب هي ماريا حامل
ايريني : بهدوء قالت اه
ميرنا : اه
ايربني: اه يا ميرنا اختك في اول الشهر الرابع و انا اللي قولت ليها ما تقولش ليكي عشان وجعك يا قلب امك مش عشان اللي انت فاكراه
نيرنا : ايه
ايريني : انا عارفة انك تفرحي لاختك لأنكم اولاد حلال بس انا حاسه بيكي و عشان كده مش عارفة اقولك أزي
ضمت نفسها إلي امها و قالت
ميرنا : الرب يكمل ليها يسوع يحميها و العذراء ام النور
مرت الايام و اتي يوم ولادة ماريا كانت ميرنا تقف مع امها و هي تدعي و تصلي من أجل أختها
إلي أن استمعوا إلي بكاء الطفلة
أجل فلقد علموا نوع الجنين من عدة أشهر
ابتسمت ميرنا و احتضنت ايرينى اما رامي فلقد رسم الصليب علي قلبه و اخذ يمجد الرب
مرت اللحظات وكانو يدخلون إلي غرفة ماريا و هي تضم جوليا إلي حضنها
و لكن ما أن رأت اختها و ابتسامتها حتي نادت عليها لتعطيها الطفلة
ماريا : ميرنا خدي شيلي جوليا
ابتسمت ميرنا و هي تضمها في حضنها في احساس طال انتظاره سنوات و لكنها شعرت بان جوليا طفلتها
حتي ان سامي نظر اليها بشفقة و كذلك ايريني التي كادت ان تبكي لولا يد سامى الذي حاوطها و ابتسم بطريقة جعلتها تفهم ما يفكر فيه
و ما ان تحسنت ماريا حتي رجعت الي بيت والدها و كانت ميرنا معها رغم اعتراض موسي و ابوه
كانت تتغاضي عن كلامه و تذهب الي ان نظرت امها لها بابتسامة و قالت
ايريني : ماروا يا قلبي عندي ليكي خبر حلو انا و بابا عاملين جمعية مع زمايل بابا في الشغل و هنقبض عشرين ألف جنبه
ميرنا : بجد مبروك يا ماما
ايريني مبروك عليكي انت يا حبيبتي احنا هنقبض آخر الشهر و بابا شاف المركز اللي بيعمل اعلانات عنه في الكنيسة و هنحجز ليكي هناك تعملي طفل انابيب
نظرت الصدمة و الدهشة و الفرح في عين ميرنا كانت رد كافي و هي تنظر إلي امها كانها كانت تريد تأكيد
هزت ايريني رأسها و هي تأكد لابنتها
بعد وقت كان الفرح يحاوط قلبها
و لكنها تعرف جيدا أن بعد الفرح ألم أجل هي تعرف أن الإهانة و المعايرة من موسي لن تنتهي
و ما ان رجعت الى البيت حتى قالت لجميلة التي تعتبرها امها الثانية
الفرحة في عين جميلة و علي وجهها
و لكن ما أن اتي موسي و أخبرته حتى قال
موسي : اه اعملي اللي يريحك انا كده كده كويس
هزت رأسها و لم تتكلم مرت الايام و بدأت رحلة التهيئ و التجهيز لعملية طفل أنابيب اخذت ستة و ثلاثين حقنه تحت الجلد و ايضا إشاعة بالصبغة و غيرها و ما ان طلبت من موسي أن ياتى كما طلب الطبيب ليحلل
ثار و جار و قال
موسى : انا تمام مش محتاج تحليل انا ماية ماية
ميرنا : لأنها لا تريد بشئ أن يعكر فرحتها
اتي يوم الحقن وذهب إلي المعمل بمحايلة
و ما ان طلب منه الطبيب عينت ليتم تحليلها
موسي : انا محلل
بشير : انا ماليش دعوة بالنتيجة اللي قبل كده انا لازم اتأكد بنفسي
ارتبك و تغير لونه و هو لا يعرف ماذا يقول
بشير : في ايه عاوز تقول حاجة
موسي : انا انا
بشير :انت ايه
موسي: انا الحيوانات المنوية عندي صفر
صدم الطبيب من كلامه و ليس فقط الطبيب بل الموجدين جميعا
نظرة عين ميرنا كانت تعني ليه خلتني اخوض تجربة فاشلة
سامي : انت بتستعبط لما انت ما بتخلفش ما قولتش ليه خليتنا نصرف ده كله ولا عشان انت مادفعتش حاجه لا و الاسوء انك بتذل فيها و تعايرها والعيب فيك انت
ايريني : خلاص يا سامي مفيش
ليه لازمه الكلام الرب يعوض علينا
ام ميرنا رغم أن الامل مات في لحظة الا انها نظرت إلي موسي الذي يشعر بأنه طفل صغير أمامهم
ميرنا : ياله يا موسي نروح بيتنا
نظر إليها سامي بصدمة وشنودة بتقدير
.
سامى : انت بتقولي ابه
ميرنا بقول نصيبي و ( ما جمعه الرب لا يفرق انسان)
برغم الغضب على وجه سامي .. امسكت ايريني يد سامى تهدئه فهى المهم عندها راحه ابنتها . وميرنا رضت بما قسمه الرب لها وحتى لو اعترضت فكيف تهدم حياتها بل كيف تعترض على حكم الرب وتعاليم الكنيسه
بعد وقت كانت فى شقتها ودموع موسى تسبق كلامه لها بل اعتذاره واسفه منها... ولكن هل يمحى الاسف كل ما حدث لها لقد جعلها مطرودة من الجنه مرتين... الاولى حينما عايرها بما ليس فيها والثانيه عندما حطم حلمها بكذبته وعزابها فى مراحل العلاج وادعاءه انه سليم ويقدر على الخلفه. فلما فعل بها ذلك.. بل لما كان يتفنن فى معايرتها
تركته دون رد ودخلت الى غرفتها تغفوا علها تهرب من كل ما يحاوط بها.
و مرت الايام و هو يعاملها بكل لطف و محبه.. و بعد الشهر دوام الحال من المحال فرجعت ريما لعادتها القديمه و الطبع يغلب التطبع..
و فى اول مشكله بدات الاهانه و السب.. فان حملت احد اطفال اخوته كان فكان يتطاول عليها ويهينها وكانه يدارى عجزه بذلك وقلت حيلته
و بسبب افعالها و و قوفها معه لا تقدر ان تذهب لاهلها مرة اخرى او ان تغضب و تشتكى من افعاله لانها تعرف رد ابوها
لذا كانت تصبر على طريقته و سوء افعاله معه
و ما ان زاد الوضع سوءا حتى لجات الى اختها كانت تدعمها.. فكانت اعلم بحالها
و لما تطور الوضع اسوء و اسوء لجأت الى اخوه الذى و بخه و و قف يذكره بما فعلت له ميرنا و و قفت سنين معه. بكل ماحدث
و صبرت عليه و مر سنوات و هى تتحايل ان تستمر فى عيشتها معاه.
و لكن بعد مرور ثلاث سنوات ٠ ٠ ٠ ٠ على حادثه طفل الانابيب و تغير المعامله من شنودة و صالح و اصبحوا مرينين معاها و يقفوا فى صفها بعد ان عرفوا انها تحملت مالا تصبر عليه انثى بل امراه من حقها ان تحصل على طفل... و لكنها بعد ذلك كله. المشاكل بينها و بين موسى لم تنتهى و لن تنتهى حتى زاد عن الحد فى احد الايام..جعلها تترك بيتها و كل شيئ خلفها و تحمل حقيبتها و تذهب الى ابيها بعد هذه السنين التى مرت عليها..
نظرت اليها ايريني و هى لم تتكلم بل ادخلتها من باب الشقه لانها تعرف ان هذا اليوم اتى مهما مر الزمن. فهو لم يكن الاصيل كما ظنو. ما ان اكرمت الكريم ملكته و ان اكرمت اللئيم تمرد
يتبع
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
( المطرودة من الجنة)