الفصل الثاني

#الاسطى_هانم
#الفصل_الثاني

((لقد وقعنا بالفخ))

في مطار الاسكندرية قد استقرت تلك الطائرة علي الارض تحمل معها ذالك الغائب عن وطنه لسنوات خرج منها بسعادة وهو يستنشق هواء بلده الحبيبة لينزل درج الطائرة بتأودة تستقبله شمسها الدافئة ما دفئ جسده وقلبه ايضا خطي اخيرا لساحة المطار لانهاء باقي الاجراءات بينما خارج المطار كانت تقف هانم بجانب التاكسي لتستقبل المسافرين القادمين من الخارج علها تحظي بمال اكثر لتتأفف بأحباط فها قد مر اكثر من ساعتين وقد خرج كثيرا من تلك البوابة ولكن لم يكونوا يحتاجون للتاكسي بسبب استقبال اقاربهم لهم بالسيارات لتتمتم بغضب داخلها:

_منك لله يا نخلة انت وام سلامة الحرباية

خرج امامها رجل من باب المطار يبدو عليه الوقار تحمست بقوة وهي تقترب منه لتقول:

_تاكسي يا بيه...

نظر لها الرجل من اعلاها لأسفلها باحتقار ولم يرد عليها لتأتي سيارة فارهة ترجل سائقها ليقترب منه تحدث معه ببعض الكلمات الانجليزية ليستقبله بعدها في السيارة باحترام شديد وانطلقت بعدها من امامها لوت هي شفتيها بتبرم وهي تقول بسخط:

_هقول ايه مهو قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة..افرجها علينا يارب

قالت اخر كلماتها بدعاء ليخرج هو بوسامته وهيئته المهلكة يبتسم باشتياق بكل شئ بتلك البلدة ضيق عينيه وهو ينظر لحقائبه لينظر حوله عله يجد شئ يقله لقصر البدري فلم يستدعي اي سيارة تخصه حتي لا يعلم جده بقدومه وتكون مفاجأة له وجد امامه ذالك التاكسي وبجواره شخص ما يعطيه ظهره تقدم منه وقبل ان يقول شئ التفتت هي توقفت الكلمات بحلقه وهو يتطلع لعين ذالك الشخص بلون العسل المصفي نفض تلك الافكار سريعا من رأسه وهو يستعجب تفكيره كثيرا وهو رجل مثله لتري هي ذالك الرجل الوسيم امامها تاهت هي لحظات بعينيه الجذابة لتستشف بعدها من لونها وملامحه الغربية انه بالطبع ليس من هنا لتقول بأبتسامة بلهاء متيقنة عدم فهمه للهجتها:

_ويلكم يا خواجة يا مية نهار ويلكم هو في كدة ايه القمر ده بس عدم لامؤخذة يعني هي ماما كانت بتاكل ايه عشان تجيب المهلبية دي

تعجب من كلامها والاكثر نبرة صوتها كيف لرجل ان يكون له تلك النبرة الرقيقة التي زلزلت قلبه نفض افكاره ثانية وهو ينهر نفسه علي ما يفكر به يبدو ان تواجده كثيرا بالخارج شئ مريع كما قال جده له جاء ليتحدث ثانية لتقول هي سريعا:

_ايه يا خواجة هتركب التاكسي ولا هيجيلك ليموزين زي اخينا اللي سبقك..طب اقولهالوا ازي دي

ابتسم بتسلية وقد فهم انها تعتقده احد الاجانب وانه لا يفهمها ليصمت حتي يستمع لباقي كلامها لتقول هي بعد تفكير عميق:

_اه عرفت..ترخب تاخسي يا خواجة دي حلو كتير

لم يستطع تميم السيطرة علي نفسه لينفجر ضاحكا عليها وعلي حديثها المضحك ابتسمت هي ببلاهة وهي تطالع تلك الضحكات الساحرة والغمازات التي مازادته الا جمالا لتقول دون وعي:

_يخربيت جمال امك...

توقف تميم عن الضحك لينظر لها بحاجب مرفوع لتستدرك هي الامر لتقول سريعا وقد توسعت عينيها بحرج بينما اشتعلت وجنتيها خجلا:

_احيه..انت بتتكلم زينا

ضيق تميم عينيه باستغراب لتقول سريعا مصححة:

_مقصدش انك اخرس اقصد يعني بتعرف عربي وكدة

تنحنح قليلا ليعود لصرامته وهو يقول بجدية:

_اه في مشكلة...هتوصلني ولا لا؟!..

اذدردت لعابها وقد تلونت بشرتها بحمرة لطيفة وقد شعرت بالخجل من حديثها كلما تتذكر انه فهمها لتقول بحماس رغم خجلها وهي ترفع يدها عند رأسها بتحية وهي تفتح له الباب الخلفي للسيارة:

_اتفضل يا باشا تحت امرك

دلف داخل السيارة بعدما املاها العنوان وصل كامل تركيزه علي هاتفه لتستقر هي امام عجلة القيادة وقد شعرت بالتوتر والحيرة وعدم التركيز وهي تتطلع علي ذالك التطبيق الذي قامت بتحميله علي هاتفها لتحديد الموقع فهي اول مرة تخرج عن حدود منطقتها وبالاخص الي تلك المناطق الراقية ظلت علي ذالك الحال لأكثر من نصف ساعة اغلق تميم هاتفه وقد شعر بمرور الوقت ليلتفت للنافذة بجانبه ليجد الطرق مختلفة عما اعتاد نعم قد غاب بالخارج لسنوات ولكنه مازال يتذكر جيدا طريق بيته نظر لها بشك وهو يقول بحدة:

_انت رايح فين ده مش الطريق اللي قولتلك عليه

لم تنتبه لصيغة المذكر التي يحدثها بها من شدة توترها فهي تعلم انها وللاسف اضاعت الطريق ولم تعد تعرف الي اين تذهب لتقول بصوت مرتعش حاولت دعمه بقليل من الثقة:

_متقلقش يا باشا ده طريق مختصر هنوصل ان شاء الله

قالت الاخيرة بتمني وهي تمسك بهاتفها مجددا تحاول فعل ما يمكن فعله صبت جام تركيزها علي الهاتف حتي انها لم تنتبه للسيارة امامها ليقول تميم سريعا وقد لاحظ عدم تداركها للامر:

_حااااااااااسب...

حدث كل شئ سريعا وفجأة اصطدمت بالسيارة امامها ساد الصمت ثواني من هول الصدمة ثم ما لبث حتي اغلق تميم عينيه بغضب وهو يضغط علي اسنانه بقوة انكمشت هي بمقعدها بخوف حتي ترجل سائق السيارة الاخرى من سيارته وهو يندفع بغضب اتجاهها اضطرت هي للخروج من السيارة ايضا ومواجهته استعادت انفاسها حتي تكون بموقف قوة وتستطيع ان تقلب الطاولة عليه وترجل تميم من السيارة بغضب ايضا وفور وقوفها امام ذالك الشاب الوسيم صاحب السيارة الرائعة التي شوهتها منذ قليل ولم تعطي لأحد فرصة للحديث لتقول بصوت عالي:

_انت متخلف يا بني فهمني طيب هل انت متخلف؟!في حد يعمل كدة بوظتلي الشاسيه منك لله دي عليها اقساط في حد يخبط حد كدة ربنا علي المفتري

توسعت عينيه من حديثها وهي المذنبة كما نظر لها تميم بتعجب ايضا ليقول الشاب:

_يا بنتي انا جيت جنبك ده انتي اللي....

قاطعته فورا حتي لا يضعف موقفها لترفع من صوتها اكثر وهي تلتفت حولهم حتي يتجمهر الناس:

_لا بقولك ايه شغل العوء ده مش هياكل معايا اشهدوا يا ناس شوفوا اللي عملوا

ثم ازاحت قبعتها لينفرد شعرها الطويل الناعم يغطي ظهرها بالكامل ما جعل عيني تميم تتوسع بصدمة وانبهار من نعومته الشديدة وهي تكمل مشاجرتها معه:

_ولا انت يعني فاكرني عشان بنت هسكتلك لا يا حبيبي ده انا بمية راجل انا شيفاك من الاول اصلا وانت ماشي ورايا بعربيتك ولازم اخد حقي بقي

قالتها وهي تتهجم عليه تحاول ضربه والجميع التفوا حوله ايضا ليفيق تميم من شروده وهو يتقدم منهم سريعا يحاول تخليصه من بين يديهم وقد نجح في ذالك ليقول الاخر بسعادة عند رؤيته وهو يهندم ملابسه:

_تميم ايه الصدفة الحلوة دي جيت امتي يا بني

ابتسم تميم وهو يقول ببعض المرح الذي يشوبه السخرية:

_انا كمان مبسوط اني شوفتك يا مازن بس اعتقد ان الصدفة مش سعيدة خالص

تعالت ضحكات مازن وقد نسي الموقف بأكمله لعودة صديق عمره من الخارج وجاره منذ صغره ايضا ليتقدم نحوه وهو يأخذه باحضانه وهو يقول بسعادة:

_وحشتني يا راجل كدة تسافر وتقول عدولي

ابتسم تميم وهو يربت علي ظهر صديقه بود وهو يقول بدوره:

_اديني جيت وقاعد علي قلبكوا لحد ما اقرفكم مني

تعالت ضحكات مازن وهو يبتعد عنه ليقول:

_اقرفنا انت بس وملكش دعوة..بس غريبة جدي فايز مقليش انك جاي

اشار هو برأسه وهو يقول بتقرير:

_ايوة مانا عملهاله مفاجأة...

ذهب مازن تجاه التاكسي ليأخذ حقائبه يضعها بسيارته وهو يقول:

_طب يلا ده هيفرح اوي

كانت تقف بصمت بعدما ابتعد تجمهر الناس تفرك يديها بتوتر وهي تشكر الله بداخلها للخروج من تلك الورطة بسلام كاد تميم ان يتجاهلها ولكنه عدل عن قراره وهو يقترب منها ليقول باستمتاع وهو يري حالة التخبط التي عليها:

_مازن طبعه كدة اول ما يفرح بينسي كل حاجة لكن انا لا..توهتينا ومن اول النهار بنلف وسكت مش مركزة وخبطي عربية صاحب عمري وعديتها لميتي عليه الناس وطلعتيه هو اللي غلطان سيبتك للاخر

ابتلعت لعابها بخوف وهو تلملم خصلتها الحريرية وتضعها حول اذنها لتنظر له بعيناها البنية الجذابة التي كانت تسحبان رماديتيه بجاذبية شديدة ليقول بشرود:

_لكن صدمتي الحقيقية انك طلعتي بنت ده انتحال شخصية بقي ولا ايه

انتبه علي صوت صديقه وهو يناديه ليذهبوا للبيت ليذهب هو له لتزفر هي براحة من انتهاء ذالك الموقف لتقول باذدراء وهي تنظر لاثره:

_جاتك القرف في حلاوتك

لتتجه لسيارتها سريعا وهي تتمتم بسخط:

_ماشي يا ام سلامة ان ما قطعت عيشك من المنطقة مبقاش انا هانم
******************************
ظلت تتململ بجلستها جانب والدتها بعدم ارتياح وهي تراقب الجالس امامهم يرمقها بنظرات مشمئزة من ملابسها التي لا تستر شئ وترتسم بوضوح علي وجهه عدم ترحيبه بهم لتقترب والدتها وهي تهمس:

_وبعدين يا مامي هنفضل مستنيين كتير كدة انتي شايفة جدو فايز مش طايقنا ازاي ده قعد معانا بس عشان تميم جاي...انتي متأكدة يا مامي ان تميم جاي

انزعجت سوزي من حديث ابنتها ونظرت لفايز في خشية ان يكون قد استمع لها وكادت تجيبها ولكنها قاطعها صوت تميم وهو يدخل البيت بمرح:

_فايز باشا اللي وحشني عند كلامي بقي ولا لا

انتفض فايز واقفا بفرحة غامرة وهو يحتضنه بحب واشتياق وقد اتي مازن خلفه وهو ينظر لهم بابتسامة:

_اخيرا يا تميم ده انا قولت هموت من غير ما اشوفك

ابتعد عنه تميم بخوف وهو يقول بسرعة:

_بعد الشر عليك يا جدي متقولش كدة

لفت نظره سوزي وسالي الوقفتان في استقباله ليقول بترحيب:

_ازيك يا طنط...عاملة ايه يا سالي؟!

لم ترفع سالي عينها من عليه مأخوذة بوسامته المهلكة لتقول بدلال مفتعل وابتسامة بلهاء وعيناها تكاد تطلق القلوب:

_انا كويسة اوي وحشتني خالص..قصدي يعني وحشتنا

قالت الاخيرة بخوف وقد لاحظت نظرات فايز الغاضبة لها ضحكت والدتها بافتعال:

_حمدالله علي سلامتك يا حبيبي دي سالي مكنتش مصدقة نفسها دي مبتبطلش كلام عنك

ثم اكملت موجهة حديثها للجد:

_عشان كدة اول ما عرفت ميعاد رجوعه من الشركة جيت اقولك علي طول يا عمي..سالي كانت مشغولة خالص انت عارف بقي هي موديل مهمة قد ايه بس اصرت تيجي بنفسها تشوف تميم وعشان طبعا هو بقاله كتير غايب قولنا نيجي نقعد معاه يومين والشنط هتوصل كمان شوية

توسعت عين فايز بغضب من تصرفات ابنة اخيه وابنتها اما تميم نظر لهم بلامبالاة وصعد يرتاح بالاعلي ومازن يحاول كتم ضحكاته بصعوبة علي وقحاتهم المعلومة لدي الجميع ليستأذن من الجد بالذهاب الذي الح عليه بالانتظار ولكنه وعد ان يأتي مرة اخرى ليذهب يلحق موعد خطيبته الذي اضاعه بسبب فرحته بقدوم تميم نظر الجد لهم بملامح غامضة ليقول بحسم لأبنة اخيه الطامعة:

_اللي بتعمليه عمره ما هيجيب نتيجة يا سوزان حطي ده في بالك انا مفتحلك اوي كله الا تميم

ليتركها ويصعد للاعلي هو الاخر تاركها ترمقه بغضب وحقد لتقول ابنتها بسعادة كبيرة:

_انا مش مصدقة نفسي يا مامي انا وتميم في بيت واحد حاسة ان هيجرالي حاجة من الفرحة

نظرت سوزي امامها بشرود وهي ترد عليها يتوعد:

_وقريب اوي يا روح مامي هيكون ليكي هو وكل حاجة ليه وتفضلوا مع بعض في بيت واحد علي طول
******************************

#الاسطى_هانم
#هند_محمود_صديق
#يتبع...
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي