"الحب لا يُنسى" الجزء الثاني

غدير تخرج من باب المنزل و تغلقه وراءها و هي تتحدث في الهاتف المحمول مع صديقتها المقربة "نور" و كانت تقول لها

غدير : متبقيش كسولة و بروطة بقى يا نور عشان خاطري تعالي خلينا نفطر مع بعض
نور : لا مش جاية معايا أخرج النهارده من البيت
غدير : يا بت بقول لك عشان خاطري خلي عندك شوية ذوقك و بعدين بصراحة كده الواد يوسف شكله قافش كده و مكتئب اليومين و احنا عايزين نفكه شوية
نور : لا متخافيش يا روحي هو أول ما هيشوفك قدامه كده الاكتئاب ده هيروح و هيتفك لوحده
غدير ب انفعال : تصدقي انا غلطانة اني بكلمك خليكي متلقحة قاعدة شبه القفا كده
نور ب فضول : هو انتي هتقابليه فين اصلا ؟
غدير : هيكون فين يعني ما اكيد في النادي ، هروح اقعد معاه شوية ، ما تيجي بقى و بطلي غلاسة
نور : طب غدير بقول لك ايه اقفلي كده دلوقتي عشان معايا تليفون مهم
غدير : ماشي يا ستي اخلعي براحتك ، ياللا باي

و أغلقت غدير المكالمة و استقلت الاسكوتر خاصتها و ذهبت ، نظرت نور إلى هاتفها التي كان يرن ب الفعل .. نور تكون صديقة غدير المقربة منذ الصغر هي و يوسف و كانوا يدرسوا معا منذ الصف الابتدائي لكن عند دخول الجامعة كل منهم اختار مجال دراسي مختلف ، غدير اختارت هندسة و يوسف فنون جميلة و نور طب اسنان .. نور تعشق يوسف منذ الصغر ولكن مشاعر يوسف واضحة وضوح الشمس ف هو يحب غدير كثيرا منذ إدراكه للحياة و لكن دائما ما تحاول غدير تغيير مشاعر يوسف اتجاهه و إقناعه ب أنهم إخوة و أصدقاء مقربين فقط و نور تعلم ذلك و تدب في داخلها نار الغيرة و الغضب دائما من صديقتها غدير رغم أنها تحبها كثيرا و لكن غيرة الحب دائما ما تكون هي سيدة الموقف ، تحاول نور لفت انتباه يوسف إليها ب جميع الطرق لكنه لا يستجيب و هي دائما تخفي مشاعرها و لا تعترف بها ب شكل صريح و تحاول في ذات الوقت ابعاد يوسف و غدير عن بعضهما دون أن تؤذيهما ..

في النادي كان "عمر" يركن سيارته ب جانب اسكوتر " غدير" أثناء محادثتها ل "يوسف" في الهاتف و عند نزوله من السيارة اصطدم باب سيارته ب "غدير" ل تنفعل عليه و هي تقول له

غدير : ايييه يا حاج انت ما تفتح
عمر ينزل من السيارة : انا اسف جدا والله انا معرفش ازاي ده حصل
غدير : لا والله !
عمر : لا مؤاخدة الباب ريح شوية
غدير : اه ريح ، طب ريح انت بقى و عدي
عمر : لا لا ازاي اتفضلي انتي الاول
غدير : والله العظيم ما معدية
عمر : لا والله ما يصحش
غدير : اخلص بقول لك مش معدية
عمر : يا ستي ladies First بقى متصغريناش
غدير : لا لا لا انا ماليش في الجو الملزق ده خااالص هاا خالص

و سلكت طريق آخر حتى تعبر و تذهب و نظرات عمر تتبعها ب ابتسامة جميلة غير مفهومة تماما ثم تغيرت تلك النظرة و الابتسامة الجميلة إلى نظرة تحدي و استقل سيارته مرة أخرى حتى يتخذ منها مضرب الركت خاصته و اغلق عربيته و ذهب خلفها .. حينها كان يوسف يجلس وحيدا على ترابيزة يعليها طعام الإفطار و هو يتناوله ف رأته "غدير" ل تنفعل و يعلو صوتها و يملئ أرجاء المكان و هي تقول له

غدير : يعني انا سايبة أبويا و طبق الفول بتاعه عشان اجي أفطر معاك يا واااطي و انت قاعد بتاكل لوحدك
يوسف ب ضحكة : بقى بعد كل التاخير ده و كمان ماكلتيش الفول العااالمي بتاع الدوك بتاعنا ده انا حتى قولت انت اكيد ضعفتي قصاده و مقدرتيش تقاومي و نفضتيلي
غدير : عيب عليك على فكرة انت المفروض تكون عارفني اكتر من كده ، معلش انا اتأخرت عليك شوية عشان الطريق كان زحمة و كان فيه عيل رخم اوي كده قعد يستظرف في الباركينج بس تمام يعني
يوسف : اممم اممم ما هو طول ما حضرتك راكبة البتاع اللي اسمه الاسكوتر ده و جنبه البتاعة اللي انا مش عارف اسمها ايه دي بصراحة لغاية دلوقتي و شايفين واحدة زي القمر زيك كده سيقاه يبقى لازم تتعاكسي يا فندم و اكيد طبعا حضرتك فضلتي ترازي في صاحبنا الرخم ده للصبح
غدير : ايه ده انت عرفت منين أن أنا رازيته ؟
يوسف : ده على اساس ان انا مش عارفك بجد يعني ولا ايه ؟ ده انتي متبقيش غدير بنت الدكتور رفعت لو معملتيش كده و مش بعيد كمان تكوني فرجتي النادي كله عليه
غدير : ما هو اللي مُهزأ طيب انا مالي بس انا كنت لسه هااااهزأ بس للاسف ملحقتش
يوسف ب مداعبة : كنتي لسه هاااا تهزأيه لسه
غدير ب ضحك : اه والله
يوسف ب تنهيدة : هاااا
غدير و هي تتناول البطاطا : هاااا اللي في اخر الضحكة دي انا عارفاها و حفظاها و صماها ايه مالك بقى فيه ايه ؟
يوسف ب تردد : لا مفيش حاجة
غدير : انجز و قول مالك فيه ايه بجد ؟
يوسف يعتدل و ينظر لها : طيب ، بصي يا غدير انا بفكر أن أنا اسافر
غدير : ماشي طيب ما تسافر يا معلم و فرفش و اتبسط ايه المشكلة يعني
يوسف : لأ انا مش عايز تسافر اصيف ، انا بفكر أن أنا اسافر ايطاليا و افتح جاليري و استقر هناك
غدير ب صدمة : يعني ايه ؟ يعني قصدك انك عايز تهاجر
يوسف : امم بالظبط كده
غدير : طيب و بابا ؟ و اونكل سالم ؟ و انا ؟ و كل الناس اللي بتحبك ايه ؟ مكنتش عارفة ان انت اناني اوي كده
يوسف ب ضيق : اناني ! انتي اللي بتقولي كده ؟ ده انتي حتى اكتر واحدة شايفة القرف اللي انا عايش فيه هنا بقالي سنتين من يوم ما رجعت من لندن و خناقات بابا و شريف مش بتخلص و شريف مش عايز يخرجني من دماغه يا غدير و أنا بصراحة خلاص زهقت من كتر المشاكل ، ثم انا مش قادر افهم ايه العيب يعني في أن انا اكون عايز اعيش في هدوء
غدير ب انفعال : ف تهرب ده الحل بالنسبة لك ؟ تمام يا يوسف اعمل اللي انت عايزه بقى بس ياريت متكنش مستني مني أن أنا أسقف لك على موقفك ده و اقول لك براڤو
يوسف بعد لحظات من الصمت : غدير
غدير : هاا خير ؟
يوسف : تتجوزيني ؟

لم تجيب غدير على سؤال يوسف و لكن ملامح وجهها كانت تقول كل شيء و كانت توضح مدى رفضها ل طلب يوسف التي تقبل رد فعلها ب حزن شديد و لكن كان يحاول عدم اظهار ذلك ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي