عدو من مستنقع الذكريات البارت الرابع

*" عدو من مستنقع الذكريات " " البارت الرابع "*
حاولت أروى أن تلملم شتات قلبها و بعثرة أوتارها و جمعت رباطة جأشها و قالت و هي تكاد أن تنفطر من شدة الألم الذي اعتلى قلبها
أروى : و انت ليه قولتله كده و ليه مش موافق عليه !؟!!! ، تنهد معاذ و نظر إلى عيني أختى اللاتي كانتا تشعان بالحب نحو أمير
معاذ : إنتي عارفة إنك أغلى عندي من أي حاجه في الدنيا صح !!؟ ، حركت أروى رأسها من أعلى إلى أسفل و لم تنطق بعد ، فتابع معاذ حديثه و قال
معاذ : أنا مش ممكن أعمل حاجه فيها ضرر ليكي ، و أمير مش هو الزوج المناسب ليكي ، حركت أروى رأسها تجاه أخيها و لم تنظر لعينيه مباشرةً و قالت
أروى : مش هو الزوج المناسب إزاي يعني أنا مش فاهمه !! ، تنهد معاذ بحزن و قد أحس بما يعتلي قلب شقيقته قائلا
معاذ : الطبيعي لما أي عريس يتقدم أنا بدوري بسأل عليه و على أخلاقه و الحاجات دي يعني ، بس اكتشفت إنه عديم مسئولية و بيشرب سجاير و مش بيصلي ده غير انه يعرف بنات كتير و كل يوم يخرج مع واحده شكل ، فـ أنا مستحيل أوافق أجوزك لواحد زي ده ، اغرورقت عينا أروى و لاحت ابتسامه باهته أعلى شفتيها و قالت و هي ترتشف دموعها قبل أن تسقط معلنة الهزيمه
أروى : اللي تشوفه يا أخويا و أنا راضية بيه مهما كان ، إنت عارف مصلحتي و المناسب ليا أكتر مني ، أنا ها أقوم أروح أجيب حاجه من برة و جاية مش ها أتأخر ، تبسم معاذ و هو يشعر أنه قد لامس جُرحها ، تلك هي أخته التي تعب في تربيتها تكابد آلامها و لا ترد أن تنعي بذلك ، حرك معاذ رأسه و هم بالموافقه على أن تخرج شقيقته كي تجلب غرض ما ، و بعد ما حصلت أروى على موافقة معاذ انتظرت حتى خرج من غرفتها و بدلت ملابسها سريعا و هبطت إلى الشارع و صارت تسير في الطرقات ، كانت تنظر للوجوه من حولها و تريد أن تخبرهم أنها هُزمت و تقطَّعت كل حبال الوصال التي كانت تتشبث بها ، كانت أروى شاردة .. باردة الأطراف .. كان الهواء يداعب خصيلات شعرها فــ كانت تتهادى و ترفرف و بشدة ، توقفت أروى أمام حديقة عامة و كانت تحديدا أمام مقعد يقبع أمام شجرة كبيرة ، ارتمت أروى على ذلك المقعد و كانت تتحسس ذراعيها برفق لأنها كانت تشعر بالبرد ، كانت ستغفو بمكانها و لكنها استيقظت و هي تشعر أنها سمعت صوت أمير ، نظرت حولها فلم تجده فظنت أن ذلك الصوت من صنع مخيلتها فنهضت و كادت أن تعود أدراجها و لكن صوت أمير عاد يهتف بإسمها ، نظرت أروى خلفها فوجدته واثباً أمامها و قد كسى الحزن وجهه ، صمتت أروى و لم تحرك ساكناً كانت تنتظر ماذا يريد أن يقول هذه المرة ، أخذ أمير نفسا عميقا و قال
أمير : أروى إنتي عارفة أنا بحبك قد إيه و ما قدرش أبعد عنك ، أنا كلمت أخوكي عشان أتقدملك بس هو رفض و أنا عارف هو رفض ليه بس أرجوكي عشان خاطر حبنا إديني فرصة و من خلالها ها أثبتلك إني إتغيرت بجد و ها أتغير للأحسن عشانك أرجوكي يا أروى ، لا تعلم أروى لمَ انتابها شعور ألا الشعور تجاه أمير ، لم تعد تتأثر به كمن ذي قبل ، شعرت و كأنها لم تحبه من قبل ، تنهدت أروى و نظرت إليه ببرود قائلة
أروى : أنا أسفه يا أمير بس وقفتي معاكي دلوقتي ما فيش منها لازمه أنا لازم أمشي ، كادت أن تغادر و لكن أمسك أمير بساعدها قائلا
أمير : أرجوكي يا أروى ، إحنا بنحب بعض و ما ينفعش نبعد من أول اختبار يقابلنا ، أنا بس محتاج فرصة واحده أثبتلك فيها اني بحبك بجد ، جذبت أروى يدها من بين أصابعه قائله و هي تحدق به بغضب
أروى : لو عايز تثبت حاجه فعلا فانت لازم تثبتها لــِ معاذ أخويا و من دلوقت لحد ما تثبتله إنك الشخص المناسب ليا ما ينفعش إننا نتقابل ، بعد اذنك .
ذهبت أروى بعيدا عن أمير و هي غير نادمه على فعلتها معه ، على النقيض تماما فهي كانت تشعر أنها فعلت الصواب ، قطع شرودها شخص ما من خلفها يقول
_ : القمر الزعلان ده يجيلي بس و أنا أبسطه ، ايه القمر ده هو فيه كده ؟! ، تسمرت اروى في مكانها كانت فقط تستوعب ما سمعت و لكنها لم تفضل الصمت هذه المرة فقد أرادت أن تلقن ذاك الشاب درسا لا ينساه.، فنظرت خلفها وجدت شاب يعبر الطريق و يسير في اتجاهها ، اعترضت اروى طريقه قائله بغضب شديد
أروى : هو انتوا مش ناويين تتعلموا الادب ؟! امتا البلد تنضف منك و من أمثالك !؟ انتوا ايه ما عندكوش دم ؟! ماشي تعاكس في بنات الناس عشان تبان روش قدام اصحابك ؟! على فكرة بقا الولاد اللي بتعاكس ما فيش عندهم دم و ما يعتبروش رجالة أصلا ، انت ايييه ؟! مش خايف حد يعاكس أختك و يعترض طريقها و يقولها كلام مش كويس ؟!! انضفوا بقا ده انتوا خليتوا الواحد مش عايز يخرج من بيته بسببكم يا اخي حسبي الله و نعم الوكيل فيك و في كل اللي زيك ، كان الشاب يرتدي نظارة تحجب عن عينيه أشعة الشمس ، أشاح ذلك الشاب نظارته و نظر لـِ أروى من أعلى إلى أسفل و من ثم قال
خالد : أولا أنا ما اتكلمتش و لا حتى بصيتلك ، و اللي عاكسك كان واحد راكب متوسيكل و مشي من بدري ، ثانيا سيادتك لابسة بنطلون ضيق جدا و البلوزه قصيرة فبالتالي انتي اللي شجعتيه انه يعاكسك ، قالت أروى سريعا باندفاع
أروى : ما هو لو محترم ما كانش بص عليا اصلا و لا حتى عاكسني ، تبسم خالد و قال و هو يعلم أن ما سيقول سيُشعر أروى بالإحراج
خالد : بس انتي لو كنتي لابسة لبس محتشم شوية هو ما كانش ها يعاكسك ، و بالفعل شعرت أروى بالإحراج لدرجة أن وجنتيها و أنفها احمرت من شدة الاحراج هذا ، أزاحت أوى خصيلات شعرها التي كانت تداعب وجنتيها و قالت
أروى : ههه على أساس إنه بالطريقة دي ها يبطل يبص على البنات ؟!! هو طالما فيه الداء يبقى ها يعاكس البنت حتى لو كانت لابسة شوال ، رفع خالد حاجبيه و قال و هو ينوي الرحيل عقب انتهائه من أخر جمله جالت في خاطره
خالد : حلو .. انتي البسي الشوال و تبقي عملتي اللي عليكي و تعفي نفسك من ذنب لبسك للهدوم القصيرة و هو ها يتحاسب على معاكسته ليكي ، الفكرة في ان كل واحد يعمل اللي عليه يعني حتى لو كل الرجالة اللي على الارض بقت محترمه برضو ها تتحاسبي لو لبسي لبس مش محتشم عن اذنك ، بالفعل ذهب خالد بعد ما ارتدى نظارته ذهب و لم يلتفت لتلك الفتاة التي كانت وكنها تحترق من الداخل ............



#صغيرة_الكُتَّاب
#سارة_فرج
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي