عدو من مستنقع الذكريات

صغيرة الكُتَّاب`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-05-26ضع على الرف
  • 20.4K

    جارِ التحديث(كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

عدو من مستنقع الذكريات البارت الأول

*" عدو من مستنقع الذكريات " " البارت الأول "*
لم تكن توقن مدى خطورة ما يجري ، كانت قد ارتدت جلباب فضفاض كان يغطي حتى أصابع قدميها ، دلفت إلى الغرفة التي تقبع في نهاية المنزل التي كان يتوسط ردهتها شيخ يبدو عليه أنه في مقتبل عقده الخمسون ، نظرت إلى أخيها بذعر بعدما دب الرعب في قلبها ، ف ربت أخيها على كتفها مطمئناً لها ، دعاها الشيخ للجلوس بجانبه .. و في هذه المرة أطالت النظر نحو أخيها و لكنه لم يحرك ساكناً ، ف تقدمت نحو الشيخ بخطوات دئوبة و جلست بجانب الشيخ و قد تركت مساحة ما يقارب إلى عشرون سنتيمتر بينهما ، تبسَّم الشيخ من شدة حيائها و أخذ من جانبه منديلا ورقيا و وضعه فوق رأسها و من فوقه وضع يده و ثبتها جيدا و قال قبل أن يبدأ العمل
الشيخ : أنا ها أقول الرقعية الشرعية مهما حصل ما تتحركيش ، و لو حسيتي بأي وجع في أي مكان في جسمك تقوليلي بعد ما أخلص ، كان الشيخ بإمكانه أي يشعر باهتزاز جسدها إثر الرعب الذي تملكها ، من المفترض أنها فتاة سوف تكمل سن الخامسة و العشرون و يجب أن تكون ذات ثبات و لكنها كانت خائفة بل و بدأت في التعرق مثل الأطفال الصغار ، بدأ يقرأ و هو ما زال واضعا يده فوق رأسها و بدأ في تلاوة بعض الأيات و من بينهم آية الكرسي ، ما كان يجعل *أروى* ترتجف ؛ نطقه لبعض الكلمات فجأة بصوت خشِن كـ المعين و الودود ، و بعدما إنتهى من التلاوة سألها هل شعرت بألم في أي مكان بجسدها !؟
أروى : حسيت إن ضهري وجعني جامد ، ف عصب عينيها بقماشة ما و جعلها تضع كلتا يديها على فخذيها و أخذ يتحدث و كأنه يوجه حديثه لشخص غير الذين معه في الغرفة ، كان يطرح أسئلة منها هل بجوف تلك الفتاه سِحر !؟ و إن كان نعم تهتز يدها اليمنى و تجافي فخذها، كان يظل يردد كلمة " الرافع " بكل ما أوتي صوته من قوة و هذا ما حدث بالفعل إهتزت يدها و تجافت عن فخذها قليلا ، و من ثَم طرح سؤالا آخرا و هو هل ذلك السحر مشروب أم مأكول !؟ فإن كان مأكول تتجافى يدها اليُسرى و إن كان مشروب تتجافى يدها اليُمنى ، فاهتذت يدها اليُمنى ، ظل يوجه مثل هذه الأسئلة و لكن في سؤال ما منهم لم تكن تهتز أي من اليدين و ذلك جعل الشيخ يثور غضبه فكان يوجه بعض التهديدات بأنه سيحرق و يضرب ذلك الذي يأبى الإجابة عن أسئلته ، و في النهاية تبين أن ما في جوفها سحر مشروب رسب في جوفها عن ما يُقارب الخمس سنوات و قد افتُعل بواسطة رجُل مسلم .. تلك هي المعلومات التي استنتجها الشيخ ، ثم أخرج علبة صغيرة جدا بحجم عقلة الأصبع تحوي مسحوق أخضر اللون و كان بجانبه من الجهة الأخرى كوبا من الماء أفرغ فيه نصف محتوى تلك العلبة الصغيرة ، نظر إلى أخيها *معاذ* بينما كان يقلب ذلك المسحوق مع الماء
الشيخ : ها نحتاج إننا نطلع السحر ده من بطنها ، و أشار إلى الكوب الذي بيده و أردف قائلا
الشيخ : ما تقلقش دي أعشاب طبيعية ها تساعدها في إنها تستفرغ ، مد يده نحو أروى بعد ما طلب من معاذ أن يأتيه بإناء فارغ كبير ، أفرغت أروى ذلك المشروب في جوفها و لم تستطع تحمُّل مرارته ، أمرها الشيخ بأن تستفرغ .. لم يكن يعلم أنها تواجه صعوبة في ذلك الأمر فهي تعاني من آلامٍ في المعدة و كلما استفرغت شعرت بأنها ستتقيأ أحشائها أيضا ، كانت تضع إصبعها السبابة في فمها حتى يساعدها في الإستفراغ و بالفعل نجحت في ذلك و لكنها كانت تشعر أنه هناك شيء يأبى الخروج شيء يتوقف عند بلعومها و لا يخرج ظلت تحاول و تحاول حتى بعدما جعلها الشيخ تتجرع كوبا أخرا من المسحوق الأخضر مع الماء استفرغت كم كبير بل و أفرغت جوفها كله و لكن هناك شيء يأبى الخروج ، ظن الشيخ أنها تشعر بذلك أثر محاولاتها في التقيؤ ، و تأتي بعد ذلك مرحلة إخراج ذلك الجن المسئول عن السحر الذي كان بها ، ظل الشيخ يترل أشياء بصوت منخض و شعرت أروى أن شيء ما ينجلي من قدمها ، فأخذ أخيها دبوسا و ثقب إصبعها الإبهام من قدمها اليمنى و بعد ما تناثرت منه بعض قطرات الدماء ، أخبرهم الشيخ بأنها يجب أن تستحم بماء وضع فيه مادة كالزيت و أوراق النبق و لكن عليها ألا تستحم في المرحاض .
صعدت أروى إلى غرفتها و أخذت الماء و غمرت به جسدها في وسط غرفتها بعدما وضعت لها أمها إناء يحتوي الماء و يحتويها أيضا ، و بعد ما انتهت جلست القرفصاء على سريرها ممسكةً بمشروب غازي تتحدث إلى أمها
أروى : ماما .. إنتي مصدقة الراجل ده !؟ أنا حسيت إن أمعائي ها تخرج من بوقي من كتر المحاولات عشان أر*جَّع ، ربتت الأمم على رأسها بحنوّ قائلة
الأم : معلش يا حبيبتي إن شاء الله ها تبقي كويسة ، و يمكن الألم اللي بتحسيه في جسمك ده بقالك كتير يروح دلوقتي بإذن الله ، نظرت أروى نحو أمها بطرف عينها و أخذت تشرب مشروبها الغازي .
*فلاااااااااااااش بااااااااااااااااك*
*قبل سبع سنوات*
كانت أروى تراسل صديقتها عبر وسائل التواصل الإجتماعي ، كانت أروى تُحدث صديقتها عن ذلك الشاب الذي تملك عقلها و قلبها بل و كل كيانها ، كانت محادثتهما كالآتي
أروى : يا بنتي مش قادره أقولك بجد على جماله و حلاوته بصي هو قمر في كل حالاته كله على بعضه كده جوه جوه جوه قلبي و الله
إشتياق : و ده إيه حكايته بقا ؟! إنتي متأكده إنه بيحبك و لا ها يطلع بيتسلى و لا إيه ؟!
أروى : إيه اللي إنتي بتقوليه ده ؟! *أمير* مستحيل يكون بيتسلى بيا ، يا بنتي ده بيتمنالي الرضا أرضى يتسلى بيا إزاي بس و بعدين ده ملتزم و بيصلي و بيصوم أكيد يعني ها يتقي ربنا فيا
إشتياق : يا حبيبتي أنا خايفة عليكي مش أكتر و مش عايزاكي تتضايقي من كلامي بس لازم تكوني واثقة فيه جدا فاهماني ، دب الذعر قلب أروى و لكنها لم تكترث ، و كتبت ل صديقتها
أروى : يا بنتي ده حبيب القلب اللااااه و بعدين يا ستي لو اكتشفت انه بيتسلى بيا او اي حاجه في الرينج ده ها اسيبه على طول ما تقلقيش
إشتياق : رينج ؟! و ماله أما نشوف آخرتها معاكي .. قوليلي بقا ناوي امتا يتقدم لأخوكي عشان يخطبك ؟! ، عاد القلق و الذعر يدقان قلب أروى و بشدة و كتبت ل صديقتها بأطراف أصابع متعرقة
أروى : بصراحه مش عارفة ، بس ان شاء الله خير يعني .. ها أسيبك أنا دلوقت عشان نازلة باي باي .
أسدلت أروى شعرها الحريري المموج نسبيا بينما لم تضع أي من مساحيق التجميل سوى مورد الشفاه ، و بذلك أصبحت أروى ذات بريق و لا ثيم أنها ستسرق أنظار أمير و لن يجرؤ على أن يزيح نظره بعيدا عنها ، أروى تعلم جيدا أن حبيبها يحبها كما هي دون مساحيق التجميل تلك ، ارتدت بلوزة ذات لون نبيتي كانت تصل إلى فوق ركبتها بالقليل و من تحتها بنطال كحلي اللون ، كانت أروى فاتنه و تأثر أنظار كل من يراها .
هبطت أروى من العمارة التي يقبع بيها منزل عائلتها المتواضع و اتجهت حيث ذلك السنتر الذي تأخذ فيه دروسها الخصوصية ، كان أستاذها يدعى *" جمال "* و كان أمير الأخ الأصغر لـِ جمال ، و بذلك ستتمكن أروى من رؤية حبيب الفؤاد الذي أثرها بخفة ظله وقت المزاح و بقوة عقله و صلابته في الأوقات الجدية و برومانسيته حين لقائهما .
جلست أروى برفقة زميلاتها على الأرائك في الغرفة التي خصصها جمال لتدريس الطلاب ، لم يكن جمال قد أتى بعد و كانت أروى قد كُسِيت بالقلق و التوتر و الشوق و اللهفة في آن واحد ، و إذ فجأةً دلف إلى الغرفة شخص ما يرتدي ثياب الأستاذ جمال و لكنه تبدو قامته أقصر قليلاً من الأستاذ جمال ، كادت اروى أن تفقد الأمل في رؤية حبيب الفؤاد و لكنها فوجئت حينما استدار لهم ذلك الشخص بل و شهقت بفزع ............




#صغيرة_الكُتَّاب
#سارة_فرج
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي